اي محبة تجلب السعادة الحقيقية؟
«سَعِيدٌ هُوَ ٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي إِلٰهُهُ يَهْوَهُ!». — مز ١٤٤:١٥.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٧٥، ٧٣
١ مَا ٱلْمُمَيَّزُ فِي زَمَنِنَا؟
نَعِيشُ فِي فَتْرَةٍ مُمَيَّزَةٍ مِنَ ٱلتَّارِيخِ. فَكَمَا أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ، يَجْمَعُ يَهْوَهُ ‹جَمْعًا كَثِيرًا مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱلْأَلْسِنَةِ›. وَهٰؤُلَاءِ يُشَكِّلُونَ «أُمَّةً قَوِيَّةً» وَسَعِيدَةً مِنْ أَكْثَرَ مِنْ ٨ مَلَايِينِ شَخْصٍ «يُؤَدُّونَ لَهُ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً نَهَارًا وَلَيْلًا». (رؤ ٧:٩، ١٥؛ اش ٦٠:٢٢) وَلِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى فِي ٱلتَّارِيخِ، يُظْهِرُ هٰذَا ٱلْعَدَدُ ٱلْكَبِيرُ مِنَ ٱلنَّاسِ ٱلْمَحَبَّةَ لِلهِ وَٱلْقَرِيبِ.
٢ بِمَ يَتَّصِفُ ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْبَعِيدُونَ عَنِ ٱللهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٢ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْبَعِيدِينَ عَنِ ٱللهِ سَيَتَّصِفُونَ بِمَحَبَّةٍ فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا، مَحَبَّةٍ تُلَوِّثُهَا ٱلْأَنَانِيَّةُ. فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ كَتَبَ أَنَّ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ يَكُونُونَ «مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ»، «مُحِبِّينَ لِلْمَالِ»، وَ «مُحِبِّينَ لِلْمَلَذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ لِلهِ». (٢ تي ٣:١-٤) وَمَحَبَّتُهُمْ هٰذِهِ هِيَ عَكْسُ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَهِيَ لَا تَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلَّتِي يَتَمَنَّاهَا ٱلنَّاسُ، بَلْ تَخْلُقُ مُجْتَمَعًا أَنَانِيًّا مَلِيئًا بِٱلْمَشَاكِلِ.
٣ عَمَّ تَتَحَدَّثُ ٱلْمَقَالَةُ، وَلِمَ هٰذَا ضَرُورِيٌّ؟
٢ تي ٣:٥) وَمَعَ أَنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَقْطَعَ كُلَّ صِلَةٍ بِهٰؤُلَاءِ ٱلنَّاسِ، نَقْدِرُ أَنْ نَتَجَنَّبَ مَوَاقِفَهُمْ وَنُرْضِيَ يَهْوَهَ. لِنُقَارِنْ إِذًا بَيْنَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي يُشَجِّعُنَا عَلَيْهَا ٱللهُ وَتِلْكَ ٱلْمَوْصُوفَةِ فِي ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:٢-٤، ثُمَّ نَفْحَصْ أَنْفُسَنَا عَلَى ضَوْءِ هٰذِهِ ٱلْمَعْلُومَاتِ. وَهٰكَذَا نَتَعَلَّمُ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي تَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ.
٣ عَرَفَ بُولُسُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ سَتَنْتَشِرُ وَتُشَكِّلُ خَطَرًا عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَنَصَحَهُمْ أَنْ ‹يُعْرِضُوا›، أَوْ يَبْتَعِدُوا، عَنِ ٱلَّذِينَ يُظْهِرُونَهَا. (مَحَبَّةُ ٱللهِ أَمْ مَحَبَّةُ ٱلنَّفْسِ؟
٤ لِمَ لَيْسَتْ مَحَبَّةُ ٱلنَّفْسِ خَطَأً بِحَدِّ ذَاتِهَا؟
٤ كَتَبَ بُولُسُ أَنَّ «ٱلنَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ». فَهَلْ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ نُحِبَّ أَنْفُسَنَا؟ كَلَّا. فَهٰذِهِ حَاجَةٌ طَبِيعِيَّةٌ خَلَقَهَا فِينَا يَهْوَهُ. وَيَسُوعُ قَالَ: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». (مر ١٢:٣١) فَإِذَا لَمْ نُحِبَّ أَنْفُسَنَا، فَكَيْفَ نُحِبُّ قَرِيبَنَا؟! كَمَا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ: «يَجِبُ عَلَى ٱلْأَزْوَاجِ أَنْ يُحِبُّوا زَوْجَاتِهِمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ زَوْجَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ، فَمَا مِنْ أَحَدٍ أَبْغَضَ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيَحْنُو عَلَيْهِ». (اف ٥:٢٨، ٢٩) إِذًا، مَحَبَّةُ ٱلنَّفْسِ لَيْسَتْ خَطَأً بِحَدِّ ذَاتِهَا.
