الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«أعلم انه سيقوم»‏

‏«أعلم انه سيقوم»‏

‏«صَدِيقُنَا رَاقِدٌ،‏ لٰكِنِّي ذَاهِبٌ لِأُوقِظَهُ».‏ —‏ يو ١١:‏١١‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٢٩،‏ ١٥٤

١ مِمَّ كَانَتْ مَرْثَا مُتَأَكِّدَةً؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

مَرْثَا،‏ إِحْدَى تَلَامِيذِ يَسُوعَ وَأَصْدِقَائِهِ،‏ حَزِينَةٌ تَبْكِي عَلَى مَوْتِ أَخِيهَا لِعَازَرَ.‏ فَيُطَمْئِنُهَا يَسُوعُ:‏ «سَيَقُومُ أَخُوكِ».‏ صَحِيحٌ أَنَّ كَلَامَهُ لَا يُنْهِي حُزْنَهَا،‏ لٰكِنَّهَا تَثِقُ بِوَعْدِهِ.‏ فَتُجِيبُهُ:‏ ‏«أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ».‏ (‏يو ١١:‏٢٠-‏٢٤‏)‏ فَهِيَ مُتَأَكِّدَةٌ أَنَّ أَخَاهَا سَيَقُومُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ يُقِيمُ لِعَازَرَ فِي ٱلْيَوْمِ نَفْسِهِ.‏

٢ لِمَاذَا تَتَطَلَّعُ إِلَى ٱلْقِيَامَةِ؟‏

٢ فِي أَيَّامِنَا،‏ لَا يُقِيمُ يَسُوعُ أَوْ أَبُوهُ ٱلْمَوْتَى.‏ وَلٰكِنْ هَلْ أَنْتَ مُتَأَكِّدٌ مِثْلَ مَرْثَا أَنَّ أَحِبَّاءَكَ سَيَقُومُونَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏ رُبَّمَا خَسِرْتَ رَفِيقَ زَوَاجِكَ،‏ أُمَّكَ،‏ أَبَاكَ،‏ أَوِ ٱبْنَكَ ٱلْغَالِيَ عَلَى قَلْبِكَ.‏ وَأَنْتَ مُشْتَاقٌ أَنْ تُعَانِقَهُ وَتَتَكَلَّمَا وَتَضْحَكَا مَعًا.‏ وَٱلْمُفْرِحُ أَنَّ لَدَيْكَ أَسْبَابًا وَجِيهَةً لِتَقُولَ مِثْلَ مَرْثَا:‏ ‹أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ›.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ جَيِّدٌ أَنْ يُفَكِّرَ كُلُّ مَسِيحِيٍّ لِمَاذَا هُوَ مُقْتَنِعٌ بِهٰذَا ٱلرَّجَاءِ.‏

٣،‏ ٤ أَيَّةُ عَجِيبَتَيْنِ صَنَعَهُمَا يَسُوعُ،‏ وَأَيُّ أَثَرٍ رُبَّمَا تَرَكَهُ ذٰلِكَ فِي إِيمَانِ مَرْثَا؟‏

