الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٧

لمَ يجب أن نخاف يهوه؟‏

لمَ يجب أن نخاف يهوه؟‏

‏«يَهْوَه صَديقٌ لَصيقٌ لِلَّذينَ يَخافونَه».‏ —‏ مز ٢٥:‏١٤‏.‏

التَّرنيمَة ٨ في يَهْوَه مُحتَمانا

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١-‏٢ حَسَبَ المَزْمُور ٢٥:‏١٤‏،‏ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِنكونَ أصدِقاءَ يَهْوَه؟‏

 بِرَأيِك،‏ أيُّ صِفاتٍ ضَرورِيَّةٌ في الصَّداقَة؟‏ على الأرجَح،‏ ستخطُرُ على بالِكَ صِفاتٌ مِثلُ المَحَبَّةِ أوِ الدَّعم،‏ لا الخَوف.‏ ولكنْ مِثلَما تقولُ آيَتُنا الرَّئيسِيَّة،‏ يجِبُ أن ‹نخافَ› يَهْوَه لِنكونَ أصدِقاءَه.‏ —‏ إقرإ المزمور ٢٥:‏١٤‏.‏

٢ حتَّى لو كُنَّا نخدُمُ يَهْوَه مِن سِنين،‏ نحتاجُ كُلُّنا أن نظَلَّ نخافُه.‏ ولكنْ ماذا يعني أن نخافَ اللّٰه؟‏ كَيفَ نتَعَلَّمُ أن نخافَه؟‏ وماذا نتَعَلَّمُ عن خَوفِهِ مِنَ الوَكيلِ عُوبَدْيَا،‏ رَئيسِ الكَهَنَةِ يَهُويَادَاع،‏ والمَلِكِ يَهُوآش؟‏

ماذا يعني أن نخافَ اللّٰه؟‏

٣ متى نشعُرُ بِالخَوف،‏ وكَيفَ يُفيدُنا ذلِك أحيانًا؟‏

٣ نشعُرُ بِالخَوفِ حينَ يكونُ هُناك خَطَرٌ مُحتَمَل.‏ وهذا الخَوفُ يُفيدُنا في أحيانٍ كَثيرَة،‏ لِأنَّهُ يدفَعُنا أن نتَصَرَّفَ بِحِكمَة.‏ مَثَلًا،‏ لِأنَّنا نخافُ أن نقَع،‏ نتَجَنَّبُ الاقتِرابَ مِن حافَّةِ مُنحَدَر.‏ ولِأنَّنا نخافُ أن نُصاب،‏ نبتَعِدُ عنِ الأماكِنِ الخَطِرَة.‏ ولِأنَّنا نخافُ أن نخسَرَ صَديقًا نُحِبُّه،‏ نتَجَنَّبُ أن نُزَعِّلَهُ بِكَلامِنا أو تَصَرُّفاتِنا.‏

٤ ماذا يُريدُ الشَّيْطَان؟‏

٤ يُريدُ الشَّيْطَان أن نُنَمِّيَ نَوعًا غَيرَ صَحيحٍ مِنَ الخَوفِ تِجاهَ يَهْوَه.‏ فهو ينشُرُ أفكارًا خاطِئَة عن يَهْوَه كالَّتي ذكَرَها ألِيفَاز:‏ أنَّ يَهْوَه يغضَبُ مِنَّا بِسُرعَة،‏ يُحِبُّ أن يُعاقِبَنا،‏ ولن يرضى عنَّا مَهما فعَلنا.‏ (‏أي ٤:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وهكَذا،‏ يسعى الشَّيْطَان لِيَجعَلَنا نرتَعِبُ مِن يَهْوَه وننفُرُ مِنه،‏ ونتَوَقَّفُ بِالتَّالي عن خِدمَتِه.‏ فكَيفَ نتَجَنَّبُ هذا الفَخّ؟‏ علَينا أن نُنَمِّيَ النَّوعَ الصَّحيحَ مِنَ الخَوفِ تِجاهَ يَهْوَه.‏

