مقالة الدرس ٢٧
لمَ يجب أن نخاف يهوه؟
«يَهْوَه صَديقٌ لَصيقٌ لِلَّذينَ يَخافونَه». — مز ٢٥:١٤.
التَّرنيمَة ٨ في يَهْوَه مُحتَمانا
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a
١-٢ حَسَبَ المَزْمُور ٢٥:١٤، ماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِنكونَ أصدِقاءَ يَهْوَه؟
بِرَأيِك، أيُّ صِفاتٍ ضَرورِيَّةٌ في الصَّداقَة؟ على الأرجَح، ستخطُرُ على بالِكَ صِفاتٌ مِثلُ المَحَبَّةِ أوِ الدَّعم، لا الخَوف. ولكنْ مِثلَما تقولُ آيَتُنا الرَّئيسِيَّة، يجِبُ أن ‹نخافَ› يَهْوَه لِنكونَ أصدِقاءَه. — إقرإ المزمور ٢٥:١٤.
٢ حتَّى لو كُنَّا نخدُمُ يَهْوَه مِن سِنين، نحتاجُ كُلُّنا أن نظَلَّ نخافُه. ولكنْ ماذا يعني أن نخافَ اللّٰه؟ كَيفَ نتَعَلَّمُ أن نخافَه؟ وماذا نتَعَلَّمُ عن خَوفِهِ مِنَ الوَكيلِ عُوبَدْيَا، رَئيسِ الكَهَنَةِ يَهُويَادَاع، والمَلِكِ يَهُوآش؟
ماذا يعني أن نخافَ اللّٰه؟
٣ متى نشعُرُ بِالخَوف، وكَيفَ يُفيدُنا ذلِك أحيانًا؟
٣ نشعُرُ بِالخَوفِ حينَ يكونُ هُناك خَطَرٌ مُحتَمَل. وهذا الخَوفُ يُفيدُنا في أحيانٍ كَثيرَة، لِأنَّهُ يدفَعُنا أن نتَصَرَّفَ بِحِكمَة. مَثَلًا، لِأنَّنا نخافُ أن نقَع، نتَجَنَّبُ الاقتِرابَ مِن حافَّةِ مُنحَدَر. ولِأنَّنا نخافُ أن نُصاب، نبتَعِدُ عنِ الأماكِنِ الخَطِرَة. ولِأنَّنا نخافُ أن نخسَرَ صَديقًا نُحِبُّه، نتَجَنَّبُ أن نُزَعِّلَهُ بِكَلامِنا أو تَصَرُّفاتِنا.
٤ ماذا يُريدُ الشَّيْطَان؟
٤ يُريدُ الشَّيْطَان أن نُنَمِّيَ نَوعًا غَيرَ صَحيحٍ مِنَ الخَوفِ تِجاهَ يَهْوَه. فهو ينشُرُ أفكارًا خاطِئَة عن يَهْوَه كالَّتي ذكَرَها ألِيفَاز: أنَّ يَهْوَه يغضَبُ مِنَّا بِسُرعَة، يُحِبُّ أن يُعاقِبَنا، ولن يرضى عنَّا مَهما فعَلنا. (أي ٤:١٨، ١٩) وهكَذا، يسعى الشَّيْطَان لِيَجعَلَنا نرتَعِبُ مِن يَهْوَه وننفُرُ مِنه، ونتَوَقَّفُ بِالتَّالي عن خِدمَتِه. فكَيفَ نتَجَنَّبُ هذا الفَخّ؟ علَينا أن نُنَمِّيَ النَّوعَ الصَّحيحَ مِنَ الخَوفِ تِجاهَ يَهْوَه.
٥ ماذا يعني أن نخافَ اللّٰه؟
٥ إذًا، علَينا أن نُنَمِّيَ النَّوعَ الصَّحيحَ مِنَ الخَوفِ تِجاهَ يَهْوَه. فيَجِبُ أن نخافَهُ لِأنَّنا نحتَرِمُهُ ونُحِبُّه، ولا نُريدُ أن نُزَعِّلَه. كانَ لَدى يَسُوع هذا النَّوعُ مِن خَوفِ اللّٰه. (عب ٥:٧) فهو لم يرتَعِبْ مِن يَهْوَه. (إش ١١:٢، ٣) بل أحَبَّهُ مَحَبَّةً شَديدَة، وأرادَ أن يُطيعَه. (يو ١٤:٢١، ٣١) ومِثلَ يَسُوع، نَحنُ نحتَرِمُ يَهْوَه احتِرامًا عَميقًا. فنَحنُ نعرِفُ أنَّ يَهْوَه مُحِبّ، حَكيم، عادِل، وقَوِيّ. كما نعرِفُ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا كَثيرًا، ويَتَأثَّرُ حينَ نرفُضُ إرشادَهُ أو نقبَلُه. وبِالتَّالي، يُمكِنُ أن نُحزِنَهُ أو نُفَرِّحَ قَلبَه. — مز ٧٨:٤١؛ أم ٢٧:١١.
