مقالة الدرس ٢٥
يا شيوخ، تمثَّلوا بجدعون
«الوَقتُ يُعوِزُني إن أخَذتُ أروي عن جِدْعُون». — عب ١١:٣٢.
التَّرنيمَة ١٢٤ أولِياءُ كُلَّ حين
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a
١ حَسَبَ ١ بُطْرُس ٥:٢، أيُّ مَسؤولِيَّةٍ أعطاها يَهْوَه لِلشُّيوخ؟
عيَّنَ يَهْوَه الشُّيوخَ لِيَهتَمُّوا بِخِرافِهِ الغالِيَة. والشُّيوخُ يُقَدِّرونَ كَثيرًا هذِهِ المَسؤولِيَّة، ويَسعَونَ لِيَكونوا «رُعاةً بِحَسَبِ قَلبِ» يَهْوَه. (إر ٣:١٥؛ إقرأ ١ بطرس ٥:٢.) أفَلا نشكُرُ يَهْوَه على هؤُلاءِ الإخوَةِ المُجتَهِدين؟
٢ أيُّ تَحَدِّياتٍ يُواجِهُها بَعضُ الشُّيوخ؟
٢ ولكنْ فيما يقومُ الشُّيوخُ بِمَسؤولِيَّاتِهِم، يُواجِهونَ تَحَدِّياتٍ عَديدَة. فهُم يحتاجونَ مَثَلًا أن يبذُلوا جُهدًا كَبيرًا لِيَهتَمُّوا بِالجَماعَة. يقولُ شَيخٌ في الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة اسمُهُ طُونِي: «عِندَما بدَأَ كُوفِيد-١٩، انشَغَلتُ أكثَرَ فأكثَرَ بِتَنظيمِ الاجتِماعاتِ والخِدمَة. لكنَّ المَسؤولِيَّاتِ ما كانَت تنتَهي. لِذا، بدَأتُ أُقَصِّرُ في الصَّلاة، قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس، والدَّرسِ الشَّخصِيّ». فقدِ احتاجَ طُونِي أن يعرِفَ حُدودَه، ولا يقبَلَ مَسؤولِيَّاتٍ فَوقَ طاقَتِه. أمَّا إيلِير، شَيخٌ في كُوسُوفُو، فواجَهَ تَحَدِّيًا آخَر. فكانَ يعيشُ في مِنطَقَةِ حَرب، واستَصعَبَ أن يُطيعَ إرشادًا نالَهُ مِن هَيئَةِ يَهْوَه. يُخبِر: «طلَبَ مِنِّي مَكتَبُ الفَرعِ أن أهتَمَّ بِالإخوَةِ في مِنطَقَةٍ خَطيرَة. فخِفتُ كَثيرًا، وشعَرتُ أنَّ هذا الإرشادَ لَيسَ مَنطِقِيًّا». وتِيم، مُرسَلٌ في آسْيَا، استَصعَبَ أن يظَلَّ يقومُ بِمَسؤولِيَّاتِهِ يَومًا بَعدَ يَوم. يقول: «شعَرتُ أحيانًا أنِّي مَضغوطٌ وتَعبانٌ جِدًّا». فماذا يُساعِدُ الشُّيوخَ حينَ يُواجِهونَ تَحَدِّياتٍ كهذِه؟
٣ كَيفَ نستَفيدُ كُلُّنا مِن مِثالِ جِدْعُون؟
٣ رسَمَ القاضي جِدْعُون مِثالًا رائِعًا لِلشُّيوخ. (عب ٦:١٢؛ ١١:٣٢) فهوَ اهتَمَّ بِشَعبِ يَهْوَه وحَماهُم خِلالَ فَترَةٍ صَعبَة. (قض ٢:١٦؛ ١ أخ ١٧:٦) بِشَكلٍ مُماثِل، يهتَمُّ الشُّيوخُ بِشَعبِ يَهْوَه ويَحمونَهُم خِلالَ فَترَةٍ صَعبَة. (أع ٢٠:٢٨؛ ٢ تي ٣:١) فلْنرَ كَيفَ يتَعَلَّمونَ مِن جِدْعُون أن يكونوا مُتَواضِعينَ ويَعرِفوا حُدودَهُم، يُطيعوا الإرشادات، ويستَمِرُّوا بِاحتِمالٍ في تَعييناتِهِم. وحتَّى إذا لم نكُنْ شُيوخًا، نستَفيدُ حينَ نُراجِعُ مِثالَ جِدْعُون. فسَيَزيدُ تَقديرَنا لِشُيوخِنا المُجتَهِدين، ويَدفَعُنا أن نُساعِدَهُم. — عب ١٣:١٧.
