الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٥٠

إسمع صوت الراعي الفاضل

إسمع صوت الراعي الفاضل

‏«تسمَعُ صَوتي».‏ —‏ يو ١٠:‏١٦‏.‏

التَّرنيمَة ٣ مُتَّكَلي،‏ قُوَّتي،‏ ورَجائي

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ لِمَ مُناسِبٌ أن يُشَبِّهَ يَسُوع تَلاميذَهُ بِالخِراف؟‏

شبَّهَ يَسُوع عَلاقَتَهُ مع تَلاميذِهِ بِعَلاقَةِ الرَّاعي مع خِرافِه.‏ (‏يو ١٠:‏١٤‏)‏ وهذا تَشبيهٌ مُناسِب.‏ فالخِرافُ تعرِفُ صَوتَ راعيها وتتبَعُه.‏ أخبَرَ أحَدُ السُّيَّاح:‏ «أرَدنا مَرَّةً أن نُصَوِّرَ بَعضَ الخِراف.‏ لِذا حاوَلنا أن ندعُوَها.‏ لكنَّها لم تأتِ إلَينا لِأنَّها لا تعرِفُ صَوتَنا.‏ ثُمَّ أتى راعٍ صَغيرٌ ودَعاها.‏ وعِندَما سمِعَت صَوتَه،‏ تبِعَتهُ فَورًا».‏

٢-‏٣ ‏(‏أ)‏ كَيفَ يُظهِرُ تَلاميذُ يَسُوع أنَّهُم يسمَعونَ صَوتَه؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَةِ والمَقالَةِ التَّالِيَة؟‏

٢ يُذَكِّرُنا ما حصَلَ معَ السَّائِحِ بِما قالَهُ يَسُوع عن تَلاميذِه.‏ فقدْ ذكَرَ أنَّ خِرافَهُ ‹تسمَعُ صَوتَه›.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ لكنَّ يَسُوع الآنَ في السَّماء.‏ فكَيفَ نُظهِرُ أنَّنا نسمَعُه؟‏ إحدى الطُّرُقِ الرَّئيسِيَّة هي أن نُطَبِّقَ تَعاليمَهُ في حَياتِنا.‏ —‏ مت ٧:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

٣ في هذِهِ المَقالَةِ والمَقالَةِ التَّالِيَة،‏ سنُناقِشُ بَعضَ تَعاليمِ يَسُوع.‏ فسَنرى أنَّ هُناكَ أُمورًا لا يجِبُ أن نفعَلَها،‏ وأُخرى يجِبُ أن نفعَلَها.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنُرَكِّزُ على أمرَينِ علَّمَنا الرَّاعي الفاضِلُ أن لا نفعَلَهُما.‏

‏«لا تكونوا في حَيرَةٍ وهَمّ»‏

٤ حَسَبَ لُوقَا ١٢:‏٢٩‏،‏ أيُّ أمرٍ أوصانا يَسُوع أن لا نقلَقَ بِخُصوصِه؟‏

٤ إقرأ لوقا ١٢:‏٢٩‏.‏ أوصانا يَسُوع أن ‹لا نكونَ في حَيرَةٍ وهَمّ›،‏ أي أن لا نقلَق،‏ بِخُصوصِ حاجاتِنا المادِّيَّة.‏ ونَحنُ نعرِفُ أنَّ وَصاياهُ هي دائِمًا حَكيمَةٌ وفي مَحَلِّها.‏ لِذا،‏ نُريدُ أن نُطَبِّقَ هذِهِ الوَصِيَّة.‏ لكنَّنا نستَصعِبُ ذلِك أحيانًا.‏ فما السَّبَب؟‏