كَيفَ نتَعَلَّمُ أن نخافَ اللّٰه؟
٦ ما هي إحدى الطُّرُقِ لِنتَعَلَّمَ أن نخافَ يَهْوَه؟ (مزمور ٣٤:١١)
٦ لا يولَدُ خَوفُ يَهْوَه معنا، بل علَينا أن نُنَمِّيَه. (إقرإ المزمور ٣٤:١١.) وإحدى الطُّرُقِ لِنفعَلَ ذلِك هي أن نتَأمَّلَ في مَخلوقاتِ يَهْوَه. فمِن خِلالِ مَخلوقاتِه، نرى حِكمَتَه، قُوَّتَه، ومَحَبَّتَهُ الشَّديدَة لنا. وبِهذِهِ الطَّريقَة، نزيدُ احتِرامَنا ومَحَبَّتَنا له. (رو ١:٢٠) تُخبِرُ أُختٌ اسْمُها أدْرِيَان: «حينَ أتَأمَّلُ في المَخلوقات، أندَهِشُ كَثيرًا وأرى كم يَهْوَه حَكيم. وهكَذا، أتَأكَّدُ أنَّهُ يعرِفُ مَصلَحَتي. وبِالتَّالي، أُقَوِّي تَصميمي أن لا أفعَلَ شَيئًا يُخَسِّرُني عَلاقَتي به. فهوَ الخالِقُ الَّذي أعطاني الحَياة». فلِمَ لا تُخَصِّصُ وَقتًا هذا الأُسبوعَ لِتتَأمَّلَ في مَخلوقاتِ يَهْوَه؟ فهكَذا، ستزيدُ احتِرامَكَ ومَحَبَّتَكَ له. — مز ١١١:٢، ٣.
٧ كَيفَ تُساعِدُنا الصَّلاةُ أن نُنَمِّيَ خَوفَ يَهْوَه؟
٧ هُناكَ طَريقَةٌ أُخرى لِنُنَمِّيَ خَوفَ اللّٰه: أن نُصَلِّيَ إلَيهِ دائمًا. فهكَذا، نتَعَرَّفُ علَيهِ ونقتَرِبُ مِنهُ أكثَر. فكُلَّما طلَبنا مِنهُ أن يُقَوِّيَنا لِنُواجِهَ التَّجارِب، تذَكَّرنا كم هو قَوِيّ. وكُلَّما شكَرناهُ على ذَبيحَةِ ابْنِه، تذَكَّرنا كم يُحِبُّنا. وكُلَّما توَسَّلنا إلَيهِ لِيُساعِدَنا أن نحُلَّ مُشكِلَة، تذَكَّرنا كم هو حَكيم. وهكَذا، تزيدُ صَلَواتُنا احتِرامَنا لِيَهْوَه. وبِالتَّالي، تُقَوِّي تَصميمَنا أن لا نفعَلَ شَيئًا يُخَسِّرُنا صَداقَتَه.
٨ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ كَي نظَلَّ نخافُ يَهْوَه؟
٨ كَي نظَلَّ نخافُ يَهْوَه، مُهِمٌّ أن ندرُسَ كَلِمَتَه، ونتَأمَّلَ في قِصَصِ الَّذينَ خافوهُ والَّذينَ فشِلوا في ذلِك. لِذا، سنتَأمَّلُ الآنَ في مِثالِ رَجُلَينِ خافا يَهْوَه: عُوبَدْيَا، الَّذي كانَ وَكيلًا على بَيتِ المَلِكِ آخَاب، ورَئيسِ الكَهَنَةِ يَهُويَادَاع. ثُمَّ سنرى ماذا نتَعَلَّمُ أيضًا مِن يَهُوآش، مَلِكٍ لِيَهُوذَا توَقَّفَ عن خِدمَةِ يَهْوَه.
