الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٨

كيف يفيدنا خوف اللّٰه؟‏

كيف يفيدنا خوف اللّٰه؟‏

‏«مَن يَسيرُ بِاستِقامَةٍ يَخافُ يَهْوَه».‏ —‏ أم ١٤:‏٢‏.‏

التَّرنيمَة ١٢٢ كونوا راسِخينَ غَيرَ مُتَزَعزِعين!‏

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١-‏٢ مِثلَ لُوط،‏ أيُّ تَحَدٍّ نُواجِهُهُ اليَوم؟‏

 نَحنُ نعرِفُ أنَّ أبانا السَّماوِيَّ يكرَهُ التَّصَرُّفاتِ الخاطِئَة.‏ لِذا،‏ حينَ نرى كم تتَراجَعُ الأخلاقُ في العالَمِ اليَوم،‏ نشعُرُ مِثلَ لُوط الطَّائِعِ «الَّذي كانَ يُضايِقُهُ جِدًّا فُجورُ الأشرار».‏ (‏٢ بط ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ فلُوط خافَ اللّٰه،‏ وأحَبَّهُ كَثيرًا.‏ لِذا،‏ رفَضَ الفُجورَ المُنتَشِر حَولَه.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ نَحنُ مُحاطونَ بِأشخاصٍ قَلَّما يحتَرِمونَ مَقاييسَ يَهْوَه الأخلاقِيَّة.‏ ولكنْ إذا نمَّينا خَوفَ اللّٰهِ وقوَّينا مَحَبَّتَنا له،‏ نقدِرُ أن نبقى طاهِرينَ ونرفُضَ التَّصَرُّفاتِ الخاطِئَة.‏ —‏ أم ١٤:‏٢‏.‏

٢ يُساعِدُنا يَهْوَه أن ننجَحَ في ذلِك.‏ ففي سِفرِ الأمْثَال،‏ يُعطينا بِمَحَبَّةٍ تَشجيعًا ونَصائِحَ حَكيمَة.‏ وهذِهِ النَّصائِحُ تُفيدُنا جَميعًا،‏ صِغارًا وكِبارًا،‏ رِجالًا ونِساء.‏

خَوفُ يَهْوَه يحمينا

في عملنا،‏ لا نصادق أشخاصًا لا يحبون يهوه،‏ ولا نشترك معهم في نشاطات تزعِّله (‏أُنظر الفقرة ٣.‏)‏

٣ حَسَبَ الأمْثَال ١٧:‏٣‏،‏ ما هوَ السَّبَبُ الأساسِيُّ لِنحمِيَ قَلبَنا؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.‏)‏

٣ نَحنُ نُريدُ أن نحمِيَ قَلبَنا المَجازِيّ.‏ لِماذا؟‏ السَّبَبُ الأساسِيُّ هو أنَّ يَهْوَه يفحَصُ قَلبَنا.‏ فهو يرى أبعَدَ مِن مَنظَرِنا الخارِجِيّ؛‏ يرى داخِلَنا.‏ ‏(‏إقرإ الأمثال ١٧:‏٣‏.‏)‏ لِذا،‏ مُهِمٌّ جِدًّا أن نُبقِيَ في بالِنا نَصائِحَهُ الحَكيمَة.‏ فعِندَئِذٍ،‏ سنُفَرِّحُ قَلبَه،‏ وننالُ حَياةً أبَدِيَّة.‏ (‏يو ٤:‏١٤‏)‏ كما سنحمي نَفسَنا مِنَ السُّمومِ الرُّوحِيَّة والأخلاقِيَّة الَّتي ينشُرُها الشَّيْطَان وعالَمُه.‏ (‏١ يو ٥:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ فكُلَّما اقتَرَبنا إلى يَهْوَه،‏ زادَت مَحَبَّتُنا واحتِرامُنا له.‏ وعِندَئِذٍ،‏ لن نرغَبَ أبَدًا أن نُزَعِّلَه.‏ حتَّى إنَّنا سنشمَئِزُّ مِن فِكرَةِ أن نُخطِئَ إلَيه.‏ فحينَ نتَعَرَّضُ لِإغراء،‏ سنُفَكِّرُ ونَقول:‏ ‹كَيفَ أُؤذي عَمدًا أبي السَّماوِيَّ الَّذي أظهَرَ لي كُلَّ هذِهِ المَحَبَّة؟‏!‏›.‏ —‏ ١ يو ٤:‏٩،‏ ١٠‏.‏

