الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٥٠

بالإيمان والأعمال نُعتبر بلا لوم

بالإيمان والأعمال نُعتبر بلا لوم

‏‹إمْشوا على خُطُواتِ أبينا إبْرَاهِيم في طَريقِ الإيمان›.‏ —‏ رو ٤:‏١٢‏.‏

التَّرنيمَة ١١٩ لِيَكُنْ لنا إيمانٌ قَوِيّ

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ أيُّ سُؤالٍ قد يخطُرُ على بالِنا حينَ نُفَكِّرُ في إيمانِ إبْرَاهِيم؟‏

 مع أنَّ كَثيرينَ مِنَ النَّاسِ سمِعوا عن إبْرَاهِيم،‏ مُعظَمُهُم لا يعرِفونَ عنه إلَّا القَليلَ.‏ لكنْ أنتَ تعرِفُ الكَثيرَ عنه.‏ تعرِفُ مَثَلًا أنَّهُ دُعِيَ «أبًا لِكُلِّ الَّذينَ يُؤْمِنون».‏ (‏رو ٤:‏١١‏)‏ مع ذلِك قد تتَساءَل:‏ ‹هل أقدِرُ أن أمشِيَ على خُطُواتِ إبْرَاهِيم ويَكونَ إيماني قَوِيًّا مِثلَه؟‏›.‏ نَعَم بِالتَّأكيد.‏

٢ لِماذا مُهِمٌّ أن ندرُسَ مِثالَ إبْرَاهِيم؟‏ (‏يعقوب ٢:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏

٢ إحدى الطُّرُقِ لِنُنَمِّيَ إيمانًا مِثلَ إيمانِ إبْرَاهِيم هي أن ندرُسَ مِثالَه.‏ فقدْ فعَلَ إبْرَاهِيم ما طلَبَهُ مِنهُ اللّٰه:‏ إنتَقَلَ إلى أرضٍ بَعيدَة،‏ عاشَ في خِيامٍ لِعَشَراتِ السِّنين،‏ وكانَ مُستَعِدًّا أن يُقَدِّمَ ابْنَهُ الحَبيبَ إسْحَاق ذَبيحَة.‏ وأعمالُهُ هذِه دلَّت على إيمانِهِ القَوِيّ.‏ وإيمانُ إبْرَاهِيم وأعمالُهُ جعَلَتهُ ينالُ رِضى اللّٰهِ ويَصيرُ صَديقَه.‏ ‏(‏إقرأ يعقوب ٢:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏)‏ ويَهْوَه يُريدُ أن نتَمَتَّع،‏ بل أن تتَمَتَّعَ أنتَ بِنَفْسِ البَرَكات.‏ لِذا أوحى إلى كاتِبَيِ الكِتابِ المُقَدَّس بُولُس ويَعْقُوب أن يتَحَدَّثا عن إيمانِ إبْرَاهِيم.‏ لِنُناقِشْ مِثالَهُ على أساسِ رُومَا الفَصل ٤ ويَعْقُوب الفَصل ٢‏.‏ فهذانِ الفَصلان يُشيرانِ إلى فِكرَةٍ مُهِمَّة قيلَت عن إبْرَاهِيم.‏

٣ أيُّ آيَةٍ مُهِمَّة اقتَبَسَ مِنها بُولُس ويَعْقُوب؟‏

٣ بُولُس ويَعْقُوب كِلاهُما اقتَبَسا مِنَ التَّكْوِين ١٥:‏٦ الَّتي تقول:‏ «آمَنَ [إبْرَاهِيم] بِيَهْوَه،‏ فاعتُبِرَ بِلا لَومٍ في نَظَرِه».‏ وكم جَميلٌ أن يعتَبِرَ اللّٰهُ الإنسانَ بِلا ذَنْبٍ مع أنَّهُ ناقِصٌ وخاطِئ!‏ طَبعًا،‏ نَحنُ نُريدُ أن يعتَبِرَنا اللّٰهُ بِلا ذَنْبٍ مِثلَ إبْرَاهِيم.‏ وهذا لَيسَ مُستَحيلًا.‏ ولكنْ كَي نعرِفَ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ كَي يعتَبِرَنا بِلا ذَنْب،‏ يلزَمُ أن نعرِفَ لِماذا اعتَبَرَ إبْرَاهِيم كذلِك.‏

