الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٥٠

يهوه يمنحنا الحرية

يهوه يمنحنا الحرية

‏«تُنَادُونَ بِٱلْعِتْقِ فِي ٱلْأَرْضِ لِجَمِيعِ سُكَّانِهَا».‏ —‏ لا ٢٥:‏١٠‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٢٢ اَلْمَلَكُوتُ يَحْكُمُ،‏ فَصَلُّوا أَنْ يَأْتِيَ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١-‏٢ ‏(‏أ)‏ مَا هُوَ ٱلْيُوبِيلُ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ اَلْيُوبِيلُ قَدِيمًا‏».‏)‏ (‏ب)‏ عَمَّ تَكَلَّمَ يَسُوعُ فِي لُوقَا ٤:‏١٦-‏١٨‏؟‏

فِي عَدَدٍ مِنَ ٱلْبُلْدَانِ،‏ يَحْتَفِلُ ٱلنَّاسُ بِمُرُورِ ٥٠ سَنَةً عَلَى حَدَثٍ مُهِمٍّ.‏ وَتُدْعَى ٱحْتِفَالَاتٌ كَهٰذِهِ «ٱلْيُوبِيلَ ٱلذَّهَبِيَّ».‏ وَقَدْ تَسْتَمِرُّ يَوْمًا أَوْ أُسْبُوعًا أَوْ أَكْثَرَ.‏ لٰكِنَّهَا فِي ٱلْآخِرِ تَنْتَهِي وَيَنْسَى ٱلنَّاسُ ٱلْفَرْحَةَ.‏

٢ وَفِي ٱلْمَاضِي،‏ ٱحْتَفَلَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ كُلَّ ٥٠ سَنَةً بِيُوبِيلٍ دَامَ سَنَةً كَامِلَةً.‏ وَهٰذَا ٱلْيُوبِيلُ مَنَحَهُمُ ٱلْحُرِّيَّةَ.‏ وَهُوَ يُذَكِّرُنَا بِيُوبِيلٍ أَفْضَلَ هَيَّأَهُ لَنَا يَهْوَهُ لِيَمْنَحَنَا ٱلْحُرِّيَّةَ إِلَى ٱلْأَبَدِ،‏ حَتَّى إِنَّنَا نَسْتَفِيدُ مِنْهُ ٱلْآنَ.‏ وَقَدْ تَكَلَّمَ يَسُوعُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةِ.‏ —‏ اقرأ لوقا ٤:‏١٦-‏١٨‏.‏

فَرِحَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ لِأَنَّ ٱلْعَبِيدَ عَادُوا إِلَى عَائِلَاتِهِمْ وَأَرْضِهِمْ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٣.‏)‏ *

٣ حَسَبَ ٱللَّاوِيِّين ٢٥:‏٨-‏١٢‏،‏ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ تَرْتِيبِ ٱلْيُوبِيلِ؟‏

