الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤

مناسبة بسيطة تعلِّمنا الكثير عن ملكنا السماوي

مناسبة بسيطة تعلِّمنا الكثير عن ملكنا السماوي

‏«هٰذَا يُمَثِّلُ جَسَدِي .‏ .‏ .‏ هٰذِهِ تُمَثِّل ‹دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ›».‏ —‏ مت ٢٦:‏٢٦-‏٢٨‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٦ سَبِّحُوا يَهْوَهَ عَلَى مَلَكُوتِ ٱلْمَسِيحِ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١-‏٢ ‏(‏أ)‏ لِمَ لَا نَسْتَغْرِبُ أَنَّ يَسُوعَ وَضَعَ نَمُوذَجًا بَسِيطًا لِذِكْرَى مَوْتِهِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ صِفَاتٍ يَتَحَلَّى بِهَا يَسُوعُ سَنُنَاقِشُهَا؟‏

مَاذَا يَحْدُثُ خِلَالَ ذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ مُعْظَمَنَا يُجِيبُ بِسُهُولَةٍ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ.‏ فَهٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةُ بَسِيطَةٌ جِدًّا،‏ رَغْمَ أَنَّهَا فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏ وَلٰكِنْ قَدْ نَتَسَاءَلُ:‏ ‹لِمَ تَمْتَازُ ٱلذِّكْرَى بِٱلْبَسَاطَةِ؟‏›.‏

٢ خِلَالَ خِدْمَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ ٱشْتَهَرَ بِتَعْلِيمِ حَقَائِقَ مُهِمَّةٍ بِأُسْلُوبٍ بَسِيطٍ،‏ وَاضِحٍ،‏ وَسَهْلِ ٱلْفَهْمِ.‏ (‏مت ٧:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ أَوْصَانَا أَنْ نُحْيِيَ ذِكْرَى مَوْتِهِ بِطَرِيقَةٍ بَسِيطَةٍ،‏ لٰكِنَّهَا تَحْمِلُ مَغْزًى عَمِيقًا.‏ * فَلْنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْعَشَاءِ ٱلتَّذْكَارِيِّ وَبَعْضِ أَقْوَالِ يَسُوعَ وَأَفْعَالِهِ.‏ وَهٰكَذَا نَتَعَلَّمُ ٱلْمَزِيدَ عَنْ تَوَاضُعِهِ وَشَجَاعَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ،‏ وَنَعْرِفُ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ.‏

تَوَاضُعُ يَسُوعَ

يُذَكِّرُنَا ٱلْخُبْزُ وَٱلْخَمْرُ،‏ رَمْزَا ٱلذِّكْرَى،‏ أَنَّ يَسُوعَ قَدَّمَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِنَا وَأَنَّهُ يَمْلِكُ ٱلْآنَ فِي ٱلسَّمَاءِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٣-‏٥.‏)‏

٣ بِحَسَبِ مَتَّى ٢٦:‏٢٦-‏٢٨‏،‏ كَيْفَ كَانَ ٱلْعَشَاءُ ٱلتَّذْكَارِيُّ،‏ وَمَاذَا مَثَّلَ ٱلْخُبْزُ وَٱلْخَمْرُ؟‏

٣ أَسَّسَ يَسُوعُ ذِكْرَى مَوْتِهِ بِحُضُورِ رُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْـ‍ ١١.‏ وَلِيُقِيمَ هٰذَا ٱلْعَشَاءَ ٱلْبَسِيطَ،‏ ٱسْتَعْمَلَ بَعْضَ بَقَايَا وَجْبَةِ ٱلْفِصْحِ.‏ ‏(‏اقرأ متى ٢٦:‏٢٦-‏٢٨‏.‏)‏ فَلَمْ يَأْخُذْ سِوَى ٱلْخُبْزِ ٱلْفَطِيرِ وَٱلْخَمْرِ ٱلْمُتَوَفِّرَيْنِ.‏ وَقَالَ لِرُسُلِهِ إِنَّهُمَا يُمَثِّلَانِ جَسَدَهُ وَدَمَهُ ٱلْكَامِلَيْنِ،‏ ٱللَّذَيْنِ سَيُقَدِّمُهُمَا قَرِيبًا مِنْ أَجْلِهِمْ.‏ لٰكِنَّ بَسَاطَةَ هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ ٱلْجَدِيدَةِ وَٱلْمُهِمَّةِ رُبَّمَا لَمْ تُفَاجِئِ ٱلرُّسُلَ.‏ وَلِمَ لَا؟‏