الإيمانُ ضَرورِيٌّ لِيَعتَبِرَنا اللّٰهُ بِلا لَوم

٤ ماذا يُعيقُ البَشَرَ أن يكونوا بِلا لَوم؟‏

٤ في رِسالَةِ بُولُس إلى أهلِ رُومَا،‏ قالَ إنَّ كُلَّ البَشَرِ خُطاة.‏ (‏رو ٣:‏٢٣‏)‏ فكَيفَ يُمكِنُ إذًا أن يعتَبِرَهُمُ اللّٰهُ بِلا لَومٍ أو بِلا ذَنْبٍ وبِالتَّالي يرضى عنهُم؟‏ كَي يُساعِدَ بُولُس كُلَّ المَسِيحِيِّينَ أن يعرِفوا الجَواب،‏ أشارَ إلى إبْرَاهِيم.‏

٥ على أيِّ أساسٍ اعتَبَرَ اللّٰهُ إبْرَاهِيم بِلا لَوم؟‏ (‏روما ٤:‏٢-‏٤‏)‏

٥ فيما كانَ إبْرَاهِيم ساكِنًا في أرضِ كَنْعَان،‏ اعتَبَرَهُ يَهْوَه بِلا لَوم.‏ لِماذا؟‏ هل لِأنَّ إبْرَاهِيم طبَّقَ كامِلًا شَريعَةَ مُوسَى؟‏ طَبعًا لا.‏ (‏رو ٤:‏١٣‏)‏ فهذِهِ الشَّريعَةُ أُعطِيَت لِأُمَّةِ إسْرَائِيل بَعدَ أكثَرَ مِن ٤٠٠ سَنَةٍ مِن كَلِماتِ يَهْوَه عن إبْرَاهِيم.‏ على أيِّ أساسٍ إذًا اعتَبَرَ اللّٰهُ إبْرَاهِيم بِلا لَوم؟‏ لقدْ أظهَرَ اللّٰهُ لُطفًا فائِقًا تِجاهَ إبْرَاهِيم واعتَبَرَهُ بِلا لَومٍ على أساسِ إيمانِه.‏ —‏ إقرأ روما ٤:‏٢-‏٤‏.‏

٦ لِماذا يعتَبِرُ يَهْوَه بَعضَ الأشخاصِ الخُطاة بِلا لَوم؟‏

٦ أوضَحَ بُولُس أنَّ الشَّخصَ الَّذي لَدَيهِ إيمانٌ بِاللّٰهِ «سَيُعتَبَرُ بِلا لَومٍ بِسَبَبِ إيمانِه».‏ (‏رو ٤:‏٥‏)‏ ثُمَّ أكمَل:‏ «هذا ما يَقولُهُ دَاوُد أيضًا حينَ يَتَكَلَّمُ عن سَعادَةِ الإنسانِ الَّذي يَعتَبِرُهُ اللّٰهُ بِلا لَومٍ مِن دونِ أن يَكونَ ذلِك بِسَبَبِ أعمالِه.‏ فهو يَقول:‏ ‹سُعَداءُ هُمُ الَّذينَ سامَحَهُمُ اللّٰهُ على كَسْرِ الشَّريعَةِ وغَفَرَ لهُم خَطاياهُم.‏ سَعيدٌ هوَ الَّذي لا يَحسُبُ يَهْوَه خَطِيَّتَهُ أبَدًا›».‏ (‏رو ٤:‏٦-‏٨؛‏ مز ٣٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فاللّٰهُ يغفِرُ خَطايا الَّذينَ لَدَيهِم إيمانٌ به،‏ ويُسامِحُهُم كامِلًا ولا يعودُ يحسُبُ لهُم خَطاياهُم.‏ فهو يعتَبِرُهُم بِلا ذَنْبٍ ومُستَقيمينَ على أساسِ إيمانِهِم.‏

