الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣

انت غالٍ على قلب يهوه

انت غالٍ على قلب يهوه

‏«يَهْوَهُ قَرِيبٌ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ».‏ —‏ مز ٣٤:‏١٨‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٣٣ أَلْقِ عِبْئَكَ عَلَى يَهْوَهَ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١-‏٢ أَيَّةُ ظُرُوفٍ يَمُرُّ بِهَا إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ،‏ وَكَيْفَ تُؤَثِّرُ فِيهِمْ؟‏

تَخَيَّلْ مَا يَمُرُّ بِهِ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصُ:‏ أَخٌ شَابٌّ يَكْتَشِفُ أَنَّهُ مُصَابٌ بِمَرَضٍ خَطِيرٍ؛‏ أَخٌ فِي خَمْسِينَاتِهِ يَخْسَرُ وَظِيفَتَهُ وَلَا يَجِدُ عَمَلًا رَغْمَ كُلِّ جُهُودِهِ؛‏ أُخْتٌ مُسِنَّةٌ مَا عَادَتْ صِحَّتُهَا تَسْمَحُ لَهَا أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ كَٱلسَّابِقِ.‏

٢ إِذَا كَانَ ظَرْفُكَ مِثْلَ ظَرْفِ أَحَدِهِمْ،‏ فَقَدْ تَشْعُرُ أَنَّكَ بِلَا قِيمَةٍ.‏ وَرُبَّمَا تَخْسَرُ فَرَحَكَ،‏ تَنْجَرِحُ كَرَامَتُكَ،‏ وَتَتَأَذَّى عَلَاقَتُكَ بِمَنْ حَوْلِكَ.‏

٣ كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ إِلَى حَيَاةِ ٱلْبَشَرِ؟‏

٣ يَعْكِسُ ٱلْعَالَمُ ٱلْيَوْمَ نَظْرَةَ ٱلشَّيْطَانِ إِلَى حَيَاتِنَا.‏ فَلَطَالَمَا ٱعْتَبَرَ ٱلشَّيْطَانُ حَيَاةَ ٱلْبَشَرِ بِلَا قِيمَةٍ.‏ فَهُوَ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى حَوَّاءَ حِينَ أَوْهَمَهَا أَنَّهَا سَتَصِيرُ حُرَّةً،‏ مَعْ أَنَّهُ عَرَفَ جَيِّدًا أَنَّ عِقَابَ ٱلتَّمَرُّدِ هُوَ ٱلْمَوْتُ.‏ وَفِي عَالَمِنَا ٱلْيَوْمَ،‏ يُسَيْطِرُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى ٱلتِّجَارَةِ وَٱلسِّيَاسَةِ وَٱلدِّينِ.‏ لِذَا لَا نَتَفَاجَأُ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنْ رِجَالِ ٱلْأَعْمَالِ وَٱلسِّيَاسَةِ وَٱلدِّينِ لَا يَحْتَرِمُونَ حَيَاةَ ٱلْإِنْسَانِ وَكَرَامَتَهُ.‏

٤ مَاذَا سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٤ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَعْرِفَ كَمْ قِيمَتُنَا كَبِيرَةٌ فِي عَيْنَيْهِ.‏ وَهُوَ يَدْعَمُنَا حِينَ نُوَاجِهُ ظُرُوفًا تُضْعِفُ مَعْنَوِيَّاتِنَا.‏ (‏مز ٣٤:‏١٨؛‏ رو ١٢:‏٣‏)‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَرَى كَيْفَ يَدْعَمُنَا يَهْوَهُ (‏١)‏ حِينَ نُعَانِي مُشْكِلَةً صِحِّيَّةً،‏ (‏٢)‏ حِينَ نَمُرُّ بِضِيقَةٍ مَادِّيَّةٍ،‏ وَ (‏٣)‏ حِينَ نَكْبَرُ فِي ٱلْعُمْرِ وَلَا نَعُودُ قَادِرِينَ أَنْ نَخْدُمَهُ كَٱلسَّابِقِ.‏ لٰكِنْ لِنَرَ أَوَّلًا لِمَ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ كُلًّا مِنَّا غَالٍ عَلَى قَلْبِ يَهْوَهَ.‏