٤ كَيفَ حمى خَوفُ يَهْوَه إحدى الأخَوات؟‏

٤ مَثَلًا،‏ تعَرَّضَت أُختٌ في كِرْوَاتِيَا اسْمُها مَارْتَا لِإغراءٍ كَي ترتَكِبَ العَهارَة.‏ b أخبَرَت:‏ «إستَصعَبتُ أن أُفَكِّرَ بِاتِّزان،‏ وأُقاوِمَ إغراءَ التَّمَتُّعِ الوَقتِيِّ بِالخَطِيَّة.‏ لكنَّ خَوفَ يَهْوَه حماني».‏ وكَيفَ حماها خَوفُ اللّٰه؟‏ تأمَّلَت مَارْتَا في العَواقِبِ السَّيِّئَة لِلخَطِيَّة.‏ نَحنُ أيضًا،‏ مُهِمٌّ أن نفعَلَ ذلِك.‏ ولْنتَذَكَّرْ أنَّ أسوَأَ العَواقِبِ هو أن نُزَعِّلَ يَهْوَه،‏ ونخسَرَ فُرصَةَ أن نعبُدَهُ إلى الأبَد.‏ —‏ تك ٦:‏٥،‏ ٦‏.‏

٥ ماذا تعَلَّمتَ مِنِ اختِبارِ لِيُو؟‏

٥ حينَ نخافُ يَهْوَه،‏ لا نخلُقُ أعذارًا لِنُصادِقَ أشخاصًا يُزَعِّلونَهُ بِسُلوكِهِم.‏ هذا ما تعَلَّمَهُ أخٌ في جُمْهُورِيَّةِ الكُونْغُو الدِّيمُوقْرَاطِيَّة اسْمُهُ لِيُو.‏ فبَعدَ أربَعِ سِنينَ مِن مَعمودِيَّتِه،‏ بدَأَ يقضي الوَقتَ مع أصدِقاءَ سَيِّئين.‏ وفكَّرَ أنَّهُ ما دامَ لا يفعَلُ مِثلَهُم،‏ فهو لا يُخطِئُ ضِدَّ يَهْوَه.‏ ولكنْ لم يمضِ وَقتٌ طَويلٌ حتَّى دفَعوهُ لِيُسيءَ استِعمالَ الكُحولِ ويَرتَكِبَ العَهارَة.‏ عِندَئِذٍ،‏ بدَأَ يُفَكِّرُ في ما تعَلَّمَهُ مِن والِدَيهِ المَسيحِيَّين،‏ وفي السَّعادَةِ الَّتي خسِرَها.‏ وهكَذا،‏ عادَ إلى وَعيِه.‏ وبِمُساعَدَةِ الشُّيوخ،‏ رجَعَ إلى يَهْوَه.‏ والآن،‏ يخدُمُ بِفَرَحٍ كشَيخٍ وفاتِحٍ خُصوصِيّ.‏

٦ عن أيِّ امرَأتَينِ سنتَحَدَّثُ الآن؟‏

٦ لِنُبقِ في بالِنا أنَّ عالَمَ الشَّيْطَان مَهووسٌ بِالجِنسِ والمَوادِّ الإباحِيَّة.‏ (‏أف ٤:‏١٩‏)‏ وبِالتَّالي،‏ مُهِمٌّ جِدًّا أن نُنَمِّيَ خَوفَ اللّٰه،‏ ونبتَعِدَ عنِ الشَّرّ.‏ (‏أم ١٦:‏٦‏)‏ لِذا سنُناقِشُ الآنَ الفَصلَ ٩ مِنَ الأمْثَال الَّذي يُفيدُنا جَميعًا،‏ سَواءٌ كُنَّا إخوَةً أو أخَوات.‏ فهو يُقارِنُ بَينَ امرَأتَينِ مَجازِيَّتَينِ تُمَثِّلانِ الحِكمَةَ والغَباء.‏ (‏قارن روما ٥:‏١٤؛‏ غلاطية ٤:‏٢٤‏.‏)‏ ويَذكُرُ أنَّ كُلَّ واحِدَةٍ مِنهُما تُقَدِّمُ دَعوَةً إلى ‹قَليلي الخِبرَة›،‏ أوِ الَّذينَ ‹ينقُصُهُمُ الحُكمُ السَّليم›،‏ كَي يدخُلوا بَيتَها ويَأكُلوا طَعامًا.‏ (‏أم ٩:‏١،‏ ٥،‏ ٦،‏ ١٣،‏ ١٦،‏ ١٧‏)‏ كما يصِفُ لنا كم يختَلِفُ مَصيرُ الَّذينَ يقبَلونَ كُلَّ دَعوَة.‏

أُرفُضْ دَعوَةَ «المَرأةِ الغَبِيَّة»‏

إذا قبلنا دعوة «المرأة الغبية»،‏ فسنحصد عواقب سيئة جدًّا (‏أُنظر الفقرة ٧.‏)‏

٧ حَسَبَ الأمْثَال ٩:‏١٣-‏١٨‏،‏ ماذا يحصُلُ لِلَّذينَ يقبَلونَ دَعوَةَ المَرأةِ الغَبِيَّة؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٧ لِنبدَأْ بِدَعوَةِ «المَرأةِ الغَبِيَّة».‏ ‏(‏إقرإ الأمثال ٩:‏١٣-‏١٨‏.‏)‏ تدعو هذِهِ المَرأةُ الَّذينَ ‹ينقُصُهُمُ الحُكمُ السَّليمُ› إلى وَليمَةٍ في بَيتِها.‏ ولكنْ ماذا يحصُلُ لِلَّذينَ يقبَلونَ دَعوَتَها؟‏ يقولُ الفَصل ٩ مِن سِفرِ الأمْثَال:‏ «الَّذينَ في بَيتِها أموات».‏ وتذكُرُ فُصولٌ سابِقَة مِن هذا السِّفرِ أفكارًا مُشابِهَة.‏ مَثَلًا،‏ تُحَذِّرُ الأمْثَال ٢:‏١١-‏١٩ مِنَ «المَرأةِ السَّيِّئَة» و «الفاسِدَة»،‏ وتقول:‏ «الذَّهابُ إلى بَيتِها كالذَّهابِ إلى المَوت».‏ وتُحَذِّرُ الأمْثَال ٥:‏٣-‏١٠ مِنَ «المَرأةِ السَّيِّئَة» الَّتي ‹تَنزِلُ قَدَماها إلى المَوت›.‏

٨ أيُّ خِيارَينِ أمامَنا؟‏

٨ هُناك خِيارانِ أمامَ الَّذينَ يتَلَقَّونَ دَعوَةَ «المَرأةِ الغَبِيَّة»:‏ فإمَّا أن يقبَلوها،‏ أو يرفُضوها.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ حينَ نتَعَرَّضُ لِإغراءٍ كَي نرتَكِبَ العَهارَة،‏ أو نُشاهِدَ المَوادَّ الإباحِيَّة على الإنتِرنِت أو وَسائِلِ الإعلام،‏ يكونُ أمامَنا خِياران.‏ فأيُّهُما نختار؟‏

