مقالة الدرس ٥٠
التَّرنيمَة ١٣٥ يَهْوَه يَرْجوك: «يا ابْني، كُنْ حَكيمًا»
يا والدون، ساعدوا أولادكم أن يُقوُّوا إيمانهم
«بَرهِنوا لِأنفُسِكُم ما هي مَشيئَةُ اللّٰهِ الصَّالِحَة والمَقبولَة والكامِلَة». — رو ١٢:٢.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
إقتِراحاتٌ عَمَلِيَّة تُظهِرُ كَيفَ يُبْقي الوالِدونَ خُطوطَ الاتِّصالِ مَفتوحَةً مع أوْلادِهِم، ويُساعِدونَهُم أن يُقَوُّوا إيمانَهُم بِاللّٰهِ وبِالكِتابِ المُقَدَّس.
١-٢ كَيفَ يَلزَمُ أن تَكونَ رَدَّةُ فِعلِ الوالِدينَ حينَ يَسألُ أوْلادُهُم أسئِلَةً عن مُعتَقَداتِنا المُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّس؟
كَثيرونَ يُوافِقونَ أنَّ تَربِيَةَ الأوْلادِ هي عَمَلٌ بِدَوامٍ كامِل. فإذا كانَ لَدَيكَ وَلَدٌ صَغير، نَمدَحُكَ على الجُهودِ الكَبيرَة الَّتي تَبذُلُها لِتَبْنِيَ فيهِ إيمانًا قَوِيًّا. (تث ٦:٦، ٧) وفيما يَكبَرُ وَلَدُك، قد يَبدَأُ يَطرَحُ أسئِلَةً جِدِّيَّة عن مُعتَقَداتِنا المُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّس، بِما فيها مَقاييسُ الكِتابِ المُقَدَّسِ الأخلاقِيَّة.
٢ لِلوَهلَةِ الأُولى، رُبَّما تُقلِقُكَ أسئِلَةُ وَلَدِك. حتَّى إنَّكَ قد تَعتَبِرُها دَليلًا أنَّ إيمانَهُ يَتَراجَع. لكنَّ الحَقيقَةَ هي أنَّهُ فيما يَكبَرُ الأوْلاد، يَحتاجونَ أن يَطرَحوا أسئِلَةً لِيُكَوِّنوا قَناعاتِهِمِ الشَّخصِيَّة. (١ كو ١٣:١١) فلا تَخَف، بلِ اعتَبِرْ أنَّ كُلَّ أسئِلَةِ وَلَدِكَ الصَّادِقَة عن مُعتَقَداتِنا هي فُرَصٌ لِتُساعِدَهُ أن يُطَوِّرَ قُدرَتَهُ التَّفكيرِيَّة.
٣ ماذا سنَرى في هذِهِ المَقالَة؟
٣ في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ كَيفَ يُساعِدُ الوالِدونَ أوْلادَهُم (١) أن يُكَوِّنوا قَناعاتِهِمِ الشَّخصِيَّة، (٢) يَبْنوا تَقديرَهُم لِمَقاييسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ الأخلاقِيَّة، و (٣) يُدافِعوا عن مُعتَقَداتِهِم. وخِلالَ هذِهِ المُناقَشَة، سنَرى أيضًا جَوانِبَ إيجابِيَّة لِأسئِلَةِ الوَلَد، وبَعضَ النَّشاطاتِ العائِلِيَّة الَّتي تُعْطي الوالِدينَ فُرصَةً لِيَتَكَلَّموا عن مُعتَقَداتِنا المَسِيحِيَّة.