٥ ماذا يعني أن نخافَ اللّٰه؟‏

٥ إذًا،‏ علَينا أن نُنَمِّيَ النَّوعَ الصَّحيحَ مِنَ الخَوفِ تِجاهَ يَهْوَه.‏ فيَجِبُ أن نخافَهُ لِأنَّنا نحتَرِمُهُ ونُحِبُّه،‏ ولا نُريدُ أن نُزَعِّلَه.‏ كانَ لَدى يَسُوع هذا النَّوعُ مِن خَوفِ اللّٰه.‏ (‏عب ٥:‏٧‏)‏ فهو لم يرتَعِبْ مِن يَهْوَه.‏ (‏إش ١١:‏٢،‏ ٣‏)‏ بل أحَبَّهُ مَحَبَّةً شَديدَة،‏ وأرادَ أن يُطيعَه.‏ (‏يو ١٤:‏٢١،‏ ٣١‏)‏ ومِثلَ يَسُوع،‏ نَحنُ نحتَرِمُ يَهْوَه احتِرامًا عَميقًا.‏ فنَحنُ نعرِفُ أنَّ يَهْوَه مُحِبّ،‏ حَكيم،‏ عادِل،‏ وقَوِيّ.‏ كما نعرِفُ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا كَثيرًا،‏ ويَتَأثَّرُ حينَ نرفُضُ إرشادَهُ أو نقبَلُه.‏ وبِالتَّالي،‏ يُمكِنُ أن نُحزِنَهُ أو نُفَرِّحَ قَلبَه.‏ —‏ مز ٧٨:‏٤١؛‏ أم ٢٧:‏١١‏.‏

كَيفَ نتَعَلَّمُ أن نخافَ اللّٰه؟‏

٦ ما هي إحدى الطُّرُقِ لِنتَعَلَّمَ أن نخافَ يَهْوَه؟‏ (‏مزمور ٣٤:‏١١‏)‏

٦ لا يولَدُ خَوفُ يَهْوَه معنا،‏ بل علَينا أن نُنَمِّيَه.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ٣٤:‏١١‏.‏)‏ وإحدى الطُّرُقِ لِنفعَلَ ذلِك هي أن نتَأمَّلَ في مَخلوقاتِ يَهْوَه.‏ فمِن خِلالِ مَخلوقاتِه،‏ نرى حِكمَتَه،‏ قُوَّتَه،‏ ومَحَبَّتَهُ الشَّديدَة لنا.‏ وبِهذِهِ الطَّريقَة،‏ نزيدُ احتِرامَنا ومَحَبَّتَنا له.‏ (‏رو ١:‏٢٠‏)‏ تُخبِرُ أُختٌ اسْمُها أدْرِيَان:‏ «حينَ أتَأمَّلُ في المَخلوقات،‏ أندَهِشُ كَثيرًا وأرى كم يَهْوَه حَكيم.‏ وهكَذا،‏ أتَأكَّدُ أنَّهُ يعرِفُ مَصلَحَتي.‏ وبِالتَّالي،‏ أُقَوِّي تَصميمي أن لا أفعَلَ شَيئًا يُخَسِّرُني عَلاقَتي به.‏ فهوَ الخالِقُ الَّذي أعطاني الحَياة».‏ فلِمَ لا تُخَصِّصُ وَقتًا هذا الأُسبوعَ لِتتَأمَّلَ في مَخلوقاتِ يَهْوَه؟‏ فهكَذا،‏ ستزيدُ احتِرامَكَ ومَحَبَّتَكَ له.‏ —‏ مز ١١١:‏٢،‏ ٣‏.‏

٧ كَيفَ تُساعِدُنا الصَّلاةُ أن نُنَمِّيَ خَوفَ يَهْوَه؟‏

٧ هُناكَ طَريقَةٌ أُخرى لِنُنَمِّيَ خَوفَ اللّٰه:‏ أن نُصَلِّيَ إلَيهِ دائمًا.‏ فهكَذا،‏ نتَعَرَّفُ علَيهِ ونقتَرِبُ مِنهُ أكثَر.‏ فكُلَّما طلَبنا مِنهُ أن يُقَوِّيَنا لِنُواجِهَ التَّجارِب،‏ تذَكَّرنا كم هو قَوِيّ.‏ وكُلَّما شكَرناهُ على ذَبيحَةِ ابْنِه،‏ تذَكَّرنا كم يُحِبُّنا.‏ وكُلَّما توَسَّلنا إلَيهِ لِيُساعِدَنا أن نحُلَّ مُشكِلَة،‏ تذَكَّرنا كم هو حَكيم.‏ وهكَذا،‏ تزيدُ صَلَواتُنا احتِرامَنا لِيَهْوَه.‏ وبِالتَّالي،‏ تُقَوِّي تَصميمَنا أن لا نفعَلَ شَيئًا يُخَسِّرُنا صَداقَتَه.‏