٩-‏١٠ ما هي بَعضُ الأسبابِ لِنتَجَنَّبَ العَهارَة؟‏

٩ هُناك أسبابٌ مُهِمَّة لِنتَجَنَّبَ العَهارَة.‏ تقولُ «المَرأةُ الغَبِيَّة»:‏ «المِياهُ المَسروقَة طَيِّبَة».‏ وما هي هذِهِ «المِياهُ المَسروقَة»؟‏ كما يتَّضِح،‏ تُشيرُ إلى العَلاقاتِ الجِنسِيَّة المُحَرَّمَة.‏ فالكِتابُ المُقَدَّسُ يُشَبِّهُ العَلاقَةَ الجِنسِيَّة بَينَ الرَّجُلِ والمَرأةِ المُتَزَوِّجَينِ شَرعِيًّا بِمِياهٍ مُنعِشَة.‏ (‏أم ٥:‏١٥-‏١٨‏)‏ لكنَّ عَلاقَتَهُما اللَّائِقَة تختَلِفُ كَثيرًا عنِ «المِياهِ المَسروقَة».‏ فالَّذينَ يُمارِسونَ العَلاقاتِ المُحَرَّمَة غالِبًا ما يقومونَ بها في السِّرّ،‏ تَمامًا مِثلَ السَّارِق.‏ وهذِهِ «المِياهُ المَسروقَة» تبدو لهُم «طَيِّبَة»،‏ خُصوصًا حينَ يظُنُّونَ أنَّهُم يُفلِتونَ بِأفعالِهِم.‏ لكنَّهُم مُخطِئونَ تَمامًا.‏ فيَهْوَه يرى ما يفعَلُهُ كُلُّ شَخص.‏ ولا شَيءَ أسوَأُ مِن خَسارَةِ رِضاه.‏ إنَّها خَسارَةٌ مُرَّة،‏ ولَيسَت «طَيِّبَةً» أبَدًا.‏ (‏١ كو ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وهذا لَيسَ السَّبَبَ الوَحيدَ لِنتَجَنَّبَ العَهارَة.‏

١٠ مِنَ الحِكمَةِ أن لا ندخُلَ «بَيتَ» المَرأةِ الغَبِيَّة ونأكُلَ طَعامَها.‏ فالَّذينَ يرتَكِبونَ العَهارَةَ كَثيرًا ما يخجَلونَ مِن فِعلَتِهِم،‏ يشعُرونَ أنَّهُم بِلا قيمَة،‏ يُعانونَ مِن حَبَلٍ غَيرِ مَرغوبٍ فيه،‏ وتتَفَكَّكُ عائِلاتُهُم.‏ كما يتَعَرَّضونَ لِلمَوتِ الرُّوحِيّ،‏ ولِلإصابَةِ بِأمراضٍ تُؤَدِّي إلى مَوتِهِمِ الحَرفِيّ.‏ (‏أم ٧:‏٢٣،‏ ٢٦‏)‏ لِذا،‏ تقولُ الأمْثَال ٩:‏١٨ عنِ المَرأةِ الغَبِيَّة:‏ «ضُيوفُها هُم في أعماقِ القَبر».‏ ولكنْ لِمَ يقبَلُ كَثيرونَ دَعوَتَها،‏ رَغمَ كُلِّ هذِهِ العَواقِب؟‏ —‏ أم ٩:‏١٣-‏١٨‏.‏

١١ لِمَ المَوادُّ الإباحِيَّة مُؤذِيَةٌ جِدًّا؟‏

١١ يقَعُ كَثيرونَ في فَخِّ المَوادِّ الإباحِيَّة.‏ قد يظُنُّ هؤُلاءِ أنَّها تَسلِيَةٌ بَريئَة.‏ لكنَّ المَوادَّ الإباحِيَّة تُؤذيهِم جِدًّا.‏ فهي تُخَسِّرُهُمُ احتِرامَهُم لِنَفسِهِم،‏ وتُسَبِّبُ لهُمُ الإدمان.‏ كما تعلَقُ الصُّوَرُ الفاضِحَة في ذاكِرَتِهِم،‏ ولا تُمحى بِسُرعَة.‏ والأسوَأُ أنَّ المَوادَّ الإباحِيَّة لا تُميتُ الرَّغَباتِ الخاطِئَة،‏ بل تُشعِلُها.‏ (‏كو ٣:‏٥؛‏ يع ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لِذا،‏ تقودُ كَثيرينَ إلى ارتِكابِ العَهارَة.‏