يَهْوَهُ يُحِبُّنَا كَثِيرًا

٥ مَاذَا يُؤَكِّدُ لَكَ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُنَا؟‏

٥ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ صَنَعَنَا مِنْ تُرَابِ ٱلْأَرْضِ،‏ لٰكِنَّ قِيمَتَنَا أَغْلَى بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلتُّرَابِ.‏ (‏تك ٢:‏٧‏)‏ وَهُنَاكَ أَدِلَّةٌ عَدِيدَةٌ تُثْبِتُ كَمْ يُقَدِّرُنَا يَهْوَهُ.‏ فَحِينَ خَلَقَنَا،‏ أَعْطَانَا ٱلْقُدْرَةَ أَنْ نَعْكِسَ صِفَاتِهِ،‏ وَجَعَلَنَا بِذٰلِكَ أَفْضَلَ مِنْ بَاقِي ٱلْمَخْلُوقَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏تك ١:‏٢٧‏)‏ أَيْضًا،‏ أَعْطَانَا يَهْوَهُ سُلْطَةً عَلَى ٱلْأَرْضِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ.‏ —‏ مز ٨:‏٤-‏٨‏.‏

٦ مَاذَا يَدُلُّ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّنَا؟‏

٦ وَحَتَّى بَعْدَمَا أَخْطَأَ آدَمُ،‏ ظَلَّ يَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْبَشَرَ.‏ وَمَحَبَّتُهُ لَنَا قَوِيَّةٌ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ ضَحَّى بِٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ لِيَفْدِيَنَا.‏ (‏١ يو ٤:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَعَلَى أَسَاسِ هٰذِهِ ٱلْفِدْيَةِ،‏ سَيُقِيمُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ مَاتُوا نَتِيجَةَ خَطِيَّةِ آدَمَ،‏ «ٱلْأَبْرَارَ وَٱلْأَثَمَةَ».‏ (‏اع ٢٤:‏١٥‏)‏ وَكَلِمَتُهُ تُؤَكِّدُ أَنَّهُ سَيَظَلُّ يُحِبُّنَا حَتَّى لَوْ مَرِضْنَا،‏ مَرَرْنَا بِضِيقَةٍ مَادِّيَّةٍ،‏ أَوْ صِرْنَا مُسِنِّينَ.‏ —‏ اع ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

٧ أَيَّةُ أَدِلَّةٍ أُخْرَى تُثْبِتُ كَمْ يُحِبُّ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ؟‏

٧ وَهُنَاكَ أَدِلَّةٌ أُخْرَى عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ.‏ فَهُوَ ٱجْتَذَبَنَا وَرَأَى كَيْفَ قَبِلْنَا ٱلْحَقَّ.‏ (‏يو ٦:‏٤٤‏)‏ وَحِينَ بَدَأْنَا نَقْتَرِبُ إِلَيْهِ،‏ ٱقْتَرَبَ هُوَ أَيْضًا إِلَيْنَا.‏ (‏يع ٤:‏٨‏)‏ كَمَا أَنَّهُ لَا يَبْخَلُ عَلَيْنَا بِٱلْوَقْتِ وَٱلْجُهْدِ لِيُعَلِّمَنَا عَنْهُ.‏ فَهُوَ يَعْرِفُ شَخْصِيَّتَنَا ٱلْآنَ وَكَمْ يُمْكِنُ أَنْ نَتَحَسَّنَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ أَيْضًا،‏ يُؤَدِّبُنَا يَهْوَهُ لِأَنَّهُ يُحِبُّنَا.‏ (‏ام ٣:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فِعْلًا،‏ لَدَيْنَا أَدِلَّةٌ كَثِيرَةٌ تُؤَكِّدُ أَنَّ قِيمَتَنَا كَبِيرَةٌ فِي عَيْنَيْهِ.‏

