مقالة الدرس ٥٣
يا شبَّان، كيف تتقدَّمون إلى النضج؟
«تقَوَّ وكُنْ رَجُلًا». — ١ مل ٢:٢.
التَّرنيمَة ١٣٥ يَهْوَه يرجوك: «يا ابْني، كُنْ حَكيمًا»
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a
١ ماذا يلزَمُ أن يفعَلَ الأخُ لِيَكونَ ناجِحًا؟
قالَ المَلِكُ دَاوُد لِابْنِهِ سُلَيْمَان: «تقَوَّ وكُنْ رَجُلًا». (١ مل ٢:١-٣) وهذِهِ النَّصيحَةُ مُهِمَّةٌ لِكُلِّ الإخوَةِ الذُّكورِ في الجَماعَة. فكَيفَ ينجَحونَ في تَطبيقِها؟ يلزَمُ أن يتَعَلَّموا أن يُطيعوا شَرائِعَ اللّٰه، ويَتبَعوا مَبادِئَ كَلِمَتِه، في كُلِّ مَجالاتِ حَياتِهِم. (لو ٢:٥٢) وهذا ضَرورِيٌّ لِيَتَقَدَّمَ الإخوَةُ الشُّبَّانُ إلى النُّضجِ الرُّوحِيّ. لِماذا؟
٢-٣ لِمَ مُهِمٌّ أن يتَقَدَّمَ الأخُ الشَّابُّ إلى النُّضج؟
٢ يقومُ الرِّجالُ المَسيحِيُّونَ بِمَسؤولِيَّاتٍ مُهِمَّة في العائِلَةِ وفي الجَماعَة. فهل فكَّرتَ في المَسؤولِيَّاتِ الَّتي قد تقومُ بها في المُستَقبَل؟ مَثَلًا، هل لَدَيكَ هَدَفٌ أن تخدُمَ كامِلَ الوَقت، وأن تصيرَ خادِمًا مُساعِدًا ثُمَّ شَيخًا؟ هل تُخَطِّطُ لِتتَزَوَّجَ وتُنجِبَ أولادًا؟ (أف ٦:٤؛ ١ تي ٣:١) كَي تصِلَ إلى هذِهِ الأهدافِ وتنجَحَ في القِيامِ بِمَسؤولِيَّاتِك، تحتاجُ إلى النُّضجِ الرُّوحِيّ. b
٣ ولكنْ كَيفَ تتَقَدَّمُ إلى النُّضج؟ أيُّ مَهاراتٍ مُهِمَّة يلزَمُ أن تتَعَلَّمَها؟ وكَيفَ تستَعِدُّ مِنَ الآنَ لِمَسؤولِيَّاتِكَ المُستَقبَلِيَّة، وتنجَحُ في القِيامِ بها؟
تقَدَّمْ إلى النُّضج
٤ أينَ تجِدُ أمثِلَةً جَيِّدَة لِتتَمَثَّلَ بها؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
٤ إبحَثْ عن أمثِلَةٍ جَيِّدَة، وتمَثَّلْ بِصِفاتِهِمِ الحُلوَة. في الكِتابِ المُقَدَّس، تجِدُ أمثِلَةً كَثيرَة لِشُبَّانٍ أحَبُّوا اللّٰه، وقاموا بِمَسؤولِيَّاتٍ عَديدَة لِيَهتَمُّوا بِشَعبِه. أيضًا، يُمكِنُ أن تجِدَ أمثِلَةً لِإخوَةٍ ناضِجينَ في جَماعَتِك، وحتَّى في عائِلَتِك. (عب ١٣:٧) والأهَمّ، لَدَيكَ المِثالُ الكامِلُ لِيَسُوع المَسِيح. (١ بط ٢:٢١) فتأمَّلْ في هذِهِ الأمثِلَةِ الجَيِّدَة، وفي صِفاتِهِمِ الحُلوَة. (عب ١٢:١، ٢) ثُمَّ اسعَ لِتتَمَثَّلَ بهِم.