٥ لِمَ يقلَقُ البَعضُ بِخُصوصِ حاجاتِهِمِ المادِّيَّة؟‏

 ٥ يقلَقُ البَعضُ بِخُصوصِ تَأمينِ حاجاتِهِمِ المادِّيَّة،‏ أيِ الطَّعامِ والثِّيابِ والسَّكَن.‏ فرُبَّما يعيشونَ في بَلَدٍ اقتِصادُهُ مُنهار.‏ لِذا يصعُبُ علَيهِم أن يُؤَمِّنوا مالًا كافِيًا لِيُعيلوا عائِلَتَهُم.‏ أو رُبَّما تُوُفِّيَ رَأسُ عائِلَتِهِم وأصبَحوا بِلا مُعيل.‏ أو رُبَّما خسِروا عَمَلَهُم ومَدخولَهُم خِلالَ أزمَةِ كُوفِيد-‏١٩.‏ (‏جا ٩:‏١١‏)‏ فهل تُواجِهُ أحَدَ هذِهِ التَّحَدِّياتِ أو غَيرَها؟‏ ماذا يُساعِدُكَ إذًا أن تُطَبِّقَ وَصِيَّةَ يَسُوع؟‏

بدل أن نغرق في القلق بخصوص حاجاتنا،‏ لنقوِّ ثقتنا بيهوه (‏أُنظر الفقرات ٦-‏٨.‏)‏ *

٦ صِفْ ما حدَثَ معَ الرَّسولِ بُطْرُس.‏

٦ في إحدى المَرَّات،‏ كانَ بُطْرُس وباقي الرُّسُلِ في مَركَبٍ بِبُحَيرَةِ الجَلِيل،‏ وواجَهوا عاصِفَةً قَوِيَّة.‏ ثُمَّ رَأَوا يَسُوع يمشي على المِياه.‏ فقالَ لهُ بُطْرُس:‏ «هل هذا أنتَ يا رَبّ؟‏ دَعْني إذًا آتي إلَيكَ على المِياه».‏ فقالَ لهُ يَسُوع:‏ «تَعال!‏».‏ فنَزَلَ بُطْرُس مِنَ المَركَبِ و «مَشى على المِياهِ بِاتِّجاهِ يَسُوع».‏ ولكنْ ماذا حصَلَ مع بُطْرُس بَعدَ ذلِك؟‏ «لمَّا رَأى قُوَّةَ الرِّياحِ خاف.‏ وحينَ بَدَأ يَغرَق،‏ صَرَخ:‏ ‹يا رَبّ،‏ أَنقِذْني!‏›».‏ فمدَّ يَسُوع يَدَهُ فَورًا وأنقَذَه.‏ لاحِظْ أنَّ بُطْرُس استَطاعَ أن يمشِيَ على المِياهِ الهائِجَة حينَ كانَ مُرَكِّزًا على يَسُوع.‏ ولكنْ لمَّا نظَرَ إلى العاصِفَة،‏ غمَرَهُ الخَوفُ والشَّكّ،‏ وبَدَأَ يغرَق.‏ —‏ مت ١٤:‏٢٤-‏٣١‏.‏

٧ ماذا نتَعَلَّمُ مِمَّا حصَلَ مع بُطْرُس؟‏

٧ نتَعَلَّمُ دَرسًا مُهِمًّا مِمَّا حصَلَ مع بُطْرُس.‏ فحينَ نزَلَ مِنَ المَركَبِ ومشى على المِياه،‏ لم يتَوَقَّعْ أن يتَشَتَّتَ تَركيزُهُ ويَبدَأَ بِالغَرَق.‏ فكانَ هَدَفُهُ أن يصِلَ إلى يَسُوع.‏ لكنَّهُ لم يبقَ مُرَكِّزًا على الهَدَف.‏ طَبعًا،‏ نَحنُ اليَومَ لا نمشي على المِياهِ مِثلَ بُطْرُس.‏ لكنَّنا نُواجِهُ مِثلَهُ تَحَدِّياتٍ لِلإيمان.‏ وإذا لم نبقَ مُرَكِّزينَ على يَهْوَه ووُعودِه،‏ فسَنغرَقُ روحِيًّا.‏ لِذا،‏ مَهما كانَتِ العاصِفَةُ الَّتي تُواجِهُنا،‏ فلْنُرَكِّزْ على يَهْوَه ونثِقْ أنَّهُ يقدِرُ أن يُساعِدَنا.‏ وكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟‏

٨ ماذا يُساعِدُنا أن لا نغرَقَ في القَلَق؟‏

٨ بَدَلَ أن نغرَقَ في القَلَقِ بِخُصوصِ حاجاتِنا،‏ لِنُقَوِّ ثِقَتَنا بِيَهْوَه.‏ فأبونا السَّماوِيُّ المُحِبُّ يعِدُ بِأن يُؤَمِّنَ كُلَّ ما نحتاجُهُ إذا وضَعنا خِدمَتَهُ أوَّلًا.‏ (‏مت ٦:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ وعلى مَرِّ التَّاريخ،‏ أظهَرَ يَهْوَه تَكرارًا أنَّهُ يفي بِهذا الوَعد.‏ (‏تث ٨:‏٤،‏ ١٥،‏ ١٦؛‏ مز ٣٧:‏٢٥‏)‏ وبِما أنَّهُ يهتَمُّ بِالطُّيورِ والأزهار،‏ فلا داعِيَ أبَدًا أن نقلَقَ ماذا سنأكُلُ أو نلبَس.‏ (‏مت ٦:‏٢٦-‏٣٠؛‏ في ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ أيضًا،‏ مِثلَما تدفَعُ المَحَبَّةُ الوالِدَينِ أن يهتَمَّا بِحاجاتِ أولادِهِما،‏ تدفَعُ المَحَبَّةُ أبانا السَّماوِيَّ أن يهتَمَّ بِحاجاتِ شَعبِه.‏ أفَلا يُقَوِّي كُلُّ هذا ثِقَتَنا بِأنَّ يَهْوَه لن يترُكَنا؟‏

٩ ماذا نتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ زَوجَينِ فاتِحَين؟‏

٩ إلَيكَ اختِبارَ زَوجَينِ فاتِحَينِ يُظهِرُ أنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بِحاجاتِ خُدَّامِه.‏ فقدْ قادَ الزَّوجانِ سَيَّارَتَهُما القَديمَة أكثَرَ مِن ساعَةٍ كَي يُحضِرا أخَواتٍ مِن مَركَزٍ لِلَّاجِئينَ إلى الاجتِماع.‏ أخبَرَ الزَّوج:‏ «بَعدَ الاجتِماع،‏ عزَمنا الأخَواتِ على وَجبَةِ طَعام.‏ لكنَّنا تذَكَّرنا أنْ لَيسَ لَدَينا شَيءٌ نُقَدِّمُهُ لهُنّ».‏ فماذا حدَث؟‏ أكمَلَ الأخ:‏ «حينَ وصَلنا إلى البَيت،‏ وجَدنا كيسَينِ كَبيرَينِ مَليئَينِ بِالطَّعامِ أمامَ الباب.‏ لم نعرِفْ مَن أحضَرَهُما.‏ لكنَّ يَهْوَه اهتَمَّ بِنا».‏ بَعدَ فَترَة،‏ تعَطَّلَت سَيَّارَةُ الزَّوجَين.‏ وكانا بِحاجَةٍ إلَيها في الخِدمَة.‏ ولكنْ لم يكُنْ لَدَيهِما مالٌ لِتَصليحِها.‏ فماذا حدَثَ هذِهِ المَرَّة؟‏ فيما كانَتِ السَّيَّارَةُ في كَراجِ التَّصليح،‏ أتى رَجُلٌ وسَأل:‏ «لِمَن هذِهِ السَّيَّارَة؟‏».‏ فقالَ لهُ الأخُ إنَّها سَيَّارَتُهُ وتحتاجُ إلى تَصليح.‏ إلَّا أنَّ الرَّجُلَ قال:‏ «لا يهُمّ.‏ زَوجَتي تُريدُ سَيَّارَةً مِن هذا النَّوعِ وبِهذا اللَّونِ تَحديدًا.‏ بِكَم تبيعُها؟‏».‏ وهكَذا،‏ صارَ لَدى الأخِ مالٌ كافٍ لِيَشتَرِيَ سَيَّارَةً أُخرى.‏ قالَ الأخ:‏ «لا أستَطيعُ أن أُعَبِّرَ كَيفَ شعَرنا ذلِكَ اليَوم.‏ فقدْ عرَفنا أنَّ ما حدَثَ لم يكُنْ صُدفَة،‏ بل عَجيبَةً مِن يَهْوَه».‏

