مقالة الدرس ٢٥
يهوه يبارك الذين يسامحون غيرهم
«كما سامَحَكُم يَهْوَه، هكَذا افعَلوا أنتُم أيضًا». — كو ٣:١٣.
التَّرنيمَة ١٣٠ لِنُسامِحْ بَعضُنا بَعضًا
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ ماذا يُؤَكِّدُ يَهْوَه لِلخُطاةِ التَّائِبين؟
يَهْوَه لَيسَ فَقَط خالِقَنا ومُشتَرِعَنا وقاضِيَنا، بل أيضًا أبونا السَّماوِيُّ المُحِبّ. (مز ١٠٠:٣؛ إش ٣٣:٢٢) وعِندَما نُخطِئُ إلَيهِ ونتوبُ بِصِدق، يقدِرُ أن يُسامِحَنا، لا بل يرغَبُ جِدًّا في ذلِك. (مز ٨٦:٥) أكَّدَ يَهْوَه بِواسِطَةِ النَّبِيِّ إشَعْيَا: «إنْ كانَت خَطاياكُم كالقِرمِز، تبيَضُّ كالثَّلج». — إش ١:١٨.
٢ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ كَي نتَمَتَّعَ بِعَلاقاتٍ جَيِّدَة معَ الآخَرين؟
٢ وكَيفَ نتَمَثَّلُ بِيَهْوَه؟ طَبعًا، نَحنُ جَميعًا ناقِصونَ ونُخطِئُ إلى غَيرِنا بِكَلامِنا وتَصَرُّفاتِنا. (يع ٣:٢) لكنَّ هذا لا يعني أنَّنا لا نستَطيعُ أن نتَمَتَّعَ بِعَلاقاتٍ جَيِّدَة معهُم. فهذا مُمكِنٌ إذا تعَوَّدنا أن نُسامِحَهُم. (أم ١٧:٩؛ ١٩:١١؛ مت ١٨:٢١، ٢٢) ويَهْوَه يُريدُ مِنَّا أن نُسامِحَ الآخَرينَ على أخطائِهِمِ الصَّغيرَة. (كو ٣:١٣) وهكَذا، نتَمَثَّلُ بِإلهِنا الَّذي «يُكثِرُ الغُفران». — إش ٥٥:٧.
٣ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٣ في هذِهِ المَقالَة، سنرى كَيفَ يُمكِنُنا نَحنُ البَشَرَ النَّاقِصينَ أن نتَمَثَّلَ بِيَهْوَه ونُسامِحَ غَيرَنا. وسَنُجيبُ عنِ الأسئِلَةِ التَّالِيَة: أيَّةُ أخطاءٍ يجِبُ أن نُخبِرَ الشُّيوخَ عنها؟ لِماذا يُشَجِّعُنا يَهْوَه أن نُسامِحَ غَيرَنا؟ وماذا نتَعَلَّمُ مِن إخوَةٍ سامَحوا غَيرَهُم مع أنَّهُم آذَوهُم كَثيرًا؟
ماذا لوِ ارتَكَبَ مَسيحِيٌّ خَطِيَّةً خَطيرَة؟
٤ (أ) ماذا يجِبُ أن يفعَلَ المَسيحِيُّ إذا ارتَكَبَ خَطِيَّةً خَطيرَة؟ (ب) ما دَورُ الشُّيوخ؟
٤ يجِبُ أن يعلَمَ الشُّيوخُ إذا ارتَكَبَ أحَدُ الإخوَةِ خَطِيَّةً خَطيرَة، مِثلَ الخَطايا المَذكورَة في ١ كُورِنْثُوس ٦:٩، ١٠. فالخَطايا الخَطيرَة هي مُخالَفَةٌ كَبيرَة لِشَريعَةِ اللّٰه. وإذا ارتَكَبَ مَسيحِيٌّ خَطِيَّةً كهذِه، يجِبُ أن يُصَلِّيَ إلى يَهْوَه كَي يُسامِحَه، ويَجِبُ أيضًا أن يُخبِرَ شُيوخَ الجَماعَة. (مز ٣٢:٥؛ يع ٥:١٤) وما دَورُ الشُّيوخ؟ طَبعًا، يَهْوَه وَحدَهُ لَدَيهِ السُّلطَةُ أن يغفِرَ الخَطايا كامِلًا، وهو يفعَلُ ذلِك على أساسِ الفِديَة. * لكنَّهُ أعطى الشُّيوخَ المَسؤولِيَّةَ أن يُقَرِّروا هل سيَبقى الخاطِئُ في الجَماعَة. (١ كو ٥:١٢) وأيَّةُ عَوامِلَ يُفَكِّرونَ فيها حَسَبَ الكِتابِ المُقَدَّسِ لِيَأخُذوا قَرارَهُم؟ إنَّهُم يُفَكِّرونَ في أسئِلَةٍ مِثل: هل كانَتِ الخَطِيَّةُ عَمدِيَّة؟ هل خطَّطَ الشَّخصُ لِيَقومَ بها؟ هل ظلَّ يرتَكِبُها لِفَترَةٍ طَويلَة؟ والأهَمّ، هل هُناك دَليلٌ أنَّهُ تابَ فِعلًا، وأنَّ يَهْوَه قد سامَحَه؟ — أع ٣:١٩.
