الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٥٠

‏«ستكون معي في الفردوس»‏

‏«ستكون معي في الفردوس»‏

‏«صِدقًا أقولُ لكَ اليَوم:‏ ستَكونُ معي في الفِردَوس».‏ —‏ لو ٢٣:‏٤٣‏.‏

التَّرنيمَة ١٤٥ وَعدُ اللّٰهِ بِالفِردَوس

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ ماذا قالَ يَسُوع لِلمُجرِمِ التَّائِب؟‏ (‏لوقا ٢٣:‏٣٩-‏٤٣‏)‏

 كانَ يَسُوع والمُجرِمانِ المُعَلَّقانِ بِجانِبِهِ يموتونَ مَوتًا بَطيئًا ومُؤلِمًا.‏ (‏لو ٢٣:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ في البِدايَة،‏ كانَ المُجرِمانِ كِلاهُما يُهينانِ يَسُوع،‏ وبِالتَّالي لم يكونا مِن تَلاميذِه.‏ (‏مت ٢٧:‏٤٤؛‏ مر ١٥:‏٣٢‏)‏ ولكنْ لاحِقًا،‏ راجَعَ واحِدٌ مِنهُما نَفْسَهُ وتاب.‏ وقالَ لِيَسُوع:‏ «تَذَكَّرْني حينَ تَأتي في مَملَكَتِك».‏ فأجابَهُ يَسُوع:‏ «صِدقًا أقولُ لكَ اليَوم:‏ ستَكونُ معي في الفِردَوس».‏ (‏إقرأ لوقا ٢٣:‏٣٩-‏٤٣‏.‏)‏ ولكنْ ماذا قصَدَ يَسُوع؟‏ لم يقصِدْ أنَّ المُجرِمَ سيَدخُلُ إلى مَملَكَةِ السَّموات،‏ بل سيَكونُ في الفِردَوسِ هُنا على الأرض.‏ فمع أنَّ هذا المُجرِمَ رُبَّما سمِعَ رِسالَةَ يَسُوع عن «مَملَكَةِ السَّموات»،‏ لم يُصبِحْ مِن تَلاميذِه.‏ (‏مت ٤:‏١٧‏)‏ وماذا يُؤَكِّدُ أنَّ يَسُوع كانَ يتَحَدَّثُ عنِ الفِردَوسِ على الأرض؟‏

ماذا نستنتج عن المجرم الذي تحدَّث مع يسوع،‏ وعن ما كان يعرفه؟‏ (‏أُنظر الفقرتين ٢-‏٣.‏)‏

٢ ماذا يدُلُّ أنَّ المُجرِمَ التَّائِبَ كانَ يَهُودِيًّا؟‏

٢ على الأرجَح،‏ كانَ المُجرِمُ التَّائِبُ يَهُودِيًّا.‏ فهو لم يقُلْ لِلمُجرِمِ الآخَر:‏ «ألَا تَخافُ الآلِهَةَ أبَدًا؟‏»،‏ بل قالَ له:‏ «ألَا تَخافُ اللّٰهَ أبَدًا؟‏».‏ (‏لو ٢٣:‏٤٠‏)‏ واليَهُود هُمُ الَّذينَ كانوا يُؤمِنونَ بِإلهٍ واحِد،‏ بِعَكسِ الأُمَمِ الَّذينَ آمَنوا بِآ‌لِهَةٍ كَثيرين.‏ (‏خر ٢٠:‏٢،‏ ٣؛‏ ١ كو ٨:‏٥،‏ ٦‏)‏ وعُمومًا،‏ لم يُبَشِّرْ يَسُوع الأُمَم،‏ بل «خِرافَ بَيتِ إسْرَائِيل الضَّائِعَة».‏ (‏مت ١٥:‏٢٤‏)‏ كما أنَّ اللّٰهَ كانَ قد كشَفَ لِلإسْرَائِيلِيِّينَ أنَّهُ سيُقيمُ المَوتى.‏ وواضِحٌ مِن كَلامِ المُجرِمِ التَّائِبِ أنَّهُ عرَفَ عنِ القِيامَة.‏ فقدِ استَنتَجَ أنَّ يَهْوَه سيُقيمُ يَسُوع لِيَحكُمَ في مَملَكَتِه،‏ وكانَ يرجو أن يُقيمَهُ هو أيضًا.‏