كونوا مُتَواضِعينَ واعرِفوا حُدودَكُم
٤ كَيفَ أظهَرَ جِدْعُون أنَّهُ مُتَواضِعٌ ويَعرِفُ حُدودَه؟
٤ كانَ جِدْعُون مُتَواضِعًا وعرَفَ حُدودَه. b ففي أحَدِ الأيَّام، أخبَرَهُ مَلاكٌ أنَّ يَهْوَه اختارَهُ لِيُخَلِّصَ الإسْرَائِيلِيِّينَ مِن قَبضَةِ المِدْيَانِيِّين. لكنَّ جِدْعُون قالَ بِتَواضُع: «ها إنَّ عَشيرَتي هيَ الصُّغرى في مَنَسَّى، وأنا الأصغَرُ في بَيتِ أبي». (قض ٦:١٥) فقدْ شعَرَ أنَّهُ غَيرُ مُؤَهَّلٍ لِهذا التَّعيين. لكنَّ يَهْوَه عرَفَ أنَّ جِدْعُون يقدِرُ أن يقومَ به. وقدْ ساعَدَهُ لِيُتَمِّمَهُ بِنَجاح.
٥ أيُّ تَحَدِّياتٍ قد يُواجِهُها الشُّيوخ؟
٥ بِشَكلٍ مُماثِل، يجتَهِدُ الشُّيوخُ لِيَكونوا مُتَواضِعينَ ويَعرِفوا حُدودَهُم. (مي ٦:٨؛ أع ٢٠:١٨، ١٩) فمِن ناحِيَة، لا يفتَخِرونَ بِقُدُراتِهِم أو إنجازاتِهِم. ومِن ناحِيَةٍ أُخرى، لا يشعُرونَ أنَّهُم بِلا قيمَةٍ بِسَبَبِ أخطائِهِم أو تَقصيراتِهِم. لكنَّهُم يُواجِهونَ تَحَدِّياتٍ في هذا المَجال. فقدْ يقبَلونَ تَعييناتٍ كَثيرَة، ثُمَّ يستَصعِبونَ أن يُتَمِّموها كُلَّها. أو قد يتَلَقَّونَ مَدحًا أوِ انتِقاداتٍ بِسَبَبِ طَريقَتِهِم في القِيامِ بِأحَدِ التَّعيينات. فماذا يُساعِدُ الشُّيوخَ في حالاتٍ كهذِه؟ لِنرَ ماذا يتَعَلَّمونَ مِن مِثالِ جِدْعُون.
