مقالة الدرس ٣
انت غالٍ على قلب يهوه
«يَهْوَهُ قَرِيبٌ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ». — مز ٣٤:١٨.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٣٣ أَلْقِ عِبْئَكَ عَلَى يَهْوَهَ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١-٢ أَيَّةُ ظُرُوفٍ يَمُرُّ بِهَا إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ، وَكَيْفَ تُؤَثِّرُ فِيهِمْ؟
تَخَيَّلْ مَا يَمُرُّ بِهِ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصُ: أَخٌ شَابٌّ يَكْتَشِفُ أَنَّهُ مُصَابٌ بِمَرَضٍ خَطِيرٍ؛ أَخٌ فِي خَمْسِينَاتِهِ يَخْسَرُ وَظِيفَتَهُ وَلَا يَجِدُ عَمَلًا رَغْمَ كُلِّ جُهُودِهِ؛ أُخْتٌ مُسِنَّةٌ مَا عَادَتْ صِحَّتُهَا تَسْمَحُ لَهَا أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ كَٱلسَّابِقِ.
٢ إِذَا كَانَ ظَرْفُكَ مِثْلَ ظَرْفِ أَحَدِهِمْ، فَقَدْ تَشْعُرُ أَنَّكَ بِلَا قِيمَةٍ. وَرُبَّمَا تَخْسَرُ فَرَحَكَ، تَنْجَرِحُ كَرَامَتُكَ، وَتَتَأَذَّى عَلَاقَتُكَ بِمَنْ حَوْلِكَ.
٣ كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ إِلَى حَيَاةِ ٱلْبَشَرِ؟
٣ يَعْكِسُ ٱلْعَالَمُ ٱلْيَوْمَ نَظْرَةَ ٱلشَّيْطَانِ إِلَى حَيَاتِنَا. فَلَطَالَمَا ٱعْتَبَرَ ٱلشَّيْطَانُ حَيَاةَ ٱلْبَشَرِ بِلَا قِيمَةٍ. فَهُوَ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى حَوَّاءَ حِينَ أَوْهَمَهَا أَنَّهَا سَتَصِيرُ حُرَّةً، مَعْ أَنَّهُ عَرَفَ جَيِّدًا أَنَّ عِقَابَ ٱلتَّمَرُّدِ هُوَ ٱلْمَوْتُ. وَفِي عَالَمِنَا ٱلْيَوْمَ، يُسَيْطِرُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى ٱلتِّجَارَةِ وَٱلسِّيَاسَةِ وَٱلدِّينِ. لِذَا لَا نَتَفَاجَأُ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنْ رِجَالِ ٱلْأَعْمَالِ وَٱلسِّيَاسَةِ وَٱلدِّينِ لَا يَحْتَرِمُونَ حَيَاةَ ٱلْإِنْسَانِ وَكَرَامَتَهُ.
٤ مَاذَا سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٤ بِٱلْمُقَابِلِ، يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَعْرِفَ كَمْ قِيمَتُنَا كَبِيرَةٌ فِي عَيْنَيْهِ. وَهُوَ يَدْعَمُنَا حِينَ نُوَاجِهُ ظُرُوفًا تُضْعِفُ مَعْنَوِيَّاتِنَا. (مز ٣٤:١٨؛ رو ) وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَرَى كَيْفَ يَدْعَمُنَا يَهْوَهُ (١) حِينَ نُعَانِي مُشْكِلَةً صِحِّيَّةً، (٢) حِينَ نَمُرُّ بِضِيقَةٍ مَادِّيَّةٍ، وَ (٣) حِينَ نَكْبَرُ فِي ٱلْعُمْرِ وَلَا نَعُودُ قَادِرِينَ أَنْ نَخْدُمَهُ كَٱلسَّابِقِ. لٰكِنْ لِنَرَ أَوَّلًا لِمَ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ كُلًّا مِنَّا غَالٍ عَلَى قَلْبِ يَهْوَهَ. ١٢:٣
يَهْوَهُ يُحِبُّنَا كَثِيرًا
٥ مَاذَا يُؤَكِّدُ لَكَ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُنَا؟
٥ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ صَنَعَنَا مِنْ تُرَابِ ٱلْأَرْضِ، لٰكِنَّ قِيمَتَنَا أَغْلَى بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلتُّرَابِ. (تك ٢:٧) وَهُنَاكَ أَدِلَّةٌ عَدِيدَةٌ تُثْبِتُ كَمْ يُقَدِّرُنَا يَهْوَهُ. فَحِينَ خَلَقَنَا، أَعْطَانَا ٱلْقُدْرَةَ أَنْ نَعْكِسَ صِفَاتِهِ، وَجَعَلَنَا بِذٰلِكَ أَفْضَلَ مِنْ بَاقِي ٱلْمَخْلُوقَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (تك ١:٢٧) أَيْضًا، أَعْطَانَا يَهْوَهُ سُلْطَةً عَلَى ٱلْأَرْضِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ. — مز ٨:٤-٨.
٦ مَاذَا يَدُلُّ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّنَا؟
٦ وَحَتَّى بَعْدَمَا أَخْطَأَ آدَمُ، ظَلَّ يَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْبَشَرَ. وَمَحَبَّتُهُ لَنَا قَوِيَّةٌ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ ضَحَّى بِٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ لِيَفْدِيَنَا. (١ يو ٤:٩، ١٠) وَعَلَى أَسَاسِ هٰذِهِ ٱلْفِدْيَةِ، سَيُقِيمُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ مَاتُوا نَتِيجَةَ خَطِيَّةِ آدَمَ، «ٱلْأَبْرَارَ وَٱلْأَثَمَةَ». (اع ٢٤:١٥) وَكَلِمَتُهُ تُؤَكِّدُ أَنَّهُ سَيَظَلُّ يُحِبُّنَا حَتَّى لَوْ مَرِضْنَا، مَرَرْنَا بِضِيقَةٍ مَادِّيَّةٍ، أَوْ صِرْنَا مُسِنِّينَ. — اع ١٠:٣٤، ٣٥.
٧ أَيَّةُ أَدِلَّةٍ أُخْرَى تُثْبِتُ كَمْ يُحِبُّ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ؟
٧ وَهُنَاكَ أَدِلَّةٌ أُخْرَى عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ. فَهُوَ ٱجْتَذَبَنَا وَرَأَى كَيْفَ قَبِلْنَا ٱلْحَقَّ. (يو ٦:٤٤) وَحِينَ بَدَأْنَا نَقْتَرِبُ إِلَيْهِ، ٱقْتَرَبَ هُوَ أَيْضًا إِلَيْنَا. (يع ٤:٨) كَمَا أَنَّهُ لَا يَبْخَلُ عَلَيْنَا بِٱلْوَقْتِ وَٱلْجُهْدِ لِيُعَلِّمَنَا عَنْهُ. فَهُوَ يَعْرِفُ شَخْصِيَّتَنَا ٱلْآنَ وَكَمْ يُمْكِنُ أَنْ نَتَحَسَّنَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. أَيْضًا، يُؤَدِّبُنَا يَهْوَهُ لِأَنَّهُ يُحِبُّنَا. (ام ٣:١١، ١٢) فِعْلًا، لَدَيْنَا أَدِلَّةٌ كَثِيرَةٌ تُؤَكِّدُ أَنَّ قِيمَتَنَا كَبِيرَةٌ فِي عَيْنَيْهِ.
٨ كَيْفَ تُؤَثِّرُ كَلِمَاتُ ٱلْمَزْمُور ١٨:٢٧-٢٩ فِي نَظْرَتِنَا إِلَى ظُرُوفِنَا؟
٨ قَدِيمًا، ٱعْتَبَرَ ٱلْبَعْضُ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ «رَجُلًا لَا خَيْرَ فِيهِ». (٢ صم ١٦:٥-٧) لٰكِنَّ دَاوُدَ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّهُ وَيَدْعَمُهُ. وَهٰذَا سَاعَدَهُ أَنْ يَتَحَمَّلَ ظُرُوفَهُ ٱلصَّعْبَةَ وَيَنْظُرَ إِلَيْهَا نَظْرَةً صَحِيحَةً. نَحْنُ أَيْضًا حِينَ نَمُرُّ بِظُرُوفٍ صَعْبَةٍ، يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى وَضْعِنَا مِنْ زَاوِيَةٍ مُخْتَلِفَةٍ وَنَتَخَطَّى أَيَّ تَحَدٍّ. (اقرإ المزمور ١٨:٢٧-٢٩.) وَحِينَ يَكُونُ يَهْوَهُ إِلَى جَانِبِنَا، لَا شَيْءَ يَقْدِرُ أَنْ يُوقِفَنَا عَنْ خِدْمَتِهِ بِفَرَحٍ. (رو ٨:٣١) لِنَعُدِ ٱلْآنَ إِلَى ٱلْحَالَاتِ ٱلثَّلَاثِ وَنَرَ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ نَتَذَكَّرَ، إِذَا مَرَرْنَا بِهَا، مَحَبَّةَ يَهْوَهَ ٱلْكَبِيرَةَ لَنَا.
حِينَ نُعَانِي مُشْكِلَةً صِحِّيَّةً
٩ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلْمَرَضُ عَلَيْنَا؟
٩ قَدْ يَسْتَنْزِفُنَا ٱلْمَرَضُ عَاطِفِيًّا فَنُحِسُّ أَنَّنَا بِلَا قِيمَةٍ. فَرُبَّمَا نَخْجَلُ حِينَ يُلَاحِظُ ٱلْآخَرُونَ مَرَضَنَا، أَوْ حِينَ نُضْطَرُّ أَنْ نَعْتَمِدَ عَلَى غَيْرِنَا. وَحَتَّى لَوْ لَمْ يَعْرِفِ ٱلَّذِينَ حَوْلَنَا عَنْ وَضْعِنَا ٱلصِّحِّيِّ، فَقَدْ نَشْعُرُ
بِٱلْيَأْسِ بِسَبَبِ ضُعْفِنَا. لٰكِنَّ يَهْوَهَ يَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِنَا فِي ظَرْفٍ كَهٰذَا. كَيْفَ؟١٠ حَسَبَ ٱلْأَمْثَال ١٢:٢٥، مَاذَا يُرِيحُنَا حِينَ نَمْرَضُ؟
١٠ حِينَ يُضْعِفُنَا ٱلْمَرَضُ، «ٱلْكَلِمَةُ ٱلطَّيِّبَةُ» تُرِيحُنَا. (اقرإ الامثال ١٢:٢٥.) وَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نَجِدُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلطَّيِّبَةِ ٱلَّتِي أَوْحَى بِهَا يَهْوَهُ لِيُذَكِّرَنَا كَمْ يُحِبُّنَا رَغْمَ مَرَضِنَا. (مز ٣١:١٩؛ ٤١:٣) وَعِنْدَمَا نَقْرَأُ وَنَقْرَأُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، نَتَغَلَّبُ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ عَلَى مَشَاعِرِنَا ٱلسَّلْبِيَّةِ.
١١ كَيْفَ قَوَّى يَهْوَهُ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ؟
١١ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعْ خُورْخِيه. فَحِينَ كَانَ شَابًّا، أُصِيبَ بِمَرَضٍ خَطِيرٍ وَسَاءَتْ حَالَتُهُ بِسُرْعَةٍ، فَأَحَسَّ أَنَّهُ مَا عَادَ يَنْفَعُ لِشَيْءٍ. يُخْبِرُ: «لَمْ أَتَوَقَّعْ أَنْ يُؤَثِّرَ مَرَضِي عَلَى نَفْسِيَّتِي إِلَى هٰذِهِ ٱلدَّرَجَةِ، وَخَجِلْتُ كَثِيرًا لِأَنَّ وَضْعِي كَانَ يَلْفِتُ نَظَرَ ٱلنَّاسِ. وَفِيمَا تَدَهْوَرَتْ صِحَّتِي، بَدَأْتُ أُفَكِّرُ كَمْ سَتَتَغَيَّرُ حَيَاتِي. فَٱنْهَارَتْ مَعْنَوِيَّاتِي وَتَرَجَّيْتُ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَنِي». وَكَيْفَ قَوَّاهُ يَهْوَهُ؟ يَذْكُرُ: «لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُرَكِّزَ وَأَنَا أَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ. فَنَصَحَنِي أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ أَنْ أَقْرَأَ آيَاتٍ قَلِيلَةً مِنَ ٱلْمَزَامِيرِ تُظْهِرُ كَمْ يَهْتَمُّ يَهْوَهُ بِخُدَّامِهِ. فَرُحْتُ أَقْرَأُ تِلْكَ ٱلْآيَاتِ كُلَّ يَوْمٍ، وَهٰذَا طَمَّنَنِي وَرَفَعَ مَعْنَوِيَّاتِي. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، بَدَأَ ٱلنَّاسُ يُلَاحِظُونَ أَنِّي أَبْتَسِمُ أَكْثَرَ. حَتَّى إِنَّهُمْ قَالُوا لِي إِنَّ مَوْقِفِي ٱلْإِيجَابِيَّ شَجَّعَهُمْ. فَأَدْرَكْتُ أَنَّ يَهْوَهَ
ٱسْتَجَابَ صَلَاتِي. لَقَدْ سَاعَدَنِي أَنْ أَرَى وَضْعِي مِنْ زَاوِيَةٍ مُخْتَلِفَةٍ. فَصِرْتُ أَرَى نَفْسِي كَمَا يَرَانِي هُوَ رَغْمَ ضُعْفِي».١٢ كَيْفَ تَنَالُ دَعْمَ يَهْوَهَ حِينَ تَمْرَضُ؟
١٢ إِذَا كُنْتَ مَرِيضًا، فَثِقْ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِسُّ بِكَ وَيَعْرِفُ مَا تُعَانِيهِ. لِذَا تَوَسَّلْ إِلَيْهِ أَنْ يُسَاعِدَكَ كَيْ تَنْظُرَ إِلَى وَضْعِكَ مِنْ زَاوِيَةٍ مُخْتَلِفَةٍ. اِبْحَثْ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ كَلِمَاتٍ طَيِّبَةٍ وَمُشَجِّعَةٍ. وَرَكِّزْ عَلَى ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي تُظْهِرُ كَمْ يُقَدِّرُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ. وَسَتَرَى عِنْدَئِذٍ أَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهٌ حَنُونٌ لَا يَتْرُكُ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ بِأَمَانَةٍ. — مز ٨٤:١١.
حِينَ نَمُرُّ بِضِيقَةٍ مَادِّيَّةٍ
١٣ كَيْفَ يَشْعُرُ رَأْسُ ٱلْعَائِلَةِ إِذَا خَسِرَ عَمَلَهُ؟
١٣ كُلُّ رَأْسِ عَائِلَةٍ يُرِيدُ أَنْ يُؤَمِّنَ حَاجَاتِ عَائِلَتِهِ. وَلٰكِنْ قَدْ يَخْسَرُ أَخٌ عَمَلَهُ مَعْ أَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ أَيَّ خَطَإٍ. وَرُبَّمَا يَبْحَثُ كَثِيرًا عَنْ عَمَلٍ آخَرَ لٰكِنَّهُ لَا يَجِدُ. فَيَشْعُرُ أَنَّهُ بِلَا فَائِدَةٍ. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، كَيْفَ يُسَاعِدُهُ ٱلتَّرْكِيزُ عَلَى وُعُودِ يَهْوَهَ؟
١٤ لِمَاذَا يَفِي يَهْوَهُ بِوُعُودِهِ؟
١٤ يَفِي يَهْوَهُ دَائِمًا بِوُعُودِهِ. (يش ٢١:٤٥؛ ٢٣:١٤) وَذٰلِكَ لِسَبَبَيْنِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ. أَوَّلًا، مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ. فَيَهْوَهُ وَعَدَ أَنْ يَهْتَمَّ بِخُدَّامِهِ، وَلَنْ يَتَرَاجَعَ عَنْ كَلِمَتِهِ. (مز ٣١:١-٣) ثَانِيًا، يَعْرِفُ يَهْوَهُ أَنَّ أَمَلَنَا سَيَخِيبُ إِذَا لَمْ يَهْتَمَّ بِنَا. فَنَحْنُ جُزْءٌ مِنْ عَائِلَتِهِ، وَهُوَ وَعَدَ أَنْ يُؤَمِّنَ حَاجَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةَ وَٱلرُّوحِيَّةَ. وَلَنْ يُخْلِفَ بِوَعْدِهِ أَبَدًا. — مت ٦:٣٠-٣٣؛ ٢٤:٤٥.
١٥ (أ) مَاذَا حَدَثَ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟ (ب) مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْمَزْمُور ٣٧:١٨، ١٩؟
١٥ وَحِينَ نَتَذَكَّرُ لِمَاذَا يَفِي يَهْوَهُ بِوُعُودِهِ، لَنْ نَخَافَ إِذَا مَرَرْنَا بِضِيقَةٍ مَادِّيَّةٍ. فَكِّرْ فِي مَا حَدَثَ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَحِينَ وَاجَهَتِ ٱلْجَمَاعَةُ فِي أُورُشَلِيمَ ٱضْطِهَادًا كَبِيرًا، هَرَبَ ٱلْجَمِيعُ مَا عَدَا ٱلرُّسُلَ إِلَى مَنَاطِقَ أُخْرَى. (اع ٨:١) وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُمْ رُبَّمَا مَرُّوا بِضِيقَةٍ مَادِّيَّةٍ. فَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، خَسِرَ ٱلَّذِينَ هَرَبُوا بُيُوتَهُمْ وَأَشْغَالَهُمْ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَتْرُكْهُمْ، وَلَا هُمْ خَسِرُوا فَرَحَهُمْ. (اع ٨:٤؛ عب ١٣:٥، ٦؛ يع ١:٢، ٣) وَمِثْلَمَا دَعَمَ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ هٰؤُلَاءِ، سَيَدْعَمُنَا نَحْنُ أَيْضًا. — اقرإ المزمور ٣٧:١٨، ١٩.
حِينَ نَكْبَرُ فِي ٱلْعُمْرِ
١٦ لِمَ قَدْ نَشْعُرُ أَنَّنَا نُقَدِّمُ ٱلْقَلِيلَ لِيَهْوَهَ؟
١٦ فِيمَا نَكْبَرُ فِي ٱلْعُمْرِ، قَدْ نَشْعُرُ أَنَّنَا لَا نُقَدِّمُ لِيَهْوَهَ سِوَى ٱلْقَلِيلِ. وَرُبَّمَا هٰذَا مَا أَحَسَّ بِهِ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ حِينَ صَارَ مُسِنًّا. (مز ٧١:٩) فَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ؟
١٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ جِيرِي؟
١٧ لَاحِظْ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ أُخْتًا ٱسْمُهَا جِيرِي. فَهِيَ دُعِيَتْ إِلَى ٱجْتِمَاعٍ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ لِلتَّدْرِيبِ عَلَى ٱلصِّيَانَةِ. لٰكِنَّهَا لَمْ تَرْغَبْ أَنْ تَحْضُرَ. قَالَتْ: «أَنَا أَرْمَلَةٌ كَبِيرَةٌ فِي ٱلْعُمْرِ وَلَيْسَ لَدَيَّ أَيَّةُ مَهَارَةٍ فِي ٱلصِّيَانَةِ.
لَنْ أُفِيدَ بِشَيْءٍ». وَلٰكِنْ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتِ ٱلتَّدْرِيبَ، صَلَّتْ إِلَى يَهْوَهَ وَفَتَحَتْ لَهُ قَلْبَهَا. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي، ذَهَبَتْ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعْ أَنَّهَا لَا تَزَالُ تَشْعُرُ أَنَّ وُجُودَهَا لَنْ يُفِيدَ بِشَيْءٍ. وَخِلَالَ ٱلْبَرْنَامَجِ، شَدَّدَ ٱلْأَخُ أَنَّ أَهَمَّ مَهَارَةٍ لِلْقِيَامِ بِٱلْعَمَلِ هِيَ ٱلرَّغْبَةُ فِي ٱلتَّعَلُّمِ مِنْ يَهْوَهَ. تُخْبِرُ: «قُلْتُ لِنَفْسِي: ‹لَدَيَّ هٰذِهِ ٱلْمَهَارَةُ!›، وَبَكَيْتُ لِأَنِّي فَهِمْتُ أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَجَابَ صَلَاتِي. فَكَأَنَّهُ أَكَّدَ لِي أَنِّي مَا زِلْتُ نَافِعَةً وَهُوَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يُعَلِّمَنِي». وَتُضِيفُ: «دَخَلْتُ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مُتَضَايِقَةً، مُتَوَتِّرَةً، وَمَعْنَوِيَّاتِي ضَعِيفَةٌ. لٰكِنِّي خَرَجْتُ مِنْهُ سَعِيدَةً، وَاثِقَةً بِنَفْسِي، وَمَعْنَوِيَّاتِي عَالِيَةٌ».١٨ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُ خُدَّامَهُ ٱلْمُسِنِّينَ؟
١٨ حَتَّى لَوْ كَبِرْنَا فِي ٱلْعُمْرِ، لِنَثِقْ أَنَّ يَهْوَهَ يَرَانَا نَافِعِينَ فِي خِدْمَتِهِ. (مز ٩٢:١٢-١٥) وَقَدْ عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُ خِدْمَتَنَا لَهُ، مَهْمَا بَدَتْ قُدُرَاتُنَا وَجُهُودُنَا مَحْدُودَةً. (لو ٢١:٢-٤) لِذَا رَكِّزْ عَلَى مَا تَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ. فَأَنْتَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ عَنْ يَهْوَهَ، تُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكَ، وَتُشَجِّعَ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَبْقَوْا أُمَنَاءَ. وَلَا تَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْتَبِرُكَ عَامِلًا مَعَهُ لَا بِسَبَبِ إِنْجَازَاتِكَ بَلْ لِأَنَّكَ تُطِيعُهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ. — ١ كو ٣:٥-٩.
١٩ مَاذَا تُؤَكِّدُ لَنَا رُومَا ٨:٣٨، ٣٩؟
١٩ نَحْنُ فَرِحُونَ جِدًّا لِأَنَّنَا نَعْبُدُ يَهْوَهَ، ٱلْإِلٰهَ ٱلَّذِي يُقَدِّرُ خُدَّامَهُ. فَهُوَ خَلَقَنَا لِنَفْعَلَ مَشِيئَتَهُ، وَعِبَادَتُهُ تُعْطِي مَعْنًى لِحَيَاتِنَا. (رؤ ٤:١١) وَمَعْ أَنَّ ٱلْعَالَمَ قَدْ يَرَانَا بِلَا قِيمَةٍ، يَهْوَهُ لَا يَخْجَلُ بِنَا. (عب ١١:١٦، ٣٨) لِذَا حِينَ تَضْعُفُ مَعْنَوِيَّاتُكَ بِسَبَبِ ٱلْمَرَضِ، ٱلضِّيقَةِ ٱلْمَادِّيَّةِ، أَوِ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْعُمْرِ، تَذَكَّرْ أَنْ لَا شَيْءَ يَقْدِرُ أَنْ يَمْنَعَ أَبَاكَ ٱلسَّمَاوِيَّ أَنْ يُحِبَّكَ. — اقرأ روما ٨:٣٨، ٣٩.
^ الفقرة 5 هَلْ مَرَرْتَ بِظَرْفٍ صَعْبٍ وَشَعَرْتَ أَنَّكَ بِلَا قِيمَةٍ؟ سَتُذَكِّرُكَ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ كَمْ أَنْتَ غَالٍ عَلَى قَلْبِ يَهْوَهَ. وَسَتُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَغَلَّبَ عَلَى مَشَاعِرِكَ ٱلسَّلْبِيَّةِ مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُكَ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٣٠ إِلٰهِي، صَدِيقِي، وَأَبِي