واصِل تقدمك الروحي
«سِيرُوا بِٱلرُّوحِ». — غل ٥:١٦.
١، ٢ مَاذَا أَدْرَكَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ، وَمَاذَا فَعَلَ؟
اِعْتَمَدَ رُوبِرْت بِعُمْرِ ١٥ سَنَةً، لٰكِنَّهُ لَمْ يَأْخُذِ ٱلْحَقَّ بِجِدِّيَّةٍ. يُخْبِرُ: «لَمْ أَرْتَكِبْ أَيَّ خَطَإٍ، إِلَّا أَنَّ عِبَادَتِي كَانَتْ مُجَرَّدَ رُوتِينٍ. اِعْتَدْتُ أَنْ أَحْضُرَ كُلَّ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَأَخْدُمَ فَاتِحًا إِضَافِيًّا عِدَّةَ مَرَّاتٍ فِي ٱلسَّنَةِ. فَبَدَوْتُ قَوِيًّا رُوحِيًّا، لٰكِنِّي شَعَرْتُ أَنَّ شَيْئًا مَا يَنْقُصُنِي».
٢ وَلَمْ يَكْتَشِفْ رُوبِرْت مَا ٱلْمُشْكِلَةُ إِلَّا بَعْدَمَا تَزَوَّجَ. فَأَحْيَانًا، كَانَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ يَتَسَلَّيَانِ بِطَرْحِ أَسْئِلَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَكَانَتْ هِيَ تُجِيبُ بِسُهُولَةٍ لِأَنَّهَا قَوِيَّةٌ رُوحِيًّا. أَمَّا هُوَ فَغَالِبًا مَا شَعَرَ بِٱلْإِحْرَاجِ لِأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفِ ٱلْجَوَابَ. يَقُولُ: «أَحْسَسْتُ أَنِّي لَا أَعْرِفُ شَيْئًا. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: ‹لَا أَقْدِرُ أَنْ أَهْتَمَّ بِزَوْجَتِي رُوحِيًّا إِذَا لَمْ أُقَوِّ رُوحِيَّاتِي›. فَرُحْتُ أَدْرُسُ وَأَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ . . . وَهٰكَذَا فَهِمْتُ ٱلْحَقَّ. وَٱلْأَهَمُّ أَنِّي ٱقْتَرَبْتُ إِلَى يَهْوَهَ».
٣ (أ) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ رُوبِرْت؟ (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٣ نَتَعَلَّمُ دُرُوسًا مُهِمَّةً مِنِ ٱخْتِبَارِ رُوبِرْت. فَرُبَّمَا نَعْرِفُ تَعَالِيمَ ٱلْكِتَابِ في ٣:١٦) فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ؟ تُجِيبُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ عَنْ ثَلَاثَةِ أَسْئِلَةٍ تُفِيدُنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ: (١) كَيْفَ نَفْحَصُ رُوحِيَّاتِنَا؟ (٢) كَيْفَ نُقَوِّيهَا؟ وَ (٣) كَيْفَ تُفِيدُنَا فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ؟
ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَسَاسِيَّةَ، نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، وَنُشَارِكُ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ. لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَعْنِي بِٱلضَّرُورَةِ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ رُوحِيُّونَ. أَوْ رُبَّمَا سَبَقَ أَنْ حَقَّقْنَا بَعْضَ ٱلتَّقَدُّمِ. وَلٰكِنْ حِينَ نَفْحَصُ أَنْفُسَنَا ٱلْآنَ، نَكْتَشِفُ أَنَّنَا بِحَاجَةٍ أَنْ نُقَوِّيَ رُوحِيَّاتِنَا أَكْثَرَ. (كَيْفَ تَفْحَصُ رُوحِيَّاتِكَ؟
٤ عَلَى مَنْ تَنْطَبِقُ ٱلْوَصِيَّةُ فِي أَفَسُس ٤:٢٣، ٢٤؟
٤ تَغَيَّرَتْ حَيَاتُنَا تَغْيِيرًا جَذْرِيًّا حِينَ صِرْنَا خُدَّامًا لِلهِ. لٰكِنَّ هٰذَا ٱلتَّغْيِيرَ لَا يَتَوَقَّفُ عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِنَا. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُوصِينَا: «تَجَدَّدُوا فِي ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ذِهْنَكُمْ». (اف ٤:٢٣، ٢٤) وَيُشِيرُ ٱلْفِعْلُ «تَجَدَّدُوا» إِلَى عَمَلِيَّةٍ مُسْتَمِرَّةٍ. فَبِمَا أَنَّنَا نَاقِصُونَ، نَحْتَاجُ جَمِيعًا أَنْ نُوَاصِلَ ٱلتَّقَدُّمَ رُوحِيًّا. حَتَّى ٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ مِنْ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ يَلْزَمُ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى رُوحِيَّاتِهِمْ. — في ٣:١٢، ١٣.
