«لي رجاء بالله»
«صَارَ آدَمُ ٱلْأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا». — ١ كو ١٥:٤٥.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١١١، ١٢
١-٣ (أ) أَيُّ تَعْلِيمٍ نَعْتَبِرُهُ أَسَاسِيًّا فِي إِيمَانِنَا؟ (ب) لِمَاذَا تَعْلِيمُ ٱلْقِيَامَةِ مُهِمٌّ جِدًّا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
إِذَا سُئِلْتَ مَا هِيَ ٱلتَّعَالِيمُ ٱلْأَسَاسِيَّةُ ٱلَّتِي يَرْتَكِزُ عَلَيْهَا إِيمَانُكَ، فَمَاذَا تُجِيبُ؟ لَا شَكَّ أَنَّكَ تُشِيرُ إِلَى يَهْوَهَ ٱلْخَالِقِ وَمُعْطِي ٱلْحَيَاةِ. وَتَذْكُرُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ٱلَّذِي مَاتَ فِدْيَةً عَنَّا. وَتُخْبِرُ عَنِ ٱلْوَعْدِ بِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَلٰكِنْ هَلْ يَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ بِٱعْتِبَارِهَا تَعْلِيمًا مُهِمًّا؟
٢ حَتَّى لَوْ كُنَّا نَرْغَبُ أَنْ نَنْجُوَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ وَنَعِيشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ إِلَى ٱلْأَبَدِ، هُنَاكَ أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِنَعْتَبِرَ ٱلْقِيَامَةَ تَعْلِيمًا أَسَاسِيًّا. وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَظْهَرَ أَهَمِّيَّةَ ٱلْقِيَامَةِ حِينَ قَالَ: «إِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ، فَٱلْمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يُقَمْ». وَلَوْ لَمْ يَقُمِ ٱلْمَسِيحُ، لَمَا كَانَ ٱلْآنَ مَلِكًا فِي ٱلسَّمَاءِ وَلَكَانَتْ بِشَارَتُنَا بِلَا نَفْعٍ. (اقرأ ١ كورنثوس ١٥:١٢-١٩.) لٰكِنَّنَا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ قَامَ، بِعَكْسِ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ رَفَضُوا كُلِّيًّا فِكْرَةَ ٱلْقِيَامَةِ. وَنَحْنُ نَتَمَسَّكُ بِإِيمَانِنَا هٰذَا مَهْمَا وَاجَهْنَا مِنِ ٱسْتِهْزَاءٍ. — مر ١٢:١٨؛ اع ٤:٢، ٣؛ ١٧:٣٢؛ ٢٣:٦-٨.
٣ وَقَدْ قَالَ بُولُسُ إِنَّ «تَعْلِيمَ . . . قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ» هُوَ جُزْءٌ مِنَ «ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْأَوَّلِيِّ عَنِ ٱلْمَسِيحِ». (عب ٦:١، ٢) وَأَوْضَحَ أَنَّهُ يُؤْمِنُ بِٱلْقِيَامَةِ. (اع ٢٤:١٠، ١٥، ٢٤، ٢٥) لٰكِنَّ ٱعْتِبَارَ ٱلْقِيَامَةِ مِنَ «ٱلْمَبَادِئِ ٱلْأَوَّلِيَّةِ لِإِعْلَانَاتِ ٱللهِ ٱلْمُقَدَّسَةِ» لَا يَعْنِي أَنَّهَا تَعْلِيمٌ بَسِيطٌ لَا حَاجَةَ إِلَى ٱلتَّعَمُّقِ فِي دَرْسِهِ. (عب ٥:١٢) مَا ٱلسَّبَبُ؟
٤ أَيُّ سُؤَالَيْنِ قَدْ يُطْرَحَانِ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ؟
٤ حِينَ تَبْدَأُ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، غَالِبًا مَا تَقْرَأُ رِوَايَاتٍ عَنْ قِيَامَاتٍ حَصَلَتْ فِي ٱلْمَاضِي، مِثْلِ قِيَامَةِ لِعَازَرَ. كَمَا تَتَعَلَّمُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَأَيُّوبَ وَدَانِيَالَ ٱلَّذِينَ وَثِقُوا أَنَّ ٱلْأَمْوَاتَ سَيَعُودُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. وَلٰكِنْ كَيْفَ تُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلْوُعُودَ بِٱلْقِيَامَةِ تَتَحَقَّقُ حَتَّى لَوْ مَرَّتْ عَلَيْهَا مِئَاتُ ٱلسِّنِينَ؟ وَهَلْ يَكْشِفُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مَتَى تَحْصُلُ ٱلْقِيَامَةُ؟ سَتُعْطِينَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ جَوَابًا يُقَوِّي إِيمَانَنَا.