٦ كَيفَ يَعرِفُ الشُّيوخُ حُدودَهُم مِثلَ جِدْعُون؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٦ أُطلُبوا المُساعَدَة. كانَ جِدْعُون يعرِفُ حُدودَه. لِذا، طلَبَ المُساعَدَةَ مِنَ الآخَرين. (قض ٦:٢٧، ٣٥؛ ٧:٢٤) والشُّيوخُ الحُكَماءُ يتَمَثَّلونَ به. يقولُ طُونِي: «بِسَبَبِ الطَّريقَةِ الَّتي ترَبَّيتُ علَيها، كُنتُ أقبَلُ مَسؤولِيَّاتٍ فَوقَ طاقَتي. فاحتَجتُ أن أعرِفَ حُدودي. لذا، ناقَشتُ هذا المَوضوعَ مع زَوجَتي خِلالَ عِبادَتِنا العائِلِيَّة، وطلَبتُ مِنها أن تُخبِرَني رَأيَها. كما شاهَدتُ على jw.org فيديو درِّبوا الآخَرين، ثِقوا بهِم، وأعطوهُم سُلطَةً تَمَثُّلًا بِيَسُوع». وهكَذا، بدَأَ طُونِي يُفَوِّضُ بَعضَ مَسؤولِيَّاتِهِ لِلآخَرين. وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟ يُخبِر: «المَسؤولِيَّاتُ في الجَماعَةِ تُنجَزُ بِشَكلٍ جَيِّد، وصارَ لَدَيَّ وَقتٌ أكثَرُ لِأُقَوِّيَ روحِيَّاتي».
٧ كَيفَ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِجِدْعُون حينَ ينتَقِدُهُم أحَد؟ (يعقوب ٣:١٣)
٧ جاوِبوا بِوَداعَةٍ حينَ ينتَقِدُكُم أحَد. عرَفَ جِدْعُون أنَّهُ لَيسَ كامِلًا. لِذا، جاوَبَ رِجالَ أفْرَايِم بِوَداعَةٍ حينَ انتَقَدوه. (قض ٨:١-٣) فهو لم ينفَعِلْ علَيهِم. بل سمِعَهُم بِتَواضُع، ثُمَّ هدَّأهُم بِجَوابِه. والشُّيوخُ الحُكَماءُ يتَمَثَّلونَ بِجِدْعُون. فهُم يسمَعونَ بِصَبرٍ حينَ ينتَقِدُهُم أحَد، ثُمَّ يُجيبونَهُ بِوَداعَة. (إقرأ يعقوب ٣:١٣.) وهكَذا، ينشُرونَ السَّلامَ في الجَماعَة.
٨ ماذا يفعَلُ الشُّيوخُ حينَ يتَلَقَّونَ المَدح؟ أُذكُرْ مِثالًا.
٨ أرجِعوا الفَضلَ إلى يَهْوَه. عِندَما تلَقَّى جِدْعُون المَدحَ بَعدَ انتِصارِهِ على المِدْيَانِيِّين، أرجَعَ الفَضلَ كُلَّهُ إلى يَهْوَه. (قض ٨:٢٢، ٢٣) فكَيفَ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ به؟ يجِبُ أن يُرجِعوا الفَضلَ إلى يَهْوَه دائِمًا. (١ كو ٤:٦، ٧) مَثَلًا، حينَ يمدَحُهُم أحَدٌ على مَهارَتِهِم في التَّعليم، يُرجِعونَ الفَضلَ إلى الإرشادِ الَّذي ننالُهُ مِن كَلِمَةِ اللّٰه، وإلى التَّدريبِ الَّذي ننالُهُ مِن هَيئَتِه. أيضًا، جَيِّدٌ أن ينتَبِهَ الشُّيوخُ لِطَريقَتِهِم في التَّعليم، ويَتَأكَّدوا أنَّها لا تلفِتُ النَّظَرَ إلَيهِم. هذا ما فعَلَهُ تِيمُوثِي. فبَعدَما تعَيَّنَ شَيخًا، أحَبَّ أن يُقَدِّمَ خِطاباتٍ عامَّة. يُخبِر: «كُنتُ أتَوَسَّعُ في المُقَدِّماتِ والأمثِلَة، وكَثيرًا ما كانَ الإخوَةُ يُعجَبونَ بها ويَمدَحونَني علَيها. ولكنْ لِلأسَف، لفَتُّ النَّظَرَ إلى نَفْسي، لا إلى يَهْوَه والكِتابِ المُقَدَّس». بَعدَ فَترَة، لاحَظَ تِيمُوثِي ذلِك. فعدَّلَ طَريقَتَهُ في التَّعليم، كَي لا يلفِتَ النَّظَرَ إلى نَفْسِه. (أم ٢٧:٢١) وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟ يقول: «صارَ الإخوَةُ يُخبِرونَني كَيفَ ساعَدَهُم خِطابي لِيُواجِهوا مُشكِلَةً مُعَيَّنَة، يتَحَمَّلوا ظَرفًا صَعبًا، أو يقتَرِبوا أكثَرَ إلى يَهْوَه. وتَعليقاتُهُم هذِه تُفَرِّحُني أكثَرَ بِكَثيرٍ مِن مَدحِهِم لي قَبلَ سِنين».