٨ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ كَي نظَلَّ نخافُ يَهْوَه؟‏

٨ كَي نظَلَّ نخافُ يَهْوَه،‏ مُهِمٌّ أن ندرُسَ كَلِمَتَه،‏ ونتَأمَّلَ في قِصَصِ الَّذينَ خافوهُ والَّذينَ فشِلوا في ذلِك.‏ لِذا،‏ سنتَأمَّلُ الآنَ في مِثالِ رَجُلَينِ خافا يَهْوَه:‏ عُوبَدْيَا،‏ الَّذي كانَ وَكيلًا على بَيتِ المَلِكِ آخَاب،‏ ورَئيسِ الكَهَنَةِ يَهُويَادَاع.‏ ثُمَّ سنرى ماذا نتَعَلَّمُ أيضًا مِن يَهُوآش،‏ مَلِكٍ لِيَهُوذَا توَقَّفَ عن خِدمَةِ يَهْوَه.‏

كُنْ شُجاعًا مِثلَ عُوبَدْيَا

٩ كَيفَ تأثَّرَ عُوبَدْيَا بِخَوفِهِ لِيَهْوَه؟‏ (‏١ ملوك ١٨:‏٣،‏ ١٢‏)‏

٩ يُعَرِّفُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عُوبَدْيَا بِأنَّهُ «يخافُ يَهْوَه جِدًّا».‏ b ‏(‏إقرأ ١ ملوك ١٨:‏٣،‏ ١٢‏.‏)‏ وكَيفَ تأثَّرَ عُوبَدْيَا بِخَوفِهِ لِيَهْوَه؟‏ مِن ناحِيَة،‏ كانَ أمينًا جِدًّا،‏ حتَّى إنَّ المَلِكَ وكَّلَهُ على كُلِّ بَيتِه.‏ (‏قارن نحميا ٧:‏٢‏.‏)‏ ومِن ناحِيَةٍ أُخرى،‏ أظهَرَ عُوبَدْيَا شَجاعَةً غَيرَ عادِيَّة.‏ وهوَ احتاجَ كَثيرًا إلى هذِهِ الصِّفَة.‏ فقدْ عاشَ في زَمَنِ المَلِكِ الشِّرِّيرِ آخَاب الَّذي كانَ «في عَينَي يَهْوَه أسوَأَ مِن جَميعِ الَّذينَ كانوا قَبلَه».‏ (‏١ مل ١٦:‏٣٠‏)‏ كما أنَّ إيزَابِل،‏ زَوجَةَ آخَاب،‏ كانَت تعبُدُ البَعْل وتكرَهُ يَهْوَه جِدًّا.‏ حتَّى إنَّها حاوَلَت أن تُزيلَ عِبادَةَ يَهْوَه مِنَ المَملَكَةِ الشَّمالِيَّة،‏ وقتَلَتِ الكَثيرَ مِن أنبِيائِه.‏ (‏١ مل ١٨:‏٤‏)‏ لا شَكَّ إذًا أنَّ عُوبَدْيَا خدَمَ يَهْوَه خِلالَ فَترَةٍ صَعبَة.‏

١٠ كَيفَ أظهَرَ عُوبَدْيَا شَجاعَةً غَيرَ عادِيَّة؟‏

١٠ وكَيفَ أظهَرَ عُوبَدْيَا شَجاعَةً غَيرَ عادِيَّة؟‏ حينَ بدَأَت إيزَابِل تقتُلُ أنبِياءَ اللّٰه،‏ أخَذَ عُوبَدْيَا ١٠٠ نَبِيٍّ مِنهُم،‏ وخبَّأهُم ‹كُلَّ خَمسينَ في مَغارَة،‏ وزوَّدَهُم بِالخُبزِ والماء›.‏ (‏١ مل ١٨:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ بِهذِهِ الطَّريقَة،‏ عرَّضَ عُوبَدْيَا حَياتَهُ لِلخَطَر.‏ فلَوِ اكتَشَفَت إيزَابِل ماذا فعَل،‏ كانَت ستقتُلُه.‏ طَبعًا،‏ كانَ عُوبَدْيَا إنسانًا مِثلَنا،‏ ولم يُرِدْ أن يموت.‏ لكنَّهُ أحَبَّ يَهْوَه وخُدَّامَهُ أكثَرَ مِن حَياتِه.‏

أخ يوزِّع بشجاعة الطعام الروحي خلال الحظر (‏أُنظر الفقرة ١١.‏)‏ d

١١ كَيفَ يتَمَثَّلُ خُدَّامُ يَهْوَه اليَومَ بِعُوبَدْيَا؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١١ اليَوم،‏ يعيشُ الكَثيرُ مِن خُدَّامِ يَهْوَه في بُلدانٍ تحظُرُ عَمَلَنا.‏ وهؤُلاءِ الإخوَةُ الأعِزَّاءُ يحتَرِمونَ السُّلُطات.‏ لكنَّهُم مِثلَ عُوبَدْيَا،‏ لا يتَوَقَّفونَ عن خِدمَةِ يَهْوَه.‏ (‏مت ٢٢:‏٢١‏)‏ فلِأنَّهُم يخافونَ اللّٰه،‏ يُطيعونَهُ هو لا النَّاس.‏ (‏أع ٥:‏٢٩‏)‏ لِذا،‏ يستَمِرُّونَ في إعلانِ الأخبارِ الحُلوَة،‏ ويَجتَمِعونَ معًا بِحَذَر.‏ (‏مت ١٠:‏١٦،‏ ٢٨‏)‏ كما يُساعِدونَ إخوَتَهُم أن يحصُلوا على الطَّعامِ الرُّوحِيِّ الَّذي يحتاجونَه.‏ هذا ما فعَلَهُ أخٌ اسْمُهُ هِنْرِي،‏ حينَ كانَ عَمَلُنا مَحظورًا في البَلَدِ الإفْرِيقيِّ الَّذي يعيشُ فيه.‏ فخِلالَ الحَظر،‏ تطَوَّعَ لِيُوَزِّعَ الطَّعامَ الرُّوحِيَّ على الإخوَة.‏ أخبَر:‏ «أنا بِطَبعي خَجولٌ جِدًّا.‏ لكنَّ احتِرامي العَميقَ لِيَهْوَه أعطاني الشَّجاعَةَ اللَّازِمَة».‏ فهل تقدِرُ أن تكونَ شُجاعًا مِثلَ هِنْرِي؟‏ ستقدِرُ بِالتَّأكيدِ إذا نمَّيتَ خَوفَ اللّٰه.‏

كُنْ وَلِيًّا مِثلَ يَهُويَادَاع

١٢ كَيفَ أظهَرَ يَهُويَادَاع وزَوجَتُهُ الوَلاءَ لِيَهْوَه؟‏

١٢ لِنتَأمَّلِ الآنَ في مِثالِ شَخصٍ آخَر:‏ رَئيسِ الكَهَنَةِ يَهُويَادَاع.‏ فهو أيضًا خافَ يَهْوَه.‏ لِذا بقِيَ وَلِيًّا له،‏ وشجَّعَ الشَّعبَ أن يعبُدوه.‏ واللَّافِتُ أنَّهُ فعَلَ ذلِك حينَ استَولَت عَثَلْيَا،‏ بِنتُ إيزَابِل،‏ على عَرشِ يَهُوذَا.‏ فعَثَلْيَا كانَت مُخيفَةً جِدًّا؛‏ شَرِسَةً ومُتَعَطِّشَةً للسُّلطَة.‏ حتَّى إنَّها سعَت لِتقتُلَ كُلَّ النَّسلِ المَلَكِيّ،‏ مع أنَّهُم أحفادُها مِن لَحمِها ودَمِها.‏ (‏٢ أخ ٢٢:‏١٠،‏ ١١‏)‏ لكنَّ أحَدَ هؤُلاءِ الأحفاد،‏ يَهُوآش،‏ نجا مِنَ المَوت.‏ فعَمَّتُهُ يَهُوشَبْعَة،‏ زَوجَةُ يَهُويَادَاع،‏ أنقَذَته.‏ ثُمَّ خبَّأَتهُ هي وزَوجُها،‏ واهتَمَّا به.‏ وهكَذا،‏ حافَظا على سُلالَةِ المُلوكِ الَّذينَ أتَوا مِن دَاوُد.‏ واضِحٌ إذًا أنَّ يَهُويَادَاع المُسِنَّ بقِيَ وَلِيًّا لِيَهْوَه،‏ ولم يرتَعِبْ مِن عَثَلْيَا.‏ —‏ أم ٢٩:‏٢٥‏.‏

١٣ كَيفَ أظهَرَ يَهُويَادَاع مُجَدَّدًا أنَّهُ وَلِيٌّ لِيَهْوَه؟‏

١٣ حينَ صارَ عُمرُ يَهُوآش سَبعَ سِنين،‏ أظهَرَ يَهُويَادَاع مُجَدَّدًا أنَّهُ وَلِيٌّ لِيَهْوَه.‏ فقدْ وضَعَ خُطَّةً لِيُعَيِّنَ يَهُوآش مَلِكًا،‏ بِصِفَتِهِ وَريثَ دَاوُد الشَّرعِيّ.‏ وهكَذا،‏ عرَّضَ يَهُويَادَاع حَياتَهُ لِلخَطَر.‏ فإذا فشِلَت خُطَّتُه،‏ كانَت عَثَلْيَا ستقتُلُهُ بِالتَّأكيد.‏ ولكنْ بِفَضلِ بَرَكَةِ يَهْوَه،‏ نجَحَتِ الخُطَّة.‏ فبِدَعمٍ مِنَ الزُّعَماءِ واللَّاوِيِّين،‏ استَطاعَ يَهُويَادَاع أن يُعَيِّنَ يَهُوآش مَلِكًا،‏ وقُتِلَت عَثَلْيَا.‏ (‏٢ أخ ٢٣:‏١-‏٥،‏ ١١،‏ ١٢،‏ ١٥؛‏ ٢٤:‏١‏)‏ «ثُمَّ قطَعَ يَهُويَادَاع عَهدًا بَينَ يَهْوَه وبَينَ المَلِكِ والشَّعب،‏ لِيَكونوا شَعبًا لِيَهْوَه».‏ (‏٢ مل ١١:‏١٧‏)‏ كما «أقامَ البَوَّابينَ على بَوَّاباتِ بَيتِ يَهْوَه لِئَلَّا يدخُلَ أحَدٌ نَجِسٌ في أمرٍ ما».‏ —‏ ٢ أخ ٢٣:‏١٩‏.‏

١٤ كَيفَ أكرَمَ يَهْوَه يَهُويَادَاع؟‏

١٤ قالَ يَهْوَه:‏ «أُكرِمُ الَّذينَ يُكرِمونَني».‏ (‏١ صم ٢:‏٣٠‏)‏ وبِالفِعل،‏ أكرَمَ يَهْوَه رَئيسَ الكَهَنَةِ يَهُويَادَاع وبارَكَه.‏ فأعمالُ يَهُويَادَاع الجَيِّدَة كُتِبَت في كَلِمَةِ اللّٰهِ لِإرشادِنا.‏ (‏رو ١٥:‏٤‏)‏ كما نالَ يَهُويَادَاع إكرامًا خُصوصِيًّا عِندَ مَوتِه.‏ فقدْ «دفَنوهُ في مَدينَةِ دَاوُد معَ المُلوك،‏ لِأنَّهُ عمِلَ خَيرًا في إسْرَائِيل ومعَ اللّٰهِ وبَيتِه».‏ —‏ ٢ أخ ٢٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

مثل رئيس الكهنة يهوياداع،‏ يدفعنا خوف اللّٰه أن ندعم إخوتنا بولاء (‏أُنظر الفقرة ١٥.‏)‏ e

١٥ ماذا نتَعَلَّمُ مِن قِصَّةِ يَهُويَادَاع؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.‏)‏

