الذكرى توحِّد شعب الله
«هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَحْلَى أَنْ يَسْكُنَ ٱلْإِخْوَةُ مَعًا فِي وَحْدَةٍ!». — مز ١٣٣:١.
١، ٢ أَيَّةُ مُنَاسَبَةٍ فَرِيدَةٍ سَتُوَحِّدُنَا هٰذَا ٱلْعَامَ، وَلِمَاذَا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
فِي ٣١ آذَارَ (مَارِس) ٢٠١٨، سَيَحْضُرُ ٱلْمَلَايِينُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ مُنَاسَبَةً مُمَيَّزَةً. فَبَعْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ، سَيَجْتَمِعُ شُهُودُ يَهْوَهَ وَمُهْتَمُّونَ كَثِيرُونَ لِيَتَذَكَّرُوا ٱلذَّبِيحَةَ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا يَسُوعُ مِنْ أَجْلِ ٱلْبَشَرِ. وَمَا مِنْ مُنَاسَبَةٍ تُوَحِّدُ ٱلنَّاسَ مِثْلَمَا تَفْعَلُ ذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ كُلَّ سَنَةٍ.
٢ تَخَيَّلْ فَرْحَةَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ وَهُمَا يَرَيَانِ عَلَى مَدَارِ ٱلْيَوْمِ ٱلْمَلَايِينَ يَحْضُرُونَ هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةَ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَصِفُ جَمْعًا كَثِيرًا «لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱلْأَلْسِنَةِ»، وَهُمْ يَصْرُخُونَ «نَحْنُ مَدِينُونَ بِٱلْخَلَاصِ لِإِلٰهِنَا ٱلْجَالِسِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ». (رؤ ٧:٩، ١٠) وَكَمْ جَمِيلٌ أَنْ تُكْرِمَ أَعْدَادٌ هَائِلَةٌ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ فِي ٱلذِّكْرَى كُلَّ سَنَةٍ!
٣ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تُنَاقِشُهَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٣ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُجِيبُ عَنْ أَرْبَعَةِ أَسْئِلَةٍ: (١) كَيْفَ يَسْتَعِدُّ كُلٌّ مِنَّا لِلذِّكْرَى وَيَسْتَفِيدُ مِنْ حُضُورِهَا؟ (٢) كَيْفَ تُسَاهِمُ هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةُ فِي وَحْدَةِ شَعْبِ ٱللهِ؟ (٣) كَيْفَ يُقَوِّي كُلٌّ مِنَّا وَحْدَتَنَا؟ وَ (٤) هَلْ نَتَوَقَّفُ يَوْمًا عَنْ إِحْيَاءِ ٱلذِّكْرَى؟
كَيْفَ تَسْتَعِدُّ لِلذِّكْرَى وَتَسْتَفِيدُ مِنْهَا؟
٤ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَحْضُرَ ٱلذِّكْرَى؟
٤ فَكِّرْ فِي أَهَمِّيَّةِ حُضُورِ ٱلذِّكْرَى. فَٱجْتِمَاعَاتُ ٱلْجَمَاعَةِ جُزْءٌ مِنْ عِبَادَتِنَا، وَٱلذِّكْرَى هِيَ أَهَمُّ ٱجْتِمَاعٍ فِي ٱلسَّنَةِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ يُلَاحِظَانِ مَنْ يَبْذُلُ ٱلْجُهْدَ لِحُضُورِهَا. لِذَا نُرِيدُ أَنْ نُثْبِتَ لَهُمَا أَنَّنَا لَنْ نُفَوِّتَهَا، إِلَّا إِذَا مَنَعَتْنَا ظُرُوفٌ قَاهِرَةٌ. وَحِينَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِلِٱجْتِمَاعَاتِ، يَكُونُ لَدَى يَهْوَهَ سَبَبٌ إِضَافِيٌّ لِيَحْفَظَ ٱسْمَنَا فِي ‹سِفْرِ تَذْكِرَتِهِ›، أَيْ «كِتَابِ ٱلْحَيَاةِ» ٱلَّذِي يَحْتَوِي أَسْمَاءَ مَنْ سَيَنَالُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ. — مل ٣:١٦؛ رؤ ٢٠:١٥.
٥ فِي ٱلْأَسَابِيعِ ٱلَّتِي تَسْبِقُ ٱلذِّكْرَى، كَيْفَ ‹نَمْتَحِنُ أَنْفُسَنَا هَلْ نَحْنُ فِي ٱلْإِيمَانِ›؟
٥ وَفِي ٱلْأَيَّامِ ٱلَّتِي تَسْبِقُ ٱلذِّكْرَى، خَصِّصْ وَقْتًا لِتُصَلِّيَ وَتَفْحَصَ عَلَاقَتَكَ بِيَهْوَهَ. (اقرأ ٢ كورنثوس ١٣:٥.) قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ: «دَاوِمُوا عَلَى ٱمْتِحَانِ أَنْفُسِكُمْ هَلْ أَنْتُمْ فِي ٱلْإِيمَانِ». فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أُومِنُ أَنَّ هَيْئَتَنَا هِيَ ٱلْوَحِيدَةُ ٱلَّتِي ٱخْتَارَهَا يَهْوَهُ لِتَفْعَلَ مَشِيئَتَهُ؟ هَلْ أَبْذُلُ كُلَّ مَا فِي وِسْعِي لِأَكْرِزَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَأُعَلِّمَهَا لِلْآخَرِينَ؟ هَلْ تُثْبِتُ تَصَرُّفَاتِي ٱقْتِنَاعِي بِأَنَّنَا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، وَأَنَّ حُكْمَ ٱلشَّيْطَانِ يَقْتَرِبُ مِنْ نِهَايَتِهِ؟ هَلْ ثِقَتِي بِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ قَوِيَّةٌ مِثْلَمَا كَانَتْ حِينَ ٱنْتَذَرْتُ؟›. (مت ٢٤:١٤؛ ٢ تي ٣:١؛ عب ٣:١٤) سَيُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ أَنْ ‹نُدَاوِمَ عَلَى ٱخْتِبَارِ أَنْفُسِنَا›.
٦ (أ) مَاذَا نَفْعَلُ لِنَنَالَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ؟ (ب) كَيْفَ يَسْتَعِدُّ شَيْخٌ لِلذِّكْرَى كُلَّ سَنَةٍ، وَكَيْفَ تَضَعُ هَدَفًا مُمَاثِلًا؟
٦ تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مَقَالَاتٍ تُشَدِّدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلذِّكْرَى. (اقرأ يوحنا ٣:١٦؛ ١٧:٣.) فَلِكَيْ نَنَالَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ، عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ يَهْوَهَ وَنُؤْمِنَ بِٱبْنِهِ ٱلْوَحِيدِ يَسُوعَ. فَلِمَ لَا تَسْتَعِدُّ لِلْمُنَاسَبَةِ بِدَرْسِ مَوَاضِيعَ تُقَرِّبُكَ إِلَيْهِمَا؟ هٰذَا مَا يَفْعَلُهُ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ مُنْذُ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ. فَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، جَمَعَ مَقَالَاتٍ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَنِ ٱلذِّكْرَى وَمَحَبَّةِ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ لَنَا. وَمِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ، يُضِيفُ مَقَالَةً أَوِ ٱثْنَتَيْنِ إِلَى مَجْمُوعَتِهِ. وَفِي ٱلْأَسَابِيعِ ٱلَّتِي تَسْبِقُ ٱلذِّكْرَى، يَقْرَأُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَاتِ مُجَدَّدًا وَيَتَأَمَّلُ فِي أَهَمِّيَّةِ ٱلْمُنَاسَبَةِ. كَمَا يَتَمَعَّنُ فِي قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِلذِّكْرَى. وَمِنَ ٱللَّافِتِ أَنَّهُ يَتَعَلَّمُ أُمُورًا جَدِيدَةً كُلَّ سَنَةٍ. وَٱلْأَهَمُّ أَنَّ مَحَبَّتَهُ لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ تَزْدَادُ مَعَ مُرُورِ ٱلسَّنَوَاتِ. فَلِمَ لَا تَضَعُ هَدَفًا مُمَاثِلًا؟ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، تَزِيدُ مَحَبَّتَكَ وَتَقْدِيرَكَ لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ، مِمَّا يُسَاعِدُكَ أَنْ تَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلذِّكْرَى.
كَيْفَ تُسَاهِمُ ٱلذِّكْرَى فِي وَحْدَتِنَا؟
٧ (أ) مَاذَا طَلَبَ يَسُوعُ حِينَ صَلَّى لَيْلَةَ عَشَاءِ ٱلرَّبِّ؟ (ب) مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَجَابَ صَلَاةَ يَسُوعَ؟
٧ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي أَسَّسَ فِيهَا يَسُوعُ عَشَاءَ ٱلرَّبِّ، صَلَّى وَطَلَبَ أَنْ يَكُونَ أَتْبَاعُهُ جَمِيعًا مُتَّحِدِينَ، كَمَا هُوَ فِي ٱتِّحَادٍ بِأَبِيهِ. (اقرأ يوحنا ١٧:٢٠، ٢١.) وَقَدِ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةَ. فَٱلْمَلَايِينُ ٱلْيَوْمَ يُؤْمِنُونَ أَنَّهُ أَرْسَلَ يَسُوعَ. وَٱلذِّكْرَى، أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ ٱجْتِمَاعٍ آخَرَ، تُقَدِّمُ دَلِيلًا وَاضِحًا عَلَى ٱلْوَحْدَةِ بَيْنَ شُهُودِ يَهْوَهَ. فَحَوْلَ ٱلْعَالَمِ، يَجْتَمِعُ أَشْخَاصٌ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْبُلْدَانِ وَٱلْعُرُوقِ مَعًا. وَبَيْنَمَا يَسْتَغْرِبُ ٱلنَّاسُ فِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ تَجَمُّعَاتٍ كَهٰذِهِ أَوْ لَا يَتَقَبَّلُونَهَا، يَعْتَبِرُ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ وَحْدَتَنَا جَمِيلَةً جِدًّا.
٨ أَيَّةُ نُبُوَّةٍ أَعْطَاهَا ٱللهُ لِحَزْقِيَالَ؟
٨ وَنَحْنُ شَعْبَ يَهْوَهَ لَا نَتَفَاجَأُ بِٱلْوَحْدَةِ ٱلَّتِي تَجْمَعُنَا. فَيَهْوَهُ أَنْبَأَ بِهَا بِوَاسِطَةِ ٱلنَّبِيِّ حَزْقِيَالَ. فَقَدْ طَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَجْمَعَ قَضِيبَيْنِ، أَحَدُهُمَا «لِيَهُوذَا» وَٱلْآخَرُ «لِيُوسُفَ»، حَتَّى يَصِيرَا وَاحِدًا. (اقرأ حزقيال ٣٧:١٥-١٧.) وَفِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ، ذَكَرَتْ مَقَالَةُ «أَسْئِلَةٌ مِنَ ٱلْقُرَّاءِ» فِي عَدَدِ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ٢٠١٦ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ: «أَعْطَى يَهْوَهُ حَزْقِيَالَ رِسَالَةَ رَجَاءٍ وَعَدَ فِيهَا بِتَوْحِيدِ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ رَدِّهَا إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. وَهٰذِهِ ٱلرِّسَالَةُ أَنْبَأَتْ أَيْضًا بِتَوْحِيدِ شَعْبِ ٱللهِ ٱلَّذِي بَدَأَ يَحْدُثُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ».