وَعْدٌ بِٱلْقِيَامَةِ يَتَحَقَّقُ بَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ
٥ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْبِدَايَةِ؟
٥ رُبَّمَا سَهْلٌ عَلَيْنَا أَنْ نَتَخَيَّلَ شَخْصًا يَعُودُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ مِنْ مَوْتِهِ. (يو ١١:١١؛ اع ٢٠:٩، ١٠) وَلٰكِنْ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَتِمَّ وَعْدٌ بِٱلْقِيَامَةِ بَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ مِنْ ذِكْرِهِ؟ هَلْ يَتَحَقَّقُ ٱلْوَعْدُ حَتَّى لَوْ مَرَّتْ فَتْرَةٌ طَوِيلَةٌ عَلَى مَوْتِ ٱلشَّخْصِ؟ فِي ٱلْوَاقِعِ، أَنْتَ تُؤْمِنُ بِقِيَامَةٍ حَصَلَتْ بَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ مِنَ ٱلتَّنَبُّؤِ بِهَا. عَنْ أَيَّةِ قِيَامَةٍ نَتَحَدَّثُ؟ وَمَا عَلَاقَتُهَا بِرَجَائِكَ بِٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ هٰذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ ٱلْآنَ.
٦ مَا عَلَاقَةُ يَسُوعَ بِٱلْمَزْمُورِ ١١٨؟
٦ ذَكَرَ ٱلْمَزْمُورُ ١١٨ ٱلَّذِي رُبَّمَا كَتَبَهُ دَاوُدُ: «آهِ يَا يَهْوَهُ خَلِّصْ! . . . مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ يَهْوَهَ». وَقَدْ هَتَفَ ٱلنَّاسُ بِهٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ عَنِ ٱلْمَسِيَّا حِينَ دَخَلَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي ٩ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ قَبْلَ بِضْعَةِ أَيَّامٍ مِنْ مَوْتِهِ. (مز ١١٨:٢٥، ٢٦؛ مت ٢١:٧-٩) وَأَنْبَأَ هٰذَا ٱلْمَزْمُورُ أَيْضًا عَنْ قِيَامَةٍ كَانَتْ سَتَحْدُثُ بَعْدَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ حِينَ قَالَ: «اَلْحَجَرُ ٱلَّذِي رَفَضَهُ ٱلْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ». — مز ١١٨:٢٢.
٧ كَيْفَ رَفَضَ ٱلْيَهُودُ يَسُوعَ؟
٧ يُشِيرُ «ٱلْبَنَّاؤُونَ» إِلَى ٱلْقَادَةِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ رَفَضُوا ٱلْمَسِيَّا. وَهُمْ لَمْ يَتَجَاهَلُوا يَسُوعَ وَيُنْكِرُوا أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا فَحَسْبُ، بَلْ طَالَبُوا هُمْ وَيَهُودٌ كَثِيرُونَ بِقَتْلِهِ أَيْضًا. (لو ٢٣:١٨-٢٣) فَهُمْ كَانُوا مَسْؤُولِينَ عَنْ مَوْتِهِ.
