مقالة الدرس ٦
التَّرنيمَة ١٨ شُكرًا يا يَهْوَه على الفِديَة
غفران يهوه: لطف يستحق التقدير
«اللّٰهُ أحَبَّ العالَمَ كَثيرًا لِدَرَجَةِ أنَّهُ قَدَّمَ الابْن، مَوْلودَهُ الوَحيد». — يو ٣:١٦.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
عِندَما نَفهَمُ على أيِّ أساسٍ يَغفِرُ يَهْوَه خَطايانا، يَزيدُ تَقديرُنا لِكُلِّ ما فَعَلَهُ مِن أجْلِنا كَي نَنالَ هذا الغُفران.
١-٢ كَيفَ يُشبِهُ وَضعُ البَشَرِ وَضعَ الشَّابِّ المَذكورِ في الفَقَرَة ١؟
تَخَيَّلْ شابًّا تَرَبَّى في عائِلَةٍ غَنِيَّة. وذاتَ يَوم، وَقَعَتِ الكارِثَةُ عِندَما تَعَرَّضَ أبوهُ وأُمُّهُ لِحادِثٍ أدَّى إلى مَقتَلِهِما. وكم كانَتِ الصَّدمَةُ كَبيرَةً على هذا الابْن! لكنَّ صَدمَةً أُخْرى كانَت في انتِظارِه. فقدِ اكتَشَفَ أنَّ والِدَيْهِ هَدَرا ثَروَةَ العائِلَةِ وأغرَقا نَفْسَهُما في دَينٍ كَبير. والآن، بَدَلَ أن يَرِثَ ثَروَتَهُما، وَرِثَ دُيونَهُما. وصارَ الدَّائِنونَ يُطالِبونَ بِحَقِّهِم. لكنَّ الدَّينَ أكبَرُ بِكَثيرٍ مِن أن يوفِيَهُ يَومًا.
٢ مِن بَعضِ النَّواحي، يُشبِهُ وَضعُنا وَضعَ هذا الشَّابّ. فأبونا وأُمُّنا الأوَّلان، آدَم وحَوَّاء، كانا كامِلَيْنِ وعاشا في جَنَّةٍ جَميلَة. (تك ١:٢٧؛ ٢:٧-٩) وكانَ يُمكِنُ أن يَعيشا إلى الأبَدِ حَياةً ولا أروَع. لكنَّ كُلَّ شَيءٍ تَغَيَّرَ في لَحظَةٍ عِندَما أخطَآ. فخَسِرا الفِردَوسَ وضاعَ أمَلُهُما بِالحَياةِ الأبَدِيَّة. وما هوَ الميراثُ الَّذي تَرَكاهُ لِأوْلادِهِما؟ يُجيبُ الكِتابُ المُقَدَّس: «دَخَلَتِ الخَطِيَّةُ إلى العالَمِ مِن خِلالِ إنسانٍ واحِدٍ [آدَم] والخَطِيَّةُ جَلَبَتِ المَوت، وبِذلِكَ انتَقَلَ المَوتُ إلى كُلِّ النَّاسِ لِأنَّهُم كُلَّهُم أخطَأوا». (رو ٥:١٢) فالميراثُ الَّذي تَرَكَهُ لنا آدَم هوَ الخَطِيَّةُ الَّتي تُؤَدِّي إلى المَوت. وهذِهِ الخَطِيَّةُ هي مِثلُ دَينٍ ضَخمٍ لا يَقدِرُ أحَدٌ مِنَّا أن يوفِيَه. — مز ٤٩:٨.
٣ لِماذا تُشبِهُ خَطايانا الدُّيون؟
٣ شَبَّهَ يَسُوع الخَطايا ‹بِالدُّيون›. (مت ٦:١٢؛ لو ١١:٤) فحينَ نُخطِئ، كأنَّنا نَتَدَيَّنُ مِن يَهْوَه. وكَما في الدُّيون، مِن حَقِّ يَهْوَه أن يُطالِبَ بِدَفعِ ثَمَنِ الخَطِيَّة. وإنْ لم نُسَدِّدْ هذا الدَّين، فلا شَيءَ يُلْغيهِ إلَّا المَوت. — رو ٦:٧، ٢٣.
