الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٥١

كيف تشعر بالسلام خلال الأزمات؟‏

كيف تشعر بالسلام خلال الأزمات؟‏

‏«لا تَقلَقوا ولا تَخافوا».‏ —‏ يو ١٤:‏٢٧‏.‏

التَّرنيمَة ١١٢ يَهْوَه مُعطي السَّلام

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ ما هو «سَلامُ اللّٰه»،‏ وكَيفَ يُساعِدُنا؟‏ (‏فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏

 هُناك نَوعٌ مِنَ السَّلامِ لا يعرِفُ العالَمُ عنهُ شَيئًا:‏ «سَلامُ اللّٰه».‏ وهذا السَّلامُ هو شُعورٌ بِالهُدوءِ نَتيجَةَ عَلاقَتِنا الغالِيَة بِأبينا السَّماوِيّ.‏ فعِندَما نعرِفُ أبانا ونثِقُ بهِ ونُطيعُه،‏ يُعطينا هذا السَّلامَ الَّذي يُريحُ بالَنا خِلالَ الأزَمات.‏ فحينَ يكونُ لدَينا سَلامُ اللّٰه،‏ نشعُرُ بِالأمان.‏ ‏(‏إقرأ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏)‏ كما نتَمَتَّعُ بِصَداقَةٍ قَوِيَّة مع «إلهِ السَّلامِ» ومعَ الَّذينَ يُحِبُّونَه.‏ —‏ ١ تس ٥:‏٢٣‏.‏

٢ ماذا يُؤَكِّدُ أنَّنا نقدِرُ أن نشعُرَ بِسَلامِ اللّٰه؟‏

٢ ولكنْ هل نقدِرُ أن نشعُرَ بِسَلامِ اللّٰهِ خِلالَ أزَماتٍ مِثلِ الأوبِئَة،‏ الكَوارِث،‏ الاضطِراباتِ المَدَنِيَّة،‏ أوِ الاضطِهاد؟‏ خِلالَ أزَماتٍ كهذِه،‏ قد نشعُرُ بِخَوفٍ شَديد.‏ لِذلِك نصَحَنا يَسُوع وقالَ لنا:‏ «لا تَقلَقوا ولا تَخافوا».‏ (‏يو ١٤:‏٢٧‏)‏ وبِالفِعل،‏ طبَّقَ إخوَةٌ كَثيرونَ نَصيحَتَه.‏ وبِمُساعَدَةِ يَهْوَه،‏ شعَروا بِالسَّلامِ خِلالَ الأزَماتِ الَّتي مرُّوا بها.‏

خِلالَ الأوبِئَة

٣ كَيفَ يُمكِنُ أن تُخَسِّرَنا الأوبِئَةُ سَلامَنا؟‏

٣ يُمكِنُ أن تُشَقلِبَ الأوبِئَةُ حَياتَنا.‏ وهذا ما حدَثَ لِكَثيرينَ خِلالَ كُوفِيد-‏١٩.‏ فبِحَسَبِ إحدى الدِّراسات،‏ عانى أكثَرُ مِن نِصفِ النَّاسِ خِلالَهُ مَشاكِلَ في النَّوم.‏ كما زادَت مُعَدَّلاتُ القَلَق،‏ الاكتِئاب،‏ إساءَةِ استِعمالِ الكُحولِ والمُخَدِّرات،‏ العُنفِ المَنزِلِيّ،‏ ومُحاوَلاتِ الانتِحار.‏ فهل ينتَشِرُ وَبَأٌ في مِنطَقَتِك؟‏ إذًا،‏ كَيفَ تُخَفِّفُ مِن قَلَقِكَ وتشعُرُ بِسَلامِ اللّٰه؟‏