٨ كَيْفَ صَارَ يَسُوعُ «رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ»؟
٨ وَكَيْفَ صَارَ يَسُوعُ «رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ» وَهُوَ رُفِضَ وَقُتِلَ؟ لَمْ يَكُنْ لِيَتَحَقَّقَ ذٰلِكَ لَوْ لَمْ يَقُمْ مِنَ ٱلْمَوْتِ. وَيَسُوعُ أَوْضَحَ هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةَ حِينَ أَعْطَى مَثَلًا عَنْ صَاحِبِ كَرْمٍ أَرْسَلَ رُسُلًا إِلَى ٱلْفَلَّاحِينَ ٱلْعَامِلِينَ فِي كَرْمِهِ. فَأَسَاءَ ٱلْفَلَّاحُونَ مُعَامَلَتَهُمْ. وَأَخِيرًا أَرْسَلَ صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ ٱبْنَهُ، لٰكِنَّهُمْ قَتَلُوهُ. بِطَرِيقَةٍ مُشَابِهَةٍ، رَفَضَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنْبِيَاءَ ٱللهِ. فَأَرْسَلَ يَهْوَهُ إِلَيْهِمِ ٱبْنَهُ ٱلْمَسِيَّا، لٰكِنَّهُمْ قَتَلُوهُ. وَبَعْدَمَا ذَكَرَ يَسُوعُ هٰذَا ٱلْمَثَلَ، ٱقْتَبَسَ ٱلنُّبُوَّةَ فِي ٱلْمَزْمُور ١١٨:٢٢. (لو ٢٠:٩-١٧) وَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ أَيْضًا أَشَارَ إِلَى هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ حِينَ خَاطَبَ «رُؤَسَاءَ ٱلْيَهُودِ وَشُيُوخَهُمْ وَكَتَبَتَهُمْ» فِي أُورُشَلِيمَ. فَقَدْ قَالَ لَهُمْ بِصَرَاحَةٍ: «يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلنَّاصِرِيُّ، ٱلَّذِي عَلَّقْتُمُوهُ أَنْتُمْ عَلَى خَشَبَةٍ وَٱلَّذِي أَقَامَهُ ٱللهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ . . . هٰذَا هُوَ ‹ٱلْحَجَرُ ٱلَّذِي رَذَلْتُمُوهُ، أَيُّهَا ٱلْبَنَّاؤُونَ، ٱلَّذِي صَارَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ›». — اع ٣:١٥؛ ٤:٥-١١؛ ١ بط ٢:٥-٧.
٩ أَيَّةُ حَادِثَةٍ مُهِمَّةٍ أَنْبَأَ بِهَا ٱلْمَزْمُور ١١٨:٢٢؟
٩ إِذًا كَمَا تَبَيَّنَ، أَنْبَأَ ٱلْمَزْمُور ١١٨:٢٢ بِقِيَامَةٍ تَحَقَّقَتْ بَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ. فَٱلْمَسِيَّا رُفِضَ وَمَاتَ، لٰكِنَّهُ عَادَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ وَأَصْبَحَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ. وَبِقِيَامَتِهِ أَصْبَحَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي بِٱسْمِهِ «يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ». — اع ٤:١٢؛ اف ١:٢٠.
١٠ (أ) بِمَ أَنْبَأَ ٱلْمَزْمُور ١٦:١٠؟ (ب) مَاذَا يُبَرْهِنُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ لَمْ تَنْطَبِقْ عَلَى دَاوُدَ؟
١٠ لِنُنَاقِشْ آيَةً أُخْرَى عَنْ قِيَامَةٍ تَحَقَّقَتْ بَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ سَنَةٍ. وَهِيَ تَزِيدُ ثِقَتَنَا بِأَنَّ ٱلْقِيَامَةَ يُمْكِنُ أَنْ تَحْصُلَ بَعْدَ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ مِنَ ٱلتَّنَبُّؤِ بِهَا. فَفِي ٱلْمَزْمُورِ ١٦، كَتَبَ دَاوُدُ: «لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي شِيُولَ. لَنْ تَدَعَ وَلِيَّكَ يَرَى ٱلْحُفْرَةَ». (مز ١٦:١٠) وَلَمْ يَقْصِدْ دَاوُدُ هُنَا أَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي لَنْ يَمُوتَ وَيَذْهَبَ إِلَى ٱلْقَبْرِ. فَكَلِمَةُ ٱللهِ تُوضِحُ أَنَّهُ كَبِرَ فِي ٱلْعُمْرِ ثُمَّ «ٱضْطَجَعَ . . . مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ». (١ مل ٢:١، ١٠) إِذًا، عَمَّنْ يَتَكَلَّمُ ٱلْمَزْمُور ١٦:١٠؟
١١ مَتَى عَلَّقَ بُطْرُسُ عَلَى ٱلْمَزْمُور ١٦:١٠؟
١١ بَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ سَنَةٍ عَلَى كِتَابَةِ هٰذَا ٱلْمَزْمُورِ وَأَسَابِيعَ مِنْ مَوْتِ يَسُوعَ وَقِيَامَتِهِ، تَحَدَّثَ بُطْرُسُ مَعَ آلَافِ ٱلْيَهُودِ وَٱلْمُتَهَوِّدِينَ عَنِ ٱلْمَزْمُور ١٦:١٠. (اقرإ الاعمال ٢:٢٩-٣٢.) وَأَشَارَ أَنَّ دَاوُدَ مَاتَ وَدُفِنَ. ثُمَّ قَالَ إِنَّ دَاوُدَ «سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ» ٱلْمَسِيَّا. وَلَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ أَحَدًا مِنْهُمُ ٱعْتَرَضَ عَلَى كَلَامِهِ.
١٢ كَيْفَ تَمَّ ٱلْمَزْمُور ١٦:١٠، وَمَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا ذٰلِكَ عَنِ ٱلْوَعْدِ بِٱلْقِيَامَةِ؟
١٢ اِقْتَبَسَ بُطْرُسُ كَلِمَاتِ دَاوُدَ فِي ٱلْمَزْمُور ١١٠:١ لِيُؤَكِّدَ فِكْرَتَهُ. (اقرإ الاعمال ٢:٣٣-٣٦.) وَٱلْبَرَاهِينُ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَقْنَعَتِ ٱلْحُضُورَ أَنَّ «ٱللهَ جَعَلَ يَسُوعَ . . . رَبًّا وَمَسِيحًا». وَأَدْرَكُوا أَيْضًا أَنَّ ٱلْمَزْمُور ١٦:١٠ تَمَّ حِينَ قَامَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْمَوْتِ. وَلَاحِقًا، ٱسْتَعْمَلَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْبَرَاهِينَ نَفْسَهَا حِينَ تَكَلَّمَ إِلَى ٱلْيَهُودِ فِي مَدِينَةِ أَنْطَاكِيَةَ فِي بِيسِيدِيَةَ. وَمَا قَالَهُ أَثَّرَ كَثِيرًا فِي ٱلْحَاضِرِينَ فَأَرَادُوا أَنْ يَعْرِفُوا ٱلْمَزِيدَ. (اقرإ الاعمال ١٣:٣٢-٣٧، ٤٢.) وَنَحْنُ أَيْضًا يَقْوَى إِيمَانُنَا حِينَ نَرَى كَيْفَ تَمَّ ٱلْوَعْدُ بِقِيَامَةِ يَسُوعَ رَغْمَ مُرُورِ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ عَلَى ٱلتَّنَبُّؤِ بِهِ.
مَتَى تَحْصُلُ ٱلْقِيَامَةُ؟
١٣ أَيُّ سُؤَالَيْنِ قَدْ نَطْرَحُهُمَا عَنِ ٱلْقِيَامَةِ؟
١٣ نَتَشَجَّعُ كَثِيرًا حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْقِيَامَةَ يُمْكِنُ أَنْ تَحْصُلَ وَلَوْ مَرَّتْ مِئَاتُ ٱلسِّنِينَ عَلَى ٱلتَّنَبُّؤِ بِهَا. مَعَ ذٰلِكَ، قَدْ نَسْأَلُ: ‹هَلْ هٰذَا يَعْنِي أَنَّنَا سَنَنْتَظِرُ وَقْتًا طَوِيلًا لِنَرَى أَحِبَّاءَنَا ٱلْمَوْتَى؟ مَتَى تَحْدُثُ ٱلْقِيَامَةُ؟›. فِي ٱلْحَقِيقَةِ، قَالَ يَسُوعُ لِرُسُلِهِ إِنَّهُمْ لَا اع ١:٦، ٧؛ يو ١٦:١٢) لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَا يَعْنِي أَنْ لَا مَعْلُومَاتِ لَدَيْنَا عَنْ وَقْتِ ٱلْقِيَامَةِ.
يَقْدِرُونَ أَنْ يَعْرِفُوا «ٱلْأَزْمِنَةَ وَٱلْأَوْقَاتَ ٱلَّتِي حَدَّدَهَا ٱلْآبُ بِمَا لَدَيْهِ مِنْ سُلْطَانٍ». (١٤ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ قِيَامَةِ يَسُوعَ وَٱلْقِيَامَاتِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ مِنْ قَبْلُ؟
١٤ لِنُفَكِّرْ فِي قِيَامَةِ يَسُوعَ، أَهَمِّ قِيَامَةٍ أَنْبَأَ بِهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. فَلَوْ لَمْ يَقُمْ يَسُوعُ، لَمَا كَانَ لَدَيْنَا أَمَلٌ بِرُؤْيَةِ أَحِبَّائِنَا ٱلْمَوْتَى مِنْ جَدِيدٍ. وَلٰكِنْ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ قِيَامَةِ يَسُوعَ وَٱلْقِيَامَاتِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ مِنْ قَبْلُ؟ اَلَّذِينَ أُقِيمُوا قَبْلَ يَسُوعَ، مِثْلُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ أَقَامَهُمْ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعُ، لَمْ يَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ. فَهُمْ مَاتُوا مِنْ جَدِيدٍ وَعَادُوا إِلَى ٱلتُّرَابِ. أَمَّا يَسُوعُ فَقَدْ «أُقِيمَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، لَا يَمُوتُ بَعْدُ، وَلَيْسَ لِلْمَوْتِ سِيَادَةٌ عَلَيْهِ». وَهُوَ يَعِيشُ فِي ٱلسَّمَاءِ «إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ». — رو ٦:٩؛ رؤ ١:٥، ١٨؛ كو ١:١٨؛ ١ بط ٣:١٨.
١٥ لِمَاذَا يُدْعَى يَسُوعُ «بَاكُورَةَ ٱلرَّاقِدِينَ»؟
١٥ وَقِيَامَةُ يَسُوعَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ بِجِسْمٍ رُوحَانِيٍّ هِيَ أَوَّلُ وَأَهَمُّ قِيَامَةٍ مِنْ هٰذَا ٱلنَّوْعِ. (اع ٢٦:٢٣) لٰكِنَّهُ لَيْسَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي يُقَامُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. فَهُوَ وَعَدَ رُسُلَهُ ٱلْأُمَنَاءَ أَنْ يَحْكُمُوا مَعَهُ فِي مَلَكُوتِهِ. (لو ٢٢:٢٨-٣٠) لٰكِنَّهُمْ لَنْ يَنَالُوا هٰذِهِ ٱلْمُكَافَأَةَ إِلَّا بَعْدَ مَوْتِهِمْ. فَهُمْ سَيُقَامُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ بِأَجْسَامٍ رُوحَانِيَّةٍ مِثْلَ ٱلْمَسِيحِ. وَبُولُسُ كَتَبَ أَنَّ «ٱلْمَسِيحَ أُقِيمَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، بَاكُورَةَ ٱلرَّاقِدِينَ». وَذَكَرَ أَيْضًا أَنَّ آخَرِينَ سَيُقَامُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ قَائِلًا: «كُلُّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ: اَلْمَسِيحُ ٱلْبَاكُورَةُ، ثُمَّ ٱلَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي أَثْنَاءِ حُضُورِهِ». — ١ كو ١٥:٢٠، ٢٣.