٧ بِأيِّ مَعنًى كانَ خُدَّامُ اللّٰهِ الأُمَناءُ بِلا لَوم؟‏

٧ مع أنَّ إبْرَاهِيم ودَاوُد وغَيرَهُما مِن خُدَّامِ اللّٰهِ الأُمَناءِ اعتُبِروا بِلا لَوم،‏ فهُم كانوا أشخاصًا خُطاة وناقِصين.‏ ولكنْ بِسَبَبِ إيمانِهِم،‏ اعتَبَرَهُمُ اللّٰهُ بِلا ذَنْب،‏ وخُصوصًا بِالمُقارَنَةِ معَ الَّذينَ لَيسَت لَدَيهِم عَلاقَةٌ به.‏ (‏أف ٢:‏١٢‏)‏ وكما أوضَحَ بُولُس في رِسالَتِه،‏ الإيمانُ أساسِيٌّ لِيَكونَ لَدى البَشَرِ عَلاقَةٌ شَخصِيَّة بِاللّٰه.‏ هذِهِ القاعِدَةُ انطَبَقَت في حالَةِ إبْرَاهِيم ودَاوُد،‏ وهي تنطَبِقُ في حالَتِنا أيضًا.‏

ما عَلاقَةُ الإيمانِ بِالأعمال؟‏

٨-‏٩ أيُّ استِنتاجٍ خاطِئٍ توَصَّلَ إلَيهِ البَعضُ مِن كَلِماتِ بُولُس ويَعْقُوب،‏ ولِماذا؟‏

٨ طَوالَ مِئاتِ السِّنين،‏ كانَتِ العَلاقَةُ بَينَ الإيمانِ والأعمالِ مَوضوعًا يُسَبِّبُ جَدَلًا كَبيرًا في العالَمِ المَسيحِيّ.‏ فبَعضُ رِجالِ الدِّينِ يُعَلِّمونَ أنَّ مُجَرَّدَ الإيمانِ بِالرَّبِّ يَسُوع المَسِيح يكفي لِلخَلاص.‏ ورُبَّما سمِعتَهُم يقولون:‏ «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوع تخلُص».‏ حتَّى إنَّهُم قد يقتَبِسونَ كَلِماتِ بُولُس الَّذي قالَ عنِ الإنسان:‏ «يَعتَبِرُهُ اللّٰهُ بِلا لَومٍ مِن دونِ أن يَكونَ ذلِك بِسَبَبِ أعمالِه».‏ (‏رو ٤:‏٦‏)‏ لكنَّ آخَرينَ يُعارِضونَهُم ويَعتَبِرونَ أنَّ الشَّخصَ لن ينالَ الخَلاصَ إلَّا إذا زارَ أماكِنَ تُعتَبَرُ مُقَدَّسَةً وتمَّمَ واجِباتِهِ الدِّينِيَّة.‏ ورُبَّما يقتَبِسونَ يَعْقُوب ٢:‏٢٤ الَّتي تقول:‏ «الإنسانُ يُعتَبَرُ بِلا لَومٍ نَتيجَةَ الأعمالِ لا الإيمانِ وَحْدَه».‏