١٠ كَيفَ يُشَجِّعُنا المَزْمُور ٣٧:‏٥ أن لا نقلَقَ بِخُصوصِ حاجاتِنا؟‏

١٠ مُهِمٌّ إذًا أن نسمَعَ صَوتَ الرَّاعي الفاضِل،‏ ولا نقلَقَ زِيادَةً عنِ اللُّزومِ بِخُصوصِ حاجاتِنا.‏ فعِندَئِذٍ،‏ سيُؤَمِّنُ لنا يَهْوَه كُلَّ ما نحتاجُه.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ٣٧:‏٥؛‏ ١ بط ٥:‏٧‏)‏ ولا شَكَّ أنَّنا لمَسنا ذلِك إذا كُنَّا نُواجِهُ أحَدَ التَّحَدِّياتِ المَذكورَة في  الفَقرَة ٥‏.‏ فقدْ رأيْنا كَيفَ أمَّنَ يَهْوَه حاجاتِنا حتَّى الآن،‏ رُبَّما مِن خِلالِ رَأسِ العائِلَةِ أو صاحِبِ عَمَلِنا.‏ وحتَّى لَو لم يعُدْ رَأسُ العائِلَةِ قادِرًا أن يُعيلَنا أو فقَدنا عَمَلَنا،‏ فسَيهتَمُّ يَهْوَه بِحاجاتِنا بِطَريقَةٍ أُخرى.‏ فهو بِالتَّأكيدِ لن يترُكَنا.‏ والآن،‏ لِننتَقِلْ إلى أمرٍ آخَرَ أوصانا الرَّاعي الفاضِلُ أن لا نفعَلَه.‏

‏«لا تَحكُموا على أحَد»‏

كي لا نحكم على إخوتنا،‏ مهم أن لا نركِّز على عيوبهم (‏أُنظر الفقرات ١١،‏ ١٤-‏١٦.‏)‏ *

١١ حَسَبَ مَتَّى ٧:‏١،‏ ٢‏،‏ ماذا أوصى يَسُوع،‏ ولِمَ هذا صَعبٌ علَينا أحيانًا؟‏

١١ إقرأ متى ٧:‏١،‏ ٢‏.‏ عرَفَ يَسُوع أنَّ سامِعيهِ ناقِصونَ ويَميلونَ أن ينتَقِدوا غَيرَهُم.‏ لِذا أوصاهُم:‏ «لا تَحكُموا على أحَد».‏ ونَحنُ نعمَلُ جُهدَنا كَي لا نحكُمَ على إخوَتِنا.‏ لكنَّنا ناقِصونَ ويُمكِنُ أن ننتَقِدَ غَيرَنا أحيانًا.‏ فماذا علَينا أن نفعَل؟‏ مُهِمٌّ أن نسمَعَ يَسُوع ونجتَهِدَ لِنتَوَقَّفَ عنِ الحُكمِ على الآخَرين.‏

١٢-‏١٣ كَيفَ يُساعِدُنا مِثالُ يَهْوَه أن لا نحكُمَ على الآخَرين؟‏

١٢ مِثالُ يَهْوَه يُساعِدُنا في هذا المَجال.‏ فهو يُرَكِّزُ على الصِّفاتِ الجَيِّدَة في النَّاس.‏ وهذا ما فعَلَهُ معَ المَلِكِ دَاوُد الَّذي ارتَكَبَ خَطايا خَطيرَة.‏ فدَاوُد زنى مع بَثْشَبَع ودبَّرَ لِقَتلِ زَوجِها.‏ (‏٢ صم ١١:‏٢-‏٤،‏ ١٤،‏ ١٥،‏ ٢٤‏)‏ وبِالنَّتيجَة،‏ لم يُؤذِ دَاوُد نَفْسَهُ فَقَط،‏ بل أيضًا زَوجاتِهِ وباقِيَ أفرادِ عائِلَتِه.‏ (‏٢ صم ١٢:‏١٠،‏ ١١‏)‏ وفي حادِثَةٍ أُخرى،‏ أمَرَ دَاوُد بِعَدِّ جَيشِ إسْرَائِيل مع أنَّ يَهْوَه لم يطلُبْ ذلِك.‏ وهكَذا،‏ لم يتَّكِلْ كامِلًا على يَهْوَه.‏ ولِماذا عدَّ الجَيش؟‏ رُبَّما لِأنَّهُ كانَ فَخورًا بِحَجمِهِ أو مُتَّكِلًا على حِمايَتِه.‏ ولكنْ نَتيجَةَ ذلِك،‏ ماتَ بِالوَبَإ ٠٠٠‏,٧٠ إسْرَائِيلِيّ.‏ —‏ ٢ صم ٢٤:‏١-‏٤،‏ ١٠-‏١٥‏.‏

١٣ لَو كُنتَ تعيشُ في تِلكَ الأيَّام،‏ فكَيفَ ستنظُرُ إلى دَاوُد؟‏ هل ستحكُمُ علَيهِ بِأنَّهُ لا يستاهِلُ رَحمَةَ يَهْوَه؟‏ لم ينظُرْ يَهْوَه إلَيهِ بِهذِهِ الطَّريقَة.‏ بل ركَّزَ على تَوبَتِهِ الصَّادِقَة والأمانَةِ الَّتي أظهَرَها طَوالَ حَياتِه.‏ لِذا،‏ سامَحَهُ على خَطاياهُ الخَطيرَة.‏ فهو عرَفَ أنَّ دَاوُد يُحِبُّهُ كَثيرًا ويُريدُ أن يعمَلَ الصَّحّ.‏ أفَلا تفرَحُ لِأنَّ إلهَنا يُرَكِّزُ على صِفاتِنا الجَيِّدَة لا أخطائِنا؟‏ —‏ ١ مل ٩:‏٤؛‏ ١ اخ ٢٩:‏١٠،‏ ١٧‏.‏

١٤ ماذا يُساعِدُنا أن لا نحكُمَ على غَيرِنا؟‏

١٤ لا يتَوَقَّعُ يَهْوَه مِنَّا الكَمال.‏ ونَحنُ أيضًا،‏ لا يجِبُ أن نتَوَقَّعَ الكَمالَ مِنَ الآخَرين،‏ بل نُرَكِّزَ على صِفاتِهِمِ الجَيِّدَة.‏ عادَةً،‏ سَهلٌ أن نُلاحِظَ أخطاءَ الآخَرينَ وننتَقِدَهُم علَيها.‏ لكنَّ الشَّخصَ الرُّوحِيَّ تكونُ عَلاقَتُهُ جَيِّدَةً بِالآخَرينَ مع أنَّهُ يرى أخطاءَهُم.‏ إلَيكَ هذا الإيضاح.‏ قد لا يُلاحِظُ النَّاسُ قيمَةَ الألماسَةِ غَيرِ المَصقولَة.‏ لكنَّ الشَّخصَ الحَكيمَ لا يُرَكِّزُ على عُيوبِها الخارِجِيَّة،‏ بل يعرِفُ كَم ستكونُ جَميلَةً وثَمينَةً بَعدَما تُصقَل.‏ فلْنتَمَثَّلْ إذًا بِيَهْوَه ويَسُوع ولا نُرَكِّزْ على عُيوبِ الآخَرين،‏ بل على صِفاتِهِمِ الجَيِّدَة.‏

١٥ كَيفَ يُساعِدُنا التَّفكيرُ في ظُروفِ الآخَرينَ أن لا نحكُمَ علَيهِم؟‏

١٥ إضافَةً إلى التَّركيزِ على صِفاتِ الآخَرينَ الجَيِّدَة،‏ هُناكَ أمرٌ آخَرُ يُساعِدُنا أن لا نحكُمَ علَيهِم.‏ وهو أن نأخُذَ ظُروفَهُم في الاعتِبار.‏ وهذا ما فعَلَهُ يَسُوع.‏ ففي أحَدِ الأيَّام،‏ رأى في الهَيكَلِ أرمَلَةً مُحتاجَة تتَبَرَّعُ بِفَلسَين.‏ لكنَّهُ لم ينتَقِدْها ويَقُل:‏ «لِماذا تتَبَرَّعُ بِفَلسَينِ فَقَط؟‏».‏ فبَدَلَ أن يُرَكِّزَ على قيمَةِ تَبَرُّعِها،‏ أخَذَ في الاعتِبارِ دافِعَها وظُروفَها،‏ ومدَحَها لِأنَّها قدَّمَت كُلَّ ما تقدِرُ علَيه.‏ —‏ لو ٢١:‏١-‏٤‏.‏

١٦ ماذا تتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ فِيرُونِيكَا؟‏

١٦ كَي نرى كم مُهِمٌّ أن نأخُذَ ظُروفَ الآخَرينَ في الاعتِبار،‏ لِنأخُذِ اختِبارًا حصَلَ مع أُختٍ اسْمُها فِيرُونِيكَا.‏ فقدْ كانَت تخدُمُ في الجَماعَةِ نَفْسِها مع أُختٍ تُرَبِّي ابنَها بِمُفرَدِها.‏ أخبَرَت فِيرُونِيكَا:‏ «لم يكونا يحضُرانِ الاجتِماعاتِ ويَشتَرِكانِ في الخِدمَةِ بِانتِظام.‏ فنظَرتُ إلَيهِما بِطَريقَةٍ سَلبِيَّة.‏ ولكنْ حينَ بشَّرتُ مَرَّةً معَ الأُمّ،‏ أخبَرَتني عنِ الصُّعوباتِ الَّتي تُواجِهُها معَ ابنِها المُصابِ بِالتَّوَحُّد.‏ فقدْ كانَت تعمَلُ كُلَّ جُهدِها لِتهتَمَّ بِحاجاتِها هي وابنِها الرُّوحِيَّة والجَسَدِيَّة.‏ وهي تُضطَرُّ أحيانًا أن تحضُرَ مع جَماعَةٍ أُخرى بِسَبَبِ وَضعِ ابنِها».‏ وهكَذا،‏ تغَيَّرَت نَظرَةُ فِيرُونِيكَا إلى هذِهِ الأُخت.‏ قالَت:‏ «لم أتَخَيَّلْ أبَدًا أنَّ حَياتَها صَعبَةٌ إلى هذِهِ الدَّرَجَة.‏ صِرتُ الآنَ أُقَدِّرُها وأحتَرِمُها كَثيرًا لِأنَّها تعمَلُ كُلَّ جُهدِها في خِدمَةِ يَهْوَه».‏

١٧ ماذا توصينا يَعْقُوب ٢:‏٨‏،‏ وماذا يُساعِدُنا أن نُطَبِّقَها؟‏

١٧ وماذا لَو لاحَظنا أنَّنا نحكُمُ على أحَدِ الإخوَة؟‏ لِنتَذَكَّرْ أنَّنا يجِبُ أن نُحِبَّ إخوَتَنا.‏ ‏(‏إقرأ يعقوب ٢:‏٨‏.‏)‏ ولْنُصَلِّ أيضًا إلى يَهْوَه كَي يُساعِدَنا أن نتَوَقَّفَ عنِ الحُكمِ على هذا الأخ.‏ ثُمَّ انسِجامًا مع صَلَواتِنا،‏ لِنقضِ وَقتًا معهُ لِنتَعَرَّفَ إلَيه.‏ فيُمكِنُنا مَثَلًا أن ندعُوَهُ إلى وَجبَةِ طَعامٍ أو إلى الذَّهابِ معنا في الخِدمَة.‏ وفيما نقضي وَقتًا معه،‏ جَيِّدٌ أن نُرَكِّزَ على صِفاتِهِ الجَيِّدَة تَمَثُّلًا بِيَهْوَه ويَسُوع.‏ وهكَذا نُظهِرُ أنَّنا نسمَعُ وَصِيَّةَ الرَّاعي الفاضِلِ أن لا نحكُمَ على أحَد.‏

١٨ كَيفَ نُظهِرُ أنَّنا نسمَعُ صَوتَ الرَّاعي الفاضِل؟‏

١٨ مِثلَما تسمَعُ الخِرافُ صَوتَ راعيها،‏ يسمَعُ أتباعُ يَسُوع صَوتَه.‏ فسَواءٌ كُنَّا مِنَ «القَطيعِ الصَّغيرِ» أوِ ‹الخِرافِ الأُخَر›،‏ مُهِمٌّ أن نسمَعَ دائِمًا صَوتَ الرَّاعي الفاضِلِ ونُطيعَه.‏ (‏لو ١٢:‏٣٢؛‏ يو ١٠:‏١١،‏ ١٤،‏ ١٦‏)‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ رأيْنا كم مُهِمٌّ أن لا نقلَقَ بِخُصوصِ حاجاتِنا المادِّيَّة،‏ وأن لا نحكُمَ على الآخَرين.‏ وحينَ نجتَهِدُ لِنفعَلَ ذلِك،‏ سيُبارِكُ يَهْوَه ويَسُوع جُهودَنا.‏ أمَّا في المَقالَةِ التَّالِيَة،‏ فسَنرى أمرَينِ أوصانا يَسُوع أن نفعَلَهُما.‏

التَّرنيمَة ١٠١ العَمَلُ معًا بِاتِّحاد

^ ‎الفقرة 5‏ حينَ قالَ يَسُوع إنَّ خِرافَهُ تسمَعُ صَوتَه،‏ قصَدَ أنَّ تَلاميذَهُ يسمَعونَ تَعاليمَهُ ويُطَبِّقونَها في حَياتِهِم.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنتَحَدَّثُ عنِ اثنَينِ مِن تَعاليمِه:‏ أن لا نقلَقَ بِخُصوصِ حاجاتِنا المادِّيَّة،‏ وأن لا نحكُمَ على أحَد.‏ وسَنرى كَيفَ نُطَبِّقُ ذلِك في حَياتِنا.‏

^ ‎الفقرة 51‏ وصف الصورة:‏ أخ يخسر عمله،‏ ليس لديه مال كافٍ ليعيل عائلته،‏ ويضطر أن يترك بيته.‏ في هذا الوضع،‏ يمكن بسهولة أن يغرق في القلق ولا يركِّز على عبادة اللّٰه.‏

^ ‎الفقرة 53‏ وصف الصورة:‏ أخ يصل متأخرًا الى الاجتماع.‏ لكنه يُظهر صفات جيدة حين يبشِّر بطريقة غير رسمية،‏ يساعد امرأة مسنة،‏ ويشارك في الاهتمام بقاعة الملكوت.‏