٥ كَيفَ تستَفيدُ الجَماعَةُ بِكامِلِها ممَّا يقومُ بهِ الشُّيوخ؟
٥ عِندَما يجتَمِعُ الشُّيوخُ معَ الخاطِئ، يكونُ هَدَفُهُم أن يأخُذوا نَفسَ القَرارِ الَّذي أخَذَهُ يَهْوَه في السَّماء. (مت ١٨:١٨) وكَيفَ يُفيدُ هذا التَّرتيبُ الجَماعَة؟ إنَّهُ يحمي خِرافَ يَهْوَه الغالِيَة مِن تَأثيرِ الخاطِئِ غَيرِ التَّائِب. (١ كو ٥:٦، ٧، ١١-١٣؛ تي ٣:١٠، ١١) أيضًا، يُساعِدُ هذا التَّرتيبُ الخاطِئَ أن يتوبَ ويَنالَ غُفرانَ يَهْوَه. (لو ٥:٣٢) والشُّيوخُ يُصَلُّونَ مِن أجْلِ الخاطِئِ التَّائب كَي يُساعِدَهُ يَهْوَه أن يُشفى روحِيًّا. — يع ٥:١٥.
٦ هل يُمكِنُ أن يغفِرَ يَهْوَه لِلشَّخص، حتَّى لَو فُصِلَ عنِ الجَماعَة؟
٦ ولكنْ ماذا لَو لم يكُنِ الخاطِئُ تائِبًا عِندَما يجتَمِعُ معهُ الشُّيوخ؟ في هذِهِ الحالَة، سيُفصَلُ عنِ الجَماعَة. وإذا كانَ قد خالَفَ قَوانينَ البَلَد، فلن يحمِيَهُ الشُّيوخُ مِنَ العَواقِب. فيَهْوَه يسمَحُ لِلسُّلُطاتِ أن تُحاسِبَ أيَّ شَخصٍ يُخالِفُ القَوانين، بِغَضِّ النَّظَرِ إذا كانَ تائِبًا أم لا. (رو ١٣:٤) ولكنْ إذا أدرَكَ الشَّخصُ لاحِقًا خَطَأَه، تابَ بِصِدق، وغيَّرَ تَفكيرَهُ وسُلوكَه، يكونُ يَهْوَه مُستَعِدًّا لِيَغفِرَ له. (لو ١٥:١٧-٢٤) وهو يغفِرُ مَهما كانَتِ الخَطايا خَطيرَة. — ٢ أخ ٣٣:٩، ١٢، ١٣؛ ١ تي ١:١٥.
٧ ماذا يعني أن نُسامِحَ مَن أخطَأ إلَينا؟
٧ جَيِّدٌ أنَّ يَهْوَه هو الَّذي يُقَرِّرُ هل يستَحِقُّ الخاطِئُ الغُفران، لا نَحن. ولكنْ أحيانًا، هُناك قَرارٌ يجِبُ أن نأخُذَه نَحن. وهذا حينَ يُخطِئُ الشَّخصُ إلَينا، وخَطِيَّتُهُ قد تكونُ خَطيرَة. في بَعضِ الأحيان، يعتَذِرُ الشَّخصُ إلَينا ويَطلُبُ أن نُسامِحَه. وفي أحيانٍ أُخرى، قد لا يعتَذِر. ولكنْ في كُلِّ الأحوال، يعودُ القَرارُ إلَينا أن نُسامِحَه، أي أن لا نظَلَّ غاضِبينَ مِنه. طَبعًا، هذا يتَطَلَّبُ مِنَّا وَقتًا وجُهدًا، خُصوصًا إذا آذانا الشَّخصُ كَثيرًا. يقولُ عَدَد ١٥ أيْلُول (سِبْتَمْبِر) ١٩٩٤ مِن بُرجِ المُراقَبَة: «إنَّ غُفرانَكُم لِلخاطِئِ لا يعني أنَّكُم تتَغاضَونَ عنِ الخَطَإ. فبِالنِّسبَةِ إلى المَسيحِيّ، يعني الغُفرانُ تَركَ المَسألَةِ بِثِقَةٍ بَينَ يَدَي يَهْوَه. فهوَ الدَّيَّانُ البارُّ لِكُلِّ الكَون، وسَيُنَفِّذُ العَدلَ في الوَقتِ المُناسِب». ولِماذا يُشَجِّعُنا يَهْوَه أن نُسامِحَ ونترُكَ المَسألَةَ بَينَ يَدَيه؟
لِماذا يُشَجِّعُنا يَهْوَه أن نُسامِحَ غَيرَنا؟
٨ عِندَما نُسامِح، كَيفَ نُظهِرُ أنَّنا نُقَدِّرُ رَحمَةَ يَهْوَه لنا؟
٨ كَي نُظهِرَ أنَّنا نُقَدِّرُ رَحمَتَه. في أحَدِ الأمثال، شبَّهَ يَسُوع أباهُ الرَّحيم بِسَيِّدٍ ألغى لِأحَدِ عَبيدِهِ دَينًا كَبيرًا لم يقدِرْ أن يُسَدِّدَه. لكنَّ ذلِكَ العَبدَ لم يرحَمْ عَبدًا آخَرَ كانَ مَديونًا لهُ بِمَبلَغٍ أقَلَّ بِكَثير. (مت ١٨:٢٣-٣٥) فماذا أرادَ يَسُوع أن يُعَلِّمَنا؟ إذا كُنَّا نُقَدِّرُ فِعلًا الرَّحمَةَ العَظيمَة الَّتي أظهَرَها لنا يَهْوَه، فسَنندَفِعُ أن نُسامِحَ غَيرَنا. (مز ١٠٣:٩) ومِن سِنين، قالَت بُرجُ المُراقَبَةِ عن هذِهِ الفِكرَة: «مَهما سامَحْنا الآخَرين، فهذا لا يُساوي شَيئًا أمامَ غُفرانِ يَهْوَه ورَحمَتِهِ الَّتي أظهَرَها لنا مِن خِلالِ المَسِيح».
٩ لِمَن يُظهِرُ يَهْوَه الرَّحمَة؟ (متى ٦:١٤، ١٥)
٩ كَي يغفِرَ لنا. يرحَمُ يَهْوَه الَّذينَ يُظهِرونَ الرَّحمَة. (مت ٥:٧؛ يع ٢:١٣) وقدْ أوضَحَ يَسُوع ذلِك عِندَما علَّمَ تَلاميذَهُ كَيفَ يُصَلُّون. (إقرأ متى ٦:١٤، ١٥.) ونتَعَلَّمُ الدَّرسَ نَفْسَهُ مِمَّا طلَبَهُ يَهْوَه مِن خادِمِهِ أيُّوب. فهذا الرَّجُلُ الأمينُ انجَرَحَ كَثيرًا مِنَ المُلاحَظاتِ القاسِيَة الَّتي قالَها ألِيفَاز وبِلْدَد وصُوفَر. مع ذلِك، طلَبَ مِنهُ يَهْوَه أن يُصَلِّيَ مِن أجْلِهِم، وبارَكَهُ بَعدَما فعَلَ ذلِك. — أي ٤٢:٨-١٠.
١٠ كَيفَ نُؤذي أنفُسَنا عِندَما نبقى غاضِبين؟ (أفسس ٤:٣١، ٣٢)
١٠ كَي لا نُؤذِيَ أنفُسَنا. الحِقدُ هو حِملٌ ثَقيلٌ علَينا، ويَهْوَه يُريدُ أن نتَخَلَّصَ مِنهُ ونرتاح. (إقرأ أفسس ٤:٣١، ٣٢.) لِذلِك ينصَحُنا: «كُفَّ عنِ الغَضَبِ واترُكِ السُّخط». (مز ٣٧:٨) وهذِهِ النَّصيحَةُ مُفيدَةٌ جِدًّا. فالحِقدُ يُضِرُّ صِحَّتَنا الجَسَدِيَّة والنَّفْسِيَّة. (أم ١٤:٣٠) فمِثلَما نُؤذي أنفُسَنا لا غَيرَنا حينَ نشرَبُ السَّمّ، نُؤذي أنفُسَنا لا الشَّخصَ الَّذي أخطَأ إلَينا حينَ نبقى غاضِبين منه. بِالمُقابِل، سنَستَفيدُ كَثيرًا عِندَما نُسامِحُ ذلِك الشَّخص. (أم ١١:١٧) فسَننعَمُ بِراحَةِ البال، ونُرَكِّزُ على خِدمَتِنا لِيَهْوَه.
١١ ماذا يقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عنِ الانتِقام؟ (روما ١٢:١٩-٢١)
١١ كَي نترُكَ الانتِقامَ له. لم يُعطِنا يَهْوَه الحَقَّ أن ننتَقِمَ لِأنفُسِنا. (إقرأ روما ١٢:١٩-٢١.) فنَحنُ ناقِصون، ولا نقدِرُ أن نعرِفَ كُلَّ التَّفاصيل. لِذلِك، لا نقدِرُ أن نُصدِرَ حُكمًا صَحيحًا مِثلَ يَهْوَه. (عب ٤:١٣) وأحيانًا، تُؤَثِّرُ عَواطِفُنا على حُكمِنا. كتَبَ التِّلميذُ يَعْقُوب بِالوَحْي: «غَضَبُ الإنسانِ لا يُنتِجُ ما هو صائِبٌ في نَظَرِ اللّٰه». (يع ١:٢٠) جَيِّدٌ إذًا أن نَثِقَ بِأنَّ يَهْوَه سيُحَقِّقُ العَدلَ ويَفعَلُ ما هو صائِب.
١٢ كَيفَ نُظهِرُ أنَّنا نثِقُ بِعَدلِ يَهْوَه؟
١٢ كَي نُظهِرَ أنَّنا نثِقُ بِعَدلِه. عِندَما نترُكُ المَسألَةَ بَينَ يَدَي يَهْوَه، نُظهِرُ أنَّنا نثِقُ أنَّهُ سيُصلِحُ أيَّ ضَرَرٍ سبَّبَتهُ لنا الخَطِيَّة. ففي عالَمِهِ الجَديد، ‹لن نذكُرَ› أبَدًا جُروحَنا العاطِفِيَّة. (إش ٦٥:١٧) ولكنْ ماذا لَو كانَ جُرحُنا كَبيرًا جِدًّا؟ هل نقدِرُ فِعلًا أن نُزيلَ كُلَّ الغَضَبِ مِن قَلبِنا؟ لِنرَ كَيفَ نجَحَ بَعضُ الإخوَةِ في ذلِك.
بَرَكاتٌ ننالُها حينَ نُسامِحُ غَيرَنا
١٣-١٤ ماذا تعَلَّمتَ عنِ المُسامَحَةِ مِنِ اختِبارِ طُونِي وهُوسَيْه؟
١٣ إستَطاعَ إخوَةٌ كَثيرونَ أن يُسامِحوا أشخاصًا سبَّبوا لهُم أذًى كَبيرًا. فما هي بَعضُ البَرَكاتِ الَّتي نالوها؟
١٤ لاحِظْ ماذا حصَلَ مع رَجُلٍ في الفِيلِيبِّين اسْمُهُ طُونِي. * فقَبلَ أن يعرِفَ الحَقَّ بِوَقتٍ طَويل، اكتَشَفَ أنَّ رَجُلًا اسْمُهُ هُوسَيْه قتَلَ أخاه. وفي تِلكَ الفَترَة، كانَ طُونِي عَنيفًا جِدًّا، وأرادَ أن ينتَقِمَ لِأخيه. صَحيحٌ أنَّ هُوسَيْه كانَ قد سُجِنَ بِسَبَبِ جَريمَتِه، لكنَّهُ أُفرِجَ عنهُ لاحِقًا. فصمَّمَ طُونِي أن يجِدَهُ ويَقتُلَه. حتَّى إنَّهُ اشتَرى سِلاحًا لِهذا الهَدَف. في تِلكَ الأثناء، ابتَدَأ طُونِي يدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّسَ مع شُهودِ يَهْوَه. يُخبِر: «خِلالَ الدَّرس، لاحَظتُ أنَّ علَيَّ أن أقومَ بِبَعضِ التَّغييرات. فكانَ علَيَّ مَثَلًا أن أتَخَلَّصَ مِن غَضَبي». لاحِقًا، اعتَمَدَ طُونِي. حتَّى إنَّهُ صارَ شَيخًا في الجَماعَة. ولكنْ تخَيَّلْ كم تفاجَأ حينَ علِمَ أنَّ هُوسَيْه أصبَحَ هو أيضًا خادِمًا لِيَهْوَه. فماذا فعَلَ طُونِي؟ عِندَما الْتَقى بِهُوسَيْه، عانَقَهُ وأخبَرَهُ أنَّهُ سامَحَه. ويَقولُ طُونِي إنَّهُ عِندَما فعَلَ ذلِك، شعَرَ بِفَرَحٍ كَبيرٍ جِدًّا، فَرَحٍ لا يوصَف. واضِحٌ إذًا أنَّ يَهْوَه بارَكَ طُونِي لِأنَّهُ كانَ مُستَعِدًّا أن يُسامِح.
١٥-١٦ ماذا تعَلَّمتَ عنِ المُسامَحَةِ مِنِ اختِبارِ بِيتَر وسُو؟
١٥ سَنَةَ ١٩٨٥، كانَ الزَّوجانِ بِيتَر وسُو يحضُرانِ اجتِماعًا في قاعَةِ المَلَكوت. وفَجأةً، حصَلَ انفِجارٌ ضَخم. فقدْ وضَعَ رَجُلٌ قُنبُلَةً داخِلَ قاعَةِ المَلَكوت. أُصيبَت سُو بِإصاباتٍ خَطيرَة، وعانَت مِن ضَرَرٍ دائِمٍ في نَظَرِها وسَمعِها. كما فقَدَت حاسَّةَ الشَّمّ. * كَثيرًا ما تساءَلَ بِيتَر وسُو: ‹هل يُعقَلُ أن يكونَ شَخصٌ شِرِّيرًا إلى هذا الحَدّ؟!›. بَعدَ عِدَّةِ سَنَوات، قُبِضَ على المُجرِمِ وحُكِمَ علَيهِ بِالسَّجنِ المُؤَبَّد. ولكنْ هلِ استَطاعَ بِيتَر وسُو أن يُسامِحاه؟ يُخبِران: «علَّمَنا يَهْوَه أنَّنا إذا بقينا غاضِبين، نُؤذي أنفُسَنا جَسَدِيًّا وعاطِفِيًّا ونَفْسِيًّا. لِذلِك مِنَ البِدايَة، طلَبنا مِن يَهْوَه أن يُساعِدَنا كَي نتَخَلَّصَ مِنَ الغَضَبِ ونُكمِلَ حَياتَنا».
١٦ وهل كانَ سَهلًا على بِيتَر وسُو أن يفعَلا ذلِك؟ لَيسَ دائِمًا. يقولان: «أحيانًا، نغضَبُ عِندَما نرى كَيفَ تُؤَثِّرُ إصاباتُ سُو على حَياتِنا. لكنَّنا نُحاوِلُ أن نطرُدَ هذِهِ الأفكارَ فَورًا، ونتَخَلَّصَ مِن مَشاعِرِنا السَّلبِيَّة. والآنَ بِصَراحَة، سنفرَحُ كَثيرًا إذا أصبَحَ هذا الرَّجُلُ واحِدًا مِن إخوَتِنا، وسَنُرَحِّبُ بهِ مِن كُلِّ قَلبِنا. لقدْ علَّمَتنا هذِهِ التَّجرِبَةُ أنَّ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُحَرِّرُنا فِعلًا؛ تُحَرِّرُنا بِطُرُقٍ تفوقُ الخَيال. ونَحنُ نتَعَزَّى كَثيرًا بِأنَّ يَهْوَه سيُصلِحُ قَريبًا كُلَّ الضَّرَرِ الَّذي نُعانيه».
١٧ ماذا تعَلَّمتَ عنِ المُسامَحَةِ مِنِ اختِبارِ مِيرَا؟
١٧ عِندَما تعَرَّفَت مِيرَا إلى الحَقّ، كانَت مُتَزَوِّجَةً وابْناها صَغيرَين. لكنَّ زَوجَها لم يقبَلِ الحَقّ. وبَعدَ فَترَة، خانَها وترَكَ البَيت. تقولُ مِيرَا: «عِندَما ترَكَني زَوجي أنا والوَلَدَين، شعَرتُ بِما يشعُرُ بهِ عادَةً الَّذينَ يتَعَرَّضونَ لِلخِيانَة: الصَّدمَة، عَدَمِ التَّصديق، الحُزن، النَّدَم، الغَضَب، ولَومِ النَّفْس». صَحيحٌ أنَّ زَواجَ مِيرَا انتَهى، لكنَّ الألَمَ الَّذي عانَت مِنهُ بِسَبَبِ الخِيانَةِ لم ينتَهِ. تُخبِر: «بِسَبَبِ هذِهِ المَشاعِر، بقيتُ غاضِبَةً لِعِدَّةِ أشهُر. لكنِّي لاحَظتُ كم أثَّرَ ذلِك على عَلاقَتي بِيَهْوَه وبِالآخَرين». إستَطاعَت مِيرَا أن تتَخَلَّصَ مِن كُلِّ غَضَبِها. وهي تتَمَنَّى أن يأتِيَ زَوجُها السَّابِقُ إلى الحَقّ. وبَدَلَ أن تُرَكِّزَ على ما حصَلَ لها، تُرَكِّزُ على وُعودِ يَهْوَه. ومع أنَّها ربَّتِ ابْنَيها لِوَحدِها، نجَحَت أن تغرِسَ مَحَبَّةَ يَهْوَه في قَلبِهِما. وتفرَحُ كَثيرًا لِأنَّها تخدُمُ يَهْوَه اليَومَ معَ ابْنَيها وعائِلَتَيهِما.
عَدلُ يَهْوَه كامِل
١٨ بِمَ نَحنُ واثِقون؟
١٨ القاضي الأعلى في الكَونِ يَهْوَه، لا نَحن، هوَ الَّذي سيَحكُمُ على الأشخاص. (رو ١٤:١٠-١٢) أفَلا يُريحُنا ذلِك كَثيرًا؟! ونَحنُ نثِقُ بِأنَّ يَهْوَه سيَحكُمُ دائِمًا حَسَبَ مَقاييسِهِ الكامِلَة لِلصَّحِّ والخَطَإ. (تك ١٨:٢٥؛ ١ مل ٨:٣٢) فهو سيُحَقِّقُ العَدلَ ولن يظلِمَ أحَدًا.
١٩ ماذا سيَتَحَقَّقُ بِفَضلِ عَدلِ يَهْوَه؟
١٩ ننتَظِرُ بِشَوقٍ أن يُصلِحَ يَهْوَه كُلَّ الضَّرَرِ النَّاتِجِ مِنَ النَّقصِ والخَطِيَّة. وعِندَئِذٍ، ستُشفى تَمامًا كُلُّ جُروحِنا الجَسَدِيَّة والعاطِفِيَّة. (مز ٧٢:١٢-١٤؛ رؤ ٢١:٣، ٤) ولن تخطُرَ على بالِنا أبَدًا. وفيما ننتَظِرُ ذلِك، نشكُرُ يَهْوَه كَثيرًا لِأنَّهُ أعطانا القُدرَةَ أن نتَمَثَّلَ بهِ ونُسامِحَ غَيرَنا.
التَّرنيمَة ١٨ شُكرًا يا يَهْوَه على الفِديَة
^ يَهْوَه يرغَبُ جِدًّا أن يُسامِحَ الخُطاةَ التَّائِبين. وكمَسيحِيِّين، نُريدُ أن نتَمَثَّلَ بهِ ونُسامِحَ مَن يُخطِئُ إلَينا. في هذِهِ المَقالَة، سنتَحَدَّثُ عن خَطايا نقدِرُ نَحنُ أن نُسامِحَ علَيها، وخَطايا أُخرى يجِبُ أن نُخبِرَ الشُّيوخَ عنها. وسَنرى لِماذا يُريدُ يَهْوَه أن نُسامِحَ غَيرَنا، وأيَّةُ بَرَكاتٍ ننالُها عِندَما نفعَلُ ذلِك.
^ أُنظُرْ «أسئِلَةٌ مِنَ القُرَّاء» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد ١٥ نَيْسَان (أبْرِيل) ١٩٩٦.
^ تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
^ أُنظُرْ إستَيقِظ!، عَدَد ٨ كَانُون الثَّانِي (يَنَايِر) ١٩٩٢، الصَّفَحات ٩-١٣. أُنظُرْ أيضًا الفيديو بِيتَر وسُو شُولْز: بِالإمكانِ التَّغَلُّبُ على الصَّدماتِ الَّذي عُرِضَ في البَرنامَجِ الشَّهرِيِّ لِمَحَطَّةِ JW والمَوجودَ الآنَ على jw.org.