٨ كَيْفَ تُؤَثِّرُ كَلِمَاتُ ٱلْمَزْمُور ١٨:‏٢٧-‏٢٩ فِي نَظْرَتِنَا إِلَى ظُرُوفِنَا؟‏

٨ قَدِيمًا،‏ ٱعْتَبَرَ ٱلْبَعْضُ ٱلْمَلِكَ دَاوُدَ «رَجُلًا لَا خَيْرَ فِيهِ».‏ (‏٢ صم ١٦:‏٥-‏٧‏)‏ لٰكِنَّ دَاوُدَ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّهُ وَيَدْعَمُهُ.‏ وَهٰذَا سَاعَدَهُ أَنْ يَتَحَمَّلَ ظُرُوفَهُ ٱلصَّعْبَةَ وَيَنْظُرَ إِلَيْهَا نَظْرَةً صَحِيحَةً.‏ نَحْنُ أَيْضًا حِينَ نَمُرُّ بِظُرُوفٍ صَعْبَةٍ،‏ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى وَضْعِنَا مِنْ زَاوِيَةٍ مُخْتَلِفَةٍ وَنَتَخَطَّى أَيَّ تَحَدٍّ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ١٨:‏٢٧-‏٢٩‏.‏)‏ وَحِينَ يَكُونُ يَهْوَهُ إِلَى جَانِبِنَا،‏ لَا شَيْءَ يَقْدِرُ أَنْ يُوقِفَنَا عَنْ خِدْمَتِهِ بِفَرَحٍ.‏ (‏رو ٨:‏٣١‏)‏ لِنَعُدِ ٱلْآنَ إِلَى ٱلْحَالَاتِ ٱلثَّلَاثِ وَنَرَ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ نَتَذَكَّرَ،‏ إِذَا مَرَرْنَا بِهَا،‏ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ ٱلْكَبِيرَةَ لَنَا.‏

حِينَ نُعَانِي مُشْكِلَةً صِحِّيَّةً

قِرَاءَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ ٱلَّتِي يُسَبِّبُهَا ٱلْمَرَضُ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٩-‏١٢.‏)‏

٩ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلْمَرَضُ عَلَيْنَا؟‏

٩ قَدْ يَسْتَنْزِفُنَا ٱلْمَرَضُ عَاطِفِيًّا فَنُحِسُّ أَنَّنَا بِلَا قِيمَةٍ.‏ فَرُبَّمَا نَخْجَلُ حِينَ يُلَاحِظُ ٱلْآخَرُونَ مَرَضَنَا،‏ أَوْ حِينَ نُضْطَرُّ أَنْ نَعْتَمِدَ عَلَى غَيْرِنَا.‏ وَحَتَّى لَوْ لَمْ يَعْرِفِ ٱلَّذِينَ حَوْلَنَا عَنْ وَضْعِنَا ٱلصِّحِّيِّ،‏ فَقَدْ نَشْعُرُ بِٱلْيَأْسِ بِسَبَبِ ضُعْفِنَا.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ يَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِنَا فِي ظَرْفٍ كَهٰذَا.‏ كَيْفَ؟‏

١٠ حَسَبَ ٱلْأَمْثَال ١٢:‏٢٥‏،‏ مَاذَا يُرِيحُنَا حِينَ نَمْرَضُ؟‏

١٠ حِينَ يُضْعِفُنَا ٱلْمَرَضُ،‏ «ٱلْكَلِمَةُ ٱلطَّيِّبَةُ» تُرِيحُنَا.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ١٢:‏٢٥‏.‏)‏ وَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ نَجِدُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلطَّيِّبَةِ ٱلَّتِي أَوْحَى بِهَا يَهْوَهُ لِيُذَكِّرَنَا كَمْ يُحِبُّنَا رَغْمَ مَرَضِنَا.‏ (‏مز ٣١:‏١٩؛‏ ٤١:‏٣‏)‏ وَعِنْدَمَا نَقْرَأُ وَنَقْرَأُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ نَتَغَلَّبُ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ عَلَى مَشَاعِرِنَا ٱلسَّلْبِيَّةِ.‏

