الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢

هل تقوِّي اخوتك؟‏

هل تقوِّي اخوتك؟‏

‏«هُمْ رُفَقَائِي فِي ٱلْعَمَلِ لِأَجْلِ مَلَكُوتِ ٱللهِ،‏ وَقَدْ صَارُوا لِي عَوْنًا مُقَوِّيًا».‏ —‏ كو ٤:‏١١‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٩٠ تَبَادَلُوا ٱلتَّشْجِيعَ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ أَيَّةُ مَشَاكِلَ يُوَاجِهُهَا كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ؟‏

حَوْلَ ٱلْعَالَمِ،‏ يُعَانِي كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ ظُرُوفًا قَاسِيَةً وَمُؤْلِمَةً.‏ وَرُبَّمَا هٰذَا مَا تَرَاهُ فِي جَمَاعَتِكَ.‏ فَٱلْبَعْضُ يُعَانُونَ مِنْ مَرَضٍ خَطِيرٍ،‏ أَوْ يَتَأَلَّمُونَ لِمَوْتِ شَخْصٍ يُحِبُّونَهُ.‏ وَآخَرُونَ يَحُزُّ ٱلْأَلَمُ فِي قَلْبِهِمْ لِأَنَّ أَحَدَ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ أَوْ أَصْدِقَائِهِمْ تَرَكَ ٱلْحَقَّ.‏ وَهُنَاكَ مَنْ تَضَرَّرَ نَتِيجَةَ كَارِثَةٍ طَبِيعِيَّةٍ.‏ كُلُّ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلدَّعْمِ وَٱلتَّشْجِيعِ.‏ فَكَيْفَ نُقَوِّيهِمْ؟‏

٢ لِمَ ٱحْتَاجَ بُولُسُ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ؟‏

٢ تَعَرَّضَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْخَطَرِ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً.‏ (‏٢ كو ١١:‏٢٣-‏٢٨‏)‏ وَعَانَى مِنْ «شَوْكَةٍ فِي ٱلْجَسَدِ»،‏ رُبَّمَا كَانَتْ مُشْكِلَةً صِحِّيَّةً.‏ (‏٢ كو ١٢:‏٧‏)‏ كَمَا أَنَّهُ حَزِنَ حِينَ تَخَلَّى عَنْهُ رَفِيقُهُ دِيمَاسُ «لِأَنَّهُ أَحَبَّ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرَ».‏ (‏٢ تي ٤:‏١٠‏)‏ فَمَعْ أَنَّ بُولُسَ كَانَ مُعَيَّنًا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَأَخًا شُجَاعًا يُسَاعِدُ غَيْرَهُ دَائِمًا،‏ فَهُوَ شَعَرَ أَحْيَانًا بِٱلْحُزْنِ ٱلشَّدِيدِ وَٱحْتَاجَ إِلَى ٱلدَّعْمِ وَٱلتَّشْجِيعِ.‏ —‏ رو ٩:‏١،‏ ٢‏.‏

٣ كَيْفَ قَوَّى يَهْوَهُ بُولُسَ؟‏

٣ وَكَيْفَ نَالَ بُولُسُ ٱلدَّعْمَ وَٱلتَّشْجِيعَ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ قَوَّاهُ بِرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏٢ كو ٤:‏٧؛‏ في ٤:‏١٣‏)‏ وَسَاعَدَهُ أَيْضًا مِنْ خِلَالِ رِفَاقِهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ فَبُولُسُ قَالَ إِنَّ بَعْضَهُمْ كَانُوا «عَوْنًا مُقَوِّيًا» لَهُ.‏ (‏كو ٤:‏١١‏)‏ وَمِنْ بَيْنِ ٱلَّذِينَ ذَكَرَهُمْ بِٱلِٱسْمِ أَرِسْتَرْخُسُ وَتِيخِيكُسُ وَمُرْقُسُ.‏ فَهُمْ سَاعَدُوهُ أَنْ يَتَحَمَّلَ ٱلظُّرُوفَ ٱلصَّعْبَةَ.‏ وَلٰكِنْ أَيَّةُ صِفَاتٍ تَمَيَّزُوا بِهَا؟‏ وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِمْ؟‏