كُنْ شُجاعًا مِثلَ عُوبَدْيَا
٩ كَيفَ تأثَّرَ عُوبَدْيَا بِخَوفِهِ لِيَهْوَه؟ (١ ملوك ١٨:٣، ١٢)
٩ يُعَرِّفُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عُوبَدْيَا بِأنَّهُ «يخافُ يَهْوَه جِدًّا». b (إقرأ ١ ملوك ١٨:٣، ١٢.) وكَيفَ تأثَّرَ عُوبَدْيَا بِخَوفِهِ لِيَهْوَه؟ مِن ناحِيَة، كانَ أمينًا جِدًّا، حتَّى إنَّ المَلِكَ وكَّلَهُ على كُلِّ بَيتِه. (قارن نحميا ٧:٢.) ومِن ناحِيَةٍ أُخرى، أظهَرَ عُوبَدْيَا شَجاعَةً غَيرَ عادِيَّة. وهوَ احتاجَ كَثيرًا إلى هذِهِ الصِّفَة. فقدْ عاشَ في زَمَنِ المَلِكِ الشِّرِّيرِ آخَاب الَّذي كانَ «في عَينَي يَهْوَه أسوَأَ مِن جَميعِ الَّذينَ كانوا قَبلَه». (١ مل ١٦:٣٠) كما أنَّ إيزَابِل، زَوجَةَ آخَاب، كانَت تعبُدُ البَعْل وتكرَهُ يَهْوَه جِدًّا. حتَّى إنَّها حاوَلَت أن تُزيلَ عِبادَةَ يَهْوَه مِنَ المَملَكَةِ الشَّمالِيَّة، وقتَلَتِ الكَثيرَ مِن أنبِيائِه. (١ مل ١٨:٤) لا شَكَّ إذًا أنَّ عُوبَدْيَا خدَمَ يَهْوَه خِلالَ فَترَةٍ صَعبَة.
١٠ كَيفَ أظهَرَ عُوبَدْيَا شَجاعَةً غَيرَ عادِيَّة؟
١٠ وكَيفَ أظهَرَ عُوبَدْيَا شَجاعَةً غَيرَ عادِيَّة؟ حينَ بدَأَت إيزَابِل تقتُلُ أنبِياءَ اللّٰه، أخَذَ عُوبَدْيَا ١٠٠ نَبِيٍّ مِنهُم، وخبَّأهُم ‹كُلَّ خَمسينَ في مَغارَة، وزوَّدَهُم بِالخُبزِ والماء›. (١ مل ١٨:١٣، ١٤) بِهذِهِ الطَّريقَة، عرَّضَ عُوبَدْيَا حَياتَهُ لِلخَطَر. فلَوِ اكتَشَفَت إيزَابِل ماذا فعَل، كانَت ستقتُلُه. طَبعًا، كانَ عُوبَدْيَا إنسانًا مِثلَنا، ولم يُرِدْ أن يموت. لكنَّهُ أحَبَّ يَهْوَه وخُدَّامَهُ أكثَرَ مِن حَياتِه.
١١ كَيفَ يتَمَثَّلُ خُدَّامُ يَهْوَه اليَومَ بِعُوبَدْيَا؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١١ اليَوم، يعيشُ الكَثيرُ مِن خُدَّامِ يَهْوَه في بُلدانٍ تحظُرُ عَمَلَنا. وهؤُلاءِ الإخوَةُ الأعِزَّاءُ يحتَرِمونَ السُّلُطات. لكنَّهُم مِثلَ عُوبَدْيَا، لا يتَوَقَّفونَ عن خِدمَةِ يَهْوَه. (مت ٢٢:٢١) فلِأنَّهُم يخافونَ اللّٰه، يُطيعونَهُ هو لا النَّاس. (أع ٥:٢٩) لِذا، يستَمِرُّونَ في إعلانِ الأخبارِ الحُلوَة، ويَجتَمِعونَ معًا بِحَذَر. (مت ١٠:١٦، ٢٨) كما يُساعِدونَ إخوَتَهُم أن يحصُلوا على الطَّعامِ الرُّوحِيِّ الَّذي يحتاجونَه. هذا ما فعَلَهُ أخٌ اسْمُهُ هِنْرِي، حينَ كانَ عَمَلُنا مَحظورًا في البَلَدِ الإفْرِيقيِّ الَّذي يعيشُ فيه. فخِلالَ الحَظر، تطَوَّعَ لِيُوَزِّعَ الطَّعامَ الرُّوحِيَّ على الإخوَة. أخبَر: «أنا بِطَبعي خَجولٌ جِدًّا. لكنَّ احتِرامي العَميقَ لِيَهْوَه أعطاني الشَّجاعَةَ اللَّازِمَة». فهل تقدِرُ أن تكونَ شُجاعًا مِثلَ هِنْرِي؟ ستقدِرُ بِالتَّأكيدِ إذا نمَّيتَ خَوفَ اللّٰه.