١١ كَيْفَ قَوَّى يَهْوَهُ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ؟‏

١١ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعْ خُورْخِيه.‏ فَحِينَ كَانَ شَابًّا،‏ أُصِيبَ بِمَرَضٍ خَطِيرٍ وَسَاءَتْ حَالَتُهُ بِسُرْعَةٍ،‏ فَأَحَسَّ أَنَّهُ مَا عَادَ يَنْفَعُ لِشَيْءٍ.‏ يُخْبِرُ:‏ «لَمْ أَتَوَقَّعْ أَنْ يُؤَثِّرَ مَرَضِي عَلَى نَفْسِيَّتِي إِلَى هٰذِهِ ٱلدَّرَجَةِ،‏ وَخَجِلْتُ كَثِيرًا لِأَنَّ وَضْعِي كَانَ يَلْفِتُ نَظَرَ ٱلنَّاسِ.‏ وَفِيمَا تَدَهْوَرَتْ صِحَّتِي،‏ بَدَأْتُ أُفَكِّرُ كَمْ سَتَتَغَيَّرُ حَيَاتِي.‏ فَٱنْهَارَتْ مَعْنَوِيَّاتِي وَتَرَجَّيْتُ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَنِي».‏ وَكَيْفَ قَوَّاهُ يَهْوَهُ؟‏ يَذْكُرُ:‏ «لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُرَكِّزَ وَأَنَا أَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ.‏ فَنَصَحَنِي أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ أَنْ أَقْرَأَ آيَاتٍ قَلِيلَةً مِنَ ٱلْمَزَامِيرِ تُظْهِرُ كَمْ يَهْتَمُّ يَهْوَهُ بِخُدَّامِهِ.‏ فَرُحْتُ أَقْرَأُ تِلْكَ ٱلْآيَاتِ كُلَّ يَوْمٍ،‏ وَهٰذَا طَمَّنَنِي وَرَفَعَ مَعْنَوِيَّاتِي.‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ بَدَأَ ٱلنَّاسُ يُلَاحِظُونَ أَنِّي أَبْتَسِمُ أَكْثَرَ.‏ حَتَّى إِنَّهُمْ قَالُوا لِي إِنَّ مَوْقِفِي ٱلْإِيجَابِيَّ شَجَّعَهُمْ.‏ فَأَدْرَكْتُ أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَجَابَ صَلَاتِي.‏ لَقَدْ سَاعَدَنِي أَنْ أَرَى وَضْعِي مِنْ زَاوِيَةٍ مُخْتَلِفَةٍ.‏ فَصِرْتُ أَرَى نَفْسِي كَمَا يَرَانِي هُوَ رَغْمَ ضُعْفِي».‏

١٢ كَيْفَ تَنَالُ دَعْمَ يَهْوَهَ حِينَ تَمْرَضُ؟‏

١٢ إِذَا كُنْتَ مَرِيضًا،‏ فَثِقْ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِسُّ بِكَ وَيَعْرِفُ مَا تُعَانِيهِ.‏ لِذَا تَوَسَّلْ إِلَيْهِ أَنْ يُسَاعِدَكَ كَيْ تَنْظُرَ إِلَى وَضْعِكَ مِنْ زَاوِيَةٍ مُخْتَلِفَةٍ.‏ اِبْحَثْ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ كَلِمَاتٍ طَيِّبَةٍ وَمُشَجِّعَةٍ.‏ وَرَكِّزْ عَلَى ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي تُظْهِرُ كَمْ يُقَدِّرُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ.‏ وَسَتَرَى عِنْدَئِذٍ أَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهٌ حَنُونٌ لَا يَتْرُكُ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ بِأَمَانَةٍ.‏ —‏ مز ٨٤:‏١١‏.‏

