الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٨

كيف تفرح رغم الضيقات؟‏

كيف تفرح رغم الضيقات؟‏

‏«إفرَحوا كَثيرًا يا إخوَتي عِندَما تُواجِهونَ ضيقاتٍ مُتَنَوِّعَة».‏ —‏ يع ١:‏٢‏.‏

التَّرنيمَة ١١١ كَثيرَةٌ أَفراحُنا

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١-‏٢ حَسَبَ مَتَّى ٥:‏١١‏،‏ كَيفَ يجِبُ أن ننظُرَ إلى الضِّيقات؟‏

أخبَرَ يَسُوع أتباعَهُ أنَّهُم سيكونونَ سُعَداء،‏ لكنَّهُم سيُواجِهونَ أيضًا ضيقات.‏ (‏مت ١٠:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ لو ٦:‏٢٠-‏٢٣‏)‏ وبِالفِعل،‏ نَحنُ نفرَحُ لِأنَّنا مِن تَلاميذِ المَسيح.‏ لكنَّنا قد نُواجِهُ المُقاوَمَةَ مِن عائِلَتِنا أوِ الحُكومَة،‏ أو يضغَطُ علَينا زُمَلاؤُنا في المَدرَسَةِ أوِ العَمَل.‏ فهل تقلَقُ حينَ تُفَكِّرُ في ضيقاتٍ كهذِه؟‏

٢ لا يفرَحُ النَّاسُ عادَةً بِالاضطِهاد.‏ لكنَّ هذا بِالضَّبطِ ما يطلُبُهُ مِنَّا الكِتابُ المُقَدَّس.‏ مَثَلًا،‏ أوصانا الرَّسُولُ يَعْقُوب أن نفرَحَ كَثيرًا عِندَما نُواجِهُ الضِّيقات.‏ (‏يع ١:‏٢،‏ ١٢‏)‏ وقالَ يَسُوع:‏ ‹سُعَداءُ أنتُم حينَ يضطَهِدُكُم النَّاس›.‏ ‏(‏إقرأ متى ٥:‏١١‏.‏)‏ فكَيفَ نفرَحُ رَغمَ الضِّيقات؟‏ ستُفيدُنا النَّصائِحُ الَّتي كتَبَها يَعْقُوب إلى المَسيحِيِّينَ في القَرنِ الأوَّل.‏ ولكنْ لِنرَ أوَّلًا المَشاكِلَ الَّتي واجَهوها.‏

أيَّةُ مَشاكِلَ واجَهَها المَسيحِيُّون؟‏

٣ ماذا حدَثَ بَعدَما صارَ يَعْقُوب تِلميذًا؟‏

٣ التِّلميذُ يَعْقُوب هو أخو يَسُوع مِن أُمِّه.‏ وبَعدَما صارَ تِلميذًا بِوَقتٍ قَصير،‏ بدَأ المَسيحِيُّونَ في أُورُشَلِيم يُواجِهونَ الاضطِهاد.‏ (‏اع ١:‏١٤؛‏ ٥:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وحينَ قُتِلَ التِّلميذُ إسْتِفَانُوس،‏ تفَرَّقَ مَسيحِيُّونَ كَثيرونَ «في مَناطِقِ اليَهُودِيَّة والسَّامِرَة»،‏ حتَّى إنَّهُم وصَلوا إلى قُبْرُص وأَنْطَاكِيَة.‏ ‏(‏اع ٧:‏٥٨–‏٨:‏١؛‏ ١١:‏١٩‏)‏ وقد واجَهوا ضيقاتٍ كَثيرَة.‏ مع ذلِك،‏ ظلُّوا يُبَشِّرونَ بِحَماسَةٍ أينَما ذهَبوا.‏ وهكَذا تأسَّسَت جَماعاتٌ في كُلِّ الإمبَراطورِيَّةِ الرُّومَانِيَّة.‏ (‏١ بط ١:‏١‏)‏ لكنَّ ضيقاتٍ أُخرى كانَت بِانتِظارِهِم.‏