٥ أَيُّ أَسْئِلَةٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْحَصَ رُوحِيَّاتِنَا؟
٥ وَلِنُقَوِّيَ رُوحِيَّاتِنَا وَنُحَافِظَ عَلَيْهَا، يَلْزَمُ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا بِصِدْقٍ. لِذَا سَوَاءٌ كُنَّا كِبَارًا أَمْ صِغَارًا، لِيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ: ‹هَلْ أُلَاحِظُ أَنِّي أَتَقَدَّمُ رُوحِيًّا؟ هَلْ أُنَمِّي صِفَاتٍ شَبِيهَةً بِصِفَاتِ ٱلْمَسِيحِ؟ مَاذَا يَكْشِفُ مَوْقِفِي مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَسُلُوكِي فِيهَا عَنْ رُوحِيَّاتِي؟ مَاذَا تَكْشِفُ أَحَادِيثِي عَنِ ٱهْتِمَامَاتِي؟ هَلْ أَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱنْتِظَامٍ؟ أَيُّ ٱنْطِبَاعٍ يَتْرُكُهُ مَظْهَرِي وَثِيَابِي؟ هَلْ أَتَجَاوَبُ مَعَ ٱلنَّصِيحَةِ؟ كَيْفَ أَتَصَرَّفُ حِينَ أُوَاجِهُ ٱلْإِغْرَاءَاتِ؟ وَهَلْ أَصْبَحْتُ مَسِيحِيًّا نَاضِجًا؟›. (اف ٤:١٣) يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ أَنْ نَفْحَصَ مَدَى تَقَدُّمِنَا ٱلرُّوحِيِّ.
٦ إِلَامَ نَحْتَاجُ أَحْيَانًا لِنَفْحَصَ رُوحِيَّاتِنَا؟
٦ وَلٰكِنْ لِنَفْحَصَ رُوحِيَّاتِنَا نَحْتَاجُ أَحْيَانًا إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ. فَقَدْ أَشَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ ٱلْجَسَدِيَّ لَا يَعْرِفُ أَنَّ طَرِيقَةَ حَيَاتِهِ تُغْضِبُ ٱللهَ. أَمَّا ٱلْإِنْسَانُ ٱلرُّوحِيُّ فَيَعْرِفُ فِكْرَ يَهْوَهَ، وَيُدْرِكُ بِٱلتَّالِي أَنَّ سُلُوكَ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْجَسَدِيِّ لَا يُرْضِيهِ. (١ كو ٢:١٤-١٦؛ ٣:١-٣) وَبِمَا أَنَّ ٱلشُّيُوخَ لَدَيْهِمْ فِكْرُ ٱلْمَسِيحِ، يَقْدِرُونَ أَنْ يُلَاحِظُوا سَرِيعًا مُؤَشِّرَاتِ ٱلضَّعْفِ ٱلرُّوحِيِّ. فَإِذَا لَفَتُوا ٱنْتِبَاهَكَ إِلَيْهَا، فَهَلْ تَقْبَلُ نَصِيحَتَهُمْ وَتَعْمَلُ بِهَا؟ فَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، تُظْهِرُ أَنَّكَ تَرْغَبُ فِعْلًا فِي ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا. — جا ٧:٥، ٩.
كَيْفَ تُقَوِّي رُوحِيَّاتِكَ؟
٧ لِمَاذَا ٱلْمَعْرِفَةُ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي لِنَصِيرَ أَشْخَاصًا رُوحِيِّينَ؟
٧ تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْمَعْرِفَةَ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي لِتَصِيرَ شَخْصًا رُوحِيًّا. فَكِّرْ مَثَلًا فِي ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَقَدْ عَرَفَ طُرُقَ يَهْوَهَ جَيِّدًا، وَأَقْوَالُهُ ٱلْحَكِيمَةُ أَصْبَحَتْ جُزْءًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. إِلَّا أَنَّ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ ضَعُفَتْ فِي ٱلنِّهَايَةِ، وَلَمْ يَبْقَ أَمِينًا لَهُ. (١ مل ٤:٢٩، ٣٠؛ ١١:٤-٦) فَبِٱلْإِضَافَةِ إِلَى نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ، عَلَيْكَ أَنْ تُوَاصِلَ تَقَدُّمَكَ ٱلرُّوحِيَّ. (كو ٢:٦، ٧) فَكَيْفَ تَفْعَلُ ذٰلِكَ؟
٨، ٩ (أ) كَيْفَ نَثْبُتُ فِي ٱلْإِيمَانِ؟ (ب) مَا ٱلْهَدَفُ مِنَ ٱلدَّرْسِ وَٱلتَّأَمُّلِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
عب ٦:١) فَكَيْفَ تُطَبِّقُ وَصِيَّتَهُ؟ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تُكْمِلَ دَرْسَكَ فِي كِتَابِ اِحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ. فَهُوَ يُوضِحُ لَكَ كَيْفَ تُطَبِّقُ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي حَيَاتِكَ. أَمَّا إِذَا أَنْهَيْتَهُ، فَٱدْرُسْ مَطْبُوعَةً أُخْرَى تُثَبِّتُكَ فِي ٱلْإِيمَانِ. (كو ١:٢٣) تَأَمَّلْ فِي مَا تَتَعَلَّمُهُ، وَصَلِّ إِلَى يَهْوَهَ لِيُسَاعِدَكَ عَلَى تَطْبِيقِهِ.
٨ شَجَّعَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَنْ ‹يَتَقَدَّمُوا إِلَى ٱلنُّضْجِ›. (٩ أَبْقِ فِي بَالِكَ أَيْضًا ٱلْهَدَفَ مِنَ ٱلدَّرْسِ وَٱلتَّأَمُّلِ، وَهُوَ أَنْ تَزِيدَ رَغْبَتَكَ فِي إِرْضَاءِ يَهْوَهَ وَإِطَاعَةِ وَصَايَاهُ. (مز ٤٠:٨؛ ١١٩:٩٧) وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، تَجَنَّبْ كُلَّ مَا يُعِيقُ تَقَدُّمَكَ ٱلرُّوحِيَّ. — تي ٢:١١، ١٢.
١٠ كَيْفَ يُنَمِّي ٱلشَّبَابُ رُوحِيَّاتِهِمْ؟
١٠ وَإِذَا كُنْتَ فِي عُمْرِ ٱلشَّبَابِ، فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تَضَعَ أَهْدَافًا رُوحِيَّةً. فَمَا هِيَ أَهْدَافُكَ؟ اِعْتَادَ خَادِمٌ فِي بَيْتَ إِيلَ أَنْ يَتَحَدَّثَ مَعَ ٱلَّذِينَ سَيَعْتَمِدُونَ كُلَّمَا حَضَرَ مَحْفِلًا دَائِرِيًّا. وَحِينَ يَسْأَلُ ٱلشَّبَابَ عَنْ أَهْدَافِهِمْ، يَرَى أَنَّ كَثِيرِينَ فَكَّرُوا جَيِّدًا كَيْفَ سَيَخْدُمُونَ يَهْوَهَ. فَيَذْكُرُونَ مَثَلًا ٱلْخِدْمَةَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ أَوْ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ كَبِيرَةٌ. أَمَّا بَعْضُهُمْ فَلَا يَعْرِفُونَ بِمَ يُجِيبُونَ. وَرُبَّمَا ٱلسَّبَبُ أَنَّهُمْ لَا يُدْرِكُونَ أَهَمِّيَّةَ ٱلْأَهْدَافِ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ أَيُّهَا ٱلشَّابُّ: ‹هَلْ أُشَارِكُ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ لِأَنَّ وَالِدَيَّ يُرِيدَانِ ذٰلِكَ، أَمْ لِأَنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ؟›. وَلَا شَكَّ أَنَّنَا جَمِيعًا، صِغَارًا وَكِبَارًا، بِحَاجَةٍ أَنْ نَضَعَ أَهْدَافًا رُوحِيَّةً. فَهٰذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُقَوِّيَ رُوحِيَّاتِنَا. — جا ١٢:١، ١٣.