١٢ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ إذا ظهَرَت صورَةٌ إباحِيَّة على جِهازِنا الإلِكتُرونِيّ،‏ وماذا يُساعِدُنا على ذلِك؟‏

١٢ إذًا،‏ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ إذا ظهَرَت صورَةٌ إباحِيَّة على جِهازِنا الإلِكتُرونِيّ؟‏ يجِبُ أن نُبعِدَ نَظَرَنا عنها فَورًا.‏ ومُهِمٌّ أن لا نتَجَنَّبَ فَقَطِ الصُّوَرَ الإباحِيَّة،‏ بل أيضًا الصُّوَرَ المُثيرَة جِنسِيًّا.‏ فنَحنُ لا نُريدُ أن نأخُذَ أيَّ خُطوَةٍ تجعَلُنا نزني في قَلبِنا.‏ (‏مت ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وماذا يُساعِدُنا على ذلِك؟‏ لِنتَذَكَّرْ أنَّ أغلى شَيءٍ لدَينا هو عَلاقَتُنا بِيَهْوَه.‏ يقولُ شَيخٌ في تَايْلَنْد اسْمُهُ دَايْفِيد:‏ «حتَّى لو لم تكُنِ الصُّورَةُ إباحِيَّة،‏ أسألُ نَفسي:‏ ‹إذا بقيتُ أنظُرُ إلَيها،‏ فهل سيَرضى يَهْوَه عنِّي؟‏›.‏ وهذا يُساعِدُني أن أتَصَرَّفَ بِحِكمَة».‏

١٣ ماذا يُساعِدُنا أن نتَصَرَّفَ بِحِكمَة؟‏

١٣ إذًا،‏ كَي نتَصَرَّفَ بِحِكمَة،‏ يلزَمُ أن نخافَ أن نفعَلَ أيَّ شَيءٍ يُزَعِّلُ يَهْوَه.‏ فخَوفُ اللّٰهِ هو «بِدايَةُ الحِكمَة»،‏ أي أساسُها.‏ (‏أم ٩:‏١٠‏)‏ وهذا ما يوضِحُهُ الجُزءُ الأوَّلُ مِنَ الأمْثَال ٩‏.‏ فهو يتَحَدَّثُ عنِ امرَأةٍ مَجازِيَّة أُخرى تُسَمَّى «الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة».‏

إقبَلْ دَعوَةَ «الحِكمَةِ الحَقيقِيَّة»‏

١٤ أيُّ دَعوَةٍ مُختَلِفَة نجِدُها في الأمْثَال ٩:‏١-‏٦‏؟‏

١٤ إقرإ الأمثال ٩:‏١-‏٦‏.‏ تتَضَمَّنُ هذِهِ الآياتُ دَعوَةً مِن خالِقِنا الحَكيمِ يَهْوَه،‏ مَصدَرِ «الحِكمَةِ الحَقيقِيَّة» وأساسِها.‏ (‏أم ٢:‏٦؛‏ رو ١٦:‏٢٧‏)‏ وهي تتَحَدَّثُ عنِ الحِكمَةِ كما لو أنَّ لها بَيتًا كَبيرًا فيهِ سَبعَةُ أعمِدَة.‏ وهكَذا،‏ تصِفُ لنا أنَّ يَهْوَه كَريم،‏ ويُرَحِّبُ بِكُلِّ الَّذينَ يُريدونَ أن يُطَبِّقوا حِكمَتَهُ في حَياتِهِم.‏