ساعِدْ وَلَدَكَ أن يُكَوِّنَ قَناعاتِهِ الشَّخصِيَّة
٤ أيُّ أسئِلَةٍ قد تَخطُرُ على بالِ الوَلَد، ولِماذا؟
٤ يَعرِفُ الوالِدونَ المَسِيحِيُّونَ أنَّ الإيمانَ بِاللّٰهِ لَيسَ شَيئًا يَأتي بِالوِراثَة. فالإيمانُ بِيَهْوَه لم يولَدْ معكَ أنت. وطَبعًا، لم يولَدْ معَ ابْنِكَ أوِ ابْنَتِك. ومعَ الوَقت، قد يَتَصارَعُ وَلَدُكَ مع أسئِلَةٍ مِثل: ‹كَيفَ أعرِفُ أنَّ اللّٰهَ مَوْجود؟ هل أقدِرُ فِعلًا أن أُصَدِّقَ ما يَقولُهُ الكِتابُ المُقَدَّس؟›. وفي الحَقيقَة، يُشَجِّعُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ أن نَستَعمِلَ ‹قُدرَتَنا التَّفكيرِيَّة› ونَتَأكَّدَ «مِن كُلِّ شَيء». (رو ١٢:١؛ ١ تس ٥:٢١) ولكنْ كَيفَ تُساعِدُ وَلَدَكَ أن يُقَوِّيَ إيمانَه؟
٥ ماذا يُمكِنُ أن يَفعَلَ الوالِدونَ لِيُساعِدوا وَلَدَهُم أن يُنَمِّيَ إيمانَهُ بِالكِتابِ المُقَدَّس؟ (روما ١٢:٢)
٥ شَجِّعْ وَلَدَكَ أن يُبَرهِنَ لِنَفْسِه أنَّ الكِتابَ المُقَدَّس على حَقّ. (إقرأ روما ١٢:٢.) عِندَما يَسألُ وَلَدُكَ أسئِلَة، استَغِلَّ الفُرصَةَ لِتُرِيَهُ كَيفَ يَجِدُ الأجوِبَةَ في أدَواتِ البَحث، مِثلِ فِهرِسِ مَطبوعاتِ بُرجِ المُراقَبَة و دَليلِ المَواضيعِ في مَطبوعاتِ شُهودِ يَهْوَه. وفي المَرجِعِ الأخير، تَحتَ مَوْضوعِ «الكِتابُ المُقَدَّس»، قد يَبحَثُ عنِ العُنوان «موحًى بهِ مِنَ اللّٰه» لِيَجِدَ أدِلَّةً تُبَرهِنُ أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ لَيسَ مُجَرَّدَ كِتابٍ جَيِّدٍ كَتَبَهُ بَشَر، بل هو «كَلِمَةُ اللّٰه». (١ تس ٢:١٣) مَثَلًا، قد يَقومُ بِبَحثٍ عن مَدينَةِ نِينَوَى الأشُورِيَّة القَديمَة. في الماضي، ادَّعى بَعضُ نُقَّادِ الكِتابِ المُقَدَّسِ أنَّ مَدينَةَ نِينَوَى لم تَكُنْ مَوْجودَةً يَومًا. ولكنْ حَوالَيْ سَنَةِ ١٨٥٠، نُبِشَت خَرائِبُ هذِهِ المَدينَة، ما أثبَتَ أنَّ سِجِلَّ الكِتابِ المُقَدَّسِ دَقيق. (صف ٢:١٣-١٥) وكَي يَعرِفَ وَلَدُكَ كَيفَ تَمَّمَ دَمارُ نِينَوَى نُبُوَّةَ الكِتابِ المُقَدَّس، يُمكِنُ أن يُراجِعَ المَقالَة «هل تَعلَم؟» في عَدَد تِشْرِين الثَّاني (نُوفَمْبِر) ٢٠٢١ مِن بُرجِ المُراقَبَة. وحينَ يُقارِنُ ما يَتَعَلَّمُهُ مِن مَطبوعاتِنا بِما يَتَعَلَّمُهُ مِنَ المَوسوعاتِ والمَراجِعِ المُحتَرَمَة الأُخْرى، سيَرى أسبابًا قَوِيَّة لِيَزيدَ إيمانَهُ بِما يَقولُهُ الكِتابُ المُقَدَّس.
٦ كَيفَ يُحَرِّكُ الوالِدونَ قُدرَةَ أوْلادِهِمِ التَّفكيرِيَّة؟ أعْطِ مَثَلًا. (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٦ حَرِّكْ قُدرَةَ وَلَدِكَ التَّفكيرِيَّة. لَدى الوالِدينَ فُرَصٌ عَديدَة لِيَفتَحوا أحاديثَ مُشَوِّقَة مع أوْلادِهِم عنِ الكِتابِ المُقَدَّسِ أوِ الإيمانِ بِاللّٰه. وهذِهِ الفُرَصُ قد تَأتي خِلالَ زِيارَةِ مَتحَف، حَديقَةِ نَباتات، أو مَعرَضٍ في مَكتَبِ فَرعٍ لِشُهودِ يَهْوَه. مَثَلًا عِندَ زِيارَةِ مَتحَف، سَواءٌ شَخصِيًّا أو على الإنتِرنِت، قد تَلفِتُ انتِباهَ وَلَدِكَ إلى التُّحَفِ أوِ الحَوادِثِ التَّاريخِيَّة الَّتي يُمكِنُ أن تُقَوِّيَ اقتِناعَهُ بِدِقَّةِ الكِتابِ المُقَدَّس. وهل يَعرِفُ وَلَدُكَ أنَّ اسْمَ اللّٰهِ العَلَمَ مَحفورٌ على حَجَرٍ عُمرُهُ ٠٠٠,٣ سَنَةٍ يُعرَفُ بِالحَجَرِ المُوآبِيّ؟ الحَجَرُ المُوآبِيُّ الأصلِيُّ مَعروضٌ في مَتحَفِ اللُّوفْر بِبَارِيس في فَرَنْسَا. كما أنَّ نُسخَةً طِبقَ الأصلِ لِهذا الحَجَرِ مَعروضَةٌ في مَعرَضِ «الكِتابِ المُقَدَّسِ والاسْمِ الإلهِيّ» في المَركَزِ الرَّئيسِيِّ العالَمِيِّ لِشُهودِ يَهْوَه في وُورْوِيك بِنْيُويُورْك. ويَكشِفُ الحَجَرُ المُوآبِيُّ أنَّ مِيشَع مَلِكَ مُوآب تَمَرَّدَ على إسْرَائِيل القَديمَة. وهذا يَنسَجِمُ مع ما يَقولُهُ الكِتابُ المُقَدَّس. (٢ مل ٣:٤، ٥) وحينَ يَرى وَلَدُكَ بِعَيْنَيْهِ أدِلَّةً على صِحَّةِ الكِتابِ المُقَدَّسِ ودِقَّتِه، يَصيرُ إيمانُهُ أقْوى. — قارن ٢ أخبار الأيام ٩:٦.
٧-٨ (أ) ماذا نَتَعَلَّمُ مِن جَمالِ الطَّبيعَةِ وتَصاميمِها؟ أعْطِ مَثَلًا. (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.) (ب) أيُّ أسئِلَةٍ قد تُساعِدُ وَلَدَكَ أن يُقَوِّيَ ثِقَتَهُ بِوُجودِ خالِق؟
٧ شَجِّعْ وَلَدَكَ أن يُفَكِّرَ في الخَليقَة. فيما تَمْشي مع وَلَدِكَ في غابَةٍ أو تَهتَمَّانِ بِالحَديقَة، الْفِتِ انتِباهَهُ إلى الأشكال (patterns) الرَّائِعَة الَّتي تَتَكَرَّرُ في الطَّبيعَة. لِماذا؟ هذِهِ الأشكالُ هي دَليلٌ على وُجودِ مُصَمِّمٍ ذَكِيٍّ وحَكيم. مَثَلًا، يَدرُسُ العُلَماءُ مُنذُ سَنَواتٍ كَثيرَة الأشكالَ اللَّولَبِيَّة (spiral patterns). ويوضِحُ عالِمُ الفيزِياءِ الحَيَوِيَّة نِيكُولَا فَامِيلِي أنَّكَ عِندَما تَحسُبُ عَدَدَ اللَّوالِبِ في الطَّبيعَة، تَكتَشِفُ سِلسِلَةً مُعَيَّنَة مِنَ الأرقام. وهذِهِ السِّلسِلَةُ تُسَمَّى «مُتَتالِيَةَ فِيبُونَاشِي» (Fibonacci sequence). وتُرى هذِهِ الأشكالُ اللَّولَبِيَّة في الكَثيرِ مِنَ الأشياءِ مِثلِ شَكلِ بَعضِ المَجَرَّات، قَوقَعَةِ حَيَوانِ النُّوتِيّ، أوْراقِ النَّباتات، ورَأسِ زَهرَةِ دَوَّارِ الشَّمس. a
٨ وفيما يَتَعَلَّمُ وَلَدُكَ أكثَرَ في صَفِّ العُلومِ بِالمَدرَسَة، سيَكتَشِفُ أنَّ هُناك قَوانينَ تَتَحَكَّمُ بِشَكلِ الكَثيرِ مِنَ الأشياء. مَثَلًا، تَتَشَكَّلُ كُلُّ نُدفَةِ ثَلجٍ وَفقَ أشكالٍ هَندَسِيَّة تُسَمَّى «الكُسَيرِيَّات» (fractals). وهذِهِ الكُسَيرِيَّاتُ مَوْجودَةٌ أيضًا في أشياءَ أُخْرى في الطَّبيعَة. ولكنْ مَن وَضَعَ القَوانينَ الَّتي تُنتِجُ هذِهِ الأشكالَ الجَميلَة؟ مَن وَراءَ التَّنظيمِ الرَّائِعِ والتَّصميمِ المُتقَنِ في الطَّبيعَة؟ كُلَّما فَكَّرَ وَلَدُكَ في أسئِلَةٍ مِن هذا النَّوع، صارَ مُمكِنًا أكثَرَ أن يُنَمِّيَ إيمانًا قَوِيًّا بِأنَّ اللّٰهَ خَلَقَ كُلَّ الأشياء. (عب ٣:٤) وحينَ يَصيرُ بِعُمرٍ مُناسِب، قد تَسألُه: «بِما أنَّ اللّٰهَ خَلَقَنا، أفلَيسَ مَنطِقِيًّا أن نَستَنتِجَ أنَّهُ أعْطانا نَحنُ أيضًا مَبادِئَ أخلاقِيَّة تُساعِدُنا أن نَكونَ سُعَداء؟». بَعدَ ذلِك، تَقدِرُ أن تَلفِتَ انتِباهَهُ أنَّ هذِهِ المَبادِئَ المُهِمَّة مَوْجودَةٌ في الكِتابِ المُقَدَّس.
إبْنِ تَقديرَهُ لِمَقاييسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ الأخلاقِيَّة
٩ ماذا قد يَدفَعُ الوَلَدَ أن يَشُكَّ في قيمَةِ مَقاييسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ الأخلاقِيَّة؟
٩ إذا كانَ وَلَدُكَ يَشُكُّ في قيمَةِ مَقاييسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ الأخلاقِيَّة، فحاوِلْ أن تَكتَشِفَ الأسبابَ وَراءَ أسئِلَتِه. فهل يَعتَرِضُ حَقًّا على مَقاييسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ الأخلاقِيَّة، أمِ المُشكِلَةُ بِبَساطَةٍ هي أنَّهُ لا يَعرِفُ كَيفَ يُدافِعُ عن قِيَمِهِ المَسِيحِيَّة؟ وفي الحالَتَيْن، تَقدِرُ أن تُساعِدَ وَلَدَكَ أن يَزيدَ تَقديرَهُ لِمَقاييسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ الأخلاقِيَّة فيما تَدرُسانِ معًا كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآنَ وإلى الأبَد. b
١٠ كَيفَ تُساعِدُ وَلَدَكَ أن يُفَكِّرَ في عَلاقَتِهِ الشَّخصِيَّة بِيَهْوَه؟
١٠ شَجِّعْ وَلَدَكَ أن يُقَدِّرَ عَلاقَتَهُ الشَّخصِيَّة بِيَهْوَه. فيما تَدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّسَ مع وَلَدِك، حاوِلْ أن تُساعِدَهُ أن يُعَبِّرَ عن رَأْيِهِ مِن خِلالِ الأمثِلَةِ والأسئِلَةِ الشَّخصِيَّة في كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآنَ وإلى الأبَد. (أم ٢٠:٥) مَثَلًا، يُشَبِّهُ الدَّرس ٨ يَهْوَه بِصَديقٍ مُحِبٍّ يُذَكِّرُنا بِأُمورٍ تَحْمينا وتُفيدُنا. وبَعدَ أن تُناقِشا ١ يُوحَنَّا ٥:٣، قد تَسألُه: «بَعدَما عَرَفنا أنَّ يَهْوَه صَديقٌ مُحِبّ، كَيفَ يَجِبُ أن نَنظُرَ إلى ما يَطلُبُهُ مِنَّا؟». رُبَّما يَبْدو هذا السُّؤالُ بَسيطًا، لكنَّهُ قد يُساعِدُ وَلَدَكَ أن يَعتَبِرَ وَصايا اللّٰهِ دَليلًا على مَحَبَّتِه. — إش ٤٨:١٧، ١٨.
١١ كَيفَ تُساعِدُ وَلَدَكَ أن يُقَدِّرَ قيمَةَ مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّس؟ (أمثال ٢:١٠، ١١)
١١ ناقِشْ مع وَلَدِكَ كَيفَ يُفيدُنا تَطبيقُ مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّس. عِندَما تَقرَأُ مع وَلَدِكَ الكِتابَ المُقَدَّسَ أوِ الآيَةَ اليَومِيَّة، ناقِشا كَيفَ ساعَدَت مَبادِئُ الكِتابِ المُقَدَّسِ عائِلَتَكُما. مَثَلًا، هل يَرى وَلَدُكَ فَوائِدَ الاجتِهادِ والصِّدق؟ (عب ١٣:١٨) وقد تُظهِرُ لهُ أيضًا كَيفَ تَحْمينا مَبادِئُ الكِتابِ المُقَدَّسِ مِنَ الأذى الجَسَدِيِّ والعاطِفِيّ. (أم ١٤:٢٩، ٣٠) فمُناقَشَةُ مَبادِئَ كهذِه يُمكِنُ أن تُساعِدَ وَلَدَكَ أن يُقَدِّرَ أكثَرَ نَصائِحَ الكِتابِ المُقَدَّس. — إقرإ الأمثال ٢:١٠، ١١.
١٢ كَيفَ يُساعِدُ أبٌ ابْنَهُ أن يُقَدِّرَ أنَّ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّسِ عَمَلِيَّة؟
١٢ يوضِحُ أبٌ في فَرَنْسَا اسْمُهُ سْتِيف كَيفَ يُساعِدُ هو وزَوجَتُهُ ابْنَهُما المُراهِقَ إيثَان أن يَرى المَحَبَّةَ وَراءَ الوَصايا الَّتي وَضَعَها يَهْوَه. فهو يَقول: «نَسألُهُ أسئِلَةً مِثل: ‹لِماذا يَطلُبُ مِنَّا يَهْوَه أن نَحتَرِمَ هذا المَبدَأ؟ كَيفَ يُظهِرُ ذلِك أنَّهُ يُحِبُّنا؟ ماذا قد يَحدُثُ إذا لم تُطَبِّقْ هذا المَبدَأ؟›». إنَّ مُحادَثاتٍ مِن هذا النَّوعِ ساعَدَت إيثَان أن يَتَبَنَّى مَقاييسَ يَهْوَه الأخلاقِيَّة. ويُضيفُ سْتِيف: «هَدَفُنا هو أن نُساعِدَ إيثَان أن يَرى أنَّ حِكمَةَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تَتَفَوَّقُ إلى حَدٍّ بَعيدٍ على حِكمَةِ البَشَر».
١٣ كَيفَ يُدَرِّبُ الوالِدونَ أوْلادَهُم على تَطبيقِ مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّس؟ أعْطِ مَثَلًا.
١٣ دَرِّبْ وَلَدَكَ على تَطبيقِ مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّس. إحْدى الفُرَصِ لِتَفعَلَ ذلِك هي حينَ يُطلَبُ مِن وَلَدِكَ أن يَقرَأَ كِتابًا كجُزْءٍ مِن مَشروعٍ مَدرَسِيّ. فقد يوحي الكِتابُ لِلوَلَدِ أنْ لا مُشكِلَةَ إذا تَمَثَّلَ بِالشَّخصِيَّاتِ في القِصَّةِ الَّذينَ يَغضَبونَ بِجُنونٍ أو يَتَصَرَّفونَ بِطَريقَةٍ فاسِدَة. في هذِهِ الحالَة، قد تُشَجِّعُ وَلَدَكَ أن يُفَكِّرَ في تَصَرُّفاتِ هؤُلاءِ الشَّخصِيَّاتِ على ضَوءِ مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّس. (أم ٢٢:٢٤، ٢٥؛ ١ كو ١٥:٣٣؛ في ٤:٨) فهذا قد يُجَهِّزُهُ لِيُقَدِّمَ شَهادَةً لِأُستاذِهِ ورِفاقِهِ خِلالَ مُناقَشَةِ المَوادِّ في الصَّفّ.
جَهِّزْ وَلَدَكَ لِيُدافِعَ عن مُعتَقَداتِه
١٤ أيُّ مَوْضوعٍ قد يُخيفُ المَسِيحِيَّ الشَّابّ، ولِماذا؟
١٤ يَتَعَرَّضُ المَسِيحِيُّونَ الشَّبابُ لِمَواقِفَ تَتَطَلَّبُ مِنهُم أن يُدافِعوا عن مُعتَقَداتِهِم. وأحيانًا، قد تَنقُصُهُمُ الثِّقَةُ لِيُواجِهوا هذِهِ المَواقِف. فرُبَّما يَشعُرونَ بِالخَوفِ عِندَما تُطرَحُ في الصَّفِّ نَظَرِيَّةُ التَّطَوُّر. والسَّبَبُ هو أنَّ أساتِذَتَهُم قد يَعرِضونَ نَظَرِيَّةَ التَّطَوُّرِ وكَأنَّها حَقيقَةٌ مُثبَتَة. إذا كُنتَ والِدًا، فكَيفَ تُساعِدُ وَلَدَكَ أن يُقَوِّيَ ثِقَتَهُ لِيَكونَ ثابِتًا على مُعتَقَداتِه؟
١٥ ماذا يُساعِدُ المَسِيحِيَّ الشَّابَّ أن يَثِقَ أكثَرَ بِما يُؤْمِنُ به؟
١٥ ساعِدْ وَلَدَكَ أن يَثِقَ أكثَرَ بِما يُؤْمِنُ به. لا داعي أبَدًا أن يَخجَلَ وَلَدُكَ لِأنَّهُ يَعرِفُ الحَقيقَةَ عنِ الخَلْق. (٢ تي ١:٨) لِماذا؟ في الواقِع، كَثيرونَ مِنَ العُلَماءِ يَعرِفونَ أيضًا أنَّ الحَياةَ لم تَأتِ فَجْأةً ولا بِالصُّدفَة. فهُم يُلاحِظونَ التَّصميمَ الذَّكِيَّ والواضِحَ مِن خِلالِ التَّعقيدِ المُدهِشِ في الكائِناتِ الحَيَّة. لِذلِك لا يَتَقَبَّلونَ نَظَرِيَّةَ التَّطَوُّرِ الَّتي تُعَلِّمُها المَدارِسُ عُمومًا حَولَ العالَم. ويَقدِرُ وَلَدُكَ أن يُقَوِّيَ قَناعاتِهِ الشَّخصِيَّة حينَ يُفَكِّرُ في الأسبابِ الَّتي أقنَعَت إخوَةً وأخَواتٍ آخَرينَ بِأن يُؤْمِنوا أنَّ الحَياةَ أتَت بِالخَلْق. c
١٦ كَيفَ يُساعِدُ الوالِدونَ أوْلادَهُم أن يُدافِعوا عن إيمانِهِم بِوُجودِ خالِق؟ (١ بطرس ٣:١٥) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٦ جَهِّزْ وَلَدَكَ لِيُدافِعَ عن إيمانِهِ بِوُجودِ خالِق. (إقرأ ١ بطرس ٣:١٥.) قد يَكونُ عَمَلِيًّا أن تُراجِعا معًا مَقالاتٍ على jw.org ضِمنَ سِلسِلَة «قَضايا الشَّباب: الخَلْقُ أمِ التَّطَوُّر؟». ثُمَّ تَناقِشا أيُّ طَريقَةِ تَحليلٍ يَشعُرُ أنَّها مُقنِعَةٌ أكثَرَ وتُساعِدُ الآخَرينَ أن يَفهَموا الحَقيقَةَ عنِ الخالِق. ذَكِّرْهُ أنْ لا حاجَةَ أن يَتَجادَلَ مع رِفاقِه. وإذا أرادَ البَعضُ مِنهُم أن يُناقِشوا المَسألَةَ معهُ بِمَوْضوعِيَّة، فشَجِّعْهُ أن يَستَعمِلَ المَنطِقَ البَسيطَ والأُسلوبَ السَّهلَ في التَّحليل. مَثَلًا، قد يَقولُ لهُ رَفيقُه: «أنا لا أُؤمِنُ إلَّا بِما أراه، ولم أرَ اللّٰهَ أبَدًا». عِندَئِذٍ، قد يُجيبُهُ المَسِيحِيُّ الشَّابّ: «تَخَيَّلْ أنَّكَ تَمْشي في غابَةٍ بَعيدَة عنِ المُدُنِ والقُرى ورَأيتَ بِالصُّدفَةِ بَيتًا جَميلًا. فماذا تَستَنتِج؟ إذا كانَ وُجودُ البَيتِ دَليلًا واضِحًا على وُجودِ شَخصٍ ذَكِيٍّ بَناه، فكم بِالأكثَرِ وُجودُ الكَونِ بِكامِلِه؟!».
١٧ كَيفَ يُشَجِّعُ الوالِدونَ أوْلادَهُم أن يَبحَثوا عن فُرَصٍ لِيُخبِروا الآخَرينَ عن حَقائِقِ الكِتابِ المُقَدَّس؟ أوضِح.
١٧ شَجِّعْ وَلَدَكَ أن يَبحَثَ عن فُرَصٍ لِيُخبِرَ الآخَرينَ عن حَقائِقِ الكِتابِ المُقَدَّس. (رو ١٠:١٠) تُشبِهُ جُهودُ وَلَدِكَ لِيَتَكَلَّمَ عن إيمانِهِ جُهودَ التِّلميذِ الَّذي يَتَعَلَّمُ العَزفَ على آلَةٍ موسيقِيَّة. في البِدايَة، يَتَمَرَّنُ التِّلميذُ على عَزفِ ألحانٍ بَسيطَة. ومعَ الوَقت، يَصيرُ العَزفُ أسهَلَ علَيه. بِشَكلٍ مُشابِه، قد يَستَعمِلُ المَسِيحِيُّ الشَّابُّ في البِدايَةِ أُسلوبًا بَسيطًا عِندَما يُخبِرُ الآخَرينَ عن إيمانِه. مَثَلًا، قد يَسألُ أحَدَ رِفاقِه: «هل تَعرِفُ أنَّ المُهَندِسينَ غالِبًا ما يُقَلِّدونَ تَصاميمَ مَأخوذَة مِنَ الطَّبيعَة؟ دَعْني أُريكَ هذا الفيديو الرَّائِع». وبَعدَ أن يُرِيَهُ فيديو مِن سِلسِلَة هل مِن مُصَمِّم؟، قد يَسألُه: «إذا كانَ المُهَندِسُ يَنالُ الفَضلَ في تَصميمٍ مَوْجودٍ أساسًا في الطَّبيعَة، فمَن يَستَحِقُّ أن يَنالَ الفَضلَ في التَّصميمِ الأصلِيّ؟». وأُسلوبٌ بَسيطٌ كهذا قد يَكونُ كافِيًا لِيُحَرِّكَ اهتِمامَ رَفيقِهِ ويُشَوِّقَهُ لِيَعرِفَ أكثَر.
إستَمِرَّ في مُساعَدَةِ وَلَدِكَ أن يُقَوِّيَ إيمانَه
١٨ كَيفَ يَستَمِرُّ الوالِدونَ في مُساعَدَةِ أوْلادِهِم أن يُقَوُّوا إيمانَهُم بِاللّٰه؟
١٨ نَحنُ نَعيشُ في عالَمٍ يَكثُرُ فيهِ الَّذينَ لا يُؤْمِنونَ بِيَهْوَه. (٢ بط ٣:٣) لِذلِك يا والِدون، فيما تَدرُسونَ الكِتابَ المُقَدَّسَ مع أوْلادِكُم، شَجِّعوهُم أن يَستَكشِفوا مَواضيعَ تَزيدُ احتِرامَهُم لِكَلِمَةِ اللّٰهِ ومَقاييسِهِ الأخلاقِيَّة. حَرِّكوا قُدرَتَهُمُ التَّفكيرِيَّة حينَ تَلفِتونَ انتِباهَهُم إلى رَوائِعِ خَليقَةِ يَهْوَه. ساعِدوهُم أن يُقَدِّروا نُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّسِ المُدهِشَة الَّتي تَمَّت مِن قَبل. والأهَمُّ مِن كُلِّ ذلِك، صَلُّوا معهُم ومِن أجْلِهِم. وحينَ تَفعَلونَ ذلِك، تَقدِرونَ أن تَثِقوا بِأنَّ يَهْوَه سيُكافِئُكُم على جُهودِكُم لِتُساعِدوا أوْلادَكُم أن يُقَوُّوا إيمانَهُم. — ٢ أخ ١٥:٧.
التَّرنيمَة ١٣٣ لِنَعبُدْ يَهْوَه مُنذُ الصِّغَر
a لِلمَزيدِ مِنَ المَعلومات، انظُرْ على مَوْقِعِنا jw.org الفيديو رَوائِعُ الخَليقَةِ تَكشِفُ مَجدَ اللّٰه: الأشكال.
b إذا أنْهى وَلَدُكَ دَرسَ كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآنَ وإلى الأبَد، فقد تُراجِعُ معهُ بَعضَ الدُّروسِ في القِسمَيْن ٣ و ٤ الَّتي تُناقِشُ مَقاييسَ الكِتابِ المُقَدَّسِ الأخلاقِيَّة.
c أُنظُرِ المَقالَة «لِمَ نُؤْمِنُ بِوُجودِ خالِق» في إستَيقِظ! عَدَد أيْلُول (سِبْتَمْبِر) ٢٠٠٦، وكُرَّاسَة خَمسَةُ أسئِلَةٍ وَجيهَة عن أصلِ الحَياة. ولِلمَزيدِ مِنَ الأمثِلَة، احضُرْ على مَوْقِعِنا jw.org سِلسِلَةَ الفيديُوات آراءٌ حَولَ أصلِ الحَياة.
d وصف الصور: أخ شاب يُري رفيقه في المدرسة الذي تهمُّه الطائرات المسيَّرة فيديو من سلسلة هل من مصمِّم؟.