مقالة الدرس ٥١
التَّرنيمَة ٣ مُتَّكَلي، قُوَّتي، ورَجائي
دموعك غالية على قلب يهوه
«إجمَعْ دُموعي عِندَك. إنَّها مَذكورَةٌ في كِتابِك». — مز ٥٦:٨.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
يَهْوَه يَتَفَهَّمُ تَمامًا آلامَنا العاطِفِيَّة ويُقَدِّمُ لنا الدَّعمَ والتَّشجيعَ حينَ نَحتاجُ إلَيهِما.
١-٢ في أيِّ أوْضاعٍ قد نَبْكي؟
كُلُّنا بَكَينا في وَقتٍ مِنَ الأوْقات. فحينَ نَعيشُ لَحَظاتٍ سَعيدَة، قد نَبْكي دُموعَ الفَرَح. فرُبَّما بَكَيتَ حينَ حَصَلَ شَيءٌ مُهِمٌّ أو مُمَيَّزٌ في حَياتِك، مَثَلًا حينَ وُلِدَ طِفلُك، أو تَذَكَّرتَ أوْقاتًا حُلْوَة، أو حينَ عانَقتَ صَديقًا عَزيزًا لم تَرَهُ مِن سِنين.
٢ ولكنْ في أغلَبِ الأحيان، قد تُعَبِّرُ دُموعُنا عنِ الوَجَعِ الَّذي يَحُزُّ في قَلبِنا. فرُبَّما نَبْكي عِندَما يَخيبُ أمَلُنا، أو عِندَما نَتَوَجَّعُ بِسَبَبِ مَرَضٍ لا يَرحَم، أو يَحرِمُنا المَوتُ مِن شَخصٍ نُحِبُّه. في لَحَظاتٍ كهذِه، قد نَشعُرُ مِثلَما شَعَرَ النَّبِيُّ إرْمِيَا حينَ سَقَطَت أُورُشَلِيم في يَدِ البَابِلِيِّين. فهو قال: «الدُّموعُ تَفيضُ مِن عَيْنَيَّ كالنَّهر . . . عَيْنايَ لن تَتَوَقَّفا عنِ البُكاءِ ولن تَهدَآ». — مرا ٣:٤٨، ٤٩.
٣ كَيفَ يَشعُرُ يَهْوَه حينَ يَرى خُدَّامَهُ يَتَألَّمون؟ (إشعيا ٦٣:٩)
٣ يَعرِفُ يَهْوَه كم بَكَينا أو نَبْكي بِسَبَبِ ظُروفِنا الصَّعبَة. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يُطَمِّنُنا أنَّهُ يَعرِفُ كُلَّ ظَرفٍ يُؤْلِمُ خُدَّامَه، وأنَّهُ يَسمَعُنا عِندَما نَصرُخُ إلَيهِ طَلَبًا لِلمُساعَدَة. (مز ٣٤:١٥) لكنَّهُ لا يَكتَفي بِأن يَرانا ويَسمَعَنا. فمِثلَ الوالِدَيْنِ المُحِبَّيْن، تَتَحَرَّكُ مَشاعِرُهُ حينَ يَرى أوْلادَهُ يَبْكونَ ويَندَفِعُ لِيُقَدِّمَ لهُمُ المُساعَدَة. — إقرأ إشعيا ٦٣:٩.
٤ أيُّ أمثِلَةٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ سنُناقِشُها، وماذا سنَتَعَلَّمُ عن يَهْوَه؟
٤ يَكشِفُ لنا يَهْوَه في كَلِمَتِهِ ماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِهِ حينَ بَكى خُدَّامُه. ونَرى ذلِك حينَ نَتَأمَّلُ في مِثالِ حَنَّة، دَاوُد، والمَلِكِ حَزَقِيَّا. فما الَّذي أبْكاهُم؟ ماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ يَهْوَه حينَ صَرَخوا إلَيهِ وطَلَبوا مُساعَدَتَه؟ وكَيفَ يُشَجِّعُنا مِثالُهُم عِندَما نَبْكي دُموعَ الحُزن، الخِيانَة، واليَأس؟
دُموعُ الحُزن
٥ كَيفَ شَعَرَت حَنَّة بِسَبَبِ وَضعِها؟
٥ واجَهَت حَنَّة مَشاكِلَ عَديدَة جَعَلَتها تَبْكي دُموعَ الحُزن. وإحْدى هذِهِ المَشاكِلِ هي أنَّ زَوجَها كانَ مُتَزَوِّجًا مِنِ امرَأةٍ أُخْرى اسْمُها فَنِنَّة، وفَنِنَّة كانَت تَحتَقِرُها. والأسوَأُ هو أنَّ حَنَّة لم تَكُنْ تُنجِبُ الأوْلاد، أمَّا فَنِنَّة فلَدَيها عِدَّةُ أوْلاد. (١ صم ١:١، ٢) وكانَت فَنِنَّة تُغيظُ حَنَّة في كُلِّ فُرصَةٍ لِتُذَكِّرَها بِأنَّها لا تُنجِبُ الأوْلاد. لَو كُنتَ مَكانَها، كَيفَ كُنتَ ستَشعُر؟ شَعَرَت حَنَّة بِحُزنٍ عَميقٍ لِدَرَجَةِ أنَّها كانَت «تَبْكي ولا تَأكُل»، وصارَت «مُرَّةَ النَّفْس». — ١ صم ١:٦، ٧، ١٠.
٦ ماذا فَعَلَت حَنَّة لِتَتَشَجَّع؟
٦ أينَ وَجَدَت حَنَّة التَّشجيع؟ أحَدُ الأُمورِ الَّتي ساعَدَتها هو أنَّها ذَهَبَت إلى مَركَزِ العِبادَةِ النَّقِيَّة، أي إلى الخَيمَةِ المُقَدَّسَة. وهُناك، رُبَّما في مَكانٍ ما قُربَ مَدخَلِ ساحَةِ الخَيمَة، «صَلَّت إلى يَهْوَه وبَكَت بُكاءً شَديدًا». تَرَجَّتهُ أن ‹يَنظُرَ إلى مَشَقَّتِها ويَذكُرَها›. (١ صم ١:١٠ب، ١١) فهي فَتَحَت قَلبَها لِيَهْوَه وعَبَّرَت لهُ عن مَشاعِرِها. ولا شَكَّ أنَّ يَهْوَه تَأثَّرَ كَثيرًا حينَ رَأى دُموعَ ابْنَتِهِ الغالِيَة حَنَّة.
٧ كَيفَ تَشَجَّعَت حَنَّة بَعدَما فَتَحَت قَلبَها لِيَهْوَه؟
٧ وكَيفَ شَعَرَت حَنَّة بَعدَما فَتَحَت قَلبَها لِيَهْوَه في الصَّلاةِ وسَمِعَت كَلِماتٍ مُشَجِّعَة مِن رَئيسِ الكَهَنَة؟ تَذكُرُ القِصَّة: «ذَهَبَتِ المَرأةُ في طَريقِها وأكَلَت، ولم تَعُدْ أماراتُ الهَمِّ تَعْلو وَجهَها». (١ صم ١:١٧، ١٨) فمع أنَّ وَضعَها الصَّعبَ لم يَتَغَيَّرْ بَعد، فقد شَعَرَت بِالارتِياح. فهي ألقَت حِملَها الثَّقيلَ على يَهْوَه. ويَهْوَه رَأى عَذابَها، سَمِعَ بُكاءَها، وبارَكَها لاحِقًا بِعِدَّةِ أوْلاد. — ١ صم ١:١٩، ٢٠؛ ٢:٢١.