حِينَ نَمُرُّ بِضِيقَةٍ مَادِّيَّةٍ

يَهْوَهُ وَعَدَنَا أَنْ يُؤَمِّنَ حَاجَاتِنَا،‏ وَهٰذَا ٱلْوَعْدُ يُرِيحُنَا إِذَا خَسِرْنَا عَمَلَنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٣-‏١٥.‏)‏

١٣ كَيْفَ يَشْعُرُ رَأْسُ ٱلْعَائِلَةِ إِذَا خَسِرَ عَمَلَهُ؟‏

١٣ كُلُّ رَأْسِ عَائِلَةٍ يُرِيدُ أَنْ يُؤَمِّنَ حَاجَاتِ عَائِلَتِهِ.‏ وَلٰكِنْ قَدْ يَخْسَرُ أَخٌ عَمَلَهُ مَعْ أَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ أَيَّ خَطَإٍ.‏ وَرُبَّمَا يَبْحَثُ كَثِيرًا عَنْ عَمَلٍ آخَرَ لٰكِنَّهُ لَا يَجِدُ.‏ فَيَشْعُرُ أَنَّهُ بِلَا فَائِدَةٍ.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ كَيْفَ يُسَاعِدُهُ ٱلتَّرْكِيزُ عَلَى وُعُودِ يَهْوَهَ؟‏

١٤ لِمَاذَا يَفِي يَهْوَهُ بِوُعُودِهِ؟‏

١٤ يَفِي يَهْوَهُ دَائِمًا بِوُعُودِهِ.‏ (‏يش ٢١:‏٤٥؛‏ ٢٣:‏١٤‏)‏ وَذٰلِكَ لِسَبَبَيْنِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ.‏ أَوَّلًا،‏ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ.‏ فَيَهْوَهُ وَعَدَ أَنْ يَهْتَمَّ بِخُدَّامِهِ،‏ وَلَنْ يَتَرَاجَعَ عَنْ كَلِمَتِهِ.‏ (‏مز ٣١:‏١-‏٣‏)‏ ثَانِيًا،‏ يَعْرِفُ يَهْوَهُ أَنَّ أَمَلَنَا سَيَخِيبُ إِذَا لَمْ يَهْتَمَّ بِنَا.‏ فَنَحْنُ جُزْءٌ مِنْ عَائِلَتِهِ،‏ وَهُوَ وَعَدَ أَنْ يُؤَمِّنَ حَاجَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةَ وَٱلرُّوحِيَّةَ.‏ وَلَنْ يُخْلِفَ بِوَعْدِهِ أَبَدًا.‏ —‏ مت ٦:‏٣٠-‏٣٣؛‏ ٢٤:‏٤٥‏.‏

١٥ ‏(‏أ)‏ مَاذَا حَدَثَ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْمَزْمُور ٣٧:‏١٨،‏ ١٩‏؟‏

