مقالة الدرس ٧
«إسمع كلمات الحكماء»
«أمِلْ أُذُنَكَ واسمَعْ كَلِماتِ الحُكَماء». — ام ٢٢:١٧.
التَّرنيمَة ١٢٣ الإذعانُ بِوَلاءٍ لِلتَّرتيبِ الثِّيوقراطِيّ
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ بِأيَّةِ أشكالٍ تأتينا النَّصيحَة، ولِماذا يجِبُ أن نسمَعَها؟
كُلُّنا نحتاجُ إلى نَصيحَةٍ مِن وَقتٍ إلى آخَر. والنَّصيحَةُ تأتينا بِعِدَّةِ أشكال. فأحيانًا، نطلُبُ نَحنُ النَّصيحَةَ مِن شَخصٍ نحتَرِمُه. وأحيانًا، يُنَبِّهُنا أخٌ يهُمُّهُ أمرُنا مِن ‹طَريقٍ خاطِئٍ› نَحنُ على وَشْكِ أن نأخُذَه، طَريقٍ سنندَمُ علَيهِ لاحِقًا. (غل ٦:١) أمَّا إذا ارتَكَبنا خَطَأً خَطيرًا، فتأتينا النَّصيحَةُ على شَكلِ تَأديب. ولكنْ كَيفَما أتَتِ النَّصيحَة، يجِبُ أن نسمَعَها. فهذا يُفيدُنا ويُمكِنُ أن يُخَلِّصَ حَياتَنا. — ام ٦:٢٣.
٢ لِماذا يجِبُ أن نسمَعَ النَّصيحَة، مِثلَما تُشَجِّعُنا الأمْثَال ١٢:١٥؟
٢ تُشَجِّعُنا آيَتُنا الرَّئيسِيَّة أن ‹نسمَعَ كَلِماتِ الحُكَماء›. (ام ٢٢:١٧) فلا أحَدَ يعرِفُ مِنَّا كُلَّ شَيء، وهُناكَ دائِمًا شَخصٌ لَدَيهِ مَعرِفَةٌ أو خِبرَةٌ أكثَرَ مِنَّا. (إقرإ الامثال ١٢:١٥.) وحينَ نسمَعُ النَّصيحَة، نُظهِرُ أنَّنا مُتَواضِعون. فهذا يدُلُّ أنَّنا نعرِفُ حُدودَ قُدُراتِنا، ونعرِفُ أيضًا أنَّنا بِحاجَةٍ إلى المُساعَدَةِ لِنصِلَ إلى أهدافِنا. فمِثلَما كتَبَ المَلِكُ سُلَيْمَان بِالوَحْي: «الإنجازُ بِكَثرَةِ المُشيرين». — ام ١٥:٢٢.
٣ بِأيِّ طَريقَتَينِ ننالُ النَّصيحَة؟
٣ هُناكَ طَريقَتانِ لِننالَ النَّصيحَة: طَريقَةٌ مُباشِرَة وطَريقَةٌ غَيرُ مُباشِرَة. وماذا نقصِدُ بِالطَّريقَةِ غَيرِ المُباشِرَة؟ أحيانًا، نقرَأُ شَيئًا في الكِتابِ المُقَدَّسِ أو في مَطبوعاتِنا يدفَعُنا أن نُراجِعَ نَفْسَنا ونُغَيِّرَ تَفكيرَنا وتَصَرُّفاتِنا. (عب ٤:١٢) وماذا نقصِدُ بِالطَّريقَةِ المُباشِرَة؟ تأتينا النَّصيحَةُ بِطَريقَةٍ مُباشِرَة حينَ يُكَلِّمُنا شَيخٌ أو مَسيحِيٌّ ناضِجٌ عن شَيءٍ يلزَمُ أن نعمَلَ علَيه. وإذا كانَ أحَدُ الإخوَةِ يُحِبُّنا لِدَرَجَةِ أن يُعطِيَنا نَصيحَةً مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس، يجِبُ أن نُظهِرَ لهُ أنَّنا نُقَدِّرُ ذلِك. كَيف؟ حينَ نسمَعُهُ ونُحاوِلُ أن نُطَبِّقَ نَصيحَتَه.