١٥ إلامَ يدعونا يَهْوَه؟‏

١٥ يَهْوَه كَريمٌ جِدًّا.‏ وهذا واضِحٌ في الأمْثَال ٩‏.‏ فهذا الفَصلُ يُشَبِّهُ «الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة» بِامرَأةٍ مَجازِيَّة.‏ وفي الآيَة ٢‏،‏ نقرَأُ أنَّها جهَّزَتِ اللَّحمَ بِعِنايَة،‏ مزَجَت نَبيذَها،‏ ورَتَّبَت مائِدَةً في بَيتِها.‏ وفي الآيَتَين ٤ و ٥‏،‏ «تَقولُ لِمَن يَنقُصُهُ الحُكمُ السَّليم:‏ ‹تَعالَ كُلْ مِن خُبزي›».‏ ولِمَ يجِبُ أن ندخُلَ بَيتَ «الحِكمَةِ الحَقيقِيَّة»،‏ ونأكُلَ الطَّعامَ الَّذي تُقَدِّمُه؟‏ لِأنَّ يَهْوَه يُريدُ أن نتَصَرَّفَ بِحِكمَة،‏ ونكونَ بِأمانٍ كأولادٍ له.‏ فهو لا يُريدُ أن نتَعَلَّمَ الدُّروسَ بِالطَّريقَةِ القاسِيَة،‏ أي بَعدَ أن نمُرَّ بِتَجارِبَ صَعبَة ونُعانِيَ مِنَ النَّدَم.‏ لِذا،‏ «يُخَزِّنُ الحِكمَةَ مِن أجْلِ المُستَقيمين».‏ (‏أم ٢:‏٧‏)‏ فلْنسعَ إذًا لِنُنَمِّيَ خَوفَ يَهْوَه.‏ فعِندَئِذٍ،‏ سنرغَبُ في إرضائِه.‏ وبِالتَّالي،‏ سنسمَعُ نَصائِحَهُ الحَكيمَة،‏ ونفرَحُ بِتَطبيقِها.‏ —‏ يع ١:‏٢٥‏.‏

١٦ كَيفَ ساعَدَ خَوفُ اللّٰهِ ألَان،‏ وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟‏

١٦ لاحِظْ كَيفَ ساعَدَ خَوفُ اللّٰهِ شَيخًا اسْمُهُ ألَان لِيَتَصَرَّفَ بِحِكمَة.‏ فهو يعمَلُ أُستاذًا في مَدرَسَة،‏ ويَقول:‏ «يعتَبِرُ الكَثيرُ مِن زُمَلائي الأفلامَ الإباحِيَّة وَسيلَةً لِيَتَثَقَّفوا جِنسِيًّا».‏ لكنَّ ألَان لم ينخَدِعْ بِأفكارٍ كهذِه.‏ يُخبِر:‏ «لِأنِّي أخافُ اللّٰه،‏ رفَضتُ رَفضًا قاطِعًا أن أرى هذِهِ الأفلام.‏ كما أوضَحتُ السَّبَبَ لِزُمَلائي».‏ فألَان طبَّقَ نَصيحَةَ «الحِكمَةِ الحَقيقِيَّة» الَّتي تقول:‏ «إمْشِ إلى الأمامِ في طَريقِ الفَهم».‏ (‏أم ٩:‏٦‏)‏ وبِفَضلِ مَوقِفِهِ الثَّابِت،‏ بدَأَ بَعضُ زُمَلائِهِ يدرُسونَ الكِتابَ المُقَدَّسَ ويَحضُرونَ الاجتِماعاتِ المَسيحِيَّة.‏

حين نقبل دعوة «الحكمة الحقيقية»،‏ نفرح الآن وإلى الأبد (‏أُنظر الفقرتين ١٧-‏١٨.‏)‏

١٧-‏١٨ أيُّ بَرَكاتٍ يتَمَتَّعُ بِها الَّذينَ يقبَلونَ دَعوَةَ «الحِكمَةِ الحَقيقِيَّة»؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٧ مِن خِلالِ التَّشبيهَينِ عنِ المَرأتَينِ المَجازِيَّتَين،‏ يُظهِرُ لنا يَهْوَه كَيفَ نعيشُ بِفَرَحٍ الآنَ وإلى الأبَد.‏ فالَّذينَ يقبَلونَ دَعوَةَ «المَرأةِ الغَبِيَّة»،‏ يسعَونَ لِيَتَمَتَّعوا في السِّرِّ بِالمَلَذَّاتِ ‹الطَّيِّبَة›.‏ فيَكونُ كُلُّ هَمِّهِم أن يعيشوا اللَّحظَة،‏ ولا يُفَكِّرونَ في العَواقِب.‏ لكنَّ مَصيرَهُم سيَكونُ «في أعماقِ القَبر».‏ —‏ أم ٩:‏١٣،‏ ١٧،‏ ١٨‏.‏

١٨ أمَّا الَّذينَ يقبَلونَ دَعوَةَ «الحِكمَةِ الحَقيقِيَّة»،‏ فمَصيرُهُم يختَلِفُ تَمامًا.‏ فهُم يتَمَتَّعونَ الآنَ بِوَليمَةٍ روحِيَّة فيها أطباقٌ صِحِّيَّة،‏ لَذيذَة،‏ وتُقَدَّمُ بِطَريقَةٍ رائِعَة.‏ (‏إش ٦٥:‏١٣‏)‏ فمِن خِلالِ النَّبِيِّ إشَعْيَا،‏ قالَ يَهْوَه:‏ «إسمَعوا لي سَماعًا،‏ وكُلوا الطَّيِّب،‏ ولْتتَلَذَّذْ بِالدَّسَمِ نُفوسُكُم».‏ (‏إش ٥٥:‏١،‏ ٢‏)‏ وهكَذا،‏ نتَعَلَّمُ أن نُحِبَّ ما يُحِبُّهُ يَهْوَه،‏ ونكرَهَ ما يكرَهُه.‏ (‏مز ٩٧:‏١٠‏)‏ كما نفرَحُ بِأن ندعُوَ الآخَرينَ لِيَستَفيدوا هُم أيضًا مِنَ «الحِكمَةِ الحَقيقِيَّة».‏ فكما لو أنَّنا نُنادي «مِنَ الأماكِنِ العالِيَة في المَدينَة»،‏ ونقول:‏ «لِيَدخُلْ إلى هُنا كُلُّ مَن هو قَليلُ الخِبرَة».‏ والفَوائِدُ الَّتي ننالُها نَحنُ والآخَرونَ الَّذينَ يقبَلونَ الدَّعوَةَ لَيسَت وَقتِيَّة.‏ فهي ستجعَلُنا ‹نعيشُ› إلى الأبَد،‏ فيما نمشي «إلى الأمامِ في طَريقِ الفَهم».‏ —‏ أم ٩:‏٣،‏ ٤،‏ ٦‏.‏

١٩ حَسَبَ الجَامِعَة ١٢:‏١٣،‏ ١٤‏،‏ علامَ نَحنُ مُصَمِّمون؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الإطار «‏ خَوفُ اللّٰهِ يُفيدُنا‏».‏)‏

١٩ إقرإ الجامعة ١٢:‏١٣،‏ ١٤‏.‏ لِنسعَ إذًا لِنُنَمِّيَ خَوفَ اللّٰه.‏ فهكَذا سنحمي قَلبَنا،‏ ونبقى طاهِرينَ أخلاقِيًّا وروحِيًّا،‏ رَغمَ الشَّرِّ المُنتَشِرِ في هذِهِ الأيَّامِ الأخيرَة.‏ كما سنستَمِرُّ في دَعوَةِ أكبَرِ عَدَدٍ مِنَ النَّاسِ لِيَستَفيدوا هُم أيضًا مِنَ «الحِكمَةِ الحَقيقِيَّة».‏

التَّرنيمَة ١٢٧ أيَّ إنسانٍ ينبَغي أن أكون؟‏

a كَمَسيحِيِّين،‏ نَحنُ نُريدُ أن نُنَمِّيَ خَوفَ اللّٰه.‏ فهذا الخَوفُ يحمي قَلبَنا،‏ ويُساعِدُنا أن نتَجَنَّبَ العَهارَةَ والمَوادَّ الإباحِيَّة.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنُناقِشُ الأمْثَال ٩ الَّذي يُقارِنُ بَينَ امرَأتَينِ مَجازِيَّتَينِ تُمَثِّلانِ الحِكمَةَ والغَباء.‏ وسنرى كَيفَ يُساعِدُنا هذا الفَصلُ أن نعيشَ بِفَرَحٍ الآنَ وإلى الأبَد.‏

b تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.‏