١١ (أ) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَتَقَدَّمَ رُوحِيًّا؟ (ب) بِمَنْ يَجِبُ أَنْ نَتَمَثَّلَ؟
١١ حِينَ نُلَاحِظُ مَجَالَاتٍ نَحْتَاجُ إِلَى تَحْسِينِهَا، يَلْزَمُ أَنْ نَعْمَلَ عَلَيْهَا دُونَ تَأْخِيرٍ. فَتَقْوِيَةُ رُوحِيَّاتِنَا هِيَ مَسْأَلَةُ حَيَاةٍ أَوْ مَوْتٍ. (رو ٨:٦-٨) طَبْعًا، لَا يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنَّا أَنْ نَكُونَ كَامِلِينَ، كَمَا أَنَّهُ يُسَاعِدُنَا مِنْ خِلَالِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ. وَلٰكِنْ عَلَيْنَا مِنْ جِهَتِنَا أَنْ نَفْعَلَ كُلَّ مَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ. وَتَعْلِيقًا عَلَى لُوقَا ١٣:٢٤، قَالَ ٱلْأَخُ جُون بَارُّ ٱلَّذِي كَانَ فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ: «كَثِيرُونَ لَا يَدْخُلُونَ مِنَ ٱلْبَابِ ٱلضَّيِّقِ لِأَنَّهُمْ لَا يَبْذُلُونَ جُهْدًا كَافِيًا لِيَتَقَوَّوْا». فَلْنَتَمَثَّلْ إِذًا بِيَعْقُوبَ ٱلَّذِي صَارَعَ مَلَاكًا وَلَمْ يَسْتَسْلِمْ إِلَى أَنْ بَارَكَهُ. (تك ٣٢:٢٦-٢٨) وَمَعَ أَنَّ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُمْتِعٌ، لَا يَجِبُ أَنْ نَقْرَأَهُ مِثْلَمَا نَقْرَأُ قِصَصَ ٱلْمُطَالَعَةِ. بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَجْتَهِدَ لِنَسْتَخْرِجَ مِنْهُ ٱلْكُنُوزَ ٱلرُّوحِيَّةَ.
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُفَكِّرَ مِثْلَ يَسُوعَ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ بُطْرُسَ وَنَصِيحَتِهِ؟ (ج) كَيْفَ نُنَمِّي رُوحِيَّاتِنَا؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « اِقْتِرَاحَاتٌ عَمَلِيَّةٌ».)
١٢ فِيمَا نَجْتَهِدُ لِنُقَوِّيَ رُوحِيَّاتِنَا، سَيُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَنْ نُغَيِّرَ تَفْكِيرَنَا. وَهٰكَذَا نَتَعَلَّمُ تَدْرِيجِيًّا أَنْ نُفَكِّرَ مِثْلَ يَسُوعَ. (رو ١٥:٥) وَسَيُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ أَيْضًا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ وَنُنَمِّيَ صِفَاتٍ تُرْضِي يَهْوَهَ. (غل ٥:١٦، ٢٢، ٢٣) وَفِي حَالِ شَعَرْنَا أَنَّنَا بَدَأْنَا نُرَكِّزُ عَلَى ٱلْمَادِّيَّاتِ وَٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ، فَلَا نَسْتَسْلِمْ. بَلْ لِنَسْتَمِرَّ فِي ٱلصَّلَاةِ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَيَهْوَهُ سَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتَعِيدَ تَرْكِيزَنَا عَلَى ٱلرُّوحِيَّاتِ. (لو ١١:١٣) فَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ مَثَلًا لَمْ يَتَصَرَّفْ دَائِمًا كَشَخْصٍ رُوحِيٍّ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَسْتَسْلِمْ. (مت ١٦:٢٢، ٢٣؛ لو ٢٢:٣٤، ٥٤-٦٢؛ غل ٢:١١-١٤) وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ، ٱسْتَطَاعَ شَيْئًا فَشَيْئًا أَنْ يُفَكِّرَ مِثْلَ ٱلْمَسِيحِ.