٤ (أ) ما مَصيرُ كُلِّ الخُطاةِ إذا لم يَحصُلوا على مُساعَدَة؟ (مزمور ٤٩:٧-٩) (ب) ما هي مَعاني كَلِمَةِ «خَطِيَّةٍ» في الكِتابِ المُقَدَّس؟ (أُنظُرِ الإطار « الخَطِيَّة».)
٤ هل مِنَ المَعقولِ أن نَستَرِدَّ كُلَّ ما خَسِرَهُ آدَم وحَوَّاء؟ لَيسَ بِقُدرَتِنا نَحن. (إقرإ المزمور ٤٩:٧-٩.) فمِن دونِ مُساعَدَة، لَيسَ لَدَينا أيُّ أمَلٍ بِحَياةٍ أفضَلَ ولا بِالقِيامَة. وعِندَئِذٍ لن يَختَلِفَ مَوتُنا عن مَوتِ الحَيَوانات. — جا ٣:١٩؛ ٢ بط ٢:١٢.
٥ كَيفَ ساعَدَنا أبونا المُحِبُّ أن نَتَخَلَّصَ مِن دَينِ الخَطِيَّةِ الَّذي وَرِثناه؟ (أُنظُر الصُّورَة.)
٥ لِنَعُدْ إلى الشَّابِّ المَذكورِ في البِدايَة. بِرَأيِك، كَيفَ سيَشعُرُ لَو عَرَضَ علَيهِ رَجُلٌ غَنِيٌّ أن يَدفَعَ عنهُ كُلَّ دُيونِه؟ لا شَكَّ أنَّهُ سيَتَأثَّرُ كَثيرًا بِكَرَمِهِ ويَقبَلُ هَدِيَّتَهُ بِكُلِّ تَقدير. بِشَكلٍ مُشابِه، أبونا المُحِبُّ يَهْوَه قَدَّمَ لنا هَدِيَّةً تُسَدِّدُ عنَّا دَينَ الخَطِيَّةِ الَّذي وَرِثناهُ مِن آدَم. وقد أوضَحَ يَسُوع هذِهِ الفِكرَةَ حينَ قال: «اللّٰهُ أحَبَّ العالَمَ كَثيرًا لِدَرَجَةِ أنَّهُ قَدَّمَ الابْن، مَوْلودَهُ الوَحيد، لِكَي لا يَهلَكَ كُلُّ مَن يُظهِرُ الإيمانَ به، بل يَنالُ حَياةً أبَدِيَّة». (يو ٣:١٦) وأكثَرُ مِن ذلِك، هذِهِ الهَدِيَّةُ تَفتَحُ أمامَنا الفُرصَةَ لِيَصيرَ لَدَينا عَلاقَةٌ جَيِّدَة مع يَهْوَه.
٦ أيُّ تَعابيرَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ سنُناقِشُها في هذِهِ المَقالَة، ولِماذا؟
٦ كَيفَ نَستَفيدُ مِن هذِهِ الهَدِيَّةِ الرَّائِعَة ونُعْفى مِن ‹دُيونِنا› أو خَطايانا؟ نَجِدُ الجَوابَ مِن خِلالِ تَعابيرَ مَوْجودَة في الكِتابِ المُقَدَّسِ مِثلِ المُصالَحَة، التَّكفيرِ عنِ الخَطايا، الفِديَة، الفِداء (التَّحرير)، و اعتِبارِ أشخاصٍ بِلا لَوم. وفي هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ مَعْنى كُلِّ واحِدٍ مِن هذِهِ التَّعابير. وفيما نَتَأمَّلُ في هذِهِ الأفكار، سيَزيدُ تَقديرُنا لِما فَعَلَهُ يَهْوَه كَي يَغفِرَ لنا.
الهَدَف: المُصالَحَة
٧ (أ) ماذا خَسِرَ أيضًا آدَم وحَوَّاء؟ (ب) بِما أنَّنا أوْلادُ آدَم وحَوَّاء، فإلامَ نَحنُ بِحاجَةٍ ماسَّة؟ (روما ٥:١٠، ١١)
٧ لم يَخسَرْ آدَم وحَوَّاء أمَلَ الحَياةِ الأبَدِيَّة فَقَط، بل أيضًا عَلاقَتَهُما الغالِيَة بِأبيهِما يَهْوَه. ففي الأصل، كانَ آدَم وحَوَّاء جُزْءًا مِن عائِلَةِ اللّٰه. (لو ٣:٣٨) ولكنْ حينَ تَمَرَّدا على يَهْوَه، طُرِدا مِن عائِلَتِهِ قَبلَ أن يُنجِبا أوْلادًا. (تك ٣:٢٣، ٢٤؛ ٤:١) ولِأنَّنا أوْلادُهُما، نَحنُ بِحاجَةٍ أن نَتَصالَحَ مع يَهْوَه. (إقرأ روما ٥:١٠، ١١.) بِكَلِماتٍ أُخْرى، نَحنُ بِحاجَةٍ أن يَصيرَ لَدَينا عَلاقَةٌ جَيِّدَة معه. وحَسَبَ أحَدِ المَراجِع، الكَلِمَةُ اليُونَانِيَّة المَنقولَة هُنا إلى «صالَحَ» يُمكِنُ أن تَعْنِيَ «صَيَّرَ عَدُوًّا صَديقًا له». واللَّافِتُ أنَّ يَهْوَه هوَ الَّذي أخَذَ المُبادَرَةَ وفَعَلَ ذلِك. كَيف؟
الإجراء: التَّكفيرُ عنِ الخَطايا
٨ ما هوَ التَّكفيرُ عنِ الخَطايا؟
٨ التَّكفيرُ عنِ الخَطايا هوَ التَّرتيبُ الَّذي عَمِلَهُ يَهْوَه لِيَرُدَّ العَلاقَةَ الطَّيِّبَة بَينَهُ وبَينَ البَشَرِ الخُطاة. وهو يَستَلزِمُ إبدالَ شَيءٍ بِشَيءٍ آخَرَ لهُ نَفْسُ القيمَة. وهكَذا يُمكِنُ استِردادُ ما خَسِرناهُ أوِ التَّعويضُ عنهُ بِشَيءٍ يَحِلُّ مَحَلَّه. والأسفارُ اليُونَانِيَّة المَسِيحِيَّة تَأتي على ذِكرِ التَّكفيرِ عنِ الخَطايا. (رو ٣:٢٥، الحاشية) فالتَّكفيرُ هوَ التَّطهيرُ مِنَ الخَطايا، الإجراءُ الَّذي يَسمَحُ لنا أن نَكونَ في سَلامٍ معَ اللّٰه ونَتَمَتَّعَ بِعَلاقَةٍ جَيِّدَة معه.
٩ أيُّ تَرتيبٍ وَقتِيٍّ هَيَّأهُ يَهْوَه لِيَغفِرَ خَطايا الإسْرَائِيلِيِّين؟
٩ كَي يُعْطِيَ يَهْوَه لِلإسْرَائِيلِيِّينَ الفُرصَةَ أن تَكونَ عَلاقَتُهُم معهُ جَيِّدَة، عَمِلَ تَرتيبًا وَقتِيًّا لِغُفرانِ خَطاياهُم. ففي إسْرَائِيل القَديمَة، كانَ يَومُ الكَفَّارَةِ يُحتَفَلُ بهِ سَنَوِيًّا. وفي ذلِكَ اليَوم، كانَ رَئيسُ الكَهَنَةِ يُقَدِّمُ ذَبائِحَ حَيَوانِيَّة عنِ الشَّعب. وطَبعًا، لا تَقدِرُ الذَّبائِحُ الحَيَوانِيَّة أن تُكَفِّرَ فِعلِيًّا عن خَطايا أحَدٍ لِأنَّ الحَيَواناتِ أدْنى مِنَ البَشَر. ولكنْ ما دامَ الإسْرَائِيلِيُّونَ التَّائِبونَ يُقَدِّمونَ الذَّبائِحَ الَّتي طَلَبَها يَهْوَه، كانَ يَهْوَه مُستَعِدًّا أن يَغفِرَ خَطاياهُم. (عب ١٠:١-٤) إضافَةً إلى ذلِك، بِسَبَبِ تَرتيبِ يَومِ الكَفَّارَةِ وذَبائِحِ الخَطِيَّةِ الَّتي قَدَّموها تَكرارًا، انطَبَعَ في ذِهنِهِم كم مُزرِيَةٌ هي حالَتُهُم كبَشَرٍ خُطاة، وكم هُم بِحاجَةٍ إلى حَلٍّ دائِم.