٩ وبِسَبَبِ هذا التَّضارُبِ في المُعتَقَدات،‏ استَنتَجَ بَعضُ الكُتَّابِ الدِّينِيِّينَ أنَّ بُولُس ويَعْقُوب اختَلَفا على مَوضوعِ الإيمانِ والأعمال.‏ فرِجالُ الدِّينِ يقولونَ إنَّ بُولُس اعتَقَدَ أنَّ الإنسانَ يُعتَبَرُ بِلا لَومٍ بِالإيمانِ دونَ الحاجَةِ إلى أعمال،‏ بَينَما يَعْقُوب علَّمَ أنَّ الأعمالَ أساسِيَّةٌ لِنَيلِ رِضى اللّٰه.‏ وقدْ عبَّرَ بروفِسورٌ في اللَّاهوتِ عنِ الفِكرَةِ قائِلًا:‏ «لم يفهَمْ يَعْقُوب لِماذا شدَّدَ بُولُس أنَّ [اعتِبارَ الشَّخصِ بِلا لَومٍ] هو بِالإيمانِ وَحدَهُ ولَيسَ بِالأعمال».‏ لكنَّ يَهْوَه هوَ الَّذي أوحى إلى بُولُس ويَعْقُوب كِلَيهِما أن يكتُبا كَلِماتِهِما.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٦‏)‏ لِذلِك لا بُدَّ أنَّ هُناك طَريقَةً بَسيطَة تُوَفِّقُ بَينَ ما قالاه.‏ وهذِهِ الطَّريقَةُ هي مُراجَعَةُ سِياقِ الكَلام.‏

أوضح بولس للمسيحيين من أصل يهودي في روما أن الإيمان هو الضروري،‏ لا أعمال شريعة موسى (‏أُنظر الفقرة ١٠.‏)‏ b

١٠ أيُّ «أعمالٍ» كانَ بُولُس يتَحَدَّثُ عنها بِشَكلٍ رَئيسِيّ؟‏ (‏روما ٣:‏٢١،‏ ٢٨‏)‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٠ على أيِّ «أعمالٍ» ركَّزَ بُولُس في رُومَا ٣ و ٤‏؟‏ كانَ يقصِدُ بِشَكلٍ رَئيسِيٍّ «أعمالَ الشَّريعَة»،‏ أي شَريعَةِ مُوسَى الَّتي أعطاها اللّٰهُ على جَبَلِ سِينَاء.‏ ‏(‏إقرأ روما ٣:‏٢١،‏ ٢٨‏.‏)‏ ويَبدو أنَّهُ في أيَّامِ بُولُس،‏ كانَ صَعبًا على بَعضِ المَسِيحِيِّينَ مِن أصلٍ يَهُودِيٍّ أن يتَقَبَّلوا أنَّ شَريعَةَ مُوسَى لم تعُدْ سارِيَةَ المَفعول،‏ والأعمالَ الَّتي تطَلَّبَتها لم يعُدْ هُناك حاجَةٌ إلَيها.‏ لِذا استَعمَلَ بُولُس مِثالَ إبْرَاهِيم لِيُبَرهِنَ أنَّ الشَّخصَ لا ينالُ رِضى اللّٰهِ لِأنَّهُ يقومُ ‹بِأعمالِ الشَّريعَة›،‏ بل لِأنَّ لَدَيهِ إيمانًا.‏ وهذِهِ الفِكرَةُ تُريحُنا لِأنَّها تُؤَكِّدُ لنا أنَّنا نقدِرُ أن نكونَ مَقبولينَ في عَينَيِ اللّٰه.‏ وهذا يعني أنَّنا نقدِرُ أن نُنَمِّيَ إيمانًا بِاللّٰهِ وبِالمَسِيحِ وننالَ بِالتَّالي رِضى اللّٰه.‏

شجَّع يعقوب المسيحيين أن يُظهِروا إيمانهم «بالأعمال»،‏ مثل أن يتصرفوا بلطف من دون تحيُّز (‏أُنظر الفقرتين ١١-‏١٢.‏)‏ c