١٣ وَقَدْ عَدَّدَ بُطْرُسُ صِفَاتٍ مُحَدَّدَةً يَلْزَمُ أَنْ نَعْمَلَ عَلَى تَحْسِينِهَا. (اقرأ ٢ بطرس ١:٥-٨.) فَحِينَ نَبْذُلُ «كُلَّ جَهْدٍ» لِنُنَمِّيَ صِفَاتٍ مِثْلَ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلِٱحْتِمَالِ وَٱلْمَوَدَّةِ ٱلْأَخَوِيَّةِ، نُوَاصِلُ تَقَدُّمَنَا ٱلرُّوحِيَّ. فَلْيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ: ‹أَيُّ صِفَةٍ سَأَعْمَلُ عَلَيْهَا ٱلْيَوْمَ لِأُقَوِّيَ رُوحِيَّاتِي؟›.
كَيْفَ تُطَبِّقُ ٱلْمَبَادِئَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ يَوْمِيًّا؟
١٤ مَا تَأْثِيرُ رُوحِيَّاتِنَا فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ؟
١٤ حِينَ نُفَكِّرُ مِثْلَ يَسُوعَ، يَنْعَكِسُ ذٰلِكَ عَلَى كَلَامِنَا، سُلُوكِنَا فِي ٱلْعَمَلِ وَٱلْمَدْرَسَةِ، وَقَرَارَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ. فَقَرَارَاتُنَا سَتُظْهِرُ أَنَّنَا نَسْعَى لِنَتْبَعَ ٱلْمَسِيحَ. وَبِصِفَتِنَا أَشْخَاصًا رُوحِيِّينَ، لَنْ نُعَرِّضَ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ لِلْخَطَرِ. كَمَا أَنَّنَا سَنُقَاوِمُ ٱلْإِغْرَاءَاتِ. وَقَبْلَ أَنْ نُقَرِّرَ فِي مَسْأَلَةٍ مَا، سَنَأْخُذُ وَقْتَنَا وَنَسْأَلُ أَنْفُسَنَا: ‹أَيُّ مَبَادِئَ تُفِيدُنِي فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ؟ مَاذَا يَفْعَلُ يَسُوعُ لَوْ كَانَ مَكَانِي؟ وَأَيُّ قَرَارٍ يُرْضِي ٱللهَ؟›. وَلِكَيْ نَعْتَادَ ٱلتَّفْكِيرَ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، سَنَتَأَمَّلُ ٱلْآنَ فِي قَرَارَاتٍ نُوَاجِهُهَا. وَفِي كُلٍّ مِنْهَا، سَنَرَى مَبْدَأً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ.
١٥، ١٦ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا فِكْرُ ٱلْمَسِيحِ أَنْ نَأْخُذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً عِنْدَ ٱخْتِيَارِ (أ) رَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ؟ (ب) ٱلْأَصْدِقَاءِ؟
١٥ اِخْتِيَارُ رَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ. لَاحِظِ ٱلْمَبْدَأَ فِي ٢ كُورِنْثُوس ٦:١٤، ١٥. (اقرأها.) تُظْهِرُ كَلِمَاتُ بُولُسَ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلرُّوحِيَّ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَنْسَجِمَ كَامِلًا مَعَ ٱلشَّخْصِ ٱلْمَادِّيِّ. فَكَيْفَ تُطَبِّقُ هٰذَا ٱلْمَبْدَأَ عِنْدَ ٱخْتِيَارِ رَفِيقِ زَوَاجٍ؟
١٦ اِخْتِيَارُ ٱلْأَصْدِقَاءِ. تَذَكَّرِ ٱلْمَبْدَأَ فِي ١ كُورِنْثُوس ١٥:٣٣. (اقرأها.) فَٱلْإِنْسَانُ ٱلرُّوحِيُّ لَا يُرَافِقُ أَصْدِقَاءَ يُضْعِفُونَ رُوحِيَّاتِهِ. لِذَا فَكِّرْ كَيْفَ تُطَبِّقُ هٰذَا ٱلْمَبْدَأَ عَمَلِيًّا. اِسْأَلْ نَفْسَكَ مَثَلًا: ‹كَيْفَ يُفِيدُنِي حِينَ أَسْتَخْدِمُ مَوَاقِعَ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ؟ وَمَاذَا أَفْعَلُ حِينَ أَتَلَقَّى دَعَوَاتٍ مِنْ غُرَبَاءَ لِأَلْعَبَ مَعَهُمْ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت؟›.
١٧-١٩ كَيْفَ تُسَاعِدُكَ رُوحِيَّاتُكَ فِي (أ) تَجَنُّبِ ٱلنَّشَاطَاتِ غَيْرِ ٱلْمُفِيدَةِ؟ (ب) وَضْعِ ٱلْأَهْدَافِ؟ (ج) حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ؟
١٧ تَجَنُّبُ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلَّتِي تُعِيقُ ٱلتَّقَدُّمَ ٱلرُّوحِيَّ. تَجِدُ تَحْذِيرًا مُهِمًّا فِي كَلِمَاتِ بُولُسَ فِي ٱلْعِبْرَانِيِّين . (اقرأها.) فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَتَجَنَّبَ «ٱلْأَعْمَالَ ٱلْمَيِّتَةَ»، أَيْ كُلَّ ٱلنَّشَاطَاتِ غَيْرِ ٱلْمُفِيدَةِ ٱلَّتِي لَا تُقَوِّيكَ رُوحِيًّا. وَهٰذَا ٱلْمَبْدَأُ يُسَاعِدُكَ أَنْ تُجِيبَ عَلَى أَسْئِلَةٍ كَٱلتَّالِيَةِ: ‹هَلْ هٰذَا ٱلنَّشَاطُ مُفِيدٌ، أَمْ إِنَّهُ مِنَ «ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَيِّتَةِ» ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ أَتَجَنَّبَهَا؟ هَلْ أُشَارِكُ فِي هٰذَا ٱلْمَشْرُوعِ ٱلتِّجَارِيِّ؟ وَلِمَ لَا يَجِبُ أَنْ أَنْضَمَّ إِلَى جَمْعِيَّةٍ تَسْعَى لِتَحْسِينِ ٱلْعَالَمِ؟›. ٦:١
١٨ وَضْعُ ٱلْأَهْدَافِ ٱلرُّوحِيَّةِ. تُعْطِينَا كَلِمَاتُ يَسُوعَ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ إِرْشَادًا وَاضِحًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. (مت ٦:٣٣) فَٱلشَّخْصُ ٱلرُّوحِيُّ يَضَعُ أَهْدَافًا رُوحِيَّةً. وَعَلَى ضَوْءِ هٰذَا ٱلْمَبْدَإِ، يُمْكِنُكَ أَنْ تُجِيبَ عَلَى أَسْئِلَةٍ مِثْلِ: ‹هَلْ أَدْخُلُ ٱلْجَامِعَةَ بَعْدَمَا أُنْهِي تَعْلِيمِي ٱلْأَسَاسِيَّ؟ هَلْ أَقْبَلُ ٱلْوَظِيفَةَ ٱلْمَعْرُوضَةَ عَلَيَّ؟›.
١٩ حَلُّ ٱلْخِلَافَاتِ. كَيْفَ تُسَاعِدُكَ مَشُورَةُ بُولُسَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ فِي رُومَا عَلَى حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ؟ (رو ١٢:١٨) تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ، يَسْعَى ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ ‹يُسَالِمُوا جَمِيعَ ٱلنَّاسِ›. فَكَيْفَ تَتَصَرَّفُ حِينَ تَنْشَأُ ٱلْخِلَافَاتُ؟ هَلْ تُصِرُّ عَلَى رَأْيِكَ، أَمْ تَسْعَى لِتَكُونَ مِنْ «صَانِعِي ٱلسَّلَامِ»؟ — يع ٣:١٨.
٢٠ لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَتَقَدَّمَ رُوحِيًّا؟
٢٠ مَا هٰذِهِ إِلَّا بَعْضُ ٱلْمَجَالَاتِ ٱلَّتِي تُوَجِّهُنَا فِيهَا مَبَادِئُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِنَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً. وَحِينَ نَعْتَادُ ٱلتَّفْكِيرَ كَأَشْخَاصٍ رُوحِيِّينَ، نَعِيشُ حَيَاةً سَعِيدَةً. يَقُولُ رُوبِرْتُ ٱلْمَذْكُورُ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ: «فَرِحْتُ بَعْدَمَا قَوَّيْتُ عَلَاقَتِي بِيَهْوَهَ، وَبِتُّ أُتَمِّمُ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ دَوْرِي كَزَوْجٍ وَأَبٍ». وَنَحْنُ أَيْضًا سَنَحْصُدُ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً إِذَا ٱجْتَهَدْنَا لِنَتَقَدَّمَ رُوحِيًّا. فَسَنَتَمَتَّعُ بِحَيَاتِنَا ٱلْآنَ، وَ «بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ» فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. — ١ تي ٦:١٩.