أطيعوا الإرشاداتِ وكونوا شُجعانًا
٩ لِمَ لزِمَ أن يكونَ جِدْعُون طائِعًا وشُجاعًا؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
٩ بَعدَما أصبَحَ جِدْعُون قاضِيًا، لزِمَ أن يكونَ طائِعًا وشُجاعًا. فيَهْوَه أعطاهُ تَعيينًا خَطيرًا: أن يهدِمَ مَذبَحَ البَعْل الَّذي لِأبيه. (قض ٦:٢٥، ٢٦) وحينَ جمَعَ جِدْعُون جَيشًا لِلحَرب، طلَبَ يَهْوَه مِنهُ مَرَّتَينِ أن يُقَلِّلَ عَدَدَه. (قض ٧:٢-٧) كما طلَبَ مِنهُ أن يُهاجِمَ مُعَسكَرَ الأعداءِ في عَتمَةِ اللَّيل. — قض ٧:٩-١١.
١٠ لِمَ قد يستَصعِبُ الشُّيوخُ أن يكونوا طائِعين؟
١٠ بِشَكلٍ مُماثِل، يلزَمُ أن يكونَ الشُّيوخُ ‹مُستَعِدِّينَ لِلطَّاعَة›. (يع ٣:١٧) فعِندَئِذٍ، سيُطَبِّقونَ عن طيبِ خاطِرٍ ما تقولُهُ كَلِمَةُ اللّٰه، ويَتبَعونَ إرشاداتِ هَيئَتِه. وهكَذا، يرسُمونَ مِثالًا جَيِّدًا لِباقي الإخوَة. لكنَّهُم قد يستَصعِبونَ ذلِك. مَثَلًا، قد يستَصعِبونَ أن يُتابِعوا آخِرَ الإرشاداتِ ويُطَبِّقوها. وأحيانًا، قد ينالونَ إرشاداتٍ لا تبدو لهُم مَنطِقِيَّةً أو حَكيمَة. أو قد ينالونَ تَعيينًا يُعَرِّضُ حُرِّيَتَهُم لِلخَطَر. فكَيفَ يتَمَثَّلونَ بِجِدْعُون في حالاتٍ كهذِه؟
١١ ماذا يجِبُ أن يفعَلَ الشُّيوخُ تَمَثُّلًا بِجِدْعُون؟
١١ إنتَبِهوا لِلإرشاداتِ وطبِّقوها. طلَبَ اللّٰهُ مِن جِدْعُون أن يهدِمَ مَذبَحَ أبيه. كما أخبَرَهُ أينَ يبني لهُ مَذبَحًا، وأيُّ حَيَوانٍ يُقَدِّمُهُ علَيه. سمِعَ جِدْعُون هذِهِ الإرشاداتِ بِانتِباه. ولَم يُفَكِّرْ فيها مَرَّتَين، بل طبَّقَها كما هي. بِشَكلٍ مُماثِل، ينالُ الشُّيوخُ إرشاداتٍ مِن هَيئَةِ يَهْوَه بِواسِطَةِ رَسائِل، إعلانات، وغَيرِها. وهذِهِ الإرشاداتُ تُفيدُ كامِلَ الجَماعَةِ روحِيًّا وجَسَدِيًّا. ونَحنُ نُحِبُّ شُيوخَنا لِأنَّهُم يتبَعونَها بِأمانَة. — مز ١١٩:١١٢.
