الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ساعِد ولدك ان يصير «حكيما للخلاص»‏

ساعِد ولدك ان يصير «حكيما للخلاص»‏

‏«إِنَّكَ مُنْذُ ٱلطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةَ ٱلْقَادِرَةَ أَنْ تُصَيِّرَكَ حَكِيمًا لِلْخَلَاصِ».‏ —‏ ٢ تي ٣:‏١٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٣٠،‏ ٨٨

١،‏ ٢ لِمَاذَا يَشْعُرُ بَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ بِٱلْقَلَقِ حِينَ يُعَبِّرُ أَوْلَادُهُمْ عَنْ رَغْبَتِهِمْ فِي ٱلِٱنْتِذَارِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏

كُلَّ سَنَةٍ،‏ يَنْتَذِرُ وَيَعْتَمِدُ ٱلْآلَافُ مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ هُمْ مُرَاهِقُونَ أَوْ أَصْغَرُ تَرَبَّوْا فِي ٱلْحَقِّ وَٱخْتَارُوا أَفْضَلَ طَرِيقٍ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ (‏مز ١:‏١-‏٣‏)‏ وَإِذَا كُنْتَ وَالِدًا مَسِيحِيًّا،‏ فَلَا شَكَّ أَنَّكَ تَتَشَوَّقُ لِرُؤْيَةِ وَلَدِكَ يَعْتَمِدُ.‏ —‏ قارن ٣ يوحنا ٤‏.‏

٢ لٰكِنَّكَ قَدْ تَشْعُرُ بِٱلْقَلَقِ.‏ فَرُبَّمَا رَأَيْتَ أَوْلَادًا ٱعْتَمَدُوا وَبَعْدَ فَتْرَةٍ بَدَأُوا يَشُكُّونَ أَنَّ مَقَايِيسَ ٱللهِ مُفِيدَةٌ لَهُمْ،‏ حَتَّى إِنَّ بَعْضًا مِنْهُمْ تَرَكُوا ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ.‏ لِذٰلِكَ رُبَّمَا تَخَافُ أَنْ يَبْدَأَ وَلَدُكَ بِخِدْمَةِ يَهْوَهَ وَيَخْسَرَ فِي مَا بَعْدُ مَحَبَّتَهُ لِلْحَقِّ.‏ وَهٰذَا مَا حَصَلَ مَعَ جَمَاعَةِ أَفَسُسَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «تَرَكْتَ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي كَانَتْ لَكَ أَوَّلًا».‏ (‏رؤ ٢:‏٤‏)‏ فَكَيْفَ تُسَاعِدُ وَلَدَكَ أَنْ يُبْقِيَ مَحَبَّتَهُ قَوِيَّةً وَ ‹يَنْمُوَ لِلْخَلَاصِ›؟‏ (‏١ بط ٢:‏٢‏)‏ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ تِيمُوثَاوُسَ.‏

‏«تَعْرِفُ ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةَ»‏

٣ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ صَارَ تِيمُوثَاوُسُ مَسِيحِيًّا،‏ وَمَاذَا يُظْهِرُ أَنَّهُ طَبَّقَ مَا تَعَلَّمَهُ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ ثَلَاثِ خُطُوَاتٍ ذَكَرَهَا بُولُسُ لِتِيمُوثَاوُسَ؟‏