٣ كَيْ نَفْهَمَ مَا قَصَدَهُ يَسُوعُ حِينَ تَكَلَّمَ عَنِ ٱلْحُرِّيَّةِ،‏ لِنَتَحَدَّثْ أَوَّلًا عَنْ تَرْتِيبِ ٱلْيُوبِيلِ قَدِيمًا.‏ فَيَهْوَهُ أَوْصَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ:‏ «تُقَدِّسُونَ ٱلسَّنَةَ ٱلْخَمْسِينَ،‏ وَتُنَادُونَ بِٱلْعِتْقِ فِي ٱلْأَرْضِ لِجَمِيعِ سُكَّانِهَا.‏ تَكُونُ لَكُمْ يُوبِيلًا،‏ فَتَعُودُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مِلْكِهِ،‏ وَتَعُودُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى عَشِيرَتِهِ».‏ ‏(‏اقرإ اللاويين ٢٥:‏٨-‏١٢‏.‏)‏ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ رَأَيْنَا كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ تَرْتِيبِ ٱلسَّبْتِ.‏ لٰكِنْ كَيْفَ ٱسْتَفَادُوا مِنْ تَرْتِيبِ ٱلْيُوبِيلِ؟‏ لِنَفْرِضْ أَنَّ إِسْرَائِيلِيًّا وَقَعَ فِي ٱلدَّيْنِ وَٱضْطُرَّ أَنْ يَبِيعَ أَرْضَهُ.‏ فَفِي سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ،‏ كَانَتِ ٱلْأَرْضُ تَعُودُ إِلَى صَاحِبِهَا.‏ وَبِٱلتَّالِي،‏ كَانَ ٱلرَّجُلُ ‹يَعُودُ إِلَى مِلْكِهِ›،‏ وَلَا يَخْسَرُ أَوْلَادُهُ مِيرَاثَهُمْ.‏ أَوْ لِنَفْرِضْ أَنَّ رَجُلًا مَدْيُونًا جِدًّا ٱضْطُرَّ،‏ هُوَ أَوْ أَحَدُ أَوْلَادِهِ،‏ أَنْ يَصِيرَ عَبْدًا لِيُوفِيَ دَيْنَهُ.‏ فَفِي سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ،‏ كَانَ ‹يَعُودُ إِلَى عَشِيرَتِهِ› أَيْ عَائِلَتِهِ وَأَقْرِبَائِهِ.‏ وَهٰكَذَا لَا يَبْقَى أَحَدٌ عَبْدًا إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ فَكَمْ كَانَ يَهْوَهُ حَنُونًا عَلَى شَعْبِهِ!‏

٤-‏٥ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَتَعَلَّمَ عَنِ ٱلْيُوبِيلِ قَدِيمًا؟‏

٤ أَيْضًا،‏ هُنَاكَ فَائِدَةٌ أُخْرَى لِتَرْتِيبِ ٱلْيُوبِيلِ.‏ قَالَ يَهْوَهُ:‏ «لَا يَكُونُ عِنْدَكَ فَقِيرٌ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُكَ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي يُعْطِيكَ يَهْوَهُ إِلٰهُكَ إِيَّاهَا مِيرَاثًا لِتَمْتَلِكَهَا».‏ (‏تث ١٥:‏٤‏)‏ وَهٰذَا مُخْتَلِفٌ تَمَامًا عَمَّا نَرَاهُ حَوْلَنَا.‏ فَٱلْغَنِيُّ فِي أَيَّامِنَا يَصِيرُ أَغْنَى وَٱلْفَقِيرُ أَفْقَرَ.‏

٥ طَبْعًا،‏ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَسْنَا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّنَا لَا نَتْبَعُ تَرْتِيبَ ٱلْيُوبِيلِ ٱلَّذِي يُوصِي بِتَحْرِيرِ ٱلْعَبِيدِ وَإِلْغَاءِ ٱلدُّيُونِ وَإِعَادَةِ ٱلْأَرَاضِي.‏ (‏رو ٧:‏٤؛‏ ١٠:‏٤؛‏ اف ٢:‏١٥‏)‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ مُهِمٌّ أَنْ نَتَعَلَّمَ عَنِ ٱلْيُوبِيلِ لِأَنَّهُ يُذَكِّرُنَا بِمَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ كَيْ يُحَرِّرَنَا.‏

يَسُوعُ تَكَلَّمَ عَنِ ٱلْحُرِّيَّةِ

٦ لِمَاذَا نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْحُرِّيَّةِ؟‏

٦ جَمِيعُنَا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْحُرِّيَّةِ لِأَنَّنَا عَبِيدٌ لِلْخَطِيَّةِ.‏ فَبِسَبَبِ ٱلْخَطِيَّةِ،‏ نَكْبَرُ فِي ٱلْعُمْرِ وَنَمْرَضُ وَنَمُوتُ.‏ وَكَثِيرُونَ يَرَوْنَ آثَارَهَا كُلَّمَا نَظَرُوا فِي مِرْآةٍ أَوِ ٱحْتَاجُوا إِلَى طَبِيبٍ.‏ أَيْضًا،‏ نَحْنُ نَرْتَكِبُ أَخْطَاءً كَثِيرَةً،‏ وَهٰذَا يُضَايِقُنَا.‏ فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱعْتَرَفَ أَنَّهُ ‹أَسِيرٌ لِشَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْكَائِنَةِ فِي أَعْضَائِهِ›.‏ ثُمَّ أَضَافَ:‏ «يَا لِي مِنْ إِنْسَانٍ بَائِسٍ!‏ مَنْ يُنَجِّينِي مِنَ ٱلْجَسَدِ ٱلَّذِي يُكَابِدُ هٰذَا ٱلْمَوْتَ؟‏».‏ —‏ رو ٧:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