٤ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا نَصِيحَةُ يَسُوعَ لِمَرْثَا أَنْ نَفْهَمَ لِمَ ٱلذِّكْرَى بَسِيطَةٌ؟‏

٤ لَاحِظْ مَا حَدَثَ قَبْلَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ.‏ فَخِلَالَ ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ مِنْ خِدْمَةِ يَسُوعَ،‏ زَارَ أَصْدِقَاءَهُ ٱلْأَحِمَّاءَ لِعَازَرَ وَمَرْثَا وَمَرْيَمَ.‏ وَفِي هٰذَا ٱلْجَوِّ ٱلْمُرِيحِ،‏ رَاحَ يُعَلِّمُ ٱلْحَاضِرِينَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ مَرْثَا كَانَتْ مَوْجُودَةً،‏ لٰكِنَّهَا ٱلْتَهَتْ بِتَحْضِيرِ وَجْبَةٍ كَبِيرَةٍ عَلَى شَرَفِ ضَيْفِهَا ٱلْمُمَيَّزِ.‏ فَصَحَّحَ يَسُوعُ تَفْكِيرَهَا بِلُطْفٍ.‏ وَسَاعَدَهَا أَنْ تَرَى أَنْ لَا حَاجَةَ دَائِمًا إِلَى أَطْبَاقٍ كَثِيرَةٍ.‏ (‏لو ١٠:‏٤٠-‏٤٢‏)‏ وَفِي مَا بَعْدُ،‏ قَبْلَ مُجَرَّدِ سَاعَاتٍ مِنْ تَقْدِيمِ نَفْسِهِ فِدْيَةً،‏ عَمِلَ هُوَ أَيْضًا بِمُوجَبِ مَشُورَتِهِ.‏ فَأَبْقَى ٱلذِّكْرَى بَسِيطَةً.‏ فَلْنَرَ مَاذَا يُعَلِّمُنَا ذٰلِكَ عَنْهُ.‏

٥ مَاذَا تُعَلِّمُنَا بَسَاطَةُ ٱلذِّكْرَى عَنْ يَسُوعَ،‏ وَكَيْفَ يَنْسَجِمُ ذٰلِكَ مَعَ فِيلِبِّي ٢:‏٥-‏٨‏؟‏

٥ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّوَاضُعَ فِي كُلِّ أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ.‏ فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنَّ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ بَرَزَتْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏مت ١١:‏٢٩‏)‏ فَقَدْ عَرَفَ أَنَّهُ سَيُقَدِّمُ أَعْظَمَ تَضْحِيَةٍ فِي ٱلتَّارِيخِ،‏ وَأَنَّ يَهْوَهَ سَيُقِيمُهُ وَيُتَوِّجُهُ مَلِكًا فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَمْ يَلْفِتِ ٱلنَّظَرَ إِلَى نَفْسِهِ بِفَرْضِ ٱحْتِفَالٍ ضَخْمٍ بِذِكْرَى مَوْتِهِ.‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ،‏ طَلَبَ مِنْ تَلَامِيذِهِ أَنْ يُقِيمُوا سَنَوِيًّا مُنَاسَبَةً بَسِيطَةً لٰكِنَّهَا تَلِيقُ بِٱلْحَدَثِ.‏ (‏يو ١٣:‏١٥؛‏ ١ كو ١١:‏٢٣-‏٢٥‏)‏ وَهٰذَا دَلَّ أَنَّ يَسُوعَ لَيْسَ مُتَكَبِّرًا.‏ فَكَمْ نَفْرَحُ لِأَنَّ ٱلتَّوَاضُعَ صِفَةٌ بَارِزَةٌ عِنْدَ مَلِكِنَا ٱلسَّمَاوِيِّ!‏ —‏ اقرأ فيلبي ٢:‏٥-‏٨‏.‏