٣ حَوَالَيْ سَنَةِ ٤٧  ب‌م،‏ زَارَ بُولُسُ مَدِينَةَ لِسْتَرَةَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى.‏ وَيُرَجَّحُ أَنَّ تِيمُوثَاوُسَ تَعَرَّفَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيَّةِ خِلَالَ تِلْكَ ٱلزِّيَارَةِ.‏ وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ مُرَاهِقًا كَمَا يَبْدُو،‏ طَبَّقَ مَا تَعَلَّمَهُ وَصَارَ بَعْدَ سَنَتَيْنِ رَفِيقَ بُولُسَ فِي ٱلسَّفَرِ.‏ وَبَعْدَ ١٦ سَنَةً تَقْرِيبًا،‏ كَتَبَ إِلَيْهِ بُولُسُ:‏ «اُثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأُقْنِعْتَ حَتَّى آمَنْتَ بِهِ،‏ عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ وَأَنَّكَ مُنْذُ ٱلطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةَ [أَيِ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ] ٱلْقَادِرَةَ أَنْ تُصَيِّرَكَ حَكِيمًا لِلْخَلَاصِ بِٱلْإِيمَانِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ (‏٢ تي ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لَاحِظْ أَنَّ بُولُسَ قَالَ إِنَّ تِيمُوثَاوُسَ (‏١)‏ عَرَفَ ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةَ،‏ (‏٢)‏ أُقْنِعَ حَتَّى آمَنَ بِمَا تَعَلَّمَهُ،‏ وَ (‏٣)‏ صَارَ حَكِيمًا لِلْخَلَاصِ بِٱلْإِيمَانِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ.‏

٤ أَيَّةُ أَدَوَاتٍ سَاعَدَتْكَ فِي تَعْلِيمِ وَلَدِكَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٤ كَوَالِدٍ مَسِيحِيٍّ،‏ أَنْتَ تُرِيدُ أَنْ يَعْرِفَ وَلَدُكَ ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي تَضُمُّ ٱلْيَوْمَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ وَٱلْأَسْفَارَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ.‏ وَمَهْمَا كَانَ عُمْرُهُ،‏ فَهُوَ يَقْدِرُ أَنْ يَتَعَلَّمَ عَنِ ٱلشَّخْصِيَّاتِ وَٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى كَلِمَةِ ٱللهِ ضَرُورِيَّةٌ كَيْ يَبْنِيَ عَلَاقَةً قَوِيَّةً بِيَهْوَهَ.‏ وَهَيْئَةُ يَهْوَهَ تُقَدِّمُ أَدَوَاتٍ كَثِيرَةً تُسَاعِدُكَ لِتُعَلِّمَ وَلَدَكَ ٱلْحَقَّ.‏ فَمَا هِيَ ٱلْأَدَوَاتُ ٱلْمُتَوَفِّرَةُ بِلُغَتِكَ؟‏

‏«أُقْنِعْتَ حَتَّى آمَنْتَ»‏

٥ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَعْنِي أَنَّ تِيمُوثَاوُسَ ‹أُقْنِعَ حَتَّى آمَنَ›؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ تِيمُوثَاوُسَ ٱقْتَنَعَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا؟‏

٥ لَا يَكْفِي أَنْ يَتَعَلَّمَ وَلَدُكَ عَنِ ٱلشَّخْصِيَّاتِ وَٱلْأَحْدَاثِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَتِيمُوثَاوُسُ ‹أُقْنِعَ حَتَّى آمَنَ› بِمَا تَعَلَّمَهُ.‏ وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ وَاثِقًا تَمَامًا أَنَّ هٰذَا هُوَ ٱلْحَقُّ.‏ فَهُوَ لَمْ يَكْتَفِ بِتَعَلُّمِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ فِي طُفُولَتِهِ،‏ بَلِ ٱقْتَنَعَ لَاحِقًا بِٱلْأَدِلَّةِ ٱلْقَوِيَّةِ ٱلَّتِي تُثْبِتُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيَّا.‏ وَإِيمَانُهُ هٰذَا دَفَعَهُ أَنْ يَعْتَمِدَ وَيُرَافِقَ بُولُسَ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلْإِرْسَالِيِّ.‏

٦ كَيْفَ تُسَاعِدُ وَلَدَكَ أَنْ يَقْتَنِعَ بِمَا يَتَعَلَّمُهُ مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ؟‏