١٢ كَيفَ يُطَبِّقُ الشُّيوخُ العِبْرَانِيِّين ١٣:١٧ حينَ تحصُلُ تَغييراتٌ تَنظيمِيَّة؟
١٢ كونوا مُستَعِدِّينَ لِلتَّعديل. طبَّقَ جِدْعُون إرشاداتِ يَهْوَه، وخفَّضَ عَدَدَ جُنودِهِ أكثَرَ مِن ٩٩ في المِئَة. (قض ٧:٨) رُبَّما تساءَل: ‹هل هذا التَّعديلُ ضَرورِيّ؟ هل هو في مَحَلِّه؟›. لكِنَّهُ أطاعَهُ فَورًا. والشُّيوخُ اليَومَ يتَمَثَّلونَ بِجِدْعُون حينَ يُطَبِّقونَ التَّعديلاتِ التَّنظيمِيَّة. (إقرإ العبرانيين ١٣:١٧.) مَثَلًا سَنَةَ ٢٠١٤، عدَّلَتِ الهَيئَةُ الحاكِمَة طَريقَةَ تَمويلِ بِناءِ القاعات. (٢ كو ٨:١٢-١٤) فسابِقًا، كانَتِ الهَيئَةُ تُعطي الجَماعَةَ قَرضًا لِتبنِيَ قاعَةَ مَلَكوت، ثُمَّ كانَتِ الجَماعَةُ تُسَدِّدُ هذا القَرض. أمَّا الآن، فصارَتِ الهَيئَةُ تستَعمِلُ تَبَرُّعاتِ الجَماعاتِ حَولَ العالَمِ لِبِناءِ قاعاتِ المَلَكوتِ وقاعاتِ الاجتِماعات، بِغَضِّ النَّظَرِ عن إمكانِيَّاتِ الجَماعاتِ المَحَلِّيَّة. حينَ سمِعَ خُوسِيه بِهذا التَّعديل، شكَّ أنَّهُ سيَنجَح. قالَ بَينَهُ وبَينَ نَفْسِه: ‹لن تُبنى حتَّى قاعَةُ مَلَكوتٍ واحِدَة. هذا لا ينفَعُ هُنا›. فماذا ساعَدَهُ أن يدعَمَ هذا التَّعديل؟ يُخبِر: «فكَّرتُ في الأمْثَال ٣:٥، ٦، وقرَّرتُ أن أثِقَ بِيَهْوَه. ورأيتُ كم كانَتِ النَّتائِجُ رائِعَة. فصِرنا نبني قاعاتِ مَلَكوتٍ أكثَر. وبِفَضلِ الطَّريقَةِ الَّتي تُستَعمَلُ بها تَبَرُّعاتُنا الآن، تحصُلُ المُساواة».
١٣ (أ) بِمَ وثِقَ جِدْعُون؟ (ب) كَيفَ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِجِدْعُون؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٣ إعمَلوا مَشيئَةَ يَهْوَه بِشَجاعَة. تغَلَّبَ جِدْعُون على مَخاوِفِهِ وأطاعَ إرشاداتِ يَهْوَه، رَغمَ كُلِّ المَخاطِر. (قض ٩:١٧) فيَهْوَه أكَّدَ لهُ أنَّهُ سيَدعَمُه. لِذا، تمَّمَ جِدْعُون تَعيينَهُ بِشَجاعَة، وحمى شَعبَ يَهْوَه. وكَيفَ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِجِدْعُون؟ حينَ يكونُ عَمَلُنا تَحتَ الحَظر، يستَمِرُّونَ بِشَجاعَةٍ في أخذِ القِيادَةِ في الاجتِماعاتِ والخِدمَة. وهُم يفعَلونَ ذلِك مع أنَّهُم يتَعَرَّضونَ لِمَخاطِرَ مِثلِ الاعتِقال، الاستِجواب، الضَّرب، وخَسارَةِ عَمَلِهِم. c وخِلالَ الضِّيقِ العَظيم، سيَحتاجُ الشُّيوخُ إلى الشَّجاعَةِ لِيُطيعوا الإرشاداتِ رَغمَ كُلِّ المَخاطِر. فقدْ ينالونَ إرشاداتٍ بِخُصوصِ إعلانِ رِسالَةٍ قَوِيَّة تُشبِهُ البَرَد، أوِ النَّجاةِ مِن هُجومِ جُوج المَاجُوجِيّ. — حز ٣٨:١٨؛ رؤ ١٦:٢١.
إستَمِرُّوا بِاحتِمالٍ في تَعييناتِكُم
١٤ لِمَ احتاجَ جِدْعُون إلى الاحتِمال؟
١٤ فيما قامَ جِدْعُون بِتَعيينِهِ كَقاضٍ، احتاجَ أن يبذُلَ مَجهودًا كَبيرًا. مَثَلًا، لاحَقَ المِدْيَانِيِّينَ لَيلًا مِن سَهلِ يَزْرَعِيل حتَّى نَهرِ الأُرْدُنّ، الَّذي رُبَّما كانَ بِجانِبِهِ شَجَرٌ كَثيف. (قض ٧:٢٢) وهل توَقَّفَ جِدْعُون عِندَ النَّهر؟ كلَّا. فرَغمَ كُلِّ التَّعَب، عبَرَ النَّهرَ مع رِجالِهِ الـ ٣٠٠. واستَمَرُّوا يُلاحِقونَ المِدْيَانِيِّين، حتَّى وصَلوا إلَيهِم وهزَموهُم. — قض ٨:٤-١٢.
١٥ لِمَ يحتاجُ الشُّيوخُ إلى الاحتِمال؟
١٥ الشُّيوخُ لَدَيهِم مَسؤولِيَّاتٌ كَثيرَة في العائِلَةِ والجَماعَة. لِذا، قد يشعُرونَ أنَّهُم مَضغوطونَ ومُتعَبون. فكَيفَ يتَمَثَّلونَ بِجِدْعُون؟
١٦-١٧ (أ) كَيفَ استَطاعَ جِدْعُون أن يربَحَ المَعرَكَة؟ (ب) بِمَ يثِقُ الشُّيوخُ اليَوم؟ (إشعيا ٤٠:٢٨-٣١) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٦ ثِقوا أنَّ يَهْوَه سيُقَوِّيكُم. وثِقَ جِدْعُون أنَّ يَهْوَه سيُقَوِّيه، وثِقَتُهُ كانَت في مَحَلِّها. (قض ٦:١٤، ٣٤) فمَرَّةً، طارَدَ جِدْعُون ورِجالُهُ مَلِكَينِ مِدْيَانِيَّين. وكما يبدو، كانَ جِدْعُون ورِجالُهُ يركُضونَ على أرجُلِهِم، بَينَما كانَ هذانِ المَلِكانِ راكِبَينِ على جِمال. (قض ٨:١٢، ٢١) ولكنْ بِمُساعَدَةِ يَهْوَه، لحِقَ جِدْعُون ورِجالُهُ بهِما، وربِحوا المَعرَكَة. بِشَكلٍ مُماثِل، يتَّكِلُ الشُّيوخُ على يَهْوَه الَّذي «لا يُعيي ولا يكِلّ». وهو سيُعطيهِمِ القُوَّةَ الَّتي يحتاجونَها. — إقرأ إشعيا ٤٠:٢٨-٣١.