٩ كَيْفَ نَرَى نُبُوَّةَ حَزْقِيَالَ تَتِمُّ كُلَّ سَنَةٍ فِي ٱلذِّكْرَى؟
٩ اِبْتِدَاءً مِنْ عَامِ ١٩١٩، نَظَّمَ يَهْوَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ تَدْرِيجِيًّا وَوَحَّدَهُمْ. وَهٰؤُلَاءِ يُمَثِّلُهُمْ قَضِيبُ «يَهُوذَا». وَبَعْدَ ذٰلِكَ، رَاحَ يَنْضَمُّ إِلَيْهِمِ ٱلْمَزِيدُ وَٱلْمَزِيدُ مِمَّنْ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَهٰؤُلَاءِ يُمَثِّلُهُمْ قَضِيبُ «يُوسُفَ». وَقَدْ وَعَدَ يَهْوَهُ أَنْ يَجْمَعَ ٱلْقَضِيبَيْنِ لِيَكُونَا وَاحِدًا فِي يَدِهِ. (حز ٣٧:١٩) وَبِٱلْفِعْلِ، أَصْبَحَ ٱلْمَمْسُوحُونَ وَٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ «رَعِيَّةً وَاحِدَةً». (يو ١٠:١٦؛ زك ٨:٢٣) فَٱلْيَوْمَ، يَخْدُمُ هٰذَانِ ٱلْفَرِيقَانِ يَهْوَهَ بِٱتِّحَادٍ. وَمَلِكُهُمَا وَاحِدٌ، هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلَّذِي دَعَاهُ ٱللهُ فِي نُبُوَّةِ حَزْقِيَالَ: «خَادِمِي دَاوُدَ». (حز ٣٧:٢٤، ٢٥) وَوَحْدَتُهُمَا تَظْهَرُ بِوُضُوحٍ عِنْدَمَا يَجْتَمِعَانِ فِي ٱلذِّكْرَى كُلَّ سَنَةٍ. وَلٰكِنْ كَيْفَ يُقَوِّي كُلٌّ مِنَّا هٰذِهِ ٱلْوَحْدَةَ؟
كَيْفَ نُسَاهِمُ إِفْرَادِيًّا فِي وَحْدَتِنَا؟
١٠ كَيْفَ نُقَوِّي ٱلْوَحْدَةَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ؟
١٠ أَوَّلًا، نُقَوِّي ٱلْوَحْدَةَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ بِتَنْمِيَةِ ٱلتَّوَاضُعِ. فَحِينَ كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، شَجَّعَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَكُونُوا مُتَوَاضِعِينَ. (مت ٢٣:١٢) وَإِذَا نَمَّيْنَا هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ، فَلَنْ نَتَأَثَّرَ بِرُوحِ ٱلْكِبْرِيَاءِ ٱلْمُنْتَشِرَةِ فِي ٱلْعَالَمِ. بَلْ سَنَحْتَرِمُ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَنَا وَنُطِيعُهُمْ، مِمَّا يُسَاهِمُ فِي وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ. وَٱلْأَهَمُّ أَنَّ تَوَاضُعَنَا يُفْرِحُ ٱللهَ. فَهُوَ «يُقَاوِمُ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ، وَلٰكِنَّهُ يُعْطِي ٱلْمُتَوَاضِعِينَ نِعْمَةً». — ١ بط ٥:٥.
١١ كَيْفَ تَقْوَى وَحْدَتُنَا حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي مَعْنَى ٱلرَّمْزَيْنِ؟
١ كو ١١:٢٣-٢٥) يُمَثِّلُ ٱلْخُبْزُ ٱلْفَطِيرُ جَسَدَ يَسُوعَ ٱلْكَامِلَ ٱلَّذِي قَدَّمَهُ ذَبِيحَةً، وَتُمَثِّلُ ٱلْخَمْرُ ٱلْحَمْرَاءُ دَمَهُ. وَلٰكِنْ لَا تَكْتَفِ بِأَنْ تَفْهَمَ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقَ. بَلْ تَذَكَّرْ أَنَّ ذَبِيحَةَ ٱلْمَسِيحِ هِيَ أَعْظَمُ تَعْبِيرٍ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ: مَحَبَّةِ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ. فَيَهْوَهُ ضَحَّى بِٱبْنِهِ مِنْ أَجْلِنَا، وَيَسُوعُ ٱفْتَدَانَا بِحَيَاتِهِ. وَٱلتَّأَمُّلُ فِي ذٰلِكَ يَدْفَعُنَا جَمِيعًا أَنْ نُحِبَّهُمَا بِٱلْمُقَابِلِ. وَهٰكَذَا تَكُونُ مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ قَاسِمًا مُشْتَرَكًا يُقَوِّي وَحْدَتَنَا.
