الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ايها الشباب،‏ اختاروا الحياة التي تفرحكم حقا

ايها الشباب،‏ اختاروا الحياة التي تفرحكم حقا

‏«تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ ٱلْحَيَاةِ».‏ —‏ مز ١٦:‏١١‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٣٣،‏ ٨٩

١‏،‏ ٢ بِحَسَبِ ٱخْتِبَارِ طُونِي،‏ أَيُّ تَغْيِيرَاتٍ هِيَ مُمْكِنَةٌ؟‏

 كَانَ طُونِي عَلَى وَشْكِ أَنْ يَتْرُكَ ٱلْمَدْرَسَةَ ٱلثَّانَوِيَّةَ.‏ فَهُوَ كَبُرَ دُونَ أَبٍ وَلَمْ يَهْتَمَّ بِٱلْعِلْمِ.‏ وَكَانَ يُمْضِي نِهَايَاتِ ٱلْأَسَابِيعِ وَهُوَ يَحْضُرُ أَفْلَامًا أَوْ يَتَسَلَّى مَعَ رِفَاقِهِ.‏ لَمْ يَكُنْ عَنِيفًا وَلَا مُدْمِنًا،‏ لٰكِنَّهُ بِكُلِّ بَسَاطَةٍ لَمْ يَمْتَلِكْ هَدَفًا فِي حَيَاتِهِ وَشَكَّكَ فِي وُجُودِ ٱللّٰهِ.‏ وَذَاتَ يَوْمٍ،‏ ٱلْتَقَى زَوْجَيْنِ مِنَ ٱلشُّهُودِ وَتَحَدَّثَ مَعَهُمَا عَنْ شُكُوكِهِ وَأَسْئِلَتِهِ.‏ فَأَعْطَيَاهُ كُرَّاسَتَيْ خَمْسَةُ أَسْئِلَةٍ وَجِيهَةٍ عَنْ أَصْلِ ٱلْحَيَاةِ وَ هَلِ ٱلْحَيَاةُ مِنْ نِتَاجِ ٱلْخَلْقِ؟‏‏.‏

٢ وَعِنْدَمَا عَادَا،‏ وَجَدَا أَنَّهُ غَيَّرَ مَوْقِفَهُ.‏ فَهُوَ دَرَسَ ٱلْكُرَّاسَتَيْنِ حَتَّى ٱهْتَرَأَتْ أَوْرَاقُهُمَا.‏ وَقَالَ لِلزَّوْجَيْنِ:‏ «لَا شَكَّ أَنَّ هُنَاكَ إِلٰهًا».‏ ثُمَّ قَبِلَ دَرْسًا وَبَدَأَ يُغَيِّرُ نَظْرَتَهُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏ كَمَا أَصْبَحَ مِنَ ٱلْأَوَائِلِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ.‏ حَتَّى ٱلْمُدِيرُ تَعَجَّبَ مِمَّا حَصَلَ وَقَالَ لَهُ:‏ «أَرَى أَنَّ مَوْقِفَكَ تَغَيَّرَ وَعَلَامَاتِكَ تَحَسَّنَتْ كَثِيرًا.‏ هَلْ هٰذَا بِفَضْلِ دَرْسِكَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ؟‏».‏ فَأَخْبَرَهُ طُونِي أَنَّ ذٰلِكَ صَحِيحٌ ثُمَّ بَشَّرَهُ.‏ وَقَدْ تَخَرَّجَ طُونِي مِنَ ٱلْمَدْرَسَةِ ٱلثَّانَوِيَّةِ،‏ وَهُوَ ٱلْآنَ فَاتِحٌ عَادِيٌّ وَخَادِمٌ مُسَاعِدٌ.‏ كَمَا أَنَّهُ سَعِيدٌ جِدًّا لِأَنَّ لَدَيْهِ أَبًا سَمَاوِيًّا رَائِعًا.‏ —‏ مز ٦٨:‏٥‏.‏