١٠ أيُّ تَرتيبٍ دائِمٍ هَيَّأهُ يَهْوَه لِغُفرانِ الخَطايا؟
١٠ وكانَ في بالِ يَهْوَه تَرتيبٌ دائِمٌ لِغُفرانِ الخَطايا. فهو رَتَّبَ أن يَموتَ ابْنُهُ الحَبيبُ «مَرَّةً لا غَير لِيَحمِلَ خَطايا كَثيرين». (عب ٩:٢٨) ويَسُوع المَسِيح «قَدَّمَ حَياتَهُ فِديَةً عن كَثيرين». (مت ٢٠:٢٨) ولكنْ ما هيَ الفِديَة؟
الثَّمَن: الفِديَة
١١ (أ) حَسَبَ الكِتابِ المُقَدَّس، ما هيَ الفِديَة؟ (ب) ما المَطلوبُ لِتُدفَعَ الفِديَة؟
١١ حَسَبَ الكِتابِ المُقَدَّس، الفِديَةُ هيَ الثَّمَنُ الَّذي يُدفَعُ لِيَتَحَقَّقَ التَّكفيرُ عنِ الخَطايا والمُصالَحَة. a ومِن وِجهَةِ نَظَرِ يَهْوَه، إنَّها الأساسُ لِاستِعادَةِ ما خَسِرَهُ آدَم وحَوَّاء. بِأيِّ طَريقَة؟ تَذَكَّرْ أنَّ آدَم وحَوَّاء خَسِرا حَياتَهُما الكامِلَة وأمَلَهُما بِالحَياةِ إلى الأبَد. لِذلِك يَلزَمُ أن تَكونَ قيمَةُ الفِديَةِ مُعادِلَةً لِقيمَةِ الخَسارَة. (١ تي ٢:٦) ولا يَقدِرُ أحَدٌ أن يَدفَعَ الفِديَةَ إلَّا إذا كانَ رَجُلًا راشِدًا (١) كامِلًا، (٢) لَدَيهِ الإمكانِيَّةُ أن يَعيشَ حَياتَهُ إلى الأبَدِ على الأرض، و (٣) مُستَعِدًّا أن يُضَحِّيَ بِهذِهِ الحَياةِ مِن أجْلِنا. وعِندَئِذٍ فَقَط يُمكِنُ أن تُعَوِّض، أو تُكَفِّر، حَياتُهُ عنِ الحَياةِ الَّتي خَسِرناها.
١٢ لِماذا استَطاعَ يَسُوع أن يَدفَعَ الثَّمَنَ الضَّرورِيَّ لِلفِديَة؟
١٢ تَأمَّلْ في ثَلاثَةِ أسبابٍ تُظهِرُ لِماذا استَطاعَ يَسُوع أن يَدفَعَ ثَمَنَ الفِديَة. (١) كانَ كامِلًا، «لم يَرتَكِبْ خَطِيَّة». (١ بط ٢:٢٢) (٢) بِسَبَبِ ذلِك، كانَ لَدَيهِ الإمكانِيَّةُ أن يَعيشَ حَياتَهُ إلى الأبَدِ على الأرض. و (٣) كانَ مُستَعِدًّا أن يَموتَ ويُضَحِّيَ بِهذِهِ الحَياةِ مِن أجْلِنا. (عب ١٠:٩، ١٠) وبِما أنَّهُ رَجُلٌ كامِل، فقد كانَ مُعادِلًا لِلإنسانِ الأوَّلِ آدَم قَبلَ أن يُخطِئ. (١ كو ١٥:٤٥) لِذلِكَ استَطاعَ بِمَوتِهِ أن يُزَوِّدَ التَّكفيرَ عنِ الخَطِيَّةِ الَّتي ارتَكَبَها آدَم، أي أن يُعَوِّضَ عن ما خَسِرَهُ آدَم. (رو ٥:١٩) وهكَذا صارَ يَسُوع «آدَم الأخير». فلَيسَ هُناك حاجَةٌ أن يَأتِيَ شَخصٌ كامِلٌ آخَرُ ويَدفَعَ ثَمَنَ ما خَسِرَهُ آدَم. فيَسُوع ماتَ «مَرَّةً لا غَير». — عب ٧:٢٧؛ ١٠:١٢.
١٣ ما الفَرقُ بَينَ التَّكفيرِ عنِ الخَطايا والفِديَة؟
١٣ ما الفَرقُ إذًا بَينَ التَّكفيرِ عنِ الخَطايا والفِديَة؟ التَّكفيرُ هوَ العَمَلُ الَّذي يَرُدُّ اللّٰهُ على أساسِهِ العَلاقَةَ الجَيِّدَة بَينَهُ وبَينَ البَشَر. والفِديَةُ هيَ الثَّمَنُ المَدفوعُ لِجَعلِ التَّكفيرِ مُمكِنًا لِلبَشَرِ الخُطاة. وهذا الثَّمَنُ يُمَثِّلُهُ دَمُ يَسُوع الكَريمُ الَّذي سُكِبَ مِن أجْلِنا. — أف ١:٧؛ عب ٩:١٤.
النَّتيجَة: الفِداءُ واعتِبارُ أشخاصٍ بِلا لَوم
١٤ ماذا سنُناقِشُ الآن، ولِماذا؟
١٤ ماذا يَنتِجُ عن تَرتيبِ التَّكفيرِ عنِ الخَطايا؟ يَستَعمِلُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عِدَّةَ تَعابيرَ لِيُبرِزَ فَوائِدَ هذا التَّرتيب. ومع أنَّ مَعاني هذِهِ التَّعابيرِ تَتَشابَهُ بَعضَ الشَّيء، يُشَدِّدُ كُلُّ واحِدٍ مِنها على جانِبٍ مُعَيَّنٍ مِن تَرتيبِ التَّكفيرِ عنِ الخَطايا الَّذي نَنالُ بهِ غُفرانَ يَهْوَه. وفيما نُحَلِّلُ اثنَيْنِ مِن هذِهِ التَّعابير، سنَرى أيضًا كَيفَ يُؤَثِّرانِ علَينا شَخصِيًّا.
١٥-١٦ (أ) في الكِتابِ المُقَدَّس، إلامَ تُشيرُ كَلِمَةُ «الفِداء»؟ (ب) كَيفَ يُؤَثِّرُ هذا علَينا؟
١٥ في الكِتابِ المُقَدَّس، يُشيرُ الفِداءُ إلى التَّحريرِ بَعدَ دَفعِ فِديَة، وبِالتَّالي إلى التَّبرِئَةِ مِنَ العِقابِ على الخَطايا. وقد عَبَّرَ الرَّسولُ بُطْرُس عن هذِهِ الفِكرَةِ قائِلًا: «كما تَعرِفون، لَيسَ بِأشياءَ تَزول، كالفِضَّةِ أوِ الذَّهَب، حُرِّرتُم [حَرفِيًّا: «أُفتُديتُم»] مِن طَريقَةِ حَياتِكُمُ الفارِغَة الَّتي أخَذتُموها عن آبائِكُم. بل حُرِّرتُم بِدَمٍ ثَمين، كأنَّهُ مِن خَروفٍ لا عَيبَ فيهِ ولا لَطخَة، أي دَمِ المَسِيح». — ١ بط ١:١٨، ١٩؛ الحاشية.
١٦ فبِفَضلِ الفِديَة، يُمكِنُ أن نَتَحَرَّرَ مِنَ الحُكمِ القاسي لِلخَطِيَّةِ والمَوت. (رو ٥:٢١) فِعلًا، لَدَينا أسبابٌ قَوِيَّة لِنَشعُرَ بِأنَّنا مَديونونَ كَثيرًا لِيَهْوَه ويَسُوع نَتيجَةَ افتِدائِنا بِدَمِ يَسُوع الثَّمين، أي حَياتِه. — ١ كو ١٥:٢٢.
١٧-١٨ (أ) ماذا يَعْني اعتِبارُنا بِلا لَوم؟ (ب) كَيفَ يُؤَثِّرُ هذا علَينا؟
١٧ إعتِبارُنا بِلا لَوم، أو تَبريرُنا، يَعْني أنَّ كُلَّ التُّهَمِ ضِدَّنا قد أُسقِطَت وأنَّ سِجِلَّنا عادَ نَظيفًا تَمامًا. واعتِبارُنا بِلا لَومٍ في نَظَرِ يَهْوَه لا يَتَعارَضُ مع مَقاييسِ العَدلِ الَّتي وَضَعَها. فهو لا يَعتَبِرُنا بِلا لَومٍ عنِ استِحقاقٍ مِنَّا، ولا يُغمِضُ عَيْنَيْهِ عن خَطايانا. بل بِسَبَبِ إيمانِنا بِتَرتيبِ التَّكفيرِ عنِ الخَطايا والفِديَةِ الَّتي دُفِعَت، لَدى يَهْوَه أساسٌ لِيُلْغِيَ دُيونَنا. — رو ٣:٢٤؛ غل ٢:١٦.
١٨ وماذا يَعْني هذا لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا؟ المُختارونَ لِيَحكُموا مع يَسُوع في السَّماءِ سَبَقَ أنِ اعتُبِروا بِلا لَومٍ كأوْلادٍ لِلّٰه. (تي ٣:٧؛ ١ يو ٣:١) وهو يَغفِرُ خَطاياهُم، وكَأنَّ الأحكامَ السَّابِقَة أُلْغِيَت مِن سِجِلِّهِم وصاروا مُؤَهَّلينَ لِيَكونوا في مَملَكَةِ اللّٰه. (رو ٨:١، ٢، ٣٠) والَّذينَ أمَلُهُم أرضِيٌّ يُعتَبَرونَ بِلا لَومٍ كأصدِقاءَ لِلّٰه، وهو يَغفِرُ خَطاياهُم. (يع ٢:٢١-٢٣) الجَمعُ الكَثير، الَّذينَ سيَنجونَ مِن هَرْمَجَدُّون، لَدَيهِم فُرصَةٌ أن لا يَموتوا أبَدًا. (يو ١١:٢٦) و ‹الصَّالِحونَ› و «الأشرارُ» الَّذينَ ماتوا سيُقامون. (أع ٢٤:١٥؛ يو ٥:٢٨، ٢٩) وفي الآخِر، كُلُّ خُدَّامِ يَهْوَه الطَّائِعينَ على الأرضِ سيَنالونَ «الحُرِّيَّةَ المَجيدَة الَّتي يَتَمَتَّعُ بها أوْلادُ اللّٰه». (رو ٨:٢١) ما أروَعَ هذِهِ البَرَكَةَ الَّتي نَنالُها بِفَضلِ تَرتيبِ التَّكفيرِ عنِ الخَطايا: أن نَتَصالَحَ تَمامًا مع أبينا يَهْوَه!
١٩ كَيفَ تَحَسَّنَ وَضعُنا؟ (أُنظُرْ أيضًا الإطار « ما تَعْنيهِ هذِهِ التَّعابيرُ لنا».)
١٩ فِعلًا، كانَ وَضعُنا مِثلَ وَضعِ الشَّابِّ المَذكورِ مِن قَبل الَّذي خَسِرَ كُلَّ شَيءٍ ووَرِثَ دَينًا ضَخمًا لن يَقدِرَ أبَدًا أن يوفِيَه. ولكنْ بِفَضلِ يَهْوَه، لَسنا بِلا أمَل. فوَضعُنا تَغَيَّرَ بِسَبَبِ تَرتيبِ التَّكفيرِ عنِ الخَطايا والثَّمَنِ الَّذي دُفِعَ عنَّا، أيِ الفِديَة. وإيمانُنا بِيَسُوع المَسِيح يُعْطينا الفُرصَةَ أن نُفْدى، أو نَتَحَرَّر، مِنَ الخَطِيَّةِ والمَوت. ويُمكِنُ أيضًا أن تُلْغى خَطايانا ويَصيرَ سِجِلُّنا نَظيفًا تَمامًا. ولكنِ الأهَمُّ مِن كُلِّ ذلِك أنَّنا نَقدِرُ أن نَكونَ على عَلاقَةٍ جَيِّدَة مع أبينا السَّماوِيِّ المُحِبِّ يَهْوَه.
٢٠ ماذا سنُناقِشُ في المَقالَةِ التَّالِيَة؟
٢٠ حينَ نَتَأمَّلُ في ما فَعَلَهُ يَهْوَه ويَسُوع مِن أجْلِنا، تَفيضُ قُلوبُنا بِالتَّقدير. (٢ كو ٥:١٥) فلَولا مُساعَدَتُهُما، لَكُنَّا في حالَةٍ مَيؤوسٍ مِنها. ولكنْ ماذا يَعْني حَقًّا غُفرانُ يَهْوَه لنا إفرادِيًّا؟ هذا ما سنُناقِشُهُ في المَقالَةِ التَّالِيَة.
التَّرنيمَة ١٠ سَبِّحوا إلهَنا يَهْوَه!
a في بَعضِ اللُّغات، تُتَرجَمُ كَلِمَةُ «فِديَةٍ» إلى تَعبيرٍ يَعْني حَرفِيًّا «ثَمَنَ الحَياةِ» أوِ «الثَّمَنَ المَدفوع».