٣ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ لَمْ تَرَ مَرْثَا يَسُوعَ يُقِيمُ ٱبْنَ أَرْمَلَةٍ فِي مَدِينَةِ نَايِينَ فِي ٱلْجَلِيلِ لِأَنَّهَا عَاشَتْ قُرْبَ أُورُشَلِيمَ.‏ لٰكِنْ يُحْتَمَلُ أَنَّهَا سَمِعَتْ بِهٰذِهِ ٱلْعَجِيبَةِ.‏ وَرُبَّمَا سَمِعَتْ أَيْضًا بِقِيَامَةِ ٱبْنَةِ يَايِرُسَ.‏ فَفِي هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ،‏ عَرَفَ ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِ يَايِرُسَ أَنَّ ٱلْبِنْتَ «مَاتَتْ».‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ أَمْسَكَ يَسُوعُ بِيَدِهَا وَقَالَ لَهَا:‏ «يَا فَتَاةُ،‏ قُومِي!‏».‏ فَقَامَتْ فِي ٱلْحَالِ.‏ (‏لو ٧:‏١١-‏١٧؛‏ ٨:‏٤١،‏ ٤٢،‏ ٤٩-‏٥٥‏)‏ وَقَدْ عَرَفَتْ مَرْثَا وَأُخْتُهَا مَرْيَمُ أَنَّ يَسُوعَ قَادِرٌ أَنْ يَشْفِيَ ٱلْمَرْضَى.‏ لِذٰلِكَ شَعَرَتَا أَنَّهُ لَوْ كَانَ مَوْجُودًا،‏ لَمَا مَاتَ لِعَازَرُ.‏ لٰكِنَّ لِعَازَرَ مَاتَ،‏ فَمَاذَا تَوَقَّعَتْ مَرْثَا أَنْ يَحْصُلَ؟‏ قَالَتْ إِنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ،‏ «‏فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ».‏ فَلِمَاذَا كَانَتْ مُتَأَكِّدَةً مِنْ ذٰلِكَ؟‏ وَمَاذَا يُؤَكِّدُ لَكَ أَنَّهُ سَتَكُونُ قِيَامَةٌ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ وَأَنَّ أَحِبَّاءَكَ يُمْكِنُ أَنْ يَقُومُوا مِنَ ٱلْمَوْتِ؟‏

٤ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ أَدِلَّةٌ كَثِيرَةٌ لِتُؤْمِنَ بِٱلْقِيَامَةِ.‏ فِيمَا نُرَاجِعُ ٱلْآنَ بَعْضًا مِنْهَا،‏ قَدْ تَجِدُ نِقَاطًا لَمْ تَرْبِطْهَا مِنْ قَبْلُ بِرَجَائِكَ أَنْ تَرَى أَحِبَّاءَكَ ٱلْمَوْتَى مِنْ جَدِيدٍ.‏

حَوَادِثُ تُقَوِّي رَجَاءَنَا بِٱلْقِيَامَةِ

٥ لِمَاذَا كَانَتْ مَرْثَا مُتَأَكِّدَةً أَنَّ لِعَازَرَ سَيَقُومُ مِنَ ٱلْمَوْتِ؟‏

٥ لَاحِظْ أَنَّ مَرْثَا لَمْ تَقُلْ:‏ ‏‹أَتَمَنَّى أَنْ يَقُومَ أَخِي›،‏ بَلْ قَالَتْ:‏ ‏«أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ».‏ فَهِيَ كَانَتْ مُقْتَنِعَةً بِذٰلِكَ بِسَبَبِ ٱلْقِيَامَاتِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ فِي ٱلْمَاضِي.‏ وَرُبَّمَا سَمِعَتْ عَنْهَا مِنْ أَهْلِهَا أَوْ فِي ٱلْمَجْمَعِ حِينَ كَانَتْ صَغِيرَةً.‏ وَسَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ ثَلَاثًا مِنْ هٰذِهِ ٱلْقِيَامَاتِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

٦ أَيَّةُ عَجِيبَةٍ تَعَلَّمَتْ عَنْهَا مَرْثَا؟‏

٦ حَصَلَتْ أَوَّلُ قِيَامَةٍ فِي زَمَنِ ٱلنَّبِيِّ إِيلِيَّا ٱلَّذِي أَعْطَاهُ ٱللهُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى صُنْعِ ٱلْعَجَائِبِ.‏ فَفِي بَلْدَةِ صَرْفَةَ ٱلْفِينِيقِيَّةِ شَمَالَ إِسْرَائِيلَ،‏ عَاشَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ أَعْرَبَتْ عَنِ ٱلضِّيَافَةِ لِلنَّبِيِّ إِيلِيَّا.‏ فَأَمَّنَ ٱللهُ لَهَا عَجَائِبِيًّا ٱلطَّحِينَ وَٱلزَّيْتَ كَيْ لَا تَمُوتَ هِيَ وَٱبْنُهَا.‏ (‏١ مل ١٧:‏٨-‏١٦‏)‏ وَفِي مَا بَعْدُ،‏ مَرِضَ ٱبْنُهَا وَمَاتَ.‏ فَأَتَى إِيلِيَّا لِيُسَاعِدَهَا.‏ صَلَّى قَائِلًا:‏ «يَا يَهْوَهُ إِلٰهِي،‏ لِتَرْجِعْ نَفْسُ هٰذَا ٱلْوَلَدِ إِلَى دَاخِلِهِ».‏ فَٱسْتَجَابَ ٱللهُ صَلَاتَهُ وَعَادَ ٱلْوَلَدُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏ ‏(‏اقرأ ١ ملوك ١٧:‏١٧-‏٢٤‏.‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ مَرْثَا تَعَلَّمَتْ عَنْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ ٱلْمُمَيَّزَةِ.‏

