الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

قدِّر عطية الارادة الحرة

قدِّر عطية الارادة الحرة

‏«حَيْثُ رُوحُ يَهْوَهَ فَهُنَاكَ حُرِّيَّةٌ».‏ —‏ ٢ كو ٣:‏١٧‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٦٢،‏ ٦٥

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ تَخْتَلِفُ ٱلْآرَاءُ بِشَأْنِ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ،‏ وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ؟‏

‏«لَا أُرِيدُ أَنْ أُفَكِّرَ.‏ أَخْبِرْنِي مَاذَا أَفْعَلُ؛‏ ذٰلِكَ أَسْهَلُ بِكَثِيرٍ».‏ هٰذَا مَا قَالَتْهُ ٱمْرَأَةٌ لِأَحَدِ أَصْدِقَائِهَا حِينَ لَزِمَهَا أَنْ تَتَّخِذَ قَرَارًا فِي مَسْأَلَةٍ شَخْصِيَّةٍ.‏ فَقَدْ فَضَّلَتْ أَنْ يَقُولَ لَهَا أَحَدٌ مَاذَا تَفْعَلُ،‏ بَدَلَ أَنْ تَسْتَفِيدَ مِنْ هَدِيَّةٍ ثَمِينَةٍ أَعْطَاهَا إِيَّاهَا ٱللهُ،‏ أَلَا وَهِيَ ٱلْإِرَادَةُ ٱلْحُرَّةُ.‏ فَمَاذَا عَنْكَ؟‏ هَلْ تُحِبُّ أَنْ يَتَّخِذَ ٱلْآخَرُونَ ٱلْقَرَارَاتِ بَدَلًا مِنْكَ؟‏ وَمَا رَأْيُكَ فِي عَطِيَّةِ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ؟‏

٢ يَتَجَادَلُ ٱلنَّاسُ مُنْذُ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ حَوْلَ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعِ.‏ فَٱلْبَعْضُ يُؤْمِنُونَ بِٱلْقَضَاءِ وَٱلْقَدَرِ وَيَظُنُّونَ أَنَّ ٱللهَ يُحَدِّدُ كُلَّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ فِي حَيَاةِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ وَيَرَى آخَرُونَ أَيْضًا أَنَّ ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ مُسْتَحِيلَةٌ دُونَ حُرِّيَّةٍ مُطْلَقَةٍ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُعَلِّمُ أَنَّ ٱللهَ أَعْطَى ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلذَّكِيَّةَ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتِهَا بِحُرِّيَّةٍ.‏ ‏(‏اقرأ يشوع ٢٤:‏١٥‏.‏)‏ مِنْ هُنَا تَنْشَأُ بَعْضُ ٱلْأَسْئِلَةِ:‏ هَلْ حُرِّيَّتُنَا مُطْلَقَةٌ؟‏ كَيْفَ نُمَارِسُ إِرَادَتَنَا ٱلْحُرَّةَ؟‏ كَيْفَ تُظْهِرُ قَرَارَاتُنَا مَدَى مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ؟‏ وَكَيْفَ نَحْتَرِمُ قَرَارَاتِ ٱلْآخَرِينَ؟‏ لِنَرَ جَوَابَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ؟‏

٣ كَيْفَ يُمَارِسُ يَهْوَهُ حُرِّيَّتَهُ؟‏

٣ يَهْوَهُ وَحْدَهُ لَهُ ٱلْحُرِّيَّةُ ٱلْمُطْلَقَةُ.‏ وَطَرِيقَتُهُ فِي مُمَارَسَةِ هٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةِ تُعَلِّمُنَا ٱلْكَثِيرَ.‏ مَثَلًا،‏ ٱخْتَارَ يَهْوَهُ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ «لِتَكُونَ لَهُ شَعْبًا،‏ مِلْكًا خَاصًّا».‏ (‏تث ٧:‏٦-‏٨‏)‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَخْتَرْهُمْ عَشْوَائِيًّا،‏ بَلْ عَلَى أَسَاسِ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَ صَدِيقِهِ إِبْرَاهِيمَ قَبْلَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ.‏ (‏تك ٢٢:‏١٥-‏١٨‏)‏ وَهُوَ يُمَارِسُ حُرِّيَّتَهُ دَائِمًا بِمَحَبَّةٍ وَعَدْلٍ.‏ فَكَانَ يُؤَدِّبُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ يَتَمَرَّدُونَ عَلَيْهِ.‏ أَمَّا عِنْدَمَا يَتُوبُونَ تَوْبَةً صَادِقَةً،‏ فَكَانَ يُظْهِرُ لَهُمُ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلرَّحْمَةَ.‏ قَالَ:‏ «أَشْفِي خِيَانَتَهُمْ.‏ أُحِبُّهُمْ بِٱخْتِيَارِي».‏ (‏هو ١٤:‏٤‏)‏ أَفَلَيْسَ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱسْتِعْمَالِ ٱلْحُرِّيَّةِ لِمَنْفَعَةِ ٱلْآخَرِينَ؟‏!‏