٥ مَا صِفَاتُ ٱلَّذِينَ ‹يُحِبُّونَ أَنْفُسَهُمْ›؟
٥ لٰكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي تَصِفُهَا ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:٢ مُخْتَلِفَةٌ. فَهِيَ مَحَبَّةٌ مُشَوَّهَةٌ تُلَوِّثُهَا ٱلْأَنَانِيَّةُ. لِذٰلِكَ نَرَى ٱلنَّاسَ يُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ زِيَادَةً عَنِ ٱللُّزُومِ. (اقرأ روما ١٢:٣.) وَهُمْ لَا يَهْتَمُّونَ إِلَّا بِمَصْلَحَتِهِمْ. وَحِينَ تَسُوءُ ٱلْأُمُورُ، يَلُومُونَ ٱلْآخَرِينَ بَدَلَ أَنْ يَتَحَمَّلُوا ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ. وَأَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُشَبِّهُهُمْ بِٱلْقُنْفُذِ ٱلَّذِي «يَلُفُّ جِسْمَهُ مِثْلَ ٱلْكُرَةِ. فَيَحْتَفِظُ لِنَفْسِهِ بِٱلْفَرْوِ ٱلنَّاعِمِ ٱلدَّافِئِ، وَيُبْرِزُ أَشْوَاكَهُ لِلْآخَرِينَ». لٰكِنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصَ لَا يَشْعُرُونَ بِسَعَادَةٍ حَقِيقِيَّةٍ.
٦ مَاذَا يَنْتِجُ عَنْ مَحَبَّةِ ٱللهِ؟
٦ يَعْتَقِدُ عُلَمَاءُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ بُولُسَ ذَكَرَ مَحَبَّةَ ٱلنَّفْسِ أَوَّلًا لِأَنَّهَا تُنْتِجُ بَاقِيَ ٱلصِّفَاتِ ٱلسَّيِّئَةِ. أَمَّا ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي يُشَجِّعُنَا عَلَيْهَا يَهْوَهُ، فَتُنْتِجُ صِفَاتٍ جَيِّدَةً. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَرْبِطُهَا بِٱلْفَرَحِ وَٱلسَّلَامِ وَٱلصَّبْرِ وَٱللُّطْفِ وَٱلصَّلَاحِ وَٱلْإِيمَانِ وَٱلْوَدَاعَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ. (غل ٥:٢٢، ٢٣) كَمَا كَتَبَ دَاوُدُ: «سَعِيدٌ هُوَ ٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي إِلٰهُهُ يَهْوَهُ!». (مز ١٤٤:١٥) فَخُدَّامُ يَهْوَهَ سُعَدَاءُ مِثْلَ إِلٰهِهِمْ. وَيَفْرَحُونَ حِينَ يُضَحُّونَ مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ، بِعَكْسِ ٱلْأَنَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَا يَهْتَمُّونَ إِلَّا بِمَصْلَحَتِهِمْ. — اع ٢٠:٣٥.
٧ كَيْفَ نَفْحَصُ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ؟
٧ كَيْفَ نَتَأَكَّدُ أَنَّ مَحَبَّتَنَا لِأَنْفُسِنَا لَيْسَتْ أَقْوَى مِنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ؟ تَنْصَحُنَا فِيلِبِّي ٢:٣، ٤ أَنْ ‹نَعْتَبِرَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَنَا، غَيْرَ نَاظِرِينَ بِٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ إِلَى أُمُورِنَا ٱلْخَاصَّةِ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا بِٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ إِلَى تِلْكَ ٱلَّتِي لِلْآخَرِينَ›. فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أُطَبِّقُ هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةَ فِي حَيَاتِي وَأَسْعَى لِفِعْلِ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ؟ وَهَلْ أَسْتَغِلُّ ٱلْفُرَصَ لِأُسَاعِدَ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلَّذِينَ أَلْتَقِيهِمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟›. لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ يَتَطَلَّبُ بَذْلَ ٱلْجُهْدِ وَٱلتَّضْحِيَةَ بِأُمُورٍ نُحِبُّهَا. وَلٰكِنْ لَا شَيْءَ يُفْرِحُنَا أَكْثَرَ مِنْ إِرْضَاءِ سَيِّدِ ٱلْكَوْنِ.