أَطِعْ يَهْوَهَ كَيْ تَنْجَحَ فِي حَيَاتِكَ

٣ بِمَاذَا يَنْصَحُ يَهْوَهُ ٱلشَّبَابَ؟‏

٣ يُؤَكِّدُ لَنَا هٰذَا ٱلِٱخْتِبَارُ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ كَثِيرًا بِٱلشَّبَابِ.‏ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ تَنْجَحَ فِي حَيَاتِكَ وَتَكُونَ سَعِيدًا.‏ لِذٰلِكَ يَنْصَحُكَ:‏ «اُذْكُرْ خَالِقَكَ ٱلْعَظِيمَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ».‏ (‏جا ١٢:‏١‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا لَيْسَ سَهْلًا ٱلْيَوْمَ،‏ لٰكِنَّهُ لَيْسَ مُسْتَحِيلًا.‏ فَيَهْوَهُ سَيُسَاعِدُكَ أَنْ تَخْدُمَهُ وَتَكُونَ نَاجِحًا،‏ لَيْسَ فَقَطْ فِي شَبَابِكَ بَلْ فِي كَامِلِ حَيَاتِكَ.‏ لِإِيضَاحِ ٱلْفِكْرَةِ،‏ سَنَتَأَمَّلُ فِي دَرْسٍ مُهِمٍّ نَتَعَلَّمُهُ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَمَا دَخَلُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ،‏ وَمِنْ دَاوُدَ عِنْدَمَا وَاجَهَ جُلْيَاتَ.‏

٤،‏ ٥ أَيُّ دَرْسٍ مُهِمٍّ نَتَعَلَّمُهُ مِمَّا حَصَلَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَمَعَ دَاوُدَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَتَيْنِ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٤ حِينَ ٱقْتَرَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ،‏ لَمْ يَطْلُبْ يَهْوَهُ مِنْهُمْ أَنْ يُحَسِّنُوا مَهَارَاتِهِمِ ٱلْحَرْبِيَّةَ.‏ (‏تث ٢٨:‏١،‏ ٢‏)‏ بَلْ طَلَبَ أَنْ يُطِيعُوهُ وَيَثِقُوا بِهِ.‏ (‏يش ١:‏٧-‏٩‏)‏ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ ٱلْبَشَرِ،‏ لَا تَبْدُو هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةُ مَنْطِقِيَّةً.‏ لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَاقِعِ كَانَتْ أَفْضَلَ نَصِيحَةٍ.‏ فَيَهْوَهُ سَاعَدَ شَعْبَهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ لِيَغْلِبُوا ٱلْكَنْعَانِيِّينَ.‏ (‏يش ٢٤:‏١١-‏١٣‏)‏ إِذًا،‏ ٱلطَّاعَةُ لِلّٰهِ تَتَطَلَّبُ ٱلْإِيمَانَ.‏ وَهٰذَا ٱلْإِيمَانُ يُؤَدِّي دَائِمًا إِلَى ٱلنَّجَاحِ.‏ وَمَهْمَا مَرَّ مِنْ وَقْتٍ،‏ فَهٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةُ لَا تَتَغَيَّرُ.‏

٥ بَلَغَ طُولُ ٱلْمُحَارِبِ ٱلْقَوِيِّ جُلْيَاتَ نَحْوَ ثَلَاثَةِ أَمْتَارٍ،‏ وَكَانَ مُسَلَّحًا بِٱلْكَامِلِ.‏ (‏١ صم ١٧:‏٤-‏٧‏)‏ أَمَّا دَاوُدُ فَلَمْ يَمْلِكْ سِوَى مِقْلَاعٍ وَإِيمَانِهِ بِإِلٰهِهِ يَهْوَهَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ بَدَا غَبِيًّا فِي نَظَرِ مَنْ لَا إِيمَانَ لَهُمْ.‏ لٰكِنَّهُمْ كَانُوا مُخْطِئِينَ.‏ فَجُلْيَاتُ هُوَ ٱلَّذِي كَانَ غَبِيًّا.‏ —‏ ١ صم ١٧:‏٤٨-‏٥١‏.‏

٦ مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟‏

٦ نَاقَشَتِ ٱلْمَقَالَةُ ٱلسَّابِقَةُ أَرْبَعَةَ أُمُورٍ تُفْرِحُنَا وَتُسَاعِدُنَا أَنْ نَكُونَ نَاجِحِينَ:‏ إِشْبَاعَ حَاجَتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ،‏ بِنَاءَ صَدَاقَاتٍ مَعَ مَنْ يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ،‏ وَضْعَ أَهْدَافٍ مُفِيدَةٍ،‏ وَتَقْدِيرَ حُرِّيَّتِنَا كَشَعْبٍ لِلّٰهِ.‏ لِنَتَفَحَّصْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ عَلَى ضَوْءِ بَعْضِ ٱلْمَبَادِئِ فِي ٱلْمَزْمُور ١٦‏.‏

أَشْبِعْ حَاجَتَكَ ٱلرُّوحِيَّةَ

٧ (‏أ)‏ كَيْفَ تَصِفُ ٱلشَّخْصَ ٱلرُّوحِيَّ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا شَمَلَ ‹نَصِيبُ› دَاوُدَ،‏ وَكَيْفَ أَثَّرَ ذٰلِكَ فِيهِ؟‏

٧ اَلشَّخْصُ ٱلرُّوحِيُّ يُؤْمِنُ بِٱللّٰهِ وَيَرَى ٱلْأُمُورَ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِهِ.‏ كَمَا أَنَّهُ يَطْلُبُ إِرْشَادَهُ وَيُصَمِّمُ أَنْ يُطِيعَهُ.‏ (‏١ كو ٢:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وَدَاوُدُ مِثَالٌ جَيِّدٌ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَقَدْ قَالَ إِنَّ يَهْوَهَ ‹نَصِيبُهُ›.‏ (‏مز ١٦:‏٥‏)‏ وَهٰذَا ‹ٱلنَّصِيبُ› شَمَلَ عَلَاقَتَهُ بِإِلٰهِهِ ٱلَّذِي ٱحْتَمَى بِهِ.‏ (‏مز ١٦:‏١‏)‏ وَكَيْفَ أَثَّرَ ذٰلِكَ فِي دَاوُدَ؟‏ كَتَبَ:‏ «يَفْرَحُ قَلْبِي وَتَبْتَهِجُ كُلُّ جَوَارِحِي».‏ فَلَا شَيْءَ فَرَّحَ دَاوُدَ أَكْثَرَ مِنْ عَلَاقَتِهِ ٱلْقَوِيَّةِ بِيَهْوَهَ.‏ —‏ اقرإ المزمور ١٦:‏٩،‏ ١١‏.‏

٨ كَيْفَ تَكُونُ سَعِيدًا فِعْلًا؟‏

٨ وَٱلْفَرَحُ ٱلَّذِي شَعَرَ بِهِ دَاوُدُ لَا يُحِسُّ بِهِ مَنْ يَطْلُبُ ٱلْغِنَى وَٱلْمَلَذَّاتِ.‏ (‏١ تي ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ يَقُولُ أَخٌ مِنْ كَنَدَا:‏ «اَلْفَرَحُ ٱلْحَقِيقِيُّ لَا يَعْتَمِدُ عَلَى مَا نَأْخُذُهُ،‏ بَلْ عَلَى مَا نُقَدِّمُهُ لِمُعْطِي كُلِّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ،‏ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ».‏ (‏يع ١:‏١٧‏)‏ فَتَنْمِيَةُ ٱلْإِيمَانِ بِيَهْوَهَ وَخِدْمَتُهُ تُعْطِيَانِ مَعْنًى لِحَيَاتِكَ وَتُفْرِحَانِكَ.‏ وَكَيْفَ تُنَمِّي إِيمَانَكَ؟‏ اِقْضِ وَقْتًا مَعَ يَهْوَهَ إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ.‏ فَٱقْرَأْ كَلِمَتَهُ،‏ تَأَمَّلْ فِي خَلِيقَتِهِ،‏ وَفَكِّرْ فِي صِفَاتِهِ بِمَا فِيهَا مَحَبَّتُهُ لَكَ.‏ —‏ رو ١:‏٢٠؛‏ ٥:‏٨‏.‏

٩ كَيْفَ تَسْمَحُ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ أَنْ تَصُوغَكَ مِثْلَ دَاوُدَ؟‏

٩ أَحْيَانًا،‏ يُظْهِرُ يَهْوَهُ مَحَبَّتَهُ لَنَا حِينَ يُؤَدِّبُنَا كَأَبٍ مُحِبٍّ.‏ وَدَاوُدُ قَدَّرَ هٰذَا ٱلتَّأْدِيبَ.‏ قَالَ:‏ «أُبَارِكُ يَهْوَهَ ٱلَّذِي نَصَحَنِي.‏ أَيْضًا فِي ٱللَّيَالِي تُقَوِّمُنِي كُلْيَتَايَ».‏ (‏مز ١٦:‏٧‏)‏ فَدَاوُدُ تَأَمَّلَ فِي أَفْكَارِ يَهْوَهَ وَتَبَنَّاهَا،‏ وَهٰكَذَا سَمَحَ لَهَا أَنْ تَصُوغَهُ.‏ وَعِنْدَمَا تَفْعَلُ مِثْلَهُ،‏ تَنْمُو مَحَبَّتُكَ لِلّٰهِ وَرَغْبَتُكَ فِي إِطَاعَتِهِ،‏ وَتُصْبِحُ نَاضِجًا وَعَمِيقًا رُوحِيًّا.‏ تَقُولُ أُخْتٌ ٱسْمُهَا كْرِيسْتِن:‏ «عِنْدَمَا أَقُومُ بِبَحْثٍ وَأَتَأَمَّلُ فِي مَا أَقْرَأُهُ،‏ أَشْعُرُ أَنَّ يَهْوَهَ يُكَلِّمُنِي شَخْصِيًّا».‏

١٠ بِحَسَبِ إِشَعْيَا ٢٦:‏٣‏،‏ كَيْفَ تَسْتَفِيدُ إِذَا كُنْتَ شَخْصًا رُوحِيًّا؟‏

١٠ وَحِينَ تَكُونُ شَخْصًا رُوحِيًّا،‏ يُعْطِيكَ يَهْوَهُ مَعْرِفَةً وَبَصِيرَةً مُمَيَّزَتَيْنِ.‏ فَتَرَى ٱلْعَالَمَ وَٱلْمُسْتَقْبَلَ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِهِ.‏ وَلِمَاذَا ذٰلِكَ مُهِمٌّ؟‏ كَيْ تُرَتِّبَ أَوْلَوِيَّاتِكَ بِحِكْمَةٍ،‏ تَأْخُذَ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً،‏ وَتَنْظُرَ إِلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ دُونَ خَوْفٍ.‏ ‏(‏اقرأ اشعيا ٢٦:‏٣‏.‏)‏ يَقُولُ أَخٌ مِنَ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱسْمُهُ جُوشْوَا:‏ «عِنْدَمَا تَكُونُ قَرِيبًا مِنْ يَهْوَهَ،‏ تَعْرِفُ مَا ٱلْمُهِمُّ وَمَا ٱلْأَهَمُّ».‏

تَمَتَّعْ بِرِفْقَةِ أَصْدِقَاءَ حَقِيقِيِّينَ

١١ مَنْ هُمُ ٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ١٦‏؟‏

١١ اقرإ المزمور ١٦:‏٣‏.‏ عَرَفَ دَاوُدُ كَيْفَ يَخْتَارُ أَصْدِقَاءَ حَقِيقِيِّينَ.‏ فَهُوَ كَانَ ‹مَسْرُورًا› بِرِفْقَةِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ.‏ وَقَدْ دَعَاهُمْ «قِدِّيسِينَ» لِأَنَّهُمْ طَاهِرُونَ أَدَبِيًّا.‏ وَصَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ ١١٩ قَالَ ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ عَنِ ٱخْتِيَارِ أَصْدِقَائِهِ:‏ «شَرِيكٌ أَنَا لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَكَ،‏ وَلِحَافِظِي أَوَامِرِكَ».‏ (‏مز ١١٩:‏٦٣‏)‏ وَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ أَنْتَ أَيْضًا تَقْدِرُ أَنْ تَجِدَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْأَصْدِقَاءِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ يَهْوَهَ وَيُطِيعُونَهُ.‏ وَهٰذَا يَشْمُلُ أَشْخَاصًا مِنْ أَعْمَارٍ مُخْتَلِفَةٍ.‏

١٢ مَا أَسَاسُ ٱلصَّدَاقَةِ بَيْنَ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ؟‏

١٢ دَاوُدُ مَثَلًا لَمْ يَخْتَرْ أَصْدِقَاءَ مِنْ عُمْرِهِ فَقَطْ.‏ فَرُبَّمَا تَتَذَكَّرُ صَدِيقَهُ ٱلْمُقَرَّبَ يُونَاثَانَ.‏ وَصَدَاقَتُهُمَا مِنْ أَجْمَلِ ٱلصَّدَاقَاتِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ لٰكِنَّ يُونَاثَانَ كَانَ أَكْبَرَ مِنْ دَاوُدَ بِـ‍ ٣٠ سَنَةً تَقْرِيبًا.‏ فَمَاذَا كَانَ أَسَاسُ هٰذِهِ ٱلصَّدَاقَةِ؟‏ اَلْإِيمَانُ بِيَهْوَهَ،‏ ٱلِٱحْتِرَامُ ٱلْمُتَبَادَلُ،‏ وَرُؤْيَةُ كُلٍّ مِنْهُمَا شَجَاعَةَ ٱلْآخَرِ فِي مُحَارَبَةِ أَعْدَاءِ ٱللّٰهِ.‏ —‏ ١ صم ١٣:‏٣؛‏ ١٤:‏١٣؛‏ ١٧:‏٤٨-‏٥٠؛‏ ١٨:‏١‏.‏

١٣ أَعْطِ مِثَالًا يُوضِحُ كَيْفَ تَتَّسِعُ فِي صَدَاقَاتِكَ.‏

١٣ نَحْنُ أَيْضًا،‏ مِثْلَ دَاوُدَ وَيُونَاثَانَ،‏ ‹نُسَرُّ› كَثِيرًا بِرِفْقَةِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ.‏ تَقُولُ كِيرَا ٱلَّتِي تَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ:‏ «لَدَيَّ أَصْدِقَاءُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ مِنْ خَلْفِيَّاتٍ وَحَضَارَاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ».‏ وَعِنْدَمَا تَتَّسِعُ فِي صَدَاقَاتِكَ،‏ تَرَى بِوُضُوحٍ كَيْفَ تُوَحِّدُنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ وَرُوحُهُ.‏

ضَعْ أَهْدَافًا مُفِيدَةً

١٤ (‏أ)‏ مَاذَا يُسَاعِدُكَ أَنْ تَضَعَ أَهْدَافًا مُفِيدَةً فِي حَيَاتِكَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَقُولُ شَابَّانِ عَنْ وَضْعِ أَهْدَافٍ رُوحِيَّةٍ؟‏

١٤ اقرإ المزمور ١٦:‏٨‏.‏ رَكَّزَ دَاوُدُ عَلَى خِدْمَةِ ٱللّٰهِ.‏ أَنْتَ أَيْضًا،‏ إِذَا أَبْقَيْتَ خِدْمَةَ ٱللّٰهِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِكَ،‏ تَضَعُ أَهْدَافًا تُرْضِيهِ.‏ وَهٰكَذَا تَفْرَحُ وَتَنْجَحُ فِي حَيَاتِكَ.‏ يَقُولُ شَابٌّ ٱسْمُهُ سْتِيفِن:‏ «عِنْدَمَا أَسْعَى إِلَى هَدَفٍ وَأُحَقِّقُهُ،‏ أَشْعُرُ بِٱلْإِنْجَازِ».‏ وَيَذْكُرُ شَابٌّ مِنْ أَلْمَانِيَا يَخْدُمُ ٱلْآنَ فِي بَلَدٍ آخَرَ:‏ «لَا أُرِيدُ حِينَ أَكْبُرُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَأَرَى أَنَّ كُلَّ مَا فَعَلْتُهُ كَانَ مِنْ أَجْلِي فَقَطْ».‏ هَلْ تَشْعُرُ مِثْلَ هٰذَيْنِ ٱلشَّابَّيْنِ؟‏ إِذًا،‏ ٱسْتَعْمِلْ مَوَاهِبَكَ لِتُمَجِّدَ ٱللّٰهَ وَتُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏غل ٦:‏١٠‏)‏ ضَعْ أَهْدَافًا رُوحِيَّةً وَصَلِّ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ تُحَقِّقَهَا.‏ فَهُوَ يَفْرَحُ كَثِيرًا بِٱسْتِجَابَةِ صَلَوَاتٍ كَهٰذِهِ.‏ —‏ ١ يو ٣:‏٢٢؛‏ ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

١٥ أَيَّةُ أَهْدَافٍ يُمْكِنُ أَنْ تَضَعَهَا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏بَعْضُ ٱلْأَهْدَافِ ٱلْعَمَلِيَّةِ‏».‏)‏

١٥ وَأَيَّةُ أَهْدَافٍ يُمْكِنُ أَنْ تَضَعَهَا؟‏ مَا رَأْيُكَ مَثَلًا أَنْ تُعَلِّقَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِكَلِمَاتِكَ،‏ تَخْدُمَ فَاتِحًا أَوْ فِي بَيْتَ إِيلَ،‏ أَوْ تَتَعَلَّمَ لُغَةً جَدِيدَةً لِتَخْدُمَ فِي حَقْلٍ أَجْنَبِيٍّ؟‏ يَقُولُ شَابٌّ ٱسْمُهُ بَارَاك يَخْدُمُ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ:‏ «أَجْمَلُ شُعُورٍ هُوَ أَنْ تَسْتَيْقِظَ كُلَّ صَبَاحٍ وَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّكَ تُعْطِي يَهْوَهَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْكَ».‏

قَدِّرِ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي أَعْطَاكَ إِيَّاهَا ٱللّٰهُ

١٦ كَيْفَ أَظْهَرَ دَاوُدُ أَنَّهُ يُحِبُّ مَبَادِئَ يَهْوَهَ وَشَرَائِعَهُ؟‏

١٦ اقرإ المزمور ١٦:‏٢،‏ ٤‏.‏ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ تُحَرِّرُنَا مَبَادِئُ ٱللّٰهِ وَشَرَائِعُهُ ٱلْبَارَّةُ.‏ فَهِيَ تُعَلِّمُنَا أَنْ نُحِبَّ ٱلْخَيْرَ وَنَكْرَهَ ٱلشَّرَّ.‏ (‏عا ٥:‏١٥‏)‏ وَبِحَسَبِ ٱلنَّصِّ ٱلْأَصْلِيِّ،‏ قَصَدَ دَاوُدُ فِي ٱلْعَدَدِ ٢ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَصْدَرُ كُلِّ صَلَاحٍ،‏ أَوْ خَيْرٍ،‏ يَنَالُهُ.‏ وَحَاوَلَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْخَيْرَ تَمَثُّلًا بِإِلٰهِهِ.‏ أَيْضًا،‏ كَرِهَ دَاوُدُ مَا يَكْرَهُهُ يَهْوَهُ.‏ وَهٰذَا شَمَلَ ٱلصَّنَمِيَّةَ ٱلَّتِي تُقَلِّلُ مِنْ قِيمَةِ ٱلْإِنْسَانِ وَتَسْلُبُ يَهْوَهَ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّهُ.‏ —‏ اش ٢:‏٨،‏ ٩؛‏ رؤ ٤:‏١١‏.‏

١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ مَاذَا قَالَ دَاوُدُ عَنِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا «تَكْثُرُ أَوْجَاعُ» ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ؟‏

١٧ أَيَّامَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ غَالِبًا مَا شَمَلَتِ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْبَاطِلَةُ فَسَادًا جِنْسِيًّا فَاضِحًا.‏ (‏هو ٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وَمَعَ أَنَّهَا أَشْبَعَتْ رَغَبَاتِ ٱلْجَسَدِ،‏ فَهِيَ لَمْ تَجْلُبْ فَرَحًا دَائِمًا.‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ،‏ قَالَ دَاوُدُ:‏ «تَكْثُرُ أَوْجَاعُ ٱلَّذِينَ يُسْرِعُونَ وَرَاءَ [آلِهَةٍ أُخْرَى]‏ a‏».‏ وَقَدْ سَبَّبَ هٰؤُلَاءِ أَيْضًا عَذَابًا شَدِيدًا لِلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْأَوْلَادِ.‏ (‏اش ٥٧:‏٥‏)‏ وَيَهْوَهُ كَرِهَ هٰذَا ٱلْإِجْرَامَ.‏ (‏ار ٧:‏٣١‏)‏ لَوْ عِشْتَ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ وَكَانَ وَالِدَاكَ يَعْبُدَانِ يَهْوَهَ،‏ لَفَرِحْتَ كَثِيرًا دُونَ شَكٍّ.‏

١٨ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ غَالِبًا مَا تُبَرِّرُ ٱلْعِبَادَةُ ٱلْبَاطِلَةُ ٱلْفَسَادَ ٱلْجِنْسِيَّ،‏ حَتَّى ٱلْمِثْلِيَّةَ ٱلْجِنْسِيَّةَ.‏ لٰكِنَّ نَتِيجَةَ هٰذَا ٱلْفَسَادِ،‏ ٱلَّذِي يَعْتَبِرُهُ كَثِيرُونَ حُرِّيَّةً،‏ مَا زَالَتْ هِيَ نَفْسَهَا مُنْذُ أَيَّامِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏١ كو ٦:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ فَٱلنَّاسُ ‹تَكْثُرُ أَوْجَاعُهُمْ›،‏ كَمَا نُلَاحِظُ حَوْلَنَا.‏ لِذَا،‏ نُشَجِّعُكُمْ أَيُّهَا ٱلشَّبَابُ أَنْ تُصْغُوا إِلَى أَبِيكُمُ ٱلسَّمَاوِيِّ وَتَثِقُوا أَنَّ طَاعَتَهُ هِيَ لِمَصْلَحَتِكُمْ.‏ وَتَذَكَّرُوا دَائِمًا أَنَّ ٱلْأَذَى ٱلَّذِي يَنْتِجُ عَنْ عَمَلٍ خَاطِئٍ يَفُوقُ أَيَّ مُتْعَةٍ وَقْتِيَّةٍ.‏ (‏غل ٦:‏٨‏)‏ يَقُولُ جُوشْوَا ٱلْمَذْكُورُ سَابِقًا:‏ «بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَسْتَعْمِلَ حُرِّيَّتَنَا كَيْفَمَا نُرِيدُ.‏ لٰكِنْ إِذَا أَسَأْنَا ٱسْتِعْمَالَهَا،‏ نُخَرِّبُ حَيَاتَنَا».‏

١٩،‏ ٢٠ أَيُّ بَرَكَاتٍ تَنْتَظِرُ ٱلشَّبَابَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِيَهْوَهَ وَيُطِيعُونَهُ؟‏

١٩ قَالَ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ:‏ «إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلِمَتِي،‏ تَكُونُونَ حَقًّا تَلَامِيذِي،‏ وَتَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ،‏ وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ».‏ (‏يو ٨:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةُ تَشْمُلُ ٱلْحُرِّيَّةَ مِنَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَٱلْجَهْلِ وَٱلْخُرَافَاتِ.‏ وَسَتَشْمُلُ فِي ٱلنِّهَايَةِ «ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ».‏ (‏رو ٨:‏٢١‏)‏ وَبِإِمْكَانِكَ ٱلْآنَ أَنْ تَذُوقَ هٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةَ وَلَوْ قَلِيلًا إِذَا ‹ثَبَتَّ فِي كَلِمَةِ ٱلْمَسِيحِ› أَيْ تَعَالِيمِهِ.‏ وَهٰكَذَا ‏‹تَعْرِفُ ٱلْحَقَّ› لَا بِتَعَلُّمِهِ فَقَطْ،‏ بَلْ بِتَطْبِيقِهِ أَيْضًا.‏

٢٠ إِذًا أَيُّهَا ٱلشَّبَابُ،‏ قَدِّرُوا ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي أَعْطَاكُمْ إِيَّاهَا ٱللّٰهُ.‏ اِسْتَعْمِلُوهَا بِحِكْمَةٍ كَيْ تُؤَسِّسُوا لِمُسْتَقْبَلٍ نَاجِحٍ.‏ قَالَ أَخٌ شَابٌّ:‏ «حِينَ تَسْتَعْمِلُ حُرِّيَّتَكَ بِحِكْمَةٍ ٱلْآنَ،‏ تَسْتَعِدُّ لِلْقَرَارَاتِ ٱلْكَبِيرَةِ ٱلَّتِي سَتُوَاجِهُهَا لَاحِقًا،‏ كَإِيجَادِ عَمَلٍ مُنَاسِبٍ أَوِ ٱلِٱخْتِيَارِ بَيْنَ ٱلزَّوَاجِ أَوِ ٱلْعُزُوبَةِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ».‏

٢١ كَيْفَ تَسِيرُ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى «ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ»؟‏

٢١ فِي هٰذَا ٱلنِّظَامِ،‏ حَتَّى ٱلْحَيَاةُ ٱلَّتِي يَعْتَبِرُهَا ٱلنَّاسُ جَيِّدَةً هِيَ قَصِيرَةٌ وَغَيْرُ مُسْتَقِرَّةٍ.‏ فَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ مَاذَا سَيَحْصُلُ غَدًا.‏ (‏يع ٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ لِذَا مِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ تَسِيرَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى «ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ»،‏ أَيِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ (‏١ تي ٦:‏١٩‏)‏ لٰكِنَّ ٱللّٰهَ لَا يُجْبِرُكَ عَلَى ذٰلِكَ.‏ اَلْقَرَارُ هُوَ قَرَارُكَ.‏ فَٱجْعَلْ يَهْوَهَ ‹نَصِيبَكَ› وَقَدِّرْ «كُلَّ شَيْءٍ» يُعْطِيكَ إِيَّاهُ.‏ (‏١ تي ٦:‏١٧‏)‏ وَكُنْ وَاثِقًا أَنَّهُ سَيَمْنَحُكَ فَرَحًا حَقِيقِيًّا إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ —‏ مز ١٦:‏١١‏.‏

a بِحَسَبِ تَرْجَمَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ ٱلطَّبْعَةِ ٱلْمُنَقَّحَةِ ٢٠١٣ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏.‏