١٥ وَحِينَ نَتَذَكَّرُ لِمَاذَا يَفِي يَهْوَهُ بِوُعُودِهِ،‏ لَنْ نَخَافَ إِذَا مَرَرْنَا بِضِيقَةٍ مَادِّيَّةٍ.‏ فَكِّرْ فِي مَا حَدَثَ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ فَحِينَ وَاجَهَتِ ٱلْجَمَاعَةُ فِي أُورُشَلِيمَ ٱضْطِهَادًا كَبِيرًا،‏ هَرَبَ ٱلْجَمِيعُ مَا عَدَا ٱلرُّسُلَ إِلَى مَنَاطِقَ أُخْرَى.‏ (‏اع ٨:‏١‏)‏ وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُمْ رُبَّمَا مَرُّوا بِضِيقَةٍ مَادِّيَّةٍ.‏ فَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ خَسِرَ ٱلَّذِينَ هَرَبُوا بُيُوتَهُمْ وَأَشْغَالَهُمْ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَتْرُكْهُمْ،‏ وَلَا هُمْ خَسِرُوا فَرَحَهُمْ.‏ (‏اع ٨:‏٤؛‏ عب ١٣:‏٥،‏ ٦؛‏ يع ١:‏٢،‏ ٣‏)‏ وَمِثْلَمَا دَعَمَ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ هٰؤُلَاءِ،‏ سَيَدْعَمُنَا نَحْنُ أَيْضًا.‏ —‏ اقرإ المزمور ٣٧:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

حِينَ نَكْبَرُ فِي ٱلْعُمْرِ

اَلتَّرْكِيزُ عَلَى مَا نَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ،‏ وَلَوْ كُنَّا مُسِنِّينَ،‏ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّنَا وَيُقَدِّرُ خِدْمَتَنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٦-‏١٨.‏)‏

١٦ لِمَ قَدْ نَشْعُرُ أَنَّنَا نُقَدِّمُ ٱلْقَلِيلَ لِيَهْوَهَ؟‏

١٦ فِيمَا نَكْبَرُ فِي ٱلْعُمْرِ،‏ قَدْ نَشْعُرُ أَنَّنَا لَا نُقَدِّمُ لِيَهْوَهَ سِوَى ٱلْقَلِيلِ.‏ وَرُبَّمَا هٰذَا مَا أَحَسَّ بِهِ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ حِينَ صَارَ مُسِنًّا.‏ (‏مز ٧١:‏٩‏)‏ فَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ؟‏

١٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ جِيرِي؟‏

١٧ لَاحِظْ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ أُخْتًا ٱسْمُهَا جِيرِي.‏ فَهِيَ دُعِيَتْ إِلَى ٱجْتِمَاعٍ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ لِلتَّدْرِيبِ عَلَى ٱلصِّيَانَةِ.‏ لٰكِنَّهَا لَمْ تَرْغَبْ أَنْ تَحْضُرَ.‏ قَالَتْ:‏ «أَنَا أَرْمَلَةٌ كَبِيرَةٌ فِي ٱلْعُمْرِ وَلَيْسَ لَدَيَّ أَيَّةُ مَهَارَةٍ فِي ٱلصِّيَانَةِ.‏ لَنْ أُفِيدَ بِشَيْءٍ».‏ وَلٰكِنْ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتِ ٱلتَّدْرِيبَ،‏ صَلَّتْ إِلَى يَهْوَهَ وَفَتَحَتْ لَهُ قَلْبَهَا.‏ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي،‏ ذَهَبَتْ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعْ أَنَّهَا لَا تَزَالُ تَشْعُرُ أَنَّ وُجُودَهَا لَنْ يُفِيدَ بِشَيْءٍ.‏ وَخِلَالَ ٱلْبَرْنَامَجِ،‏ شَدَّدَ ٱلْأَخُ أَنَّ أَهَمَّ مَهَارَةٍ لِلْقِيَامِ بِٱلْعَمَلِ هِيَ ٱلرَّغْبَةُ فِي ٱلتَّعَلُّمِ مِنْ يَهْوَهَ.‏ تُخْبِرُ:‏ «قُلْتُ لِنَفْسِي:‏ ‹لَدَيَّ هٰذِهِ ٱلْمَهَارَةُ!‏›،‏ وَبَكَيْتُ لِأَنِّي فَهِمْتُ أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَجَابَ صَلَاتِي.‏ فَكَأَنَّهُ أَكَّدَ لِي أَنِّي مَا زِلْتُ نَافِعَةً وَهُوَ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يُعَلِّمَنِي».‏ وَتُضِيفُ:‏ «دَخَلْتُ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مُتَضَايِقَةً،‏ مُتَوَتِّرَةً،‏ وَمَعْنَوِيَّاتِي ضَعِيفَةٌ.‏ لٰكِنِّي خَرَجْتُ مِنْهُ سَعِيدَةً،‏ وَاثِقَةً بِنَفْسِي،‏ وَمَعْنَوِيَّاتِي عَالِيَةٌ».‏

١٨ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُ خُدَّامَهُ ٱلْمُسِنِّينَ؟‏

١٨ حَتَّى لَوْ كَبِرْنَا فِي ٱلْعُمْرِ،‏ لِنَثِقْ أَنَّ يَهْوَهَ يَرَانَا نَافِعِينَ فِي خِدْمَتِهِ.‏ (‏مز ٩٢:‏١٢-‏١٥‏)‏ وَقَدْ عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُ خِدْمَتَنَا لَهُ،‏ مَهْمَا بَدَتْ قُدُرَاتُنَا وَجُهُودُنَا مَحْدُودَةً.‏ (‏لو ٢١:‏٢-‏٤‏)‏ لِذَا رَكِّزْ عَلَى مَا تَسْتَطِيعُ فِعْلَهُ.‏ فَأَنْتَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ عَنْ يَهْوَهَ،‏ تُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكَ،‏ وَتُشَجِّعَ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَبْقَوْا أُمَنَاءَ.‏ وَلَا تَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْتَبِرُكَ عَامِلًا مَعَهُ لَا بِسَبَبِ إِنْجَازَاتِكَ بَلْ لِأَنَّكَ تُطِيعُهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ.‏ —‏ ١ كو ٣:‏٥-‏٩‏.‏

١٩ مَاذَا تُؤَكِّدُ لَنَا رُومَا ٨:‏٣٨،‏ ٣٩‏؟‏

١٩ نَحْنُ فَرِحُونَ جِدًّا لِأَنَّنَا نَعْبُدُ يَهْوَهَ،‏ ٱلْإِلٰهَ ٱلَّذِي يُقَدِّرُ خُدَّامَهُ.‏ فَهُوَ خَلَقَنَا لِنَفْعَلَ مَشِيئَتَهُ،‏ وَعِبَادَتُهُ تُعْطِي مَعْنًى لِحَيَاتِنَا.‏ (‏رؤ ٤:‏١١‏)‏ وَمَعْ أَنَّ ٱلْعَالَمَ قَدْ يَرَانَا بِلَا قِيمَةٍ،‏ يَهْوَهُ لَا يَخْجَلُ بِنَا.‏ (‏عب ١١:‏١٦،‏ ٣٨‏)‏ لِذَا حِينَ تَضْعُفُ مَعْنَوِيَّاتُكَ بِسَبَبِ ٱلْمَرَضِ،‏ ٱلضِّيقَةِ ٱلْمَادِّيَّةِ،‏ أَوِ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْعُمْرِ،‏ تَذَكَّرْ أَنْ لَا شَيْءَ يَقْدِرُ أَنْ يَمْنَعَ أَبَاكَ ٱلسَّمَاوِيَّ أَنْ يُحِبَّكَ.‏ —‏ اقرأ روما ٨:‏٣٨،‏ ٣٩‏.‏

^ ‎الفقرة 5‏ هَلْ مَرَرْتَ بِظَرْفٍ صَعْبٍ وَشَعَرْتَ أَنَّكَ بِلَا قِيمَةٍ؟‏ سَتُذَكِّرُكَ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ كَمْ أَنْتَ غَالٍ عَلَى قَلْبِ يَهْوَهَ.‏ وَسَتُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَغَلَّبَ عَلَى مَشَاعِرِكَ ٱلسَّلْبِيَّةِ مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُكَ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٣٠ إِلٰهِي،‏ صَدِيقِي،‏ وَأَبِي