١٦ مَاذَا نَعْرِفُ عَنِ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تَحْدُثُ خِلَالَهُ ٱلْقِيَامَةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ؟
١٦ لَقَدْ أَوْضَحَ بُولُسُ أَنَّ ٱلْقِيَامَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ سَتَحْدُثُ «فِي أَثْنَاءِ حُضُورِ» ٱلْمَسِيحِ. وَمُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ، يُبَرْهِنُ شُهُودُ يَهْوَهَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ «حُضُورَ» ٱلْمَسِيحِ ٱبْتَدَأَ سَنَةَ ١٩١٤ وَأَنَّ نِهَايَةَ هٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ قَرِيبَةٌ.
١٧، ١٨ مَاذَا سَيَحْدُثُ لِلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ خِلَالَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ؟
١٧ وَيُعْطِينَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مَعْلُومَاتٍ إِضَافِيَّةً عَنِ ٱلْقِيَامَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ. قَالَ بُولُسُ: «لَا نُرِيدُ . . . ١ تس ٤:١٣-١٧.
أَنْ تَجْهَلُوا مَا يَخْتَصُّ بِٱلرَّاقِدِينَ، . . . فَإِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذٰلِكَ سَيُحْضِرُ ٱللهُ ٱلرَّاقِدِينَ». ثُمَّ تَابَعَ قَائِلًا: «نَحْنُ ٱلْأَحْيَاءَ ٱلْبَاقِينَ إِلَى حُضُورِ ٱلرَّبِّ لَنْ نَسْبِقَ ٱلرَّاقِدِينَ، لِأَنَّ ٱلرَّبَّ نَفْسَهُ سَيَنْزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ بِنِدَاءٍ آمِرٍ . . . وَٱلْأَمْوَاتُ ٱلَّذِينَ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلًا. ثُمَّ نَحْنُ ٱلْأَحْيَاءَ ٱلْبَاقِينَ سَنُخْتَطَفُ مَعَهُمْ فِي ٱلسُّحُبِ، لِمُلَاقَاةِ ٱلرَّبِّ فِي ٱلْهَوَاءِ، وَهٰكَذَا نَكُونُ مَعَ ٱلرَّبِّ عَلَى ٱلدَّوَامِ». —١٨ بَدَأَتِ ٱلْقِيَامَةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ فِي وَقْتٍ مَا بَعْدَ بِدَايَةِ «حُضُورِ» ٱلْمَسِيحِ. وَٱلْبَاقُونَ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ‹سَيُخْتَطَفُونَ فِي ٱلسُّحُبِ›. (مت ٢٤:٣١) وَٱلَّذِينَ ‹يُخْتَطَفُونَ› لَنْ ‹يَرْقُدُوا›، أَيْ لَنْ يَظَلُّوا أَمْوَاتًا فَتْرَةً طَوِيلَةً. بَلْ سَيَتَغَيَّرُونَ «فِي لَحْظَةٍ، فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، أَثْنَاءَ ٱلْبُوقِ ٱلْأَخِيرِ». — ١ كو ١٥:٥١، ٥٢.