٦ وَكَيْفَ تُسَاعِدُ وَلَدَكَ أَنْ يَقْتَنِعَ بِٱلْحَقِّ مِثْلَ تِيمُوثَاوُسَ؟‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تَكُونَ صَبُورًا.‏ فَٱلِٱقْتِنَاعُ يَسْتَلْزِمُ ٱلْوَقْتَ.‏ وَهُوَ لَا يَأْتِي بِٱلْوِرَاثَةِ،‏ فَكُلُّ وَلَدٍ يَلْزَمُ أَنْ يَسْتَخْدِمَ ‹قُوَّتَهُ ٱلْعَقْلِيَّةَ› لِيُقَوِّيَ ٱقْتِنَاعَهُ بِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ ‏(‏اقرأ روما ١٢:‏١‏.‏)‏ وَأَنْتَ تَلْعَبُ دَوْرًا مُهِمًّا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ،‏ وَخُصُوصًا حِينَ يَطْرَحُ وَلَدُكَ ٱلْأَسْئِلَةَ.‏ إِلَيْكَ مِثَالًا عَلَى ذٰلِكَ.‏

٧،‏ ٨ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يُظْهِرُ أَحَدُ ٱلْوَالِدِينَ ٱلصَّبْرَ فِي تَعْلِيمِ ٱبْنَتِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَظْهَرْتَ ٱلصَّبْرَ فِي تَعْلِيمِ وَلَدِكَ؟‏

٧ يُخْبِرُ أَبٌ ٱسْمُهُ تُومَاس عَنِ ٱبْنَتِهِ ٱلَّتِي عُمْرُهَا ١١ سَنَةً:‏ «أَحْيَانًا،‏ تَسْأَلُنِي ٱبْنَتِي أَسْئِلَةً مِثْلَ:‏ ‹أَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ يَهْوَهُ قَدْ خَلَقَ ٱلْحَيَاةَ بِٱلتَّطَوُّرِ؟‏ لِمَاذَا لَا نُحَاوِلُ أَنْ نُحَسِّنَ ٱلْمُجْتَمَعَ بِٱلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلِٱنْتِخَابَاتِ مَثَلًا؟‏›.‏ أَحْيَانًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ أَضْبُطَ نَفْسِي كَيْ لَا أُعْطِيَهَا جَوَابًا صَارِمًا وَأَفْرِضَ رَأْيِي عَلَيْهَا.‏ فَكَيْ يَقْتَنِعَ ٱلشَّخْصُ،‏ لَا يَكْفِي أَنْ تُخْبِرَهُ حَقِيقَةً وَاحِدَةً،‏ بَلْ يَلْزَمُ أَنْ تُقَدِّمَ لَهُ بَرَاهِينَ عَدِيدَةً».‏

٨ وَيَعْرِفُ تُومَاس أَنَّ ٱلتَّعْلِيمَ يَتَطَلَّبُ ٱلصَّبْرَ.‏ وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ،‏ يَحْتَاجُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِلَى هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ.‏ (‏كو ٣:‏١٢‏)‏ وَيُدْرِكُ تُومَاس أَنَّ إِقْنَاعَ ٱبْنَتِهِ قَدْ يَسْتَلْزِمُ عِدَّةَ مُنَاقَشَاتٍ عَلَى مَدَى فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَعَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ يُعْطِيَهَا حُجَجًا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ كَيْ يَقْوَى ٱقْتِنَاعُهَا.‏ يَقُولُ:‏ «نَتَأَكَّدُ أَنَا وَزَوْجَتِي أَنَّ ٱبْنَتَنَا تُؤْمِنُ بِمَا تَتَعَلَّمُهُ وَتَعْتَبِرُهُ مَنْطِقِيًّا،‏ وَخُصُوصًا فِي ٱلْمَوَاضِيعِ ٱلْمُهِمَّةِ.‏ وَنَحْنُ نَفْرَحُ حِينَ تَطْرَحُ ٱلْأَسْئِلَةَ وَنَقْلَقُ لَوْ قَبِلَتْ فِكْرَةً دُونَ أَنْ تَسْأَلَ عَنْهَا».‏