٤ أيُّ ضيقاتٍ أُخرى واجَهَها المَسيحِيُّون؟‏

٤ واجَهَ المَسيحِيُّونَ في القَرنِ الأوَّلِ ضيقاتٍ مُتَنَوِّعَة.‏ مَثَلًا،‏ حَوالَي سَنَةِ ٥٠ ب‌م،‏ أمَرَ الإمبَراطورُ الرُّومَانِيُّ كُلُودِيُوس كُلَّ اليَهودِ أن يرحَلوا عن رُومَا.‏ لِذا اضطُرَّ المَسيحِيُّونَ مِن أصلٍ يَهودِيٍّ أن يترُكوا بُيوتَهُم،‏ وينتَقِلوا إلى أماكِنَ أُخرى.‏ (‏اع ١٨:‏١-‏٣‏)‏ وحَوالَي سَنَةِ ٦١ ب‌م،‏ كتَبَ الرَّسولُ بُولُس أنَّ المَسيحِيِّينَ أُهينوا وسُجِنوا ونُهِبَت مُمتَلَكاتُهُم.‏ (‏عب ١٠:‏٣٢-‏٣٤‏)‏ ومِثلَ باقي النَّاس،‏ عانى المَسيحِيُّونَ أيضًا مِنَ الفَقرِ والمَرَض.‏ —‏ رو ١٥:‏٢٦؛‏ في ٢:‏٢٥-‏٢٧‏.‏

٥ أيُّ أسئِلَةٍ سنُجيبُ عنها؟‏

٥ كتَبَ يَعْقُوب رِسالَتَهُ قَبلَ سَنَةِ ٦٢ ب‌م.‏ وكانَ يعرِفُ جَيِّدًا الضِّيقاتِ الَّتي يُواجِهُها إخوَتُه.‏ فكتَبَ لهُم بِالوَحْيِ نَصائِحَ تُساعِدُهُم أن يظَلُّوا فَرحانين.‏ سنُناقِشُ الآنَ بَعضَ هذِهِ النَّصائِح،‏ ونُجيبُ عنِ الأسئِلَة:‏ ماذا يُفَرِّحُنا؟‏ لِم قد نخسَرُ فَرَحَنا؟‏ وكَيفَ تُساعِدُنا الحِكمَةُ والإيمانُ والشَّجاعَةُ أن نفرَحَ رَغمَ الضِّيقات؟‏

ماذا يُفَرِّحُنا؟‏

مثلما يبقى اللهب داخل السراج مشتعلًا رغم الرياح والمطر،‏ يبقى الفرح الذي يعطيه يهوه مشتعلًا في قلبنا رغم الضيقات (‏أُنظر الفقرة ٦.‏)‏

٦ حَسَبَ لُوقَا ٦:‏٢٢،‏ ٢٣‏،‏ لِم نفرَحُ حينَ نُواجِهُ ضيقات؟‏

٦ يعتَقِدُ كَثيرونَ أنَّ الفَرَحَ يأتي مِنَ المال،‏ الصِّحَّة،‏ والزَّواجِ النَّاجِح.‏ لكنَّ الفَرَحَ الَّذي تحَدَّثَ عنهُ يَعْقُوب يأتي مِنَ الرُّوحِ القُدُس.‏ (‏غل ٥:‏٢٢‏)‏ لِذا نقدِرُ أن نشعُرَ بهِ مَهْما كانَت ظُروفُنا.‏ فنَحنُ نفرَحُ لِأنَّنا نعرِفُ أنَّنا نُرضي يَهْوَه ونتَمَثَّلُ بِيَسُوع.‏ ‏(‏إقرأ لوقا ٦:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ كو ١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ ويُمكِنُ أن نُشَبِّهَ هذا الفَرَحَ بِلَهَبِ السِّراج.‏ فاللَّهَبُ داخِلَ السِّراجِ يظَلُّ مُشتَعِلًا رَغمَ الرِّياحِ والمَطَر.‏ نَحنُ أيضًا،‏ نقدِرُ أن نبقى فَرحانينَ رَغمَ كُلِّ الضِّيقات.‏ ففَرَحُنا لا يخِفُّ بِسَبَبِ المَرَضِ أوِ الفَقر.‏ ولا يضعُفُ بِسَبَبِ الاستِهزاءِ أوِ المُقاوَمَة.‏ وكُلَّما نمُرُّ بِضيقَة،‏ يقوى فَرَحُنا بَدَلَ أن ينطَفِئ.‏ فالضِّيقاتُ الَّتي نُواجِهُها بِسَبَبِ إيمانِنا تُؤَكِّدُ أنَّنا مِن تَلاميذِ المَسيح.‏ (‏مت ١٠:‏٢٢؛‏ ٢٤:‏٩؛‏ يو ١٥:‏٢٠‏)‏ لِهذا السَّبَب،‏ كتَبَ يَعْقُوب:‏ «إفرَحوا كَثيرًا يا إخوَتي عِندَما تُواجِهونَ ضيقاتٍ مُتَنَوِّعَة».‏ —‏ يع ١:‏٢‏.‏

٧-‏٨ كَيفَ تُقَوِّي الضِّيقاتُ إيمانَنا؟‏

٧ وأعطى يَعْقُوب سَبَبًا آخَرَ لِنتَحَمَّلَ الضِّيقات.‏ قال:‏ «إيمانُكُم حينَ يُمتَحَنُ بِالضِّيقاتِ يُنتِجُ فيكُمُ الاحتِمال».‏ (‏يع ١:‏٣‏)‏ فالضِّيقاتُ تُشبِهُ النَّارَ الَّتي تزيدُ صَلابَةَ سَيفٍ مِن حَديد.‏ فحينَ يُحَمَّى الحَديدُ ثُمَّ يُبَرَّد،‏ يصيرُ السَّيفُ أقوى.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ حينَ نتَحَمَّلُ الضِّيقات،‏ يقوى إيمانُنا.‏ لِذا كتَبَ يَعْقُوب:‏ «دعوا الاحتِمالَ يُحَقِّقُ هَدَفَهُ كَي تكونوا كامِلينَ وبِلا عَيبٍ مِن كُلِّ النَّواحي».‏ (‏يع ١:‏٤‏)‏ وحينَ نرى كيفَ تُقَوِّي الضِّيقاتُ إيمانَنا،‏ نتَحَمَّلُها بِفَرَح.‏

كيف تشبه الضيقات النار التي تزيد صلابة سيف من حديد؟‏ (‏أُنظر الفقرة ٧.‏)‏ *

٨ أيضًا،‏ ذكَرَ يَعْقُوب في رِسالَتِهِ مَشاكِلَ قد تُخَسِّرُنا فَرَحَنا.‏ فما هي؟‏ وكَيفَ نتَغَلَّبُ علَيها؟‏

ماذا قد يُخَسِّرُنا فَرَحَنا؟‏

٩ لِم نحتاجُ إلى الحِكمَة؟‏

٩ المُشكِلَة:‏ أن لا نعرِفَ كَيفَ نتَصَرَّف.‏ حينَ نمُرُّ بِضيقات،‏ نحتاجُ إلى الحِكمَةِ كَي نأخُذَ قَراراتٍ تُرضي يَهْوَه،‏ تُشَجِّعُ إخوَتَنا،‏ وتُساعِدُنا أن نُحافِظَ على استِقامَتِنا.‏ (‏ار ١٠:‏٢٣‏)‏ ونحتاجُ إلى الحِكمَةِ لِنعرِفَ كَيفَ نتَصَرَّفُ وماذا نقولُ لِمُقاوِمينا.‏ بِالمُقابِل،‏ حينَ لا نعرِفُ ماذا نفعَل،‏ نشعُرُ أنَّنا عاجِزونَ ونخسَرُ فَرَحَنا بِسُرعَة.‏

١٠ حَسَبَ يَعْقُوب ١:‏٥‏،‏ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِننالَ الحِكمَة؟‏

١٠ الحَل:‏ نطلُبُ الحِكمَةَ مِن يَهْوَه.‏ لِكَي نتَحَمَّلَ الضِّيقاتِ بِفَرَح،‏ يلزَمُ أن نُصَلِّيَ ونطلُبَ مِن يَهْوَه الحِكمَةَ لِنأخُذَ قَراراتٍ جَيِّدَة.‏ ‏(‏إقرأ يعقوب ١:‏٥‏.‏)‏ وماذا لَو لم يستَجِبْ لنا فَورًا؟‏ يوصينا يَعْقُوب أن ‹نستَمِرَّ في الطَّلَبِ مِنَ الله›.‏ وهو لن يتَضايَقَ مِنَّا أو ينتَقِدَنا،‏ بل سيُعطينا «بِكَرَمٍ» الحِكمَةَ كَي نتَحَمَّلَ ضيقاتِنا.‏ (‏مز ٢٥:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فهو يرى ما نمُرُّ به،‏ يتَعاطَفُ معنا،‏ ويُريدُ أن يُساعِدَنا.‏ ولا شَكَّ أنَّ هذا يُفَرِّحُنا.‏ ولكنْ كَيفَ يُعطينا يَهْوَه الحِكمَة؟‏

١١ ماذا يلزَمُ أن نفعَلَ أيضًا لِننالَ الحِكمَة؟‏

١١ يُعطينا يَهْوَه الحِكمَةَ بِواسِطَةِ كَلِمَتِه.‏ (‏ام ٢:‏٦‏)‏ لِذا يجِبُ أن ندرُسَ كَلِمَةَ اللهِ والمَطبوعاتِ المُؤَسَّسَة علَيها.‏ ولكنْ لا يكفي أن نزيدَ مَعلوماتِنا،‏ بل علَينا أن نُطَبِّقَ ما نتَعَلَّمُه.‏ كتَبَ يَعْقُوب:‏ «لا تكتَفوا بِسَماعِ الكَلِمَةِ بل طبِّقوها أيضًا».‏ (‏يع ١:‏٢٢‏)‏ فحينَ نُطَبِّقُ وصايا الله،‏ نصيرُ مُسالِمينَ ومَرِنينَ ورُحَماء.‏ (‏يع ٣:‏١٧‏)‏ وهذِهِ الصِّفاتُ تُساعِدُنا أن نتَحَمَّلَ الضِّيقاتِ دونَ أن نخسَرَ فَرَحَنا.‏

١٢ لِم مُهِمٌّ أن نعرِفَ الكِتابَ المُقَدَّسَ جَيِّدًا؟‏

١٢ إنَّ كَلِمَةَ اللهِ تُشبِهُ المِرآة.‏ فهي تُساعِدُنا أن نرى ضَعَفاتِنا،‏ وتُعَلِّمُنا كَيفَ نتَغَلَّبُ علَيها.‏ (‏يع ١:‏٢٣-‏٢٥‏)‏ مَثَلًا،‏ حينَ ندرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس،‏ قد نُلاحِظُ أنَّنا نُعَصِّبُ بِسُرعَة.‏ وكَيفَ نتَغَلَّبُ على هذِهِ المُشكِلَة؟‏ تُعَلِّمُنا كَلِمَةُ اللهِ كَيفَ نبقى وُدَعاء.‏ فالوَداعَةُ ستُساعِدُنا أن نتَحَكَّمَ بِرَدَّةِ فِعلِنا،‏ نُفَكِّرَ بِهُدوء،‏ ونأخُذَ قَراراتٍ جَيِّدَة.‏ (‏يع ٣:‏١٣‏)‏ مِنَ المُهِمِّ إذًا أن نعرِفَ كَلِمَةَ اللهِ جَيِّدًا.‏

١٣ لِم مُهِمٌّ أن ندرُسَ عن شَخصِيَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس؟‏

١٣ أحيانًا نتَعَلَّمُ الدَّرسَ بِالطَّريقَةِ الصَّعبَة،‏ أي بَعدَ أن نقَعَ في الخَطَإ.‏ ولكنْ مِنَ الأفضَلِ أن نتَعَلَّمَ مِن تَجرِبَةِ غَيرِنا.‏ لِذا يُشَجِّعُنا يَعْقُوب أن نتَأمَّلَ في شَخصِيَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ مِثلِ إبْرَاهِيم ورَاحَاب وأَيُّوب وإيلِيَّا.‏ (‏يع ٢:‏٢١-‏٢٦؛‏ ٥:‏١٠،‏ ١١،‏ ١٧،‏ ١٨‏)‏ فهؤُلاءِ الخُدَّامُ الأُمَناءُ تَحَمَّلوا الضِّيقاتِ دونَ أن يخسَروا فَرَحَهُم.‏ ويُؤَكِّدُ مِثالُهُم أنَّ يَهْوَه سيُساعِدُنا نَحنُ أيضًا لِنتَحَمَّلَ الضِّيقاتِ بِفَرَح.‏

١٤-‏١٥ لِم لا يجِبُ أن نتَجاهَلَ شُكوكَنا؟‏

١٤ المُشكِلَة:‏ أن تنشَأَ لَدَينا شُكوك.‏ أحيانًا،‏ نستَصعِبُ فَهمَ فِكرَةٍ في الكِتابِ المُقَدَّس،‏ أو لا يستَجيبُ يَهْوَه صَلاتَنا مِثلَما نُريد.‏ لِذا،‏ قد تنشَأُ لَدَينا شُكوك.‏ وإذا تجاهَلناها،‏ يُمكِنُ أن تُضعِفَ إيمانَنا وتُخَرِّبَ عَلاقَتَنا بِيَهْوَه.‏ (‏يع ١:‏٧،‏ ٨‏)‏ وقدْ تُخَسِّرُنا رَجاءَنا أيضًا.‏

١٥ شبَّهَ بُولُس رَجاءَنا بِالمِرساة.‏ (‏عب ٦:‏١٩‏)‏ فالمِرساةُ تُثَبِّتُ السَّفينَةَ خِلالَ العَواصِف،‏ ولا تدَعُها تنجَرِفُ إلى الصُّخور.‏ ولكنْ كَي تعمَلَ المِرساةُ عَمَلَها،‏ يلزَمُ أن تكونَ السِّلسِلَةُ الَّتي تربُطُها بِالسَّفينَةِ قَوِيَّة.‏ ومِثلَما يُضعِفُ الصَّدَأُ سِلسِلَةَ المِرساة،‏ تُضعِفُ الشُّكوكُ إيمانَنا.‏ فإذا كانَ لَدَينا شُكوكٌ وتعَرَّضنا لِلمُقاوَمَة،‏ يُمكِنُ أن نخسَرَ إيمانَنا بِوُعودِ الله.‏ وإذا خسِرنا إيمانَنا،‏ نخسَرُ رَجاءَنا.‏ لِذا يقولُ يَعْقُوب:‏ «الَّذي يشُكُّ يُشبِهُ مَوجَةَ بَحرٍ تتَلاعَبُ بها الرِّيح».‏ (‏يع ١:‏٦‏)‏ وفي وَضعٍ كهذا،‏ سَهلٌ جِدًّا أن نخسَرَ فَرَحَنا.‏

١٦ ماذا نَفعَلُ إذا نشَأَت لَدَينا شُكوك؟‏

١٦ الحَل:‏ نتَخَلَّصُ مِنَ الشُّكوكِ ونُقَوِّي إيمانَنا.‏ في أيَّامِ إيلِيَّا،‏ كانَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ مُتَرَدِّدينَ وشكُّوا في مُعتَقَداتِهِم.‏ فقالَ لهُم:‏ «إلى متى تعرُجونَ بَينَ رَأْيَينِ مُختَلِفَين؟‏ إنْ كانَ يَهْوَه هوَ اللهَ فاتبَعوه،‏ وإنْ كانَ البَعلُ فاتبَعوه».‏ (‏١ مل ١٨:‏٢١‏)‏ اليَومَ أيضًا،‏ إذا نشَأَت لَدَينا شُكوك،‏ يلزَمُ أن نتَصَرَّفَ بِسُرعَةٍ ولا نبقى مُتَرَدِّدين.‏ فعلَينا أن نقومَ بِبَحثٍ كَي نتَأكَّدَ أنَّ يَهْوَه هوَ الله،‏ الكِتابَ المُقَدَّسَ هو كَلِمَتُه،‏ وشُهودَ يَهْوَه هُم شَعبُه.‏ (‏١ تس ٥:‏٢١‏)‏ وهكَذا،‏ نتَخَلَّصُ مِنَ الشُّكوكِ ونُقَوِّي إيمانَنا.‏ ويُمكِنُنا أيضًا أن نطلُبَ مُساعَدَةَ الشُّيوخ.‏ المُهِمُّ هو أن نتَصَرَّفَ بِسُرعَةٍ كَي نستَمِرَّ في خِدمَةِ يَهْوَه بِفَرَح.‏

١٧ ماذا يحدُثُ إذا خسِرنا شَجاعَتَنا؟‏

١٧ المُشكِلَة:‏ أن نشعُرَ بِاليَأس.‏ يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس:‏ «إنْ تثَبَّطتَ في يَومِ الشِّدَّة،‏ ضاقَت قُوَّتُك».‏ (‏ام ٢٤:‏١٠‏)‏ والكَلِمَةُ العِبرَانِيَّةُ «تثَبَّطتَ» تعني أيضًا «خسِرتَ شَجاعَتَك».‏ وحينَ يخسَرُ الشَّخصُ شَجاعَتَه،‏ لا يقدِرُ أن يُحافِظَ على فَرَحِه.‏

١٨ ماذا يعني الاحتِمال؟‏

١٨ الحَل:‏ نتَّكِلُ على يَهْوَه كَي يُعطِيَنا الشَّجاعَة.‏ نحتاجُ إلى الشَّجاعَةِ كَي نتَحَمَّلَ الضِّيقات.‏ (‏يع ٥:‏١١‏)‏ وكَلِمَةُ «احتِمالٍ» الَّتي استَعمَلَها يَعْقُوب تحمِلُ فِكرَةَ شَخصٍ يقِفُ بِثَباتٍ في مَكانِه.‏ وقدْ تُذَكِّرُنا بِجُندِيٍّ يقِفُ بشَجاعَةٍ في وَجهِ الأعداء،‏ ولا يتَزَحزَحُ مِن مَكانِهِ مَهْما اشتَدَّ علَيهِ الهُجوم.‏

١٩ ماذا نتَعَلَّمُ مِن بُولُس؟‏

١٩ رسَمَ بُولُس مِثالًا رائِعًا في الشَّجاعَةِ والاحتِمال.‏ فحينَ شعَرَ بِالضُّعف،‏ اتَّكَلَ على يَهْوَه كَي يُقَوِّيَه.‏ (‏٢ كو ١٢:‏٨-‏١٠؛‏ في ٤:‏١٣‏)‏ ومِثلَ بُولُس،‏ نقدِرُ أن نكونَ شُجعانًا وأقوِياء،‏ إذا اعتَرَفنا بِتَواضُعٍ أنَّنا بِحاجَةٍ إلى مُساعَدَةِ يَهْوَه.‏ —‏ يع ٤:‏١٠‏.‏

إقتَرِبْ إلى اللهِ وحافِظْ على فَرَحِك

٢٠-‏٢١ مِمَّ نَحنُ مُتَأكِّدون؟‏

٢٠ نَحنُ مُتَأكِّدونَ أنَّ الضِّيقاتِ لَيسَت عِقابًا مِن يَهْوَه.‏ قالَ يَعْقُوب:‏ «لا يقُلْ أحَدٌ وهو في ضيقَة:‏ ‹إنَّ اللهَ يُجَرِّبُني›.‏ فاللهُ لا يُمكِنُ أن يُجَرَّبَ بِالأُمورِ السَّيِّئَة،‏ وهو لا يُجَرِّبُ بها أحَدًا».‏ (‏يع ١:‏١٣‏)‏ وحينَ نقتَنِعُ بِهذِهِ الفِكرَة،‏ نقتَرِبُ أكثَرَ إلى أبينا السَّماوِيّ.‏ —‏ يع ٤:‏٨‏.‏

٢١ ويَهْوَه «لا يتَغَيَّر».‏ (‏يع ١:‏١٧‏)‏ فمِثلَما ساعَدَ المَسيحِيِّينَ في القَرنِ الأوَّل،‏ سيُساعِدُنا نَحنُ أيضًا أن نتَحَمَّلَ الضِّيقات.‏ فاطلُبْ مِنهُ أن يُعطِيَكَ الحِكمَةَ والإيمانَ والشَّجاعَة.‏ وتأكَّدْ أنَّهُ سيستَجِيبُ صَلاتَك،‏ وسَيُساعِدُكَ أن تفرَحَ رَغمَ الضِّيقات.‏

التَّرنيمَة ١٢٨ لِنَثبُتْ في احتِمالِنا

^ ‎الفقرة 5‏ نجِدُ في رِسالَةِ يَعْقُوب نَصائِحَ تُساعِدُنا أن نتَحَمَّلَ الضِّيقاتِ بِفَرَح.‏ سنرى بَعضَها في هذِهِ المَقالَة.‏

^ ‎الفقرة 59‏ وصف الصورة:‏ أخ تعتقله الشرطة من بيته امام عيون زوجته وبنته.‏ خلال سَجنه،‏ ينضمُّ الإخوة الى زوجته وبنته ليعبدوا يهوه معًا.‏ زوجته وبنته تستمران في طلب القوة من يهوه كي تتحمَّلا.‏ فيعطيهما يهوه الطمأنينة والشجاعة.‏ وبالنتيجة،‏ يقوى إيمانهما وتتحمَّلان الضيقة بفرح.‏