الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ماذا نقدم لمَن يملك كل شيء؟‏

ماذا نقدم لمَن يملك كل شيء؟‏

‏«يَا إِلٰهَنَا،‏ نَشْكُرُكَ وَنُسَبِّحُ ٱسْمَكَ ٱلْبَهِيَّ».‏ —‏ ١ اخ ٢٩:‏١٣‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٩٥،‏ ٥٨

١،‏ ٢ كَيْفَ يُظْهِرُ يَهْوَهُ كَرَمَهُ نَحْوَ ٱلْبَشَرِ؟‏

يَهْوَهُ إِلٰهٌ كَرِيمٌ.‏ فَكُلُّ مَا لَدَيْنَا هُوَ مِنْ يَدِهِ.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْفِضَّةَ وَٱلذَّهَبَ وَكُلَّ ثَرَوَاتِ ٱلطَّبِيعَةِ هِيَ لَهُ،‏ فَهُوَ يَسْتَخْدِمُهَا لِتَسْتَمِرَّ ٱلْحَيَاةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏مز ١٠٤:‏١٣-‏١٥؛‏ حج ٢:‏٨‏)‏ وَفِي أَكْثَرَ مِنْ مُنَاسَبَةٍ قَدِيمًا،‏ ٱسْتَعْمَلَ يَهْوَهُ عَجَائِبِيًّا مَوَارِدَ ٱلْأَرْضِ لِيُؤَمِّنَ حَاجَاتِ شَعْبِهِ.‏

٢ مَثَلًا،‏ زَوَّدَ يَهْوَهُ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ بِٱلْمَنِّ وَٱلْمَاءِ طَوَالَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏ (‏خر ١٦:‏٣٥‏)‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ «لَمْ يُعْوِزْهُمْ شَيْءٌ».‏ (‏نح ٩:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وَبِوَاسِطَةِ ٱلنَّبِيِّ أَلِيشَعَ،‏ كَثَّرَ ٱلزَّيْتَ فِي بَيْتِ أَرْمَلَةٍ أَمِينَةٍ.‏ وَهٰكَذَا وَفَتْ دُيُونَهَا،‏ وَبَقِيَ لَهَا بَعْضُ ٱلْمَالِ لِتَعِيشَ هِيَ وَٱبْنَاهَا.‏ (‏٢ مل ٤:‏١-‏٧‏)‏ كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ دَعَمَ يَسُوعَ لِيُؤَمِّنَ عَجَائِبِيًّا ٱلطَّعَامَ وَٱلْمَالَ عِنْدَمَا دَعَتِ ٱلْحَاجَةُ.‏ —‏ مت ١٥:‏٣٥-‏٣٨؛‏ ١٧:‏٢٧‏.‏

٣ مَاذَا نُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٣ يَمْلِكُ يَهْوَهُ كُلَّ مَا يَلْزَمُ لِيَدْعَمَ خَلِيقَتَهُ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ يَطْلُبُ مِنْ خُدَّامِهِ أَنْ يَسْتَعْمِلُوا مَوَارِدَهُمُ ٱلْمَادِّيَّةَ لِيَدْعَمُوا هَيْئَتَهُ.‏ (‏خر ٣٦:‏٣-‏٧‏؛‏ اقرإ الامثال ٣:‏٩‏.‏)‏ فَلِمَ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نُقَدِّمَ لَهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِنَا؟‏ كَيْفَ أَتَاحَ لِخُدَّامِهِ فِي ٱلْمَاضِي أَنْ يَدْعَمُوا عَمَلَهُ؟‏ وَكَيْفَ تَسْتَعْمِلُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلْيَوْمَ؟‏ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.‏

لِمَاذَا نُقَدِّمُ لِيَهْوَهَ مِنْ مُمْتَلَكَاتِنَا؟‏

٤ لِمَاذَا نَدْعَمُ عَمَلَ يَهْوَهَ؟‏

٤ نَحْنُ نُقَدِّمُ لِيَهْوَهَ مِنْ مُمْتَلَكَاتِنَا لِنُعَبِّرَ لَهُ عَنْ مَحَبَّتِنَا وَتَقْدِيرِنَا.‏ فَحِينَ نَتَأَمَّلُ فِي كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ لِأَجْلِنَا،‏ تَفِيضُ قُلُوبُنَا بِٱلشُّكْرِ.‏ وَحَالُنَا تُشْبِهُ حَالَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ فَعِنْدَمَا تَحَدَّثَ عَنِ ٱلْمَوَادِّ ٱللَّازِمَةِ لِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ قَالَ إِنَّ كُلَّ مَا لَدَيْنَا هُوَ مِنْ يَهْوَهَ وَإِنَّنَا مِنْ يَدِهِ نُعْطِيهِ.‏ —‏ اقرأ ١ اخبار الايام ٢٩:‏١١-‏١٤‏.‏

٥ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ أَسَاسِيٌّ فِي عِبَادَتِنَا؟‏

٥ كَمَا أَنَّ ٱلْعَطَاءَ جُزْءٌ مِنْ عِبَادَتِنَا.‏ فَفِي رُؤْيَا،‏ سَمِعَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا خُدَّامَ يَهْوَهَ فِي ٱلسَّمَاءِ يَقُولُونَ:‏ «أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ،‏ يَا يَهْوَهُ إِلٰهَنَا،‏ أَنْ تَنَالَ ٱلْمَجْدَ وَٱلْكَرَامَةَ وَٱلْقُدْرَةَ،‏ لِأَنَّكَ خَلَقْتَ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ،‏ وَهِيَ بِمَشِيئَتِكَ وُجِدَتْ وَخُلِقَتْ».‏ (‏رؤ ٤:‏١١‏)‏ فَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَحِقُّ أَنْ نُمَجِّدَهُ وَنُكْرِمَهُ بِإِعْطَائِهِ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا.‏ وَفِي إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا،‏ أَمَرَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ مِنْ خِلَالِ مُوسَى أَنْ يَحْتَفِلُوا بِثَلَاثَةِ أَعْيَادٍ سَنَوِيَّةٍ.‏ وَكَجُزْءٍ مِنْ عِبَادَتِهِمْ فِي هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَاتِ،‏ طَلَبَ مِنْهُمْ ‹أَلَّا يَظْهَرُوا أَمَامَهُ فَارِغِي ٱلْأَيْدِي›.‏ (‏تث ١٦:‏١٦‏)‏ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُشَكِّلُ ٱلْعَطَاءُ جُزْءًا أَسَاسِيًّا مِنْ عِبَادَتِنَا.‏ فَمِنْ خِلَالِهِ نَدْعَمُ هَيْئَةَ يَهْوَهَ وَنُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِعَمَلِهَا.‏

٦ لِمَ ٱلْعَطَاءُ مُفِيدٌ لَنَا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٦ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ ٱلْعَطَاءُ مُفِيدٌ لَنَا.‏ فَمِنَ ٱلْجَيِّدِ أَنْ نُعْطِيَ ٱلْآخَرِينَ بِكَرَمٍ بَدَلَ أَنْ نَأْخُذَ فَقَطْ.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ٢٩:‏٢١‏.‏)‏ وَيَهْوَهُ يَعْرِفُ كَمْ يُفِيدُنَا أَنْ نُعْطِيَهُ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا.‏ فَكِّرْ مَثَلًا فِي وَلَدٍ يَشْتَرِي لِوَالِدَيْهِ هَدِيَّةً مِنْ مَصْرُوفِهِ ٱلصَّغِيرِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ أَخَذَ ٱلْمَالَ مِنْهُمَا،‏ لٰكِنَّهُمَا يَفْرَحَانِ بِهَدِيَّتِهِ كَثِيرًا.‏ فَكِّرْ أَيْضًا فِي فَاتِحٍ يَعِيشُ مَعَ وَالِدَيْهِ.‏ رُبَّمَا لَا يَتَوَقَّعَانِ مِنْهُ أَنْ يُسَاهِمَ فِي مَصَارِيفِ ٱلْبَيْتِ.‏ لٰكِنَّهُمَا يَقْبَلَانِ مُسَاهَمَتَهُ لِأَنَّهُ يُعَبِّرُ مِنْ خِلَالِهَا عَنْ تَقْدِيرِهِ لَهُمَا.‏

اَلْعَطَاءُ زَمَنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ

٧،‏ ٨ كَيْفَ رَسَمَ شَعْبُ ٱللهِ ٱلْمِثَالَ فِي ٱلتَّبَرُّعِ (‏أ)‏ لِأَجْلِ مَشَارِيعَ خُصُوصِيَّةٍ؟‏ (‏ب)‏ لِدَعْمِ ٱلْعَمَلِ؟‏

٧ تُظْهِرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ شَعْبَ ٱللهِ فِي ٱلْمَاضِي قَدَّمُوا ٱلتَّبَرُّعَاتِ.‏ فَقَدْ تَبَرَّعُوا أَحْيَانًا مِنْ أَجْلِ مَشَارِيعَ خُصُوصِيَّةٍ.‏ مَثَلًا،‏ دَعَا مُوسَى ٱلشَّعْبَ أَنْ يَتَبَرَّعُوا لِبِنَاءِ ٱلْمَسْكَنِ،‏ وَجَمَعَ دَاوُدُ ٱلتَّبَرُّعَاتِ لِلْهَيْكَلِ.‏ (‏خر ٣٥:‏٥؛‏ ١ اخ ٢٩:‏٥-‏٩‏)‏ وَفِي أَيَّامِ ٱلْمَلِكِ يَهُوآشَ،‏ ٱسْتَخْدَمَ ٱلْكَهَنَةُ أَمْوَالًا قَدَّمَهَا ٱلشَّعْبُ لِيُرَمِّمُوا بَيْتَ يَهْوَهَ.‏ (‏٢ مل ١٢:‏٤،‏ ٥‏)‏ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ سَمِعَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ عَنْ مَجَاعَةٍ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏ ‹فَصَمَّمُوا،‏ كُلٌّ بِحَسَبِ طَاقَتِهِ،‏ أَنْ يُرْسِلُوا إِعَانَةً إِلَى ٱلْإِخْوَةِ› ٱلسَّاكِنِينَ هُنَاكَ.‏ —‏ اع ١١:‏٢٧-‏٣٠‏.‏

٨ وَفِي أَحْيَانٍ أُخْرَى،‏ تَبَرَّعَ شَعْبُ يَهْوَهَ لِدَعْمِ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَهُمْ.‏ فَتَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ،‏ لَمْ يَحْصُلْ سِبْطُ لَاوِي عَلَى مِيرَاثٍ مِثْلَ بَاقِي ٱلْأَسْبَاطِ.‏ بَلْ قَدَّمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لِلَّاوِيِّينَ ٱلْعُشُورَ لِيُرَكِّزَ هٰؤُلَاءِ عَلَى خِدْمَتِهِمْ فِي ٱلْمَسْكَنِ.‏ (‏عد ١٨:‏٢١‏)‏ كَمَا أَظْهَرَتْ بَعْضُ ٱلنِّسَاءِ ٱلْكَرَمَ لِيَسُوعَ وَرُسُلِهِ وَ «كُنَّ يَخْدُمْنَهُمْ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِنَّ».‏ —‏ لو ٨:‏١-‏٣‏.‏

٩ مِنْ أَيْنَ أَتَتْ بَعْضُ ٱلتَّبَرُّعَاتِ قَدِيمًا؟‏

٩ وَٱلتَّبَرُّعَاتُ أَتَتْ مِنْ مَصَادِرَ مُتَنَوِّعَةٍ.‏ فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلَّذِينَ تَبَرَّعُوا لِلْمَسْكَنِ قَدَّمُوا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِمَّا أَخَذُوهُ مِنَ ٱلْمِصْرِيِّينَ.‏ (‏خر ٣:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ ٣٥:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ بَاعَ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُمْتَلَكَاتٍ كَٱلْحُقُولِ وَٱلْبُيُوتِ وَأَعْطَوْا ثَمَنَهَا لِلرُّسُلِ.‏ ثُمَّ وَزَّعَ ٱلرُّسُلُ ٱلْمَالَ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُحْتَاجِينَ.‏ (‏اع ٤:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ أَمَّا آخَرُونَ فَٱعْتَادُوا أَنْ يَضَعُوا بَعْضَ ٱلْمَالِ جَانِبًا لِيَتَبَرَّعُوا لِلْعَمَلِ.‏ (‏١ كو ١٦:‏٢‏)‏ وَهٰكَذَا قَدَّمَ ٱلْجَمِيعُ ٱلدَّعْمَ،‏ سَوَاءٌ كَانُوا أَغْنِيَاءَ أَوْ فُقَرَاءَ.‏ —‏ لو ٢١:‏١-‏٤‏.‏

اَلْعَطَاءُ فِي أَيَّامِنَا

١٠،‏ ١١ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِخُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْكُرَمَاءِ فِي ٱلْمَاضِي؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَنْظُرُ إِلَى دَعْمِ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

١٠ تَنْشَأُ ٱلْحَاجَةُ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا أَنْ نَدْعَمَ مَشَارِيعَ خُصُوصِيَّةً.‏ فَقَدْ نَحْتَاجُ أَنْ نُرَمِّمَ قَاعَةَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي نَجْتَمِعُ فِيهَا أَوْ نَبْنِيَ وَاحِدَةً جَدِيدَةً.‏ أَوْ رُبَّمَا نَتَبَرَّعُ لِتَرْمِيمِ مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ ٱلْمَحَلِّيِّ،‏ تَغْطِيَةِ مَصَارِيفِ مَحْفِلٍ سَنَوِيٍّ،‏ أَوْ مُسَاعَدَةِ ٱلْإِخْوَةِ بَعْدَ كَارِثَةٍ طَبِيعِيَّةٍ.‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ،‏ تَدْعَمُ تَبَرُّعَاتُنَا ٱلْمُرْسَلِينَ وَٱلْفَاتِحِينَ ٱلْخُصُوصِيِّينَ وَنُظَّارَ ٱلدَّوَائِرِ،‏ فَضْلًا عَنِ ٱلْعَامِلِينَ فِي ٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ وَمَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْجَمَاعَاتِ تُرْسِلُ ٱلتَّبَرُّعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ لِبِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْمَحَافِلِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏

١١ بِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا أَنْ نَدْعَمَ هَيْئَةَ يَهْوَهَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.‏ وَمُعْظَمُ ٱلتَّبَرُّعَاتِ لَا يُعْرَفُ مَنْ قَدَّمَهَا.‏ فَنَحْنُ نَضَعُهَا فِي ٱلصَّنَادِيقِ دُونَ لَفْتِ ٱلْأَنْظَارِ إِلَيْنَا،‏ أَوْ نُقَدِّمُهَا مِنْ خِلَالِ مَوْقِعِنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ‏.‏ وَمَاذَا لَوْ شَعَرْنَا أَنَّ تَبَرُّعَنَا بِلَا أَهَمِّيَّةٍ؟‏ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱلْمَبَالِغَ ٱلصَّغِيرَةَ تُشَكِّلُ ٱلْقِسْمَ ٱلْأَكْبَرَ مِنَ ٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلْيَوْمَ.‏ فَإِخْوَتُنَا،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ يُعَانُونَ ظُرُوفًا ٱقْتِصَادِيَّةً صَعْبَةً،‏ يَتَمَثَّلُونَ بِٱلْإِخْوَةِ فِي مَقْدُونِيَةَ.‏ فَمَعَ أَنَّ ٱلْمَقْدُونِيِّينَ عَاشُوا فِي ‹فَقْرٍ شَدِيدٍ›،‏ تَوَسَّلُوا أَنْ يُسْمَحَ لَهُمْ بِٱلتَّبَرُّعِ وَأَعْطَوْا بِكَرَمٍ.‏ —‏ ٢ كو ٨:‏١-‏٤‏.‏

١٢ مَاذَا تَفْعَلُ ٱلْهَيْئَةُ لِتَسْتَخْدِمَ ٱلتَّبَرُّعَاتِ بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ؟‏

١٢ وَٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ تَسْعَى لِتَسْتَعْمِلَ ٱلتَّبَرُّعَاتِ بِأَمَانَةٍ وَحِكْمَةٍ.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥‏)‏ فَأَعْضَاؤُهَا يُصَلُّونَ كَيْ يَأْخُذُوا قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً،‏ وَيُخَطِّطُونَ لِإِنْفَاقِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ.‏ (‏لو ١٤:‏٢٨‏)‏ فَفِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ ٱهْتَمَّ رِجَالٌ أُمَنَاءُ بِٱلتَّبَرُّعَاتِ وَحَرِصُوا أَنْ تُصْرَفَ ٱلْأَمْوَالُ عَلَى عِبَادَةِ يَهْوَهَ.‏ مَثَلًا،‏ حَمَلَ عَزْرَا إِلَى أُورُشَلِيمَ فِضَّةً وَذَهَبًا وَتَبَرُّعَاتٍ أُخْرَى مِنَ ٱلْمَلِكِ ٱلْفَارِسِيِّ.‏ وَقَدِ ٱعْتَبَرَ عَزْرَا هٰذِهِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ،‏ ٱلَّتِي تَفُوقُ قِيمَتُهَا ٱلْيَوْمَ ١٠٠ مَلْيُونِ دُولَارٍ أَمِيرْكِيٍّ،‏ تَقْدِمَاتٍ طَوْعِيَّةً لِيَهْوَهَ.‏ فَأَعْطَى إِرْشَادَاتٍ مُفَصَّلَةً لِحِمَايَتِهَا فِي ٱلرِّحْلَةِ ٱلْخَطِرَةِ.‏ (‏عز ٨:‏٢٤-‏٣٤‏)‏ كَمَا جَمَعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ تَبَرُّعَاتٍ لِإِعَانَةِ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏ وَتَأَكَّدَ أَنَّ ٱلَّذِينَ يُوصِلُونَهَا يَهْتَمُّونَ بِهَا «بِنَزَاهَةٍ،‏ لَا فِي نَظَرِ يَهْوَهَ فَقَطْ،‏ بَلْ فِي نَظَرِ ٱلنَّاسِ أَيْضًا».‏ ‏(‏اقرأ ٢ كورنثوس ٨:‏١٨-‏٢١‏.‏)‏ وَتَمَثُّلًا بِعَزْرَا وَبُولُسَ،‏ تَتْبَعُ هَيْئَتُنَا إِجْرَاءَاتٍ دَقِيقَةً عِنْدَ ٱسْتِخْدَامِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ.‏

١٣ لِمَاذَا أَجْرَتِ ٱلْهَيْئَةُ بَعْضَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ فِي ٱلْفَتْرَةِ ٱلْأَخِيرَةِ؟‏

١٣ أَحْيَانًا،‏ تُجْرِي ٱلْعَائِلَاتُ تَغْيِيرَاتٍ لِتُوَازِنَ بَيْنَ مَدْخُولِهَا وَمَصْرُوفِهَا.‏ أَوْ تَبْحَثُ عَنْ طُرُقٍ لِتُبَسِّطَ حَيَاتَهَا كَيْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ أَكْثَرَ.‏ وَهٰذَا مَا تَفْعَلُهُ ٱلْهَيْئَةُ أَيْضًا.‏ فَفِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ بَدَأَتْ بِٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلْمَشَارِيعِ ٱلْجَدِيدَةِ.‏ وَلٰكِنْ فِي بَعْضِ ٱلْأَوْقَاتِ،‏ فَاقَتِ ٱلْمَصَارِيفُ ٱلتَّبَرُّعَاتِ.‏ لِذَا بَحَثَتِ ٱلْهَيْئَةُ عَنْ طُرُقٍ لِتُقَلِّلَ ٱلْمَصَارِيفَ وَتُبَسِّطَ ٱلْعَمَلَ.‏ وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ تَسْتَفِيدُ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مِنْ تَبَرُّعَاتِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلسَّخِيَّةِ.‏

مَشَارِيعُ تُمَوِّلُهَا تَبَرُّعَاتُنَا

تَبَرُّعَاتُكَ تَدْعَمُ عَمَلَنَا ٱلْعَالَمِيَّ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٤-‏١٦.‏)‏