كُنْ وَلِيًّا مِثلَ يَهُويَادَاع
١٢ كَيفَ أظهَرَ يَهُويَادَاع وزَوجَتُهُ الوَلاءَ لِيَهْوَه؟
١٢ لِنتَأمَّلِ الآنَ في مِثالِ شَخصٍ آخَر: رَئيسِ الكَهَنَةِ يَهُويَادَاع. فهو أيضًا خافَ يَهْوَه. لِذا بقِيَ وَلِيًّا له، وشجَّعَ الشَّعبَ أن يعبُدوه. واللَّافِتُ أنَّهُ فعَلَ ذلِك حينَ استَولَت عَثَلْيَا، بِنتُ إيزَابِل، على عَرشِ يَهُوذَا. فعَثَلْيَا كانَت مُخيفَةً جِدًّا؛ شَرِسَةً ومُتَعَطِّشَةً للسُّلطَة. حتَّى إنَّها سعَت لِتقتُلَ كُلَّ النَّسلِ المَلَكِيّ، مع أنَّهُم أحفادُها مِن لَحمِها ودَمِها. (٢ أخ ٢٢:١٠، ١١) لكنَّ أحَدَ هؤُلاءِ الأحفاد، يَهُوآش، نجا مِنَ المَوت. فعَمَّتُهُ يَهُوشَبْعَة، زَوجَةُ يَهُويَادَاع، أنقَذَته. ثُمَّ خبَّأَتهُ هي وزَوجُها، واهتَمَّا به. وهكَذا، حافَظا على سُلالَةِ المُلوكِ الَّذينَ أتَوا مِن دَاوُد. واضِحٌ إذًا أنَّ يَهُويَادَاع المُسِنَّ بقِيَ وَلِيًّا لِيَهْوَه، ولم يرتَعِبْ مِن عَثَلْيَا. — أم ٢٩:٢٥.
١٣ كَيفَ أظهَرَ يَهُويَادَاع مُجَدَّدًا أنَّهُ وَلِيٌّ لِيَهْوَه؟
١٣ حينَ صارَ عُمرُ يَهُوآش سَبعَ سِنين، أظهَرَ يَهُويَادَاع مُجَدَّدًا أنَّهُ وَلِيٌّ لِيَهْوَه. فقدْ وضَعَ خُطَّةً لِيُعَيِّنَ يَهُوآش مَلِكًا، بِصِفَتِهِ وَريثَ دَاوُد الشَّرعِيّ. وهكَذا، عرَّضَ يَهُويَادَاع حَياتَهُ لِلخَطَر. فإذا فشِلَت خُطَّتُه، كانَت عَثَلْيَا ستقتُلُهُ بِالتَّأكيد. ولكنْ بِفَضلِ بَرَكَةِ يَهْوَه، نجَحَتِ الخُطَّة. فبِدَعمٍ مِنَ الزُّعَماءِ واللَّاوِيِّين، استَطاعَ يَهُويَادَاع أن يُعَيِّنَ يَهُوآش مَلِكًا، وقُتِلَت عَثَلْيَا. (٢ أخ ٢٣:١-٥، ١١، ١٢، ١٥؛ ٢٤:١) «ثُمَّ قطَعَ يَهُويَادَاع عَهدًا بَينَ يَهْوَه وبَينَ المَلِكِ والشَّعب، لِيَكونوا شَعبًا لِيَهْوَه». (٢ مل ١١:١٧) كما «أقامَ البَوَّابينَ على بَوَّاباتِ بَيتِ يَهْوَه لِئَلَّا يدخُلَ أحَدٌ نَجِسٌ في أمرٍ ما». — ٢ أخ ٢٣:١٩.