٦ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِتَوَاضُعِ يَسُوعَ حِينَ نُوَاجِهُ ٱلْمِحَنَ؟‏

٦ وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِتَوَاضُعِ يَسُوعَ؟‏ بِوَضْعِ مَصَالِحِ ٱلْآخَرِينَ قَبْلَ مَصَالِحِنَا.‏ (‏في ٢:‏٣،‏ ٤‏)‏ فَفِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ أَدْرَكَ أَنَّهُ سَيَمُوتُ مَوْتًا أَلِيمًا.‏ رَغْمَ ذٰلِكَ،‏ حَمَلَ هَمَّ رُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ كَانُوا سَيَحْزَنُونَ عَلَيْهِ.‏ لِذَا أَمْضَى تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ يُعَلِّمُهُمْ وَيُشَجِّعُهُمْ وَيُطَمْئِنُهُمْ.‏ (‏يو ١٤:‏٢٥-‏٣١‏)‏ لَقَدْ دَفَعَ ٱلتَّوَاضُعُ يَسُوعَ أَنْ يَهْتَمَّ بِٱلْآخَرِينَ أَكْثَرَ مِنْ نَفْسِهِ.‏ وَهٰكَذَا تَرَكَ لَنَا مِثَالًا رَائِعًا.‏

شَجَاعَةُ يَسُوعَ

٧ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلشَّجَاعَةَ بَعْدَمَا أَسَّسَ عَشَاءَ ٱلرَّبِّ؟‏

٧ بَعْدَ تَأْسِيسِ عَشَاءِ ٱلرَّبِّ،‏ أَظْهَرَ يَسُوعُ شَجَاعَةً كَبِيرَةً.‏ فَقَدْ قَبِلَ مَشِيئَةَ أَبِيهِ لَهُ،‏ رَغْمَ عِلْمِهِ أَنَّ ذٰلِكَ سَيُؤَدِّي إِلَى إِعْدَامِهِ بِتُهْمَةِ ٱلتَّجْدِيفِ ٱلْمُهِينَةِ.‏ (‏مت ٢٦:‏٦٥،‏ ٦٦؛‏ لو ٢٢:‏٤١،‏ ٤٢‏)‏ كَمَا حَافَظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ كَامِلًا،‏ وَذٰلِكَ لِيُكْرِمَ ٱسْمَ يَهْوَهَ،‏ يُؤَيِّدَ سُلْطَانَهُ،‏ وَيُعْطِيَ ٱلْبَشَرَ ٱلتَّائِبِينَ فُرْصَةَ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ هَيَّأَ أَتْبَاعَهُ لِمَا سَيُوَاجِهُونَهُ قَرِيبًا.‏

٨ ‏(‏أ)‏ مَاذَا أَخْبَرَ يَسُوعُ رُسُلَهُ ٱلْأُمَنَاءَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَمَثَّلَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ بِشَجَاعَتِهِ؟‏

٨ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلشَّجَاعَةَ أَيْضًا حِينَ لَمْ يُرَكِّزْ عَلَى مَخَاوِفِهِ،‏ بَلْ عَلَى حَاجَاتِ رُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ.‏ فَٱلْمُنَاسَبَةُ ٱلْبَسِيطَةُ ٱلَّتِي أَسَّسَهَا بَعْدَمَا صَرَفَ يَهُوذَا،‏ كَانَتْ سَتُذَكِّرُ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلْفَوَائِدِ ٱلنَّاتِجَةِ عَنْ دَمِهِ ٱلْمَسْفُوكِ وَعَنْ مُشَارَكَتِهِمْ فِي ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ.‏ (‏١ كو ١٠:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وَلِيُسَاعِدَ ٱلرُّسُلَ أَنْ يَبْقَوْا أُمَنَاءَ وَيَنَالُوا مُكَافَأَتَهُمُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ،‏ أَخْبَرَهُمْ بِمَا يَطْلُبُهُ هُوَ وَأَبُوهُ مِنْهُمْ.‏ (‏يو ١٥:‏١٢-‏١٥‏)‏ كَمَا أَخْبَرَهُمْ عَنِ ٱلْمِحَنِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُهُمْ.‏ ثُمَّ دَعَاهُمْ أَنْ ‹يَتَشَجَّعُوا›،‏ مُشِيرًا إِلَى مِثَالِهِ هُوَ.‏ (‏يو ١٦:‏١-‏٤أ،‏ ٣٣‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ ٱتَّبَعَ ٱلتَّلَامِيذُ لِسَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ مِثَالَهُ فِي ٱلشَّجَاعَةِ وَٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ.‏ فَدَعَمُوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ فِي شَتَّى ٱلْمِحَنِ،‏ مَعَ أَنَّ ذٰلِكَ سَبَّبَ لَهُمُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمُعَانَاةِ.‏ —‏ عب ١٠:‏٣٣،‏ ٣٤‏.‏