٨-٩ إنسِجامًا معَ العِبْرَانِيِّين ١٠:٢٤، ٢٥، لِماذا يَلزَمُ أن نَبذُلَ كُلَّ جُهدِنا لِنَحضُرَ الاجتِماعاتِ المَسِيحِيَّة؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٨ دُروسٌ لنا. هل تَمُرُّ بِظَرفٍ صَعبٍ يَجعَلُكَ تَبْكي دُموعَ الحُزن؟ فرُبَّما تَتَألَّمُ لِأنَّ المَوتَ أخَذَ مِنكَ صَديقًا أو فَردًا مِن عائِلَتِك. في وَقتٍ كهذا، قد تُريدُ أن تَكونَ وَحْدَك، وهذا طَبيعِيّ. ولكنْ كما وَجَدَت حَنَّة الدَّعمَ والتَّشجيعَ حينَ ذَهَبَت إلى الخَيمَةِ المُقَدَّسَة، أنتَ أيضًا ستَجِدُ التَّشجيعَ حينَ تَحضُرُ الاجتِماعاتِ المَسِيحِيَّة، حتَّى لَو لم تَكُنْ في أحسَنِ حالاتِك. (إقرإ العبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.) ففيما نَسمَعُ في الاجتِماعاتِ آياتٍ تُواسينا، يُساعِدُنا يَهْوَه أن نُبْدِلَ الأفكارَ السَّلبِيَّة بِأفكارٍ إيجابِيَّة. وهذا سيُقَوِّينا لِنَتَحَكَّمَ بِمَشاعِرِنا، حتَّى لَو لم يَتَحَسَّنْ وَضعُنا فَوْرًا.
٩ وفي الاجتِماعات، نَتَمَتَّعُ أيضًا بِعِشرَةِ إخوَتِنا وأخَواتِنا المُتَعاطِفين. فهُم يَرفَعونَ مَعْنَوِيَّاتِنا بِتَعابيرِهِمِ المَليئَة بِالاهتِمامِ والمَحَبَّة. (١ تس ٥:١١، ١٤) إلَيكَ اختِبارَ فاتِحٍ خُصوصِيٍّ خَسِرَ زَوجَتَهُ في المَوت. فهو قال: «ما زِلتُ أبْكي علَيها. أحيانًا، أجلِسُ في الزَّاوِيَةِ وأستَسلِمُ لِلبُكاء. لكنَّ اجتِماعاتِنا تُعْطيني التَّشجيعَ الحَقيقِيَّ الَّذي أحتاجُ إلَيه. فالتَّعابيرُ اللَّطيفَة الَّتي يَقولُها إخوَتي وأخَواتي هيَ الدَّواءُ الَّذي يُسَكِّنُ وَجَعي. فمَهْما كُنتُ قَلِقًا أو مَهمومًا قَبلَ الاجتِماع، فحينَ أصِلُ إلى هُناك أشعُرُ أنِّي صِرتُ أحسَن». فحينَ نَكونُ في اجتِماعاتِنا، يَقدِرُ يَهْوَه أن يَستَخدِمَ إخوَتَنا وأخَواتِنا لِيُساعِدَنا.
١٠ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِحَنَّة حينَ نُعاني مِن ألَمٍ عاطِفِيّ؟
١٠ تَشَجَّعَت حَنَّة أيضًا عِندَما فَتَحَت قَلبَها لِيَهْوَه وأخبَرَتهُ عن كُلِّ ما تَشعُرُ به. أنتَ أيضًا تَقدِرُ أن ‹تُلْقِيَ علَيهِ كُلَّ هُمومِكَ› وتَكونَ مُتَأكِّدًا أنَّهُ يَسمَعُك. (١ بط ٥:٧) تَتَذَكَّرُ أُختٌ قُتِلَ زَوجُها في عَمَلِيَّةِ سَرِقَةٍ مُسَلَّحَة: «شَعَرتُ أنَّ قَلبي تَمَزَّقَ إلى مِئَةِ قِطعَة، وأنَّ جُرحي لن يُشْفى أبَدًا. لكنَّ عَزائي الوَحيدَ كانَ الصَّلاةَ إلى أبي السَّماوِيِّ المُحِبِّ يَهْوَه. أحيانًا، لم أكُنْ أجِدُ الكَلِماتِ المُناسِبَة، لكنَّهُ بِالتَّأكيدِ كانَ يَفهَمُني. وعِندَما كُنتُ أشعُرُ أنِّي سأنهار، كُنتُ أُصَلِّي إلَيهِ لِيُعْطِيَني السَّلام. فأُحِسُّ بِهُدوءٍ يَملَأُ قَلبي وعَقلي ويُقَوِّيني لِأُكمِلَ يَومي». فحينَ تَشْكو لِيَهْوَه كُلَّ هَمِّك، يَتَأثَّرُ كَثيرًا بِدُموعِكَ الحَزينَة ويُحِسُّ بِالوَجَعِ الَّذي في قَلبِك. وحتَّى لَو بَقِيَ السَّبَبُ الَّذي يُقلِقُك، يَهْوَه قادِرٌ أن يُهَدِّئَ قَلبَكَ المُضطَرِبَ ويُساعِدَكَ لِتُحِسَّ بِمِقدارٍ مِنَ السَّلام. (مز ٩٤:١٩؛ في ٤:٦، ٧) وهو سيُكافِئُكَ على احتِمالِكَ بِأمانَة. — عب ١١:٦.
دُموعُ الخِيانَة
١١ كَيفَ شَعَرَ دَاوُد بِسَبَبِ الصُّعوباتِ الَّتي عاشَها؟
١١ خِلالَ حَياةِ دَاوُد، عانى مِن ظُروفٍ صَعبَة جَعَلَتهُ يَبكي. فكَثيرونَ كانوا يَكرَهونَه. حتَّى إنَّ البَعضَ مِن أصدِقائِهِ وعائِلَتِهِ خانوا ثِقَتَهُ وحاوَلوا أن يُؤذوه. (١ صم ١٩:١٠، ١١؛ ٢ صم ١٥:١٠-١٤، ٣٠) لِذلِك كَتَبَ مَرَّةً: «لقد تَعِبتُ مِنَ التَّنَهُّد. طولَ اللَّيلِ دُموعي تُبَلِّلُ سَريري؛ أُغرِقُ فِراشي بِالدُّموع». ولِماذا شَعَرَ دَاوُد هكَذا؟ قال: «بِسَبَبِ كُلِّ الَّذينَ يُضايِقونَني». (مز ٦:٦، ٧) فتَصَرُّفاتُ الآخَرينَ المُؤْذِيَة آلَمَت دَاوُد كَثيرًا لِدَرَجَةِ أنَّهُ بَكى بِغَزارَة.
١٢ بِناءً على المَزْمُور ٥٦:٨، بِمَ كانَ دَاوُد مُقتَنِعًا؟
١٢ رَغمَ الضِّيقاتِ الَّتي عاشَها دَاوُد، كانَ مُقتَنِعًا أنَّ يَهْوَه يُحِبُّه. كَتَب: «يَهْوَه سيَسمَعُ صَوتَ بُكائي». (مز ٦:٨) وفي مُناسَبَةٍ أُخْرى، ذَكَرَ دَاوُد الكَلِماتِ اللَّافِتَة الَّتي نَجِدُها في المَزْمُور ٥٦:٨. (إقرأها.) هذِهِ الكَلِماتُ تَرسُمُ صورَةً مُؤَثِّرَة لِحَنانِ يَهْوَه. فدَاوُد شَعَرَ وكَأنَّ يَهْوَه يَجمَعُ دُموعَهُ عِندَهُ أو يُسَجِّلُها في كِتابِه. فقد كانَ مُتَأكِّدًا أنَّ يَهْوَه لاحَظَ وَجَعَهُ ولم يَنْسَ أبَدًا ما تَحَمَّلَه. وكانَ مُقتَنِعًا أنَّ أباهُ السَّماوِيَّ المُحِبَّ لا يَعرِفُ فَقَطِ الصُّعوباتِ الَّتي مَرَّ بها، بل أيضًا كَيفَ أثَّرَت علَيه.
١٣ ما الَّذي يُشَجِّعُنا حينَ يُخَيِّبُ الآخَرونَ أمَلَنا؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٣ دُروسٌ لنا. هل تُعاني مِن ألَمٍ عاطِفِيٍّ لِأنَّكَ أعْطَيتَ ثِقَتَكَ لِأحَدٍ لكنَّهُ خَيَّبَ أمَلَكَ أو خانَك؟ رُبَّما قَلبُكَ يوجِعُكَ لِأنَّ شَخصًا تُحِبُّهُ تَوَقَّفَ عن خِدمَةِ يَهْوَه، أو رُبَّما لِأنَّ عَلاقَتَكَ انتَهَت فَجْأةً بِرَفيقِ زَواجِكَ أو بِالشَّخصِ الَّذي كُنتَ تَنْوي أن تَتَزَوَّجَه. عَبَّرَ أخٌ ارتَكَبَت زَوجَتُهُ الزِّنى وتَرَكَته: «كُنتُ مَصدومًا، لم أُصَدِّقْ ما حَصَل. شَعَرتُ بِالحُزنِ والغَضَب. أحسَستُ أنِّي شَخصٌ فاشِل». إذا تَعَرَّضتَ لِخِيانَةٍ أو خَيبَةِ أمَل، فلا تَنْسَ هذِهِ الفِكرَةَ المُشَجِّعَة: يَهْوَه لن يَترُكَكَ أبَدًا. قالَ الأخ: «فَهِمتُ أنَّ العَلاقاتِ بَينَ البَشَرِ يُمكِنُ أن تَفشَل، لكنَّ يَهْوَه هو صَخرَتُنا. ومَهْما حَصَل، فسَيَكونُ دائِمًا إلى جانِبِنا. لن يَترُكَ أوْلِياءَهُ أبَدًا». (مز ٣٧:٢٨) ولا تَنْسَ أيضًا أنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه تَفوقُ مَحَبَّةَ أيِّ إنسان. صَحيحٌ أنَّ الخِيانَةَ مُؤْلِمَةٌ جِدًّا، لكنَّها لا تُؤَثِّرُ على نَظرَةِ يَهْوَه إلَيك، لا تُضعِفُ أبَدًا مَحَبَّتَهُ لك. (رو ٨:٣٨، ٣٩) الفِكرَةُ هي: مَهْما آذاكَ البَشَر، فأبوكَ السَّماوِيُّ ما زالَ يُحِبُّك.
١٤ كَيفَ يُطَمِّنُنا المَزْمُور ٣٤:١٨؟
١٤ عِندَما نَتَعَرَّضُ لِخِيانَة، تُواسينا أيضًا كَلِماتُ دَاوُد المُطَمئِنَة في المَزْمُور ٣٤:١٨. (إقرأها.) يَقولُ مَرجِعٌ إنَّ التَّعبير «الَّذينَ قَلبُهُم مَكسور» يُمكِنُ أن يُشيرَ إلى «الَّذينَ لَيسَ لَدَيهِم أمَلٌ يَتَطَلَّعونَ إلَيه». فكَيفَ يُساعِدُ يَهْوَه الَّذينَ يُحِسُّونَ بِهذِهِ المَشاعِرِ لِأنَّهُم تَعَرَّضوا لِخَيبَةِ أمَلٍ قاسِيَة؟ مِثلَ الأبِ الحَنونِ الَّذي يَضُمُّ ابْنَهُ الحَزينَ بَينَ ذِراعَيْهِ ويُواسيه، يَهْوَه «قَريبٌ» مِنَّا. فهو دائِمًا مُتَعاطِفٌ وجاهِزٌ لِيُساعِدَنا عِندَما تَسحَقُنا الخِيانَةُ أوِ الخَسارَة. كما أنَّهُ يَتوقُ أن يُواسِيَ ويُهَدِّئَ قَلبَنا المَكسورَ وروحَنا المُنسَحِقَة. وهو يُعْطينا أمَلًا بِالكَثيرِ مِنَ الأشياءِ الرَّائِعَة الَّتي ستَتَحَقَّقُ في المُستَقبَل. وهذا الأمَلُ يُساعِدُنا أن نَتَحَمَّلَ الصُّعوباتِ الآن. — إش ٦٥:١٧.
دُموعُ اليَأس
١٥ أيُّ ظَرفٍ صَعبٍ أبْكى حَزَقِيَّا؟
١٥ بِعُمرِ ٣٩ سَنَةً فَقَط، عَرَفَ حَزَقِيَّا مَلِكُ يَهُوذَا أنَّهُ مُصابٌ بِمَرَضٍ مُميت. وقد أخبَرَهُ النَّبِيُّ إشَعْيَا أنَّ يَهْوَه قالَ إنَّهُ سيَموتُ مِن مَرَضِه. (٢ مل ٢٠:١) فبَدا أنْ لا أمَلَ لِحَزَقِيَّا. وحينَ سَمِعَ حَزَقِيَّا الخَبَر، بَكى بُكاءً شَديدًا وصَلَّى بِحَرارَة. — ٢ مل ٢٠:٢، ٣.
١٦ ماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ يَهْوَه حينَ بَكى حَزَقِيَّا وتَرَجَّى يَهْوَه أن يُساعِدَه؟
١٦ تَأثَّرَ يَهْوَه بِدُموعِ حَزَقِيَّا وتَوَسُّلاتِه، وقالَ لهُ بِكُلِّ لُطف: «قد سَمِعتُ صَلاتَك. قد رَأيتُ دُموعَك. ها أنا أشْفيك». وبِواسِطَةِ إشَعْيَا، وَعَدَ يَهْوَه حَزَقِيَّا أن يَرحَمَهُ ويُطيلَ عُمرَه، وأن يُنقِذَ أُورُشَلِيم مِن يَدِ الأشُورِيِّين. — ٢ مل ٢٠:٤-٦.
١٧ كَيفَ يَسنُدُنا يَهْوَه حينَ نُواجِهُ مَشاكِلَ صِحِّيَّة خَطيرَة؟ (مزمور ٤١:٣) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٧ دُروسٌ لنا. هل تُواجِهُ ظَرفًا صِحِّيًّا يَبْدو مَيؤوسًا مِنه؟ إلجَأْ إلى يَهْوَه في الصَّلاة، ولا تَخجَلْ أن تَبْكِيَ أمامَه. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يُؤَكِّدُ لَنا أنَّ ‹أبا المَراحِمِ الرَّقيقَة وإلهَ كُلِّ تَعزِيَةٍ سيُعَزِّينا في كُلِّ ضيقَتِنا›. (٢ كو ١:٣، ٤) وطَبعًا، لا نَتَوَقَّعُ مِن يَهْوَه اليَومَ أن يُزيلَ كُلَّ مَشاكِلِنا، لكنَّنا نَقدِرُ أن نَعتَمِدَ علَيهِ لِيَسنُدَنا. (إقرإ المزمور ٤١:٣.) ومِن خِلالِ الرُّوحِ القُدُس، يُعْطينا يَهْوَه القُوَّة، الحِكمَة، والسَّلامَ لِنَحتَمِل. (أم ١٨:١٤؛ في ٤:١٣) وهو يَسنُدُنا أيضًا مِن خِلالِ الأمَلِ المُؤَسَّسِ على الكِتابِ المُقَدَّسِ بِأن نَرى كُلَّ الأمراضِ تَزولُ عنِ الوُجود. — إش ٣٣:٢٤.
١٨ أيُّ آيَةٍ شَجَّعَتكَ حينَ واجَهتَ ظَرفًا صَعبًا جِدًّا؟ (أُنظُرِ الإطار « عِباراتٌ تُطَمِّنُنا حينَ نَبْكي».)
١٨ تَشَجَّعَ حَزَقِيَّا بِكَلِماتِ يَهْوَه. ونَحنُ أيضًا نَجِدُ التَّشجيعَ في كَلِمَةِ يَهْوَه. فهو حَفِظَ لنا كَلِماتٍ مُطَمئِنَة تَرفَعُ مَعْنَوِيَّاتِنا عِندَما نَكونُ في ظَرفٍ صَعب. (رو ١٥:٤) مَثَلًا، بَعدَما عَرَفَت أُختٌ في إفْرِيقْيَا الغَرْبِيَّة أنَّها مُصابَةٌ بِالسَّرَطان، كانَت في كَثيرٍ مِنَ الأحيانِ تَستَسلِمُ لِلبُكاء. تُخبِر: «إحْدى الآياتِ الَّتي شَجَّعَتني بِشَكلٍ خاصٍّ هي إشَعْيَا ٢٦:٣. فمع أنَّنا نادِرًا ما نَقدِرُ أن نَتَحَكَّمَ كامِلًا بِالصُّعوبات، تُؤَكِّدُ لي هذِهِ الآيَةُ أنَّ يَهْوَه يُعْطينا السَّلامَ الَّذي يُساعِدُنا أن نَتَحَكَّمَ بِرُدودِ فِعلِنا خِلالَ الصُّعوبات». هل هُناك آيَةٌ تُطَمِّنُكَ بِشَكلٍ خاصٍّ عِندَما تُواجِهُ ظُروفًا تَبْدو صَعبَةً جِدًّا، أو حتَّى مَيؤوسًا مِنها؟
١٩ أيُّ مُستَقبَلٍ يَنتَظِرُنا؟
١٩ نَحنُ نَعيشُ في آخِرِ الأيَّامِ الأخيرَة. وطَبعًا، لا نَتَوَقَّعُ أن تَقِلَّ الأسبابُ الَّتي تُبْكينا. ولكنْ كما تَعَلَّمنا مِن مِثالِ حَنَّة ودَاوُد والمَلِكِ حَزَقِيَّا، يَهْوَه يَرى دُموعَنا ويَتَأثَّرُ كَثيرًا. دُموعُنا غالِيَةٌ جِدًّا على قَلبِه. لِذلِك عِندَما نُواجِهُ ظُروفًا صَعبَة، نُريدُ بِالتَّأكيدِ هو أن نَفتَحَ قَلبَنا لِيَهْوَه في الصَّلاة. ولا يَلزَمُ أن نَعزِلَ أنفُسَنا عن إخوَتِنا وأخَواتِنا المُحِبِّينَ في الجَماعَة. ولْنَستَمِرَّ في إيجادِ التَّشجيعِ مِن خِلالِ الكَلِماتِ المُطَمئِنَة في الكِتابِ المُقَدَّس. ونَقدِرُ أن نَثِقَ أنَّنا إذا بَقينا نَحتَمِلُ بِأمانَة، فسَيُكافِئُنا يَهْوَه. وتَشمُلُ هذِهِ المُكافَأَةُ الوَعْدَ الرَّائِعَ أنَّهُ في الوَقتِ المُناسِبِ سيَمسَحُ مِن عُيونِنا كُلَّ دُموعِ الحُزن، الخِيانَة، واليَأس. (رؤ ٢١:٤) وعِندَئِذٍ، لن نَبْكِيَ إلَّا دُموعَ الفَرَح.
التَّرنيمَة ٤ «يَهْوَه راعِيَّ»