٧ مَاذَا تَنَبَّأَ إِشَعْيَا؟‏

٧ لٰكِنَّ ٱلْخَبَرَ ٱلْمُفْرِحَ هُوَ أَنَّ يَهْوَهَ هَيَّأَ وَسِيلَةً لِيُحَرِّرَنَا مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ.‏ وَيَسُوعُ لَهُ ٱلدَّوْرُ ٱلْأَسَاسِيُّ فِي تَحْرِيرِنَا.‏ فَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّامِنِ  ق‌م،‏ تَنَبَّأَ إِشَعْيَا عَنْ حُرِّيَّةٍ كَبِيرَةٍ سَيَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلنَّاسُ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةُ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ فِي سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ.‏ كَتَبَ إِشَعْيَا:‏ «رُوحُ ٱلسَّيِّدِ ٱلرَّبِّ يَهْوَهَ عَلَيَّ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ مَسَحَنِي لِأُبَشِّرَ ٱلْحُلَمَاءَ.‏ أَرْسَلَنِي لِأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ،‏ لِأُنَادِيَ بِٱلْعِتْقِ لِلْمَأْسُورِينَ».‏ ‏(‏اش ٦١:‏١‏)‏ فَمَنْ تَمَّمَ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ؟‏

٨ مَنْ تَمَّمَ نُبُوَّةَ إِشَعْيَا؟‏

٨ بَدَأَتْ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ تَتِمُّ عِنْدَمَا بَدَأَ يَسُوعُ خِدْمَتَهُ.‏ فَهُوَ دَخَلَ إِلَى مَجْمَعِ ٱلنَّاصِرَةِ وَقَرَأَ أَمَامَ ٱلْيَهُودِ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا،‏ ثُمَّ طَبَّقَهَا عَلَى نَفْسِهِ.‏ قَالَ:‏ «رُوحُ يَهْوَهَ عَلَيَّ،‏ لِأَنَّهُ مَسَحَنِي لِأُبَشِّرَ ٱلْفُقَرَاءَ،‏ أَرْسَلَنِي لِأَكْرِزَ لِلْمَأْسُورِينَ بِٱلْعِتْقِ وَلِلْعُمْيَانِ بِرَدِّ ٱلْبَصَرِ،‏ لِأَصْرِفَ ٱلْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا،‏ لِأَكْرِزَ بِسَنَةِ يَهْوَهَ ٱلْمَقْبُولَةِ».‏ (‏لو ٤:‏١٦-‏١٩‏)‏ فَكَيْفَ تَمَّمَ يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ؟‏

أَوَّلُ ٱلَّذِينَ تَحَرَّرُوا

يَسُوعُ يَتَكَلَّمُ عَنِ ٱلْحُرِّيَّةِ فِي مَجْمَعِ ٱلنَّاصِرَةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٨-‏٩.‏)‏

٩ أَيُّ حُرِّيَّةٍ تَمَنَّاهَا كَثِيرُونَ أَيَّامَ يَسُوعَ؟‏

٩ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ بَدَأَ ٱلنَّاسُ يَتَمَتَّعُونَ بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا إِشَعْيَا وَيَسُوعُ.‏ وَهٰذَا مَا أَكَّدَهُ يَسُوعُ حِينَ أَعْلَنَ:‏ ‏«اَلْيَوْمَ تَمَّتْ هٰذِهِ ٱلْآيَةُ ٱلَّتِي قَدْ سَمِعْتُمُوهَا».‏ (‏لو ٤:‏٢١‏)‏ كَثِيرُونَ مِمَّنْ سَمِعُوا هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ كَانُوا يَتَمَنَّوْنَ أَنْ يَتَحَرَّرُوا مِنَ ٱلرُّومَانِ.‏ وَرُبَّمَا أَحَسُّوا مِثْلَ ٱلتِّلْمِيذَيْنِ ٱللَّذَيْنِ قَالَا عَنْ يَسُوعَ:‏ «كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي سَيُنْقِذُ إِسْرَائِيلَ».‏ (‏لو ٢٤:‏١٣،‏ ٢١‏)‏ لٰكِنْ كَمَا نَعْرِفُ،‏ لَمْ يُشَجِّعْ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَتَمَرَّدُوا عَلَى حُكْمِ ٱلرُّومَانِ ٱلْقَاسِي.‏ بَلْ أَوْصَاهُمْ أَنْ يُعْطُوا «مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ».‏ (‏مت ٢٢:‏٢١‏)‏ إِذًا كَيْفَ حَرَّرَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ فِي أَيَّامِهِ؟‏

١٠ مِمَّ حَرَّرَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ؟‏

١٠ حَرَّرَ ٱبْنُ ٱللهِ ٱلنَّاسَ بِطَرِيقَتَيْنِ:‏ أَوَّلًا،‏ مِنْ تَعَالِيمِ رِجَالِ ٱلدِّينِ ٱلْخَاطِئَةِ.‏ فَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلْيَهُودِ كَانُوا عَبِيدًا لِلْمُعْتَقَدَاتِ وَٱلتَّقَالِيدِ ٱلظَّالِمَةِ.‏ (‏مت ٥:‏٣١-‏٣٧؛‏ ١٥:‏١-‏١١‏)‏ فَٱلَّذِينَ ٱدَّعَوْا أَنَّهُمْ يَقُودُونَ ٱلشَّعْبَ رُوحِيًّا كَانُوا «عُمْيَانًا».‏ وَلِأَنَّهُمْ رَفَضُوا ٱلْمَسِيحَ وَنُورَ ٱلْحَقِّ،‏ بَقُوا فِي ٱلظُّلْمَةِ وَلَمْ تُغْفَرْ خَطَايَاهُمْ.‏ (‏يو ٩:‏١،‏ ١٤-‏١٦،‏ ٣٥-‏٤١‏)‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ حَرَّرَ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ مِنَ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْخَاطِئَةِ بِتَعَالِيمِهِ ٱلصَّحِيحَةِ وَمِثَالِهِ ٱلْجَيِّدِ.‏ —‏ مر ١:‏٢٢؛‏ ٢:‏٢٣–‏٣:‏٥‏.‏

١١ مِمَّ حَرَّرَ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ أَيْضًا؟‏

١١ ثَانِيًا،‏ فَتَحَ يَسُوعُ ٱلْمَجَالَ لِيَتَحَرَّرَ ٱلنَّاسُ مِنْ خَطِيَّةِ آدَمَ.‏ فَعَلَى أَسَاسِ ٱلْفِدْيَةِ،‏ صَارَ مُمْكِنًا أَنْ يَغْفِرَ يَهْوَهُ أَخْطَاءَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِيَسُوعَ وَيُظْهِرُونَ إِيمَانَهُمْ بِٱلْأَعْمَالِ.‏ (‏عب ١٠:‏١٢-‏١٨‏)‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «إِنْ حَرَّرَكُمُ ٱلِٱبْنُ،‏ تَكُونُونَ بِٱلْحَقِيقَةِ أَحْرَارًا».‏ (‏يو ٨:‏٣٦‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةُ أَعْظَمُ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ فِي سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ قَدِيمًا.‏ فَٱلْعَبْدُ ٱلَّذِي يُحَرَّرُ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ قَدْ يَصِيرُ عَبْدًا مِنْ جَدِيدٍ،‏ وَسَيَمُوتُ فِي ٱلنِّهَايَةِ.‏

١٢ مَنِ ٱسْتَفَادَ أَوَّلًا مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا يَسُوعُ؟‏

١٢ فِي يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣  ب‌م،‏ مَسَحَ يَهْوَهُ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلرُّسُلَ وَأَشْخَاصًا أُمَنَاءَ آخَرِينَ.‏ فَهُوَ تَبَنَّاهُمْ كَيْ يَحْكُمُوا مَعْ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ بَعْدَ قِيَامَتِهِمْ.‏ (‏رو ٨:‏٢،‏ ١٥-‏١٧‏)‏ وَهٰؤُلَاءِ هُمْ أَوَّلُ ٱلْمُسْتَفِيدِينَ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا يَسُوعُ فِي مَجْمَعِ ٱلنَّاصِرَةِ.‏ فَهُمْ لَمْ يَعُودُوا عَبِيدًا لِتَعَالِيمِ رِجَالِ ٱلدِّينِ ٱلْيَهُودِ ٱلْخَاطِئَةِ،‏ وَلَا لِتَقَالِيدِهِمْ غَيْرِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ كَمَا ٱعْتَبَرَهُمْ يَهْوَهُ أَحْرَارًا مِنْ خَطِيَّةِ آدَمَ.‏ وَٱلْيُوبِيلُ ٱلْمَجَازِيُّ ٱلَّذِي بَدَأَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣  ب‌م سَيَنْتَهِي عِنْدَ نِهَايَةِ حُكْمِ يَسُوعَ ٱلْأَلْفِيِّ.‏ وَلٰكِنْ مَاذَا سَيَحْدُثُ حَتَّى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ؟‏

اَلْمَلَايِينُ يَتَحَرَّرُونَ أَيْضًا

١٣-‏١٤ مَنْ يَسْتَفِيدُ أَيْضًا مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي وَعَدَ بِهَا يَسُوعُ؟‏

١٣ فِي أَيَّامِنَا،‏ مَلَايِينُ ٱلْإِخْوَةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ هُمْ مِنَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ وَمَعْ أَنَّ ٱللهَ لَمْ يَخْتَرْهُمْ لِيَحْكُمُوا مَعْ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ لَدَيْهِمْ رَجَاءُ ٱلْحَيَاةِ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَهَلْ أَنْتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ؟‏

١٤ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ أَنْتَ تَتَمَتَّعُ مُنْذُ ٱلْآنَ بِبَعْضِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْمَمْسُوحُونَ.‏ مَثَلًا،‏ بِمَا أَنَّكَ تُؤْمِنُ بِفِدْيَةِ يَسُوعَ،‏ فَأَنْتَ تَقْدِرُ أَنْ تَطْلُبَ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُسَامِحَكَ عَلَى أَخْطَائِكَ.‏ وَهٰكَذَا يَرْضَى يَهْوَهُ عَنْكَ،‏ وَيَصِيرُ ضَمِيرُكَ طَاهِرًا أَمَامَهُ.‏ (‏اف ١:‏٧؛‏ رؤ ٧:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فَكِّرْ أَيْضًا فِي ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي تَتَمَتَّعُ بِهَا لِأَنَّكَ تَحَرَّرْتَ مِنَ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْخَاطِئَةِ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «تَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ،‏ وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ».‏ (‏يو ٨:‏٣٢‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةَ تُفْرِحُكَ كَثِيرًا.‏

١٥ أَيَّةُ حُرِّيَّةٍ تَنْتَظِرُنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏

١٥ وَبِٱنْتِظَارِكَ حُرِّيَّةٌ أَعْظَمُ بَعْدُ.‏ فَقَرِيبًا،‏ سَيُزِيلُ يَسُوعُ كُلَّ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْمُزَيَّفَةِ وَٱلْحُكُومَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ.‏ وَسَيَحْمِي يَهْوَهُ «جَمْعًا كَثِيرًا» مِنْ خُدَّامِهِ،‏ وَيُعْطِيهِمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏رؤ ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ كَمَا أَنَّ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ سَيَقُومُونَ وَيَنَالُونَ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَتَحَرَّرُوا مِنْ كُلِّ آثَارِ خَطِيَّةِ آدَمَ.‏ —‏ اع ٢٤:‏١٥‏.‏

١٦ أَيَّةُ حُرِّيَّةٍ رَائِعَةٍ تَنْتَظِرُ ٱلْبَشَرَ؟‏

١٦ أَيْضًا،‏ خِلَالَ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ،‏ سَيُسَاعِدُ يَسُوعُ وَٱلْحُكَّامُ ٱلَّذِينَ مَعَهُ جَمِيعَ ٱلنَّاسِ أَنْ يَصِيرُوا كَامِلِينَ جَسَدِيًّا وَرُوحِيًّا.‏ وَمِثْلَمَا نَالَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْحُرِّيَّةَ خِلَالَ سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ،‏ سَيَنَالُ خُدَّامُ يَهْوَهَ حُرِّيَّةً أَعْظَمَ خِلَالَ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ.‏ فَفِي نِهَايَتِهِ،‏ سَيَكُونُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَامِلِينَ وَأَحْرَارًا مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ.‏

فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ سَنَقُومُ بِعَمَلٍ نَافِعٍ وَمُفْرِحٍ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧.‏)‏

١٧ حَسَبَ إِشَعْيَا ٦٥:‏٢١-‏٢٣‏،‏ كَيْفَ سَتَكُونُ ٱلْحَيَاةُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏ (‏اُنْظُرْ صُورَةَ ٱلْغِلَافِ.‏)‏

١٧ اقرأ اشعيا ٦٥:‏٢١-‏٢٣‏.‏ تَصِفُ كَلِمَاتُ إِشَعْيَا ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ فَٱلنَّاسُ آنَذَاكَ لَنْ يَكُونُوا كَسْلَانِينَ وَبِلَا عَمَلٍ،‏ بَلْ سَيَقُومُونَ بِعَمَلٍ نَافِعٍ وَمُفْرِحٍ.‏ وَفِي نِهَايَةِ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ،‏ سَوْفَ «تُحَرَّرُ ٱلْخَلِيقَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْفَسَادِ وَتَنَالُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللهِ».‏ —‏ رو ٨:‏٢١‏.‏

١٨ لِمَ نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ مُسْتَقْبَلًا جَمِيلًا يَنْتَظِرُنَا؟‏

١٨ وَمِثْلَمَا سَاعَدَ يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يُوَازِنُوا بَيْنَ ٱلْعَمَلِ وَٱلرَّاحَةِ،‏ سَيُسَاعِدُ شَعْبَهُ أَنْ يَفْعَلُوا ٱلشَّيْءَ نَفْسَهُ خِلَالَ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا سَنُخَصِّصُ ٱلْوَقْتَ آنَذَاكَ لِلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ فَعِبَادَةُ يَهْوَهَ أَسَاسُ سَعَادَتِنَا ٱلْيَوْمَ،‏ وَسَتَبْقَى كَذٰلِكَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ بِشَوْقٍ حُكْمَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيَّ كَيْ نَفْرَحَ كَامِلًا فِي عَمَلِنَا وَعِبَادَتِنَا لِيَهْوَهَ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٤٢ لِنَتَمَسَّكْ بِرَجَائِنَا

^ ‎الفقرة 5‏ هَيَّأَ يَهْوَهُ تَرْتِيبَ ٱلْيُوبِيلِ لِيُحَرِّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا.‏ وَمَعْ أَنَّنَا لَسْنَا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ مُهِمٌّ أَنْ نَعْرِفَ عَنْهُ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ يُذَكِّرُنَا ٱلْيُوبِيلُ بِتَرْتِيبٍ آخَرَ مِنْ يَهْوَهَ،‏ وَسَنَرَى كَيْفَ يُفِيدُنَا هٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ.‏

^ ‎الفقرة 61‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ رَجُلَانِ كَانَا عَبْدَيْنِ يَتَحَرَّرَانِ فِي سَنَةِ ٱلْيُوبِيلِ وَيَعُودَانِ إِلَى عَائِلَتِهِمَا وَأَرْضِهِمَا.‏