٧،‏ ٨ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ سَاعَدَ أَلِيشَعُ ٱلشُّونَمِيَّةَ بَعْدَمَا مَاتَ ٱبْنُهَا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ يَهْوَهَ مِنَ ٱلْعَجِيبَةِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا أَلِيشَعُ؟‏

٧ اَلْقِيَامَةُ ٱلثَّانِيَةُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ صَنَعَهَا ٱلنَّبِيُّ أَلِيشَعُ.‏ فَفِي مَدِينَةِ شُونَمَ فِي إِسْرَائِيلَ،‏ ٱسْتَضَافَتِ ٱمْرَأَةٌ عَاقِرٌ هٰذَا ٱلنَّبِيَّ.‏ فَبَارَكَهَا يَهْوَهُ هِيَ وَزَوْجَهَا ٱلْمُسِنَّ وَأَعْطَاهُمَا ٱبْنًا.‏ وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ،‏ مَاتَ ٱلصَّبِيُّ.‏ فَحَزِنَتْ أُمُّهُ كَثِيرًا وَقَطَعَتْ ٣٠ كِيلُومِتْرًا تَقْرِيبًا لِتَلْتَقِيَ أَلِيشَعَ عِنْدَ جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ.‏ فَطَلَبَ ٱلنَّبِيُّ مِنْ خَادِمِهِ جِيحَزِي أَنْ يَسْبِقَهُمَا إِلَى شُونَمَ وَيُقِيمَ ٱلصَّبِيَّ.‏ لٰكِنَّ جِيحَزِيَ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُعِيدَهُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏ —‏ ٢ مل ٤:‏٨-‏٣١‏.‏

٨ وَحِينَ وَصَلَ أَلِيشَعُ وَأُمُّ ٱلصَّبِيِّ إِلَى ٱلْبَيْتِ،‏ دَخَلَ إِلَى حَيْثُ وُضِعَ ٱلْمَيِّتُ وَصَلَّى إِلَى يَهْوَهَ.‏ فَٱسْتُجِيبَتْ صَلَاتُهُ وَعَادَ ٱلصَّبِيُّ إِلَى ٱلْحَيَاةِ،‏ وَتَحَوَّلَ حُزْنُ أُمِّهِ إِلَى فَرَحٍ غَامِرٍ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ ملوك ٤:‏٣٢-‏٣٧‏.‏)‏ وَرُبَّمَا تَذَكَّرَتْ صَلَاةَ حَنَّةَ ٱلَّتِي كَانَتْ عَاقِرًا فَتْرَةً طَوِيلَةً ثُمَّ بَارَكَهَا يَهْوَهُ بِٱبْنٍ سَمَّتْهُ صَمُوئِيلَ.‏ فَحِينَ أَخَذَتْ حَنَّةُ ٱبْنَهَا لِيَخْدُمَ فِي ٱلْمَسْكَنِ،‏ قَالَتْ إِنَّ ‹يَهْوَهَ يُحْيِي›.‏ (‏١ صم ٢:‏٦‏)‏ وَبِإِقَامَةِ ٱبْنِ ٱلشُّونَمِيَّةِ،‏ أَظْهَرَ ٱللهُ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ ٱلْمَوْتَى.‏

٩ أَيَّةُ قِيَامَةٍ ثَالِثَةٍ يَتَحَدَّثُ عَنْهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ؟‏

٩ حَصَلَتْ قِيَامَةٌ ثَالِثَةٌ أَيْضًا بَعْدَ مَوْتِ أَلِيشَعَ.‏ فَقَدْ خَدَمَ هٰذَا ٱلنَّبِيُّ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ سَنَةً ثُمَّ «أَصَابَهُ ٱلْمَرَضُ ٱلَّذِي مَاتَ بِهِ».‏ وَبَعْدَ فَتْرَةٍ،‏ بَعْدَمَا تَحَلَّلَ جَسَدُهُ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ سِوَى ٱلْعِظَامِ،‏ هَاجَمَتِ ٱلْأَرْضَ فِرْقَةٌ مِنْ جُنُودِ ٱلْأَعْدَاءِ.‏ وَكَانَ بَعْضُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ آنَذَاكَ فِي طَرِيقِهِمْ لِيَدْفِنُوا رَجُلًا.‏ فَأَلْقَوْا جُثَّتَهُ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ وَهَرَبُوا بِسُرْعَةٍ.‏ وَ «لَمَّا مَسَّ ٱلرَّجُلُ عِظَامَ أَلِيشَعَ،‏ عَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ وَقَامَ عَلَى قَدَمَيْهِ».‏ (‏٢ مل ١٣:‏١٤،‏ ٢٠،‏ ٢١‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ مَرْثَا تَأَثَّرَتْ بِهٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ.‏ فَقَدْ أَكَّدَتْ لَهَا أَنَّ ٱللهَ أَقْوَى مِنَ ٱلْمَوْتِ.‏ وَهِيَ تُؤَكِّدُ لَنَا أَيْضًا أَنْ لَا حُدُودَ لِقُدْرَةِ ٱللهِ.‏

قِيَامَتَانِ فِي زَمَنِ ٱلرُّسُلِ

١٠ مَاذَا فَعَلَ بُطْرُسُ لِلْمَرْأَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ طَابِيثَا؟‏

١٠ ذَكَرْنَا فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنَّ يَسُوعَ أَقَامَ ٱبْنَ أَرْمَلَةِ نَايِينَ وَٱبْنَةَ يَايِرُسَ.‏ وَنَقْرَأُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ عَنْ عَجَائِبِ قِيَامَةٍ أُخْرَى صَنَعَهَا خُدَّامٌ أُمَنَاءُ لِلهِ.‏ فَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ أَقَامَ ٱمْرَأَةً مَسِيحِيَّةً ٱسْمُهَا دُورْكَاسُ (‏طَابِيثَا)‏.‏ فَهُوَ دَخَلَ إِلَى ٱلْغُرْفَةِ حَيْثُ وُضِعَتِ ٱلْجُثَّةُ وَصَلَّى إِلَى ٱللهِ،‏ ثُمَّ قَالَ:‏ «يَا طَابِيثَا،‏ قُومِي!‏».‏ وَفِي ٱلْحَالِ،‏ عَادَتِ ٱلْمَرْأَةُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏ فَدَعَا بُطْرُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَاضِرِينَ هُنَاكَ لِيَرَوْهَا.‏ وَنَتِيجَةَ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ،‏ «آمَنَ كَثِيرُونَ بِٱلرَّبِّ» وَرَاحُوا يَشْهَدُونَ لِلنَّاسِ عَنْ يَسُوعَ وَعَنْ قُدْرَةِ يَهْوَهَ عَلَى إِقَامَةِ ٱلْمَوْتَى.‏ —‏ اع ٩:‏٣٦-‏٤٢‏.‏

١١ مَاذَا أَخْبَرَ ٱلطَّبِيبُ لُوقَا عَنْ حَالَةِ أَفْتِيخُوسَ،‏ وَكَيْفَ تَأَثَّرَ ٱلْحَاضِرُونَ بِمَا حَصَلَ بَعْدَ ذٰلِكَ؟‏