٤ حَسَبَ الجَامِعَة ٧:٩، أيُّ رَدَّةِ فِعلٍ يجِبُ أن نتَجَنَّبَها حينَ ننالُ نَصيحَة؟
٤ ولكنْ في الحَقيقَة، قد نستَصعِبُ خُصوصًا أن نقبَلَ النَّصيحَةَ المُباشِرَة. حتَّى إنَّنا قد نشعُرُ بِالإهانَة. وما السَّبَب؟ سَهلٌ علَينا أن نعتَرِفَ أنَّنا ناقِصون. لكنَّنا قد نستَصعِبُ أن نقبَلَ نَصيحَةً مِن أحَدٍ عن ضُعفٍ مُعَيَّنٍ فينا. (إقرإ الجامعة ٧:٩.) فقدْ نُبَرِّرُ نَفْسَنا، أو نُشَكِّكُ في نَوايا الشَّخصِ الَّذي أعطانا النَّصيحَة، أو نغضَبُ مِن أُسلوبِه. حتَّى إنَّنا قد ننتَقِدُهُ ونقول: ‹بِأيِّ حَقٍّ يُعطيني نَصيحَة؟! فلْيَنظُرْ إلى نَفْسِهِ أوَّلًا›. وفي النِّهايَة، إذا لم تُعجِبْنا النَّصيحَةُ الَّتي سمِعناها، فقدْ نتَجاهَلُها أو نبحَثُ عن نَصيحَةٍ أُخرى تُعجِبُنا أكثَر.
٥ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٥ في هذِهِ المَقالَة، سندرُسُ عن شَخصِيَّتَينِ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ رفَضَتا النَّصيحَةَ وشَخصِيَّتَينِ قبِلَتاها. وسَنرى أيضًا ماذا يُساعِدُنا أن نقبَلَ النَّصيحَةَ ونستَفيدَ مِنها.
رفَضا النَّصيحَة
٦ ماذا نتَعَلَّمُ مِمَّا فعَلَهُ المَلِكُ رَحْبَعَام؟
٦ لِنُفَكِّرْ في ما حصَلَ معَ المَلِكِ رَحْبَعَام. فبَعدَما صارَ مَلِكًا على إسْرَائِيل، أتى الشَّعبُ إلَيهِ وكانَ لَدَيهِم طَلَب. فهُم أرادوا أن يُخَفِّفَ العِبءَ الَّذي وضَعَهُ أبوهُ سُلَيْمَان علَيهِم. فاستَشارَ رَحْبَعَام شُيوخَ إسْرَائِيل لِيَعرِفَ كَيفَ يُجيبُ الشَّعب. وهذا أمرٌ جَيِّد. فنصَحَهُ الشُّيوخُ أن يسمَعَ لِلشَّعبِ كي يظَلَّ يخدُمُه. (١ مل ١٢:٣-٧) ولكنْ على ما يبدو، لم يُحِبَّ رَحْبَعَام هذِهِ النَّصيحَة. فاستَشارَ الرِّجالَ الَّذينَ كبِروا معه. وهؤُلاءِ الرِّجالُ كانوا على الأرجَحِ في أربَعيناتِهِم، وبِالتَّالي لَدَيهِم بَعضُ الخِبرَةِ في الحَياة. (٢ اخ ١٢:١٣) ولكنْ في هذِهِ المُناسَبَة، أعطَوا رَحْبَعَام نَصيحَةً سَيِّئَة: أن يزيدَ العِبءَ على الشَّعب. (١ مل ١٢:٨-١١) فوَقَفَ رَحْبَعَام أمامَ خِيارَينِ مُختَلِفَينِ تَمامًا. ولكنْ بَدَلَ أن يُصَلِّيَ إلى يَهْوَه ويَستَشيرَه، قرَّرَ أن يقبَلَ نَصيحَةَ رِفاقِهِ الَّتي أعجَبَته. وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟ كارِثَةً لِرَحْبَعَام وشَعبِ إسْرَائِيل. نَحنُ أيضًا، قد لا تُعجِبُنا دائِمًا النَّصيحَةُ الَّتي ننالُها. ولكنْ إذا كانَت مُؤَسَّسَةً على الكِتابِ المُقَدَّس، يجِبُ أن نقبَلَها.
٧ ماذا نتَعَلَّمُ مِمَّا حصَلَ معَ المَلِكِ عُزِّيَّا؟
٧المَلِكُ عُزِّيَّا أيضًا رفَضَ النَّصيحَة. فهو دخَلَ إلى قِسمٍ في هَيكَلِ يَهْوَه يحِقُّ فَقَط لِلكَهَنَةِ أن يدخُلوه، وحاوَلَ أن يُقَدِّمَ البَخور. فقالَ لهُ كَهَنَةُ يَهْوَه: «لَيسَ شَأنَك، يا عُزِّيَّا، أن تُحرِقَ البَخورَ لِيَهْوَه، إنَّما هو شَأنُ الكَهَنَة». وماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ عُزِّيَّا؟ لَو سمِعَ نَصيحَتَهُم بِتَواضُعٍ وغادَرَ الهَيكَلَ فَورًا، فرُبَّما كانَ يَهْوَه سيُسامِحُه. لكنَّ عُزِّيَّا غضِبَ جِدًّا. فلِماذا رفَضَ النَّصيحَة؟ رُبَّما شعَرَ أنَّهُ كمَلِك، يحِقُّ لهُ أن يفعَلَ ما يُريد. لكنَّ رَأيَ ٢ اخ ٢٦:١٦-٢١) فماذا نتَعَلَّمُ مِن عُزِّيَّا؟ بِغَضِّ النَّظَرِ مَن نكون، إذا رفَضنا نَصيحَةً مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس، فسَنخسَرُ رِضى يَهْوَه.
يَهْوَه كانَ مُختَلِفًا. فهو اعتَبَرَ أنَّ عُزِّيَّا تجاوَزَ حُدودَه. لذلِك ضرَبَهُ بِالبَرَصِ. وبقِيَ عُزِّيَّا «أبرَصَ إلى يَومِ مَوتِه». (قَبِلا النَّصيحَة
٨ ماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ أيُّوب حينَ نالَ نَصيحَة؟
٨ لقدْ رأَينا الآنَ قِصَّتَينِ تُظهِرانِ النَّتائِجَ السَّلبِيَّة لِرَفضِ النَّصيحَة. لكنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ يتَضَمَّنُ أيضًا أمثِلَةَ أشخاصٍ قبِلوا النَّصيحَةَ وبارَكَهُم يَهْوَه على ذلِك. واحِدٌ مِنهُم هو أيُّوب. فمع أنَّهُ كانَ يخافُ اللّٰه، لم يكُنْ كامِلًا. فتَحتَ الضَّغطِ الشَّديد، عبَّرَ عن آراءٍ خاطِئَة. ونَتيجَةَ ذلِك، نالَ نَصيحَةً واضِحَة وصَريحَة مِن ألِيهُو ومِن يَهْوَه. وماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ أيُّوب؟ قبِلَ النَّصيحَةَ بِتَواضُع. قال: «تكَلَّمتُ مِن غَيرِ أن أفهَم . . . لِذلِك أتَراجَع، وأتوبُ في التُّرابِ والرَّماد». ويَهْوَه بارَكَ أيُّوب على تَواضُعِه. — اي ٤٢:٣-٦، ١٢-١٧.
٩ ماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ مُوسَى حينَ نالَ نَصيحَة، ولِماذا هو مِثالٌ جَيِّدٌ لنا؟
٩ لِنَتَكَلَّمِ الآنَ عن شَخصٍ قبِلَ التَّأديبَ بَعدَما ارتَكَبَ خَطَأً خَطيرًا: مُوسَى. ففي إحدى المُناسَبات، فقَدَ أعصابَهُ ولم يجلُبِ المَجدَ لِيَهْوَه. وبِسَبَبِ هذا الخَطَإ، خسِرَ مُوسَى الامتِيازَ أن يدخُلَ إلى أرضِ المَوعِد. (عد ٢٠:١-١٣) وعِندَما طلَبَ مُوسَى مِن يَهْوَه أن يُعيدَ التَّفكيرَ في قَرارِه، أجابَه: «لا تُكَلِّمْني مُجَدَّدًا في هذا المَوْضوع». (تث ٣:٢٣-٢٧) لكنَّ مُوسَى لم يغضَبْ ويُصبِحْ حاقِدًا. على العَكس، قبِلَ قَرارَ يَهْوَه. وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟ سمَحَ له يَهْوَه أن يظَلَّ يَقودُ شَعبَ إسْرَائِيل. (تث ٤:١) إذًا، جَيِّدٌ أن نتَمَثَّلَ بِأيُّوب ومُوسَى حينَ ننالُ نَصيحَة. فأيُّوب عدَّلَ وِجهَةَ نَظَرِهِ ولم يخلُقِ الأعذار. ومُوسَى بقِيَ أمينًا حتَّى بَعدَما خسِرَ امتِيازًا عَزيزًا علَيه. وهكَذا، برهَنَ أنَّهُ قبِلَ نَصيحَةَ يَهْوَه.
١٠ (أ) حَسَبَ الأمْثَال ٤:١٠-١٣، أيُّ بَرَكاتٍ ننالُها حينَ نقبَلُ النَّصيحَة؟ (ب) كَيفَ تمَثَّلَ بَعضُ الإخوَةِ بِأيُّوب ومُوسَى؟
١٠ نَحنُ نستَفيدُ كَثيرًا حينَ نتَمَثَّلُ بِأشخاصٍ أُمَناءَ مِثلِ أيُّوب ومُوسَى. (إقرإ الامثال ٤:١٠-١٣.) وهذا ما يفعَلُهُ إخوَةٌ كَثيرونَ اليَوم. مَثَلًا، يقولُ أخٌ مِنَ الكُونْغُو اسْمُهُ مَانْوِيل: «رأى إخوَةٌ ناضِجونَ في جَماعَتي أنِّي على وَشْكِ أن أقَعَ في كارِثَةٍ روحِيَّة. فحاوَلوا أن يُساعِدوني. وعِندَما طبَّقتُ نَصيحَتَهُم، تجَنَّبتُ الكَثيرَ مِنَ المَشاكِل». * وتقولُ فاتِحَةٌ مِن كَنَدَا اسْمُها مِيغِن: «صَحيحٌ أنَّ النَّصيحَةَ لم تكُنْ دائِمًا ما أُريدُ أن أسمَعَه، لكنَّها كانَت ما يجِبُ أن أسمَعَه». ويُخبِرُ أخٌ مِن كِرْوَاتِيَا اسْمُهُ مَارْكُو: «خسِرتُ امتِيازًا في الجَماعَة. ولكنْ عِندَما أُفَكِّرُ في تِلكَ الفَترَة، أرى أنَّ النَّصيحَةَ الَّتي نِلتُها ساعَدَتني أن أستَعيدَ صِحَّتي الرُّوحِيَّة».
١١ ماذا قالَ الأخ كَارْل كْلَايْن عن قُبولِ النَّصيحَة؟
١١ إلَيكَ مِثالَ أخٍ آخَرَ استَفادَ لِأنَّهُ قبِلَ النَّصيحَة: الأخ كَارْل كْلَايْن الَّذي كانَ عُضوًا في الهَيئَةِ الحاكِمَة. * (اف ٤:٢٥-٢٧) لقدْ قبِلَ الأخ كْلَايْن نَصيحَةَ الأخ رَذَرْفُورْد، وبقِيا أعَزَّ الأصحاب.
ففي قِصَّةِ حَياتِه، يُخبِرُنا أنَّهُ نالَ نَصيحَةً قَوِيَّة مِن صَديقٍ قَريبٍ مِنه: الأخ جُوزِيف رَذَرْفُورْد. يعتَرِفُ الأخ كْلَايْن أنَّهُ انزَعَجَ في البِدايَةِ مِنَ النَّصيحَة. ذكَر: «في المَرَّةِ التَّالِيَة عِندَما رآني قالَ بِمَرَح، ‹مَرحَبًا كَارْل!› ولكنْ إذ كُنتُ لا أزالُ أشعُرُ بِالاستِياءِ دمدَمتُ تَحِيَّة. فردَّ قائِلًا، ‹كَارْل، انتَبِه! إبْلِيس وَراءَك!› وإذِ ارتَبَكتُ أجَبت، ‹أُوه، لا يُوجَدُ شَيءٌ أخ رَذَرْفُورْد›. لكنَّهُ كانَ يعرِفُ على نَحوٍ أفضَل، ولِذلِك كرَّرَ تَحذيرَه، ‹هذا حَسَن، وإنَّما انتَبِه. إبْلِيس وَراءَك›. وكم كانَ على صَواب! فعِندَما نُضمِرُ الاستِياءَ ضِدَّ أخ، وخُصوصًا لِقَولِهِ شَيئًا لهُ الحَقُّ أن يقولَه . . . نترُكُ أنفُسَنا عُرضَةً لِأشراكِ إبْلِيس».ماذا يُساعِدُنا أن نقبَلَ النَّصيحَة؟
١٢ كَيفَ يُساعِدُنا التَّواضُعُ أن نقبَلَ النَّصيحَة؟ (مزمور ١٤١:٥)
١٢ يُساعِدُنا التَّواضُعُ أن نقبَلَ النَّصيحَة. كَيفَ ذلِك؟ حينَ نكونُ مُتَواضِعين، نتَذَكَّرُ كم نَحنُ ناقِصون، وكم نتَصَرَّفُ بِغَباءٍ أحيانًا. فكما رأينا، كانَت لَدى أيُّوب طَريقَةُ تَفكيرٍ خاطِئَة. لكنَّهُ عدَّلَها وبارَكَهُ يَهْوَه. فماذا ساعَدَ أيُّوب؟ التَّواضُع. فهو قبِلَ النَّصيحَةَ مِن ألِيهُو، مع أنَّهُ أصغَرُ مِنهُ بِكَثير. (اي ٣٢:٦، ٧) والتَّواضُعُ يُساعِدُنا نَحنُ أيضًا أن نقبَلَ النَّصيحَة، حتَّى لَو شعَرنا أنَّها لا تنطَبِقُ علَينا أو أنَّ الَّذي أعطانا إيَّاها أصغَرُ مِنَّا. يقولُ شَيخٌ مِن كَنَدَا: «صَعبٌ أن نرى أخطاءَنا بِمُفرَدِنا. إذًا كَيفَ سنتَقَدَّمُ إنْ لم ينصَحْنا أحَد؟». ومَن مِنَّا لا يُريدُ أن يتَقَدَّمَ في الخِدمَةِ ويُظهِرَ أكثَرَ ثَمَرَ الرُّوحِ في حَياتِه؟ — إقرإ المزمور ١٤١:٥.
١٣ كَيفَ يجِبُ أن ننظُرَ إلى النَّصيحَة؟
١٣إعتَبِرِ النَّصيحَةَ دَليلًا أنَّ يَهْوَه يُحِبُّك. يَهْوَه يُحِبُّنا كَثيرًا ويُريدُ مَصلَحَتَنا. (ام ٤:٢٠-٢٢) وهو يُظهِرُ هذِهِ المَحَبَّةَ عِندَما ينصَحُنا مِن خِلالِ الكِتابِ المُقَدَّس، أو مَطبوعَةٍ مُؤَسَّسَة علَيه، أو مَسيحِيٍّ ناضِج. وهو يفعَلُ ذلِك «لِفائِدَتِنا»، مِثلَما تقولُ العِبْرَانِيِّين ١٢:٩، ١٠.
١٤ على ماذا يجِبُ أن نُرَكِّزَ عِندَما ننالُ نَصيحَة؟
١٤ركِّزْ على المَضمون، لا على الأُسلوب. أحيانًا نشعُرُ أنَّ النَّصيحَةَ لم تُقَدَّمْ لنا كما يجِب. طَبعًا، * (غل ٦:١) ونَحنُ بِدَورِنا، جَيِّدٌ أن نُرَكِّزَ على مَضمونِ النَّصيحَة، حتَّى لَو شعَرنا أنَّ الأُسلوبَ كانَ يجِبُ أن يكونَ أفضَل. لِذلِك لِنسألْ نَفْسَنا: ‹صَحيحٌ أنَّ أُسلوبَ الشَّخصِ الَّذي أعطاني النَّصيحَةَ لم يُعجِبْني، ولكنْ هل هُناكَ شَيءٌ مِن نَصيحَتِهِ ينطَبِقُ علَيّ؟ هل أقدِرُ أن أتَجاهَلَ عُيوبَهُ وأستَفيدَ مِن نَصيحَتِه؟›. وعِندَما نبذُلُ جُهدَنا لِنستَفيدَ مِنَ النَّصيحَة، نُظهِرُ أنَّنا حُكَماءُ فِعلًا. — ام ١٥:٣١.
الشَّخصُ الَّذي يُقَدِّمُ النَّصيحَةَ علَيهِ أن يُحاوِلَ قَدرَ الإمكانِ أن يُسَهِّلَ علَينا أن نقبَلَها.أُطلُبِ النَّصيحَةَ وافرَحْ بِالبَرَكات
١٥ لِماذا يجِبُ أن نطلُبَ نَحنُ النَّصيحَة؟
١٥ يُشَجِّعُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ أن نطلُبَ نَحنُ النَّصيحَةَ مِن غَيرِنا ونستَشيرَهُم. تقولُ الأمْثَال ١٣:١٠: «معَ المُتَشاوِرينَ حِكمَة». وهذِهِ الكَلِماتُ صَحيحَةٌ فِعلًا. فالَّذينَ يطلُبونَ النَّصيحَةَ يتَقَدَّمونَ روحِيًّا أكثَرَ مِنَ الَّذينَ ينتَظِرونَ حتَّى ينصَحَهُم أحَد. إذًا لا تنتَظِرْ أن ينصَحَكَ أحَد، بلِ اطلُبْ أنتَ النَّصيحَة.
١٦ أُذكُرْ حالاتٍ نطلُبُ فيها النَّصيحَة.
١٦ ومتى نطلُبُ النَّصيحَةَ مِن إخوَتِنا؟ لِنُفَكِّرْ في بَعضِ الحالات. (١) أُختٌ تدعو أُختًا أُخرى لَدَيها خِبرَةٌ أن تُرافِقَها إلى دَرسِها، ثُمَّ تطلُبُ نَصيحَتَها لِتصيرَ مُعَلِّمَةً أفضَل. (٢) أُختٌ عازِبَة تُريدُ أن تشتَرِيَ بَنطَلونًا، فتسألُ أُختًا ناضِجَة عن رَأيِها فيهِ بِصَراحَة. (٣) أخٌ سيُقَدِّمُ خِطابًا عامًّا لِأوَّلِ مَرَّة. فيَطلُبُ مِن خَطيبٍ لَدَيهِ خِبرَةٌ أن يحضُرَ خِطابَهُ ويُعطِيَهُ نَصائِحَ لِيَتَقَدَّم. وحتَّى لَو كانَ أحَدُ الإخوَةِ يُقَدِّمُ خِطاباتٍ مِن سِنين، فجَيِّدٌ أن يطلُبَ النَّصيحَةَ مِن خُطَباءَ ماهِرينَ آخَرين ويُحاوِلَ أن يُطَبِّقَها.
١٧ ماذا يُساعِدُنا أن نستَفيدَ مِنَ النَّصيحَة؟
١٧ في الأسابيعِ أوِ الأشهُرِ المُقبِلَة، كُلُّنا سننالُ نَصيحَةً بِطَريقَةٍ مُباشِرَة أو غَيرِ مُباشِرَة. لِذلِك عِندَما تنالُ نَصيحَة، تذَكَّرِ النِّقاطَ الَّتي ناقَشناها: إبقَ مُتَواضِعًا، ركِّزْ على المَضمونِ لا على الأُسلوب، وطبِّقِ النَّصيحَة. تذَكَّرْ أن لا أحَدَ مِنَّا يولَدُ حَكيمًا. لكنَّ كَلِمَةَ اللّٰهِ تعِدُنا بِأن ‹نصيرَ حُكَماءَ› إذا ‹سمِعنا المَشورَةَ وقبِلنا التَّأديب›. — ام ١٩:٢٠.
التَّرنيمَة ١٢٤ أولِياءُ كُلَّ حين
^ الفقرة 5 كشَعبٍ لِيَهْوَه، نَحنُ نعرِفُ كم مُهِمٌّ أن نسمَعَ النَّصيحَةَ المُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّس. مع ذلِك، لَيسَ سَهلًا دائِمًا أن نقبَلَ النَّصيحَةَ ونعمَلَ بها. لِماذا نقولُ ذلِك؟ وماذا يُساعِدُنا أن نستَفيدَ مِنَ النَّصيحَةِ الَّتي ننالُها؟
^ الفقرة 10 تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
^ الفقرة 11 أُنظُرْ بُرجَ المُراقَبَة، عَدَدَ ١ حَزِيرَان (يُونْيُو) ١٩٨٥، الصَّفَحات ٣-٩.
^ الفقرة 14 في المَقالَةِ التَّالِيَة، سنرى ماذا يُساعِدُ الشُّيوخَ وغَيرَهُم أن يُقَدِّموا النَّصيحَةَ بِلُطف.