ماذا نقدم لمَن يملك كل شيء؟
«يَا إِلٰهَنَا، نَشْكُرُكَ وَنُسَبِّحُ ٱسْمَكَ ٱلْبَهِيَّ». — ١ اخ ٢٩:١٣.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٩٥، ٥٨
١، ٢ كَيْفَ يُظْهِرُ يَهْوَهُ كَرَمَهُ نَحْوَ ٱلْبَشَرِ؟
يَهْوَهُ إِلٰهٌ كَرِيمٌ. فَكُلُّ مَا لَدَيْنَا هُوَ مِنْ يَدِهِ. وَمَعَ أَنَّ ٱلْفِضَّةَ وَٱلذَّهَبَ وَكُلَّ ثَرَوَاتِ ٱلطَّبِيعَةِ هِيَ لَهُ، فَهُوَ يَسْتَخْدِمُهَا لِتَسْتَمِرَّ ٱلْحَيَاةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (مز ١٠٤:١٣-١٥؛ حج ٢:٨) وَفِي أَكْثَرَ مِنْ مُنَاسَبَةٍ قَدِيمًا، ٱسْتَعْمَلَ يَهْوَهُ عَجَائِبِيًّا مَوَارِدَ ٱلْأَرْضِ لِيُؤَمِّنَ حَاجَاتِ شَعْبِهِ.
٢ مَثَلًا، زَوَّدَ يَهْوَهُ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ بِٱلْمَنِّ وَٱلْمَاءِ طَوَالَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. (خر ١٦:٣٥) نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، «لَمْ يُعْوِزْهُمْ شَيْءٌ». (نح ٩:٢٠، ٢١) وَبِوَاسِطَةِ ٱلنَّبِيِّ أَلِيشَعَ، كَثَّرَ ٱلزَّيْتَ فِي بَيْتِ أَرْمَلَةٍ أَمِينَةٍ. وَهٰكَذَا وَفَتْ دُيُونَهَا، وَبَقِيَ لَهَا بَعْضُ ٱلْمَالِ لِتَعِيشَ هِيَ وَٱبْنَاهَا. (٢ مل ٤:١-٧) كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ دَعَمَ يَسُوعَ لِيُؤَمِّنَ عَجَائِبِيًّا ٱلطَّعَامَ وَٱلْمَالَ عِنْدَمَا دَعَتِ ٱلْحَاجَةُ. — مت ١٥:٣٥-٣٨؛ ١٧:٢٧.
٣ مَاذَا نُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
خر ٣٦:٣-٧؛ اقرإ الامثال ٣:٩.) فَلِمَ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نُقَدِّمَ لَهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِنَا؟ كَيْفَ أَتَاحَ لِخُدَّامِهِ فِي ٱلْمَاضِي أَنْ يَدْعَمُوا عَمَلَهُ؟ وَكَيْفَ تَسْتَعْمِلُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلْيَوْمَ؟ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.
٣ يَمْلِكُ يَهْوَهُ كُلَّ مَا يَلْزَمُ لِيَدْعَمَ خَلِيقَتَهُ. مَعَ ذٰلِكَ، يَطْلُبُ مِنْ خُدَّامِهِ أَنْ يَسْتَعْمِلُوا مَوَارِدَهُمُ ٱلْمَادِّيَّةَ لِيَدْعَمُوا هَيْئَتَهُ. (لِمَاذَا نُقَدِّمُ لِيَهْوَهَ مِنْ مُمْتَلَكَاتِنَا؟
٤ لِمَاذَا نَدْعَمُ عَمَلَ يَهْوَهَ؟
٤ نَحْنُ نُقَدِّمُ لِيَهْوَهَ مِنْ مُمْتَلَكَاتِنَا لِنُعَبِّرَ لَهُ عَنْ مَحَبَّتِنَا وَتَقْدِيرِنَا. فَحِينَ نَتَأَمَّلُ فِي كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ لِأَجْلِنَا، تَفِيضُ قُلُوبُنَا بِٱلشُّكْرِ. وَحَالُنَا تُشْبِهُ حَالَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ. فَعِنْدَمَا تَحَدَّثَ عَنِ ٱلْمَوَادِّ ٱللَّازِمَةِ لِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ، قَالَ إِنَّ كُلَّ مَا لَدَيْنَا هُوَ مِنْ يَهْوَهَ وَإِنَّنَا مِنْ يَدِهِ نُعْطِيهِ. — اقرأ ١ اخبار الايام ٢٩:١١-١٤.
٥ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ أَسَاسِيٌّ فِي عِبَادَتِنَا؟
٥ كَمَا أَنَّ ٱلْعَطَاءَ جُزْءٌ مِنْ عِبَادَتِنَا. فَفِي رُؤْيَا، سَمِعَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا خُدَّامَ يَهْوَهَ فِي ٱلسَّمَاءِ يَقُولُونَ: «أَنْتَ مُسْتَحِقٌّ، يَا يَهْوَهُ إِلٰهَنَا، أَنْ تَنَالَ ٱلْمَجْدَ وَٱلْكَرَامَةَ وَٱلْقُدْرَةَ، لِأَنَّكَ خَلَقْتَ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِمَشِيئَتِكَ وُجِدَتْ وَخُلِقَتْ». (رؤ ٤:١١) فَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَحِقُّ أَنْ نُمَجِّدَهُ وَنُكْرِمَهُ بِإِعْطَائِهِ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا. وَفِي إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا، أَمَرَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ مِنْ خِلَالِ مُوسَى أَنْ يَحْتَفِلُوا بِثَلَاثَةِ أَعْيَادٍ سَنَوِيَّةٍ. وَكَجُزْءٍ مِنْ عِبَادَتِهِمْ فِي هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَاتِ، طَلَبَ مِنْهُمْ ‹أَلَّا يَظْهَرُوا أَمَامَهُ فَارِغِي ٱلْأَيْدِي›. (تث ١٦:١٦) وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، يُشَكِّلُ ٱلْعَطَاءُ جُزْءًا أَسَاسِيًّا مِنْ عِبَادَتِنَا. فَمِنْ خِلَالِهِ نَدْعَمُ هَيْئَةَ يَهْوَهَ وَنُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِعَمَلِهَا.
٦ لِمَ ٱلْعَطَاءُ مُفِيدٌ لَنَا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٦ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، ٱلْعَطَاءُ مُفِيدٌ لَنَا. فَمِنَ ٱلْجَيِّدِ أَنْ نُعْطِيَ ٱلْآخَرِينَ بِكَرَمٍ بَدَلَ أَنْ نَأْخُذَ فَقَطْ. (اقرإ الامثال ٢٩:٢١.) وَيَهْوَهُ يَعْرِفُ كَمْ يُفِيدُنَا أَنْ نُعْطِيَهُ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا. فَكِّرْ مَثَلًا فِي وَلَدٍ يَشْتَرِي لِوَالِدَيْهِ هَدِيَّةً مِنْ مَصْرُوفِهِ ٱلصَّغِيرِ. صَحِيحٌ أَنَّهُ أَخَذَ ٱلْمَالَ مِنْهُمَا، لٰكِنَّهُمَا يَفْرَحَانِ بِهَدِيَّتِهِ كَثِيرًا. فَكِّرْ أَيْضًا فِي فَاتِحٍ يَعِيشُ مَعَ وَالِدَيْهِ. رُبَّمَا لَا يَتَوَقَّعَانِ مِنْهُ أَنْ يُسَاهِمَ فِي مَصَارِيفِ ٱلْبَيْتِ. لٰكِنَّهُمَا يَقْبَلَانِ مُسَاهَمَتَهُ لِأَنَّهُ يُعَبِّرُ مِنْ خِلَالِهَا عَنْ تَقْدِيرِهِ لَهُمَا.
اَلْعَطَاءُ زَمَنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ
٧، ٨ كَيْفَ رَسَمَ شَعْبُ ٱللهِ ٱلْمِثَالَ فِي ٱلتَّبَرُّعِ (أ) لِأَجْلِ مَشَارِيعَ خُصُوصِيَّةٍ؟ (ب) لِدَعْمِ ٱلْعَمَلِ؟
٧ تُظْهِرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ شَعْبَ ٱللهِ فِي ٱلْمَاضِي قَدَّمُوا ٱلتَّبَرُّعَاتِ. فَقَدْ تَبَرَّعُوا أَحْيَانًا مِنْ أَجْلِ مَشَارِيعَ خُصُوصِيَّةٍ. مَثَلًا، دَعَا مُوسَى ٱلشَّعْبَ أَنْ يَتَبَرَّعُوا لِبِنَاءِ ٱلْمَسْكَنِ، وَجَمَعَ دَاوُدُ ٱلتَّبَرُّعَاتِ لِلْهَيْكَلِ. (خر ٣٥:٥؛ ١ اخ ٢٩:٥-٩) وَفِي أَيَّامِ ٱلْمَلِكِ يَهُوآشَ، ٱسْتَخْدَمَ ٱلْكَهَنَةُ أَمْوَالًا قَدَّمَهَا ٱلشَّعْبُ لِيُرَمِّمُوا بَيْتَ يَهْوَهَ. (٢ مل ١٢:٤، ٥) وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، سَمِعَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ عَنْ مَجَاعَةٍ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ. ‹فَصَمَّمُوا، كُلٌّ بِحَسَبِ طَاقَتِهِ، أَنْ يُرْسِلُوا إِعَانَةً إِلَى ٱلْإِخْوَةِ› ٱلسَّاكِنِينَ هُنَاكَ. — اع ١١:٢٧-٣٠.
٨ وَفِي أَحْيَانٍ أُخْرَى، تَبَرَّعَ شَعْبُ يَهْوَهَ لِدَعْمِ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَهُمْ. فَتَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، لَمْ يَحْصُلْ سِبْطُ لَاوِي عَلَى مِيرَاثٍ مِثْلَ بَاقِي ٱلْأَسْبَاطِ. بَلْ قَدَّمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لِلَّاوِيِّينَ ٱلْعُشُورَ لِيُرَكِّزَ هٰؤُلَاءِ عَلَى خِدْمَتِهِمْ فِي ٱلْمَسْكَنِ. (عد ١٨:٢١) كَمَا أَظْهَرَتْ بَعْضُ ٱلنِّسَاءِ ٱلْكَرَمَ لِيَسُوعَ وَرُسُلِهِ وَ «كُنَّ يَخْدُمْنَهُمْ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِنَّ». — لو ٨:١-٣.
٩ مِنْ أَيْنَ أَتَتْ بَعْضُ ٱلتَّبَرُّعَاتِ قَدِيمًا؟
٩ وَٱلتَّبَرُّعَاتُ أَتَتْ مِنْ مَصَادِرَ مُتَنَوِّعَةٍ. فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلَّذِينَ تَبَرَّعُوا لِلْمَسْكَنِ قَدَّمُوا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِمَّا أَخَذُوهُ مِنَ ٱلْمِصْرِيِّينَ. (خر ٣:٢١، ٢٢؛ ٣٥:٢٢-٢٤) وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، بَاعَ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُمْتَلَكَاتٍ كَٱلْحُقُولِ وَٱلْبُيُوتِ وَأَعْطَوْا ثَمَنَهَا لِلرُّسُلِ. ثُمَّ وَزَّعَ ٱلرُّسُلُ ٱلْمَالَ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُحْتَاجِينَ. (اع ٤:٣٤، ٣٥) أَمَّا آخَرُونَ فَٱعْتَادُوا أَنْ يَضَعُوا بَعْضَ ٱلْمَالِ جَانِبًا لِيَتَبَرَّعُوا لِلْعَمَلِ. (١ كو ١٦:٢) وَهٰكَذَا قَدَّمَ ٱلْجَمِيعُ ٱلدَّعْمَ، سَوَاءٌ كَانُوا أَغْنِيَاءَ أَوْ فُقَرَاءَ. — لو ٢١:١-٤.
اَلْعَطَاءُ فِي أَيَّامِنَا
١٠، ١١ (أ) كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِخُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْكُرَمَاءِ فِي ٱلْمَاضِي؟ (ب) كَيْفَ تَنْظُرُ إِلَى دَعْمِ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
١٠ تَنْشَأُ ٱلْحَاجَةُ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا أَنْ نَدْعَمَ مَشَارِيعَ خُصُوصِيَّةً. فَقَدْ نَحْتَاجُ أَنْ نُرَمِّمَ قَاعَةَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّتِي نَجْتَمِعُ فِيهَا أَوْ نَبْنِيَ وَاحِدَةً جَدِيدَةً. أَوْ رُبَّمَا نَتَبَرَّعُ لِتَرْمِيمِ مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ ٱلْمَحَلِّيِّ، تَغْطِيَةِ مَصَارِيفِ مَحْفِلٍ سَنَوِيٍّ، أَوْ مُسَاعَدَةِ ٱلْإِخْوَةِ بَعْدَ كَارِثَةٍ طَبِيعِيَّةٍ. بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، تَدْعَمُ تَبَرُّعَاتُنَا ٱلْمُرْسَلِينَ وَٱلْفَاتِحِينَ ٱلْخُصُوصِيِّينَ وَنُظَّارَ ٱلدَّوَائِرِ، فَضْلًا عَنِ ٱلْعَامِلِينَ فِي ٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ وَمَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْجَمَاعَاتِ تُرْسِلُ ٱلتَّبَرُّعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ لِبِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْمَحَافِلِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.
١١ بِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا أَنْ نَدْعَمَ هَيْئَةَ يَهْوَهَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. وَمُعْظَمُ ٱلتَّبَرُّعَاتِ لَا يُعْرَفُ مَنْ قَدَّمَهَا. فَنَحْنُ نَضَعُهَا فِي ٱلصَّنَادِيقِ دُونَ لَفْتِ ٱلْأَنْظَارِ إِلَيْنَا، أَوْ نُقَدِّمُهَا مِنْ خِلَالِ مَوْقِعِنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ. وَمَاذَا لَوْ شَعَرْنَا أَنَّ تَبَرُّعَنَا بِلَا أَهَمِّيَّةٍ؟ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱلْمَبَالِغَ ٱلصَّغِيرَةَ تُشَكِّلُ ٱلْقِسْمَ ٱلْأَكْبَرَ مِنَ ٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلْيَوْمَ. فَإِخْوَتُنَا، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ يُعَانُونَ ظُرُوفًا ٱقْتِصَادِيَّةً صَعْبَةً، يَتَمَثَّلُونَ بِٱلْإِخْوَةِ فِي مَقْدُونِيَةَ. فَمَعَ أَنَّ ٱلْمَقْدُونِيِّينَ عَاشُوا فِي ‹فَقْرٍ شَدِيدٍ›، تَوَسَّلُوا أَنْ يُسْمَحَ لَهُمْ بِٱلتَّبَرُّعِ وَأَعْطَوْا بِكَرَمٍ. — ٢ كو ٨:١-٤.
١٢ مَاذَا تَفْعَلُ ٱلْهَيْئَةُ لِتَسْتَخْدِمَ ٱلتَّبَرُّعَاتِ بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ؟
١٢ وَٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ تَسْعَى لِتَسْتَعْمِلَ ٱلتَّبَرُّعَاتِ بِأَمَانَةٍ وَحِكْمَةٍ. (مت ٢٤:٤٥) فَأَعْضَاؤُهَا يُصَلُّونَ كَيْ يَأْخُذُوا قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً، وَيُخَطِّطُونَ لِإِنْفَاقِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ. (لو ١٤:٢٨) فَفِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱهْتَمَّ رِجَالٌ أُمَنَاءُ بِٱلتَّبَرُّعَاتِ وَحَرِصُوا أَنْ تُصْرَفَ ٱلْأَمْوَالُ عَلَى عِبَادَةِ يَهْوَهَ. مَثَلًا، حَمَلَ عَزْرَا إِلَى أُورُشَلِيمَ فِضَّةً وَذَهَبًا وَتَبَرُّعَاتٍ أُخْرَى مِنَ ٱلْمَلِكِ ٱلْفَارِسِيِّ. وَقَدِ ٱعْتَبَرَ عَزْرَا هٰذِهِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ، ٱلَّتِي تَفُوقُ قِيمَتُهَا ٱلْيَوْمَ ١٠٠ مَلْيُونِ دُولَارٍ أَمِيرْكِيٍّ، تَقْدِمَاتٍ طَوْعِيَّةً لِيَهْوَهَ. فَأَعْطَى إِرْشَادَاتٍ مُفَصَّلَةً لِحِمَايَتِهَا فِي ٱلرِّحْلَةِ ٱلْخَطِرَةِ. (عز ٨:٢٤-٣٤) كَمَا جَمَعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ تَبَرُّعَاتٍ لِإِعَانَةِ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ. وَتَأَكَّدَ أَنَّ ٱلَّذِينَ يُوصِلُونَهَا يَهْتَمُّونَ بِهَا «بِنَزَاهَةٍ، لَا فِي نَظَرِ يَهْوَهَ فَقَطْ، بَلْ فِي نَظَرِ ٱلنَّاسِ أَيْضًا». (اقرأ ٢ كورنثوس ٨:١٨-٢١.) وَتَمَثُّلًا بِعَزْرَا وَبُولُسَ، تَتْبَعُ هَيْئَتُنَا إِجْرَاءَاتٍ دَقِيقَةً عِنْدَ ٱسْتِخْدَامِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ.
١٣ لِمَاذَا أَجْرَتِ ٱلْهَيْئَةُ بَعْضَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ فِي ٱلْفَتْرَةِ ٱلْأَخِيرَةِ؟
١٣ أَحْيَانًا، تُجْرِي ٱلْعَائِلَاتُ تَغْيِيرَاتٍ لِتُوَازِنَ بَيْنَ مَدْخُولِهَا وَمَصْرُوفِهَا. أَوْ تَبْحَثُ عَنْ طُرُقٍ لِتُبَسِّطَ حَيَاتَهَا كَيْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ أَكْثَرَ. وَهٰذَا مَا تَفْعَلُهُ ٱلْهَيْئَةُ أَيْضًا. فَفِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَخِيرَةِ، بَدَأَتْ بِٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلْمَشَارِيعِ ٱلْجَدِيدَةِ. وَلٰكِنْ فِي بَعْضِ ٱلْأَوْقَاتِ، فَاقَتِ ٱلْمَصَارِيفُ ٱلتَّبَرُّعَاتِ. لِذَا بَحَثَتِ ٱلْهَيْئَةُ عَنْ طُرُقٍ لِتُقَلِّلَ ٱلْمَصَارِيفَ وَتُبَسِّطَ ٱلْعَمَلَ. وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، تَسْتَفِيدُ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مِنْ تَبَرُّعَاتِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلسَّخِيَّةِ.
مَشَارِيعُ تُمَوِّلُهَا تَبَرُّعَاتُنَا
تَبَرُّعَاتُكَ تَدْعَمُ عَمَلَنَا ٱلْعَالَمِيَّ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٤-١٦.)
١٤-١٦ (أ) أَيُّ إِنْجَازَاتٍ تَتَحَقَّقُ بِفَضْلِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ؟ (ب) كَيْفَ ٱسْتَفَدْتَ شَخْصِيًّا مِنَ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلْجَدِيدَةِ؟
١٤ غَالِبًا مَا يُعَبِّرُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْقُدَمَاءُ عَنْ فَرَحِهِمْ بِٱلتَّدَابِيرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ ٱلْيَوْمَ. فَفِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَخِيرَةِ، أَطْلَقَتْ هَيْئَتُنَا ٱلْمَوْقِعَ jw.org وَمَحَطَّةَ JW. كَمَا أَصْدَرَتْ تَرْجَمَةَ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ بِلُغَاتٍ كَثِيرَةٍ. وَبَيْنَ عَامَيْ ٢٠١٤ وَ ٢٠١٥، فَرِحَ إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ بِحُضُورِ ٱلْمَحْفِلِ ٱلْأُمَمِيِّ «دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ ٱللهِ!». وَقَدْ عُقِدَ هٰذَا ٱلْمَحْفِلُ فِي مُدَرَّجَاتٍ ضَخْمَةٍ فِي ١٤ مَدِينَةً حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.
١٥ وَقَدْ عَبَّرَ كَثِيرُونَ عَنْ تَقْدِيرِهِمْ لِكُلِّ مَا تُعِدُّهُ هَيْئَةُ يَهْوَهَ مِنْ أَجْلِهِمْ. فَبِخُصُوصِ مَحَطَّةِ JW مَثَلًا، كَتَبَ زَوْجَانِ مُعَيَّنَانِ فِي بَلَدٍ أَسْيَوِيٍّ: «نَخْدُمُ فِي مَدِينَةٍ صَغِيرَةٍ. لِذَا نَشْعُرُ أَحْيَانًا أَنَّنَا مَعْزُولَانِ وَنَنْسَى ضَخَامَةَ عَمَلِ يَهْوَهَ. وَلٰكِنْ حِينَ نُشَاهِدُ ٱلْبَرَامِجَ عَلَى مَحَطَّةِ JW، نَتَذَكَّرُ أَنَّ لَنَا إِخْوَةً حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. كَمَا أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْمَحَلِّيِّينَ يُحِبُّونَ ٱلْمَحَطَّةَ كَثِيرًا. وَبَعْدَ مُشَاهَدَةِ ٱلْبَرْنَامَجِ ٱلشَّهْرِيِّ، غَالِبًا مَا يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ أَقْرَبُ إِلَى ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ، وَأَنَّهُمْ فَخُورُونَ بِٱنْتِمَائِهِمْ إِلَى هَيْئَةِ يَهْوَهَ».
١٦ وَيَعْمَلُ ٱلْإِخْوَةُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ عَلَى بِنَاءِ وَتَرْمِيمِ حَوَالَيْ ٢٬٥٠٠ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ. وَقَدْ كَتَبَ إِخْوَةٌ فِي هُنْدُورَاس بَعْدَمَا حَصَلُوا عَلَى قَاعَةٍ جَدِيدَةٍ، قَائِلِينَ: «نَفْرَحُ كَثِيرًا لِأَنَّنَا نَنْتَمِي إِلَى عَائِلَةِ يَهْوَهَ ٱلْكَوْنِيَّةِ وَنَتَمَتَّعُ بِوَحْدَةٍ عَالَمِيَّةٍ. فَأَخِيرًا تَحَقَّقَ حُلْمُنَا بِأَنْ نَرَى قَاعَةَ مَلَكُوتٍ فِي مِنْطَقَتِنَا». كَمَا يَشْعُرُ كَثِيرُونَ بِٱلِٱمْتِنَانِ بَعْدَمَا يَسْتَفِيدُونَ مِنْ أَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ. وَيُعَبِّرُ آخَرُونَ عَنْ تَقْدِيرِهِمْ عِنْدَمَا يَحْصُلُونَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ بِلُغَتِهِمْ، أَوْ يَرَوْنَ نَتَائِجَ ٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ فِي مُقَاطَعَتِهِمْ.
١٧ لِمَ نَحْنُ أَكِيدُونَ أَنَّ يَهْوَهَ يَدْعَمُ عَمَلَ ٱلْهَيْئَةِ؟
١٧ يَسْتَغْرِبُ ٱلنَّاسُ كَيْفَ نُنْجِزُ عَمَلَنَا ٱلْهَائِلَ بِوَاسِطَةِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ فَقَطْ. مَثَلًا، زَارَ مُدِيرُ شَرِكَةٍ كَبِيرَةٍ إِحْدَى مَطَابِعِنَا. وَٱنْدَهَشَ لِأَنَّ ٱلْعَامِلِينَ مُتَطَوِّعُونَ، وَٱلْعَمَلَ قَائِمٌ عَلَى ٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلطَّوْعِيَّةِ دُونَ أَيِّ حَمَلَاتٍ لِجَمْعِهَا. وَقَالَ إِنَّ مَا نُنْجِزُهُ مُسْتَحِيلٌ نَظَرِيًّا. وَمَعَهُ حَقٌّ. لٰكِنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ «ٱلْمُسْتَحِيلَ» مُمْكِنٌ بِدَعْمِ يَهْوَهَ. — اي ٤٢:٢.
يَهْوَهُ يُبَارِكُكَ عَلَى كَرَمِكَ
١٨ (أ) أَيُّ بَرَكَاتٍ نَنَالُهَا حِينَ نَدْعَمُ عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ؟ (ب) كَيْفَ نُدَرِّبُ أَوْلَادَنَا وَٱلْجُدُدَ أَنْ يَدْعَمُوا ٱلْعَمَلَ؟
١٨ يُتِيحُ لَنَا يَهْوَهُ أَنْ نَدْعَمَ عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلضَّخْمَ. وَهٰذَا شَرَفٌ كَبِيرٌ لَنَا. وَهُوَ يُؤَكِّدُ أَنَّهُ سَيُبَارِكُنَا عَلَى ذٰلِكَ. (مل ٣:١٠) وَيَعِدُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُعْطِيهِ بِكَرَمٍ سَيَزْدَهِرُ. (اقرإ الامثال ١١:٢٤، ٢٥.) وَلَا نَنْسَ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ يُفْرِحُنَا لِأَنَّ «ٱلسَّعَادَةَ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ». (اع ٢٠:٣٥) وَيُمْكِنُنَا أَنْ نُعَلِّمَ أَوْلَادَنَا وَٱلْجُدُدَ بِكَلَامِنَا وَمِثَالِنَا كَيْفَ يَدْعَمُونَ عَمَلَ يَهْوَهَ. وَهٰكَذَا يَتَمَتَّعُونَ هُمْ أَيْضًا بِبَرَكَاتٍ كَثِيرَةٍ.
١٩ عَلَامَ شَجَّعَتْكَ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
١٩ خِتَامًا، كُلُّ مَا لَدَيْنَا هُوَ مِنْ يَهْوَهَ. وَحِينَ نَرُدُّ لَهُ مِنْ عَطَايَاهُ، نُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّهُ وَنُقَدِّرُ مَا يَفْعَلُهُ مِنْ أَجْلِنَا. (١ اخ ٢٩:١٧) فِي ٱلْمَاضِي، فَرِحَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عِنْدَمَا تَبَرَّعُوا لِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ، ‹لِأَنَّهُمْ بِقَلْبٍ كَامِلٍ قَدَّمُوا قَرَابِينَ طَوْعِيَّةً لِيَهْوَهَ›. (١ اخ ٢٩:٩) فَلْنَفْرَحْ نَحْنُ أَيْضًا بِإِعْطَائِهِ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا.