‹ما سمعتَه استودعْه اناسا امناء›
«مَا سَمِعْتَهُ مِنِّي . . . ٱسْتَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ يَكُونُونَ هُمْ أَيْضًا أَهْلًا لِيُعَلِّمُوا آخَرِينَ». — ٢ تي ٢:٢.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٢٣، ٥٣
١، ٢ كَمْ مُهِمٌّ هُوَ ٱلْعَمَلُ فِي نَظَرِ كَثِيرِينَ؟
غَالِبًا مَا يَسْأَلُ ٱلنَّاسُ أَثْنَاءَ ٱلتَّعَارُفِ: «مَاذَا تَشْتَغِلُ؟». وَهُمْ يَقِيسُونَ أَهَمِّيَّتَهُمْ بِأَهَمِّيَّةِ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي يَقُومُونَ بِهِ.
٢ وَفِي أَزْمِنَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱعْتَادَ ٱلنَّاسُ أَنْ يُلَقِّبُوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَفْقًا لِمِهْنَتِهِمْ. فَنَقْرَأُ عَنْ «مَتَّى جَابِي ٱلضَّرَائِبِ»، ‹سِمْعَانَ ٱلدَّبَّاغِ›، وَ «لُوقَا ٱلطَّبِيبِ ٱلْحَبِيبِ». (مت ١٠:٣؛ اع ١٠:٦؛ كو ٤:١٤) كَمَا لُقِّبَ آخَرُونَ بِحَسَبِ تَعْيِينَاتِهِمِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. فَنَقْرَأُ عَنِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ، ٱلنَّبِيِّ إِيلِيَّا، وَٱلرَّسُولِ بُولُسَ. وَمِثْلَمَا قَدَّرَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ، يَلْزَمُ أَنْ نُقَدِّرَ نَحْنُ أَيْضًا تَعْيِينَاتِنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ.
٣ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ يُدَرِّبَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا ٱلشَّبَابَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٣ كَثِيرُونَ مِنَّا يُحِبُّونَ تَعْيِينَاتِهِمْ، وَيَرْغَبُونَ أَلَّا يَتَوَقَّفُوا يَوْمًا عَنْ أَدَائِهَا. وَلٰكِنْ لِلْأَسَفِ يَكْبُرُ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْعُمْرِ، فلَا يَعُودُونَ قَادِرِينَ عَلَى إِنْجَازِ جا ١:٤) لٰكِنَّ ٱنْتِقَالَ ٱلتَّعْيِينَاتِ خَلَقَ مُؤَخَّرًا تَحَدِّيَاتٍ لِشَعْبِ يَهْوَهَ. فَعَمَلُ ٱلْبِشَارَةِ فِي نُمُوٍّ مُسْتَمِرٍّ، وَهَيْئَةُ يَهْوَهَ تَسْتَخْدِمُ ٱلتِّكْنُولُوجْيَا ٱلْحَدِيثَةَ لِبُلُوغِ أَكْبَرِ عَدَدٍ مُمْكِنٍ مِنَ ٱلنَّاسِ. أَمَّا إِخْوَتُنَا ٱلْمُسِنُّونَ، فيَجِدُ بَعْضُهُمْ صُعُوبَةً فِي مُجَارَاةِ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلْمُتَطَوِّرَةِ. (لو ٥:٣٩) كَمَا أَنَّ قُوَّتَهُمْ تَضْعُفُ فِيمَا يَتَقَدَّمُونَ فِي ٱلسِّنِّ. (ام ٢٠:٢٩) لِذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يُدَرَّبَ ٱلشُّبَّانُ بِمَحَبَّةٍ كَيْ يَتَحَمَّلُوا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ. — اقرإ المزمور ٧١:١٨.
مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ كَمَا فِي ٱلسَّابِقِ. لِذٰلِكَ يَحِلُّ مَحَلَّهُمْ إِخْوَةٌ أَصْغَرُ سِنًّا. (٤ لِمَ لَا يُفَوِّضُ ٱلْبَعْضُ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ إِلَى ٱلْآخَرِينَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ: « لِمَ يَسْتَصْعِبُ ٱلْبَعْضُ أَنْ يُفَوِّضُوا ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ إِلَى ٱلْآخَرِينَ؟».)