١٤ كَيفَ أكرَمَ يَهْوَه يَهُويَادَاع؟
١٤ قالَ يَهْوَه: «أُكرِمُ الَّذينَ يُكرِمونَني». (١ صم ٢:٣٠) وبِالفِعل، أكرَمَ يَهْوَه رَئيسَ الكَهَنَةِ يَهُويَادَاع وبارَكَه. فأعمالُ يَهُويَادَاع الجَيِّدَة كُتِبَت في كَلِمَةِ اللّٰهِ لِإرشادِنا. (رو ١٥:٤) كما نالَ يَهُويَادَاع إكرامًا خُصوصِيًّا عِندَ مَوتِه. فقدْ «دفَنوهُ في مَدينَةِ دَاوُد معَ المُلوك، لِأنَّهُ عمِلَ خَيرًا في إسْرَائِيل ومعَ اللّٰهِ وبَيتِه». — ٢ أخ ٢٤:١٥، ١٦.
١٥ ماذا نتَعَلَّمُ مِن قِصَّةِ يَهُويَادَاع؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
١٥ نتَعَلَّمُ كُلُّنا دُروسًا مُهِمَّة مِن قِصَّةِ يَهُويَادَاع، دُروسًا تُساعِدُنا أن نُنَمِّيَ خَوفَ اللّٰه. فمِثلَ يَهُويَادَاع، مُهِمٌّ أن ينتَبِهَ الشُّيوخُ لِرَعِيَّةِ اللّٰهِ ويَحموها بِوَلاء. (أع ٢٠:٢٨) ومُهِمٌّ أن يبقى الكِبارُ في العُمرِ أولِياءَ لِيَهْوَه ويَخافوه. ولْيَتَذَكَّروا أنَّهُ لن يضَعَهُم أبَدًا على الرَّفّ، بل سيَظَلُّ يستَخدِمُهُم لِيُنجِزَ مَشيئَتَه. أمَّا الشَّباب، فمُهِمٌّ أن يُلاحِظوا كَيفَ عامَلَ يَهْوَه يَهُويَادَاع، ويُعامِلوا بِاحتِرامٍ الأكبَرَ سِنًّا، خُصوصًا الَّذينَ يخدُمونَ يَهْوَه بِأمانَةٍ مِن سِنين. (أم ١٦:٣١) كما نتَعَلَّمُ كُلُّنا دَرسًا مُهِمًّا مِنَ الزُّعَماءِ واللَّاوِيِّين. فمِثلَما دعَموا يَهُويَادَاع، مُهِمٌّ أن ندعَمَ بِوَلاءٍ «الَّذينَ يتَوَلَّونَ القِيادَةَ» ونُطيعَهُم. — عب ١٣:١٧.
لا تكُنْ مِثلَ يَهُوآش
١٦ ماذا يُظهِرُ أنَّ يَهُوآش كانَ ضَعيفًا روحِيًّا؟
١٦ إستَفادَ يَهُوآش مِن مِثالِ يَهُويَادَاع الجَيِّد. (٢ مل ١٢:٢) وبِالنَّتيجَة، قرَّرَ أن يخدُمَ يَهْوَه. ولكنْ لِلأسَف، بَعدَما ماتَ يَهُويَادَاع، سمِعَ يَهُوآش لِلرُّؤَساءِ المُرتَدِّين. فبدَأَ هو والشَّعبُ «يخدُمونَ السَّوارِيَ المُقَدَّسَة والأصنام». (٢ أخ ٢٤:٤، ١٧، ١٨) فحزِنَ يَهْوَه كَثيرًا و «أرسَلَ إلَيهِم أنبِياءَ لِيَرُدُّوهُم»، لكنَّهُم «لم يُصغوا» لهُم. حتَّى إنَّهُم لم يُصغوا لِزَكَرِيَّا بْنِ يَهُويَادَاع. c والأسوَأُ أنَّ يَهُوآش أمَرَ بِقَتلِ زَكَرِيَّا، الَّذي لم يكُنْ فَقَط نَبِيًّا وكاهِنًا، بل أيضًا ابْنَ عَمَّتِهِ الَّتي فعَلَتِ الكَثيرَ لهُ هي وزَوجُها. فيا لهُ مِن ناكِرٍ لِلجَميل! — ٢ أخ ٢٢:١١؛ ٢٤:١٩-٢٢.
١٧ ماذا حصَلَ لِيَهُوآش؟
١٧ لم يظَلَّ يَهُوآش يخافُ يَهْوَه. وبِسَبَبِ ذلِك، حصَدَ نَتائِجَ سَيِّئَة جِدًّا. فيَهْوَه قال: «الَّذينَ يحتَقِرونَني يصغَرون». (١ صم ٢:٣٠) فمع أنَّ جَيشَ يَهُوآش كانَ «كَثيرًا جِدًّا»، تعَرَّضَ لِلهَزيمَةِ أمامَ جَيشٍ أرَامِيٍّ صَغير. كما أُصيبَ يَهُوآش إصاباتٍ خَطيرَة في المَعرَكَة. وبَعدَما ذهَبَ الأرَامِيُّون، قتَلَهُ خُدَّامُهُ انتِقامًا لِزَكَرِيَّا، و «لم يدفِنوهُ في قُبورِ المُلوك». فهذا المَلِكُ الشِّرِّيرُ لم يستاهِلْ أيَّ إكرام. — ٢ أخ ٢٤:٢٣-٢٥.
١٨ حَسَبَ إرْمِيَا ١٧:٧، ٨، كَيفَ نتَجَنَّبُ أن نكونَ مِثلَ يَهُوآش؟
١٨ ماذا نتَعَلَّمُ مِن يَهُوآش؟ لقدْ كانَ مِثلَ شَجَرَةٍ جُذورُها لَيسَت عَميقَة، شَجَرَةٍ تحتاجُ إلى عَصًا لِتُثَبِّتَها. لِذا عِندَما انكَسَرَتِ العَصا، أي ماتَ يَهُويَادَاع، لم يظَلَّ يَهُوآش ثابِتًا، بل تلاعَبَت بهِ رِياحُ الارتِداد. نتَعَلَّمُ دَرسًا مُهِمًّا مِن ذلِك. فكَي نظَلَّ نخافُ اللّٰه، لا يجِبُ أن نعتَمِدَ فَقَط على المِثالِ الجَيِّدِ الَّذي يرسُمُهُ لنا إخوَتُنا أو أفرادُ عائِلَتِنا. بل يجِبُ أن نزيدَ مَحَبَّتَنا واحتِرامَنا لِيَهْوَه مِن خِلالِ الدَّرس، التَّأمُّل، والصَّلاة. وهكَذا، نبقى ثابِتينَ وأقوِياءَ روحِيًّا. — إقرأ إرميا ١٧:٧، ٨؛ كو ٢:٦، ٧.
١٩ ماذا يطلُبُ يَهْوَه مِنَّا؟
١٩ لا يطلُبُ يَهْوَه مِنَّا الكَثير. فالجَامِعَة ١٢:١٣ تُلَخِّصُ ما يطلُبُه، قائِلَة: «خفِ اللّٰهَ واحفَظْ وَصاياه؛ لِأنَّ هذا هو واجِبُ الإنسان». فلْنسعَ إذًا لِنُنَمِّيَ خَوفَ اللّٰه. وهكَذا، سنقدِرُ أن نثبُتَ في وَجهِ أيِّ امتِحاناتٍ الآنَ أو في المُستَقبَل، تَمامًا مِثلَما فعَلَ عُوبَدْيَا ويَهُويَادَاع. وبِالتَّالي، لا شَيءَ سيَقدِرُ أن يُخَسِّرَنا صَداقَتَنا مع يَهْوَه.
التَّرنيمَة ٣ مُتَّكَلي، قُوَّتي، ورَجائي
a يتَحَدَّثُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عنِ «الخَوفِ» بِمَعانٍ عَديدَة. فحَسَبَ سِياقِ الآيات، يُشيرُ «الخَوفُ» إلى الرُّعب، الاحتِرام، أوِ التَّوقير. وفي هذِهِ المَقالَة، سنَرى ماذا يعني أن نخافَ أبانا السَّماوِيَّ يَهْوَه، وكَيفَ يدفَعُنا هذا الخَوفُ أن نخدُمَهُ بِشَجاعَةٍ ووَلاء.
b عُوبَدْيَا هذا لَيسَ النَّبِيَّ عُوبَدْيَا، الَّذي عاشَ بَعدَ مِئاتِ السِّنينَ وكتَبَ سِفرًا في الكِتابِ المُقَدَّسِ بِاسْمِه.
c تذكُرُ مَتَّى ٢٣:٣٥ أنَّ زَكَرِيَّا هوَ ابْنُ بَرَخِيَّا. فرُبَّما كانَ بَرَخِيَّا اسْمًا آخَرَ لِيَهُويَادَاع، وبِالتَّالي كانَ لهُ اسْمانِ مِثلَ كَثيرينَ في الكِتابِ المُقَدَّس. (قارن متى ٩:٩ بمرقس ٢:١٤.) أو رُبَّما كانَ بَرَخِيَّا واحِدًا مِن أجدادِ زَكَرِيَّا.