الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٥

يا شيوخ،‏ تمثَّلوا بجدعون

يا شيوخ،‏ تمثَّلوا بجدعون

‏«الوَقتُ يُعوِزُني إن أخَذتُ أروي عن جِدْعُون».‏ —‏ عب ١١:‏٣٢‏.‏

التَّرنيمَة ١٢٤ أولِياءُ كُلَّ حين

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ حَسَبَ ١ بُطْرُس ٥:‏٢‏،‏ أيُّ مَسؤولِيَّةٍ أعطاها يَهْوَه لِلشُّيوخ؟‏

 عيَّنَ يَهْوَه الشُّيوخَ لِيَهتَمُّوا بِخِرافِهِ الغالِيَة.‏ والشُّيوخُ يُقَدِّرونَ كَثيرًا هذِهِ المَسؤولِيَّة،‏ ويَسعَونَ لِيَكونوا «رُعاةً بِحَسَبِ قَلبِ» يَهْوَه.‏ (‏إر ٣:‏١٥‏؛‏ إقرأ ١ بطرس ٥:‏٢‏.‏)‏ أفَلا نشكُرُ يَهْوَه على هؤُلاءِ الإخوَةِ المُجتَهِدين؟‏

٢ أيُّ تَحَدِّياتٍ يُواجِهُها بَعضُ الشُّيوخ؟‏

٢ ولكنْ فيما يقومُ الشُّيوخُ بِمَسؤولِيَّاتِهِم،‏ يُواجِهونَ تَحَدِّياتٍ عَديدَة.‏ فهُم يحتاجونَ مَثَلًا أن يبذُلوا جُهدًا كَبيرًا لِيَهتَمُّوا بِالجَماعَة.‏ يقولُ شَيخٌ في الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة اسمُهُ طُونِي:‏ «عِندَما بدَأَ كُوفِيد-‏١٩،‏ انشَغَلتُ أكثَرَ فأكثَرَ بِتَنظيمِ الاجتِماعاتِ والخِدمَة.‏ لكنَّ المَسؤولِيَّاتِ ما كانَت تنتَهي.‏ لِذا،‏ بدَأتُ أُقَصِّرُ في الصَّلاة،‏ قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ والدَّرسِ الشَّخصِيّ».‏ فقدِ احتاجَ طُونِي أن يعرِفَ حُدودَه،‏ ولا يقبَلَ مَسؤولِيَّاتٍ فَوقَ طاقَتِه.‏ أمَّا إيلِير،‏ شَيخٌ في كُوسُوفُو،‏ فواجَهَ تَحَدِّيًا آخَر.‏ فكانَ يعيشُ في مِنطَقَةِ حَرب،‏ واستَصعَبَ أن يُطيعَ إرشادًا نالَهُ مِن هَيئَةِ يَهْوَه.‏ يُخبِر:‏ «طلَبَ مِنِّي مَكتَبُ الفَرعِ أن أهتَمَّ بِالإخوَةِ في مِنطَقَةٍ خَطيرَة.‏ فخِفتُ كَثيرًا،‏ وشعَرتُ أنَّ هذا الإرشادَ لَيسَ مَنطِقِيًّا».‏ وتِيم،‏ مُرسَلٌ في آسْيَا،‏ استَصعَبَ أن يظَلَّ يقومُ بِمَسؤولِيَّاتِهِ يَومًا بَعدَ يَوم.‏ يقول:‏ «شعَرتُ أحيانًا أنِّي مَضغوطٌ وتَعبانٌ جِدًّا».‏ فماذا يُساعِدُ الشُّيوخَ حينَ يُواجِهونَ تَحَدِّياتٍ كهذِه؟‏