٤ إِلَّا أَنَّ عَدَدًا مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسْؤُولِينَ يَسْتَصْعِبُونَ تَفْوِيضَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ إِلَى ٱلشُّبَّانِ. فَبَعْضُهُمْ يَخَافُ أَنْ يَخْسَرَ تَعْيِينَهُ. أَمَّا آخَرُونَ فَيَخَافُونَ أَنْ تَخْرُجَ ٱلْأُمُورُ عَنْ سَيْطَرَتِهِمْ، وَهُمْ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأَصْغَرَ سِنًّا لَنْ يُنْجِزُوا ٱلْمُهِمَّاتِ كَمَا يَجِبُ. وَهُنَاكَ مَنْ يَقُولُ أَنْ لَا وَقَتَ لَدَيْهِ لِتَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ. وَلٰكِنْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، يَلْزَمُ أَنْ يَتَحَلَّى ٱلشَّبَابُ بِٱلصَّبْرِ عِنْدَمَا لَا يُعْطَوْنَ مَسْؤُولِيَّاتٍ إِضَافِيَّةً.
٥ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٥ فَكَيْفَ يُدَرِّبُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا ٱلْإِخْوَةَ ٱلشَّبَابَ عَلَى تَوَلِّي مَسْؤُولِيَّاتٍ إِضَافِيَّةٍ؟ وَلِمَ هٰذَا مُهِمٌّ جِدًّا؟ (٢ تي ٢:٢) بِٱلْمُقَابِلِ، لِمَ عَلَى ٱلشُّبَّانِ أَنْ يَحْتَرِمُوا ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأَكْثَرَ خِبْرَةً، فِيمَا يَعْمَلُونَ مَعَهُمْ وَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمْ؟ سَنُجِيبُ فِي ٱلْمَقَالَةِ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ. وَلٰكِنْ لِنَرَ أَوَّلًا كَيْفَ هَيَّأَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ ٱبْنَهُ لِتَوَلِّي مَسْؤُولِيَّةٍ مُهِمَّةٍ.
دَاوُدُ دَعَمَ سُلَيْمَانَ
٦ مَاذَا أَرَادَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ أَنْ يَفْعَلَ، وَلٰكِنْ بِمَ أَجَابَهُ يَهْوَهُ؟
٦ قَضَى دَاوُدُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً هَارِبًا مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ. وَلٰكِنْ لَمَّا أَصْبَحَ مَلِكًا، تَغَيَّرَتْ حَيَاتَهُ كُلِّيًّا. فَٱسْتَقَرَّ وَسَكَنَ فِي بَيْتٍ مُرِيحٍ. إِلَّا أَنَّ سَعَادَتَهُ لَمْ ١ اخ ١٧:١-٤، ٨، ١١، ١٢؛ ٢٩:١.
تَكْتَمِلْ. فَهُوَ، كَمَا قَالَ لِنَاثَانَ ٱلنَّبِيِّ، «سَاكِنٌ فِي بَيْتٍ مِنْ أَرْزٍ، وَتَابُوتُ عَهْدِ يَهْوَهَ تَحْتَ ٱلشُّقَقِ [أَيِ فِي خَيْمَةٍ]». لِذَا أَرَادَ أَنْ يَبْنِيَ هَيْكَلًا لِيَهْوَهَ. فَأَجَابَهُ نَاثَانُ: «اِفْعَلْ كُلَّ مَا فِي قَلْبِكَ، لِأَنَّ ٱللهَ مَعَكَ». وَلٰكِنْ لَمْ تَكُنْ هٰذِهِ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ. لِذَا طَلَبَ مِنْ نَاثَانَ أَنْ يُخْبِرَ دَاوُدَ: «لَسْتَ أَنْتَ ٱلَّذِي تَبْنِي لِي بَيْتًا لِلسُّكْنَى». فَمَعَ أَنَّ يَهْوَهَ أَكَّدَ لِدَاوُدَ أَنَّهُ سَيَسْتَمِرُّ فِي مُبَارَكَتِهِ، أَوْكَلَ إِلَى سُلَيْمَانَ مَسْؤُولِيَّةَ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ. فَمَاذَا فَعَلَ دَاوُدُ؟ —٧ مَاذَا فَعَلَ دَاوُدُ حِينَ تَلَقَّى تَوْجِيهَ يَهْوَهَ؟
٧ لَا بُدَّ أَنَّ هٰذَا ٱلرَّدَّ خَيَّبَ أَمَلَ دَاوُدَ كَثِيرًا. فَقَدْ أَرَادَ بِشِدَّةٍ أَنْ يَبْنِيَ هَيْكَلًا لِيَهْوَهَ. رَغْمَ ذٰلِكَ، دَعَمَ كَامِلًا ٱلْمَشْرُوعَ ٱلَّذِي سَيُشْرِفُ عَلَيْهِ سُلَيْمَانُ. فَنَظَّمَ ٱلْعُمَّالَ، وَجَمَعَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَٱلنُّحَاسَ وَٱلْحَدِيدَ وَخَشَبَ ٱلْأَرْزِ. وَلَمْ يُبَالِ أَنَّ ٱلْفَضْلَ سَيَرْجِعُ إِلَى سُلَيْمَانَ وَأَنَّ ٱلْهَيْكَلَ سَيُدْعَى بِٱسْمِهِ. بَلْ شَجَّعَهُ قَائِلًا: «اَلْآنَ يَا ٱبْنِي، لِيَكُنْ يَهْوَهُ مَعَكَ فَتَنْجَحَ وَتَبْنِيَ بَيْتَ يَهْوَهَ إِلٰهِكَ، كَمَا تَكَلَّمَ عَنْكَ». — ١ اخ ٢٢:١١، ١٤-١٦.
٨ لِمَاذَا شَعَرَ دَاوُدُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ سُلَيْمَانَ غَيْرُ مُؤَهَّلٍ، وَمَاذَا فَعَلَ رَغْمَ ذٰلِكَ؟
٨ اقرأ ١ اخبار الايام ٢٢:٥. رُبَّمَا شَعَرَ دَاوُدُ أَنَّ سُلَيْمَانَ غَيْرُ مُؤَهَّلٍ لِلْإِشْرَافِ عَلَى مَشْرُوعٍ بِهٰذِهِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. فَٱلْهَيْكَلُ كَانَ «عَظِيمًا لِلْغَايَةِ»، وَسُلَيْمَانُ ‹صَغِيرًا› وَبِلَا خِبْرَةٍ. مَعَ ذٰلِكَ، وَثِقَ دَاوُدُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُسَاعِدُ ٱبْنَهُ عَلَى إِنْجَازِ ٱلْعَمَلِ. أَمَّا هُوَ، فَفَعَلَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِ لِيَدْعَمَهُ، وَهَيَّأَ كَمِّيَّةً كَبِيرَةً مِنْ مَوَادِّ ٱلْبِنَاءِ.
اِفْرَحْ بِتَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ
٩ لِمَ يَفْرَحُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا حِينَ يُسَلِّمُونَ مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ إِلَى ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٩ نُدْرِكُ جَمِيعًا أَنَّ عَمَلَ يَهْوَهَ هُوَ أَهَمُّ عَمَلٍ ٱلْيَوْمَ. وَمَا يُسَاعِدُ عَلَى إِنْجَازِهِ هُوَ تَدْرِيبُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا. لِذَا لَا يَحْزَنُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا حِينَ يُسَلِّمُونَهُمْ بَعْضًا مِنْ مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ. بَلْ يَفْرَحُونَ كَثِيرًا بِتَدْرِيبِهِمْ وَبِرُؤْيَتِهِمْ يَتَوَلَّوْنَ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أَبًا يُعَلِّمُ ٱبْنَهُ قِيَادَةَ ٱلسَّيَّارَةِ. فَٱلِٱبْنُ فِي صِغَرِهِ يَكْتَفِي بِمُرَاقَبَةِ أَبِيهِ. ثُمَّ عِنْدَمَا يَكْبُرُ قَلِيلًا، يُوضِحُ لَهُ أَبُوهُ مَا يَقُومُ بِهِ خُطْوَةً فَخُطْوَةً. وَلَاحِقًا، يَحْصُلُ ٱلِٱبْنُ عَلَى ٱلرُّخْصَةِ وَيَبْدَأُ بِقِيَادَةِ ٱلسَّيَّارَةِ. مَعَ ذٰلِكَ، يَسْتَمِرُّ ٱلْأَبُ فِي تَقْدِيمِ ٱلنُّصْحِ لَهُ. وَأَحْيَانًا يَتَنَاوَبَانِ عَلَى ٱلْقِيَادَةِ. وَلٰكِنْ عِنْدَمَا يَتَقَدَّمُ ٱلْأَبُ فِي
ٱلسِّنِّ، يَتَوَلَّى ٱلِٱبْنُ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ مُعْظَمَ ٱلْوَقْتِ. فَهَلْ يَحْزَنُ ٱلْأَبُ ٱلْحَكِيمُ وَيَشْعُرُ أَنَّهُ يَفْقِدُ ٱلسَّيْطَرَةَ؟ طَبْعًا لَا، بَلْ يَفْرَحُ أَنَّ ٱبْنَهُ يُقَدِّمُ لَهُ هٰذِهِ ٱلْمُسَاعَدَةَ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يَشْعُرُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا بِٱلْفَخْرِ حِينَ يَتَوَلَّى ٱلشُّبَّانُ ٱلَّذِينَ دَرَّبُوهُمْ مَسْؤُولِيَّاتٍ ثِيُوقْرَاطِيَّةً.١٠ كَيْفَ نَظَرَ مُوسَى إِلَى ٱلْمَجْدِ وَٱلسُّلْطَةِ؟
١٠ إِلَّا أَنَّ ٱلْغَيْرَةَ قَدْ تَتَسَلَّلُ إِلَى قُلُوبِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا. لِذَا يَحْسُنُ بِهِمْ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِرَدِّ فِعْلِ مُوسَى حِينَ بَدَأَ بَعْضُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ يَتَصَرَّفُونَ كَٱلْأَنْبِيَاءِ. (اقرإ العدد ١١:٢٤-٢٩.) فَقَدْ أَرَادَ يَشُوعُ أَنْ يَمْنَعَهُمْ، لٰكِنَّ مُوسَى قَالَ لَهُ: «أَتَغَارُ أَنْتَ لِي؟ لَا تَغَرْ. يَا لَيْتَ كُلَّ شَعْبِ يَهْوَهَ أَنْبِيَاءُ، فَيَجْعَلَ يَهْوَهُ رُوحَهُ عَلَيْهِمْ!». فَمُوسَى عَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ يُوَجِّهُ ٱلْعَمَلَ. وَبَدَلَ أَنْ يَطْلُبَ ٱلْمَجْدَ لِنَفْسِهِ، أَرَادَ أَنْ يَنَالَ كُلُّ خُدَّامِ يَهْوَهَ مَسْؤُولِيَّاتٍ رُوحِيَّةً. فَهَلْ نَفْرَحُ نَحْنُ أَيْضًا حِينَ يَنَالُ ٱلْآخَرُونَ تَعْيِينَاتٍ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟
١١ كَيْفَ شَعَرَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ حِينَ تَغَيَّرَ تَعْيِينُهُ؟
١١ تَضُمُّ ٱلْجَمَاعَاتُ ٱلْيَوْمَ إِخْوَةً كَثِيرِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ بِٱجْتِهَادٍ مِنْ عَشَرَاتِ ٱلسِّنِينَ. وَهُمْ يُدَرِّبُونَ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأَصْغَرَ سِنًّا لِيَتَوَلَّوْا مَسْؤُولِيَّاتٍ إِضَافِيَّةً. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ بِيتِرَ ٱلَّذِي أَمْضَى أَكْثَرَ مِنْ ٧٤ سَنَةً فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. وَهُوَ يَخْدُمُ فِي أَحَدِ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ بِأُورُوبَّا مُنْذُ ٣٥ سَنَةً. وَكَانَ فِي ٱلسَّابِقِ نَاظِرَ قِسْمِ ٱلْخِدْمَةِ. أَمَّا ٱلْآنَ، فَيَهْتَمُّ بِهٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ أَخٌ أَصْغَرُ سِنًّا ٱسْمُهُ بُول خَدَمَ مَعَهُ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً. وَعِنْدَمَا سُئِلَ بِيتِر عَنْ شُعُورِهِ حِينَ تَغَيَّرَ تَعْيِينُهُ، أَجَابَ: «أَنَا سَعِيدٌ جِدًّا بِوُجُودِ إِخْوَةٍ مُؤَهَّلِينَ لِتَوَلِّي ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ. وَيَسُرُّنِي أَنَّهُمْ يُتَمِّمُونَهَا عَلَى أَحْسَنِ مَا يُرَامُ».