٤ لِمَ نشعُرُ بِالسَّلامِ حينَ نعرِفُ نُبُوَّةَ يَسُوع عنِ الأيَّامِ الأخيرَة؟‏

٤ تنَبَّأَ يَسُوع أن في الأيَّامِ الأخيرَة ستكونُ هُناك أوبِئَةٌ «في أماكِنَ كَثيرَة».‏ (‏لو ٢١:‏١١‏)‏ ولِمَ نشعُرُ بِالسَّلامِ حينَ نعرِفُ هذِهِ النُّبُوَّة؟‏ لِأنَّنا لا نتَفاجَأُ حينَ تنتَشِرُ الأوبِئَة،‏ بل نعرِفُ أنَّ انتِشارَها يُتَمِّمُ نُبُوَّةَ يَسُوع.‏ لِذا،‏ نتبَعُ النَّصيحَةَ الَّتي أعطاها لِلَّذينَ يعيشونَ في الأيَّامِ الأخيرَة.‏ فقدْ قال:‏ «لا تَرتَعِبوا».‏ —‏ مت ٢٤:‏٦‏.‏

التسجيلات التي تعدُّها هيئة يهوه ستخفِّف قلقك عند انتشار وبإ (‏أُنظر الفقرة ٥.‏)‏

٥ (‏أ)‏ حَسَبَ فِيلِبِّي ٤:‏٨،‏ ٩‏،‏ ماذا نقدِرُ أن نطلُبَ في صَلاتِنا عِندَ انتِشارِ وَبَإ؟‏ (‏ب)‏ مِثلَ دَايْزِي،‏ كَيفَ ستُساعِدُكَ التَّسجيلاتُ السَّمعِيَّة الَّتي تُعِدُّها هَيئَةُ يَهْوَه؟‏

٥ ولكنْ حينَ ينتَشِرُ وَبَأ،‏ قد نقلَقُ كَثيرًا وحتَّى نخاف.‏ هذا ما شعَرَت بهِ أُختٌ اسْمُها دَايْزِي.‏ b فعَمُّها،‏ ابْنُ عَمِّها الآخَر،‏ وطَبيبُها أُصيبوا كُلُّهُم بِكُوفِيد-‏١٩ وماتوا.‏ لِذا،‏ خافَت أن تُصابَ هي أيضًا وتُعدِيَ أُمَّها المُسِنَّة.‏ كما خافَت أن تخسَرَ وَظيفَتَها،‏ ولا تقدِرَ بِالتَّالي أن تشتَرِيَ الطَّعامَ وتدفَعَ إيجارَ البَيت.‏ وهذِهِ المَخاوِفُ شغَلَت بالَها،‏ وطيَّرَتِ النَّومَ مِن عَينِها.‏ لكنَّ دَايْزِي استَعادَت سَلامَها.‏ كَيف؟‏ صلَّت إلى يَهْوَه تَحديدًا كَي يُساعِدَها أن تبقى هادِئَةً وتُفَكِّرَ بِإيجابِيَّة.‏ ‏(‏إقرأ فيلبي ٤:‏٨،‏ ٩‏.‏)‏ كما سمِعَت يَهْوَه «يتَكَلَّمُ» معها مِن خِلالِ تَسجيلاتِ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ تقول:‏ «صَوتُ القُرَّاءِ الهادِئُ أراحَني كَثيرًا وذكَّرَني بِأنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بي».‏ —‏ مز ٩٤:‏١٩‏.‏

٦ كَيفَ سيُساعِدُكَ الدَّرسُ الشَّخصِيُّ وحُضورُ الاجتِماعات؟‏

٦ لا شَكَّ أنَّ الوَبَأَ سيُلَخبِطُ روتينَك.‏ ولكنْ لا تدَعْهُ يُؤَثِّرُ على دَرسِكَ الشَّخصِيِّ وحُضورِكَ لِلاجتِماعات.‏ فالاختِباراتُ في مَطبوعاتِنا وفيديواتِنا ستُذَكِّرُكَ أنَّ هُناك إخوَةً يمُرُّونَ بِظُروفٍ مُشابِهَة لكنَّهُم يبقَونَ أُمَناء.‏ (‏١ بط ٥:‏٩‏)‏ وسَتُساعِدُكَ الاجتِماعاتُ أن تملَأَ عَقلَكَ بِأفكارٍ إيجابِيَّة مِن كَلِمَةِ اللّٰه.‏ كما ستُعطيكَ فُرَصًا لِتُشَجِّعَ الإخوَةَ وتتَشَجَّعَ بهِم.‏ (‏رو ١:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وكُلَّما رأيْتَ كَيفَ يدعَمُ يَهْوَه الإخوَةَ لِيَتَغَلَّبوا على المَرَضِ أوِ الخَوفِ أوِ الوَحدَة،‏ قوِيَ إيمانُكَ وزادَت ثِقَتُكَ بِأنَّهُ سيَدعَمُكَ أنتَ أيضًا.‏