٩ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِشَجَاعَةِ يَسُوعَ؟‏

٩ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ نَحْنُ نَتَمَثَّلُ بِشَجَاعَةِ يَسُوعَ.‏ مَثَلًا،‏ نُظْهِرُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ عِنْدَمَا نُسَاعِدُ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمُضْطَهَدِينَ بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ.‏ فَحِينَ يُسْجَنُونَ ظُلْمًا،‏ نَبْذُلُ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا لِنَدْعَمَهُمْ.‏ لِذَا نُصَلِّي مِنْ أَجْلِهِمْ،‏ وَنُدَافِعُ عَنْهُمْ أَمَامَ ٱلْمَسْؤُولِينَ أَوْ فِي ٱلْمَحَاكِمِ.‏ (‏في ١:‏١٤؛‏ عب ١٣:‏١٩‏)‏ وَنُظْهِرُ ٱلشَّجَاعَةَ أَيْضًا عِنْدَمَا نَسْتَمِرُّ فِي ٱلْكِرَازَةِ «بِجُرْأَةٍ».‏ (‏اع ١٤:‏٣‏)‏ فَمِثْلَ يَسُوعَ،‏ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ أَنْ نُبَشِّرَ بِٱلْمَلَكُوتِ رَغْمَ ٱلْمُقَاوَمَةِ وَٱلِٱضْطِهَادِ.‏ وَلٰكِنْ مَا ٱلْعَمَلُ حِينَ تَنْقُصُنَا ٱلشَّجَاعَةُ؟‏

١٠ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ فِي ٱلْأَسَابِيعِ ٱلَّتِي تَسْبِقُ ٱلذِّكْرَى،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٠ نَزِيدُ شَجَاعَتَنَا حِينَ نُفَكِّرُ فِي ٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي نَتَمَتَّعُ بِهِ بِفَضْلِ ٱلْفِدْيَةِ.‏ (‏يو ٣:‏١٦؛‏ اف ١:‏٧‏)‏ وَلَدَيْنَا فُرْصَةٌ مُمَيَّزَةٌ لِنُعَمِّقَ تَقْدِيرَنَا لَهَا فِي ٱلْأَسَابِيعِ ٱلَّتِي تَسْبِقُ ٱلذِّكْرَى.‏ فَيَجِبُ أَنْ نَتْبَعَ بَرْنَامَجَ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِهٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ،‏ وَنَتَأَمَّلَ بِجِدِّيَّةٍ فِي مَا حَدَثَ قَبْلَ مَوْتِ يَسُوعَ وَبَعْدَهُ.‏ وَهٰكَذَا حِينَ نَحْضُرُ ٱلذِّكْرَى،‏ نَفْهَمُ أَكْثَرَ مَغْزَى ٱلرَّمْزَيْنِ وَٱلتَّضْحِيَةَ ٱلْفَرِيدَةَ ٱلَّتِي يُمَثِّلَانِهَا.‏ فَنُقَدِّرُ مَا فَعَلَهُ يَسُوعُ وَيَهْوَهُ مِنْ أَجْلِنَا،‏ وَنَفْهَمُ كَيْفَ يُفِيدُنَا نَحْنُ وَأَحِبَّاءَنَا.‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ يَقْوَى رَجَاؤُنَا وَنَنْدَفِعُ أَنْ نَحْتَمِلَ بِشَجَاعَةٍ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ.‏ —‏ عب ١٢:‏٣‏.‏

١١-‏١٢ مَاذَا تَعَلَّمْنَا حَتَّى ٱلْآنَ؟‏

١١ كَمَا رَأَيْنَا،‏ لَا يُذَكِّرُنَا عَشَاءُ ٱلرَّبِّ بِٱلْفِدْيَةِ ٱلثَّمِينَةِ فَقَطْ،‏ بَلْ أَيْضًا بِتَوَاضُعِ يَسُوعَ وَشَجَاعَتِهِ.‏ فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ أَنَّ رَئِيسَ كَهَنَتِنَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ لَنَا لَا يَزَالُ يُعْرِبُ عَنْ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ!‏ (‏عب ٧:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وَلِكَيْ نُعَبِّرَ عَنِ ٱمْتِنَانِنَا ٱلْعَمِيقِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ مَوْتَهُ تَمَامًا كَمَا أَوْصَانَا.‏ (‏لو ٢٢:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَهٰذَا مَا نَفْعَلُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي يُقَابِلُ ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ،‏ أَهَمَّ يَوْمٍ فِي ٱلسَّنَةِ.‏

١٢ إِلَّا أَنَّ بَسَاطَةَ هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ تُظْهِرُ صِفَةً أُخْرَى دَفَعَتْ يَسُوعَ أَنْ يَمُوتَ مِنْ أَجْلِنَا،‏ صِفَةً عُرِفَ بِهَا وَهُوَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَمَا هِيَ؟‏

مَحَبَّةُ يَسُوعَ

١٣ كَيْفَ تَصِفُ يُوحَنَّا ١٥:‏٩ وَ ١ يُوحَنَّا ٤:‏٨-‏١٠ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ،‏ وَمَنْ يَسْتَفِيدُ مِنْ مَحَبَّتِهِمَا؟‏

١٣ عَكَسَ يَسُوعُ بِكُلِّ أَعْمَالِهِ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ ٱلشَّدِيدَةَ لَنَا.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ١٥:‏٩؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٨-‏١٠‏.‏)‏ وَأَهَمُّهَا أَنَّهُ قَدَّمَ حَيَاتَهُ طَوْعًا مِنْ أَجْلِنَا.‏ وَسَوَاءٌ كُنَّا مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَوِ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›،‏ نَسْتَفِيدُ مِنْ مَحَبَّتِهِ هُوَ وَأَبِيهِ ٱلَّتِي ظَهَرَتْ مِنْ خِلَالِ ٱلْفِدْيَةِ.‏ (‏يو ١٠:‏١٦؛‏ ١ يو ٢:‏٢‏)‏ لٰكِنَّ ٱلذِّكْرَى بِحَدِّ ذَاتِهَا تَكْشِفُ أَيْضًا مَحَبَّةَ يَسُوعَ وَمُرَاعَاتَهُ لِتَلَامِيذِهِ.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏

أَظْهَرَتْ بَسَاطَةُ ٱلذِّكْرَى مَحَبَّةَ يَسُوعَ،‏ إِذْ أَتَاحَتْ لِأَتْبَاعِهِ أَنْ يُحْيُوهَا عَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ وَفِي مُخْتَلِفِ ٱلظُّرُوفِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٤-‏١٦.‏)‏ *

١٤ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلْمَحَبَّةَ لِتَلَامِيذِهِ؟‏

١٤ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلْمَحَبَّةَ لِأَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ حِينَ أَوْصَاهُمْ أَنْ يُقِيمُوا مُنَاسَبَةً بَسِيطَةً لَا تَتَضَمَّنُ طُقُوسًا مُعَقَّدَةً.‏ فَسَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ،‏ وَجَبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُحْيُوا ٱلذِّكْرَى فِي مُخْتَلِفِ ٱلظُّرُوفِ،‏ بِمَا فِيهَا ٱلسَّجْنُ.‏ (‏رؤ ٢:‏١٠‏)‏ فَهَلْ تَمَكَّنُوا مِنْ إِطَاعَةِ يَسُوعَ؟‏ بِكُلِّ تَأْكِيدٍ!‏

١٥-‏١٦ كَيْفَ أَحْيَا ٱلْبَعْضُ ٱلذِّكْرَى فِي ظُرُوفٍ صَعْبَةٍ؟‏

١٥ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ حَتَّى أَيَّامِنَا،‏ بَذَلَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ جُهْدَهُمْ لِيُحْيُوا ٱلذِّكْرَى.‏ وَقَدِ ٱتَّبَعُوا قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ ٱلنَّمُوذَجَ ٱلَّذِي وَضَعَهُ يَسُوعُ،‏ حَتَّى حِينَ وَاجَهُوا أَوْضَاعًا صَعْبَةً.‏ مَثَلًا،‏ فِي ٱلْحَبْسِ ٱلِٱنْفِرَادِيِّ فِي ٱلصِّينِ،‏ ٱضْطُرَّ ٱلْأَخُ هَارُولْد كِينْغ أَنْ يَكُونَ خَلَّاقًا لِيُحْيِيَ عَشَاءَ ٱلرَّبِّ.‏ فَٱسْتَعْمَلَ مَا تَوَفَّرَ لَهُ لِيُحَضِّرَ ٱلرَّمْزَيْنِ سِرًّا.‏ كَمَا حَسَبَ تَارِيخَ ٱلذِّكْرَى بِأَكْثَرِ دِقَّةٍ مُمْكِنَةٍ.‏ ثُمَّ ٱحْتَفَلَ بِهَا وَحْدَهُ فِي زِنْزَانَتِهِ.‏ فَرَنَّمَ،‏ صَلَّى،‏ ثُمَّ أَلْقَى خِطَابًا مُؤَسَّسًا عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

١٦ تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مِثَالِ مَجْمُوعَةٍ مِنَ ٱلْأَخَوَاتِ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ.‏ فَقَدْ خَاطَرْنَ بِحَيَاتِهِنَّ لِإِحْيَاءِ ٱلذِّكْرَى فِي مُعَسْكَرِ ٱعْتِقَالٍ.‏ وَلٰكِنْ بِمَا أَنَّ ٱلْمُنَاسَبَةَ بَسِيطَةٌ جِدًّا،‏ ٱسْتَطَعْنَ أَنْ يَحْتَفِلْنَ بِهَا دُونَ لَفْتِ ٱلنَّظَرِ.‏ أَخْبَرْنَ:‏ «وَقَفْنَا جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ فِي دَائِرَةٍ.‏ وَوَضَعْنَا ٱلرَّمْزَيْنِ فِي ٱلْوَسَطِ عَلَى مَسْنَدٍ لِلْقَدَمَيْنِ تُغَطِّيهِ قِطْعَةُ قُمَاشٍ بَيْضَاءُ.‏ وَخَوْفًا مِنْ أَنْ يَفْضَحَنَا ٱلضَّوْءُ ٱلْكَهْرَبَائِيُّ،‏ أَضَأْنَا ٱلْغُرْفَةَ بِشَمْعَةٍ .‏ .‏ .‏ وَعَبَّرْنَا مُجَدَّدًا عَنْ نَذْرِنَا لِأَبِينَا بِأَنْ نَسْتَعْمِلَ كُلَّ قُوَّتِنَا لِنُبَرِّئَ ٱسْمَهُ ٱلْقُدُّوسَ».‏ فَيَا لَهٰذَا ٱلْإِيمَانِ ٱلْقَوِيِّ!‏ وَيَا لَلْمَحَبَّةِ ٱلْكَبِيرَةِ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا يَسُوعُ،‏ إِذْ أَتَاحَ لَنَا أَنْ نُحْيِيَ ٱلذِّكْرَى وَلَوْ فِي أَصْعَبِ ٱلظُّرُوفِ!‏

١٧ مَاذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا؟‏

١٧ فِيمَا تَقْتَرِبُ ٱلذِّكْرَى،‏ يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹كَيْفَ أَتَمَثَّلُ أَكْثَرَ بِمَحَبَّةِ يَسُوعَ؟‏ هَلْ أَضَعُ حَاجَاتِ رُفَقَائِي ٱلْمُؤْمِنِينَ قَبْلَ حَاجَاتِي؟‏ وَهَلْ أَطْلُبُ مِنْهُمْ مَا يَفُوقُ طَاقَتَهُمْ،‏ أَمْ آخُذُ حُدُودَهُمْ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ؟‏›.‏ فَلْنَتَمَثَّلْ دَائِمًا بِيَسُوعَ وَنَكُنْ «مُتَعَاطِفِينَ».‏ —‏ ١ بط ٣:‏٨‏.‏

أَبْقِ مِثَالَ يَسُوعَ فِي بَالِكَ

١٨-‏١٩ ‏(‏أ)‏ مِمَّ نَحْنُ وَاثِقُونَ؟‏ (‏ب)‏ عَلَامَ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ؟‏

١٨ لَنْ نُحْيِيَ ذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ لِوَقْتٍ طَوِيلٍ بَعْدُ.‏ فَحِينَ «يَجِيءُ» خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ،‏ سَيَجْمَعُ بَقِيَّةَ «مُخْتَارِيهِ» إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏ وَلَنْ تُقَامَ ٱلذِّكْرَى بَعْدَ ذٰلِكَ.‏ —‏ ١ كو ١١:‏٢٦؛‏ مت ٢٤:‏٣١‏.‏

١٩ وَلٰكِنْ حَتَّى بَعْدَمَا يَتَوَقَّفُ شَعْبُ يَهْوَهَ عَنْ إِحْيَاءِ ٱلذِّكْرَى،‏ نَثِقُ أَنَّهُمْ لَنْ يَنْسَوْهَا.‏ فَسَتَظَلُّ تُذَكِّرُهُمْ بِأَعْظَمِ تَوَاضُعٍ وَشَجَاعَةٍ وَمَحَبَّةٍ أَظْهَرَهَا إِنْسَانٌ يَوْمًا.‏ فَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلَّذِينَ ٱحْتَفَلُوا بِهَا سَيَتَحَدَّثُونَ عَنْهَا لِفَائِدَةِ ٱلْمَوْجُودِينَ آنَذَاكَ.‏ وَلٰكِنْ كَيْ نَسْتَفِيدَ مِنْهَا ٱلْآنَ،‏ لِنُصَمِّمْ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِتَوَاضُعِ يَسُوعَ،‏ شَجَاعَتِهِ،‏ وَمَحَبَّتِهِ.‏ وَعِنْدَئِذٍ،‏ نَثِقُ أَنَّنَا سَنَنَالُ مُكَافَأَتَنَا مِنْ يَهْوَهَ.‏ —‏ ٢ بط ١:‏١٠،‏ ١١‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٣ يَسُوعُ هُوَ مِثَالِي

^ ‎الفقرة 5‏ عَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَنَحْضُرُ عَشَاءَ ٱلرَّبِّ لِنَتَذَكَّرَ مَوْتَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةُ ٱلْبَسِيطَةُ تُعَلِّمُنَا ٱلْكَثِيرَ عَنْ تَوَاضُعِ يَسُوعَ،‏ شَجَاعَتِهِ،‏ وَمَحَبَّتِهِ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَرَى كَيْفَ نُظْهِرُ نَحْنُ أَيْضًا هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ ٱلرَّائِعَةَ.‏

^ ‎الفقرة 2‏ شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ:‏ تُشِيرُ كَلِمَةُ ذِكْرَى إِلَى مُنَاسَبَةٍ مُمَيَّزَةٍ تُقَامُ لِتَذَكُّرِ وَتَكْرِيمِ شَخْصٍ أَوْ حَدَثٍ مُهِمٍّ.‏

^ ‎الفقرة 56‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ خُدَّامٌ أُمَنَاءُ يُحْيُونَ ٱلذِّكْرَى فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؛‏ فِي أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ؛‏ فِي مُعَسْكَرِ ٱعْتِقَالٍ نَازِيٍّ؛‏ وَفِي قَاعَةِ مَلَكُوتٍ مُتَوَاضِعَةٍ دُونَ جُدْرَانٍ فِي بَلَدٍ حَارٍّ بِأَمِيرْكَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ.‏