قَدِّرِ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا
١٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْمَلِكِ رَحُبْعَامَ؟
١٢ بَعْدَمَا أَصْبَحَ رَحُبْعَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ مَلِكًا، ٱسْتَشَارَ ٱلشُّيُوخَ لِيَعْرِفَ كَيْفَ يَهْتَمُّ بِمَسْؤُولِيَّاتِهِ. وَلٰكِنْ عِوَضَ سَمَاعِ مَشُورَتِهِمِ، ٱتَّبَعَ مَشُورَةَ ٱلشُّبَّانِ ٱلَّذِينَ كَبِرُوا مَعَهُ، مِمَّا أَدَّى إِلَى نَتِيجَةٍ مَأْسَاوِيَّةٍ. (٢ اخ ١٠:٦-١١، ١٩) فَمَاذَا تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ؟ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَطْلُبَ نَصِيحَةَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْأَكْثَرِ خِبْرَةً. فَيَجِبُ أَنْ يَحْتَرِمَ ٱلشُّبَّانُ رَأْيَهُمْ، مَعَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا مُلْزَمِينَ بِٱتِّبَاعِ ٱلْأَسَالِيبِ ٱلسَّابِقَةِ.
١٣ كَيْفَ يَتَعَاوَنُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلشَّبَابُ مَعَ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا؟
١٣ هٰذَا وَإِنَّ بَعْضَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلشُّبَّانِ يُعَيَّنُونَ نُظَّارًا عَلَى إِخْوَةٍ أَكْبَرَ سِنًّا. رَغْمَ ذٰلِكَ، يَحْسُنُ بِهِمْ أَنْ يَسْتَفِيدُوا مِنْ حِكْمَةِ وَخِبْرَةِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا قَبْلَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ. يَقُولُ بُولُ ٱلْمَذْكُورُ سَابِقًا: «أَطْلُبُ دَائِمًا نَصِيحَةَ بِيتِر، وَأُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ فِي قِسْمِنَا عَلَى ذٰلِكَ».
١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلتَّعَاوُنِ بَيْنَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ وَتِيمُوثَاوُسَ؟
١٤ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلشَّابَّ تِيمُوثَاوُسَ ٱلَّذِي خَدَمَ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً مَعَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ. (اقرأ فيلبي ٢:٢٠-٢٢.) فَقَدْ كَتَبَ بُولُسُ عَنْهُ إِلَى ٱلْإِخْوَةِ فِي كُورِنْثُوسَ: «أَنَا مُرْسِلٌ إِلَيْكُمْ تِيمُوثَاوُسَ، إِذْ هُوَ وَلَدِي ٱلْحَبِيبُ وَٱلْأَمِينُ فِي ٱلرَّبِّ، فَهُوَ يُذَكِّرُكُمْ بِطُرُقِي فِي خِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، كَمَا أُعَلِّمُ فِي كُلِّ مَكَانٍ فِي كُلِّ جَمَاعَةٍ». (١ كو ٤:١٧) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُمَا تَعَاوَنَا مَعًا وَدَعَمَ وَاحِدُهُمَا ٱلْآخَرَ. وَصَرَفَ بُولُسُ وَقْتًا فِي تَعْلِيمِ هٰذَا ٱلشَّابِّ ‹طُرُقَهُ فِي خِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِ›. فَتَلَقَّى تَدْرِيبًا جَيِّدًا، وَكَسَبَ مَحَبَّةَ مُعَلِّمِهِ. لِذَا وَثِقَ بُولُسُ أَنَّهُ سَيَهْتَمُّ جَيِّدًا بِٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ فِي كُورِنْثُوسَ. وَمِثْلَ بُولُسَ، يَحْسُنُ بِٱلشُّيُوخِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يُدَرِّبُوا رِجَالًا لِيَتَوَلَّوُا ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
لِكُلٍّ مِنَّا دَوْرٌ مُهِمٌّ
١٥ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا رُومَا ١٢:٣-٥ أَنْ نَتَأَقْلَمَ مَعَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ؟
١٥ نَحْنُ نَعِيشُ ٱلْيَوْمَ فِي مَرْحَلَةٍ حَاسِمَةٍ. وَٱلْجُزْءُ ٱلْأَرْضِيُّ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ يَنْمُو فِي نَوَاحٍ عَدِيدَةٍ. وَهٰذَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلْمَزِيدِ وَٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ. وَبَعْضُ هٰذِهِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ يُؤَثِّرُ فِينَا شَخْصِيًّا، وَٱلتَّأَقْلُمُ مَعَهَا لَيْسَ سَهْلًا. وَلٰكِنْ يَلْزَمُ أَنْ نَبْقَى مُتَوَاضِعِينَ وَنُفَكِّرَ فِي عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ، لَا فِي مَصْلَحَتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ. وَهٰكَذَا نُحَافِظُ عَلَى وَحْدَتِنَا. كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا: «أَقُولُ لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ أَلَّا يُفَكِّرَ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ، بَلْ أَنْ يُفَكِّرَ بِرَزَانَةٍ، كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا قَسَّمَ لَهُ ٱللهُ مِقْدَارًا مِنَ ٱلْإِيمَانِ. فَكَمَا أَنَّ لَنَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ أَعْضَاءً كَثِيرَةً، وَلٰكِنْ لَيْسَ لِجَمِيعِ ٱلْأَعْضَاءِ ٱلْعَمَلُ عَيْنُهُ، فَكَذٰلِكَ نَحْنُ ٱلْكَثِيرِينَ جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ». — رو ١٢:٣-٥.
١٦ كَيْفَ يُحَافِظُ كُلُّ مَسِيحِيٍّ عَلَى ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ؟
١٦ إِذًا بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ ظُرُوفِنَا، لِنَعْمَلْ مَعًا وَنَدْعَمْ عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ. فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يُدَرِّبَ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا ٱلْإِخْوَةَ ٱلشُّبَّانَ. وَٱلشُّبَّانُ بِدَوْرِهِمْ يَلْزَمُ أَنْ يَتَحَمَّلُوا مَسْؤُولِيَّاتٍ إِضَافِيَّةً، يَكُونُوا مُحْتَشِمِينَ، وَيَحْتَرِمُوا ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا. أَمَّا ٱلزَّوْجَاتُ، فَلْيَتَمَثَّلْنَ بِبِرِيسْكِلَّا ٱلَّتِي رَافَقَتْ زَوْجَهَا أَكِيلَا وَدَعَمَتْهُ عِنْدَمَا تَغَيَّرَتْ ظُرُوفُهُمَا. — اع ١٨:٢.
١٧ كَيْفَ وَثِقَ يَسُوعُ بِتَلَامِيذِهِ، وَبِأَيِّ هَدَفٍ دَرَّبَهُمْ؟
١٧ وَأَفْضَلُ مِثَالٍ فِي تَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ خِدْمَتَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ سَتَنْتَهِي، وَأَنَّ تَلَامِيذَهُ سَيُوَاصِلُونَ ٱلْعَمَلَ مِنْ بَعْدِهِ. وَوَثِقَ بِهِمْ رَغْمَ نَقْصِهِمْ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ سَيَعْمَلُونَ أَعْمَالًا أَعْظَمَ مِنْ أَعْمَالِهِ. (يو ١٤:١٢) لِذٰلِكَ دَرَّبَهُمْ جَيِّدًا. وَهٰكَذَا ٱسْتَطَاعُوا أَنْ يَنْشُرُوا ٱلْبِشَارَةَ فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَعْرُوفِ آنَذَاكَ. — كو ١:٢٣.
١٨ أَيُّ مُسْتَقْبَلٍ يَنْتَظِرُ خُدَّامَ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءَ؟ وَأَيُّ عَمَلٍ مُهِمٍّ لَدَيْنَا ٱلْآنَ؟
١٨ وَبَعْدَمَا قَدَّمَ يَسُوعُ حَيَاتَهُ فِدْيَةً، أَقَامَهُ ٱللهُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَعَيَّنَ لَهُ أَعْمَالًا إِضَافِيَّةً. كَمَا أَعْطَاهُ سُلْطَةً «فَوْقَ كُلِّ حُكُومَةٍ وَسُلْطَةٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ». (اف ١:١٩-٢١) وَمَاذَا عَنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ؟ حَتَّى لَوْ مُتْنَا أُمَنَاءَ قَبْلَ هَرْمَجِدُّونَ، فَسَيُقِيمُنَا يَهْوَهُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ فِي عَالَمِهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْبَارِّ. وَسَنَنْشَغِلُ هُنَاكَ بِٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمُفِيدَةِ. أَمَّا ٱلْآنَ، فَلَدَيْنَا جَمِيعًا عَمَلٌ مُهِمٌّ جِدًّا، أَلَا وَهُوَ عَمَلُ ٱلْبِشَارَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ. فَلْنَبْقَ صِغَارًا وَكِبَارًا ‹مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ أَنَّ كَدَّنَا لَيْسَ عَبَثًا فِي ٱلرَّبِّ›. — ١ كو ١٥:٥٨.