١٩ مَاذَا قَصَدَ بُولُسُ بِٱلْعِبَارَةِ «قِيَامَةٌ أَفْضَلُ»؟
١٩ فِي أَيَّامِنَا، مُعْظَمُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ لَيْسُوا مَمْسُوحِينَ وَبِٱلتَّالِي لَيْسُوا مَدْعُوِّينَ لِيَحْكُمُوا مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ. بَلْ هُمْ يَنْتَظِرُونَ نِهَايَةَ هٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ فِي «يَوْمِ يَهْوَهَ». صَحِيحٌ أَنْ لَا أَحَدَ يَعْرِفُ مَتَى بِٱلتَّحْدِيدِ تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ، لٰكِنَّ ٱلْوَقَائِعَ تُثْبِتُ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ جِدًّا. (١ تس ٥:١-٣) وَبَعْدَ ذٰلِكَ، سَتَحْدُثُ قِيَامَةٌ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَهٰذِهِ «قِيَامَةٌ أَفْضَلُ» مِنَ ٱلْقِيَامَاتِ فِي ٱلْمَاضِي. (عب ١١:٣٥) فَٱلَّذِينَ أُقِيمُوا فِي ٱلسَّابِقِ مَاتُوا فِي مَا بَعْدُ، أَمَّا ٱلَّذِينَ يَقُومُونَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ فَلَدَيْهِمِ ٱلْفُرْصَةُ أَنْ يُصْبِحُوا كَامِلِينَ وَلَا يَمُوتُوا أَبَدًا.
٢٠ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ ٱلْقِيَامَةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ سَتَكُونُ مُنَظَّمَةً؟
٢٠ وَيَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱلْمُقَامِينَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ سَيُقَامُونَ «كُلُّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ». (١ كو ١٥:٢٣) لِذَا مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ تَكُونَ ٱلْقِيَامَةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ أَيْضًا مُنَظَّمَةً. وَلٰكِنْ قَدْ نَسْأَلُ: هَلِ ٱلَّذِينَ مَاتُوا مُؤَخَّرًا سَيَقُومُونَ فِي بِدَايَةِ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ لِيَسْتَقْبِلَهُمُ ٱلَّذِينَ يَعْرِفُونَهُمْ؟ هَلْ يَقُومُ بَاكِرًا رِجَالٌ أُمَنَاءُ لَعِبُوا دَوْرًا قِيَادِيًّا فِي ٱلْمَاضِي كَيْ يُسَاعِدُوا فِي تَنْظِيمِ شَعْبِ ٱللهِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ؟ وَمَاذَا عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَكُونُوا خُدَّامًا لِيَهْوَهَ؟ مَتَى وَأَيْنَ يُقَامُونَ؟ قَدْ تَخْطُرُ عَلَى بَالِنَا أَسْئِلَةٌ كَثِيرَةٌ، وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ نَشْغَلَ تَفْكِيرَنَا بِهَا. فَمِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ نَنْتَظِرَ وَنَرَى. وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ نَشْهَدُ مَا سَيَفْعَلُهُ يَهْوَهُ.
٢١ مَا هُوَ رَجَاؤُكَ؟
٢١ وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُقَوِّيَ إِيمَانَنَا بِيَهْوَهَ ٱلَّذِي وَعَدَنَا مِنْ خِلَالِ يَسُوعَ أَنْ يُقِيمَ ٱلْأَمْوَاتَ ٱلَّذِينَ فِي ذَاكِرَتِهِ. (يو ٥:٢٨، ٢٩؛ ١١:٢٣) وَيَسُوعُ بَرْهَنَ أَنَّ يَهْوَهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ ٱلْمَوْتَى. فَذَاتَ مَرَّةٍ، ذَكَرَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ هُمْ «جَمِيعًا أَحْيَاءٌ فِي نَظَرِهِ». (لو ٢٠:٣٧، ٣٨) إِذًا، كَمَا رَأَيْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، هُنَاكَ أَسْبَابٌ كَثِيرَةٌ لِنَقُولَ مِثْلَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ: «لِي رَجَاءٌ بِٱللهِ . . . أَنَّهُ سَوْفَ تَكُونُ قِيَامَةٌ». — اع ٢٤:١٥.