٤،‏ ٥ ‏(‏أ)‏ مَنْ نَالَ أَوَّلًا هِبَةَ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ مِنَ ٱللهِ،‏ وَكَيْفَ ٱسْتَعْمَلَهَا؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالٍ يَجِبُ أَنْ نَطْرَحَهُ عَلَى أَنْفُسِنَا؟‏

٤ عِنْدَمَا خَلَقَ يَهْوَهُ ٱلْمَلَائِكَةَ وَٱلْبَشَرَ،‏ أَعْطَاهُمُ ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ.‏ وَأَوَّلُ مَنْ نَالَ هٰذِهِ ٱلْهِبَةَ هُوَ ٱبْنُهُ ٱلْبِكْرُ،‏ «صُورَةُ ٱللهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورِ».‏ (‏كو ١:‏١٥‏)‏ وَقَدْ أَحْسَنَ ٱسْتِعْمَالَ هٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةِ.‏ فَفِي ٱلسَّمَاءِ،‏ بَقِيَ وَلِيًّا لِأَبِيهِ وَلَمْ يَنْضَمَّ إِلَى ٱلشَّيْطَانِ فِي تَمَرُّدِهِ.‏ وَلَاحِقًا عِنْدَمَا أَتَى إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ رَفَضَ تَجَارِبَ إِبْلِيسَ كُلَّهَا.‏ (‏مت ٤:‏١٠‏)‏ وَقَبْلَ لَيْلَةٍ مِنْ مَوْتِهِ،‏ ظَلَّ مُصَمِّمًا عَلَى فِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللهِ.‏ فَقَدْ صَلَّى إِلَيْهِ قَائِلًا:‏ «يَا أَبَتَاهُ،‏ إِنْ شِئْتَ،‏ فَٱصْرِفْ عَنِّي هٰذِهِ ٱلْكَأْسَ.‏ وَلٰكِنْ لِتَكُنْ لَا مَشِيئَتِي،‏ بَلْ مَشِيئَتُكَ».‏ (‏لو ٢٢:‏٤٢‏)‏ فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَسُوعَ وَنَسْتَعْمِلَ إِرَادَتَنَا ٱلْحُرَّةَ لِنُكْرِمَ يَهْوَهَ وَنَعْمَلَ مَشِيئَتَهُ.‏ وَلٰكِنْ هَلْ هٰذَا مُمْكِنٌ؟‏

٥ نَعَمْ.‏ فَنَحْنُ أَيْضًا مَخْلُوقُونَ عَلَى صُورَةِ ٱللهِ وَشَبَهِهِ.‏ (‏تك ١:‏٢٦‏)‏ لٰكِنَّ ٱلْجَدِيرَ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَمْنَحْ مَخْلُوقَاتِهِ حُرِّيَّةً مُطْلَقَةً.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُخْبِرُنَا أَنَّهُ وَضَعَ حُدُودًا لِحُرِّيَّتِنَا،‏ وَيُرِيدُ أَنْ نَلْتَزِمَ بِهَا.‏ مَثَلًا،‏ عَلَى ٱلزَّوْجَاتِ أَنْ يَخْضَعْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ،‏ وَٱلْأَوْلَادِ أَنْ يُطِيعُوا وَالِدِيهِمْ.‏ (‏اف ٥:‏٢٢؛‏ ٦:‏١‏)‏ فَكَيْفَ نُمَارِسُ إِرَادَتَنَا ٱلْحُرَّةَ ضِمْنَ هٰذِهِ ٱلْحُدُودِ؟‏

كَيْفَ تُمَارِسُ إِرَادَتَكَ ٱلْحُرَّةَ؟‏

٦ أَعْطِ مِثَالًا يُوضِحُ أَهَمِّيَّةَ مُمَارَسَةِ ٱلْحُرِّيَّةِ ضِمْنَ حُدُودٍ.‏

٦ هَلِ ٱلْحُرِّيَّةُ ضِمْنَ حُدُودٍ حُرِّيَّةٌ حَقِيقِيَّةٌ؟‏ نَعَمْ،‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْحُدُودَ ضَرُورِيَّةٌ لِنَتَمَتَّعَ بِفَوَائِدِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ.‏ لِنَقُلْ إِنَّنَا قَرَّرْنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى مَدِينَةٍ بَعِيدَةٍ بِٱلسَّيَّارَةِ.‏ فَكَيْفَ نَشْعُرُ إِذَا قُدْنَا عَلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلسَّرِيعِ بِلَا قَوَانِينِ سَيْرٍ؟‏ مَاذَا يَحْدُثُ لَوْ قَرَّرَ كُلُّ سَائِقٍ أَنْ يُسْرِعَ عَلَى كَيْفِهِ أَوْ يَسِيرَ فِي ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلْمُعَاكِسِ؟‏ بِٱلطَّبْعِ لَنْ نُحِسَّ أَبَدًا بِٱلْأَمَانِ.‏ إِذًا ٱلْحُدُودُ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ حِمَايَةٌ لَنَا.‏ فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي أَمْثِلَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ أَنَّ ٱللهَ وَضَعَ ٱلْحُدُودَ لِفَائِدَتِنَا.‏

٧ ‏(‏أ)‏ بِمَ تَمَيَّزَ آدَمُ عَنِ ٱلْحَيَوَانَاتِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱسْتَخْدَمَ آدَمُ إِرَادَتَهُ ٱسْتِخْدَامًا صَحِيحًا؟‏

٧ عِنْدَمَا خَلَقَ ٱللهُ ٱلْإِنْسَانَ ٱلْأَوَّلَ آدَمَ،‏ أَعْطَاهُ ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ تَمَامًا كَٱلْمَلَائِكَةِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةُ مَيَّزَتْ آدَمَ عَنِ ٱلْحَيَوَانَاتِ لِأَنَّهَا تَتْبَعُ غَرَائِزَهَا فَقَطْ.‏ وَكَيْفَ ٱسْتَخْدَمَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْأَوَّلُ إِرَادَتَهُ ٱلْحُرَّةَ ٱسْتِخْدَامًا صَحِيحًا؟‏ إِحْدَى ٱلطُّرُقِ هِيَ بِٱخْتِيَارِ أَسْمَاءِ ٱلْحَيَوَانَاتِ.‏ فَٱللهُ «ٱبْتَدَأَ يُحْضِرُهَا إِلَى ٱلْإِنْسَانِ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُو كُلًّا مِنْهَا».‏ فَصَارَ آدَمُ يُرَاقِبُ كُلَّ حَيَوَانٍ وَيُطْلِقُ عَلَيْهِ ٱسْمًا مُنَاسِبًا.‏ وَيَهْوَهُ لَمْ يُغَيِّرْ تِلْكَ ٱلْأَسْمَاءَ،‏ بَلْ تَرَكَ لَهُ حُرِّيَّةَ ٱلِٱخْتِيَارِ.‏ «وَكُلُّ مَا دَعَاهُ بِهِ ٱلْإِنْسَانُ مِنْ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ ٱسْمُهُ».‏ —‏ تك ٢:‏١٩‏.‏

٨ كَيْفَ أَسَاءَ آدَمُ ٱسْتِعْمَالَ إِرَادَتِهِ ٱلْحُرَّةِ،‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟‏

٨ أَوْكَلَ يَهْوَهُ إِلَى آدَمَ أَيْضًا أَنْ يُحَوِّلَ ٱلْأَرْضَ إِلَى فِرْدَوْسٍ.‏ فَأَوْصَاهُ هُوَ وَزَوْجَتَهُ:‏ «أَثْمِرَا وَٱكْثُرَا وَٱمْلَأَا ٱلْأَرْضَ وَأَخْضِعَاهَا،‏ وَتَسَلَّطَا عَلَى سَمَكِ ٱلْبَحْرِ وَطَيْرِ ٱلسَّمَاءِ وَكُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ (‏تك ١:‏٢٨‏)‏ وَلٰكِنْ لِلْأَسَفِ أَسَاءَ آدَمُ ٱسْتِعْمَالَ حُرِّيَّتِهِ.‏ فَتَجَاهَلَ ٱلْحُدُودَ ٱلَّتِي رَسَمَهَا لَهُ يَهْوَهُ وَأَكَلَ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ ٱلْمُحَرَّمَةِ.‏ وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ،‏ يُعَانِي ٱلْبَشَرُ مُنْذُ آلَافِ ٱلسِّنِينَ.‏ (‏رو ٥:‏١٢‏)‏ فَلْنَتَذَكَّرْ دَائِمًا نَتَائِجَ هٰذَا ٱلْقَرَارِ ٱلسَّيِّئِ.‏ وَهٰكَذَا نُمَارِسُ حُرِّيَّتَنَا بِمَسْؤُولِيَّةٍ وَنَقْبَلُ ٱلْحُدُودَ ٱلَّتِي رَسَمَهَا لَنَا يَهْوَهُ.‏

٩ أَيُّ خِيَارٍ عَرَضَهُ يَهْوَهُ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ،‏ وَبِمَ وَعَدُوهُ؟‏

٩ وَمَعَ أَنَّ ٱلْبَشَرَ وَرِثُوا ٱلنَّقْصَ وَٱلْمَوْتَ مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ،‏ لَا يَزَالُونَ يَتَمَتَّعُونَ بِٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ.‏ وَهٰذَا وَاضِحٌ مِنْ عَلَاقَةِ ٱللهِ بِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ.‏ فَبِوَاسِطَةِ خَادِمِهِ مُوسَى،‏ خَيَّرَهُمْ إِمَّا أَنْ يَقْبَلُوا أَوْ يَرْفُضُوا أَنْ يَكُونُوا لَهُ مِلْكًا خَاصًّا.‏ (‏خر ١٩:‏٣-‏٦‏)‏ فَٱخْتَارُوا جَمِيعًا أَنْ يَقْبَلُوا شُرُوطَهُ وَيُصْبِحُوا شَعْبًا عَلَى ٱسْمِهِ.‏ قَالُوا:‏ «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ نَفْعَلُهُ».‏ (‏خر ١٩:‏٨‏)‏ لٰكِنَّ ٱلْأُمَّةَ أَسَاءَتْ لَاحِقًا ٱسْتِعْمَالَ إِرَادَتِهَا ٱلْحُرَّةِ وَلَمْ تَحْفَظْ وَعْدَهَا.‏ فَلْنَنْتَبِهْ إِلَى مِثَالِهِمِ ٱلسَّيِّئِ هٰذَا وَلْنُقَدِّرْ دَائِمًا عَطِيَّةَ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ.‏ كَيْفَ؟‏ بِٱلْبَقَاءِ قَرِيبِينَ مِنْ يَهْوَهَ وَإِطَاعَةِ وَصَايَاهُ ٱلْبَارَّةِ.‏ —‏ ١ كو ١٠:‏١١‏.‏

١٠ اُذْكُرْ أَمْثِلَةَ بَشَرٍ نَاقِصِينَ ٱسْتَعْمَلُوا حُرِّيَّتَهُمْ لِيُكْرِمُوا ٱللهَ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

١٠ فِي ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلْإِصْحَاحِ ١١‏،‏ نَقْرَأُ عَنْ ١٦ رَجُلًا وَٱمْرَأَةً ٱحْتَرَمُوا ٱلْحُدُودَ ٱلَّتِي رَسَمَهَا يَهْوَهُ.‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ بَارَكَهُمُ ٱللهُ وَأَصْبَحَ لَدَيْهِمْ رَجَاءٌ رَائِعٌ.‏ مَثَلًا،‏ تَحَلَّى نُوحٌ بِإِيمَانٍ قَوِيٍّ،‏ فَٱخْتَارَ أَنْ يُطِيعَ إِرْشَادَ ٱللهِ وَيَبْنِيَ فُلْكًا لِيَحْيَا هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ وَٱلْأَجْيَالُ ٱللَّاحِقَةُ.‏ (‏عب ١١:‏٧‏)‏ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ أَطَاعَا يَهْوَهَ أَيْضًا وَذَهَبَا إِلَى «أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ».‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْفُرْصَةَ أُتِيحَتْ لَهُمَا لِيَعُودَا إِلَى مَدِينَةِ أُورَ ٱلْمُزْدَهِرَةِ،‏ بَقِيَا مُرَكِّزَيْنِ عَلَى «إِتْمَامِ ٱلْوُعُودِ» ٱلَّتِي قَطَعَهَا ٱللهُ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّهُمَا تَطَلَّعَا إِلَى ‹مَكَانٍ أَفْضَلَ›.‏ (‏عب ١١:‏٨،‏ ٩،‏ ١٣،‏ ١٥،‏ ١٦‏)‏ وَمُوسَى كَذٰلِكَ رَفَضَ كُنُوزَ مِصْرَ،‏ «وَٱخْتَارَ أَنْ تُسَاءَ مُعَامَلَتُهُ مَعَ شَعْبِ ٱللهِ عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ ٱلْوَقْتِيِّ بِٱلْخَطِيَّةِ».‏ (‏عب ١١:‏٢٤-‏٢٦‏)‏ إِنَّ إِيمَانَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاءِ يَدْفَعُنَا أَنْ نُقَدِّرَ عَطِيَّةَ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ وَنَسْتَعْمِلَهَا لِفِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللهِ.‏

١١ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ بَرَكَةٍ عَظِيمَةٍ تَنْتِجُ عَنِ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَدْفَعُكَ أَنْتَ شَخْصِيًّا أَنْ تَسْتَخْدِمَ حُرِّيَّتَكَ ٱسْتِخْدَامًا صَحِيحًا؟‏

١١ نُفَضِّلُ أَحْيَانًا أَلَّا نَشْغَلَ بَالَنَا بِٱلتَّفْكِيرِ،‏ فَنَدَعُ ٱلْآخَرِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْقَرَارَاتِ نِيَابَةً عَنَّا.‏ وَلٰكِنْ إِذَا ٱسْتَعْمَلْنَا إِرَادَتَنَا ٱلْحُرَّةَ وَٱتَّخَذْنَا قَرَارَاتٍ صَحِيحَةً،‏ نَتَمَتَّعُ بِبَرَكَةٍ عَظِيمَةٍ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْبَرَكَةُ مَذْكُورَةٌ فِي ٱلتَّثْنِيَة ٣٠:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏ (‏اقرأها.‏)‏ يَقُولُ ٱلْعَدَدُ ١٩ إِنَّ ٱللهَ خَيَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ.‏ وَيُخْبِرُ ٱلْعَدَدُ ٢٠ أَنَّ يَهْوَهَ أَعْطَاهُمْ بِذٰلِكَ فُرْصَةً فَرِيدَةً كَيْ يُظْهِرُوا مَدَى مَحَبَّتِهِمْ لَهُ.‏ وَبِمَقْدُورِنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَخْتَارَ عِبَادَةَ يَهْوَهَ،‏ وَنَسْتَعْمِلَ إِرَادَتَنَا ٱلْحُرَّةَ لِنُكْرِمَهُ وَنُظْهِرَ مَدَى مَحَبَّتِنَا لَهُ.‏

لَا تُسِئِ ٱسْتِعْمَالَ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ

١٢ أَيُّ مَوْقِفٍ مِنْ عَطِيَّةِ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ عَلَيْنَا تَجَنُّبُهُ؟‏

١٢ تَخَيَّلْ أَنَّكَ أَهْدَيْتَ صَدِيقَكَ هَدِيَّةً قَيِّمَةً.‏ أَلَا تَحْزَنُ لَوْ رَأَيْتَهُ يَرْمِيهَا فِي سَلَّةِ ٱلزُّبَالَةِ أَوْ يَسْتَخْدِمُهَا لِأَذِيَّةِ ٱلْآخَرِينَ؟‏!‏ فَكِّرْ إِذًا كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ حِينَ يَرَى كَثِيرِينَ يُسِيئُونَ ٱسْتِخْدَامَ حُرِّيَّتِهِمْ،‏ وَٱلْأَسْوَأُ أَنَّهُمْ يُؤْذُونَ غَيْرَهُمْ بِتَصَرُّفِهِمْ هٰذَا.‏ وَهٰذَا تَمَامًا مَا أَنْبَأَ بِهِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.‏ فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ ٱلنَّاسَ «فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ» يَكُونُونَ «غَيْرَ شَاكِرِينَ».‏ (‏٢ تي ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ فَكَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِعَطِيَّةِ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ وَنَتَجَنَّبُ إِسَاءَةَ ٱسْتِعْمَالِهَا؟‏

١٣ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ إِسَاءَةَ ٱسْتِعْمَالِ حُرِّيَّتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏

١٣ كُلُّنَا أَحْرَارٌ فِي ٱخْتِيَارِ أَصْدِقَائِنَا وَثِيَابِنَا وَتَسْلِيَتِنَا.‏ وَلٰكِنْ إِنْ لَمْ نَنْتَبِهْ،‏ تُصْبِحُ حُرِّيَّتُنَا عُذْرًا لِنَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ لَا تُرْضِي ٱللهَ أَوْ لِنَتَمَثَّلَ بِأَهْلِ ٱلْعَالَمِ.‏ ‏(‏اقرأ ١ بطرس ٢:‏١٦‏.‏)‏ فَلْنَسْتَغِلَّ هٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةَ كَيْ نَفْعَلَ «كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ ٱللهِ»،‏ بَدَلَ أَنْ نَعْتَبِرَهَا فُرْصَةً لِمُمَارَسَةِ ٱلْخَطِيَّةِ.‏ —‏ غل ٥:‏١٣؛‏ ١ كو ١٠:‏٣١‏.‏

١٤ مَا ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَ ثِقَتِنَا بِيَهْوَهَ وَمُمَارَسَةِ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ؟‏

١٤ نُظْهِرُ أَيْضًا تَقْدِيرَنَا لِعَطِيَّةِ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ حِينَ نَثِقُ بِيَهْوَهَ وَلَا نَتَخَطَّى ٱلْحُدُودَ ٱلَّتِي رَسَمَهَا.‏ فَهُوَ ‹يُعَلِّمُنَا لِنَنْتَفِعَ،‏ وَيُمَشِّينَا فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ نَسْلُكَ فِيهِ›.‏ (‏اش ٤٨:‏١٧‏)‏ وَعَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نَعْتَرِفَ بِتَوَاضُعٍ أَنْ «لَيْسَ لِلْبَشَرِ طَرِيقُهُمْ.‏ لَيْسَ لِإِنْسَانٍ يَمْشِي أَنْ يُوَجِّهَ خُطُوَاتِهِ».‏ (‏ار ١٠:‏٢٣‏)‏ فَلَا نَقَعْ فِي ٱلْفَخِّ ٱلَّذِي وَقَعَ فِيهِ آدَمُ وَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْمُتَمَرِّدُونَ وَنَعْتَمِدْ عَلَى فَهْمِنَا.‏ بَلْ لِنَتَّكِلْ دَائِمًا عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِنَا.‏ —‏ ام ٣:‏٥‏.‏

هَلْ تَحْتَرِمُ حُرِّيَّةَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْمَبْدَإِ فِي غَلَاطِيَة ٦:‏٥‏؟‏

١٥ إِضَافَةً إِلَى مَا تَقَدَّمَ،‏ عَلَيْنَا دَائِمًا أَنْ نَحْتَرِمَ حُرِّيَّةَ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَمِنْ حَقِّهِمْ أَنْ يَتَّخِذُوا قَرَارَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةَ.‏ وَبِمَا أَنَّنَا جَمِيعًا نَتَمَتَّعُ بِٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ،‏ فَلَنْ نَتَّخِذَ دَائِمًا ٱلْخِيَارَ نَفْسَهُ مِثْلَ غَيْرِنَا.‏ وَيَصِحُّ ذٰلِكَ حَتَّى فِي ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِسُلُوكِنَا وَعِبَادَتِنَا.‏ وَفِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ،‏ لِنَتَذَكَّرِ ٱلْمَبْدَأَ فِي غَلَاطِيَة ٦:‏٥ ‏(‏اقرأها.‏)‏ فَعِنْدَمَا نَعْتَرِفُ أَنَّ كُلَّ مَسِيحِيٍّ «سَيَحْمِلُ حِمْلَهُ ٱلْخَاصَّ»،‏ أَيْ سَيَتَحَمَّلُ مَسْؤُولِيَّةَ قَرَارَاتِهِ،‏ نَحْتَرِمُ حَقَّهُ فِي ٱلِٱخْتِيَارِ.‏

لَنَا ٱلْحَقُّ فِي ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتِنَا،‏ وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ نَفْرِضَهَا عَلَى ٱلْآخَرِينَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.‏)‏

١٦،‏ ١٧ ‏(‏أ)‏ أَيُّ قَضِيَّةٍ نَشَأَتْ فِي كُورِنْثُوسَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ حَلَّ بُولُسُ ٱلْمَسْأَلَةَ،‏ وَمَاذَا يُعَلِّمُنَا ذٰلِكَ بِشَأْنِ حُرِّيَّةِ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٦ لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُبَيِّنُ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَحْتَرِمَ حُرِّيَّةَ إِخْوَتِنَا.‏ فَفِي كُورِنْثُوسَ قَدِيمًا،‏ كَانَ بَعْضُ ٱللَّحْمِ يُقَرَّبُ لِلْأَصْنَامِ،‏ ثُمَّ يُبَاعُ بَعْدَ ذٰلِكَ فِي ٱلسُّوقِ.‏ فَحَلَّلَ عَدَدٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَسْأَلَةَ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ:‏ ‹اَلصَّنَمُ لَيْسَ شَيْئًا،‏ لِذٰلِكَ أَسْتَطِيعُ أَكْلَ ٱللَّحْمِ بِضَمِيرٍ مُرْتَاحٍ›.‏ لٰكِنَّ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ ٱلْأَصْنَامَ سَابِقًا،‏ فَٱعْتَبَرُوا أَكْلَ ٱللَّحْمِ طَقْسًا دِينِيًّا.‏ (‏١ كو ٨:‏٤،‏ ٧‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ ٱلْحَسَّاسَةُ هَدَّدَتْ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَكَيْفَ سَاعَدَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُورِنْثُوسَ أَنْ يَعْرِفُوا رَأْيَ ٱللهِ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ؟‏

١٧ أَوَّلًا،‏ ذَكَّرَ بُولُسُ ٱلطَّرَفَيْنِ أَنَّ ٱلطَّعَامَ لَا يُقَوِّي عَلَاقَتَهُمْ بِٱللهِ.‏ (‏١ كو ٨:‏٨‏)‏ ثَانِيًا،‏ حَذَّرَهُمْ كَيْ لَا تُصْبِحَ حُرِّيَّتُهُمْ «مَعْثَرَةً لِلضُّعَفَاءِ».‏ (‏١ كو ٨:‏٩‏)‏ وَلَاحِقًا،‏ أَوْصَى ٱلَّذِينَ ضَمَائِرُهُمْ ضَعِيفَةٌ أَنْ لَا يَدِينُوا مَنِ ٱخْتَارُوا أَكْلَ ٱللَّحْمِ.‏ (‏١ كو ١٠:‏٢٥،‏ ٢٩،‏ ٣٠‏)‏ فَمَعَ أَنَّ هٰذِهِ كَانَتْ مَسْأَلَةً مُهِمَّةً تَرْتَبِطُ بِعِبَادَةِ يَهْوَهَ،‏ لَزِمَ عَلَى كُلِّ مَسِيحِيٍّ أَنْ يَتَّخِذَ قَرَارَهُ بِنَفْسِهِ.‏ مِنْ هُنَا،‏ أَلَا يَلْزَمُ أَنْ نَحْتَرِمَ حُرِّيَّةَ إِخْوَتِنَا فِي ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلثَّانَوِيَّةِ؟‏!‏ —‏ ١ كو ١٠:‏٣٢،‏ ٣٣‏.‏

١٨ كَيْفَ تُظْهِرُ أَنَّكَ تُقَدِّرُ عَطِيَّةَ ٱلْإِرَادَةِ ٱلْحُرَّةِ؟‏

١٨ لَقَدْ أَعْطَانَا يَهْوَهُ ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ.‏ وَحِينَ نُمَارِسُهَا ضِمْنَ ٱلْحُدُودِ ٱلَّتِي رَسَمَهَا لَنَا،‏ نَتَمَتَّعُ بِحُرِّيَّةٍ حَقِيقِيَّةٍ.‏ (‏٢ كو ٣:‏١٧‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةُ تُتِيحُ لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ تَكْشِفُ مَدَى مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ.‏ فَلْنَسْتَعْمِلْ هٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةَ ٱلْقَيِّمَةَ لِنُكْرِمَ ٱللهَ،‏ وَلْنَحْتَرِمْ حَقَّ إِخْوَتِنَا فِي ٱسْتِخْدَامِهَا.‏ وَهٰكَذَا نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُهَا بِٱلْفِعْلِ.‏