١٤-‏١٦ ‏(‏أ)‏ أَيُّ إِنْجَازَاتٍ تَتَحَقَّقُ بِفَضْلِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱسْتَفَدْتَ شَخْصِيًّا مِنَ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلْجَدِيدَةِ؟‏

١٤ غَالِبًا مَا يُعَبِّرُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْقُدَمَاءُ عَنْ فَرَحِهِمْ بِٱلتَّدَابِيرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ ٱلْيَوْمَ.‏ فَفِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ أَطْلَقَتْ هَيْئَتُنَا ٱلْمَوْقِعَ jw.‎org وَمَحَطَّةَ JW.‏ كَمَا أَصْدَرَتْ تَرْجَمَةَ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ بِلُغَاتٍ كَثِيرَةٍ.‏ وَبَيْنَ عَامَيْ ٢٠١٤ وَ ٢٠١٥،‏ فَرِحَ إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ بِحُضُورِ ٱلْمَحْفِلِ ٱلْأُمَمِيِّ «دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ ٱللهِ!‏».‏ وَقَدْ عُقِدَ هٰذَا ٱلْمَحْفِلُ فِي مُدَرَّجَاتٍ ضَخْمَةٍ فِي ١٤ مَدِينَةً حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏

١٥ وَقَدْ عَبَّرَ كَثِيرُونَ عَنْ تَقْدِيرِهِمْ لِكُلِّ مَا تُعِدُّهُ هَيْئَةُ يَهْوَهَ مِنْ أَجْلِهِمْ.‏ فَبِخُصُوصِ مَحَطَّةِ JW مَثَلًا،‏ كَتَبَ زَوْجَانِ مُعَيَّنَانِ فِي بَلَدٍ أَسْيَوِيٍّ:‏ «نَخْدُمُ فِي مَدِينَةٍ صَغِيرَةٍ.‏ لِذَا نَشْعُرُ أَحْيَانًا أَنَّنَا مَعْزُولَانِ وَنَنْسَى ضَخَامَةَ عَمَلِ يَهْوَهَ.‏ وَلٰكِنْ حِينَ نُشَاهِدُ ٱلْبَرَامِجَ عَلَى مَحَطَّةِ JW،‏ نَتَذَكَّرُ أَنَّ لَنَا إِخْوَةً حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْمَحَلِّيِّينَ يُحِبُّونَ ٱلْمَحَطَّةَ كَثِيرًا.‏ وَبَعْدَ مُشَاهَدَةِ ٱلْبَرْنَامَجِ ٱلشَّهْرِيِّ،‏ غَالِبًا مَا يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ أَقْرَبُ إِلَى ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ،‏ وَأَنَّهُمْ فَخُورُونَ بِٱنْتِمَائِهِمْ إِلَى هَيْئَةِ يَهْوَهَ».‏

١٦ وَيَعْمَلُ ٱلْإِخْوَةُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ عَلَى بِنَاءِ وَتَرْمِيمِ حَوَالَيْ ٢٬٥٠٠ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ.‏ وَقَدْ كَتَبَ إِخْوَةٌ فِي هُنْدُورَاس بَعْدَمَا حَصَلُوا عَلَى قَاعَةٍ جَدِيدَةٍ،‏ قَائِلِينَ:‏ «نَفْرَحُ كَثِيرًا لِأَنَّنَا نَنْتَمِي إِلَى عَائِلَةِ يَهْوَهَ ٱلْكَوْنِيَّةِ وَنَتَمَتَّعُ بِوَحْدَةٍ عَالَمِيَّةٍ.‏ فَأَخِيرًا تَحَقَّقَ حُلْمُنَا بِأَنْ نَرَى قَاعَةَ مَلَكُوتٍ فِي مِنْطَقَتِنَا».‏ كَمَا يَشْعُرُ كَثِيرُونَ بِٱلِٱمْتِنَانِ بَعْدَمَا يَسْتَفِيدُونَ مِنْ أَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ.‏ وَيُعَبِّرُ آخَرُونَ عَنْ تَقْدِيرِهِمْ عِنْدَمَا يَحْصُلُونَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ بِلُغَتِهِمْ،‏ أَوْ يَرَوْنَ نَتَائِجَ ٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ فِي مُقَاطَعَتِهِمْ.‏

١٧ لِمَ نَحْنُ أَكِيدُونَ أَنَّ يَهْوَهَ يَدْعَمُ عَمَلَ ٱلْهَيْئَةِ؟‏

١٧ يَسْتَغْرِبُ ٱلنَّاسُ كَيْفَ نُنْجِزُ عَمَلَنَا ٱلْهَائِلَ بِوَاسِطَةِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ فَقَطْ.‏ مَثَلًا،‏ زَارَ مُدِيرُ شَرِكَةٍ كَبِيرَةٍ إِحْدَى مَطَابِعِنَا.‏ وَٱنْدَهَشَ لِأَنَّ ٱلْعَامِلِينَ مُتَطَوِّعُونَ،‏ وَٱلْعَمَلَ قَائِمٌ عَلَى ٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلطَّوْعِيَّةِ دُونَ أَيِّ حَمَلَاتٍ لِجَمْعِهَا.‏ وَقَالَ إِنَّ مَا نُنْجِزُهُ مُسْتَحِيلٌ نَظَرِيًّا.‏ وَمَعَهُ حَقٌّ.‏ لٰكِنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ «ٱلْمُسْتَحِيلَ» مُمْكِنٌ بِدَعْمِ يَهْوَهَ.‏ —‏ اي ٤٢:‏٢‏.‏

يَهْوَهُ يُبَارِكُكَ عَلَى كَرَمِكَ

١٨ ‏(‏أ)‏ أَيُّ بَرَكَاتٍ نَنَالُهَا حِينَ نَدْعَمُ عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُدَرِّبُ أَوْلَادَنَا وَٱلْجُدُدَ أَنْ يَدْعَمُوا ٱلْعَمَلَ؟‏

١٨ يُتِيحُ لَنَا يَهْوَهُ أَنْ نَدْعَمَ عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلضَّخْمَ.‏ وَهٰذَا شَرَفٌ كَبِيرٌ لَنَا.‏ وَهُوَ يُؤَكِّدُ أَنَّهُ سَيُبَارِكُنَا عَلَى ذٰلِكَ.‏ (‏مل ٣:‏١٠‏)‏ وَيَعِدُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُعْطِيهِ بِكَرَمٍ سَيَزْدَهِرُ.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ١١:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏)‏ وَلَا نَنْسَ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ يُفْرِحُنَا لِأَنَّ «ٱلسَّعَادَةَ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ».‏ (‏اع ٢٠:‏٣٥‏)‏ وَيُمْكِنُنَا أَنْ نُعَلِّمَ أَوْلَادَنَا وَٱلْجُدُدَ بِكَلَامِنَا وَمِثَالِنَا كَيْفَ يَدْعَمُونَ عَمَلَ يَهْوَهَ.‏ وَهٰكَذَا يَتَمَتَّعُونَ هُمْ أَيْضًا بِبَرَكَاتٍ كَثِيرَةٍ.‏

١٩ عَلَامَ شَجَّعَتْكَ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟‏

١٩ خِتَامًا،‏ كُلُّ مَا لَدَيْنَا هُوَ مِنْ يَهْوَهَ.‏ وَحِينَ نَرُدُّ لَهُ مِنْ عَطَايَاهُ،‏ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّهُ وَنُقَدِّرُ مَا يَفْعَلُهُ مِنْ أَجْلِنَا.‏ (‏١ اخ ٢٩:‏١٧‏)‏ فِي ٱلْمَاضِي،‏ فَرِحَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عِنْدَمَا تَبَرَّعُوا لِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ ‹لِأَنَّهُمْ بِقَلْبٍ كَامِلٍ قَدَّمُوا قَرَابِينَ طَوْعِيَّةً لِيَهْوَهَ›.‏ (‏١ اخ ٢٩:‏٩‏)‏ فَلْنَفْرَحْ نَحْنُ أَيْضًا بِإِعْطَائِهِ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا.‏