١١ وَحَدَثَتْ قِيَامَةٌ أُخْرَى أَمَامَ شُهُودٍ.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ كَانَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مُجْتَمِعًا مَعَ عَدَدٍ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ فِي عُلِّيَّةٍ فِي تَرُوَاسَ ٱلَّتِي تَقَعُ ٱلْيَوْمَ شَمَالَ غَرْبِ تُرْكِيَا.‏ وَبَقِيَ يَتَكَلَّمُ حَتَّى مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ.‏ وَكَانَ شَابٌّ ٱسْمُهُ أَفْتِيخُوسُ جَالِسًا عَلَى نَافِذَةٍ.‏ فَغَلَبَهُ ٱلنَّوْمُ وَوَقَعَ مِنَ ٱلطَّابِقِ ٱلثَّالِثِ.‏ وَرُبَّمَا كَانَ ٱلطَّبِيبُ لُوقَا أَوَّلَ مَنْ وَصَلَ إِلَيْهِ وَعَرَفَ أَنَّهُ لَيْسَ مُصَابًا بِجِرَاحٍ أَوْ فَاقِدًا ٱلْوَعْيَ بَلْ هُوَ مَيِّتٌ.‏ إِلَّا أَنَّ بُولُسَ نَزَلَ وَعَانَقَهُ ثُمَّ أَخْبَرَ ٱلْإِخْوَةَ أَنَّهُ عَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏ وَلَمَّا رَأَى ٱلْحَاضِرُونَ بِأُمِّ عَيْنِهِمْ هٰذِهِ ٱلْقِيَامَةَ،‏ «كَانَتْ لَهُمْ تَعْزِيَةٌ لَا حَدَّ لَهَا».‏ —‏ اع ٢٠:‏٧-‏١٢‏.‏

رَجَاءٌ أَكِيدٌ

١٢،‏ ١٣ نَظَرًا إِلَى ٱلْقِيَامَاتِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا،‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَخْطُرُ فِي بَالِنَا؟‏

١٢ لَا شَكَّ أَنَّ عَجَائِبَ ٱلْقِيَامَةِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا تُعْطِينَا ٱلثِّقَةَ نَفْسَهَا ٱلَّتِي كَانَتْ عِنْدَ مَرْثَا،‏ أَنَّ ٱللهَ مُعْطِيَ ٱلْحَيَاةِ قَادِرٌ عَلَى إِقَامَةِ ٱلْمَوْتَى.‏ وَهٰذِهِ ٱلْعَجَائِبُ عَمِلَهَا خُدَّامٌ أُمَنَاءُ لِلهِ مِثْلُ إِيلِيَّا وَيَسُوعَ وَبُطْرُسَ وَحَصَلَتْ فِي زَمَنٍ كَانَ يَهْوَهُ يَصْنَعُ فِيهِ ٱلْعَجَائِبَ.‏ وَلٰكِنْ مَا ٱلْقَوْلُ فِي ٱلَّذِينَ مَاتُوا فِي زَمَنٍ لَيْسَتْ فِيهِ عَجَائِبُ قِيَامَةٍ؟‏ هَلْ وَثِقَ خُدَّامُ ٱللهِ أَنَّهُ سَيُقِيمُ ٱلْمَوْتَى فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏ هَلِ ٱسْتَطَاعُوا أَنْ يَقُولُوا كَمَا قَالَتْ مَرْثَا عَنْ أَخِيهَا:‏ ‏«‏أَعْلَمُ  أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ»؟‏ لِمَاذَا آمَنَتْ مَرْثَا بِقِيَامَةٍ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏ وَلِمَاذَا يُمْكِنُكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَثِقَ بِذٰلِكَ؟‏

١٣ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ خُدَّامًا أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ عَرَفُوا أَنَّهُ سَتَحْدُثُ قِيَامَةٌ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ وَسَنَتَحَدَّثُ ٱلْآنَ عَنْ ثَلَاثَةٍ مِنْهُمْ.‏

١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ مِمَّا حَصَلَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ؟‏

١٤ لِنُفَكِّرْ فِي مَا طَلَبَهُ يَهْوَهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ.‏ فَهُوَ قَالَ لَهُ:‏ «خُذْ،‏ مِنْ فَضْلِكَ،‏ ٱبْنَكَ وَحِيدَكَ ٱلَّذِي تُحِبُّهُ،‏ إِسْحَاقَ،‏ وَٱمْضِ إِلَى أَرْضِ ٱلْمُرِيَّا وَقَرِّبْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً».‏ (‏تك ٢٢:‏٢‏)‏ هَلْ تَتَخَيَّلُ مَا أَحَسَّ بِهِ إِبْرَاهِيمُ حِينَ طَلَبَ مِنْهُ يَهْوَهُ أَنْ يُضَحِّيَ بِٱبْنِهِ ٱلَّذِي ٱنْتَظَرَهُ طَوِيلًا؟‏ فَيَهْوَهُ وَعَدَهُ أَنْ تَتَبَارَكَ بِنَسْلِهِ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ.‏ (‏تك ١٣:‏١٤-‏١٦؛‏ ١٨:‏١٨؛‏ رو ٤:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وَقَالَ لَهُ إِنَّ ٱلنَّسْلَ سَيَأْتِي «بِإِسْحَاقَ».‏ (‏تك ٢١:‏١٢‏)‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ يَتَحَقَّقُ ذٰلِكَ إِذَا قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ ٱبْنَهُ ذَبِيحَةً؟‏ كَتَبَ بُولُسُ بِٱلْوَحْيِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ آمَنَ بِقُدْرَةِ ٱللهِ عَلَى إِقَامَةِ إِسْحَاقَ مِنَ ٱلْمَوْتِ.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ١١:‏١٧-‏١٩‏.‏)‏ وَلَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ تَوَقَّعَ أَنْ يَقُومَ ٱبْنُهُ بَعْدَ سَاعَاتٍ أَوْ يَوْمٍ أَوْ أُسْبُوعٍ.‏ فَهُو لَمْ يَعْرِفْ مَتَى سَيَقُومُ،‏ لٰكِنَّهُ وَثِقَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِيدُهُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏

١٥ مَاذَا كَانَ رَجَاءُ ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ أَيُّوبَ؟‏

١٥ آمَنَ ٱلرَّجُلُ ٱلْأَمِينُ أَيُّوبُ أَيْضًا أَنَّ هُنَاكَ قِيَامَةً فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ فَقَدْ ذَكَرَ أَنَّ ٱلشَّجَرَةَ إِذَا قُطِعَتْ تُفْرِخُ ثَانِيَةً،‏ لٰكِنَّ ٱلْأَمْرَ مُخْتَلِفٌ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْبَشَرِ.‏ (‏اي ١٤:‏٧-‏١٢؛‏ ١٩:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ فَحِينَ يَمُوتُ ٱلْإِنْسَانُ،‏ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُقِيمَ نَفْسَهُ مِنَ ٱلْقَبْرِ.‏ (‏٢ صم ١٢:‏٢٣؛‏ مز ٨٩:‏٤٨‏)‏ أَمَّا ٱللهُ فَيَقْدِرُ أَنْ يُقِيمَ ٱلْمَوْتَى.‏ وَأَيُّوبُ آمَنَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعَيِّنُ لَهُ وَقْتًا وَيَذْكُرُهُ.‏ ‏(‏اقرأ ايوب ١٤:‏١٣-‏١٥‏.‏)‏ وَمَعَ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ مَتَى سَيَحْدُثُ ذٰلِكَ،‏ وَثِقَ أَنَّ مَنْ أَوْجَدَ ٱلْحَيَاةَ سَيَذْكُرُهُ وَيُقِيمُهُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏

١٦ كَيْفَ قَوَّى مَلَاكٌ ٱلنَّبِيَّ دَانِيَالَ؟‏

١٦ دَانِيَالُ أَيْضًا خَدَمَ ٱللهَ بِوَلَاءٍ طَوَالَ حَيَاتِهِ،‏ وَيَهْوَهُ دَعَمَهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ.‏ فَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ،‏ دَعَاهُ مَلَاكٌ «ٱلرَّجُلَ ٱلْمَحْبُوبَ جِدًّا»،‏ وَشَجَّعَهُ قَائِلًا:‏ «سَلَامٌ لَكَ!‏ تَشَدَّدْ وَتَقَوَّ».‏ —‏ دا ٩:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ ١٠:‏١١،‏ ١٨،‏ ١٩‏.‏

١٧،‏ ١٨ بِمَ وَعَدَ يَهْوَهُ دَانِيَالَ؟‏

١٧ آنَذَاكَ،‏ كَانَ عُمْرُ دَانِيَالَ حَوَالَيْ ١٠٠ سَنَةٍ وَنِهَايَةُ حَيَاتِهِ قَرِيبَةً.‏ وَرُبَّمَا فَكَّرَ مَاذَا يَحْمِلُ لَهُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ.‏ هَلْ كَانَ سَيَعُودُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ مُجَدَّدًا؟‏ نَعَمْ بِٱلتَّأْكِيدِ.‏ قَالَ لَهُ ٱلْمَلَاكُ:‏ «أَمَّا أَنْتَ فَٱذْهَبْ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ.‏ فَتَسْتَرِيحُ».‏ (‏دا ١٢:‏١٣‏)‏ وَدَانِيَالُ كَانَ يَعْرِفُ أَنْ «لَا ٱخْتِرَاعَ وَلَا مَعْرِفَةَ وَلَا حِكْمَةَ فِي شِيُولَ»،‏ أَيْ فِي ٱلْقَبْرِ.‏ (‏جا ٩:‏١٠‏)‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ هٰذَا مَصِيرَ دَانِيَالَ ٱلنِّهَائِيَّ.‏ فَيَهْوَهُ أَعْطَاهُ وَعْدًا رَائِعًا لِلْمُسْتَقْبَلِ.‏

١٨ قَالَ لَهُ مَلَاكُ يَهْوَهَ:‏ «تَقُومُ لِقُرْعَتِكَ فِي نِهَايَةِ ٱلْأَيَّامِ».‏ وَمَعَ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ مَتَى سَيَتَحَقَّقُ هٰذَا ٱلْوَعْدُ،‏ فَهِمَ أَنَّهُ سَيَمُوتُ وَيَسْتَرِيحُ ثُمَّ يَقُومُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ وَهٰذَا سَيَحْدُثُ «فِي نِهَايَةِ ٱلْأَيَّامِ»،‏ أَيْ بَعْدَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ مَوْتِهِ.‏

يُمْكِنُكَ أَنْ تُؤْمِنَ بِٱلْقِيَامَةِ مِثْلَ مَرْثَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٩،‏ ٢٠.‏)‏

١٩،‏ ٢٠ ‏(‏أ)‏ عَلَى ضَوْءِ مَا نَاقَشْنَاهُ،‏ لِمَ كَانَتْ مَرْثَا مُتَأَكِّدَةً أَنَّ أَخَاهَا سَيَقُومُ؟‏ (‏ب)‏ عَمَّ تَتَحَدَّثُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

١٩ إِذًا كَانَ لَدَى مَرْثَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِتَثِقَ أَنَّ أَخَاهَا ٱلْأَمِينَ لِعَازَرَ «سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ».‏ وَإِيمَانُ مَرْثَا ٱلْقَوِيُّ بِٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ وَكَذٰلِكَ ٱلْوَعْدُ ٱلَّذِي أُعْطِيَ لِدَانِيَالَ يُظْهِرَانِ لَنَا أَنَّ ٱلْقِيَامَةَ وَعْدٌ أَكِيدٌ.‏

٢٠ وَقَدْ نَاقَشْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ قِيَامَاتٍ حَصَلَتْ فِعْلًا.‏ وَهِيَ تُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلْأَمْوَاتَ سَيَعِيشُونَ مِنْ جَدِيدٍ.‏ وَتَكَلَّمْنَا عَنْ أَشْخَاصٍ أُمَنَاءَ لِلهِ آمَنُوا بِقِيَامَةٍ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ وَلٰكِنْ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَتَحَقَّقَ وَعْدٌ بِٱلْقِيَامَةِ بَعْدَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ؟‏ إِذَا كَانَ ٱلْجَوَابُ نَعَمْ،‏ فَهٰذَا سَبَبٌ إِضَافِيٌّ لِنَتَطَلَّعَ بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْقِيَامَةِ مِثْلَ مَرْثَا.‏ وَمَتَى تَحْصُلُ هٰذِهِ ٱلْقِيَامَةُ؟‏ سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.‏