١٥ نتَعَلَّمُ كُلُّنا دُروسًا مُهِمَّة مِن قِصَّةِ يَهُويَادَاع،‏ دُروسًا تُساعِدُنا أن نُنَمِّيَ خَوفَ اللّٰه.‏ فمِثلَ يَهُويَادَاع،‏ مُهِمٌّ أن ينتَبِهَ الشُّيوخُ لِرَعِيَّةِ اللّٰهِ ويَحموها بِوَلاء.‏ (‏أع ٢٠:‏٢٨‏)‏ ومُهِمٌّ أن يبقى الكِبارُ في العُمرِ أولِياءَ لِيَهْوَه ويَخافوه.‏ ولْيَتَذَكَّروا أنَّهُ لن يضَعَهُم أبَدًا على الرَّفّ،‏ بل سيَظَلُّ يستَخدِمُهُم لِيُنجِزَ مَشيئَتَه.‏ أمَّا الشَّباب،‏ فمُهِمٌّ أن يُلاحِظوا كَيفَ عامَلَ يَهْوَه يَهُويَادَاع،‏ ويُعامِلوا بِاحتِرامٍ الأكبَرَ سِنًّا،‏ خُصوصًا الَّذينَ يخدُمونَ يَهْوَه بِأمانَةٍ مِن سِنين.‏ (‏أم ١٦:‏٣١‏)‏ كما نتَعَلَّمُ كُلُّنا دَرسًا مُهِمًّا مِنَ الزُّعَماءِ واللَّاوِيِّين.‏ فمِثلَما دعَموا يَهُويَادَاع،‏ مُهِمٌّ أن ندعَمَ بِوَلاءٍ «الَّذينَ يتَوَلَّونَ القِيادَةَ» ونُطيعَهُم.‏ —‏ عب ١٣:‏١٧‏.‏

لا تكُنْ مِثلَ يَهُوآش

١٦ ماذا يُظهِرُ أنَّ يَهُوآش كانَ ضَعيفًا روحِيًّا؟‏

١٦ إستَفادَ يَهُوآش مِن مِثالِ يَهُويَادَاع الجَيِّد.‏ (‏٢ مل ١٢:‏٢‏)‏ وبِالنَّتيجَة،‏ قرَّرَ أن يخدُمَ يَهْوَه.‏ ولكنْ لِلأسَف،‏ بَعدَما ماتَ يَهُويَادَاع،‏ سمِعَ يَهُوآش لِلرُّؤَساءِ المُرتَدِّين.‏ فبدَأَ هو والشَّعبُ «يخدُمونَ السَّوارِيَ المُقَدَّسَة والأصنام».‏ (‏٢ أخ ٢٤:‏٤،‏ ١٧،‏ ١٨‏)‏ فحزِنَ يَهْوَه كَثيرًا و «أرسَلَ إلَيهِم أنبِياءَ لِيَرُدُّوهُم»،‏ لكنَّهُم «لم يُصغوا» لهُم.‏ حتَّى إنَّهُم لم يُصغوا لِزَكَرِيَّا بْنِ يَهُويَادَاع.‏ c والأسوَأُ أنَّ يَهُوآش أمَرَ بِقَتلِ زَكَرِيَّا،‏ الَّذي لم يكُنْ فَقَط نَبِيًّا وكاهِنًا،‏ بل أيضًا ابْنَ عَمَّتِهِ الَّتي فعَلَتِ الكَثيرَ لهُ هي وزَوجُها.‏ فيا لهُ مِن ناكِرٍ لِلجَميل!‏ —‏ ٢ أخ ٢٢:‏١١؛‏ ٢٤:‏١٩-‏٢٢‏.‏

١٧ ماذا حصَلَ لِيَهُوآش؟‏

١٧ لم يظَلَّ يَهُوآش يخافُ يَهْوَه.‏ وبِسَبَبِ ذلِك،‏ حصَدَ نَتائِجَ سَيِّئَة جِدًّا.‏ فيَهْوَه قال:‏ «الَّذينَ يحتَقِرونَني يصغَرون».‏ (‏١ صم ٢:‏٣٠‏)‏ فمع أنَّ جَيشَ يَهُوآش كانَ «كَثيرًا جِدًّا»،‏ تعَرَّضَ لِلهَزيمَةِ أمامَ جَيشٍ أرَامِيٍّ صَغير.‏ كما أُصيبَ يَهُوآش إصاباتٍ خَطيرَة في المَعرَكَة.‏ وبَعدَما ذهَبَ الأرَامِيُّون،‏ قتَلَهُ خُدَّامُهُ انتِقامًا لِزَكَرِيَّا،‏ و «لم يدفِنوهُ في قُبورِ المُلوك».‏ فهذا المَلِكُ الشِّرِّيرُ لم يستاهِلْ أيَّ إكرام.‏ —‏ ٢ أخ ٢٤:‏٢٣-‏٢٥‏.‏

١٨ حَسَبَ إرْمِيَا ١٧:‏٧،‏ ٨‏،‏ كَيفَ نتَجَنَّبُ أن نكونَ مِثلَ يَهُوآش؟‏

١٨ ماذا نتَعَلَّمُ مِن يَهُوآش؟‏ لقدْ كانَ مِثلَ شَجَرَةٍ جُذورُها لَيسَت عَميقَة،‏ شَجَرَةٍ تحتاجُ إلى عَصًا لِتُثَبِّتَها.‏ لِذا عِندَما انكَسَرَتِ العَصا،‏ أي ماتَ يَهُويَادَاع،‏ لم يظَلَّ يَهُوآش ثابِتًا،‏ بل تلاعَبَت بهِ رِياحُ الارتِداد.‏ نتَعَلَّمُ دَرسًا مُهِمًّا مِن ذلِك.‏ فكَي نظَلَّ نخافُ اللّٰه،‏ لا يجِبُ أن نعتَمِدَ فَقَط على المِثالِ الجَيِّدِ الَّذي يرسُمُهُ لنا إخوَتُنا أو أفرادُ عائِلَتِنا.‏ بل يجِبُ أن نزيدَ مَحَبَّتَنا واحتِرامَنا لِيَهْوَه مِن خِلالِ الدَّرس،‏ التَّأمُّل،‏ والصَّلاة.‏ وهكَذا،‏ نبقى ثابِتينَ وأقوِياءَ روحِيًّا.‏ —‏ إقرأ إرميا ١٧:‏٧،‏ ٨؛‏ كو ٢:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٩ ماذا يطلُبُ يَهْوَه مِنَّا؟‏

١٩ لا يطلُبُ يَهْوَه مِنَّا الكَثير.‏ فالجَامِعَة ١٢:‏١٣ تُلَخِّصُ ما يطلُبُه،‏ قائِلَة:‏ «خفِ اللّٰهَ واحفَظْ وَصاياه؛‏ لِأنَّ هذا هو واجِبُ الإنسان».‏ فلْنسعَ إذًا لِنُنَمِّيَ خَوفَ اللّٰه.‏ وهكَذا،‏ سنقدِرُ أن نثبُتَ في وَجهِ أيِّ امتِحاناتٍ الآنَ أو في المُستَقبَل،‏ تَمامًا مِثلَما فعَلَ عُوبَدْيَا ويَهُويَادَاع.‏ وبِالتَّالي،‏ لا شَيءَ سيَقدِرُ أن يُخَسِّرَنا صَداقَتَنا مع يَهْوَه.‏

التَّرنيمَة ٣ مُتَّكَلي،‏ قُوَّتي،‏ ورَجائي

a يتَحَدَّثُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عنِ «الخَوفِ» بِمَعانٍ عَديدَة.‏ فحَسَبَ سِياقِ الآيات،‏ يُشيرُ «الخَوفُ» إلى الرُّعب،‏ الاحتِرام،‏ أوِ التَّوقير.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنَرى ماذا يعني أن نخافَ أبانا السَّماوِيَّ يَهْوَه،‏ وكَيفَ يدفَعُنا هذا الخَوفُ أن نخدُمَهُ بِشَجاعَةٍ ووَلاء.‏

b عُوبَدْيَا هذا لَيسَ النَّبِيَّ عُوبَدْيَا،‏ الَّذي عاشَ بَعدَ مِئاتِ السِّنينَ وكتَبَ سِفرًا في الكِتابِ المُقَدَّسِ بِاسْمِه.‏

c تذكُرُ مَتَّى ٢٣:‏٣٥ أنَّ زَكَرِيَّا هوَ ابْنُ بَرَخِيَّا.‏ فرُبَّما كانَ بَرَخِيَّا اسْمًا آخَرَ لِيَهُويَادَاع،‏ وبِالتَّالي كانَ لهُ اسْمانِ مِثلَ كَثيرينَ في الكِتابِ المُقَدَّس.‏ (‏قارن متى ٩:‏٩ بمرقس ٢:‏١٤‏.‏)‏ أو رُبَّما كانَ بَرَخِيَّا واحِدًا مِن أجدادِ زَكَرِيَّا.‏

d وصف الصورة:‏ إعادة تصوير الأحداث:‏ أخ يوزِّع الطعام الروحي خلال الحظر.‏

e وصف الصورة:‏ أخت شابة تتعلَّم من أخت أكبر سنًّا أن تبشِّر بالتلفون؛‏ أخ مسن يرسم المثال لأخ شاب في التبشير بشجاعة عند عربة المطبوعات؛‏ أخ لديه خبرة يدرِّب غيره على صيانة قاعة الملكوت.‏