٧ ماذا تتَعَلَّمُ مِنَ الرَّسولِ يُوحَنَّا؟‏

٧ أُبذُلْ جُهدَكَ لِتطمَئِنَّ على الإخوَة.‏ فحينَ ينتَشِرُ وَبَأ،‏ قد لا تقدِرُ أن تراهُم بِسَبَبِ التَّباعُدِ الجَسَدِيّ.‏ وفي أوقاتٍ كهذِه،‏ قد تشعُرُ مِثلَما شعَرَ الرَّسولُ يُوحَنَّا.‏ فهو أرادَ أن يرى صَديقَهُ غَايُس وَجهًا لِوَجه.‏ (‏٣ يو ١٣،‏ ١٤‏)‏ لكنَّهُ عرَفَ أنَّهُ لن يقدِرَ بِسَبَبِ ظُروفِه.‏ لِذلِك فعَلَ ما يقدِرُ علَيه؛‏ كتَبَ لهُ رِسالَة.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ إذا لم تقدِرْ أن تزورَ الإخوَة،‏ فاتَّصِلْ بهِم أو أرسِلْ لهُم رِسالَة.‏ وهكَذا،‏ سيَخِفُّ إحساسُكَ بِالوَحدَة،‏ وسَتشعُرُ أكثَرَ بِالسَّلام.‏ أيضًا،‏ أخبِرِ الشُّيوخَ عن مَخاوِفِك،‏ واستَفِدْ مِنَ التَّشجيعِ الَّذي يُقَدِّمونَهُ لكَ بِمَحَبَّة.‏ —‏ إش ٣٢:‏١،‏ ٢‏.‏

خِلالَ الكَوارِث

٨ كَيفَ قد تُخَسِّرُكَ كارِثَةٌ سَلامَك؟‏

٨ هل تعَرَّضتَ مِن قَبل لِفَيَضان،‏ زِلزال،‏ أو حَريق؟‏ طَبعًا،‏ هذا لَيسَ سَهلًا أبَدًا.‏ وقدْ تظَلُّ تشعُرُ بِقَلَقٍ شَديدٍ لِمُدَّةٍ طَويلَة.‏ وإذا خسِرتَ مُمتَلَكاتِكَ أو شَخصًا تُحِبُّه،‏ فطَبيعِيٌّ أن تشعُرَ بِالحُزنِ أوِ اليَأسِ أو حتَّى الغَضَب.‏ كما أنَّ الَّذينَ حَولَكَ قد يتَوَقَّعونَ أن تشعُرَ بِمَشاعِرَ سَلبِيَّة كهذِه.‏ (‏أي ١:‏١١‏)‏ لكنَّ هذِهِ المَشاعِرَ لا تعني أنَّكَ شَخصٌ مادِّيّ،‏ أو أنَّ إيمانَكَ ضَعيف.‏ كما أنَّكَ تقدِرُ أن تشعُرَ بِالسَّلامِ رَغمَ الظُّروفِ الصَّعبَة.‏ كَيف؟‏

٩ ماذا أنبَأَ يَسُوع عنِ الكَوارِث؟‏

٩ لا يتَوَقَّعُ بَعضُ النَّاسِ أن تحصُلَ لهُم أيُّ كارِثَة.‏ أمَّا نَحن،‏ فنتَوَقَّعُ أن نُواجِهَ كَوارِثَ أكثَرَ فأكثَر.‏ فيَسُوع أخبَرَ أتباعَهُ أنَّ «زَلازِلَ عَظيمَة» وكَوارِثَ أُخرى ستحصُلُ قَبلَ أن تأتِيَ النِّهايَة.‏ (‏لو ٢١:‏١١‏)‏ كما أنبَأَ عنِ «ازدِيادِ الشَّرّ»،‏ الَّذي يظهَرُ على شَكلِ جَرائِمَ وأعمالٍ عَنيفَة وهَجَماتٍ إرهابِيَّة.‏ (‏مت ٢٤:‏١٢‏)‏ ويَسُوع لم يذكُرْ أبَدًا أنَّ هذِهِ الكَوارِثَ ستُصيبُ فَقَطِ الأشخاصَ البَعيدينَ عن يَهْوَه.‏ بِالعَكس،‏ وقَعَ كَثيرونَ مِن خُدَّامِ يَهْوَه ضَحِيَّةَ الكَوارِث.‏ (‏إش ٥٧:‏١؛‏ ٢ كو ١١:‏٢٥‏)‏ فقدْ لا يصنَعُ يَهْوَه عَجائِبَ لِيَحمِيَنا منها.‏ لكنَّهُ يُعطينا كُلَّ ما نحتاجُهُ لِنُحافِظَ على هُدوئِنا وسَلامِنا.‏

١٠ كَيفَ يدُلُّ استِعدادُنا لِلكَوارِثِ الآنَ أنَّنا نثِقُ بِيَهْوَه؟‏ (‏أمثال ٢٢:‏٣‏)‏

١٠ حينَ نستَعِدُّ مُسبَقًا لِلكَوارِث،‏ يكونُ أسهَلَ علَينا أن نبقى هادِئينَ خِلالَها.‏ ولكنْ هل يعني استِعدادُنا لِلكَوارِثِ أنَّنا لا نثِقُ بِيَهْوَه؟‏ على العَكس،‏ يُظهِرُ أنَّنا نثِقُ بِاهتِمامِهِ بنا.‏ فهو ينصَحُنا في كَلِمَتِهِ أن نستَعِدَّ لِلكَوارِثِ المُحتَمَلَة.‏ ‏(‏إقرإ الأمثال ٢٢:‏٣‏.‏)‏ كما يُشَجِّعُنا على ذلِك مِن خِلالِ المَجَلَّات،‏ الاجتِماعات،‏ والإعلاناتِ الَّتي تُعِدُّها هَيئَتُه.‏ c فهل نثِقُ بِيَهْوَه ونُطَبِّقُ نَصيحَتَه؟‏ مُهِمٌّ جِدًّا أن نفعَلَ ذلِكَ الآن،‏ قَبلَ أن تحصُلَ كارِثَة.‏

الاستعداد المسبق سيساعدك أن تنجو من كارثة (‏أُنظر الفقرة ١١.‏)‏ d

١١ ماذا تتَعَلَّمُ مِن مَارْغَرِيت؟‏

١١ لاحِظْ ماذا حصَلَ مع أُختٍ اسْمُها مَارْغَرِيت.‏ فقدِ اندَلَعَ حَريقٌ كَبيرٌ في مِنطَقَتِها،‏ وطُلِبَ مِنها أن تُخلِيَ بَيتَها.‏ ولكنْ بِما أنَّ أشخاصًا كَثيرينَ جِدًّا كانوا يهرُبونَ في الوَقتِ نَفْسِه،‏ حصَلَت زَحمَةٌ وتوَقَّفَ السَّير.‏ فاضطُرَّت أن تبقى في سَيَّارَتِها لِوَقتٍ طَويل،‏ وكانَ الدُّخانُ الأسوَدُ يملَأُ الجَوّ.‏ لكنَّها نجَت لِأنَّها استَعَدَّت مُسبَقًا.‏ ففي شَنطَةِ يَدِها،‏ كانَت تحمِلُ خَريطَةً تدُلُّها على طَريقٍ بَديل.‏ حتَّى إنَّها كانَت قد جرَّبَتهُ كَي تعتادَ علَيه.‏ وهكَذا بِفَضلِ استِعدادِها،‏ نجَت مَارْغَرِيت مِنَ الكارِثَة.‏

١٢ لِمَ مُهِمٌّ أن نتبَعَ إرشاداتِ السَّلامَة؟‏

١٢ بِهَدَفِ حِمايَةِ السُّكَّانِ وحِفظِ النِّظام،‏ تفرِضُ السُّلُطاتُ أحيانًا حَظرَ التَّجَوُّل،‏ تطلُبُ مِنَّا أن نُخلِيَ المِنطَقَة،‏ أو تُعطينا إرشاداتٍ أُخرى.‏ يتَرَدَّدُ بَعضُ النَّاسِ أن يُطيعوا هذِهِ الإرشادات،‏ لِأنَّهُم يكونونَ مُتَعَلِّقينَ بِمُمتَلَكاتِهِم ولا يُريدونَ أن يترُكوها.‏ ولكنْ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ نَحنُ كمَسِيحِيِّين؟‏ يوصينا الكِتابُ المُقَدَّس:‏ «إخضَعوا لِكُلِّ سُلطَةٍ بَشَرِيَّة مِن أجْلِ الرَّبّ:‏ لِلمَلِكِ لِأنَّهُ في مَركَزٍ عَالٍ،‏ ولِلحُكَّامِ لِأنَّهُم مُعَيَّنونَ مِنَ المَلِك».‏ (‏١ بط ٢:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ كما أنَّ هَيئَةَ يَهْوَه تُعطينا إرشاداتٍ لِتحمِيَنا.‏ مَثَلًا،‏ تُذَكِّرُنا دائِمًا أن نُعطِيَ الشُّيوخَ عُنوانَنا ورَقمَ تِلِفونِنا لِيَتَّصِلوا بنا عِندَ الطَّوارِئ.‏ فهل أعطَيتَ الشُّيوخَ هذِهِ المَعلومات؟‏ أيضًا،‏ قد يُعطينا الشُّيوخُ إرشاداتٍ بِأن نبقى في بُيوتِنا أو نُخلِيَها،‏ أو يُخبِرونَنا كَيفَ نحصُلُ على مُؤَنِ الإغاثَةِ أو نُساعِدُ غَيرَنا.‏ فهل نُطيعُ هذِهِ الإرشادات؟‏ إذا لم نفعَلْ ذلِك،‏ فسَنُعَرِّضُ حَياتَنا أو حَياةَ الشُّيوخِ لِلخَطَر.‏ فهؤُلاءِ الرِّجالُ الأُمَناءُ ‹يبقَونَ ساهِرينَ على نُفوسِنا›.‏ (‏عب ١٣:‏١٧‏)‏ قالَت مَارْغَرِيت:‏ «لِأنِّي اتَّبَعتُ إرشاداتِ الشُّيوخِ والهَيئَة،‏ نجَوتُ مِنَ الكارِثَة».‏

١٣ كَيفَ حافَظَ إخوَةٌ كَثيرونَ على فَرَحِهِم وسَلامِهِم؟‏

١٣ أُضطُرَّ إخوَةٌ كَثيرونَ أن يترُكوا بُيوتَهُم بِسَبَبِ الكَوارِث،‏ الحُروب،‏ أوِ الاضطِراباتِ المَدَنِيَّة.‏ وهُم يبذُلونَ جُهدَهُم لِيَتَأقلَموا مع وَضعِهِمِ الجَديد،‏ ويَنشَغِلونَ بِخِدمَةِ يَهْوَه.‏ فمِثلَ المَسيحِيِّينَ الَّذينَ تشَتَّتوا بِسَبَبِ الاضطِهاد،‏ يستَمِرُّونَ في ‹التَّبشيرِ بِالكَلِمَة›.‏ (‏أع ٨:‏٤‏)‏ وبِهذِهِ الطَّريقَة،‏ يُرَكِّزونَ على مَملَكَةِ اللّٰه،‏ لا على ظُروفِهِمِ الصَّعبَة.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ يُحافِظونَ على فَرَحِهِم وسَلامِهِم.‏

خِلالَ الاضطِهاد

١٤ كَيفَ يُمكِنُ أن يُخَسِّرَنا الاضطِهادُ سَلامَنا؟‏

١٤ قد يحرِمُنا الاضطِهادُ مِن أشياءَ كَثيرَة تُشعِرُنا بِالفَرَحِ والسَّلام.‏ فنَحنُ نفرَحُ حينَ نجتَمِعُ بِحُرِّيَّة،‏ نُبَشِّرُ عَلَنًا،‏ ونعيشُ حَياتَنا دونَ أن نخافَ مِنَ الاعتِقال.‏ أمَّا حينَ نخسَرُ هذِهِ الحُرِّيَّات،‏ فقدْ نقلَقُ ونخافُ مِمَّا سيَحصُلُ لنا.‏ هذا شُعورٌ طَبيعِيّ.‏ ولكنْ يلزَمُ أن ننتَبِه.‏ فيَسُوع حذَّرَنا أنَّ الاضطِهادَ يُمكِنُ أن يجعَلَنا نترُكُه.‏ (‏يو ١٦:‏١،‏ ٢‏)‏ فكَيفَ نُحافِظُ على سَلامِنا حينَ نتَعَرَّضُ لِلاضطِهاد؟‏

١٥ لِمَ لا نخافُ مِنَ الاضطِهاد؟‏ (‏يوحنا ١٥:‏٢٠؛‏ ١٦:‏٣٣‏)‏

١٥ تُخبِرُنا كَلِمَةُ اللّٰه:‏ ‏«جَميعُ الَّذينَ يرغَبونَ في أن يحيَوا بِتَعَبُّدٍ لِلّٰهِ في المَسِيح يَسُوع سيُضطَهَدونَ أيضًا».‏ (‏٢ تي ٣:‏١٢‏)‏ إستَصعَبَ شَيخٌ اسْمُهُ أَنْدْرِيه أن يقبَلَ هذِهِ الحَقيقَة.‏ فحينَ حظَرَتِ السُّلُطاتُ عَمَلَنا في البَلَدِ الَّذي يعيشُ فيه،‏ فكَّر:‏ ‹هُناك عَدَدٌ كَبيرٌ جِدًّا مِنَ الإخوَةِ هُنا.‏ فكَيفَ ستعتَقِلُنا السُّلُطاتُ كُلَّنا؟‏›.‏ ولكنْ حينَ فكَّرَ بِهذِهِ الطَّريقَة،‏ لم يشعُرْ بِالسَّلام،‏ بل كانَ قَلِقًا طولَ الوَقت.‏ بِالمُقابِل،‏ اتَّكَلَ إخوَةٌ آخَرونَ على يَهْوَه،‏ ولم يستَبعِدوا أن تعتَقِلَهُمُ السُّلُطات.‏ مع ذلِك،‏ لم يكونوا قَلِقينَ مِثلَ أَنْدْرِيه.‏ لِذا،‏ قرَّرَ أن يفعَلَ مِثلَهُم ويَتَّكِلَ على يَهْوَه.‏ وهكَذا،‏ بدَأَ يشعُرُ بِالسَّلامِ والفَرَحِ رَغمَ الاضطِهاد.‏ نَحنُ أيضًا،‏ يجِبُ أن لا نخافَ مِنَ الاضطِهاد.‏ فمع أنَّ يَسُوع حذَّرَنا أنَّنا سنتَعَرَّضُ لِلاضطِهاد،‏ أكَّدَ لنا أنَّنا نقدِرُ أن نبقى أُمَناء.‏ —‏ إقرأ يوحنا ١٥:‏٢٠؛‏ ١٦:‏٣٣‏.‏

١٦ أيُّ إرشاداتٍ يلزَمُ أن نُطيعَها خِلالَ الاضطِهاد؟‏

١٦ حينَ تحظُرُ السُّلُطاتُ عَمَلَنا أو تفرِضُ قُيودًا كَثيرَة علَيه،‏ ننالُ إرشاداتٍ مِن مَكتَبِ الفَرعِ ومِنَ الشُّيوخِ في الجَماعَة.‏ وهذِهِ الإرشاداتُ ستحمينا.‏ كما ستُساعِدُنا أن ننالَ الطَّعامَ الرُّوحِيَّ بِانتِظام،‏ وأن نستَمِرَّ في التَّبشيرِ على قَدِّ ما نستَطيع.‏ فابذُلْ جُهدَكَ لِتُطيعَها،‏ حتَّى لَو لم تفهَمْ كامِلًا السَّبَبَ وَراءَها.‏ (‏يع ٣:‏١٧‏)‏ أيضًا،‏ لا تكشِفْ مَعلوماتٍ عنِ الإخوَةِ ونَشاطاتِ الجَماعَةِ لِأشخاصٍ لا يحِقُّ لهُم أن يعرِفوها.‏ —‏ جا ٣:‏٧‏.‏

ماذا سيساعدك أن تشعر بالسلام خلال الاضطهاد؟‏ (‏أُنظر الفقرة ١٧.‏)‏ e

١٧ مِثلَ الرُّسُلِ في القَرنِ الأوَّل،‏ علامَ نَحنُ مُصَمِّمون؟‏

١٧ أبقِ في بالِكَ لِماذا يُحارِبُ الشَّيْطَان شَعبَ اللّٰه.‏ فأحَدُ الأسبابِ الرَّئيسِيَّة هو أنَّ «لَدَيهِم عَمَلَ الشَّهادَةِ عن يَسُوع».‏ (‏رؤ ١٢:‏١٧‏)‏ إذًا،‏ لا تخَفْ مِنَ الشَّيْطَان وعالَمِه.‏ بل تذَكَّرْ أنَّ التَّبشيرَ رَغمَ الاضطِهادِ سيُفَرِّحُكَ ويُحَسِّسُكَ بِالسَّلام.‏ لِذا،‏ تمَثَّلْ بِالرُّسُلِ في القَرنِ الأوَّل.‏ فحينَ أمَرَتهُمُ السُّلُطاتُ اليَهُودِيَّة أن لا يُبَشِّروا،‏ صمَّموا أن يُطيعوا اللّٰهَ ويَستَمِرُّوا في التَّبشير.‏ وهذا العَمَلُ فرَّحَهُم كَثيرًا.‏ (‏أع ٥:‏٢٧-‏٢٩،‏ ٤١،‏ ٤٢‏)‏ طَبعًا،‏ عِندَما يكونُ عَمَلُنا مَحظورًا،‏ يلزَمُ أن تُبَشِّرَ بِحَذَر.‏ (‏مت ١٠:‏١٦‏)‏ ولكنْ إذا بذَلتَ جُهدَكَ لِتستَمِرَّ في التَّبشير،‏ فسَتشعُرُ بِالسَّلامِ لِأنَّكَ تُرضي يَهْوَه وتوصِلُ رِسالَةً تُنقِذُ الحَياة.‏

‏«إلهُ السَّلامِ سيَكونُ معك»‏

١٨ مَن يُعطينا السَّلامَ الحَقيقِيّ؟‏

١٨ ثِقْ أنَّكَ تقدِرُ أن تشعُرَ بِالسَّلام،‏ حتَّى خِلالَ أصعَبِ الأزَمات.‏ ولكنْ تذَكَّرْ أنَّكَ تحتاجُ في أوقاتٍ كهذِه إلى «سَلامِ اللّٰه»‏‏،‏ أيِ السَّلامِ الَّذي يقدِرُ يَهْوَه فَقَط أن يُعطِيَه.‏ لِذا،‏ اتَّكِلْ علَيهِ خِلالَ الأوبِئَة،‏ الكَوارِث،‏ أوِ الاضطِهاد.‏ إبقَ قَريبًا مِن هَيئَتِه.‏ وفكِّرْ في المُستَقبَلِ الرَّائِعِ الَّذي وعَدَكَ به.‏ وعِندَئِذٍ،‏ «إلهُ السَّلامِ سيَكونُ معك».‏ (‏في ٤:‏٩‏)‏ ولكنْ كَيفَ نُساعِدُ إخوَتَنا أن يشعُروا بِسَلامِ اللّٰهِ خِلالَ الأزَمات؟‏ سنرى الجَوابَ في المَقالَةِ التَّالِيَة.‏

التَّرنيمَة ٣٨ لن يترُكَك!‏

a يعِدُ اللّٰهُ الَّذينَ يُحِبُّونَهُ بِأن يُعطِيَهُمُ السَّلام.‏ ولكنْ ما هو «سَلامُ اللّٰه»؟‏ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِننالَه؟‏ وكَيفَ يُساعِدُنا خِلالَ الأوبِئَة،‏ الكَوارِث،‏ والاضطِهاد؟‏ سنرى الجَوابَ في هذِهِ المَقالَة.‏

b تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.‏

c أُنظُرْ مَقالَة «‏خُطُواتٌ لِلنَّجاةِ مِنَ الكَوارِث‏» في إستَيقِظْ!‏،‏ العَدَد ٥،‏ ٢٠١٧.‏

d وصف الصورة:‏ أخت تستعد مسبقًا لتخلي بيتها.‏

e وصف الصورة:‏ أخ يبشِّر بحذر في بلد يفرض قيودًا على عملنا.‏