١١ أيُّ نَوعٍ مِنَ «الأعمالِ» كانَ يَعْقُوب يتَكَلَّمُ عنه؟‏

١١ مِن ناحِيَةٍ أُخرى،‏ «الأعمالُ» الَّتي تحَدَّثَ عنها يَعْقُوب في الفَصل ٢ لَيسَت هي نَفْسُها «أعمالَ الشَّريعَةِ» الَّتي ذكَرَها بُولُس.‏ فيَعْقُوب كانَ يقصِدُ الأعمالَ أوِ التَّصَرُّفاتِ الَّتي يقومُ بِها المَسِيحِيُّ في حَياتِهِ اليَومِيَّة.‏ وهذِهِ الأعمالُ تُظهِرُ هل لَدَيهِ إيمانٌ حَقيقِيٌّ بِاللّٰهِ أم لا.‏ إلَيكَ مَثَلَينِ استَعمَلَهُما يَعْقُوب.‏

١٢ كَيفَ شرَحَ يَعْقُوب الرَّابِطَ بَينَ الإيمانِ والأعمال؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٢ في المَثَلِ الأوَّل،‏ أظهَرَ يَعْقُوب أنَّ المَسِيحِيِّينَ لا يلزَمُ أن يكونوا مُتَحَيِّزينَ في تَعامُلاتِهِم معَ الآخَرين.‏ وأوضَحَ هذِهِ الفِكرَةَ مِن خِلالِ سيناريو.‏ فقدْ تكَلَّمَ عن رَجُلٍ غَنِيٍّ يُعامِلُهُ المَسِيحِيُّونَ بِاحتِرامٍ فيما يحتَقِرونَ رَجُلًا فَقيرًا.‏ ثُمَّ قالَ إنَّ هؤُلاءِ المَسِيحِيِّينَ قد يدَّعونَ أنَّ لَدَيهِم إيمانًا،‏ ولكنْ أينَ هيَ الأعمالُ الَّتي تدعَمُ هذا الإيمان؟‏ (‏يع ٢:‏١-‏٥،‏ ٩‏)‏ في المَثَلِ الثَّاني،‏ تحَدَّثَ يَعْقُوب عن شَخصٍ يرى «أحَدَ الإخوَةِ أوِ الأخَواتِ يحتاجُ إلى الثِّيابِ والطَّعام»،‏ لكنَّهُ لا يُقَدِّمُ لهُ أيَّ مُساعَدَةٍ عَمَلِيَّة.‏ حتَّى لَو قالَ هذا الشَّخصُ إنَّ لَدَيهِ إيمانًا،‏ فهو لم يفعَلْ شَيئًا يُبَرهِنُ عن هذا الإيمان،‏ لِذا يكونُ إيمانُهُ بِلا فائِدَة.‏ فِعلًا،‏ كما كتَبَ يَعْقُوب،‏ «الإيمانُ .‏ .‏ .‏ إذا كانَ بِلا أعمال،‏ فهو مَيِّت».‏ —‏ يع ٢:‏١٤-‏١٧‏.‏

١٣ كَيفَ أوضَحَ يَعْقُوب فِكرَتَهُ عن إظهارِ الإيمانِ بِالأعمال؟‏ (‏يعقوب ٢:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏

١٣ ذكَرَ يَعْقُوب رَاحَاب أيضًا كمِثالٍ جَيِّدٍ على الإيمانِ الظَّاهِرِ بِالأعمال.‏ ‏(‏إقرأ يعقوب ٢:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏)‏ فهي سمِعَت عن يَهْوَه وعرَفَت أنَّهُ كانَ مع شَعبِ إسْرَائِيل.‏ (‏يش ٢:‏٩-‏١١‏)‏ لِذا عبَّرَت عن إيمانِها بِالأعمالِ حينَ حمَتِ الجاسوسَينِ الإسْرَائِيلِيَّينِ اللَّذَينِ كانا في خَطَر.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ اعتُبِرَت هذِهِ المَرأةُ بِلا لَوم،‏ تَمامًا مِثلَ إبْرَاهِيم،‏ مع أنَّها كانَت شَخصًا ناقِصًا ولم تكُنْ مِن شَعبِ اللّٰه.‏ ومِثالُها يُبرِزُ أهَمِّيَّةَ أن يكونَ الإيمانُ مَدعومًا بِالأعمال.‏

١٤ لِماذا نقولُ إنَّ كَلِماتِ بُولُس ويَعْقُوب مُنسَجِمَةٌ معًا؟‏

١٤ إذًا بِكُلِّ بَساطَة،‏ كانَ بُولُس ويَعْقُوب ينظُرانِ إلى مَوضوعِ الإيمانِ والأعمالِ مِن زاوِيَتَينِ مُختَلِفَتَين.‏ بُولُس كانَ يُوضِحُ لِلمَسِيحِيِّينَ مِن أصلٍ يَهُودِيٍّ أنَّهُم لن يقدِروا أبَدًا أن ينالوا رِضى يَهْوَه إذا عمِلوا فَقَط أعمالَ شَريعَةِ مُوسَى.‏ أمَّا يَعْقُوب فكانَ يُشَدِّدُ أنَّ كُلَّ المَسِيحِيِّينَ يلزَمُ أن يُظهِروا إيمانَهُم بِفِعلِ الخَيرِ لِلآخَرين.‏

هل يدفعك إيمانك أن تقوم بأعمال ترضي يهوه؟‏ (‏أُنظر الفقرة ١٥.‏)‏

١٥ ما هي بَعضُ الطُّرُقِ لِنُظهِرَ إيمانَنا بِالأعمال؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.‏)‏

١٥ لا يطلُبُ يَهْوَه مِنَّا أن نفعَلَ بِالضَّبطِ كما فعَلَ إبْرَاهِيم كَي يعتَبِرَنا بِلا لَوم.‏ ففي الحَقيقَة،‏ هُناك طُرُقٌ كَثيرَة لِنُظهِرَ إيمانَنا بِالأعمال.‏ نقدِرُ مَثَلًا أن نُرَحِّبَ بِالجُدُدِ في الجَماعَة،‏ نُساعِدَ الإخوَةَ والأخَواتِ الَّذينَ هُم بِحاجَة،‏ ونهتَمَّ بِأفرادِ عائِلَتِنا،‏ وهذِهِ الأعمالُ كُلُّها يرضى عنها اللّٰهُ ويُبارِكُنا علَيها.‏ (‏رو ١٥:‏٧؛‏ ١ تي ٥:‏٤،‏ ٨؛‏ ١ يو ٣:‏١٨‏)‏ وأحَدُ أهَمِّ الأعمالِ الجَيِّدَة الَّتي تُعَبِّرُ عن إيمانِنا هوَ التَّبشيرُ بِحَماسَةٍ بِالأخبارِ الحُلوَة.‏ (‏١ تي ٤:‏١٦‏)‏ إذًا،‏ كُلُّنا نقدِرُ أن نُبَرهِنَ بِأعمالِنا أنَّنا نثِقُ بِوُعودِ يَهْوَه وبِأنَّ طُرُقَهُ هيَ الأفضَل.‏ وإذا فعَلنا ذلِك،‏ نتَأكَّدُ تَمامًا أنَّ اللّٰهَ سيَعتَبِرُنا بِلا لَومٍ ويَدعونا أصدِقاءَه.‏

الأمَلُ ضَرورِيٌّ لِلإيمان

١٦ ما عَلاقَةُ أمَلِ إبْرَاهِيم بِإيمانِه؟‏

١٦ نجِدُ في رُومَا الفَصل ٤ دَرسًا مُهِمًّا آخَرَ نتَعَلَّمُهُ مِن إبْرَاهِيم:‏ أهَمِّيَّةَ الأمَل.‏ فيَهْوَه وعَدَ إبْرَاهِيم أنَّ ‹أُمَمًا كَثيرَةً› ستتَبارَكُ بِواسِطَتِه.‏ تخَيَّلْ كم كانَ هذا الأمَلُ رائِعًا بِالنِّسبَةِ إلى إبْرَاهِيم!‏ (‏تك ١٢:‏٣؛‏ ١٥:‏٥؛‏ ١٧:‏٤؛‏ رو ٤:‏١٧‏)‏ لكنَّ إبْرَاهِيم كانَ عُمرُهُ ١٠٠ سَنَةٍ وسَارَة ٩٠،‏ والابْنُ المَوعودُ بهِ لم يكُنْ قد أتى بَعد.‏ مِن وِجهَةِ نَظَرِ البَشَر،‏ بدا مُستَحيلًا أن يصيرَ لَدى إبْرَاهِيم وسَارَة ابْن.‏ وكانَ هذا امتِحانًا حَقيقِيًّا لِإبْرَاهِيم.‏ لكنَّهُ آمَنَ «على أساسِ الأمَل،‏ بِأنَّهُ سيَصيرُ أبًا لِأُمَمٍ كَثيرَة».‏ (‏رو ٤:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وهذا ما حصَل،‏ تحَقَّقَت آمالُهُ وصارَ أبًا لِإسْحَاق،‏ الابْنِ الَّذي طالَ انتِظارُه.‏ —‏ رو ٤:‏٢٠-‏٢٢‏.‏

١٧ كَيفَ نعرِفُ أنَّنا نقدِرُ أن ننالَ رِضى اللّٰهِ ونُدعى أصدِقاءَه؟‏

١٧ إذًا،‏ نقدِرُ أن ننالَ رِضى اللّٰه ونُعتَبَرَ بِلا لَومٍ كأصدِقاءَ لهُ تَمامًا مِثلَ إبْرَاهِيم.‏ وفي الواقِع،‏ أتى بُولُس على ذِكرِ ذلِك حينَ كتَبَ أنَّ «الكَلِماتِ ‹أُعتُبِرَ بِلا لَوم› لم تُكتَبْ مِن أجْلِ [إبْرَاهِيم] فَقَط،‏ بل أيضًا مِن أجْلِنا نَحنُ الَّذينَ سنُعتَبَرُ بِلا لَوم،‏ لِأنَّنا نُؤْمِنُ بِالَّذي أقامَ يَسُوع رَبَّنا مِنَ المَوت».‏ (‏رو ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فمِثلَ إبْرَاهِيم،‏ يلزَمُ أن يكونَ لَدَينا إيمانٌ وأعمال،‏ وأمَلٌ أيضًا.‏ وفي رُومَا الفَصل ٥‏،‏ يُكمِلُ بُولُس الكَلامَ عن أمَلِنا كمَسِيحِيِّين.‏ وهذا ما سنُناقِشُهُ في المَقالَةِ التَّالِيَة.‏

التَّرنيمَة ٢٨ مَن صَديقُكَ يا يَهْوَه؟‏

a نَحنُ نُريدُ أن يرضى اللّٰهُ عنَّا ويَعتَبِرَنا بِلا لَوم.‏ هذِهِ المَقالَةُ ستستَنِدُ إلى ما كتَبَهُ بُولُس ويَعْقُوب كَي توضِحَ كَيفَ يُمكِنُ أن يعتَبِرَنا اللّٰهُ بِلا لَوم.‏ وسَتُناقِشُ أيضًا ما عَلاقَةُ الإيمانِ والأعمالِ بِنَيلِ رِضى يَهْوَه.‏

b وصف الصور:‏ شجَّع بولس المسيحيين من أصل يهودي أن يركِّزوا على الإيمان،‏ لا على «أعمال الشريعة» مثل وضع خيوط زرقاء على طرف ثيابهم،‏ الاحتفال بالفصح،‏ والاغتسال حسب الطقوس.‏

c وصف الصور:‏ يعقوب شجَّع على إظهار الإيمان بفعل الخير للآخرين،‏ مثل مساعدة الفقراء.‏