٨ مَاذَا فَعَلَ ٱلْبَعْضُ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلهِ؟
٨ تَدْفَعُ مَحَبَّةُ ٱللهِ ٱلْبَعْضَ أَنْ يَتَخَلَّوْا عَنْ مِهْنَةٍ مُرْبِحَةٍ لِيَزِيدُوا خِدْمَتَهُمْ. وَهٰذَا مَا فَعَلَتْهُ إِرِيكَا، طَبِيبَةٌ تَعِيشُ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ. فَبَدَلَ أَنْ تَجْعَلَ مِهْنَتَهَا هَمَّهَا ٱلْأَوَّلَ، صَارَتْ فَاتِحَةً عَادِيَّةً وَخَدَمَتْ مَعَ زَوْجِهَا فِي بُلْدَانٍ مُخْتَلِفَةٍ. تَتَذَكَّرُ: «مَرَرْنَا بِٱخْتِبَارَاتٍ جَمِيلَةٍ أَثْنَاءَ ٱلْخِدْمَةِ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ. وَكَسَبْنَا ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلصَّدَاقَاتِ. أَنَا لَا أَزَالُ أَعْمَلُ كَطَبِيبَةٍ. لٰكِنِّي أُخَصِّصُ مُعْظَمَ وَقْتِي وَطَاقَتِي لِأَدْعَمَ ٱلْجَمَاعَةَ، وَأُسَاعِدَ ٱلنَّاسَ أَنْ يُشْفَوْا رُوحِيًّا. وَهٰذَا هُوَ مَا يُفْرِحُنِي».
كُنُوزٌ فِي ٱلسَّمَاءِ أَمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
٩ لِمَ مَحَبَّةُ ٱلْمَالِ لَا تَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ؟
٩ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلنَّاسَ يَكُونُونَ «مُحِبِّينَ لِلْمَالِ». إِلَيْكَ مَا حَدَثَ مُنْذُ بِضْعِ سَنَوَاتٍ مَعَ فَاتِحٍ فِي إِيرْلَنْدَا. فَعِنْدَمَا تَكَلَّمَ مَعَ رَجُلٍ عَنِ ٱللهِ، أَخْرَجَ ٱلرَّجُلُ مَحْفَظَتَهُ وَسَحَبَ مِنْهَا مَالًا وَقَالَ بِفَخْرٍ: «هٰذَا هُوَ إِلٰهِي!». صَحِيحٌ أَنَّ قَلِيلِينَ يَقُولُونَ ذٰلِكَ بِصَرَاحَةٍ مِثْلَهُ، لٰكِنَّ ٱلْعَالَمَ مَلِيءٌ بِأَشْخَاصٍ يُحِبُّونَ ٱلْمَالَ وَمَا يَشْتَرِيهِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُحَذِّرُ: «مَنْ يُحِبُّ ٱلْفِضَّةَ لَا يَشْبَعُ مِنَ ٱلْفِضَّةِ، وَمَنْ يُحِبُّ ٱلثَّرْوَةَ لَا يَشْبَعُ مِنْ دَخْلٍ». (جا ٥:١٠) فَٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱلْمَالَ يَحْلُمُونَ بِٱلْمَزِيدِ دَائِمًا، وَيُفْنُونَ عُمْرَهُمْ فِي جَمْعِهِ. لٰكِنَّهُمْ لَا يَحْصُدُونَ سِوَى «أَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ». — ١ تي ٦:٩، ١٠.
١٠ مَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْغِنَى وَٱلْفَقْرِ؟
١٠ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمَالَ ضَرُورِيٌّ. وَهُوَ يُؤَمِّنُ لَنَا نَوْعًا مِنَ ٱلْحِمَايَةِ. (جا ٧:١٢) وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ نَكُونَ سُعَدَاءَ حَتَّى لَوْ لَمْ نَمْتَلِكْ سِوَى ٱلضَّرُورَاتِ. (اقرإ الجامعة ٥:١٢.) وَقَدْ طَلَبَ أَجُورُ بْنُ يَاقَةَ مِنَ ٱللهِ: «لَا تُعْطِنِي فَقْرًا وَلَا غِنًى. أَطْعِمْنِي كَفَافِي مِنَ ٱلطَّعَامِ». فَهُوَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَعِيشَ فِي فَقْرٍ شَدِيدٍ، لِئَلَّا يَدْفَعَهُ وَضْعٌ كَهٰذَا إِلَى ٱلسَّرِقَةِ وَتَعْيِيرِ ٱسْمِ يَهْوَهَ. وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، لَمْ يَرْغَبْ أَنْ يَكُونَ غَنِيًّا. لِمَاذَا؟ كَتَبَ: «لِئَلَّا أَشْبَعَ فَأُنْكِرَكَ وَأَقُولَ: ‹مَنْ هُوَ يَهْوَهُ؟›». (ام ٣٠:٨، ٩) وَفِعْلًا يَتَّكِلُ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ عَلَى ٱلْمَالِ بَدَلَ ٱللهِ.
١١ مَاذَا قَالَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْمَالِ؟
١١ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، لَا يَقْدِرُ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱلْمَالَ أَنْ يُرْضُوا يَهْوَهَ. قَالَ يَسُوعُ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِرَبَّيْنِ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلْآخَرَ، أَوْ يَلْتَصِقَ بِٱلْوَاحِدِ وَيَحْتَقِرَ ٱلْآخَرَ. لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا لِلهِ وَٱلْمَالِ». وَنَصَحَنَا: «لَا تَدَّخِرُوا بَعْدُ لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا عَلَى ٱلْأَرْضِ، حَيْثُ يُفْسِدُ عُثٌّ وَصَدَأٌ، وَحَيْثُ يَقْتَحِمُ سَارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ ٱدَّخِرُوا لِأَنْفُسِكُمْ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ، حَيْثُ لَا يُفْسِدُ عُثٌّ وَلَا صَدَأٌ، وَحَيْثُ لَا مت ٦:١٩، ٢٠، ٢٤.
يَقْتَحِمُ سَارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ». —١٢ كَيْفَ يُفِيدُنَا تَبْسِيطُ حَيَاتِنَا؟ أَعْطِ مِثَالًا.
١٢ يَجِدُ كَثِيرُونَ أَنَّ تَبْسِيطَ حَيَاتِهِمْ يَزِيدُ فَرَحَهُمْ، وَيُتِيحُ لَهُمْ أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ أَكْثَرَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، أَرَادَ جَاكُ ٱلَّذِي يَعِيشُ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ أَنْ يَنْضَمَّ إِلَى زَوْجَتِهِ فِي خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ. فَبَاعَ مَنْزِلَهُ ٱلْكَبِيرَ وَتَخَلَّى عَنْ عَمَلِهِ. قَالَ: «لَمْ يَكُنْ سَهْلًا أَنْ نَبِيعَ مَنْزِلَنَا ٱلْجَمِيلَ وَأَرْضَنَا فِي ٱلرِّيفِ. وَلٰكِنْ طَوَالَ سَنَوَاتٍ، كُنْتُ أَرْجِعُ حَزِينًا إِلَى ٱلْبَيْتِ بِسَبَبِ ٱلْمَشَاكِلِ فِي ٱلْعَمَلِ. أَمَّا زَوْجَتِي فَتَرْجِعُ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ سَعِيدَةً جِدًّا، وَتَقُولُ: ‹لَدَيَّ أَفْضَلُ مُدِيرٍ›. فَٱنْضَمَمْتُ إِلَيْهَا وَٱلْيَوْمَ نَعْمَلُ نَحْنُ ٱلِٱثْنَيْنِ عِنْدَ يَهْوَهَ».
١٣ كَيْفَ نَتَأَكَّدُ أَنَّ نَظْرَتَنَا إِلَى ٱلْمَالِ مُتَّزِنَةٌ؟
١٣ وَكَيْفَ تُقَيِّمُ نَظْرَتَكَ إِلَى ٱلْمَالِ؟ اِسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أُصَدِّقُ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْمَالِ وَأُطَبِّقُ مَشُورَتَهُ؟ هَلْ كُلُّ هَمِّي أَنْ أَجْمَعَ ٱلْمَالَ؟ هَلْ أَضَعُ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ قَبْلَ عَلَاقَتِي بِيَهْوَهَ وَٱلنَّاسِ؟ وَهَلْ أَنَا وَاثِقٌ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُؤَمِّنُ حَاجَاتِي؟›. تَأَكَّدْ أَنَّ يَهْوَهَ لَنْ يُخَيِّبَكَ إِذَا ٱتَّكَلْتَ عَلَيْهِ. — مت ٦:٣٣.
مَحَبَّةُ يَهْوَهَ أَمْ مَحَبَّةُ ٱلْمَلَذَّاتِ؟
١٤ مَا هِيَ ٱلنَّظْرَةُ ٱلصَّحِيحَةُ إِلَى ٱلْمَلَذَّاتِ؟
١٤ أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَيْضًا أَنَّ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ يَكُونُونَ «مُحِبِّينَ لِلْمَلَذَّاتِ». كَمَا رَأَيْنَا، لَا مُشْكِلَةَ أَنْ نُحِبَّ أَنْفُسَنَا بِٱتِّزَانٍ، أَوْ أَنْ نَجْنِيَ ٱلْمَالَ لِنُؤَمِّنَ مَعِيشَتَنَا. وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْمَلَذَّاتِ. فَيَهْوَهُ لَا يُرِيدُ أَنْ نَعِيشَ حَيَاةَ حِرْمَانٍ دُونَ أَيِّ نَشَاطَاتٍ مُمْتِعَةٍ. يُشَجِّعُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اِذْهَبْ كُلْ طَعَامَكَ بِفَرَحٍ، وَٱشْرَبْ خَمْرَكَ بِقَلْبٍ طَيِّبٍ». — جا ٩:٧.
١٥ إِلَى مَنْ تُشِيرُ عِبَارَةُ «مُحِبِّينَ لِلْمَلَذَّاتِ»؟
٢ تِيمُوثَاوُس ٣:٤ تَصِفُ أَشْخَاصًا يُحِبُّونَ ٱلْمَلَذَّاتِ دُونَ أَنْ يَتْرُكُوا مَكَانًا لِلهِ فِي حَيَاتِهِمْ. فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ لَمْ يَقُلْ إِنَّهُمْ يُحِبُّونَ ٱلْمَلَذَّاتِ أَكْثَرَ مِنَ ٱللهِ، بَلْ «دُونَ مَحَبَّةٍ لِلهِ». وَهٰذَا تَحْذِيرٌ قَوِيٌّ لِمُحِبِّي ٱلْمَلَذَّاتِ ٱلَّذِينَ «تَجْرُفُهُمْ . . . لَذَّاتُ ٱلْحَيَاةِ». — لو ٨:١٤.
١٥ إِلَّا أَنَّ١٦، ١٧ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ لَنَا يَسُوعُ؟
١٦ أَظْهَرَ لَنَا يَسُوعُ كَيْفَ نَنْظُرُ بِٱتِّزَانٍ إِلَى ٱلْمَلَذَّاتِ. فَقَدْ حَضَرَ «وَلِيمَةَ عُرْسٍ» وَ «وَلِيمَةَ ٱسْتِقْبَالٍ كَبِيرَةً». (يو ٢:١-١٠؛ لو ٥:٢٩) وَفِي ٱلْعُرْسِ حَوَّلَ ٱلْمَاءَ بِأُعْجُوبَةٍ إِلَى خَمْرٍ، لِأَنَّ كَمِّيَّتَهَا لَمْ تَكُنْ كَافِيَةً. وَعِنْدَمَا ٱنْتَقَدَهُ ٱلْبَعْضُ لِأَنَّهُ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، أَدَانَ نَظْرَتَهُمْ غَيْرَ ٱلْمُتَّزِنَةِ. — لو ٧:٣٣-٣٦.
١٧ لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يُرَكِّزْ عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ بِحَيَاتِهِ. بَلْ وَضَعَ يَهْوَهَ أَوَّلًا وَضَحَّى مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ، حَتَّى إِنَّهُ كَانَ مُسْتَعِدًّا أَنْ يَتَعَذَّبَ وَيَمُوتَ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ لِيُخَلِّصَ ٱلْبَشَرَ. وَقَالَ لِلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي ٱتِّبَاعِهِ: «سُعَدَاءُ أَنْتُمْ مَتَى عَيَّرُوكُمْ وَٱضْطَهَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ شَتَّى ٱلشُّرُورِ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَٱطْفِرُوا مِنَ ٱلْفَرَحِ، لِأَنَّ مُكَافَأَتَكُمْ عَظِيمَةٌ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هٰكَذَا ٱضْطَهَدُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُمْ». — مت ٥:١١، ١٢.
١٨ أَيُّ أَسْئِلَةٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُقَيِّمَ نَظْرَتَنَا إِلَى ٱلْمَلَذَّاتِ؟
١٨ وَكَيْفَ تَفْحَصُ مَحَبَّتَكَ لِلْمَلَذَّاتِ؟ اِسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَعْتَبِرُ ٱلتَّسْلِيَةَ أَهَمَّ مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْخِدْمَةِ؟ هَلْ أَنَا مُسْتَعِدٌّ أَنْ أُضَحِّيَ بِنَشَاطَاتٍ أُحِبُّهَا لِأَخْدُمَ يَهْوَهَ؟ وَهَلْ آخُذُ رَأْيَهُ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ حِينَ أَخْتَارُ ٱلتَّسْلِيَةَ؟›. إِذَا أَحْبَبْتَ يَهْوَهَ فِعْلًا فَلَنْ تَتَجَنَّبَ فَقَطِ ٱلتَّسْلِيَةَ ٱلَّتِي تَعْرِفُ أَنَّهُ يَكْرَهُهَا، بَلْ أَيْضًا ٱلَّتِي تَشُكُّ أَنَّهَا تُرْضِيهِ. — اقرأ متى ٢٢:٣٧، ٣٨.
اَلطَّرِيقُ إِلَى ٱلسَّعَادَةِ
١٩ مَنْ لَنْ يَشْعُرُوا أَبَدًا بِسَعَادَةٍ حَقِيقِيَّةٍ؟
١٩ يُعَانِي ٱلْبَشَرُ مُنْذُ نَحْوِ ٦ آلَافِ سَنَةٍ بِسَبَبِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، ٱلْأَرْضُ مَلِيئَةٌ بِأَشْخَاصٍ يُحِبُّونَ أَنْفُسَهُمْ وَٱلْمَالَ وَٱلْمَلَذَّاتِ. وَهٰؤُلَاءِ لَا يَهْتَمُّونَ إِلَّا بِمَصْلَحَتِهِمْ وَتَحْقِيقِ رَغَبَاتِهِمْ. لٰكِنَّهُمْ لَنْ يَشْعُرُوا أَبَدًا بِسَعَادَةٍ حَقِيقِيَّةٍ. بِٱلْمُقَابِلِ، يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «سَعِيدٌ مَنْ يَكُونُ إِلٰهُ يَعْقُوبَ مُعِينًا لَهُ، وَرَجَاؤُهُ عَلَى يَهْوَهَ إِلٰهِهِ». — مز ١٤٦:٥.
٢٠ كَيْفَ جَلَبَتْ لَكَ مَحَبَّةُ يَهْوَهَ ٱلسَّعَادَةَ؟
٢٠ نَرَى ٱلْيَوْمَ دَلِيلًا وَاضِحًا أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللهِ يَحْكُمُ وَسَيَجْلُبُ عَمَّا قَرِيبٍ بَرَكَاتٍ لَا تُوصَفُ. فَمَحَبَّةُ يَهْوَهَ تَنْمُو بَيْنَ خُدَّامِهِ، وَيَنْضَمُّ كَثِيرُونَ إِلَيْهِمْ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ. وَبِمَا أَنَّ ٱلْفَرَحَ ٱلْحَقِيقِيَّ يَأْتِي مِنْ فِعْلِ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ وَإِرْضَائِهِ، يَعِيشُ خُدَّامُهُ بِسَعَادَةٍ ٱلْآنَ وَإِلَى ٱلْأَبَدِ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُنَاقِشُ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ صِفَاتِ شَعْبِ يَهْوَهَ وَتِلْكَ ٱلَّتِي تَنْتِجُ عَنْ مَحَبَّةِ ٱلنَّفْسِ.