١١ ثَانِيًا، نُقَوِّي وَحْدَتَنَا بِٱلتَّأَمُّلِ فِي مَا يَعْنِيهِ لَنَا ٱلرَّمْزَانِ. وَهٰذَا ضَرُورِيٌّ قَبْلَ ٱلذِّكْرَى، وَخُصُوصًا فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي تُعْقَدُ فِيهَا. (١٢ كَيْفَ يُظْهِرُ مَثَلُ يَسُوعَ أَنَّ يَهْوَهَ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نُسَامِحَ إِخْوَتَنَا؟
١٢ ثَالِثًا، نُسَاهِمُ فِي وَحْدَتِنَا حِينَ نُسَامِحُ ٱلَّذِينَ يُخْطِئُونَ إِلَيْنَا. فَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِغُفْرَانِ يَهْوَهَ عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ. تَأَمَّلْ فِي مَثَلِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ١٨:٢٣-٣٤، وَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أُطَبِّقُ مَا عَلَّمَهُ يَسُوعُ؟ هَلْ أَصْبِرُ عَلَى إِخْوَتِي وَأَتَفَهَّمُهُمْ؟ هَلْ أَنَا مُسْتَعِدٌّ لِأُسَامِحَهُمْ حِينَ يُخْطِئُونَ فِي حَقِّي؟›. طَبْعًا، بَعْضُ ٱلْأَخْطَاءِ أَخْطَرُ مِنْ غَيْرِهَا، وَيَصْعُبُ عَلَيْنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ أَنْ نَغْفِرَهَا. لٰكِنَّ مَثَلَ يَسُوعَ يُظْهِرُ مَا يَطْلُبُهُ يَهْوَهُ مِنَّا. (اقرأ متى ١٨:٣٥.) فَقَدْ أَوْضَحَ أَنَّ هُنَاكَ شَرْطًا لِيَغْفِرَ يَهْوَهُ لَنَا: أَنْ نَغْفِرَ لِإِخْوَتِنَا حِينَ يُعْرِبُونَ عَنْ تَوْبَةٍ صَادِقَةٍ. فَلْنُبْقِ ذٰلِكَ فِي بَالِنَا، وَنَتَذَكَّرْ أَنَّنَا نُحَافِظُ عَلَى وَحْدَتِنَا ٱلْغَالِيَةِ حِينَ نُسَامِحُ ٱلْآخَرِينَ كَمَا عَلَّمَنَا يَسُوعُ.
١٣ كَيْفَ نُقَوِّي وَحْدَتَنَا حِينَ نُحَافِظُ عَلَى ٱلسَّلَامِ؟
١٣ وَحِينَ نُسَامِحُ إِخْوَتَنَا، نُحَافِظُ عَلَى ٱلسَّلَامِ مَعَهُمْ. وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ شَجَّعَنَا أَنْ نَجْتَهِدَ لِنُحَافِظَ اف ٤:٣) لِذٰلِكَ قَبْلَ ٱلذِّكْرَى، وَخُصُوصًا فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ، قَيِّمْ طَرِيقَةَ مُعَامَلَتِكَ لِلْآخَرِينَ. اِسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَنَا مَعْرُوفٌ بِأَنِّي لَا أَظَلُّ غَاضِبًا عِنْدَمَا يُخْطِئُ إِلَيَّ إِخْوَتِي؟ هَلْ يَرَوْنَ أَنِّي أَبْذُلُ ٱلْجُهْدَ لِأُحَافِظَ عَلَى ٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ؟›. مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُفَكِّرَ فِي هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ خِلَالَ مَوْسِمِ ٱلذِّكْرَى.
عَلَى ٱلسَّلَامِ ٱلَّذِي يُوَحِّدُنَا. (١٤ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا ‹نَتَحَمَّلُ بَعْضُنَا بَعْضًا فِي ٱلْمَحَبَّةِ›؟
١٤ رَابِعًا، نُقَوِّي وَحْدَتَنَا بِإِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ تَمَثُّلًا بِيَهْوَهَ. (١ يو ٤:٨) فَلَا نُرِيدُ أَبَدًا أَنْ نَقُولَ عَنْ إِخْوَتِنَا: «مِنْ وَاجِبِي أَنْ أَتَحَمَّلَهُمْ، لَا أَنْ أَسْتَلْطِفَهُمْ». فَهٰذِهِ ٱلْفِكْرَةُ تَتَعَارَضُ مَعَ مَشُورَةِ بُولُسَ أَنْ ‹نَتَحَمَّلَ بَعْضُنَا بَعْضًا فِي ٱلْمَحَبَّةِ›. (اف ٤:٢) فَهُوَ لَمْ يُوصِنَا أَنْ ‹نَتَحَمَّلَ بَعْضُنَا بَعْضًا› فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا أَنْ نَفْعَلَ ذٰلِكَ «فِي ٱلْمَحَبَّةِ». فَيَهْوَهُ يَجْتَذِبُ إِلَى جَمَاعَاتِنَا أَشْخَاصًا مِنْ كُلِّ ٱلْخَلْفِيَّاتِ. (يو ٦:٤٤) وَبِمَا أَنَّهُ ٱجْتَذَبَهُمْ، فَلَا بُدَّ أَنَّهُ يَرَى فِيهِمْ صِفَاتٍ حُلْوَةً. أَفَيُعْقَلُ أَنْ نَعْتَبِرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ مَحَبَّتَنَا؟! فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نُظْهِرَ لَهُمُ ٱلْمَحَبَّةَ، تَمَامًا كَمَا يَطْلُبُ مِنَّا يَهْوَهُ. — ١ يو ٤:٢٠، ٢١.