١٧ مِثلَ جِدْعُون، يُواجِهُ شُيوخُنا صُعوباتٍ كَثيرَة، فيما يجتَهِدونَ لِيَرعَوُا الرَّعِيَّة. وهُم طَبعًا يعرِفونَ حُدودَهُم، ولا يسعَونَ لِيَفعَلوا شَيئًا فَوقَ طاقَتِهِم. بل يطلُبونَ المُساعَدَةَ مِن يَهْوَه، ويَثِقونَ أنَّهُ سيَسمَعُهُم ويُقَوِّيهِم لِيَستَمِرُّوا في تَعييناتِهِم. (مز ١١٦:١؛ في ٢:١٣) لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ يُقَوِّي يَهْوَه شَيخًا اسْمُهُ مَاثْيُو، لِيَستَمِرَّ في تَعيينِهِ في لَجنَةِ الاتِّصالِ بِالمُستَشفَيات. يقول: «مَرَّاتٍ كَثيرَة، رأيتُ كَيفَ يُعطيني يَهْوَه القُوَّة، مِثلَما تقولُ فِيلِبِّي ٤:١٣. فأحيانًا، أكونُ تَعبانًا جِدًّا. لكنِّي أُصَلِّي إلى يَهْوَه، كَي يُعطِيَني القُوَّةَ الجَسَدِيَّة والفِكرِيَّة لِأدعَمَ إخوَتي. وعِندَئِذٍ، أشعُرُ أنَّهُ يُقَوِّيني بِروحِه، ويُساعِدُني أن أستَمِرَّ في تَعييني».
١٨ كَيفَ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِجِدْعُون؟
١٨ كما رَأينا إذًا، يتَعَلَّمُ الشُّيوخُ دُروسًا مُهِمَّة كَثيرَة مِن جِدْعُون. فمِثلَه، يلزَمُ أن يعرِفوا حُدودَهُم، ولا يقبَلوا مَسؤولِيَّاتٍ فَوقَ طاقَتِهِم. كما يلزَمُ أن يكونوا مُتَواضِعينَ حينَ يمدَحُهُم أحَدٌ أو ينتَقِدُهُم. أيضًا، مُهِمٌّ أن يُطيعوا الإرشاداتِ ويَكونوا شُجعانًا، خُصوصًا فيما نقتَرِبُ مِن نِهايَةِ هذا العالَمِ الشِّرِّير. ومُهِمٌّ أن يثِقوا أنَّ يَهْوَه سيُقَوِّيهِم، مَهما واجَهوا مِن صُعوبات. ونَحنُ جَميعًا نُقَدِّرُ شُيوخَنا المُجتَهِدين، ونشكُرُ يَهْوَه علَيهِم. — في ٢:٢٩.
التَّرنيمَة ١٢٠ إقتَدوا بِوَداعَةِ المَسيح
a كانَ الإسْرَائِيلِيُّونَ يمُرُّونَ بِظُروفٍ صَعبَة. فعيَّنَ يَهْوَه جِدْعُون لِيَقودَهُم ويَحمِيَهُم. وجِدْعُون قامَ جَيِّدًا بِتَعيينِهِ طَوالَ ٤٠ سَنَةً تَقريبًا. لكنَّهُ واجَهَ تَحَدِّياتٍ عَديدَة. فلْنرَ ماذا ساعَدَهُ لِيَتَغَلَّبَ علَيها، وكَيفَ يتَمَثَّلُ بهِ الشُّيوخُ اليَوم.
b حينَ نكونُ مُتَواضِعين، نعرِفُ حُدودَنا ولا نُعطي لِنَفْسِنا أهَمِّيَّةً زائِدَة. كما نحتَرِمُ الآخَرين، ونعتَبِرُهُم أفضَلَ مِنَّا. — في ٢:٣.
c أُنظُرْ مَقالَة «إستَمِرَّ في خِدمَةِ يَهْوَه تَحتَ الحَظر» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد تَمُّوز (يُولْيُو) ٢٠١٩، الصَّفحَتَين ١٠-١١، الفَقرات ١٠-١٣.