الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ايها الشباب،‏ يهوه يريد ان تكونوا سعداء

ايها الشباب،‏ يهوه يريد ان تكونوا سعداء

‏«اَللّٰهُ .‏ .‏ .‏ يُزَوِّدُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِمُتْعَتِنَا».‏ —‏ ١ تي ٦:‏١٧‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٣٥،‏ ٣٩

١،‏ ٢ عِنْدَمَا تُفَكِّرُ فِي مُسْتَقْبَلِكَ،‏ لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ تُصْغِيَ إِلَى نَصَائِحِ يَهْوَهَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّوَرَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

 إِذَا كُنْتَ فِي عُمْرِ ٱلشَّبَابِ،‏ فَلَا بُدَّ أَنَّكَ تَسْمَعُ نَصَائِحَ كَثِيرَةً حَوْلَ مُسْتَقْبَلِكَ.‏ فَٱلْأَسَاتِذَةُ وَٱلْمُرْشِدُونَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ وَغَيْرُهُمْ يُشَجِّعُونَكَ عَلَى ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي وَٱلْمِهَنِ ٱلْمُرْبِحَةِ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ يُعْطِيكَ نَصَائِحَ مُخْتَلِفَةً.‏ طَبْعًا،‏ هُوَ يُرِيدُ أَنْ تَجْتَهِدَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ كَيْ تُؤَمِّنَ حَاجَاتِكَ بَعْدَ ٱلتَّخَرُّجِ.‏ (‏كو ٣:‏٢٣‏)‏ لٰكِنَّهُ يُشَجِّعُكَ أَنْ تَتْبَعَ مَبَادِئَهُ ٱلْحَكِيمَةَ لِتُحَدِّدَ أَوْلَوِيَّاتِكَ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ فَهٰذِهِ ٱلْمَبَادِئُ تُوَجِّهُكَ لِتَعِيشَ بِطَرِيقَةٍ تُرْضِيهِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هٰذَا.‏ —‏ مت ٢٤:‏١٤‏.‏

٢ وَيَهْوَهُ يَرَى ٱلصُّورَةَ ٱلْكَامِلَةَ.‏ فَهُوَ يَعْلَمُ مَاذَا يَنْتَظِرُ هٰذَا ٱلْعَالَمَ وَمَتَى يَنْتَهِي.‏ (‏اش ٤٦:‏١٠؛‏ مت ٢٤:‏٣،‏ ٣٦‏)‏ كَمَا أَنَّهُ يَعْرِفُنَا جَيِّدًا:‏ يَعْرِفُ مَا يُفْرِحُنَا فِعْلًا وَمَا يُحْزِنُنَا.‏ لِذَا حَتَّى لَوْ بَدَتْ نَصَائِحُ ٱلْبَشَرِ جَيِّدَةً،‏ إِنْ لَمْ تَكُنْ مُؤَسَّسَةً عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ،‏ فَهِيَ لَيْسَتْ حَكِيمَةً أَبَدًا.‏ —‏ ام ١٩:‏٢١‏.‏

‏«لَيْسَ حِكْمَةٌ .‏ .‏ .‏ ضِدَّ يَهْوَهَ»‏

٣،‏ ٤ كَيْفَ أَثَّرَتِ ٱلنَّصِيحَةُ ٱلسَّيِّئَةُ عَلَى آدَمَ وَحَوَّاءَ وَنَسْلِهِمَا؟‏

٣ فِي بِدَايَةِ ٱلتَّارِيخِ،‏ أَعْطَى ٱلشَّيْطَانُ لِحَوَّاءَ نَصِيحَةً سَيِّئَةً.‏ فَهُوَ قَالَ لَهَا بِوَقَاحَةٍ إِنَّهَا سَتَكُونُ هِيَ وَزَوْجُهَا أَسْعَدَ بِكَثِيرٍ إِذَا ٱخْتَارَا هُمَا بِنَفْسِهِمَا طَرِيقَهُمَا فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ (‏تك ٣:‏١-‏٦‏)‏ لٰكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ أَنَانِيًّا.‏ فَقَدْ أَرَادَ مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَنَسْلِهِمَا أَنْ يُطِيعُوهُ وَيَعْبُدُوهُ هُوَ بَدَلَ يَهْوَهَ.‏ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُقَدِّمْ شَيْئًا لِآدَمَ وَحَوَّاءَ.‏ فَيَهْوَهُ هُوَ مَنْ أَعْطَاهُمَا كُلَّ شَيْءٍ:‏ شَرِيكَ حَيَاةٍ،‏ جَنَّةً جَمِيلَةً،‏ وَجَسَدًا كَامِلًا لِيَعِيشَا إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏

٤ لٰكِنْ لِلْأَسَفِ،‏ تَمَرَّدَ آدَمُ وَحَوَّاءُ عَلَى ٱللّٰهِ.‏ وَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ مَأْسَاوِيَّةً.‏ فَكَمَا تَذْبُلُ ٱلزَّهْرَةُ وَتَمُوتُ بَعْدَ أَنْ تُقْطَعَ مِنَ ٱلنَّبْتَةِ،‏ بَدَأَ آدَمُ وَحَوَّاءُ يَشِيخَانِ بَعْدَ أَنِ ٱبْتَعَدَا عَنِ ٱللّٰهِ،‏ ثُمَّ مَاتَا.‏ وَعَانَى نَسْلُهُمَا أَيْضًا مِنْ عَوَاقِبِ ٱلْخَطِيَّةِ.‏ (‏رو ٥:‏١٢‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ مَا زَالَ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ يَخْتَارُونَ أَلَّا يُطِيعُوا ٱللّٰهَ.‏ فَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا كَمَا يَحْلُو لَهُمْ.‏ (‏اف ٢:‏١-‏٣‏)‏ وَٱلنَّتَائِجُ تُظْهِرُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّهُ «لَيْسَ حِكْمَةٌ .‏ .‏ .‏ ضِدَّ يَهْوَهَ».‏ —‏ ام ٢١:‏٣٠‏.‏

٥ بِمَ وَثِقَ يَهْوَهُ،‏ وَهَلْ ثِقَتُهُ فِي مَحَلِّهَا؟‏

٥ رَغْمَ ذٰلِكَ،‏ وَثِقَ يَهْوَهُ أَنَّ عَدَدًا مِنَ ٱلنَّاسِ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ شَبَابٌ كَثِيرُونَ،‏ سَيَبْحَثُونَ عَنْهُ وَيَخْدُمُونَهُ.‏ (‏مز ١٠٣:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ١١٠:‏٣‏)‏ وَيَهْوَهُ يُعِزُّ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصَ.‏ وَإِذَا كُنْتَ وَاحِدًا مِنْهُمْ،‏ فَلَا بُدَّ أَنَّكَ تَفْرَحُ ‹بِكُلِّ شَيْءٍ› أَعْطَاكَ إِيَّاهُ ٱللّٰهُ.‏ (‏١ تي ٦:‏١٧؛‏ ام ١٠:‏٢٢‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ سَتُنَاقِشُ أَرْبَعَ بَرَكَاتٍ مِنْ يَهْوَهَ:‏ اَلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ،‏ ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْجَيِّدَةَ،‏ ٱلْأَهْدَافَ ٱلْمُفِيدَةَ،‏ وَٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ.‏

يَهْوَهُ يُشْبِعُ حَاجَتَكَ ٱلرُّوحِيَّةَ

٦ كَيْفَ يُشْبِعُ يَهْوَهُ حَاجَتَكَ ٱلرُّوحِيَّةَ،‏ وَكَيْفَ يُفِيدُكَ ذٰلِكَ؟‏

٦ يَتَمَيَّزُ ٱلْإِنْسَانُ عَنْ بَاقِي ٱلْمَخْلُوقَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِحَاجَتِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ وَوَحْدَهُ ٱلْخَالِقُ يَقْدِرُ أَنْ يُشْبِعَهَا.‏ (‏مت ٤:‏٤‏)‏ كَيْفَ؟‏ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ وَٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْوَافِرِ مِنَ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ».‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥؛‏ اش ٦٥:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وَعِنْدَمَا تُصْغِي إِلَى يَهْوَهَ،‏ تَكْتَسِبُ ٱلْبَصِيرَةَ وَٱلْحِكْمَةَ وَتَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ».‏ —‏ مت ٥:‏٣‏.‏

٧ كَيْفَ يُفِيدُكَ ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ؟‏

٧ وَٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ يُعْطِيكَ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْمَقْدِرَةَ ٱلتَّفْكِيرِيَّةَ ٱللَّتَيْنِ تَحْمِيَانِكَ بِعِدَّةِ طُرُقٍ.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ٢:‏١٠-‏١٤‏.‏)‏ فَهُمَا تُسَاعِدَانِكَ أَنْ تُمَيِّزَ ٱلْأَكَاذِيبَ،‏ كَٱلْكِذْبَةِ أَنَّ ٱللّٰهَ غَيْرُ مَوْجُودٍ أَوْ أَنَّ ٱلْمَالَ يَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ.‏ وَتُمَكِّنَانِكَ أَيْضًا مِنْ مُقَاوَمَةِ ٱلرَّغَبَاتِ وَٱلْعَادَاتِ ٱلْمُؤْذِيَةِ.‏ فَٱبْذُلْ جُهْدَكَ كَيْ تُنَمِّيَ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْمَقْدِرَةَ ٱلتَّفْكِيرِيَّةَ.‏ وَعِنْدَئِذٍ تَرَى أَنْتَ بِنَفْسِكَ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّكَ وَيُرِيدُ ٱلْأَفْضَلَ لَكَ.‏ —‏ مز ٣٤:‏٨؛‏ اش ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

٨ لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ تَقْتَرِبَ إِلَى ٱللّٰهِ ٱلْآنَ؟‏

٨ قَرِيبًا سَيَنْهَارُ عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ،‏ وَلَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَحْمِيَنَا سِوَى يَهْوَهَ.‏ حَتَّى إِنَّنَا قَدْ نَتَّكِلُ عَلَيْهِ لِنَحْصُلَ عَلَى وَجْبَتِنَا ٱلتَّالِيَةِ.‏ (‏حب ٣:‏٢،‏ ١٢-‏١٩‏)‏ لِذَا مُهِمٌّ أَنْ تَقْتَرِبَ ٱلْآنَ إِلَى أَبِيكَ ٱلسَّمَاوِيِّ وَتُقَوِّيَ ثِقَتَكَ بِهِ.‏ (‏٢ بط ٢:‏٩‏)‏ وَهٰكَذَا مَهْمَا حَصَلَ،‏ فَسَتَشْعُرُ كَمَا شَعَرَ دَاوُدُ ٱلَّذِي قَالَ:‏ «جَعَلْتُ يَهْوَهَ أَمَامِي كُلَّ حِينٍ.‏ لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلَا أَتَزَعْزَعُ».‏ —‏ مز ١٦:‏٨‏.‏

يَهْوَهُ يُعْطِيكَ أَفْضَلَ ٱلْأَصْدِقَاءِ

٩ (‏أ)‏ بِحَسَبِ يُوحَنَّا ٦:‏٤٤‏،‏ مَاذَا يَفْعَلُ يَهْوَهُ؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ أَنْ تَلْتَقِيَ بِشَاهِدٍ لِيَهْوَهَ أَوْ بِشَخْصٍ لَيْسَ فِي ٱلْحَقِّ؟‏

٩ عِنْدَمَا تَلْتَقِي لِأَوَّلِ مَرَّةٍ بِشَخْصٍ لَيْسَ فِي ٱلْحَقِّ،‏ مَاذَا تَعْرِفُ عَنْهُ؟‏ رُبَّمَا لَا شَيْءَ سِوَى ٱسْمِهِ وَشَكْلِهِ.‏ لٰكِنْ عِنْدَمَا تَلْتَقِي بِشَخْصٍ فِي ٱلْحَقِّ،‏ يَخْتَلِفُ ٱلْوَضْعُ.‏ فَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّهُ يُحِبُّ يَهْوَهَ،‏ وَأَنَّ يَهْوَهَ رَأَى فِيهِ صِفَاتٍ جَيِّدَةً وَٱجْتَذَبَهُ إِلَيْهِ.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ٦:‏٤٤‏.‏)‏ حَتَّى لَوْ كَانَ مِنْ بِيئَةٍ أَوْ بَلَدٍ آخَرَ،‏ فَأَنْتَ تَعْرِفُ ٱلْكَثِيرَ عَنْهُ.‏

يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يَكُونَ لَدَيْكَ أَفْضَلُ ٱلْأَصْدِقَاءِ وَأَنْ تَضَعَ أَهْدَافًا رُوحِيَّةً (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٩-‏١٢.‏)‏

١٠،‏ ١١ مَا ٱلْمُشْتَرَكُ بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَهَ،‏ وَكَيْفَ يُفِيدُهُمْ ذٰلِكَ؟‏

١٠ مَثَلًا،‏ سَتُمَيِّزُ فَوْرًا أَنَّكُمَا تَتَكَلَّمَانِ ‹ٱللُّغَةَ› نَفْسَهَا:‏ لُغَةَ ٱلْحَقِّ ٱلنَّقِيَّةَ.‏ (‏صف ٣:‏٩‏)‏ وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّكَ تَعْرِفُ مُعْتَقَدَاتِهِ،‏ مَقَايِيسَهُ ٱلْأَدَبِيَّةَ،‏ رَجَاءَهُ،‏ وَغَيْرَ ذٰلِكَ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْأُمُورُ هِيَ ٱلْأَسَاسُ كَيْ تَثِقَ بِشَخْصٍ آخَرَ وَتَبْنِيَ صَدَاقَةً قَوِيَّةً مَعَهُ.‏

١١ فَعِنْدَمَا تَعْبُدُ يَهْوَهَ،‏ يُصْبِحُ لَدَيْكَ أَفْضَلُ ٱلْأَصْدِقَاءِ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ.‏ وَهُمْ فِعْلًا أَصْدِقَاؤُكَ حَتَّى لَوْ كُنْتَ لَا تَعْرِفُهُمْ جَمِيعًا.‏ حَقًّا،‏ لَا أَحَدَ سِوَى شَعْبِ يَهْوَهَ يَتَمَتَّعُ بِهٰذِهِ ٱلْبَرَكَةِ.‏

يَهْوَهُ يُسَاعِدُكَ أَنْ تَضَعَ أَهْدَافًا مُفِيدَةً

١٢ أَيُّ أَهْدَافٍ مُفِيدَةٍ تَقْدِرُ أَنْ تَسْعَى إِلَيْهَا؟‏

١٢ اقرإ الجامعة ١١:‏٩–‏١٢:‏١‏.‏ هَلْ تَسْعَى إِلَى هَدَفٍ رُوحِيٍّ أَوْ أَكْثَرَ؟‏ رُبَّمَا تُحَاوِلُ أَنْ تَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمِيًّا أَوْ أَنْ تُحَسِّنَ أَجْوِبَتَكَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَطَرِيقَةَ تَعْلِيمِكَ.‏ وَكَيْفَ تَشْعُرُ حِينَ تَرَى أَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَوْ يَمْدَحُكَ ٱلْآخَرُونَ عَلَى تَقَدُّمِكَ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ تَفْرَحُ وَتُحِسُّ بِٱلْإِنْجَازِ.‏ فَأَنْتَ تَضَعُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِكَ،‏ كَمَا فَعَلَ يَسُوعُ.‏ —‏ مز ٤٠:‏٨؛‏ ام ٢٧:‏١١‏.‏

١٣ مَاذَا يُمَيِّزُ خِدْمَةَ ٱللّٰهِ عَنِ ٱلْأَهْدَافِ ٱلْعَالَمِيَّةِ؟‏

١٣ وَٱلتَّرْكِيزُ عَلَى أَهْدَافٍ رُوحِيَّةٍ يَجْلُبُ لَكَ ٱلْفَرَحَ.‏ فَأَنْتَ لَا تَقُومُ بِعَمَلٍ غَيْرِ نَافِعٍ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «كُونُوا رَاسِخِينَ،‏ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ،‏ مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ،‏ عَالِمِينَ أَنَّ كَدَّكُمْ لَيْسَ عَبَثًا فِي ٱلرَّبِّ».‏ (‏١ كو ١٥:‏٥٨‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ عِنْدَمَا يَسْعَى ٱلْآخَرُونَ إِلَى أَهْدَافٍ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ،‏ يَشْعُرُونَ بِفَرَاغٍ دَاخِلِيٍّ وَلَوْ بَدَوْا نَاجِحِينَ.‏ (‏لو ٩:‏٢٥‏)‏ وَهٰذَا مَا تَوَصَّلَ إِلَيْهِ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مِنِ ٱخْتِبَارِهِ ٱلشَّخْصِيِّ.‏ —‏ رو ١٥:‏٤‏.‏

١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَصَلَ مَعَ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ؟‏

١٤ كَانَ سُلَيْمَانُ غَنِيًّا جِدًّا وَلَهُ سُلْطَةٌ كَبِيرَةٌ.‏ فَأَرَادَ أَنْ يَخْتَبِرَ مَلَذَّاتِ ٱلْحَيَاةِ وَيَرَى مَا ٱلْفَائِدَةُ مِنْهَا.‏ فَبَنَى بُيُوتًا وَعَمِلَ جَنَّاتٍ وَحَدَائِقَ وَحَصَلَ عَلَى كُلِّ مَا يُرِيدُ.‏ (‏جا ٢:‏١-‏١٠‏)‏ وَهَلْ أَحَسَّ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلرِّضَى؟‏ قَالَ هُوَ بِنَفْسِهِ:‏ «اِلْتَفَتُّ أَنَا إِلَى كُلِّ أَعْمَالِي ٱلَّتِي عَمِلَتْهَا يَدَايَ .‏ .‏ .‏ فَإِذَا كُلُّ شَيْءٍ بَاطِلٌ .‏ .‏ .‏ وَلَا مَنْفَعَةَ فِي شَيْءٍ».‏ (‏جا ٢:‏١١‏)‏ فَهَلْ تَسْتَفِيدُ مِمَّا حَصَلَ مَعَهُ؟‏

١٥ لِمَاذَا تَحْتَاجُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ،‏ وَمَا فَائِدَتُهُ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ٣٢:‏٨‏؟‏

١٥ لَا يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ تُخْطِئَ كَيْ تَتَعَلَّمَ مِنْ تَجْرِبَتِكَ.‏ لِذٰلِكَ يَلْزَمُ أَنْ تُصْغِيَ إِلَيْهِ وَتُطِيعَهُ.‏ وَهٰذَا يَتَطَلَّبُ ٱلْإِيمَانَ.‏ وَتَأَكَّدْ أَنَّكَ لَنْ تَنْدَمَ أَبَدًا عَلَى ٱلْقَرَارَاتِ ٱلَّتِي تَتَّخِذُهَا بِدَافِعِ ٱلْإِيمَانِ.‏ فَيَهْوَهُ لَنْ يَنْسَى ‹ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي تُظْهِرُهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ›.‏ (‏عب ٦:‏١٠‏)‏ فَٱبْذُلْ جُهْدَكَ لِتُقَوِّيَ إِيمَانَكَ.‏ وَهٰكَذَا تَرَى أَنْتَ بِنَفْسِكَ أَنَّ أَبَاكَ ٱلسَّمَاوِيَّ يُرِيدُ ٱلْأَفْضَلَ لَكَ.‏ —‏ اقرإ المزمور ٣٢:‏٨‏.‏

يَهْوَهُ يُعْطِيكَ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ

١٦ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُقَدِّرَ حُرِّيَّتَنَا وَنَسْتَعْمِلَهَا بِمَسْؤُولِيَّةٍ؟‏

١٦ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «حَيْثُ رُوحُ يَهْوَهَ فَهُنَاكَ حُرِّيَّةٌ».‏ (‏٢ كو ٣:‏١٧‏)‏ فَيَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْحُرِّيَّةَ،‏ وَهُوَ وَضَعَ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ فِي دَاخِلِنَا.‏ لٰكِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ نَسْتَعْمِلَ حُرِّيَّتَنَا بِمَسْؤُولِيَّةٍ.‏ وَفِي هٰذَا حِمَايَةٌ لَنَا.‏ فَرُبَّمَا تَعْرِفُ شَبَابًا يُشَاهِدُونَ مَوَادَّ إِبَاحِيَّةً،‏ يُمَارِسُونَ رِيَاضَاتٍ خَطِرَةً،‏ أَوْ يَتَعَاطَوْنَ ٱلْمُخَدِّرَاتِ وَيَسْكَرُونَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُمْ يَشْعُرُونَ بِشَيْءٍ مِنَ ٱلْمُتْعَةِ،‏ لٰكِنَّهُمْ غَالِبًا مَا يَدْفَعُونَ ٱلثَّمَنَ غَالِيًا.‏ فَيُعَانُونَ مِنَ ٱلْأَمْرَاضِ أَوْ يُصْبِحُونَ مُدْمِنِينَ أَوْ يَمُوتُونَ.‏ (‏غل ٦:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَمَا يَعْتَبِرُهُ هٰؤُلَاءِ ٱلشَّبَابُ حُرِّيَّةً لَيْسَ سِوَى خُدْعَةٍ.‏ —‏ تي ٣:‏٣‏.‏

١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ كَيْفَ تَسْتَفِيدُ إِذَا ٱسْتَعْمَلْتَ حُرِّيَّتَكَ بِحِكْمَةٍ؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ حُرِّيَّةِ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْيَوْمَ؟‏

١٧ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ طَاعَتُكَ لِيَهْوَهَ تُفِيدُكَ.‏ فَهِيَ تَحْمِي صِحَّتَكَ وَتَمْنَحُكَ ٱلْآنَ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ.‏ (‏مز ١٩:‏٧-‏١١‏)‏ وَعِنْدَمَا تَسْتَعْمِلُ حُرِّيَّتَكَ بِحِكْمَةٍ،‏ أَيْ ضِمْنَ حُدُودِ مَبَادِئِ وَشَرَائِعِ ٱللّٰهِ ٱلْكَامِلَةِ،‏ تُظْهِرُ لِلّٰهِ وَلِوَالِدَيْكَ أَنَّكَ أَهْلٌ لِلثِّقَةِ.‏ وَعِنْدَئِذٍ يُعْطِيكَ وَالِدَاكَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ.‏ أَيْضًا،‏ يَعِدُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ بِحُرِّيَّةٍ كَامِلَةٍ يَدْعُوهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ «ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ».‏ —‏ رو ٨:‏٢١‏.‏

١٨ وَآدَمُ وَحَوَّاءُ ذَاقَا طَعْمَ هٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةِ.‏ فَفِي جَنَّةِ عَدْنٍ،‏ مَنَعَهُمَا يَهْوَهُ عَنْ أَمْرٍ وَاحِدٍ فَقَطْ:‏ أَنْ يَأْكُلَا مِنْ إِحْدَى ٱلْأَشْجَارِ.‏ (‏تك ٢:‏٩،‏ ١٧‏)‏ بِرَأْيِكَ،‏ هَلْ هٰذَا ٱلطَّلَبُ ظَالِمٌ؟‏ طَبْعًا لَا.‏ فَمَا أَكْبَرَ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ وَبَيْنَ ٱلْقَوَانِينِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي يَضَعُهَا ٱلْبَشَرُ!‏

١٩ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ وَيَسُوعُ أَنْ نَصِيرَ أَحْرَارًا؟‏

١٩ وَيَهْوَهُ يُعَامِلُنَا بِحِكْمَةٍ.‏ فَبَدَلَ أَنْ يَفْرِضَ عَلَيْنَا قَوَانِينَ لَا تَنْتَهِي،‏ يُعَلِّمُنَا بِصَبْرٍ أَنْ نَتْبَعَ شَرِيعَةَ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَعِيشَ بِحَسَبِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ وَنَكْرَهَ ٱلشَّرَّ.‏ (‏رو ١٢:‏٩‏)‏ وَمَوْعِظَةُ يَسُوعَ عَلَى ٱلْجَبَلِ هِيَ مِثَالٌ عَلَى ذٰلِكَ.‏ فَمِنْ خِلَالِهَا عَلَّمَنَا مَاذَا يَدْفَعُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْأَسَاسِ إِلَى فِعْلِ ٱلْخَطَإِ.‏ (‏مت ٥:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ وَفِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ سَيَسْتَمِرُّ يَسُوعُ،‏ مَلِكُ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ فِي تَعْلِيمِنَا أَنْ نُحِبَّ ٱلْبِرَّ وَنُبْغِضَ ٱلشَّرَّ إِلَى أَنْ نَعْكِسَ تَمَامًا نَظْرَتَهُ هُوَ.‏ (‏عب ١:‏٩‏)‏ كَمَا أَنَّهُ سَيُوصِلُنَا إِلَى ٱلْكَمَالِ جَسَدِيًّا وَعَقْلِيًّا.‏ تَخَيَّلْ أَنَّكَ لَنْ تُغْرَى بِفِعْلِ ٱلْخَطِيَّةِ وَلَنْ تُعَانِيَ مِنْ تَأْثِيرِهَا فِي مَا بَعْدُ.‏ فَعِنْدَئِذٍ سَتَتَمَتَّعُ ‹بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْمَجِيدَةِ› ٱلَّتِي يَعِدُ بِهَا يَهْوَهُ.‏

٢٠ (‏أ)‏ كَيْفَ يَسْتَعْمِلُ يَهْوَهُ حُرِّيَّتَهُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ؟‏

٢٠ وَلٰكِنْ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ سَيَبْقَى لِحُرِّيَّتِنَا حُدُودٌ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْحُدُودُ تَرْسُمُهَا مَحَبَّتُنَا لِلّٰهِ وَٱلنَّاسِ.‏ وَعِنْدَمَا تُوَجِّهُ ٱلْمَحَبَّةُ حُرِّيَّتَنَا،‏ نَكُونُ فِي ٱلْوَاقِعِ نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ.‏ فَمَعَ أَنَّ حُرِّيَّتَهُ بِلَا حُدُودٍ،‏ ٱخْتَارَ أَنْ تُوَجِّهَ ٱلْمَحَبَّةُ تَعَامُلَاتِهِ مَعَنَا.‏ (‏١ يو ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَكَيْ نَكُونَ أَحْرَارًا بِٱلْفِعْلِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَدَعَ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ تُوَجِّهُ حُرِّيَّتَنَا.‏

٢١ (‏أ)‏ كَيْفَ شَعَرَ دَاوُدُ تِجَاهَ يَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

٢١ هَلْ تُقَدِّرُ «كُلَّ شَيْءٍ» يُعْطِيكَ إِيَّاهُ يَهْوَهُ كَٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ،‏ ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْجَيِّدَةِ،‏ ٱلْأَهْدَافِ ٱلْمُفِيدَةِ،‏ وَٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْكَامِلَةِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏ (‏١ تي ٦:‏١٧‏)‏ إِذَا أَجَبْتَ بِنَعَمْ،‏ فَلَا بُدَّ أَنَّ كَلِمَاتِ ٱلْمَزْمُور ١٦:‏١١ تَصِفُ شُعُورَكَ.‏ فَهِيَ تَقُولُ:‏ «تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ ٱلْحَيَاةِ.‏ أَشْبَعُ فَرَحًا مَعَ وَجْهِكَ.‏ مَسَرَّاتٌ فِي يَمِينِكَ إِلَى ٱلْأَبَدِ».‏ وَٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ سَتُنَاقِشُ جَوَاهِرَ أُخْرَى مِنَ ٱلْمَزْمُورِ ١٦‏.‏ وَهٰذِهِ ٱلْجَوَاهِرُ سَتُرَكِّزُ أَكْثَرَ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلضَّرُورِيَّةِ لِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ.‏