٣ كَيفَ نستَفيدُ كُلُّنا مِن مِثالِ جِدْعُون؟‏

٣ رسَمَ القاضي جِدْعُون مِثالًا رائِعًا لِلشُّيوخ.‏ (‏عب ٦:‏١٢؛‏ ١١:‏٣٢‏)‏ فهوَ اهتَمَّ بِشَعبِ يَهْوَه وحَماهُم خِلالَ فَترَةٍ صَعبَة.‏ (‏قض ٢:‏١٦؛‏ ١ أخ ١٧:‏٦‏)‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ يهتَمُّ الشُّيوخُ بِشَعبِ يَهْوَه ويَحمونَهُم خِلالَ فَترَةٍ صَعبَة.‏ (‏أع ٢٠:‏٢٨؛‏ ٢ تي ٣:‏١‏)‏ فلْنرَ كَيفَ يتَعَلَّمونَ مِن جِدْعُون أن يكونوا مُتَواضِعينَ ويَعرِفوا حُدودَهُم،‏ يُطيعوا الإرشادات،‏ ويستَمِرُّوا بِاحتِمالٍ في تَعييناتِهِم.‏ وحتَّى إذا لم نكُنْ شُيوخًا،‏ نستَفيدُ حينَ نُراجِعُ مِثالَ جِدْعُون.‏ فسَيَزيدُ تَقديرَنا لِشُيوخِنا المُجتَهِدين،‏ ويَدفَعُنا أن نُساعِدَهُم.‏ —‏ عب ١٣:‏١٧‏.‏

كونوا مُتَواضِعينَ واعرِفوا حُدودَكُم

٤ كَيفَ أظهَرَ جِدْعُون أنَّهُ مُتَواضِعٌ ويَعرِفُ حُدودَه؟‏

٤ كانَ جِدْعُون مُتَواضِعًا وعرَفَ حُدودَه.‏ b ففي أحَدِ الأيَّام،‏ أخبَرَهُ مَلاكٌ أنَّ يَهْوَه اختارَهُ لِيُخَلِّصَ الإسْرَائِيلِيِّينَ مِن قَبضَةِ المِدْيَانِيِّين.‏ لكنَّ جِدْعُون قالَ بِتَواضُع:‏ «ها إنَّ عَشيرَتي هيَ الصُّغرى في مَنَسَّى،‏ وأنا الأصغَرُ في بَيتِ أبي».‏ (‏قض ٦:‏١٥‏)‏ فقدْ شعَرَ أنَّهُ غَيرُ مُؤَهَّلٍ لِهذا التَّعيين.‏ لكنَّ يَهْوَه عرَفَ أنَّ جِدْعُون يقدِرُ أن يقومَ به.‏ وقدْ ساعَدَهُ لِيُتَمِّمَهُ بِنَجاح.‏

٥ أيُّ تَحَدِّياتٍ قد يُواجِهُها الشُّيوخ؟‏

٥ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ يجتَهِدُ الشُّيوخُ لِيَكونوا مُتَواضِعينَ ويَعرِفوا حُدودَهُم.‏ (‏مي ٦:‏٨؛‏ أع ٢٠:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ فمِن ناحِيَة،‏ لا يفتَخِرونَ بِقُدُراتِهِم أو إنجازاتِهِم.‏ ومِن ناحِيَةٍ أُخرى،‏ لا يشعُرونَ أنَّهُم بِلا قيمَةٍ بِسَبَبِ أخطائِهِم أو تَقصيراتِهِم.‏ لكنَّهُم يُواجِهونَ تَحَدِّياتٍ في هذا المَجال.‏ فقدْ يقبَلونَ تَعييناتٍ كَثيرَة،‏ ثُمَّ يستَصعِبونَ أن يُتَمِّموها كُلَّها.‏ أو قد يتَلَقَّونَ مَدحًا أوِ انتِقاداتٍ بِسَبَبِ طَريقَتِهِم في القِيامِ بِأحَدِ التَّعيينات.‏ فماذا يُساعِدُ الشُّيوخَ في حالاتٍ كهذِه؟‏ لِنرَ ماذا يتَعَلَّمونَ مِن مِثالِ جِدْعُون.‏