٩ كَيْفَ تَغْرِسُ كَلِمَةَ ٱللهِ فِي قَلْبِ وَلَدِكَ؟‏

٩ عِنْدَمَا يُعَلِّمُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ بِصَبْرٍ،‏ يُسَاعِدُونَهُمْ أَنْ يَفْهَمُوا تَدْرِيجِيًّا ‹عَرْضَ وَطُولَ وَعُلُوَّ وَعُمْقَ› ٱلْحَقِّ.‏ (‏اف ٣:‏١٨‏)‏ وَعَلَى ٱلْوَالِدِينَ أَنْ يُكَيِّفُوا ٱلْمَعْلُومَاتِ حَسَبَ عُمْرِ أَوْلَادِهِمْ وَقُدُرَاتِهِمْ.‏ وَكُلَّمَا قَوِيَ ٱقْتِنَاعُ ٱلْأَوْلَادِ،‏ سَهُلَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُدَافِعُوا عَنْ إِيمَانِهِمْ أَمَامَ ٱلْآخَرِينَ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ رِفَاقُهُمْ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ.‏ (‏١ بط ٣:‏١٥‏)‏ فَهَلْ يَقْدِرُ وَلَدُكَ مَثَلًا أَنْ يُوضِحَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَاذَا يَحْدُثُ بَعْدَ ٱلْمَوْتِ؟‏ وَهَلْ هُوَ مُقْتَنِعٌ بِذٰلِكَ؟‏ * صَحِيحٌ أَنَّ غَرْسَ كَلِمَةِ ٱللهِ فِي قَلْبِهِ يَتَطَلَّبُ ٱلصَّبْرَ،‏ لٰكِنَّ ٱلنَّتِيجَةَ تَسْتَأْهِلُ ٱلْجُهْدَ.‏ —‏ تث ٦:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٠ مَاذَا يَلْعَبُ دَوْرًا مُهِمًّا فِي تَقْوِيَةِ قَنَاعَةِ وَلَدِكَ؟‏

١٠ وَمِثَالُكَ مُهِمٌّ أَيْضًا كَيْ تَقْوَى قَنَاعَةُ وَلَدِكَ.‏ تَقُولُ أُمٌّ لِثَلَاثِ بَنَاتٍ ٱسْمُهَا سْتِيفَانِي:‏ «مُنْذُ طُفُولَةِ بَنَاتِي وَأَنَا أَسْأَلُ نَفْسِي:‏ ‹هَلْ أُخْبِرُهُنَّ دَائِمًا لِمَاذَا أَنَا مُقْتَنِعَةٌ أَنَّ يَهْوَهَ مَوْجُودٌ وَيُحِبُّنَا،‏ وَأَنَّ مَا يَطْلُبُهُ مِنَّا هُوَ لِخَيْرِنَا؟‏ هَلْ مَحَبَّتِي لِيَهْوَهَ وَاضِحَةٌ لَهُنَّ؟‏›.‏ فَأَنَا لَا أَتَوَقَّعُ أَنْ يَقْتَنِعْنَ بِٱلْحَقِّ مَا لَمْ أَكُنْ أَنَا مُقْتَنِعَةً بِهِ».‏

‏«تُصَيِّرُكَ حَكِيمًا لِلْخَلَاصِ»‏

١١،‏ ١٢ مَا هِيَ ٱلْحِكْمَةُ،‏ وَكَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّهَا لَا تَعْتَمِدُ عَلَى عُمْرِ ٱلشَّخْصِ فَقَطْ؟‏

١١ رَأَيْنَا أَنَّ تِيمُوثَاوُسَ (‏١)‏ عَرَفَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَ (‏٢)‏ ٱقْتَنَعَ بِمَا تَعَلَّمَهُ.‏ وَلٰكِنْ مَاذَا قَصَدَ بُولُسُ حِينَ قَالَ إِنَّ ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةَ قَادِرَةٌ أَنْ تُصَيِّرَ تِيمُوثَاوُسَ «حَكِيمًا لِلْخَلَاصِ»؟‏

١٢ بِحَسَبِ بَصِيرَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ ٱلْمُجَلَّدِ ٢ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏،‏ تُعَرَّفُ ٱلْحِكْمَةُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِأَنَّهَا «ٱلْقُدْرَةُ عَلَى ٱسْتِخْدَامِ ٱلْمَعْرِفَةِ وَٱلْفَهْمِ لِحَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ،‏ تَجَنُّبِ ٱلْمَخَاطِرِ،‏ تَحْقِيقِ ٱلْأَهْدَافِ،‏ أَوْ مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ عَلَى ذٰلِكَ.‏ وَٱلْحِكْمَةُ هِيَ عَكْسُ ٱلْحَمَاقَةِ».‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّ «ٱلْحَمَاقَةَ مُرْتَبِطَةٌ بِقَلْبِ ٱلصَّبِيِّ».‏ (‏ام ٢٢:‏١٥‏)‏ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ إِذًا أَنْ تَكُونَ ٱلْحِكْمَةُ،‏ ٱلَّتِي هِيَ عَكْسُ ٱلْحَمَاقَةِ،‏ دَلِيلًا عَلَى ٱلنُّضْجِ.‏ وَٱلنُّضْجُ ٱلرُّوحِيُّ لَا يَعْتَمِدُ بِٱلضَّرُورَةِ عَلَى ٱلْعُمْرِ،‏ بَلْ عَلَى خَوْفِ يَهْوَهَ وَٱلرَّغْبَةِ فِي إِطَاعَةِ وَصَايَاهُ.‏ —‏ اقرإ المزمور ١١١:‏١٠‏.‏

١٣ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلشَّبَابُ أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ لِلْخَلَاصِ؟‏

١٣ وَٱلشَّبَابُ ٱلَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ نَحْوَ ٱلنُّضْجِ ٱلرُّوحِيِّ لَا ‹تَتَقَاذَفُهُمُ ٱلْأَمْوَاجُ وَتَحْمِلُهُمْ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ› رَغَبَاتُهُمْ وَضَغْطُ رِفَاقِهِمْ.‏ (‏اف ٤:‏١٤‏)‏ فَهُمْ يُدَرِّبُونَ «قُوَى إِدْرَاكِهِمْ .‏ .‏ .‏ عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ بَيْنَ ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ».‏ (‏عب ٥:‏١٤‏)‏ وَهٰكَذَا يَتَّخِذُونَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً حَتَّى لَوْ كَانُوا بَعِيدِينَ عَنْ وَالِدِيهِمْ وَٱلرَّاشِدِينَ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏في ٢:‏١٢‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلْحِكْمَةُ ضَرُورِيَّةٌ لِلْخَلَاصِ.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ٢٤:‏١٤‏.‏)‏ فَكَيْفَ تُسَاعِدُ وَلَدَكَ أَنْ يُنَمِّيَهَا؟‏ يَلْزَمُ أَنْ تُخْبِرَهُ عَنْ مَقَايِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تُؤْمِنُ بِهَا،‏ وَتُظْهِرَ لَهُ بِمِثَالِكَ أَنَّكَ تَعِيشُ بِحَسَبِ هٰذِهِ ٱلْمَقَايِيسِ.‏ —‏ رو ٢:‏٢١-‏٢٣‏.‏

لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ يَبْذُلَ ٱلْوَالِدُونَ جُهْدًا مُسْتَمِرًّا فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٤-‏١٨.‏)‏

١٤،‏ ١٥ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ يَجِبُ أَنْ يُفَكِّرَ فِيهَا وَلَدُكَ قَبْلَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُسَاعِدُ وَلَدَكَ أَنْ يُفَكِّرَ فِي بَرَكَاتِ إِطَاعَةِ وَصَايَا يَهْوَهَ؟‏

١٤ وَلَا يَكْفِي أَنْ تُخْبِرَ وَلَدَكَ مَا هُوَ صَحٌّ وَمَا هُوَ خَطَأٌ.‏ فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يُفَكِّرَ فِي أَسْئِلَةٍ مِثْلِ:‏ ‹لِمَاذَا يَمْنَعُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مِنْ أُمُورٍ نَمِيلُ إِلَيْهَا؟‏ وَلِمَاذَا أَنَا مُقْتَنِعٌ أَنَّ مَقَايِيسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هِيَ دَائِمًا لِفَائِدَتِي؟‏›.‏ —‏ اش ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

١٥ وَعِنْدَمَا يُعَبِّرُ وَلَدُكَ عَنْ رَغْبَتِهِ فِي ٱلْمَعْمُودِيَّةِ،‏ سَاعِدْهُ أَنْ يُفَكِّرَ أَيْضًا فِي ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلْمُرَافِقَةِ لَهَا.‏ فَهَلْ يَرْغَبُ فِي تَحَمُّلِهَا؟‏ مَا هِيَ ٱلْفَوَائِدُ وَٱلتَّحَدِّيَاتُ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُهُ؟‏ وَلِمَاذَا ٱلْفَوَائِدُ تَفُوقُ ٱلتَّحَدِّيَاتِ؟‏ (‏مر ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يُفَكِّرَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَ خُطْوَةَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ.‏ وَشَجِّعْهُ أَنْ يَتَأَمَّلَ فِي بَرَكَاتِ إِطَاعَةِ وَصَايَا يَهْوَهَ وَعَوَاقِبِ عَدَمِ إِطَاعَتِهَا.‏ وَهٰكَذَا يَقْوَى ٱقْتِنَاعُهُ أَنَّ مَقَايِيسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هِيَ دَائِمًا لِخَيْرِهِ.‏ —‏ تث ٣٠:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

حِينَ يُشَكِّكُ وَلَدُكَ ٱلْمُعْتَمِدُ فِي ٱلْحَقِّ

١٦ مَاذَا يَجِبُ أَنْ تُبْقِيَ فِي بَالِكَ إِذَا بَدَأَ وَلَدُكَ يُشَكِّكُ فِي ٱلْحَقِّ بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏

١٦ مَاذَا لَوْ بَدَأَ وَلَدُكَ يُشَكِّكُ فِي ٱلْحَقِّ بَعْدَ فَتْرَةٍ مِنَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟‏ فَقَدْ يَنْجَذِبُ إِلَى مَا فِي ٱلْعَالَمِ أَوْ يَشْعُرُ أَنَّ مَقَايِيسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَا تَنْفَعُ.‏ (‏مز ٧٣:‏١-‏٣،‏ ١٢،‏ ١٣‏)‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ رَدَّةَ فِعْلِكَ قَدْ تَجْعَلُهُ يَتَمَسَّكُ بِٱلْحَقِّ أَوْ يَبْتَعِدُ عَنْهُ.‏ فَلَا تَغْضَبْ وَتَصْرُخْ فِي وَجْهِهِ سَوَاءٌ كَانَ صَغِيرًا فِي ٱلسِّنِّ أَوْ مُرَاهِقًا،‏ بَلْ حَسِّسْهُ أَنَّكَ تُحِبُّهُ وَتُرِيدُ مَصْلَحَتَهُ.‏

١٧،‏ ١٨ كَيْفَ تُسَاعِدُ وَلَدَكَ إِذَا بَدَأَ يُشَكِّكُ فِي ٱلْحَقِّ؟‏

١٧ إِذَا كَانَ وَلَدُكَ مُعْتَمِدًا،‏ فَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ نَذَرَ حَيَاتَهُ لِيَهْوَهَ،‏ أَيْ وَعَدَهُ بِأَنْ يُحِبَّهُ وَيَضَعَ مَشِيئَتَهُ أَوَّلًا فِي حَيَاتِهِ.‏ ‏(‏اقرأ مرقس ١٢:‏٣٠‏.‏)‏ وَيَهْوَهُ يَعْتَبِرُ هٰذَا ٱلْوَعْدَ جِدِّيًّا.‏ وَنَحْنُ أَيْضًا لَا يَجِبُ أَنْ نَسْتَخِفَّ بِهِ.‏ (‏جا ٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ لِذَا ٱخْتَرِ ٱلْوَقْتَ ٱلْمُنَاسِبَ وَذَكِّرْ وَلَدَكَ بِكُلِّ لُطْفٍ بِجِدِّيَّةِ ٱلِٱنْتِذَارِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ وَبِٱلْبَرَكَاتِ ٱلنَّاتِجَةِ عَنْ هٰذَا ٱلْقَرَارِ.‏ وَلٰكِنْ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّمَ مَعَهُ،‏ رَاجِعِ ٱلْمَوَادَّ ٱلْعَمَلِيَّةَ ٱلَّتِي أَعَدَّتْهَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ لِلْوَالِدِينَ.‏

١٨ مَثَلًا،‏ تَجِدُ نَصَائِحَ مُفِيدَةً فِي ٱلْمُلْحَقِ «أَسْئِلَةٌ يَطْرَحُهَا ٱلْوَالِدُونَ» فِي آخِرِ كِتَابِ أَسْئِلَةٌ يَطْرَحُهَا ٱلْأَحْدَاثُ —‏ أَجْوِبَةٌ تَنْجَحُ،‏ ٱلْجُزْءِ ١‏.‏ فَهُوَ يَذْكُرُ:‏ «لَا تَسْتَنْتِجْ فَوْرًا أَنَّ وَلَدَكَ يَرْفُضُ مُعْتَقَدَاتِكَ.‏ فَفِي كَثِيرٍ مِنَ ٱلْحَالَاتِ،‏ يُوجَدُ مُشْكِلَةٌ مُخَبَّأَةٌ».‏ فَرُبَّمَا يَتَعَرَّضُ وَلَدُكَ لِلضَّغْطِ مِنْ رِفَاقِهِ أَوْ يُحِسُّ بِٱلْوَحْدَةِ أَوْ يَشْعُرُ أَنَّ ٱلَّذِينَ مِنْ عُمْرِهِ يَتَقَدَّمُونَ فِي ٱلْحَقِّ أَكْثَرَ مِنْهُ.‏ يُضِيفُ ٱلْمُلْحَقُ:‏ «نَحْنُ لَا نَتَحَدَّثُ عَنْ مُعْتَقَدَاتِكَ بِحَدِّ ذَاتِهَا،‏ بَلْ عَنْ ظُرُوفٍ تُصَعِّبُ عَلَى وَلَدِكَ أَنْ يُطَبِّقَ مَا يَتَعَلَّمُهُ،‏ أَقَلُّهُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ».‏ وَيُعْطِي ٱلْمُلْحَقُ أَيْضًا ٱقْتِرَاحَاتٍ لِلْوَالِدِينَ كَيْ يُقَوُّوا إِيمَانَ أَوْلَادِهِمْ.‏

١٩ كَيْفَ تُسَاعِدُ وَلَدَكَ أَنْ يَصِيرَ «حَكِيمًا لِلْخَلَاصِ»؟‏

١٩ لَدَيْكَ كَوَالِدٍ مَسْؤُولِيَّةٌ كَبِيرَةٌ وَٱمْتِيَازٌ رَائِعٌ أَنْ تُرَبِّيَ وَلَدَكَ «فِي تَأْدِيبِ يَهْوَهَ وَتَوْجِيهِهِ ٱلْفِكْرِيِّ».‏ (‏اف ٦:‏٤‏)‏ وَكَيْ تُحَقِّقَ هٰذَا ٱلْهَدَفَ،‏ لَا يَكْفِي أَنْ تُعَلِّمَهُ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.‏ فَعَلَيْكَ أَيْضًا أَنْ تُقَوِّيَ ٱقْتِنَاعَهُ بِمَا يَتَعَلَّمُهُ.‏ وَهٰذَا سَيَدْفَعُهُ أَنْ يَنْذُرَ حَيَاتَهُ لِيَهْوَهَ وَيَخْدُمَهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ.‏ فَٱتَّكِلْ عَلَى كَلِمَةِ يَهْوَهَ وَرُوحِهِ وَٱبْذُلْ كُلَّ جُهْدِكَ كَيْ يَصِيرَ وَلَدُكَ «حَكِيمًا لِلْخَلَاصِ».‏

^ ‎الفقرة 9‏ تُسَاعِدُ ٱلسِّلْسِلَةُ «‏مَوَادُّ تَعْلِيمِيَّةٌ‏» ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى كِتَابِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟‏ ٱلشَّبَابَ وَٱلْأَكْبَرَ سِنًّا أَنْ يَفْهَمُوا حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيَشْرَحُوهَا لِلْآخَرِينَ.‏ وَهِيَ مُتَوَفِّرَةٌ عَلَى jw.‎org بِلُغَاتٍ عَدِيدَةٍ.‏ اُنْظُرْ:‏ تَعَالِيمُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ > أَدَوَاتٌ لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