٣ حينَ تحَدَّثَ يَسُوع عنِ الفِردَوس،‏ ماذا فهِمَ المُجرِمُ على الأرجَح؟‏ (‏تكوين ٢:‏١٥‏)‏

٣ كيَهُودِيّ،‏ عرَفَ المُجرِمُ التَّائِب دونَ شَكٍّ عن آدَم وحَوَّاء.‏ فعرَفَ أنَّ يَهْوَه وضَعَهُما في جَنَّةٍ أو فِردَوس.‏ وبِالتَّالي،‏ فهِمَ أنَّ الفِردَوسَ الَّذي تحَدَّثَ عنهُ يَسُوع هو جَنَّةٌ جَميلَة هُنا على الأرض.‏ —‏ إقرإ التكوين ٢:‏١٥‏.‏

٤ في ماذا نُفَكِّرُ حينَ نتَأمَّلُ في وَعدِ يَسُوع لِلمُجرِم؟‏

٤ حينَ نتَأمَّلُ في وَعدِ يَسُوع لِلمُجرِم،‏ لا شَكَّ أنَّنا نُفَكِّرُ كَيفَ ستكونُ الحَياةُ في الفِردَوس.‏ وكَي نأخُذَ لَمحَةً عنها،‏ سنرى كَيفَ كانَتِ الأحوالُ خِلالَ حُكمِ المَلِكِ سُلَيْمَان.‏ ولكنْ طَبعًا،‏ ستكونُ الأحوالُ على الأرضِ أفضَلَ بِكَثيرٍ خِلالَ حُكمِ يَسُوع معَ المُختارين،‏ فيَسُوع أعظَمُ مِن سُلَيْمَان.‏ (‏مت ١٢:‏٤٢‏)‏ وسَنرى أيضًا ماذا يلزَمُ أن يفعَلَ ‹الخِرافُ الآخَرونَ› مِنَ الآنَ لِيَعيشوا في الفِردَوسِ إلى الأبَد.‏ —‏ يو ١٠:‏١٦‏.‏

كَيفَ ستكونُ الحَياةُ في الفِردَوس؟‏

٥ كَيفَ تتَخَيَّلُ الحَياةَ في الفِردَوس؟‏

٥ كَيفَ تتَخَيَّلُ الحَياةَ في الفِردَوس؟‏ على الأرجَح،‏ تتَخَيَّلُ حَديقَةً جَميلَة مِثلَ جَنَّةِ عَدَن.‏ (‏تك ٢:‏٧-‏٩‏)‏ وتتَذَكَّرُ نُبُوَّةَ مِيخَا أنَّ شَعبَ اللّٰهِ سيَجلِسونَ «كُلُّ واحِدٍ تَحتَ كَرمَتِهِ وتَحتَ تينَتِه».‏ (‏مي ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ كما تُفَكِّرُ في النُّبُوَّاتِ الَّتي تتَحَدَّثُ عن وَفرَةِ الطَّعام.‏ (‏مز ٧٢:‏١٦؛‏ إش ٦٥:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ فتتَخَيَّلُ نَفْسَكَ في حَديقَةٍ جَميلَة،‏ جالِسًا على طاوِلَةٍ مَليئَة بِالطَّعامِ الشَّهِيّ.‏ تشُمُّ الرَّائِحَةَ الحُلوَة لِلأزهارِ والنَّباتاتِ الَّتي تنتَشِرُ في الهَواءِ النَّقِيّ.‏ وتسمَعُ ضِحكاتِ عائِلَتِكَ وأصدِقائِك،‏ بِمَن فيهِمِ المُقامون،‏ فيما تتَمَتَّعونَ بِرِفقَةِ واحِدِكُمُ الآخَر.‏ كُلُّ هذا لَيسَ حُلمًا،‏ بل سيَتَحَقَّقُ بِالتَّأكيد.‏ ولكنْ في الفِردَوس،‏ سيَكونُ لَدَينا أيضًا عَمَلٌ مُفرِحٌ لِنقومَ به.‏

سيكون لدينا عمل مهم:‏ أن نعلِّم المقامين (‏أُنظر الفقرة ٦.‏)‏

٦ ماذا سنفعَلُ في الفِردَوس؟‏ (‏أُنظُرِ الصُّورَة.‏)‏

٦ خلَقَنا يَهْوَه لِنفرَحَ بِعَمَلِنا.‏ (‏جا ٢:‏٢٤‏)‏ وخِلالَ حُكمِ المَسِيح لـ‍ ٠٠٠‏,١ سَنَة،‏ سيَكونُ لَدَينا الكَثيرُ مِنَ العَمَلِ المُفرِح.‏ فسَواءٌ كُنَّا مِنَ الجَمعِ الكَثيرِ أو مِن مَلايينِ المُقامين،‏ سنحتاجُ كُلُّنا إلى ثِيابٍ وطَعامٍ وسَكَن.‏ وسَيَكونُ لَدَينا الكَثيرُ مِنَ العَمَلِ المُمتِعِ لِنُؤَمِّنَ هذِهِ الحاجات.‏ ومِثلَما لزِمَ أن يفلَحَ آدَم وحَوَّاء جَنَّةَ عَدَن ويَهتَمَّا بها،‏ سيَلزَمُ أن نفلَحَ الأرضَ الفِردَوسِيَّة ونهتَمَّ بها.‏ كما سنتَمَتَّعُ بِتَعليمِ مَلايينِ المُقامينَ الَّذينَ لا يعرِفونَ الكَثيرَ عن يَهْوَه ومَشيئَتِه،‏ وأيضًا بِتَعليمِ الأُمَناءِ الَّذينَ عاشوا قَبلَ زَمَنِ يَسُوع بِوَقتٍ طَويل.‏

٧ مِمَّ نَحنُ مُتَأكِّدون،‏ ولِماذا؟‏

٧ في الفِردَوس،‏ سيَكونُ هُناك بِالتَّأكيدِ سَلامٌ ونِظامٌ وخَيراتٌ كَثيرَة.‏ فمِن خِلالِ حُكمِ سُلَيْمَان،‏ أعطانا يَهْوَه لَمحَةً كَيفَ ستكونُ الحَياةُ خِلالَ حُكمِ ابْنِه.‏

حُكمُ سُلَيْمَان:‏ لَمحَةٌ عنِ الفِردَوس

٨ كَيفَ تمَّتِ الكَلِماتُ في المَزْمُور ٣٧:‏١٠،‏ ١١،‏ ٢٩ خِلالَ حُكمِ سُلَيْمَان؟‏ (‏أُنظُرْ «أسئِلَةٌ مِنَ القُرَّاء‏» في هذا العَدَد.‏)‏

٨ تنَبَّأَ المَلِكُ دَاوُد كَيفَ ستكونُ الحَياةُ خِلالَ حُكمِ مَلِكٍ حَكيمٍ وأمين.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ٣٧:‏١٠،‏ ١١،‏ ٢٩‏.‏)‏ وكَثيرًا ما نقتَبِسُ كَلِماتِهِ في المَزْمُور ٣٧:‏١١ عِندَما نُخبِرُ النَّاسَ عنِ الفِردَوس.‏ وهذا في مَحَلِّه.‏ ففي المَوعِظَةِ على الجَبَل،‏ اقتَبَسَ يَسُوع هذِهِ الكَلِمات،‏ وأظهَرَ بِالتَّالي أنَّ لها إتمامًا في المُستَقبَل.‏ (‏مت ٥:‏٥‏)‏ لكنَّ كَلِماتِ دَاوُد تمَّت أيضًا خِلالَ حُكمِ ابْنِهِ سُلَيْمَان.‏ ففي زَمَنِ سُلَيْمَان،‏ عاشَ شَعبُ اللّٰهِ في أرضٍ «تَفيضُ بِالحَليبِ والعَسَل»،‏ وتمَتَّعوا بِسَلامٍ فَريدٍ وخَيراتٍ كَثيرَة.‏ فيَهْوَه كانَ قد وعَدَهُم:‏ «إذا بَقيتُم تُطيعونَ أوامِري .‏ .‏ .‏ أجلُبُ السَّلامَ في الأرض،‏ فتَنامونَ دونَ أن يُخيفَكُم أحَد».‏ (‏لا ٢٠:‏٢٤؛‏ ٢٦:‏٣،‏ ٦‏)‏ وبِالفِعل،‏ تمَّ هذا الوَعدُ خِلالَ حُكمِ سُلَيْمَان.‏ (‏١ أخ ٢٢:‏٩؛‏ ٢٩:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ كما وعَدَهُم يَهْوَه:‏ «لن يَعودَ الأشرارُ مَوْجودين».‏ (‏مز ٣٧:‏١٠‏)‏ إذًا،‏ الكَلِماتُ في المَزْمُور ٣٧:‏١٠،‏ ١١،‏ ٢٩ تمَّت في الماضي،‏ وسَتتِمُّ أيضًا في المُستَقبَل.‏

٩ ماذا قالَت مَلِكَةُ سَبَأ عن حُكمِ سُلَيْمَان؟‏

٩ سمِعَت مَلِكَةُ سَبَأ عنِ السَّلامِ والخَيراتِ الَّتي تمَتَّعَ بها الإسْرَائِيلِيُّونَ تَحتَ حُكمِ سُلَيْمَان.‏ فقامَت بِالرِّحلَةِ الطَّويلَة إلى أُورُشَلِيم لِتتَأكَّدَ مِن ذلِك هي بِنَفْسِها.‏ (‏١ مل ١٠:‏١‏)‏ وبَعدَما رأت عَظَمَةَ مَملَكَةِ سُلَيْمَان،‏ قالَت له:‏ «هُوَذا النِّصفُ لم أُخبَرْ به!‏ .‏ .‏ .‏ سُعَداءُ هُم رِجالُك!‏ سُعَداءُ هُم خُدَّامُكَ هؤُلاءِ الواقِفونَ أمامَكَ دائِمًا السَّامِعونَ حِكمَتَك!‏».‏ (‏١ مل ١٠:‏٦-‏٨‏)‏ لكنَّ البَرَكاتِ تَحتَ حُكمِ سُلَيْمَان هي مُجَرَّدُ نَموذَجٍ صَغيرٍ لِلبَرَكاتِ الَّتي سيَتَمَتَّعُ بها البَشَرُ تَحتَ حُكمِ يَسُوع.‏

١٠ لِماذا يَسُوع أعظَمُ مِن سُلَيْمَان؟‏

١٠ يَسُوع أعظَمُ مِن سُلَيْمَان مِن كُلِّ النَّواحي.‏ فسُلَيْمَان كانَ رَجُلًا ناقِصًا،‏ وارتَكَبَ أخطاءً كَبيرَة آذَت شَعبَ اللّٰه.‏ أمَّا يَسُوع،‏ فهو حاكِمٌ كامِلٌ لا يُخطِئُ أبَدًا.‏ (‏لو ١:‏٣٢؛‏ عب ٤:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وقدْ بقِيَ أمينًا لِله،‏ حتَّى تَحتَ أصعَبِ التَّجارِبِ مِنَ الشَّيْطَان.‏ وهكَذا،‏ أثبَتَ أنَّهُ لن يُخطِئَ أبَدًا،‏ وبِالتَّالي لن يُؤْذِيَ رَعاياه.‏ فِعلًا،‏ لَدَينا امتِيازٌ كَبيرٌ أن يكونَ يَسُوع مَلِكَنا.‏

١١ مَن سيَحكُمونَ مع يَسُوع؟‏

١١ سيَحكُمُ مع يَسُوع ٠٠٠‏,١٤٤ مِنَ الرِّجالِ والنِّساء.‏ وهُم سيَهتَمُّونَ معهُ بِحاجاتِ البَشَر،‏ ويُتَمِّمونَ مَشيئَةَ يَهْوَه على الأرض.‏ (‏رؤ ١٤:‏١-‏٣‏)‏ كما سيَكونونَ حُكَّامًا مُتَعاطِفين،‏ لِأنَّهُم مرُّوا بِصُعوباتٍ كَثيرَة مِثلَنا.‏ ولكنْ ماذا سيَفعَلونَ لنا؟‏

ماذا سيَفعَلُ المُختارون؟‏

١٢ أيُّ مَسؤولِيَّةٍ أعطاها يَهْوَه لِلـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤؟‏

١٢ سيَكونُ لَدى يَسُوع والمُختارينَ مَسؤولِيَّةٌ أكبَرُ بِكَثيرٍ مِن مَسؤولِيَّةِ سُلَيْمَان.‏ فسُلَيْمَان اهتَمَّ بِمَلايينِ الأشخاصِ في بَلَدٍ واحِد.‏ أمَّا هُم،‏ فسَيَهتَمُّونَ بِبَلايينِ الأشخاصِ في كُلِّ الأرض.‏ فِعلًا،‏ أعطى يَهْوَه لِلـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ مَسؤولِيَّةً هائِلَة.‏

١٣ أيُّ دَورٍ فَريدٍ سيَقومُ بهِ المُختارون؟‏

١٣ مِثلَ يَسُوع،‏ سيَكونُ الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ مُلوكًا وكَهَنَة.‏ (‏رؤ ٥:‏١٠‏)‏ وأيُّ دَورٍ فَريدٍ سيَقومونَ بهِ كمُلوكٍ وكَهَنَة؟‏ تَحتَ الشَّريعَةِ المُوسَوِيَّة،‏ اهتَمَّ الكَهَنَةُ بِالحِفاظِ على صِحَّةِ الشَّعبِ الرُّوحِيَّة والجَسَدِيَّة.‏ وبِما أنَّ الشَّريعَةَ هي «ظِلُّ الخَيراتِ الآتِيَة»،‏ فلا شَكَّ أنَّ المُختارينَ سيَهتَمُّونَ بِالحاجاتِ الرُّوحِيَّة والجَسَدِيَّة لِشَعبِ اللّٰه.‏ (‏عب ١٠:‏١‏)‏ طَبعًا،‏ علَينا أن ننتَظِرَ لِنرى كَيفَ سيَتَواصَلونَ مع شَعبِ اللّٰهِ على الأرض.‏ ولكنْ مَهما كانَتِ الطَّريقَةُ الَّتي سيَختارُها يَهْوَه،‏ نثِقُ أنَّ شَعبَهُ سيَنالونَ الإرشاداتِ الَّتي يحتاجونَها.‏ —‏ رؤ ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

ماذا يلزَمُ أن يفعَلَ ‹الخِرافُ الآخَرونَ› مِنَ الآن؟‏

١٤ ما العَلاقَةُ بَينَ ‹الخِرافِ الآخَرينَ› و «القَطيعِ الصَّغير»؟‏

١٤ تحَدَّثَ يَسُوع عنِ الَّذينَ سيَحكُمونَ معهُ وسمَّاهُمُ «القَطيعَ الصَّغير».‏ (‏لو ١٢:‏٣٢‏)‏ وتحَدَّثَ عن فَريقٍ آخَرَ سمَّاهُ ‹الخِرافَ الآخَرين›.‏ لكنَّه ذكَرَ أنَّ هذَينِ الفَريقَينِ هُما «رَعِيَّةٌ واحِدَة».‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ وبِالفِعل،‏ يعمَلُ هذانِ الفَريقانِ معًا الآن،‏ وسَيُواصِلانِ ذلِك حينَ تصيرُ الأرضُ فِردَوسًا.‏ ولكنْ طَبعًا،‏ سيَكونُ «القَطيعُ الصَّغيرُ» آنَذاك في السَّماء.‏ أمَّا ‹الخِرافُ الآخَرون›،‏ فأمامَهُمُ الفُرصَةُ لِيَعيشوا على الأرضِ إلى الأبَد.‏ ولكنْ ماذا يلزَمُ أن يفعَلوا مِنَ الآنَ لِيَحيَوا في الفِردَوس؟‏

لنستعدَّ من الآن للحياة في الفردوس (‏أُنظر الفقرة ١٥.‏)‏ b

١٥ (‏أ)‏ كَيفَ يدعَمُ ‹الخِرافُ الآخَرونَ› إخوَةَ يَسُوع؟‏ (‏ب)‏ كَيفَ نتَمَثَّلُ بِالأخِ في الصَّيدَلِيَّة؟‏ (‏أُنظُرِ الصُّورَة.‏)‏

١٥ ماتَ المُجرِمُ التَّائِبُ قَبلَ أن ينالَ فُرصَةً كافِيَة لِيُظهِرَ مَحَبَّتَهُ وتَقديرَهُ لِيَسُوع.‏ أمَّا نَحن،‏ فلَدَينا فُرَصٌ كَثيرَة لِنفعَلَ ذلِك.‏ مَثَلًا،‏ ‹كخِرافٍ آخَرين›،‏ نُظهِرُ مَحَبَّتَنا لِيَسُوع بِالطَّريقَةِ الَّتي نُعامِلُ بها إخوَتَهُ المُختارين.‏ فعلى أساسِ دَعمِنا لهُم،‏ سيَعتَبِرُنا يَسُوع مِنَ الخِراف.‏ (‏مت ٢٥:‏٣١-‏٤٠‏)‏ ونَحنُ ندعَمُ إخوَتَهُ حينَ نشتَرِكُ معهُم بِحَماسَةٍ في عَمَلِ التَّبشيرِ والتَّعليم.‏ (‏مت ٢٨:‏١٨-‏٢٠‏)‏ ولِننجَحَ في ذلِك،‏ يلزَمُ أن نستَعمِلَ جَيِّدًا أدَواتِ التَّعليمِ مِثلَ كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآن وإلى الأبَد.‏ فهل تدرُسُ مع أحَدٍ الآن؟‏ وهل تستَغِلُّ كُلَّ فُرصَةٍ لِتعرِضَ دَرسًا على النَّاس؟‏

١٦ كَيفَ نستَعِدُّ مِنَ الآنَ لِلحَياةِ في الفِردَوس؟‏

١٦ يجِبُ أن نُبَرهِنَ مِنَ الآنَ أنَّنا مُؤَهَّلونَ لِلحَياةِ في الفِردَوس.‏ مَثَلًا،‏ يجِبُ أن نجتَهِدَ مِنَ الآنَ لِنقولَ الصِّدق،‏ نتَصَرَّفَ بِأمانَة،‏ ونكونَ مُعتَدِلينَ في عاداتِنا.‏ كما يجِبُ أن نبقى أولِياءَ لِيَهْوَه،‏ رَفيقِ زَواجِنا،‏ وإخوَتِنا المَسيحِيِّين.‏ فكُلَّما اجتَهَدنا لِنُطيعَ يَهْوَه في هذا العالَمِ الشِّرِّير،‏ صارَ أسهَلَ علَينا أن نُطيعَهُ في الفِردَوس.‏ أيضًا،‏ مُهِمٌّ أن نُنَمِّيَ مَهاراتٍ وعاداتٍ تُجَهِّزُنا لِلحَياةِ هُناك.‏ وبَعضُ هذِهِ المَهاراتِ والعاداتِ مَذكورَةٌ في مَقالَة «‏هل أنتَ جاهِزٌ كَي ‹ترِثَ الأرض›؟‏‏» في هذا العَدَد.‏

١٧ لِمَ لا يجِبُ أن نظَلَّ نشعُرُ بِالذَّنبِ بِسَبَبِ خَطايانا الماضِيَة؟‏

١٧ طَبعًا،‏ لا يجِبُ أن نعتَبِرَ الفِديَةَ مُبَرِّرًا ‹لِنُمارِسَ الخَطِيَّةَ عَمدًا›.‏ (‏عب ١٠:‏٢٦-‏٣١‏)‏ ولكنْ مِن جِهَةٍ ثانِيَة،‏ لا يجِبُ أن نظَلَّ نشعُرُ بِالذَّنبِ بِسَبَبِ خَطايا خَطيرَة ارتَكَبناها في الماضي.‏ فبِما أنَّنا تُبنا بِصِدقٍ عنها،‏ طلَبنا المُساعَدَةَ مِن يَهْوَه والشُّيوخ،‏ وغيَّرنا سُلوكَنا،‏ نثِقُ أنَّ يَهْوَه ‹سيُكثِرُ لنا الغُفران›.‏ (‏إش ٥٥:‏٧؛‏ أع ٣:‏١٩‏)‏ ولا ننسَ أنَّ يَسُوع قال:‏ «لم آتِ لِأدْعُوَ الَّذينَ يَفعَلونَ الصَّوابَ بلِ الخُطاة».‏ (‏مت ٩:‏١٣‏)‏ والفِديَةُ الَّتي قدَّمَها تُغَطِّي كُلَّ خَطايانا.‏

هل ترى نَفْسَكَ في الفِردَوس؟‏

١٨ في أيِّ مَوضوعٍ تُحِبُّ أن تتَحَدَّثَ معَ المُجرِمِ التَّائِب؟‏

١٨ هل تتَخَيَّلُ نَفْسَكَ في الفِردَوس تتَحَدَّثُ معَ المُجرِمِ الَّذي كانَ مُعَلَّقًا بِجانِبِ يَسُوع؟‏ لا شَكَّ أنَّهُ سيُخبِرُكَ كم يُقَدِّرُ فِديَةَ يَسُوع،‏ وأنتَ ستفعَلُ الأمرَ نَفْسَه.‏ مَثَلًا،‏ ستسألُهُ كَيفَ شعَرَ حينَ وعَدَهُ يَسُوع أنَّهُ سيَكونُ في الفِردَوس،‏ وسَتطلُبُ مِنهُ أن يُخبِرَكَ أكثَرَ عن ساعاتِ يَسُوع الأخيرَة على الأرض.‏ أمَّا هو،‏ فسَيَسألُكَ عنِ الأيَّامِ الأخيرَة في عالَمِ الشَّيْطَان.‏ فِعلًا،‏ سيَكونُ امتِيازًا كَبيرًا لنا أن ندرُسَ كَلِمَةَ اللّٰهِ مع أشخاصٍ مِثلِه.‏ —‏ أف ٤:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

خلال حكم الـ‍ ٠٠٠‏,١ سنة،‏ أخ يفرح بتعلُّم موهبة كان يتمنى أن ينميها (‏أُنظر الفقرة ١٩.‏)‏

١٩ لِمَ الحَياةُ في الفِردَوسِ لن تكونَ مُمِلَّة؟‏ (‏أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.‏)‏

١٩ الحَياةُ في الفِردَوسِ لن تكونَ مُمِلَّةً أبَدًا.‏ فسَنتَعَرَّفُ دائِمًا على أشخاصٍ رائِعين،‏ وسَيَكونُ لَدَينا عَمَلٌ مُمتِعٌ لِنقومَ به.‏ والأهَمّ،‏ سنتَعَرَّفُ أكثَرَ وأكثَرَ على أبينا السَّماوِيِّ ونتَمَتَّعُ بِبَرَكاتِه.‏ فسَيَكونُ لَدَينا دائِمًا شَيءٌ جَديدٌ لِنتَعَلَّمَهُ عنهُ وعن مَخلوقاتِهِ الَّتي لا تُعَدّ.‏ وهكَذا،‏ سنزيدُ مَحَبَّتَنا لهُ أكثَرَ فأكثَر.‏ فِعلًا،‏ نشكُرُ يَهْوَه ويَسُوع مِن كُلِّ قَلبِنا على وَعدِ الحَياةِ الأبَدِيَّة في الفِردَوس.‏

التَّرنيمَة ٢٢ المَلَكوتُ يحكُم،‏ فصلُّوا أن يأتي

a هل مِن عادَتِكَ أن تُفَكِّرَ كَيفَ ستكونُ الحَياةُ في الفِردَوس؟‏ هذا سيُشَجِّعُكَ كَثيرًا.‏ وكُلَّما فكَّرتَ في البَرَكاتِ الَّتي تنتَظِرُنا،‏ تحَمَّستَ لِتُخبِرَ الآخَرينَ عنها.‏ وهذِهِ المَقالَةُ ستُقَوِّي ثِقَتَكَ بِوَعدِ يَسُوع عنِ الفِردَوس.‏

b وصف الصورة:‏ أخ يعلِّم الآخرين من الآن،‏ فيما ينتظر بشوق ان يعلِّم المقامين.‏