حين يتمثَّل الشيخ بجدعون ويعرف حدوده،‏ يطلب من الآخرين أن يساعدوه في بعض المسؤوليات،‏ مثل الاهتمام بعربات المطبوعات (‏أُنظر الفقرة ٦.‏)‏

٦ كَيفَ يَعرِفُ الشُّيوخُ حُدودَهُم مِثلَ جِدْعُون؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٦ أُطلُبوا المُساعَدَة.‏ كانَ جِدْعُون يعرِفُ حُدودَه.‏ لِذا،‏ طلَبَ المُساعَدَةَ مِنَ الآخَرين.‏ (‏قض ٦:‏٢٧،‏ ٣٥؛‏ ٧:‏٢٤‏)‏ والشُّيوخُ الحُكَماءُ يتَمَثَّلونَ به.‏ يقولُ طُونِي:‏ «بِسَبَبِ الطَّريقَةِ الَّتي ترَبَّيتُ علَيها،‏ كُنتُ أقبَلُ مَسؤولِيَّاتٍ فَوقَ طاقَتي.‏ فاحتَجتُ أن أعرِفَ حُدودي.‏ لذا،‏ ناقَشتُ هذا المَوضوعَ مع زَوجَتي خِلالَ عِبادَتِنا العائِلِيَّة،‏ وطلَبتُ مِنها أن تُخبِرَني رَأيَها.‏ كما شاهَدتُ على jw.‎org فيديو درِّبوا الآخَرين،‏ ثِقوا بهِم،‏ وأعطوهُم سُلطَةً تَمَثُّلًا بِيَسُوع‏».‏ وهكَذا،‏ بدَأَ طُونِي يُفَوِّضُ بَعضَ مَسؤولِيَّاتِهِ لِلآخَرين.‏ وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟‏ يُخبِر:‏ «المَسؤولِيَّاتُ في الجَماعَةِ تُنجَزُ بِشَكلٍ جَيِّد،‏ وصارَ لَدَيَّ وَقتٌ أكثَرُ لِأُقَوِّيَ روحِيَّاتي».‏

٧ كَيفَ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِجِدْعُون حينَ ينتَقِدُهُم أحَد؟‏ (‏يعقوب ٣:‏١٣‏)‏

٧ جاوِبوا بِوَداعَةٍ حينَ ينتَقِدُكُم أحَد.‏ عرَفَ جِدْعُون أنَّهُ لَيسَ كامِلًا.‏ لِذا،‏ جاوَبَ رِجالَ أفْرَايِم بِوَداعَةٍ حينَ انتَقَدوه.‏ (‏قض ٨:‏١-‏٣‏)‏ فهو لم ينفَعِلْ علَيهِم.‏ بل سمِعَهُم بِتَواضُع،‏ ثُمَّ هدَّأهُم بِجَوابِه.‏ والشُّيوخُ الحُكَماءُ يتَمَثَّلونَ بِجِدْعُون.‏ فهُم يسمَعونَ بِصَبرٍ حينَ ينتَقِدُهُم أحَد،‏ ثُمَّ يُجيبونَهُ بِوَداعَة‏.‏ (‏إقرأ يعقوب ٣:‏١٣‏.‏)‏ وهكَذا،‏ ينشُرونَ السَّلامَ في الجَماعَة.‏

٨ ماذا يفعَلُ الشُّيوخُ حينَ يتَلَقَّونَ المَدح؟‏ أُذكُرْ مِثالًا.‏

٨ أرجِعوا الفَضلَ إلى يَهْوَه.‏ عِندَما تلَقَّى جِدْعُون المَدحَ بَعدَ انتِصارِهِ على المِدْيَانِيِّين،‏ أرجَعَ الفَضلَ كُلَّهُ إلى يَهْوَه.‏ (‏قض ٨:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فكَيفَ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ به؟‏ يجِبُ أن يُرجِعوا الفَضلَ إلى يَهْوَه دائِمًا.‏ (‏١ كو ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ مَثَلًا،‏ حينَ يمدَحُهُم أحَدٌ على مَهارَتِهِم في التَّعليم،‏ يُرجِعونَ الفَضلَ إلى الإرشادِ الَّذي ننالُهُ مِن كَلِمَةِ اللّٰه،‏ وإلى التَّدريبِ الَّذي ننالُهُ مِن هَيئَتِه.‏ أيضًا،‏ جَيِّدٌ أن ينتَبِهَ الشُّيوخُ لِطَريقَتِهِم في التَّعليم،‏ ويَتَأكَّدوا أنَّها لا تلفِتُ النَّظَرَ إلَيهِم.‏ هذا ما فعَلَهُ تِيمُوثِي.‏ فبَعدَما تعَيَّنَ شَيخًا،‏ أحَبَّ أن يُقَدِّمَ خِطاباتٍ عامَّة.‏ يُخبِر:‏ «كُنتُ أتَوَسَّعُ في المُقَدِّماتِ والأمثِلَة،‏ وكَثيرًا ما كانَ الإخوَةُ يُعجَبونَ بها ويَمدَحونَني علَيها.‏ ولكنْ لِلأسَف،‏ لفَتُّ النَّظَرَ إلى نَفْسي،‏ لا إلى يَهْوَه والكِتابِ المُقَدَّس».‏ بَعدَ فَترَة،‏ لاحَظَ تِيمُوثِي ذلِك.‏ فعدَّلَ طَريقَتَهُ في التَّعليم،‏ كَي لا يلفِتَ النَّظَرَ إلى نَفْسِه.‏ (‏أم ٢٧:‏٢١‏)‏ وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟‏ يقول:‏ «صارَ الإخوَةُ يُخبِرونَني كَيفَ ساعَدَهُم خِطابي لِيُواجِهوا مُشكِلَةً مُعَيَّنَة،‏ يتَحَمَّلوا ظَرفًا صَعبًا،‏ أو يقتَرِبوا أكثَرَ إلى يَهْوَه.‏ وتَعليقاتُهُم هذِه تُفَرِّحُني أكثَرَ بِكَثيرٍ مِن مَدحِهِم لي قَبلَ سِنين».‏

أطيعوا الإرشاداتِ وكونوا شُجعانًا

أطاع جدعون إرشادات يهوه،‏ وخفَّض عدد جنوده.‏ فاختار ٣٠٠ رجل يقظ (‏أُنظر الفقرة ٩.‏)‏

٩ لِمَ لزِمَ أن يكونَ جِدْعُون طائِعًا وشُجاعًا؟‏ (‏أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.‏)‏

٩ بَعدَما أصبَحَ جِدْعُون قاضِيًا،‏ لزِمَ أن يكونَ طائِعًا وشُجاعًا.‏ فيَهْوَه أعطاهُ تَعيينًا خَطيرًا:‏ أن يهدِمَ مَذبَحَ البَعْل الَّذي لِأبيه.‏ (‏قض ٦:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وحينَ جمَعَ جِدْعُون جَيشًا لِلحَرب،‏ طلَبَ يَهْوَه مِنهُ مَرَّتَينِ أن يُقَلِّلَ عَدَدَه.‏ (‏قض ٧:‏٢-‏٧‏)‏ كما طلَبَ مِنهُ أن يُهاجِمَ مُعَسكَرَ الأعداءِ في عَتمَةِ اللَّيل.‏ —‏ قض ٧:‏٩-‏١١‏.‏

١٠ لِمَ قد يستَصعِبُ الشُّيوخُ أن يكونوا طائِعين؟‏

١٠ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ يلزَمُ أن يكونَ الشُّيوخُ ‹مُستَعِدِّينَ لِلطَّاعَة›.‏ (‏يع ٣:‏١٧‏)‏ فعِندَئِذٍ،‏ سيُطَبِّقونَ عن طيبِ خاطِرٍ ما تقولُهُ كَلِمَةُ اللّٰه،‏ ويَتبَعونَ إرشاداتِ هَيئَتِه.‏ وهكَذا،‏ يرسُمونَ مِثالًا جَيِّدًا لِباقي الإخوَة.‏ لكنَّهُم قد يستَصعِبونَ ذلِك.‏ مَثَلًا،‏ قد يستَصعِبونَ أن يُتابِعوا آخِرَ الإرشاداتِ ويُطَبِّقوها.‏ وأحيانًا،‏ قد ينالونَ إرشاداتٍ لا تبدو لهُم مَنطِقِيَّةً أو حَكيمَة.‏ أو قد ينالونَ تَعيينًا يُعَرِّضُ حُرِّيَتَهُم لِلخَطَر.‏ فكَيفَ يتَمَثَّلونَ بِجِدْعُون في حالاتٍ كهذِه؟‏

١١ ماذا يجِبُ أن يفعَلَ الشُّيوخُ تَمَثُّلًا بِجِدْعُون؟‏

١١ إنتَبِهوا لِلإرشاداتِ وطبِّقوها.‏ طلَبَ اللّٰهُ مِن جِدْعُون أن يهدِمَ مَذبَحَ أبيه.‏ كما أخبَرَهُ أينَ يبني لهُ مَذبَحًا،‏ وأيُّ حَيَوانٍ يُقَدِّمُهُ علَيه.‏ سمِعَ جِدْعُون هذِهِ الإرشاداتِ بِانتِباه.‏ ولَم يُفَكِّرْ فيها مَرَّتَين،‏ بل طبَّقَها كما هي.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ ينالُ الشُّيوخُ إرشاداتٍ مِن هَيئَةِ يَهْوَه بِواسِطَةِ رَسائِل،‏ إعلانات،‏ وغَيرِها.‏ وهذِهِ الإرشاداتُ تُفيدُ كامِلَ الجَماعَةِ روحِيًّا وجَسَدِيًّا.‏ ونَحنُ نُحِبُّ شُيوخَنا لِأنَّهُم يتبَعونَها بِأمانَة.‏ —‏ مز ١١٩:‏١١٢‏.‏

١٢ كَيفَ يُطَبِّقُ الشُّيوخُ العِبْرَانِيِّين ١٣:‏١٧ حينَ تحصُلُ تَغييراتٌ تَنظيمِيَّة؟‏

١٢ كونوا مُستَعِدِّينَ لِلتَّعديل.‏ طبَّقَ جِدْعُون إرشاداتِ يَهْوَه،‏ وخفَّضَ عَدَدَ جُنودِهِ أكثَرَ مِن ٩٩ في المِئَة.‏ (‏قض ٧:‏٨‏)‏ رُبَّما تساءَل:‏ ‹هل هذا التَّعديلُ ضَرورِيّ؟‏ هل هو في مَحَلِّه؟‏›.‏ لكِنَّهُ أطاعَهُ فَورًا.‏ والشُّيوخُ اليَومَ يتَمَثَّلونَ بِجِدْعُون حينَ يُطَبِّقونَ التَّعديلاتِ التَّنظيمِيَّة.‏ ‏(‏إقرإ العبرانيين ١٣:‏١٧‏.‏)‏ مَثَلًا سَنَةَ ٢٠١٤،‏ عدَّلَتِ الهَيئَةُ الحاكِمَة طَريقَةَ تَمويلِ بِناءِ القاعات.‏ (‏٢ كو ٨:‏١٢-‏١٤‏)‏ فسابِقًا،‏ كانَتِ الهَيئَةُ تُعطي الجَماعَةَ قَرضًا لِتبنِيَ قاعَةَ مَلَكوت،‏ ثُمَّ كانَتِ الجَماعَةُ تُسَدِّدُ هذا القَرض.‏ أمَّا الآن،‏ فصارَتِ الهَيئَةُ تستَعمِلُ تَبَرُّعاتِ الجَماعاتِ حَولَ العالَمِ لِبِناءِ قاعاتِ المَلَكوتِ وقاعاتِ الاجتِماعات،‏ بِغَضِّ النَّظَرِ عن إمكانِيَّاتِ الجَماعاتِ المَحَلِّيَّة.‏ حينَ سمِعَ خُوسِيه بِهذا التَّعديل،‏ شكَّ أنَّهُ سيَنجَح.‏ قالَ بَينَهُ وبَينَ نَفْسِه:‏ ‹لن تُبنى حتَّى قاعَةُ مَلَكوتٍ واحِدَة.‏ هذا لا ينفَعُ هُنا›.‏ فماذا ساعَدَهُ أن يدعَمَ هذا التَّعديل؟‏ يُخبِر:‏ «فكَّرتُ في الأمْثَال ٣:‏٥،‏ ٦‏،‏ وقرَّرتُ أن أثِقَ بِيَهْوَه.‏ ورأيتُ كم كانَتِ النَّتائِجُ رائِعَة.‏ فصِرنا نبني قاعاتِ مَلَكوتٍ أكثَر.‏ وبِفَضلِ الطَّريقَةِ الَّتي تُستَعمَلُ بها تَبَرُّعاتُنا الآن،‏ تحصُلُ المُساواة».‏

حتى حين يكون عملنا تحت الحظر،‏ نستمر بشجاعة في التبشير (‏أُنظر الفقرة ١٣.‏)‏

١٣ (‏أ)‏ بِمَ وثِقَ جِدْعُون؟‏ (‏ب)‏ كَيفَ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِجِدْعُون؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٣ إعمَلوا مَشيئَةَ يَهْوَه بِشَجاعَة.‏ تغَلَّبَ جِدْعُون على مَخاوِفِهِ وأطاعَ إرشاداتِ يَهْوَه،‏ رَغمَ كُلِّ المَخاطِر.‏ (‏قض ٩:‏١٧‏)‏ فيَهْوَه أكَّدَ لهُ أنَّهُ سيَدعَمُه.‏ لِذا،‏ تمَّمَ جِدْعُون تَعيينَهُ بِشَجاعَة،‏ وحمى شَعبَ يَهْوَه.‏ وكَيفَ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِجِدْعُون؟‏ حينَ يكونُ عَمَلُنا تَحتَ الحَظر،‏ يستَمِرُّونَ بِشَجاعَةٍ في أخذِ القِيادَةِ في الاجتِماعاتِ والخِدمَة.‏ وهُم يفعَلونَ ذلِك مع أنَّهُم يتَعَرَّضونَ لِمَخاطِرَ مِثلِ الاعتِقال،‏ الاستِجواب،‏ الضَّرب،‏ وخَسارَةِ عَمَلِهِم.‏ c وخِلالَ الضِّيقِ العَظيم،‏ سيَحتاجُ الشُّيوخُ إلى الشَّجاعَةِ لِيُطيعوا الإرشاداتِ رَغمَ كُلِّ المَخاطِر.‏ فقدْ ينالونَ إرشاداتٍ بِخُصوصِ إعلانِ رِسالَةٍ قَوِيَّة تُشبِهُ البَرَد،‏ أوِ النَّجاةِ مِن هُجومِ جُوج المَاجُوجِيّ.‏ —‏ حز ٣٨:‏١٨؛‏ رؤ ١٦:‏٢١‏.‏

إستَمِرُّوا بِاحتِمالٍ في تَعييناتِكُم

١٤ لِمَ احتاجَ جِدْعُون إلى الاحتِمال؟‏

١٤ فيما قامَ جِدْعُون بِتَعيينِهِ كَقاضٍ،‏ احتاجَ أن يبذُلَ مَجهودًا كَبيرًا.‏ مَثَلًا،‏ لاحَقَ المِدْيَانِيِّينَ لَيلًا مِن سَهلِ يَزْرَعِيل حتَّى نَهرِ الأُرْدُنّ،‏ الَّذي رُبَّما كانَ بِجانِبِهِ شَجَرٌ كَثيف.‏ (‏قض ٧:‏٢٢‏)‏ وهل توَقَّفَ جِدْعُون عِندَ النَّهر؟‏ كلَّا.‏ فرَغمَ كُلِّ التَّعَب،‏ عبَرَ النَّهرَ مع رِجالِهِ الـ‍ ٣٠٠.‏ واستَمَرُّوا يُلاحِقونَ المِدْيَانِيِّين،‏ حتَّى وصَلوا إلَيهِم وهزَموهُم.‏ —‏ قض ٨:‏٤-‏١٢‏.‏

١٥ لِمَ يحتاجُ الشُّيوخُ إلى الاحتِمال؟‏

١٥ الشُّيوخُ لَدَيهِم مَسؤولِيَّاتٌ كَثيرَة في العائِلَةِ والجَماعَة.‏ لِذا،‏ قد يشعُرونَ أنَّهُم مَضغوطونَ ومُتعَبون.‏ فكَيفَ يتَمَثَّلونَ بِجِدْعُون؟‏

بمساعدة يهوه،‏ يستمر الشيوخ المحبون في دعم كثيرين (‏أُنظر الفقرتين ١٦-‏١٧.‏)‏

١٦-‏١٧ (‏أ)‏ كَيفَ استَطاعَ جِدْعُون أن يربَحَ المَعرَكَة؟‏ (‏ب)‏ بِمَ يثِقُ الشُّيوخُ اليَوم؟‏ (‏إشعيا ٤٠:‏٢٨-‏٣١‏)‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٦ ثِقوا أنَّ يَهْوَه سيُقَوِّيكُم.‏ وثِقَ جِدْعُون أنَّ يَهْوَه سيُقَوِّيه،‏ وثِقَتُهُ كانَت في مَحَلِّها.‏ (‏قض ٦:‏١٤،‏ ٣٤‏)‏ فمَرَّةً،‏ طارَدَ جِدْعُون ورِجالُهُ مَلِكَينِ مِدْيَانِيَّين.‏ وكما يبدو،‏ كانَ جِدْعُون ورِجالُهُ يركُضونَ على أرجُلِهِم،‏ بَينَما كانَ هذانِ المَلِكانِ راكِبَينِ على جِمال.‏ (‏قض ٨:‏١٢،‏ ٢١‏)‏ ولكنْ بِمُساعَدَةِ يَهْوَه،‏ لحِقَ جِدْعُون ورِجالُهُ بهِما،‏ وربِحوا المَعرَكَة.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ يتَّكِلُ الشُّيوخُ على يَهْوَه الَّذي «لا يُعيي ولا يكِلّ».‏ وهو سيُعطيهِمِ القُوَّةَ الَّتي يحتاجونَها.‏ —‏ إقرأ إشعيا ٤٠:‏٢٨-‏٣١‏.‏

١٧ مِثلَ جِدْعُون،‏ يُواجِهُ شُيوخُنا صُعوباتٍ كَثيرَة،‏ فيما يجتَهِدونَ لِيَرعَوُا الرَّعِيَّة.‏ وهُم طَبعًا يعرِفونَ حُدودَهُم،‏ ولا يسعَونَ لِيَفعَلوا شَيئًا فَوقَ طاقَتِهِم.‏ بل يطلُبونَ المُساعَدَةَ مِن يَهْوَه،‏ ويَثِقونَ أنَّهُ سيَسمَعُهُم ويُقَوِّيهِم لِيَستَمِرُّوا في تَعييناتِهِم.‏ (‏مز ١١٦:‏١؛‏ في ٢:‏١٣‏)‏ لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ يُقَوِّي يَهْوَه شَيخًا اسْمُهُ مَاثْيُو،‏ لِيَستَمِرَّ في تَعيينِهِ في لَجنَةِ الاتِّصالِ بِالمُستَشفَيات.‏ يقول:‏ «مَرَّاتٍ كَثيرَة،‏ رأيتُ كَيفَ يُعطيني يَهْوَه القُوَّة،‏ مِثلَما تقولُ فِيلِبِّي ٤:‏١٣‏.‏ فأحيانًا،‏ أكونُ تَعبانًا جِدًّا.‏ لكنِّي أُصَلِّي إلى يَهْوَه،‏ كَي يُعطِيَني القُوَّةَ الجَسَدِيَّة والفِكرِيَّة لِأدعَمَ إخوَتي.‏ وعِندَئِذٍ،‏ أشعُرُ أنَّهُ يُقَوِّيني بِروحِه،‏ ويُساعِدُني أن أستَمِرَّ في تَعييني».‏

١٨ كَيفَ يتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِجِدْعُون؟‏

١٨ كما رَأينا إذًا،‏ يتَعَلَّمُ الشُّيوخُ دُروسًا مُهِمَّة كَثيرَة مِن جِدْعُون.‏ فمِثلَه،‏ يلزَمُ أن يعرِفوا حُدودَهُم،‏ ولا يقبَلوا مَسؤولِيَّاتٍ فَوقَ طاقَتِهِم.‏ كما يلزَمُ أن يكونوا مُتَواضِعينَ حينَ يمدَحُهُم أحَدٌ أو ينتَقِدُهُم.‏ أيضًا،‏ مُهِمٌّ أن يُطيعوا الإرشاداتِ ويَكونوا شُجعانًا،‏ خُصوصًا فيما نقتَرِبُ مِن نِهايَةِ هذا العالَمِ الشِّرِّير.‏ ومُهِمٌّ أن يثِقوا أنَّ يَهْوَه سيُقَوِّيهِم،‏ مَهما واجَهوا مِن صُعوبات.‏ ونَحنُ جَميعًا نُقَدِّرُ شُيوخَنا المُجتَهِدين،‏ ونشكُرُ يَهْوَه علَيهِم.‏ —‏ في ٢:‏٢٩‏.‏

التَّرنيمَة ١٢٠ إقتَدوا بِوَداعَةِ المَسيح

a كانَ الإسْرَائِيلِيُّونَ يمُرُّونَ بِظُروفٍ صَعبَة.‏ فعيَّنَ يَهْوَه جِدْعُون لِيَقودَهُم ويَحمِيَهُم.‏ وجِدْعُون قامَ جَيِّدًا بِتَعيينِهِ طَوالَ ٤٠ سَنَةً تَقريبًا.‏ لكنَّهُ واجَهَ تَحَدِّياتٍ عَديدَة.‏ فلْنرَ ماذا ساعَدَهُ لِيَتَغَلَّبَ علَيها،‏ وكَيفَ يتَمَثَّلُ بهِ الشُّيوخُ اليَوم.‏

b حينَ نكونُ مُتَواضِعين،‏ نعرِفُ حُدودَنا ولا نُعطي لِنَفْسِنا أهَمِّيَّةً زائِدَة.‏ كما نحتَرِمُ الآخَرين،‏ ونعتَبِرُهُم أفضَلَ مِنَّا.‏ —‏ في ٢:‏٣‏.‏

c أُنظُرْ مَقالَة «إستَمِرَّ في خِدمَةِ يَهْوَه تَحتَ الحَظر» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد تَمُّوز (‏يُولْيُو)‏ ٢٠١٩،‏ الصَّفحَتَين ١٠-‏١١،‏ الفَقرات ١٠-‏١٣‏.‏