مَتَى نَعْقِدُ ٱلذِّكْرَى لِلْمَرَّةِ ٱلْأَخِيرَةِ؟
١٥ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّنَا سَنَتَوَقَّفُ ذَاتَ يَوْمٍ عَنْ إِحْيَاءِ ٱلذِّكْرَى؟
١٥ سَيَأْتِي يَوْمٌ نَعْقِدُ فِيهِ ٱلذِّكْرَى لِآخِرِ مَرَّةٍ. فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ قَالَ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ إِنَّهُمْ سَيُدَاوِمُونَ «عَلَى ٱلْمُنَادَاةِ بِمَوْتِ ٱلرَّبِّ، إِلَى أَنْ يَجِيءَ». (١ كو ١١:٢٦) وَ ‹مَجِيءُ› يَسُوعَ هُنَا هُوَ نَفْسُهُ ‹إِتْيَانُهُ› ٱلْمَذْكُورُ فِي نُبُوَّتِهِ عَنْ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ. فَحِينَ تَحَدَّثَ عَنِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْقَرِيبِ، قَالَ: «تَظْهَرُ آيَةُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ فِي ٱلسَّمَاءِ، ثُمَّ يَلْطِمُ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ صُدُورَهُمْ نَائِحِينَ، وَيَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سُحُبِ ٱلسَّمَاءِ بِقُدْرَةٍ وَمَجْدٍ عَظِيمٍ. وَيُرْسِلُ مَلَائِكَتَهُ بِصَوْتِ بُوقٍ عَظِيمٍ، فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ ٱلرِّيَاحِ ٱلْأَرْبَعِ، مِنْ أَقْصَى ٱلسَّمٰوَاتِ إِلَى أَقْصَاهَا». (مت ٢٤:٢٩-٣١) وَيُشِيرُ ‹جَمَعُ ٱلْمُخْتَارِينَ› إِلَى ٱلْوَقْتِ حِينَ يَنَالُ بَاقِي ٱلْمَمْسُوحِينَ مُكَافَأَتَهُمُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ. وَسَيَحْدُثُ ذٰلِكَ بَعْدَ بِدَايَةِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ وَقَبْلَ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ. ثُمَّ سَيُحَارِبُ يَسُوعُ وَكُلُّ ٱلْـ ١٤٤٬٠٠٠ مُلُوكَ ٱلْأَرْضِ وَيَغْلِبُونَهُمْ. (رؤ ١٧:١٢-١٤) لِذٰلِكَ فَإِنَّ ٱلذِّكْرَى ٱلَّتِي نُحْيِيهَا قَبْلَ جَمْعِ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَتَكُونُ ٱلْأَخِيرَةَ، لِأَنَّ يَسُوعَ سَيَكُونُ قَدْ ‹جَاءَ›.
١٦ لِمَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ أَنْ تَحْضُرَ ٱلذِّكْرَى هٰذِهِ ٱلسَّنَةَ؟
١٦ صَمِّمْ إِذًا أَنْ تَحْضُرَ ٱلذِّكْرَى فِي ٣١ آذَارَ (مَارِس) ٢٠١٨. وَٱطْلُبْ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَكَ كَيْ تُسَاهِمَ فِي وَحْدَةِ شَعْبِهِ. (اقرإ المزمور ١٣٣:١.) وَكَمَا رَأَيْنَا، سَيَأْتِي يَوْمٌ نَعْقِدُ فِيهِ ٱلذِّكْرَى لِلْمَرَّةِ ٱلْأَخِيرَةِ. فَإِلَى ذٰلِكَ ٱلْحِينِ، ٱبْذُلْ كُلَّ مَا فِي وِسْعِكَ لِتَكُونَ بَيْنَ ٱلْحَاضِرِينَ، وَقَدِّرْ وَحْدَتَنَا ٱلرَّائِعَةَ فِي هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ.