مقالة الدرس ٢٦
إبقَ مستعدًّا ليوم يهوه
«يَومُ يَهْوَه آتٍ كسارِقٍ في اللَّيل». — ١ تس ٥:٢.
التَّرنيمَة ١٤٣ إجتَهِدوا، اسهَروا، وانتَظِروا
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a
١ ماذا يلزَمُ أن نفعَلَ لِننجُوَ مِن يَومِ يَهْوَه؟
حينَ يتَحَدَّثُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عن «يَومِ يَهْوَه»، يُشيرُ إلى وَقتٍ يُعاقِبُ فيهِ يَهْوَه أعداءَهُ ويُخَلِّصُ شَعبَه. وفي الماضي، فعَلَ يَهْوَه ذلِك حينَ نفَّذَ أحكامَهُ في بَعضِ الأُمَم. (إش ١٣:١، ٦؛ حز ١٣:٥؛ صف ١:٨) وفي زَمَنِنا، سيَفعَلُ ذلِك في ‹الضِّيقِ العَظيم›، الَّذي سيَبدَأُ بِدَمارِ بَابِل العَظيمَة ويَنتَهي بِحَربِ هَرْمَجَدُّون. (مت ٢٤:٢١) وكَي ننجُوَ مِن «يَومِ يَهْوَه» هذا، يلزَمُ أن نستَعِدَّ لهُ مِنَ الآن. ويَسُوع أوصانا أن ‹نبقَى مُستَعِدِّينَ› لِلضِّيقِ العَظيم. (لو ١٢:٤٠) فاستِعدادُنا إذًا هو عَمَلِيَّةٌ مُستَمِرَّة.
٢ كَيفَ تُفيدُنا ١ تَسَالُونِيكِي؟
٢ حينَ كتَبَ الرَّسولُ بُولُس بِالوَحْيِ رِسالَتَهُ الأُولى إلى المَسيحِيِّينَ في تَسَالُونِيكِي، ذكَرَ عِدَّةَ تَشبيهاتٍ تُساعِدُهُم أن يبقَوا مُستَعِدِّينَ لِيَومِ يَهْوَه العَظيم. عرَفَ بُولُس أنَّ يَومَ يَهْوَه ما كانَ سيَأتي فَوْرًا. (٢ تس ٢:١-٣) مع ذلِك، شجَّعَ إخوَتَهُ أن يستَعِدُّوا لهُ كما لَو أنَّهُ سيَأتي في اليَومِ التَّالي. ونَصيحَتُهُ هذِه مُهِمَّةٌ لنا نَحنُ أيضًا. فلْنرَ كَيفَ تُساعِدُنا التَّشبيهاتُ الَّتي ذكَرَها أن نعرِف: (١) كَيفَ سيَأتي يَومُ يَهْوَه؟ (٢) مَن لن ينجوا مِنه؟ و (٣) كَيفَ نستَعِدُّ له؟
كَيفَ سيَأتي يَومُ يَهْوَه؟
٣ كَيفَ سيَأتي يَومُ يَهْوَه كسارِقٍ في اللَّيل؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٣ «كسارِقٍ في اللَّيل». (١ تس ٥:٢) هذا هو أوَّلُ التَّشبيهاتِ الثَّلاثَة الَّتي تصِفُ كَيفَ سيَأتي يَومُ يَهْوَه. فالسَّارِقُ يُفاجِئُ ضَحاياه، لِأنَّهُ يقومُ بِسَرِقَتِهِ بِسُرعَةٍ وفي عَتمَةِ اللَّيل. بِشَكلٍ مُماثِل، سيُفاجِئُ يَومُ يَهْوَه مُعظَمَ النَّاس. وحتَّى المَسيحِيُّونَ الحَقيقِيُّون، قد يتَفاجَأُونَ بِالسُّرعَةِ الَّتي ستحصُلُ بها الأحداث. لكنَّهُم سيَنجونَ مِن يَومِ يَهْوَه، بِعَكسِ الأشرارِ الَّذينَ سيَهلَكونَ فيه.
٤ كَيفَ يُشبِهُ يَومُ يَهْوَه أوجاعَ الوِلادَة؟
٤ «دَهمُ المَخاضِ لِلحامِل». (١ تس ٥:٣) لا تعرِفُ المَرأةُ الحامِلُ متى بِالضَّبطِ ستأتيها أوجاعُ الوِلادَة، لكنَّها تكونُ مُتَأكِّدَةً أنَّها ستأتي. وحينَ تأتيها، تكونُ مُفاجِئَةً ومُؤلِمَةً ولا مَفَرَّ مِنها. بِشَكلٍ مُماثِل، لا نعرِفُ متى بِالضَّبطِ سيَأتي يَومُ يَهْوَه؛ لا نعرِفُ ذلِكَ اليَومَ وتِلكَ السَّاعَة. لكنَّنا مُتَأكِّدونَ أنَّهُ سيَأتي، وأنَّ أحكامَ يَهْوَه على الأشرارِ ستكونُ مُفاجِئَةً ولا مَفَرَّ مِنها.
٥ كَيفَ يُشبِهُ الضِّيقُ العَظيمُ ضَوءَ الفَجر؟
٥ مِثلَ ضَوءِ الفَجر. التَّشبيهُ الثَّالِثُ الَّذي ذكَرَهُ بُولُس هو أيضًا عنِ السَّارِقينَ في اللَّيل. لكنَّهُ ركَّزَ فيهِ على زاوِيَةٍ مُختَلِفَة. فكما يتَّضِح، شبَّهَ يَومَ يَهْوَه بِضَوءِ الفَجر. (١ تس ٥:٤) فالسَّارِقونَ قد ينشَغِلونَ جِدًّا بِسَرِقَتِهِم، ولا ينتَبِهونَ لِلوَقت. فيُفاجِئُهُم ضَوءُ الفَجر، ويَفضَحُ أعمالَهُم. بِشَكلٍ مُماثِل، يبقى الأشرارُ في الظُّلمَة، ويَنشَغِلونَ بِأعمالٍ يكرَهُها يَهْوَه. لِذا، سيُفاجِئُهُمُ الضِّيقُ العَظيم، ويَفضَحُ أعمالَهُم. أمَّا نَحن، فنبقى مُستَعِدِّينَ حينَ نرفُضُ الأعمالَ الَّتي يكرَهُها يَهْوَه، ونسعى وَراءَ ‹كُلِّ نَوعٍ مِنَ الصَّلاحِ والحَقّ›. (أف ٥:٨-١٢) بَعدَ ذلِك، ذكَرَ بُولُس تَشبيهَينِ يُجيبانِ عنِ السُّؤال: مَن لن ينجوا مِن يَومِ يَهْوَه؟
مَن لن ينجوا مِن يَومِ يَهْوَه؟
٦ كَيفَ يكونُ مُعظَمُ النَّاسِ اليَومَ نائِمين؟ (١ تسالونيكي ٥:٦، ٧)
٦ «الَّذينَ ينامون». (إقرأ ١ تسالونيكي ٥:٦، ٧.) شبَّهَ بُولُس الَّذينَ لن ينجوا مِن يَومِ يَهْوَه بِأشخاصٍ نائِمين. فالأشخاصُ النَّائِمونَ لا يكونونَ واعينَ لِلوَقت، ولِما يحصُلُ حَولَهُم. لِذا، لا ينتَبِهونَ لِلأحداثِ المُهِمَّة، ولا يتَفاعَلونَ معها. بِشَكلٍ مُماثِل، مُعظَمُ النَّاسِ اليَومَ نائِمونَ روحِيًّا. (رو ١١:٨) فهُم لا ينتَبِهونَ لِلأدِلَّةِ الَّتي تُثبِتُ أنَّنا نعيشُ في «الأيَّامِ الأخيرَة»، وأنَّ الضِّيقَ العَظيمَ قَريب. طَبعًا، الأحداثُ الكَبيرَة في العالَمِ تُوَعِّي بَعضَ النَّاس، وتدفَعُهُم أن يسمَعوا رِسالَتَنا عن مَملَكَةِ اللّٰه. لكنَّ كَثيرينَ مِنهُم لا يبقَونَ واعين، بل ينامونَ مُجَدَّدًا. وحتَّى الَّذينَ يُؤمِنونَ بِيَومِ الحِساب، يظُنُّونَ أنَّهُ بَعيدٌ جِدًّا. (٢ بط ٣:٣، ٤) أمَّا نَحن، فنعرِفُ كم مُهِمٌّ أن نبقى مُستَيقِظينَ وواعين. وهذا يزدادُ أهَمِّيَّةً مع مُرورِ كُلِّ يَوم.
٧ كَيفَ يُشبِهُ الأشرارُ أشخاصًا سَكرانين؟
٧ «الَّذينَ يسكَرون». شبَّهَ بُولُس الأشرارَ الَّذينَ سيُدَمِّرُهُمُ اللّٰهُ بِأشخاصٍ سَكرانين. فحينَ يكونُ النَّاسُ تَحتَ تَأثيرِ الكُحول، لا يتَفاعَلونَ مع ما يحصُلُ حَولَهُم، بل يأخُذونَ قَراراتٍ خاطِئَة. بِشَكلٍ مُماثِل، لا يستَجيبُ الأشرارُ اليَومَ لِتَحذيراتِ اللّٰه. بل يختارونَ طَريقَةَ حَياةٍ ستُؤَدِّي إلى دَمارِهِم. أمَّا نَحن، فيَجِبُ أن نبقى واعين. (١ تس ٥:٦) وبِحَسَبِ أحَدِ عُلَماءِ الكِتابِ المُقَدَّس، يعني ذلِك «أن نُفَكِّرَ بِهُدوءٍ واتِّزانٍ لِنُقَيِّمَ الأُمورَ بِطَريقَةٍ صَحيحَة، ونَأخُذَ بِالتَّالي قَراراتٍ صَحيحَة». ولِمَ مُهِمٌّ أن نُفَكِّرَ بِهُدوءٍ واتِّزان؟ كَي لا نتَدَخَّلَ في القَضايا السِّياسِيَّة والاجتِماعِيَّة المَوجودَة في العالَمِ اليَوم. ففيما نقتَرِبُ إلى يَومِ يَهْوَه، نتَوَقَّعُ أن نتَعَرَّضَ لِضَغطٍ أكبَرَ كَي ندعَمَ أحَدَ الأطراف. ولكنْ لا داعِيَ أن نقلَق. فروحُ اللّٰهِ سيُساعِدُنا أن نُفَكِّرَ بِهُدوءٍ واتِّزان، ونأخُذَ بِالتَّالي قَراراتٍ حَكيمَة. — لو ١٢:١١، ١٢.
كَيفَ نستَعِدُّ لِيَومِ يَهْوَه؟
٨ كَيفَ توضِحُ ١ تَسَالُونِيكِي ٥:٨ الصِّفاتِ الَّتي تُساعِدُنا أن نبقى مُستَيقِظينَ وواعين؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٨ «نلبَسُ دِرعَ الإيمانِ والمَحَبَّة، ورَجاءَ الخَلاصِ خوذَة». شبَّهَنا بُولُس بِجُنودٍ لابِسينَ عُدَّتَهُم وجاهِزينَ لِلحَرب. (إقرأ ١ تسالونيكي ٥:٨.) فالجُندِيُّ يجِبُ أن يكونَ مُستَعِدًّا دائِمًا لِلحَرب، لِأنَّها قد تبدَأُ في أيِّ لَحظَة. بِشَكلٍ مُماثِل، يجِبُ أن نبقى مُستَعِدِّينَ لِيَومِ يَهْوَه. كَيف؟ حينَ نلبَسُ دِرعَ الإيمانِ والمَحَبَّة، وخوذَةَ الأمَل. فنَحنُ نحتاجُ جِدًّا إلى هذِهِ الصِّفاتِ المُهِمَّة.
٩ كَيفَ يحمينا الإيمان؟
٩ مِثلَما يحمي الدِّرعُ قَلبَ الجُندِيّ، يحمي الإيمانُ والمَحَبَّةُ قَلبَنا المَجازِيّ. وهكَذا، تُساعِدُنا هاتانِ الصِّفَتانِ أن نظَلَّ نخدُمُ يَهْوَه ونتبَعُ يَسُوع. فالإيمانُ يُؤَكِّدُ لنا أنَّ يَهْوَه سيُكافِئُنا حينَ نطلُبُهُ مِن كُلِّ قَلبِنا. (عب ) كما يدفَعُنا أن نبقى أولِياءَ لِقائِدِنا يَسُوع، مَهما واجَهنا مِن صُعوبات. إذًا، مُهِمٌّ أن نُقَوِّيَ إيمانَنا. وماذا يُساعِدُنا لِنفعَلَ ذلِك؟ لِنتَأمَّلْ في أمثِلَةِ الَّذينَ يبقَونَ أولِياءَ رَغمَ الاضطِهادِ أوِ المَشاكِلِ الاقتِصادِيَّة. ولْنتَمَثَّلْ بِالَّذينَ يُبَسِّطونَ حَياتَهُم لِيَضَعوا مَملَكَةَ اللّٰهِ أوَّلًا، ونتَجَنَّبْ بِالتَّالي فَخَّ المادِّيَّة. ١١:٦ b
١٠ كَيفَ تُساعِدُنا مَحَبَّتُنا لِيَهْوَه والقَريب؟
١٠ نحتاجُ أيضًا إلى المَحَبَّةِ لِنبقى مُستَيقِظينَ وواعين. (مت ٢٢:٣٧-٣٩) فمَحَبَّتُنا لِيَهْوَه تُساعِدُنا أن نستَمِرَّ في التَّبشير، رَغمَ الصُّعوباتِ الَّتي نُواجِهُها بِسَبَبِ ذلِك. (٢ تي ١:٧، ٨) ومَحَبَّتُنا لِلقَريبِ تشمُلُ الَّذينَ لا يُشارِكونَنا إيمانَنا. وهي تدفَعُنا أن نستَمِرَّ في التَّبشيرِ وتَغطِيَةِ مُقاطَعَتِنا، حتَّى مِن خِلالِ التِّلِفون وكِتابَةِ الرَّسائِل. كما تُساعِدُنا أن لا نقطَعَ الأمَلَ أنَّ النَّاسَ قد يتَغَيَّرونَ ويَبدَأُونَ بِفِعلِ الصَّواب. — حز ١٨:٢٧، ٢٨.
١١ كَيفَ تُساعِدُنا مَحَبَّتُنا لِإخوَتِنا؟ (١ تسالونيكي ٥:١١)
١١ مَحَبَّتُنا لِلقَريبِ تشمُلُ أيضًا إخوَتَنا. ونَحنُ نُظهِرُ لهُمُ المَحَبَّةَ حينَ نُطَبِّقُ الوَصِيَّة: «واظِبوا على تَعزِيَةِ بَعضِكُم بَعضًا وبِناءِ بَعضِكُم بَعضًا». (إقرأ ١ تسالونيكي ٥:١١.) فنَحنُ نُشَجِّعُ بَعضُنا بَعضًا، تَمامًا مِثلَ جُنودٍ يُحارِبونَ جَنبًا إلى جَنب. طَبعًا أثناءَ المَعرَكَة، قد يجرَحُ جُندِيٌّ بِالخَطَإ جُندِيًّا رَفيقًا، لكنَّهُ لا يفعَلُ ذلِك عن قَصد. بِشَكلٍ مُماثِل، لا نُؤذي أبَدًا إخوَتَنا عن قَصد، أو نرُدُّ لهُمُ الأذِيَّةَ بِالأذِيَّة. (١ تس ٥:١٣، ١٥) أيضًا، هُناك طَريقَةٌ أُخرى لِنُظهِرَ المَحَبَّة: بِاحتِرامِ الإخوَةِ الَّذينَ يأخُذونَ القِيادَةَ في الجَماعَة. (١ تس ٥:١٢) فحينَ كتَبَ بُولُس رِسالَتَهُ الأولى إلى المَسيحِيِّينَ في تَسَالُونِيكِي، كانَتِ الجَماعَةُ هُناك قد تشَكَّلَت قَبلَ أقَلَّ مِن سَنَة. وبِالتَّالي، كانَ الشُّيوخُ فيها بِلا خِبرَة، وارتَكَبوا بِلا شَكٍّ أخطاء. مع ذلِك، استاهَلَ هؤُلاءِ الشُّيوخُ الاحتِرام. نَحنُ أيضًا، مُهِمٌّ أن نتَعَلَّمَ أن نُحِبَّ شُيوخَنا ونحتَرِمَهُم. ففيما نقتَرِبُ إلى الضِّيقِ العَظيم، قد نفقِدُ الاتِّصالَ بِالمَركَزِ الرَّئيسِيِّ العالَمِيِّ وبِمَكتَبِ الفَرع. وبِالتَّالي، سنعتَمِدُ أكثَرَ وأكثَرَ على الشُّيوخِ لِنَنالَ الإرشاد. لِذا، بَدَلَ أن نُرَكِّزَ على أخطائِهِم، لِنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يقودُهُم بِواسِطَةِ ابْنِه. وهكَذا، نبقى واعينَ مَهما حصَل.
١٢ كَيفَ يحمي أمَلُنا القَوِيُّ تَفكيرَنا؟
١٢ مِثلَما تحمي الخوذَةُ رَأسَ الجُندِيّ، يحمي أمَلُنا بِالخَلاصِ تَفكيرَنا. فأمَلُنا القَوِيُّ يُذَكِّرُنا أنَّ كُلَّ ما يعرِضُهُ العالَمُ هو بِلا قيمَة. (في ٣:٨) كما يُساعِدُنا أن نبقى هادِئينَ ونُفَكِّرَ بِاتِّزان. لاحِظْ ماذا حصَلَ مع وَالَاس ولُورِينْدَا، مُرسَلَينِ في إفْرِيقْيَا. فخِلالَ ثَلاثَةِ أسابيع، ماتَت أُمُّ لُورِينْدَا ثُمَّ أبو وَالَاس. وبِسَبَبِ كُوفِيد-١٩، لم يقدِرا أن يعودا إلى بَلَدِهِما لِيَدعَما عائِلَتَيهِما. كتَبَ وَالَاس: «يُساعِدُني أمَلي بِالقِيامَةِ أن لا أُفَكِّرَ كَيفَ كانَت أيَّامُهُما الأخيرَة في هذا العالَم، بل كَيفَ ستكونُ أيَّامُهُما الأُولى في العالَمِ الجَديد. وهذا الأمَلُ يُهَدِّئُني ويُخَفِّفُ حُزني واشتِياقي لهُما».
١٣ كَيفَ ننالُ الرُّوحَ القُدُس؟
١٣ «لا تُطفِئوا الرُّوح». (١ تس ٥:١٩) شبَّهَ بُولُس الرُّوحَ القُدُسَ بِنارٍ تشتَعِلُ داخِلَنا. فحينَ ننالُ الرُّوحَ القُدُس، نتَحَمَّسُ لِنفعَلَ الصَّواب، ونتَقَوَّى لِنخدُمَ يَهْوَه. (رو ١٢:١١) وكَيفَ ننالُ الرُّوحَ القُدُس؟ يجِبُ أن نطلُبَهُ مِن يَهْوَه في الصَّلاة، ندرُسَ كَلِمَتَهُ الموحى بِها، ونبقى قَريبينَ مِن هَيئَتِهِ الَّتي يُوَجِّهُها بِروحِه. وهكَذا، نُنَمِّي «ثَمَرَ الرُّوح». — غل ٥:٢٢، ٢٣.
١٤ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِننالَ دائمًا الرُّوحَ القُدُس؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٤ بَعدَ أن يُعطِيَنا يَهْوَه روحَهُ القُدُس، مُهِمٌّ أن ننتَبِهَ كَي ‹لا نُطفِئَ الرُّوح›. فاللهُ لا يُعطي روحَهُ إلَّا لِلَّذينَ يبقَونَ طاهِرينَ في تَفكيرِهِم وتَصَرُّفاتِهِم. وبِالتَّالي، لن يظَلَّ يُعطينا روحَهُ إذا أصبَحَت أفكارُنا أو تَصَرُّفاتُنا نَجِسَة. (١ تس ٤:٧، ٨) أيضًا، كَي نستَمِرَّ في نَيلِ الرُّوحِ القُدُس، يجِبُ أن لا نستَخِفَّ «بِالتَّنَبُّؤات»، أيِ الرَّسائِلِ الَّتي يُعطيها لنا يَهْوَه بِواسِطَةِ روحِه. (١ تس ٥:٢٠) ومِن هذِهِ الرَّسائِلِ أنَّ يَومَ يَهْوَه قَريب، وأنَّ الوَقتَ الباقِيَ قَصير. فلا يجِبُ أن نظُنَّ أنَّ يَومَ يَهْوَه بَعيدٌ جِدًّا، وأنَّ هَرْمَجَدُّون لن تأتِيَ خِلالَ حَياتِنا. بِالعَكس، يجِبُ أن نُسَرِّعَهُ أو نُبقِيَهُ في بالِنا، ونكونَ مَشغولينَ كُلَّ يَومٍ ‹بِأعمالٍ تُبَرهِنُ أنَّنا مُتَعَبِّدونَ لِلّٰه›. — ٢ بط ٣:١١، ١٢.
لِنتَأكَّدْ «مِن كُلِّ شَيء»
١٥ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ كَي لا ننخَدِع؟ (١ تسالونيكي ٥:٢١)
١٥ قَريبًا، سيُعلِنُ أعداءُ اللّٰهِ بِطَريقَةٍ ما: «سَلامٌ وأمن!». (١ تس ٥:٣) كما ستملَأُ الدِّعايَةُ الشَّيطانِيَّة الأرض، وتخدَعُ أغلَبَ النَّاس. (رؤ ١٦:١٣، ١٤) فماذا عنَّا؟ لن ننخَدِعَ إذا ‹تيَقَّنَّا›، أي تأكَّدنا، «مِن كُلِّ شَيء». (إقرأ ١ تسالونيكي ٥:٢١.) والكَلِمَةُ اليُونَانِيَّة المُتَرجَمَة إلى «تيَقَّنوا» كانَت تُستَعمَلُ في سِياقِ فَحصِ المَعادِنِ الثَّمينَة. إذًا، يجِبُ أن نفحَصَ ما نسمَعُهُ ونقرَأُهُ لِنتَأكَّدَ أنَّهُ صَحيحٌ فِعلًا. كانَت هذِهِ النَّصيحَةُ مُهِمَّةً جِدًّا بِالنِّسبَةِ إلى المَسيحِيِّينَ في تَسَالُونِيكِي. وهي أهَمُّ بِالنِّسبَةِ إلَينا فيما نقتَرِبُ مِنَ الضِّيقِ العَظيم. فبَدَلَ أن نُصَدِّقَ بِشَكلٍ أعمى ما يقولُهُ الآخَرون، يجِبُ أن نستَعمِلَ قُدرَتَنا التَّفكيرِيَّة، ونُقارِنَ ما نسمَعُهُ ونقرَأُهُ بِما تقولُهُ كَلِمَةُ اللّٰهِ وهَيئَتُه. فبِهذِهِ الطَّريقَة، لن ننخَدِعَ بِأيِّ مَعلوماتٍ خاطِئَة أو دِعايَةٍ شَيطانِيَّة. — أم ١٤:١٥؛ ١ تي ٤:١.
١٦ أيُّ أمَلٍ رائِعٍ أمامَنا، وعلامَ نَحنُ مُصَمِّمون؟
١٦ كفَريق، سيَنجو شَعبُ اللّٰهِ مِنَ الضِّيقِ العَظيم. أمَّا كأفراد، فلا نعرِفُ ماذا سيَحصُلُ لنا غَدًا. (يع ٤:١٤) ولكنْ إذا بقينا أُمَناء، فسننالُ مُكافَأةَ الحَياةِ الأبَدِيَّة، سَواءٌ عبَرنا الضِّيقَ العَظيمَ أو مُتنا قَبلَه. فأمامَنا جَميعًا أمَلٌ رائِع. فالمُختارونَ سيَكونونَ معَ المَسيحِ في السَّماء. والخِرافُ الآخَرونَ سيَكونونَ في الفِردَوسِ على الأرض. فلْنُصَمِّمْ إذًا أن نُرَكِّزَ على أمَلِنا، ونبقى مُستَعِدِّينَ لِيَومِ يَهْوَه.
التَّرنيمَة ١٥٠ أُطلُبوا خَلاصَ يَهْوَه
a ما هو «يَومُ» يَهْوَه؟ كَيفَ سيَأتي؟ مَن سيَنجونَ مِنه، ومَن لن ينجوا؟ وكَيفَ نستَعِدُّ له؟ لِنعرِفَ الجَواب، سنُراجِعُ تَشبيهاتٍ ذكَرَها الرَّسولُ بُولُس في ١ تَسَالُونِيكِي ٥.
b أُنظُرْ سِلسِلَةَ المَقالات «خدَموا بِروحٍ طَوعِيَّة».