كُنْ وَفِيًّا مِثْلَ أَرِسْتَرْخُسَ

مِثْلَ أَرِسْتَرْخُسَ،‏ لِنَكُنْ أَصْدِقَاءَ أَوْفِيَاءَ وَنَبْقَ إِلَى جَانِبِ إِخْوَتِنَا فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٤-‏٥.‏)‏ *

٤ كَيْفَ كَانَ أَرِسْتَرْخُسُ صَدِيقًا وَفِيًّا لِبُولُسَ؟‏

٤ أَرِسْتَرْخُسُ هُوَ مَسِيحِيٌّ مِنْ مَدِينَةِ تَسَالُونِيكِي فِي مَقْدُونِيَةَ وَصَدِيقٌ وَفِيٌّ لِبُولُسَ.‏ نَقْرَأُ عَنْهُ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ حِينَ زَارَ بُولُسُ أَفَسُسَ فِي رِحْلَتِهِ ٱلتَّبْشِيرِيَّةِ ٱلثَّالِثَةِ.‏ فَفِيمَا كَانَا مَعًا،‏ أَمْسَكَ جَمْعٌ غَاضِبٌ بِأَرِسْتَرْخُسَ.‏ (‏اع ١٩:‏٢٩‏)‏ وَعِنْدَمَا أَفْلَتُوهُ أَخِيرًا،‏ لَمْ يَتْرُكْ بُولُسَ خَوْفًا عَلَى نَفْسِهِ بَلْ بَقِيَ مَعَهُ.‏ وَبَعْدَ أَشْهُرٍ،‏ نَقْرَأُ أَنَّ أَرِسْتَرْخُسَ كَانَ لَا يَزَالُ مَعْ بُولُسَ فِي ٱلْيُونَانِ،‏ عِلْمًا أَنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ ٱسْتَمَرُّوا يُهَدِّدُونَ حَيَاةَ بُولُسَ.‏ (‏اع ٢٠:‏٢-‏٤‏)‏ وَنَحْوَ عَامِ ٥٨ ب‌م،‏ عِنْدَمَا أُرْسِلَ بُولُسُ سَجِينًا إِلَى رُومَا،‏ رَافَقَهُ أَرِسْتَرْخُسُ فِي هٰذِهِ ٱلرِّحْلَةِ ٱلطَّوِيلَةِ.‏ وَفِي ٱلطَّرِيقِ،‏ تَحَطَّمَتْ بِهِمَا ٱلسَّفِينَةُ.‏ (‏اع ٢٧:‏١،‏ ٢،‏ ٤١‏)‏ وَبَعْدَمَا وَصَلَا،‏ قَضَى أَرِسْتَرْخُسُ بَعْضَ ٱلْوَقْتِ كَمَا يَبْدُو مَسْجُونًا مَعْ بُولُسَ.‏ (‏كو ٤:‏١٠‏)‏ فَلَا نَسْتَغْرِبُ إِذًا أَنَّ بُولُسَ تَشَجَّعَ وَتَقَوَّى بِوُجُودِ هٰذَا ٱلصَّدِيقِ ٱلْوَفِيِّ.‏

٥ كَيْفَ نُطَبِّقُ ٱلْأَمْثَال ١٧:‏١٧‏؟‏

٥ نَتَعَلَّمُ مِنْ أَرِسْتَرْخُسَ أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ أَوْفِيَاءَ وَنَبْقَى إِلَى جَانِبِ إِخْوَتِنَا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْحُلْوَةِ وَٱلْمُرَّةِ أَيْضًا.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ١٧:‏١٧‏.‏)‏ وَقَدْ يَظَلُّ إِخْوَتُنَا ٱلْمُتَضَايِقُونَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلدَّعْمِ وَلَوْ مَرَّ وَقْتٌ طَوِيلٌ عَلَى مُصِيبَتِهِمْ.‏ تَقُولُ فْرَانْسِيسُ * ٱلَّتِي خَسِرَتْ أَبَاهَا وَأُمَّهَا خِلَالَ ٣ أَشْهُرٍ بِمَرَضِ ٱلسَّرَطَانِ:‏ «تَتْرُكُ ٱلْمَصَائِبُ أَثَرًا يَدُومُ طَوِيلًا.‏ لِذَا أُقَدِّرُ كَثِيرًا مُسَاعَدَةَ أَصْدِقَائِي ٱلَّذِينَ لَمْ يَنْسَوْا أَنِّي مَا زِلْتُ حَزِينَةً عَلَى مَوْتِ وَالِدَيَّ».‏

٦ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْأَوْفِيَاءُ؟‏

٦ وَٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْأَوْفِيَاءُ يُضَحُّونَ لِيَدْعَمُوا إِخْوَتَهُمْ.‏ مَثَلًا،‏ ٱكْتَشَفَ أَخٌ ٱسْمُهُ بِيتِر أَنَّهُ مُصَابٌ بِمَرَضٍ مُمِيتٍ.‏ تُخْبِرُ زَوْجَتُهُ كَاثْرِين:‏ «ذَهَبَ زَوْجَانِ مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ مَعَنَا إِلَى ٱلطَّبِيبِ.‏ وَهُنَاكَ عَرَفْنَا عَنْ مَرَضِ بِيتِر.‏ فَقَرَّرَ ٱلزَّوْجَانِ فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ أَنَّهُمَا لَنْ يَتْرُكَانَا وَحْدَنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمُصِيبَةِ.‏ وَمُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ وَهُمَا يَقِفَانِ إِلَى جَانِبِنَا وَلَا يَتْرُكَانِنَا أَبَدًا».‏

كُنْ أَهْلًا لِلثِّقَةِ مِثْلَ تِيخِيكُسَ

مِثْلَ تِيخِيكُسَ،‏ لِنَكُنْ أَشْخَاصًا يُتَّكَلُ عَلَيْهِمْ فِي ٱلضِّيقَاتِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٧-‏٩.‏)‏ *

٧-‏٨ حَسَبَ كُولُوسِي ٤:‏٧-‏٩‏،‏ كَيْفَ كَانَ تِيخِيكُسُ أَهْلًا لِلثِّقَةِ؟‏

٧ تِيخِيكُسُ هُوَ مَسِيحِيٌّ مِنْ إِقْلِيمِ آسْيَا ٱلرُّومَانِيِّ وَصَدِيقٌ حَقِيقِيٌّ لِبُولُسَ.‏ (‏اع ٢٠:‏٤‏)‏ فَنَحْوَ عَامِ ٥٥ ب‌م،‏ رَتَّبَ بُولُسُ كَيْ تُجْمَعَ ٱلتَّبَرُّعَاتُ لِلْإِخْوَةِ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏ وَرُبَّمَا سَاعَدَ تِيخِيكُسُ بُولُسَ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْمُهِمِّ.‏ (‏٢ كو ٨:‏١٨-‏٢٠‏)‏ وَخِلَالَ سَجْنِ بُولُسَ أَوَّلَ مَرَّةٍ فِي رُومَا،‏ ٱتَّكَلَ عَلَى تِيخِيكُسَ كَيْ يُوصِلَ رَسَائِلَهُ ٱلْمُشَجِّعَةَ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ فِي آسْيَا.‏ —‏ كو ٤:‏٧-‏٩‏.‏

٨ وَبَقِيَ تِيخِيكُسُ أَهْلًا لِلثِّقَةِ.‏ (‏تي ٣:‏١٢‏)‏ فَآنَذَاكَ،‏ لَمْ يَكُنْ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَشْخَاصًا يُتَّكَلُ عَلَيْهِمْ مِثْلَ تِيخِيكُسَ.‏ فَخِلَالَ سَجْنِ بُولُسَ لِلْمَرَّةِ ٱلثَّانِيَةِ نَحْوَ عَامِ ٦٥ ب‌م،‏ كَتَبَ أَنَّ مَسِيحِيِّينَ كَثِيرِينَ فِي إِقْلِيمِ آسْيَا تَجَنَّبُوا رِفْقَتَهُ لِأَنَّهُمْ خَافُوا مِنَ ٱلْمُقَاوِمِينَ.‏ (‏٢ تي ١:‏١٥‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ وَثِقَ بُولُسُ بِتِيخِيكُسَ وَأَوْكَلَ إِلَيْهِ تَعْيِينًا آخَرَ.‏ (‏٢ تي ٤:‏١٢‏)‏ فَلَا شَكَّ أَنَّ بُولُسَ قَدَّرَ هٰذَا ٱلصَّدِيقَ ٱلْحَقِيقِيَّ.‏

٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ تِيخِيكُسَ؟‏

٩ نَتَعَلَّمُ مِنْ تِيخِيكُسَ أَنْ نَكُونَ أَهْلًا لِلثِّقَةِ.‏ مَثَلًا،‏ نَحْنُ لَا نَعِدُ فَقَطْ أَنْ نَدْعَمَ إِخْوَتَنَا،‏ بَلْ نَفِي بِوَعْدِنَا وَنُسَاعِدُهُمْ.‏ (‏مت ٥:‏٣٧؛‏ لو ١٦:‏١٠‏)‏ وَعِنْدَمَا يَشْعُرُونَ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ يُتَّكَلُ عَلَيْهِمْ،‏ يَرْتَاحُونَ وَيَتَشَجَّعُونَ.‏ تُوضِحُ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ:‏ «لَا دَاعِيَ أَنْ تَشْغَلَ بَالَكَ وَتُفَكِّرَ هَلْ يَأْتِي ٱلْأَخُ ٱلَّذِي عَرَضَ عَلَيْكَ ٱلْمُسَاعَدَةَ.‏ فَأَنْتَ مُتَأَكِّدٌ أَنَّهُ سَيَفِي بِوَعْدِهِ».‏

١٠ حَسَبَ ٱلْأَمْثَال ١٨:‏٢٤‏،‏ مَاذَا يُرِيحُ ٱلْمُتَضَايِقِينَ؟‏

١٠ غَالِبًا مَا يَرْتَاحُ ٱلْمُتَضَايِقُونَ أَوِ ٱلْحَزِينُونَ عِنْدَمَا يَتَكَلَّمُونَ مَعْ صَدِيقٍ يَثِقُونَ بِهِ.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ١٨:‏٢٤‏.‏)‏ يَقُولُ أَخٌ ٱسْمُهُ بِيجَاي شَعَرَ بِحُزْنٍ شَدِيدٍ عِنْدَمَا فُصِلَ ٱبْنُهُ:‏ «كُنْتُ بِحَاجَةٍ أَنْ أَفْتَحَ قَلْبِي لِشَخْصٍ أَثِقُ بِهِ».‏ وَيَذْكُرُ كَارْلُوسُ ٱلَّذِي خَسِرَ ٱمْتِيَازًا يُحِبُّهُ بِسَبَبِ خَطَإٍ ٱرْتَكَبَهُ:‏ «اِحْتَجْتُ إِلَى شَخْصٍ أُعَبِّرُ لَهُ عَنْ مَشَاعِرِي دُونَ أَنْ يَحْكُمَ عَلَيَّ».‏ فَتَكَلَّمَ كَارْلُوس مَعَ ٱلشُّيُوخِ،‏ وَهُمْ سَاعَدُوهُ أَنْ يَتَخَطَّى ٱلْمَوْضُوعَ.‏ وَمَا أَرَاحَهُ أَيْضًا أَنَّهُمْ لَنْ يُخْبِرُوا ٱلْآخَرِينَ عَمَّا قَالَهُ.‏

١١ مَاذَا يَلْزَمُ كَيْ يَفْتَحَ ٱلْآخَرُونَ قَلْبَهُمْ لَنَا؟‏

١١ وَكَيْ يَثِقَ بِنَا ٱلْآخَرُونَ وَيَفْتَحُوا قَلْبَهُمْ لَنَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ صَبُورِينَ.‏ إِلَيْكَ مِثَالَ جَانَّا ٱلَّتِي تَخَلَّى عَنْهَا زَوْجُهَا.‏ فَعِنْدَمَا عَبَّرَتْ عَنْ مَشَاعِرِهَا لِأَصْدِقَائِهَا ٱلْمُقَرَّبِينَ،‏ ٱرْتَفَعَتْ مَعْنَوِيَّاتُهَا.‏ تَقُولُ:‏ «اِسْتَمَعُوا إِلَيَّ بِصَبْرٍ مَعْ أَنِّي رُبَّمَا كَرَّرْتُ ٱلْكَلَامَ نَفْسَهُ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً».‏ أَنْتَ أَيْضًا،‏ تَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ صَدِيقًا جَيِّدًا إِذَا أَصْغَيْتَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ.‏

كُنْ خَدُومًا مِثْلَ مُرْقُسَ

مِثْلَ مُرْقُسَ ٱلَّذِي سَاعَدَ بُولُسَ عَمَلِيًّا،‏ لِنُسَاعِدْ إِخْوَتَنَا فِي ٱلْمَصَائِبِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٢-‏١٤.‏)‏ *

١٢ مَنْ هُوَ مُرْقُسُ،‏ وَكَيْفَ خَدَمَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٢ مُرْقُسُ،‏ ٱلْمَدْعُوُّ أَيْضًا يُوحَنَّا،‏ هُوَ مَسِيحِيٌّ مِنْ أُورُشَلِيمَ أَصْلُهُ يَهُودِيٌّ.‏ وَقَرِيبُهُ بَرْنَابَا كَانَ مُرْسَلًا مَعْرُوفًا.‏ (‏كو ٤:‏١٠‏)‏ وَيَبْدُو أَنَّ عَائِلَةَ مُرْقُسَ كَانَتْ غَنِيَّةً.‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ لَمْ يَكُنِ ٱلْمَالُ هُوَ ٱلْأَهَمَّ فِي حَيَاتِهِ.‏ بَلْ كَانَ شَخْصًا خَدُومًا يَفْرَحُ بِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَهُوَ مَثَلًا خَدَمَ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً إِلَى جَانِبِ بُولُسَ وَبُطْرُسَ.‏ فَفِيمَا قَامَ هٰذَانِ ٱلرَّسُولَانِ بِتَعْيِينَاتِهِمَا،‏ رُبَّمَا أَمَّنَ مُرْقُسُ حَاجَاتِهِمَا ٱلْأَسَاسِيَّةَ.‏ (‏اع ١٣:‏٢-‏٥؛‏ ١ بط ٥:‏١٣‏)‏ وَقَدِ ٱعْتَبَرَهُ بُولُسُ مِنْ ‹رُفَقَائِهِ فِي ٱلْعَمَلِ لِأَجْلِ مَلَكُوتِ ٱللهِ› وَ «عَوْنًا مُقَوِّيًا» لَهُ.‏ —‏ كو ٤:‏١٠،‏ ١١‏.‏

١٣ كَيْفَ تُظْهِرُ ٢ تِيمُوثَاوُس ٤:‏١١ أَنَّ بُولُسَ قَدَّرَ مَا فَعَلَهُ مُرْقُسُ؟‏

١٣ صَارَ مُرْقُسُ مِنْ أَصْدِقَاءِ بُولُسَ ٱلْمُقَرَّبِينَ.‏ مَثَلًا،‏ خِلَالَ سَجْنِ بُولُسَ آخِرَ مَرَّةٍ فِي رُومَا نَحْوَ عَامِ ٦٥ ب‌م،‏ كَتَبَ رِسَالَتَهُ ٱلثَّانِيَةَ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ.‏ وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى رُومَا وَيُحْضِرَ مَعَهُ مُرْقُسَ.‏ (‏٢ تي ٤:‏١١‏)‏ فَلَا بُدَّ أَنَّ بُولُسَ قَدَّرَ مَا فَعَلَهُ مُرْقُسُ مِنْ قَبْلُ،‏ وَعَرَفَ أَنَّهُ سَيَكُونُ مَصْدَرَ تَشْجِيعٍ لَهُ.‏ لِذَا أَرَادَ أَنْ يَكُونَ إِلَى جَانِبِهِ فِي هٰذَا ٱلظَّرْفِ ٱلصَّعْبِ.‏ وَمُرْقُسُ سَاعَدَ بُولُسَ بِطُرُقٍ عَمَلِيَّةٍ.‏ فَرُبَّمَا أَمَّنَ لَهُ ٱلطَّعَامَ أَوْ أَدَوَاتِ ٱلْكِتَابَةِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا ٱلدَّعْمَ سَاعَدَ بُولُسَ أَنْ يَتَحَمَّلَ أَيَّامَهُ ٱلْأَخِيرَةَ قَبْلَ إِعْدَامِهِ.‏

١٤-‏١٥ مَاذَا تُعَلِّمُنَا مَتَّى ٧:‏١٢ عَنْ مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٤ اقرأ متى ٧:‏١٢‏.‏ عِنْدَمَا نَمُرُّ بِظَرْفٍ صَعْبٍ،‏ نُقَدِّرُ كَثِيرًا دَعْمَ إِخْوَتِنَا بِطُرُقٍ عَمَلِيَّةٍ.‏ تَقُولُ أُخْتٌ ٱسْمُهَا رَايِن مَاتَ وَالِدُهَا فِي حَادِثٍ مَأْسَاوِيٍّ:‏ «حِينَ تَكُونُ حَزِينًا،‏ حَتَّى ٱلْأَعْمَالُ ٱلرُّوتِينِيَّةُ تَصِيرُ صَعْبَةً عَلَيْكَ.‏ لِذَا عِنْدَمَا يُقَدِّمُ لَكَ أَحَدٌ مُسَاعَدَةً،‏ وَلَوْ صَغِيرَةً،‏ تَتَشَجَّعُ كَثِيرًا».‏

١٥ وَكَيْ نُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ عَمَلِيًّا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ دَقِيقِي ٱلْمُلَاحَظَةِ وَنَنْتَبِهَ إِلَى حَاجَاتِهِمْ.‏ مَثَلًا،‏ لَاحَظَتْ أُخْتٌ أَنَّ بِيتِر وَكَاثْرِينَ،‏ ٱلْمَذْكُورَيْنِ سَابِقًا،‏ لَمْ يَعُودَا قَادِرَيْنِ أَنْ يَقُودَا سَيَّارَتَهُمَا.‏ فَأَعَدَّتْ بَرْنَامَجًا كَيْ تُوصِلَهُمَا هِيَ وَبَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ إِلَى مَوَاعِيدِهِمَا مَعَ ٱلطَّبِيبِ.‏ وَكَيْفَ شَعَرَ ٱلزَّوْجَانِ؟‏ تَقُولُ كَاثْرِين:‏ «شَعَرْنَا أَنَّ حِمْلًا أُزِيحَ عَنْ أَكْتَافِنَا».‏ فَلَا تَسْتَخِفَّ أَبَدًا بِٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلَّتِي تُقَدِّمُهَا مَهْمَا كَانَتْ صَغِيرَةً.‏

١٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مُرْقُسَ عَنْ دَعْمِ إِخْوَتِنَا؟‏

١٦ لَا شَكَّ أَنَّ مُرْقُسَ كَانَ مَشْغُولًا بِتَعْيِينَاتٍ مُهِمَّةٍ،‏ مِثْلِ كِتَابَةِ ٱلْإِنْجِيلِ ٱلَّذِي يَحْمِلُ ٱسْمَهُ.‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ وَجَدَ وَقْتًا لِيَدْعَمَ بُولُسَ.‏ وَبُولُسُ طَلَبَ مُسَاعَدَتَهُ دُونَ تَرَدُّدٍ.‏ تَقُولُ أَنْجِيلَا ٱلَّتِي سَاعَدَهَا أَصْدِقَاؤُهَا حِينَ قُتِلَ فَرْدٌ مِنْ عَائِلَتِهَا:‏ «عِنْدَمَا تُحِسُّ أَنَّ أَصْدِقَاءَكَ مُسْتَعِدُّونَ فِعْلًا لِمُسَاعَدَتِكَ،‏ يَسْهُلُ عَلَيْكَ أَنْ تَطْلُبَ مِنْهُمْ خِدْمَةً مَا.‏ فَأَنْتَ تَعْرِفُ جَيِّدًا أَنَّهُمْ لَنْ يَتَرَدَّدُوا فِي دَعْمِكَ».‏ وَمَاذَا عَنْكَ؟‏ اِسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أَنَا مَعْرُوفٌ بِأَنِّي جَاهِزٌ دَائِمًا لِأَدْعَمَ إِخْوَتِي؟‏›.‏

صَمِّمْ أَنْ تُقَوِّيَ إِخْوَتَكَ

١٧ عَلَامَ تُشَجِّعُنَا ٢ كُورِنْثُوس ١:‏٣،‏ ٤‏؟‏

١٧ لَا دَاعِيَ أَنْ نُفَتِّشَ كَثِيرًا كَيْ نَجِدَ إِخْوَةً بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ.‏ وَرُبَّمَا نَقْدِرُ أَنْ نُقَوِّيَهُمْ بِنَفْسِ ٱلْأَفْكَارِ ٱلَّتِي قَوَّانَا بِهَا آخَرُونَ.‏ تَقُولُ أُخْتٌ ٱسْمُهَا نِينُو مَاتَتْ جَدَّتُهَا:‏ «إِذَا كُنَّا مُسْتَعِدِّينَ أَنْ نُسَاعِدَ إِخْوَتَنَا،‏ يَسْتَخْدِمُنَا يَهْوَهُ لِنُعَزِّيَهُمْ».‏ ‏(‏اقرأ ٢ كورنثوس ١:‏٣،‏ ٤‏.‏)‏ وَتَقُولُ فْرَانْسِيسُ ٱلْمَذْكُورَةُ مِنْ قَبْلُ:‏ «اَلْآيَةُ فِي ٢ كُورِنْثُوس ١:‏٤ صَحِيحَةٌ فِعْلًا.‏ فَعِنْدَمَا يُعَزِّينَا ٱلْإِخْوَةُ،‏ نَقْدِرُ أَنْ نُعَزِّيَ غَيْرَنَا بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا».‏

١٨ ‏(‏أ)‏ لِمَ يَتَرَدَّدُ ٱلْبَعْضُ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَدْعَمُ غَيْرَنَا؟‏ أَعْطِ مِثَالًا.‏

١٨ مُهِمٌّ أَنْ نُسَاعِدَ ٱلَّذِينَ يَمُرُّونَ بِمُشْكِلَةٍ وَلَوْ كَانَ ذٰلِكَ صَعْبًا عَلَيْنَا.‏ فَلَا يَلْزَمُ أَنْ نَتَرَدَّدَ فِي دَعْمِ إِخْوَتِنَا حَتَّى لَوْ لَمْ نَعْرِفْ مَاذَا نَقُولُ أَوْ كَيْفَ نَتَصَرَّفُ.‏ يَتَذَكَّرُ شَيْخٌ ٱسْمُهُ بُول كَمْ بَذَلَ ٱلْإِخْوَةُ مِنْ جُهْدٍ لِيُعَزُّوهُ عِنْدَمَا مَاتَ وَالِدُهُ.‏ يَقُولُ:‏ «شَعَرْتُ أَنَّهُمْ مُرْتَبِكُونَ وَلَا يَعْرِفُونَ مَاذَا يَقُولُونَ.‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ لَمْ يَتَرَدَّدُوا فِي دَعْمِي وَتَشْجِيعِي.‏ وَهٰذَا أَثَّرَ فِيَّ كَثِيرًا».‏ وَيُخْبِرُ أَخٌ ٱسْمُهُ تَاجُون ضَرَبَ زِلْزَالٌ كَبِيرٌ مِنْطَقَتَهُ:‏ «بِصَرَاحَةٍ،‏ لَا أَذْكُرُ مَضْمُونَ كُلِّ ٱلرَّسَائِلِ ٱلَّتِي وَصَلَتْنِي بَعْدَ ٱلزِّلْزَالِ.‏ لٰكِنِّي أَحْسَسْتُ بِمَحَبَّةِ ٱلْإِخْوَةِ لِأَنَّهُمْ سَأَلُوا عَنِّي وَٱطْمَأَنُّوا عَلَيَّ».‏ فَكَيْ نَدْعَمَ إِخْوَتَنَا وَنُشَجِّعَهُمْ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُظْهِرَ لَهُمُ ٱلْمَحَبَّةَ.‏

١٩ لِمَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ أَنْ تَكُونَ «عَوْنًا مُقَوِّيًا» لِإِخْوَتِكَ؟‏

١٩ فِيمَا نَقْتَرِبُ مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ،‏ سَتَصِيرُ ٱلظُّرُوفُ أَسْوَأَ وَٱلْحَيَاةُ أَصْعَبَ.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٣‏)‏ وَسَنَظَلُّ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ لِأَنَّنَا نَاقِصُونَ وَنَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ.‏ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ ٱسْتَطَاعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنْ يَحْتَمِلَ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ بِدَعْمِ يَهْوَهَ وَرِفَاقِهِ أَيْضًا.‏ لِذَا فَلْنَكُنْ أَصْدِقَاءَ أَوْفِيَاءَ مِثْلَ أَرِسْتَرْخُسَ،‏ أَهْلًا لِلثِّقَةِ مِثْلَ تِيخِيكُسَ،‏ وَخَدُومِينَ مِثْلَ مُرْقُسَ.‏ وَهٰكَذَا نُقَوِّي إِخْوَتَنَا كَيْ يَثْبُتُوا فِي ٱلْإِيمَانِ.‏ —‏ ١ تس ٣:‏٢،‏ ٣‏.‏

^ ