الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٥١

هل تعرف يهوه جيدا؟‏

هل تعرف يهوه جيدا؟‏

‏«يَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ ٱلْعَارِفُونَ ٱسْمَكَ،‏ لِأَنَّكَ لَا تَتْرُكُ طَالِبِيكَ يَا يَهْوَهُ».‏ —‏ مز ٩:‏١٠‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٥٦ لِيَكُنِ ٱلْحَقُّ حَيَاتَكَ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١-‏٢ مِثْلَ أَنْجِيلِتُّو،‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ كُلٌّ مِنَّا؟‏

هَلْ وَالِدَاكَ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ؟‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ لَا تَنْسَ أَنَّ ٱلصَّدَاقَةَ مَعْ يَهْوَهَ لَا تَأْتِي بِٱلْوِرَاثَةِ.‏ فَسَوَاءٌ تَرَبَّيْنَا فِي عَائِلَةٍ تَخْدُمُ يَهْوَهَ أَمْ لَا،‏ عَلَى كُلٍّ مِنَّا أَنْ يَبْذُلَ جُهْدَهُ لِيَبْنِيَ عَلَاقَةً قَوِيَّةً بِيَهْوَهَ.‏

٢ وَهٰذَا مَا فَعَلَهُ أَخٌ ٱسْمُهُ أَنْجِيلِتُّو.‏ فَهُوَ تَرَبَّى فِي عَائِلَةٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ.‏ وَلٰكِنْ خِلَالَ مُرَاهَقَتِهِ،‏ لَمْ يَشْعُرْ أَنَّهُ قَرِيبٌ مِنَ ٱللهِ.‏ يُخْبِرُ:‏ «كُنْتُ أَخْدُمُ يَهْوَهَ لِأَنَّ عَائِلَتِي تَخْدُمُهُ».‏ إِلَّا أَنَّهُ قَرَّرَ أَنْ يُخَصِّصَ ٱلْوَقْتَ لِيَقْرَأَ كَلِمَةَ ٱللهِ وَيَتَأَمَّلَ فِيهَا.‏ كَمَا أَنَّهُ بَدَأَ يُصَلِّي أَكْثَرَ مِنْ قَبْلُ.‏ وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ يَقُولُ:‏ «أَدْرَكْتُ أَنَّ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلْوَحِيدَةَ لِأَقْتَرِبَ مِنْ أَبِي ٱلْمُحِبِّ يَهْوَهَ هِيَ أَنْ أَتَعَرَّفَ إِلَيْهِ أَنَا بِنَفْسِي».‏ وَٱخْتِبَارُ أَنْجِيلِتُّو يَدْفَعُنَا أَنْ نَسْأَلَ:‏ مَا مَعْنَى أَنْ نَعْرِفَ يَهْوَهَ جَيِّدًا؟‏ وَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ؟‏

٣ كَيْفَ نَعْرِفُ يَهْوَهَ جَيِّدًا؟‏

٣ قَدْ نَظُنُّ أَنَّنَا نَعْرِفُ يَهْوَهَ لِأَنَّنَا نَعْرِفُ ٱسْمَهُ وَبَعْضَ مَا قَالَهُ أَوْ فَعَلَهُ.‏ لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَكْفِي.‏ فَكَيْ نَعْرِفَ يَهْوَهَ جَيِّدًا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ أَكْثَرَ عَنْهُ وَعَنْ صِفَاتِهِ ٱلْجَمِيلَةِ.‏ وَعِنْدَئِذٍ نَفْهَمُ لِمَ قَالَ شَيْئًا مَا أَوْ عَمِلَ بِطَرِيقَةٍ مُعَيَّنَةٍ.‏ وَهٰذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُمَيِّزَ هَلْ هُوَ رَاضٍ عَنْ آرَائِنَا وَقَرَارَاتِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا.‏ وَعِنْدَمَا نَعْرِفُ مَاذَا يَطْلُبُ مِنَّا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُطِيعَهُ.‏

٤ مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا مِثَالُ مُوسَى وَٱلْمَلِكِ دَاوُدَ؟‏

٤ قَدْ يَسْخَرُ ٱلْبَعْضُ مِنَّا لِأَنَّنَا نَنْوِي أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ.‏ وَرُبَّمَا تَزْدَادُ مُقَاوَمَتُهُمْ حِينَ نَبْدَأُ بِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ لٰكِنْ إِذَا ٱتَّكَلْنَا عَلَى يَهْوَهَ،‏ فَلَنْ يَتْرُكَنَا أَبَدًا.‏ بَلْ سَنُؤَسِّسُ لِصَدَاقَةٍ مَعَهُ تَبْقَى مَدَى ٱلْحَيَاةِ.‏ لٰكِنْ هَلْ نَقْدِرُ أَنْ نَكُونَ قَرِيبِينَ مِنْ يَهْوَهَ إِلَى هٰذِهِ ٱلدَّرَجَةِ؟‏ طَبْعًا،‏ وَهٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ مِثَالُ أَشْخَاصٍ نَاقِصِينَ،‏ مِثْلِ مُوسَى وَٱلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ سَنَتَأَمَّلُ ٱلْآنَ فِي مِثَالِهِمَا وَنُجِيبُ عَنْ سُؤَالَيْنِ:‏ كَيْفَ عَرَفَا يَهْوَهَ جَيِّدًا؟‏ وَأَيَّةُ دُرُوسٍ نَتَعَلَّمُهَا مِنْهُمَا؟‏

مُوسَى رَأَى «مَنْ لَا يُرَى»‏

٥ مَاذَا ٱخْتَارَ مُوسَى؟‏

٥ اِخْتَارَ مُوسَى أَنْ يَخْدُمَ ٱللهَ.‏ بِعُمْرِ ٤٠ سَنَةً تَقْرِيبًا،‏ ٱخْتَارَ مُوسَى أَنْ يَكُونَ مَعْ شَعْبِ ٱللهِ ٱلْمُسْتَعْبَدِينَ بَدَلَ أَنْ يُدْعَى «ٱبْنَ ٱبْنَةِ فِرْعَوْنَ».‏ (‏عب ١١:‏٢٤‏)‏ وَتَخَلَّى بِذٰلِكَ عَنْ مَرْكَزٍ مُهِمٍّ جِدًّا.‏ وَهُوَ عَرَفَ أَنَّ دَعْمَهُ لِلْعِبْرَانِيِّينَ سَيُغْضِبُ فِرْعَوْنَ،‏ ٱلَّذِي كَانَ حَاكِمًا قَوِيًّا وَإِلٰهًا لِلْمِصْرِيِّينَ.‏ فِعْلًا،‏ كَانَ إِيمَانُ مُوسَى قَوِيًّا.‏ فَهُوَ وَثِقَ بِيَهْوَهَ.‏ وَثِقَتُهُ هٰذِهِ هِيَ أَسَاسُ صَدَاقَتِهِ ٱلْقَوِيَّةِ مَعَهُ.‏ —‏ ام ٣:‏٥‏.‏

٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ مُوسَى؟‏

٦ وَمَا ٱلدَّرْسُ لَنَا؟‏ مِثْلَ مُوسَى،‏ أَمَامَنَا جَمِيعًا قَرَارٌ مُهِمٌّ.‏ فَهَلْ نَخْتَارُ أَنْ نَخْدُمَ ٱللهَ وَنَكُونَ مَعْ شَعْبِهِ؟‏ قَدْ يَلْزَمُ أَنْ نَقُومَ بِبَعْضِ ٱلتَّضْحِيَاتِ،‏ أَوْ نَتَحَمَّلَ ٱلْمُقَاوَمَةَ مِنَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ يَهْوَهَ.‏ لٰكِنْ إِذَا ٱتَّكَلْنَا عَلَيْهِ،‏ فَلَنْ يُخَيِّبَنَا أَبَدًا.‏

٧-‏٨ عَمَّ ٱسْتَمَرَّ مُوسَى يَتَعَلَّمُ؟‏

٧ اِسْتَمَرَّ مُوسَى يَتَعَلَّمُ عَنْ صِفَاتِ يَهْوَهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ.‏ مَثَلًا،‏ طَلَبَ يَهْوَهُ مِنْ مُوسَى أَنْ يُحَرِّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ.‏ لٰكِنَّ مُوسَى لَمْ يَكُنْ وَاثِقًا بِنَفْسِهِ،‏ وَقَالَ لِيَهْوَهَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ إِنَّهُ لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُتَمِّمَ ٱلْمُهِمَّةَ.‏ فَتَعَاطَفَ يَهْوَهُ مَعَهُ وَسَاعَدَهُ.‏ (‏خر ٤:‏١٠-‏١٦‏)‏ وَبِٱلنَّتِيجَةِ،‏ ٱسْتَطَاعَ مُوسَى أَنْ يَنْقُلَ رَسَائِلَ دَيْنُونَةٍ قَوِيَّةً إِلَى فِرْعَوْنَ.‏ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ رَأَى مُوسَى قُوَّةَ يَهْوَهَ حِينَ خَلَّصَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَقَضَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَجَيْشِهِ فِي ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ.‏ —‏ خر ١٤:‏٢٦-‏٣١؛‏ مز ١٣٦:‏١٥‏.‏

٨ وَبَعْدَ خُرُوجِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ،‏ تَشَكَّوْا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ مِنْ أُمُورٍ عَدِيدَةٍ.‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ لَاحَظَ مُوسَى كَمْ صَبَرَ يَهْوَهُ عَلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي حَرَّرَهُ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ.‏ (‏مز ٧٨:‏٤٠-‏٤٣‏)‏ أَيْضًا،‏ رَأَى مُوسَى كَمْ يَهْوَهُ مُتَوَاضِعٌ.‏ فَهُوَ غَيَّرَ رَأْيَهُ بِنَاءً عَلَى طَلَبِ مُوسَى.‏ —‏ خر ٣٢:‏٩-‏١٤‏.‏

٩ حَسَبَ ٱلْعِبْرَانِيِّين ١١:‏٢٧‏،‏ كَيْفَ كَانَتْ عَلَاقَةُ مُوسَى بِيَهْوَهَ؟‏

٩ بَعْدَمَا أَخْرَجَ مُوسَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ،‏ قَوِيَتْ عَلَاقَتُهُ بِيَهْوَهَ أَكْثَرَ أَيْضًا.‏ فَكَانَ كَأَنَّهُ يَرَى أَبَاهُ ٱلسَّمَاوِيَّ.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ١١:‏٢٧‏.‏)‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَصِفُ عَلَاقَتَهُمَا ٱلْقَوِيَّةَ قَائِلًا:‏ «يُكَلِّمُ يَهْوَهُ مُوسَى وَجْهًا إِلَى وَجْهٍ،‏ كَمَا يُكَلِّمُ ٱلرَّجُلُ صَاحِبَهُ».‏ —‏ خر ٣٣:‏١١‏.‏

١٠ مَا ٱلْمَطْلُوبُ كَيْ نَعْرِفَ يَهْوَهَ جَيِّدًا؟‏

١٠ وَمَا ٱلدَّرْسُ لَنَا؟‏ كَيْ نَعْرِفَ يَهْوَهَ جَيِّدًا،‏ لَا يَكْفِي أَنْ نَتَعَلَّمَ عَنْ صِفَاتِهِ،‏ بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ مَشِيئَتَهُ.‏ وَهُوَ «يَشَاءُ أَنْ يَخْلُصَ شَتَّى ٱلنَّاسِ وَيَبْلُغُوا إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً».‏ (‏١ تي ٢:‏٣،‏ ٤‏)‏ إِذًا إِحْدَى ٱلطُّرُقِ لِنَفْعَلَ مَشِيئَتَهُ هِيَ تَعْلِيمُ ٱلْآخَرِينَ عَنْهُ.‏

١١ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ عِنْدَمَا نُعَلِّمُ ٱلْآخَرِينَ عَنْ يَهْوَهَ؟‏

١١ وَعِنْدَمَا نُعَلِّمُ ٱلْآخَرِينَ عَنْ يَهْوَهَ،‏ غَالِبًا مَا نَتَعَلَّمُ نَحْنُ أَيْضًا عَنْ صِفَاتِهِ.‏ مَثَلًا،‏ حِينَ يُوَجِّهُنَا إِلَى ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ طَيِّبَةٌ،‏ نَشْعُرُ كَمْ هُوَ مُتَعَاطِفٌ.‏ ‏(‏يو ٦:‏٤٤؛‏ اع ١٣:‏٤٨‏)‏ وَعِنْدَمَا يَتَحَرَّرُ تَلَامِيذُنَا مِنَ ٱلْعَادَاتِ ٱلسَّيِّئَةِ وَيُغَيِّرُونَ فِي شَخْصِيَّتِهِمْ،‏ نَرَى كَمْ كَلِمَتُهُ قَوِيَّةٌ.‏ ‏(‏كو ٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَحِينَ يُعْطِي يَهْوَهُ ٱلنَّاسَ فِي مُقَاطَعَتِنَا فُرَصًا عَدِيدَةً لِيَتَعَلَّمُوا عَنْهُ وَيَخْلُصُوا،‏ نَلْمُسُ كَمْ هُوَ صَبُورٌ.‏ ‏—‏ رو ١٠:‏١٣-‏١٥‏.‏

١٢ مَاذَا طَلَبَ مُوسَى فِي ٱلْخُرُوج ٣٣:‏١٣‏،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٢ قَدَّرَ مُوسَى كَثِيرًا عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ.‏ رَغْمَ ٱلْعَجَائِبِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي صَنَعَهَا مُوسَى بِٱسْمِ يَهْوَهَ،‏ فَقَدْ طَلَبَ مُوسَى مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَهُ كَيْ يَعْرِفَهُ أَكْثَرَ.‏ ‏(‏اقرإ الخروج ٣٣:‏١٣‏.‏)‏ وَآنَذَاكَ،‏ كَانَ عُمْرُ مُوسَى أَكْثَرَ مِنْ ٨٠ سَنَةً.‏ لٰكِنَّهُ عَرَفَ أَنَّ هُنَاكَ أُمُورًا كَثِيرَةً بَعْدُ يَلْزَمُ أَنْ يَتَعَلَّمَهَا عَنْ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْمُحِبِّ.‏

١٣ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ؟‏

١٣ وَمَا ٱلدَّرْسُ لَنَا؟‏ سَوَاءٌ كُنَّا نَخْدُمُ يَهْوَهَ مِنْ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ أَوْ طَوِيلَةٍ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُقَدِّرَ عَلَاقَتَنَا بِهِ وَنُقَوِّيَهَا.‏ كَيْفَ؟‏ إِحْدَى ٱلطُّرُقِ هِيَ ٱلصَّلَاةُ.‏

١٤ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلصَّلَاةُ أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ؟‏

١٤ اَلتَّوَاصُلُ ٱلْجَيِّدُ هُوَ أَسَاسُ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْقَوِيَّةِ.‏ لِذَا ٱقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَهَ بِٱلصَّلَاةِ إِلَيْهِ دَائِمًا.‏ وَلَا تَخَفْ أَنْ تُعَبِّرَ لَهُ عَنْ أَفْكَارِكَ وَمَشَاعِرِكَ.‏ (‏اف ٦:‏١٨‏)‏ تَقُولُ أُخْتٌ مِنْ تُرْكِيَا ٱسْمُهَا كْرِيسْتَا:‏ «كُلَّمَا صَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَهَ وَفَتَحْتُ لَهُ قَلْبِي وَرَأَيْتُ كَيْفَ يُسَاعِدُنِي،‏ زَادَتْ مَحَبَّتِي لَهُ وَثِقَتِي بِهِ.‏ فَعِنْدَمَا أَرَى كَيْفَ يَسْتَجِيبُ صَلَاتِي،‏ أَشْعُرُ أَنَّهُ فِعْلًا أَبِي وَصَدِيقِي».‏

رَجُلٌ «يُوَافِقُ قَلْبَ» يَهْوَهَ

١٥ مَاذَا قَالَ يَهْوَهُ عَنْ دَاوُدَ؟‏

١٥ وُلِدَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ فِي أُمَّةٍ مُنْتَذِرَةٍ لِيَهْوَهَ.‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَعْبُدْهُ لِأَنَّ عَائِلَتَهُ تَعْبُدُهُ.‏ بَلْ بَنَى شَخْصِيًّا عَلَاقَةً مُمَيَّزَةً بِيَهْوَهَ.‏ وَيَهْوَهُ أَحَبَّهُ مَحَبَّةً خُصُوصِيَّةً وَقَالَ إِنَّهُ ‹رَجُلٌ يُوَافِقُ قَلْبَهُ›.‏ (‏اع ١٣:‏٢٢‏)‏ لٰكِنْ كَيْفَ صَارَ دَاوُدُ قَرِيبًا مِنْ يَهْوَهَ إِلَى هٰذِهِ ٱلدَّرَجَةِ؟‏

١٦ مَاذَا تَعَلَّمَ دَاوُدُ عَنْ يَهْوَهَ مِنَ ٱلْخَلِيقَةِ؟‏

١٦ تَعَلَّمَ دَاوُدُ عَنْ يَهْوَهَ مِنَ ٱلْخَلِيقَةِ.‏ عِنْدَمَا كَانَ دَاوُدُ صَغِيرًا،‏ أَمْضَى سَاعَاتٍ طَوِيلَةً فِي ٱلطَّبِيعَةِ يَرْعَى غَنَمَ أَبِيهِ.‏ وَرُبَّمَا بَدَأَ آنَذَاكَ يَتَأَمَّلُ فِي خَلِيقَةِ يَهْوَهَ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا كَانَ دَاوُدُ يَنْظُرُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ لَيْلًا وَيَرَى آلَافَ ٱلنُّجُومِ،‏ كَانَ يُفَكِّرُ فِي صِفَاتِ ٱلَّذِي خَلَقَهَا.‏ وَهٰذَا دَفَعَهُ أَنْ يَكْتُبَ:‏ «اَلسَّمٰوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ ٱللهِ،‏ وَٱلْجَلَدُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ».‏ (‏مز ١٩:‏١،‏ ٢‏)‏ وَحِينَ تَأَمَّلَ فِي ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي صُنِعَ بِهَا ٱلْإِنْسَانُ،‏ عَرَفَ كَمْ حَكِيمٌ هُوَ يَهْوَهُ.‏ (‏مز ١٣٩:‏١٤‏)‏ وَأَمَامَ أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَةِ،‏ شَعَرَ دَاوُدُ أَنَّهُ صَغِيرٌ جِدًّا.‏ —‏ مز ١٣٩:‏٦‏.‏

١٧ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي ٱلطَّبِيعَةِ؟‏

١٧ وَمَا ٱلدَّرْسُ لَنَا؟‏ تَأَمَّلْ فِي ٱلطَّبِيعَةِ حَوْلَكَ.‏ لَا تَعْتَبِرْ جَمَالَهَا شَيْئًا عَادِيًّا.‏ بَلْ تَوَقَّفْ قَلِيلًا وَٱنْظُرْ إِلَى ٱلْأُمُورِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي خَلَقَهَا يَهْوَهُ.‏ اُنْظُرْ إِلَى ٱلنَّاسِ وَٱلنَّبَاتَاتِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ وَدَعْهَا تُعَلِّمُكَ عَنْ يَهْوَهَ.‏ وَهٰكَذَا تَكْتَشِفُ كُلَّ يَوْمٍ أُمُورًا كَثِيرَةً عَنْ أَبِيكَ ٱلْمُحِبِّ وَتَزْدَادُ بِٱلتَّأْكِيدِ مَحَبَّتُكَ لَهُ.‏ —‏ رو ١:‏٢٠‏.‏

١٨ مَاذَا عَرَفَ دَاوُدُ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ١٨‏؟‏

١٨ عَرَفَ دَاوُدُ أَنَّ يَهْوَهَ يُسَاعِدُهُ.‏ مَثَلًا،‏ عَرَفَ دَاوُدُ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلَّذِي قَوَّاهُ كَيْ يَقْتُلَ أَسَدًا وَدُبًّا هَجَمَا عَلَى غَنَمِ أَبِيهِ.‏ وَعِنْدَمَا هَزَمَ ٱلْمُحَارِبَ ٱلْعِمْلَاقَ جُلْيَاتَ،‏ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ مَعَهُ.‏ (‏١ صم ١٧:‏٣٧‏)‏ وَحِينَ هَرَبَ مِنَ ٱلْمَلِكِ ٱلْغَيُورِ شَاوُلَ،‏ قَالَ دَاوُدُ إِنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلَّذِي أَنْقَذَهُ.‏ (‏مز ١٨‏،‏ العنوان)‏ فَلَوْ كَانَ دَاوُدُ مُتَكَبِّرًا،‏ لَظَنَّ أَنَّهُ فَعَلَ كُلَّ ذٰلِكَ بِقُوَّتِهِ.‏ لٰكِنَّ تَوَاضُعَهُ سَاعَدَهُ أَنْ يَرَى كَيْفَ دَعَمَهُ يَهْوَهُ طَوَالَ حَيَاتِهِ.‏ —‏ مز ١٣٨:‏٦‏.‏

١٩ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ دَاوُدَ؟‏

١٩ وَمَا ٱلدَّرْسُ لَنَا؟‏ لَا يَكْفِي أَنْ نَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ،‏ بَلْ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نُمَيِّزَ مَتَى وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا.‏ وَإِذَا كُنَّا مُتَوَاضِعِينَ،‏ نَرَى بِوُضُوحٍ كَيْفَ يُعَوِّضُ عَنْ ضُعْفِنَا.‏ وَكُلَّمَا رَأَيْنَا يَدَ يَهْوَهَ فِي حَيَاتِنَا،‏ قَوِيَتْ عَلَاقَتُنَا بِهِ.‏ وَهٰذَا مَا حَصَلَ مَعْ أَخٍ مِنْ فِيجِي ٱسْمُهُ إِيسَاك يَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ.‏ يَقُولُ:‏ «يَهْوَهُ حَقِيقِيٌّ جِدًّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيَّ.‏ فَحِينَ أَنْظُرُ إِلَى ٱلْوَرَاءِ،‏ أَرَى كَيْفَ سَاعَدَنِي مُنْذُ بَدَأْتُ أَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ».‏

٢٠ لِمَاذَا كَانَتْ عَلَاقَةُ دَاوُدَ بِيَهْوَهَ قَوِيَّةً،‏ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ذٰلِكَ؟‏

٢٠ عَكَسَ دَاوُدُ صِفَاتِ يَهْوَهَ.‏ أَعْطَانَا يَهْوَهُ ٱلْقُدْرَةَ أَنْ نَعْكِسَ صِفَاتِهِ.‏ (‏تك ١:‏٢٦‏)‏ وَكُلَّمَا تَعَلَّمْنَا عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ،‏ تَمَثَّلْنَا بِهِ أَكْثَرَ.‏ وَدَاوُدُ عَرَفَ أَبَاهُ ٱلسَّمَاوِيَّ جَيِّدًا وَتَمَثَّلَ بِهِ فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَعِنْدَمَا أَخْطَأَ دَاوُدُ إِلَى يَهْوَهَ وَزَنَى مَعْ بَثْشَبَعَ وَقَتَلَ زَوْجَهَا،‏ أَظْهَرَ لَهُ يَهْوَهُ ٱلرَّحْمَةَ.‏ (‏٢ صم ١١:‏١-‏٤،‏ ١٥‏)‏ وَٱلسَّبَبُ هُوَ أَنَّ دَاوُدَ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِإِلٰهِهِ وَيَرْحَمُ غَيْرَهُ.‏ وَبِفَضْلِ عَلَاقَتِهِ ٱلْقَوِيَّةِ بِيَهْوَهَ،‏ صَارَ دَاوُدُ مَلِكًا مَحْبُوبًا جِدًّا فِي إِسْرَائِيلَ.‏ كَمَا ٱعْتَبَرَهُ يَهْوَهُ مِقْيَاسًا لِكُلِّ ٱلْمُلُوكِ مِنْ بَعْدِهِ.‏ —‏ ١ مل ١٥:‏١١؛‏ ٢ مل ١٤:‏١-‏٣‏.‏

٢١ حَسَبَ أَفَسُس ٤:‏٢٤ وَ ٥:‏١‏،‏ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ ‹نَقْتَدِيَ بِٱللهِ›؟‏

٢١ وَمَا ٱلدَّرْسُ لَنَا؟‏ عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ «مُقْتَدِينَ بِٱللهِ».‏ فَهٰذَا يُفِيدُنَا وَيُعَلِّمُنَا أَكْثَرَ عَنْ يَهْوَهَ.‏ وَعِنْدَمَا نَعْكِسُ صِفَاتِهِ،‏ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا فِعْلًا أَوْلَادُهُ.‏ —‏ اقرأ افسس ٤:‏٢٤؛‏ ٥:‏١‏.‏

تَعَلَّمْ أَكْثَرَ عَنْ يَهْوَهَ

٢٢-‏٢٣ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نُطَبِّقَ مَا نَتَعَلَّمُهُ عَنْ يَهْوَهَ؟‏

٢٢ كَمَا رَأَيْنَا،‏ يَكْشِفُ لَنَا يَهْوَهُ عَنْ شَخْصِيَّتِهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْخَلِيقَةِ وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَفِي هٰذَا ٱلْكِتَابِ ٱلْمُمَيَّزِ،‏ نَقْرَأُ عَنْ خُدَّامٍ أُمَنَاءَ لِلهِ رَسَمُوا لَنَا أَمْثِلَةً جَمِيلَةً،‏ مِثْلَ مُوسَى وَدَاوُدَ.‏ إِذًا،‏ يَهْوَهُ قَامَ بِدَوْرِهِ وَأَعْطَانَا مَا يَلْزَمُ.‏ وَعَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَقُومَ بِدَوْرِنَا وَنَفْتَحَ قَلْبَنَا وَعَقْلَنَا لِنَتَعَلَّمَ عَنْهُ.‏

٢٣ وَسَنَظَلُّ إِلَى ٱلْأَبَدِ نَتَعَلَّمُ عَنْ يَهْوَهَ.‏ (‏جا ٣:‏١١‏)‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ ٱلْأَهَمُّ كَمْ نَعْرِفُ عَنْهُ،‏ بَلْ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا هٰذِهِ ٱلْمَعْلُومَاتُ.‏ وَعِنْدَمَا نُطَبِّقُ مَا نَتَعَلَّمُهُ وَنَتَمَثَّلُ بِأَبِينَا ٱلْمُحِبِّ،‏ يَقْتَرِبُ إِلَيْنَا أَكْثَرَ.‏ (‏يع ٤:‏٨‏)‏ وَهُوَ يُؤَكِّدُ لَنَا فِي كَلِمَتِهِ أَنَّهُ لَنْ يَتَخَلَّى عَنِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ يَعْرِفُوهُ جَيِّدًا.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٨٠ «ذُوقُوا وَٱنْظُرُوا مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ»‏

^ ‎الفقرة 5‏ كَثِيرُونَ يُؤْمِنُونَ بِٱللهِ،‏ لٰكِنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَهُ جَيِّدًا.‏ فَمَا مَعْنَى أَنْ نَعْرِفَ يَهْوَهَ؟‏ وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُ مُوسَى وَٱلْمَلِكِ دَاوُدَ أَنْ نَبْنِيَ عَلَاقَةً قَوِيَّةً بِهِ؟‏ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ عَنْ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.‏