٥ كَيفَ تُنَمِّي قُدرَتَكَ التَّفكيرِيَّة، ولِمَ هذا مُهِمّ؟ (مزمور ١١٩:٩)
٥ نمِّ «قُدرَتَكَ التَّفكيرِيَّة» ثُمَّ احمِها. (أم ٣:٢١) ستُساعِدُكَ القُدرَةُ التَّفكيرِيَّة أن تُفَكِّرَ جَيَّدًا قَبلَ أن تتَصَرَّف. فابذُلْ جُهدَكَ لِتُنَمِّيَ هذِهِ المَهارَةَ المُهِمَّة، وتُحافِظَ علَيها. ولِمَ تحتاجُ أن تبذُلَ الجُهد؟ كَي تُقاوِمَ التَّأثيراتِ السَّلبِيَّة. ففي العالَمِ حَولَك، يتبَعُ شُبَّانٌ كَثيرونَ آراءَهُمُ الشَّخصِيَّة، أو يسمَحونَ لِمَشاعِرِهِم بِأن تتَحَكَّمَ فيهِم. (أم ٧:٧؛ ٢٩:١١) كما يُمكِنُ أن تتَأثَّرَ كَثيرًا بِوَسائِلِ الإعلام. ولكنْ كَيفَ تُنَمِّي القُدرَةَ التَّفكيرِيَّة؟ أوَّلًا، تعَلَّمْ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس، وفكِّرْ كَيفَ ستُفيدُك. ثُمَّ خُذْ على أساسِها قَراراتٍ تُرضي يَهْوَه. (إقرإ المزمور ١١٩:٩.) وعِندَما تُنَمِّي قُدرَتَكَ التَّفكيرِيَّة، تخطو خُطوَةً كَبيرَة في طَريقِكَ إلى النُّضج. (أم ٢:١١، ١٢؛ عب ٥:١٤) لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ ستُفيدُكَ في مَجالَين: (١) حينَ تتَعامَلُ معَ الأخَوات، و (٢) حينَ تختارُ ثِيابَكَ وتهتَمُّ بِشَكلِك.
٦ كَيفَ تُساعِدُ القُدرَةُ التَّفكيرِيَّة الأخَ الشَّابَّ أن يحتَرِمَ الأخَوات؟
٦ طَبيعِيٌّ أن ترغَبَ كشابٍّ في التَّعَرُّفِ على أُختٍ والارتِباطِ بها. ولكنْ لاحِظْ كَيفَ ستُساعِدُكَ القُدرَةُ التَّفكيرِيَّة أن تُظهِرَ الاحتِرامَ لِلأخَوات. فإذا لم ترغَبْ فِعلًا في الارتِباطِ بِأُخت، فلن توحِيَ لها أنَّكَ مُهتَمٌّ بها، لا بِكَلامِكَ ولا بِرَسائِلِكَ ولا بِتَصَرُّفاتِك. (١ تي ٥:١، ٢) وإذا كُنتَ تتَعَرَّفُ على أُختٍ الآن، فلن تتَواجَدَ معها أبَدًا وَحدَكُما. وهكَذا، ستَصونُ سُمعَتَها. — ١ كو ٦:١٨.
٧ كَيفَ تُساعِدُ القُدرَةُ التَّفكيرِيَّة الأخَ الشَّابَّ أن يختارَ ثِيابَهُ ويَهتَمَّ بِشَكلِه؟
٧ هُناك مَجالٌ آخَرُ تُساعِدُكَ فيهِ القُدرَةُ التَّفكيرِيَّة: حينَ تختارُ ثِيابَكَ وتهتَمُّ بِشَكلِك. فالكَثيرُ مِن مُصَمِّمي الثِّيابِ لا يحتَرِمونَ يَهْوَه، بل يعيشونَ حَياةً فاسِدَة. وهذا واضِحٌ مِن تَصاميمِهِمِ الَّتي تكونُ ضَيِّقَةً جِدًّا، أوِ الَّتي تجعَلُ الرِّجالَ يُشبِهونَ النِّساء. إذًا، حينَ تختارُ ثِيابًا، كَيفَ تُظهِرُ أنَّكَ تتَقَدَّمُ إلى النُّضج؟ إتبَعْ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس، وتمَثَّلْ بِالإخوَةِ الَّذينَ يرسُمونَ مِثالًا جَيِّدًا في الجَماعَة. إسألْ نَفْسَك: ‹إذا لبِستُ هذِهِ الثِّياب، فهل سأُظهِرُ أنَّ تَفكيري سَليم، وأنِّي أُراعي الآخَرين؟ هل سأُظهِرُ بِوُضوحٍ أنِّي أخدُمُ اللّٰه؟›. (١ كو ١٠:٣١-٣٣؛ تي ٢:٦) إسعَ إذًا لِتُنَمِّيَ قُدرَتَكَ التَّفكيرِيَّة. وهكَذا، لن تكسِبَ فَقَطِ احتِرامَ الإخوَةِ في الجَماعَة، بل أيضًا احتِرامَ أبيكَ السَّماوِيّ.
٨ كَيفَ يكونُ الأخُ الشَّابُّ على قَدِّ المَسؤولِيَّة؟
٨ كُنْ شابًّا يُتَّكَلُ علَيه. حينَ يكونُ الشَّابُّ على قَدِّ المَسؤولِيَّة، يجتَهِدُ في القِيامِ بِتَعييناتِه. (لو ١٦:١٠) لاحِظْ كَيفَ رسَمَ يَسُوع مِثالًا كامِلًا في هذا المَجال. فهو لم يكُنْ أبَدًا مُهمِلًا أو يُقَصِّرْ في واجِباتِه. بل تمَّمَ بِاجتِهادٍ التَّعييناتِ الَّتي أعطاها لهُ يَهْوَه، حتَّى حينَ كانَت صَعبَةً علَيه. فقدْ أحَبَّ النَّاس، وخُصوصًا تَلامِيذَه، وضحَّى بِحَياتِهِ طَوعًا مِن أجلِهِم. (يو ١٣:١) فتمَثَّلْ إذًا بِيَسُوع، وتمِّمْ أيَّ تَعيينٍ يُعطى لك. وإذا لم تعرِفْ كَيفَ تقومُ به، فكُنْ مُتَواضِعًا واطلُبِ المُساعَدَةَ مِنَ الإخوَةِ النَّاضِجين. ولا تقُمْ بهِ بِكَسَل، بل تمِّمْهُ مِن كُلِّ قَلبِكَ «كما لِيَهْوَه، ولَيسَ لِلنَّاس». (كو ٣:٢٣؛ رو ١٢:١١) وطَبعًا، أنتَ لَستَ كامِلًا. فكُنْ مُتَواضِعًا، واعتَرِفْ بِأخطائِك. — أم ١١:٢.
تعَلَّمْ مَهاراتٍ مُفيدَة
٩ لِمَ يلزَمُ أن يتَعَلَّمَ الأخُ الشَّابُّ مَهاراتٍ مُفيدَة؟
٩ كَي تتَقَدَّمَ إلى النُّضج، تحتاجُ أن تتَعَلَّمَ مَهاراتٍ مُفيدَة. فهذا سيُساعِدُكَ أن تقومَ بِمَسؤولِيَّاتٍ في الجَماعَة، أن تجِدَ عَمَلًا لِتُعيلَ نَفْسَكَ وعائِلَتَكَ المُستَقبَلِيَّة، وأن تُحافِظَ على عَلاقاتٍ جَيِّدَة معَ الآخَرين. إلَيكَ بَعضَ المَهاراتِ الضَّرورِيَّة.
١٠-١١ حينَ يتَعَلَّمُ الأخُ الشَّابُّ أن يقرَأَ ويَكتُبَ جَيِّدًا، كَيفَ يستَفيدُ ويُفيدُ الجَماعَة؟ (مزمور ١:١-٣) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٠ تعَلَّمْ أن تقرَأَ وتكتُبَ جَيِّدًا. يُشَجِّعُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ أن نقرَأَ كَلِمَةَ اللّٰهِ ونتَأمَّلَ فيها يَومِيًّا، ونكونَ بِالتَّالي سُعَداءَ وناجِحين. (إقرإ المزمور ١:١-٣.) فحينَ تقرَأُ كَلِمَةَ اللّٰهِ كُلَّ يَوم، تعرِفُ كَيفَ يُفَكِّرُ يَهْوَه. وهذا يُساعِدُكَ أن تُفَكِّرَ بِطَريقَةٍ صَحيحَة، وتُطَبِّقَ ما تتَعَلَّمُه. (أم ١:٣، ٤) وعِندَئِذٍ، تكونُ مُفيدًا جِدًّا لِلجَماعَة. كَيف؟
١١ يحتاجُ إخوَتُنا إلى رِجالٍ قادِرينَ أن يُعَلِّموهُم ويُعطوهُم نَصائِحَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس. (تي ١:٩) لِذا، مُهِمٌّ أن تتَعَلَّمَ القِراءَةَ والكِتابَةَ جَيِّدًا. فعِندَئِذٍ، ستقدِرُ أن تُحَضِّرَ خِطاباتٍ وتَعليقاتٍ تُفيدُ الإخوَةَ وتُقَوِّي إيمانَهُم. وعِندَما تقومُ بِدَرسِكَ الشَّخصِيّ، أو تحضُرُ الاجتِماعاتِ الأُسبوعِيَّة والدَّائِرِيَّة والسَّنَوِيَّة، ستقدِرُ أن تكتُبَ مُلاحَظاتٍ تُقَوِّي بها إيمانَكَ وتُشَجِّعُ الآخَرين.
١٢ كَيفَ تتَعَلَّمُ مَهارَةَ التَّواصُل؟
١٢ تعَلَّمْ مَهارَةَ التَّواصُل. هذِهِ المَهارَةُ ضَرورِيَّةٌ لِلأخِ في الجَماعَة. فهي تُساعِدُهُ أن يسمَعَ لِلآخَرينَ بِانتِباه، ويَفهَمَ أفكارَهُم ومَشاعِرَهُم. (أم ٢٠:٥) كما تُساعِدُهُ أن يفهَمَ ماذا تعني نَبرَةُ صَوتِهِم، إشاراتُهُم، وتَعابيرُ وَجهِهِم. ولكنْ كَي تتَعَلَّمَ هذِهِ المَهارَة، يلزَمُ أن تقضِيَ وَقتًا معَ الآخَرين. لِذا، اخلُقْ فُرَصًا لِتُكَلِّمَهُم وَجهًا لِوَجه. (٢ يو ١٢) فإذا بقيتَ تكتُبُ لهُم رَسائِلَ إلِكتُرونِيَّة ونَصِّيَّة، فلن تتَعَلَّمَ هذِهِ المَهارَة.
١٣ ماذا يجِبُ أن يتَعَلَّمَ الأخُ الشَّابُّ أيضًا؟ (١ تيموثاوس ٥:٨) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٣ تعَلَّمْ أن تُؤَمِّنَ لُقمَةَ عَيشِك. يلزَمُ أن يُعيلَ الرَّجُلُ المَسيحِيُّ نَفْسَهُ وأهلَ بَيتِه. (إقرأ ١ تيموثاوس ٥:٨.) وفي بَعضِ البُلدان، يتَعَلَّمُ الشُّبَّانُ صَنعَةً مِن أبيهِم أو مِن أحَدِ أقرِبائِهِم. وفي بُلدانٍ أُخرى، يتَعَلَّمونَ صَنعَةً أوِ اختِصاصًا آخَرَ في المَدرَسَةِ الثَّانَوِيَّة. ولكنْ في كُلِّ الأحوال، مُهِمٌّ أن تتَعَلَّمَ مَهارَةً تُساعِدُكَ أن تجِدَ عَمَلًا. (أع ١٨:٢، ٣؛ ٢٠:٣٤؛ أف ٤:٢٨) أيضًا، كُنْ مَعروفًا بِأنَّكَ تعمَلُ بِاجتِهاد، وتُنهي عَمَلَكَ إلى الآخِر. فهذا سيُسَهِّلُ علَيكَ أن تجِدَ عَمَلًا وتُحافِظَ علَيه. إضافَةً إلى ذلِك، حينَ تُنَمِّي الصِّفاتِ والمَهاراتِ الَّتي ناقَشناها، تستَعِدُّ لِلمَسؤولِيَّاتِ الَّتي قد تقومُ بها في المُستَقبَل. إلَيكَ بَعضَها.
إستَعِدَّ لِلمَسؤولِيَّاتِ المُستَقبَلِيَّة
١٤ كَيفَ يستَعِدُّ الأخُ الشَّابُّ لِلخِدمَةِ كامِلَ الوَقت؟
١٤ خادِمٌ كامِلَ الوَقت. إبتَدَأَ الكَثيرُ مِنَ الإخوَةِ النَّاضِجينَ بِالخِدمَةِ كامِلَ الوَقتِ في عُمرٍ صَغير. وقدْ علَّمَتهُم أن يتَأقلَموا مع مُختَلَفِ الشَّخصِيَّات. كما علَّمَتهُم أن يضَعوا ميزانِيَّةً مَعقولَة ويَلتَزِموا بها. (في ٤:١١-١٣) فهل تُخَطِّطُ لِتخدُمَ كامِلَ الوَقت؟ إذًا، لِمَ لا تبدَأُ بِالفَتحِ الإضافِيّ؟ فكَثيرونَ بدَأُوا به، ثُمَّ صاروا فاتِحينَ عادِيِّين. وحينَ تصيرُ فاتِحًا عادِيًّا، ينفَتِحُ لكَ البابُ لِأنواعٍ أُخرى مِنَ الخِدمَةِ كامِلَ الوَقت، مِثلِ الخِدمَةِ في بَيْت إيل أو في مَشاريعِ البِناءِ الثِّيوقراطِيَّة.
١٥-١٦ كَيفَ يصِلُ الأخُ الشَّابُّ إلى المُؤَهِّلاتِ اللَّازِمَة لِيَصيرَ خادِمًا مُساعِدًا ثُمَّ شَيخًا؟
١٥ خادِمٌ مُساعِدٌ أو شَيخ. يجِبُ أن يسعى كُلُّ الإخوَةِ الذُّكورِ لِيَصِلوا إلى المُؤَهِّلاتِ اللَّازِمَة لِيَخدُموا كشُيوخ. والكِتابُ المُقَدَّسُ يقولُ إنَّ الَّذينَ يفعَلونَ ذلِك ‹يشتَهونَ عَمَلًا حَسَنًا›. (١ تي ٣:١) ولكنْ طَبعًا، يلزَمُ في البِدايَةِ أن يصيروا خُدَّامًا مُساعِدين. والخُدَّامُ المُساعِدونَ يقومونَ بِمَسؤولِيَّاتٍ عَديدَة لِيُساعِدوا الشُّيوخَ في الاهتِمامِ بِالإخوَة. وعلى الخُدَّامِ المُساعِدينَ والشُّيوخِ على السَّواءِ أن يخدُموا إخوَتَهُم بِتَواضُع، ويَشتَرِكوا بِنَشاطٍ في خِدمَةِ الحَقل. ويُمكِنُ أن يصِلَ الشُّبَّانُ إلى المُؤَهِّلاتِ اللَّازِمَة ويَصيروا خُدَّامًا مُساعِدين، حتَّى في أواخِرِ مُراهَقَتِهِم. والخُدَّامُ المُساعِدونَ المُؤَهَّلونَ جِدًّا يُمكِنُ أن يصيروا شُيوخًا، حتَّى في أوائِلِ عِشريناتِهِم.
١٦ كَيفَ تصِلُ إلى المُؤَهِّلاتِ اللَّازِمَة لِتصيرَ خادِمًا مُساعِدًا ثُمَّ شَيخًا؟ لا توجَدُ وَصفَةٌ مُعَيَّنَة. لكنَّكَ تجِدُ المُؤَهِّلاتِ اللَّازِمَة في الكِتابِ المُقَدَّس، ويَجِبُ أن يكونَ دافِعُكَ المَحَبَّةَ لِيَهْوَه، لِعائِلَتِك، ولِلجَماعَة. (١ تي ٣:١-١٣؛ تي ١:٦-٩؛ ١ بط ٥:٢، ٣) فاسعَ لِتفهَمَ كُلَّ واحِدَةٍ مِنَ هذِهِ المُؤَهِّلات. ثُمَّ صلِّ إلى يَهْوَه كَي يُساعِدَكَ أن تصِلَ إلَيها. c
١٧ كَيفَ يستَعِدُّ الأخُ الشَّابُّ لِيَكونَ زَوجًا ورَأسَ عائِلَة؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٧ زَوجٌ ورَأسُ عائِلَة. حَسَبَ كَلِماتِ يَسُوع، يبقى بَعضُ الإخوَةِ النَّاضِجينَ عُزَّابًا. (مت ١٩:١٢) ولكنْ إذا كُنتَ تُفَكِّرُ في الزَّواج، فتذَكَّرْ أنَّكَ ستتَحَمَّلُ مَسؤولِيَّاتٍ إضافِيَّة. فسَتصيرُ زَوجًا ورَأسَ عائِلَة. (١ كو ١١:٣) ويَهْوَه يُريدُ مِنَ الزَّوجِ أن يُحِبَّ زَوجَتَه، ويَهتَمَّ بها جَسَدِيًّا وعاطِفِيًّا وروحِيًّا. (أف ٥:٢٨، ٢٩) فاستَعِدَّ مِنَ الآنَ لِتتَحَمَّلَ المَسؤولِيَّةَ كزَوجٍ ورَأسِ عائِلَة. كَيف؟ بِتَنمِيَةِ الصِّفاتِ والمَهاراتِ الَّتي ناقَشناها في هذِهِ المَقالَة. مَثَلًا، نمِّ قُدرَتَكَ التَّفكيرِيَّة، أظهِرِ الاحتِرامَ لِلأخَوات، وكُنْ شابًّا يُتَّكَلُ علَيه.
١٨ كَيفَ يستَعِدُّ الأخُ الشَّابُّ لِيَكونَ أبًا؟
١٨ أب. بَعدَما تتَزَوَّج، قد تُنجِبُ أولادًا. فكَيفَ تكونُ أبًا صالِحًا مِثلَ يَهْوَه؟ هُناك دُروسٌ كَثيرَة لِتتَعَلَّمَها مِنه. (أف ٦:٤) فهو أخبَرَ ابْنَهُ يَسُوع بِصَراحَةٍ أنَّهُ يُحِبُّهُ وراضٍ عنه. (مت ٣:١٧) بِشَكلٍ مُماثِل، أكِّدْ لِأولادِكَ أنَّكَ تُحِبُّهُم، وتعَوَّدْ أن تمدَحَهُم حينَ يفعَلونَ شَيئًا جَيِّدًا. وهكَذا، تُساعِدُهُم أن يُصبِحوا مَسيحِيِّينَ ناضِجين. وكَيفَ تستَعِدُّ مِنَ الآنَ لِهذِهِ المَسؤولِيَّة؟ إهتَمَّ بِأفرادِ عائِلَتِكَ وبِالإخوَةِ في الجَماعَة. وتعَوَّدْ أن تُخبِرَهُم كم تُحِبُّهُم وتُقَدِّرُهُم. (يو ١٥:٩) فهكَذا، ستستَعِدُّ لِتكونَ زَوجًا مُحِبًّا وأبًا صالِحًا. وفي الوَقتِ الحاضِر، ستكونُ مُفيدًا جِدًّا لِيَهْوَه، لِعائِلَتِك، ولِلجَماعَة.
إستَعِدَّ مِنَ الآن
١٩-٢٠ كَيفَ يتَقَدَّمُ الأخُ الشَّابُّ إلى النُّضج؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
١٩ كما رأينا، لن تصيرَ تِلقائِيًّا أخًا ناضِجًا. فيَلزَمُ أن تبحَثَ عن أمثِلَةٍ جَيِّدَة لِتتَمَثَّلَ بها، تُنَمِّيَ قُدرَتَكَ التَّفكيرِيَّة، تكونَ شابًّا يُتَّكَلُ علَيه، تتَعَلَّمَ مَهاراتٍ مُفيدَة، وتستَعِدَّ لِلمَسؤولِيَّاتِ المُستَقبَلِيَّة.
٢٠ حينَ تُفَكِّرُ في المَسؤولِيَّاتِ الَّتي تنتَظِرُك، قد تشعُرُ أنَّها صَعبَةٌ جِدًّا علَيك. ولكنْ يُمكِنُكَ أن تنجَحَ في القِيامِ بها. فتذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يرغَبُ جِدًّا في مُساعَدَتِك، وكَذلِكَ الإخوَةُ والأخَواتُ في الجَماعَة. (إش ٤١:١٠، ١٣) وتأكَّدْ أنَّ حَياةً حُلوَة بِانتِظارِكَ كأخٍ ناضِج. ونَحنُ نُحِبُّكَ كَثيرًا يا أخانا الشَّابّ. ونتَمَنَّى لكَ مِن كُلِّ قَلبِنا أن يُبارِكَكَ يَهْوَه بِكَرَم، فيما تجتَهِدُ لِتصيرَ أخًا ناضِجًا. — أم ٢٢:٤.
التَّرنيمَة ٦٥ واصِلوا السَّيرَ قُدُمًا
a هُناك حاجَةٌ إلى إخوَةٍ ناضِجينَ في الجَماعَةِ المَسيحِيَّة. وفي هذِهِ المَقالَة، سنرى كَيفَ يتَقَدَّمُ الإخوَةُ الشُّبَّانُ إلى النُّضجِ الرُّوحِيّ.
b أُنظُرْ «شَرحَ المُفرَداتِ والتَّعابير» في المَقالَةِ السَّابِقَة.
c أُنظُرْ شَعبٌ مُنَظَّمٌ لِفِعلِ مَشيئَةِ يَهْوَه، الفَصلَيْن ٥-٦.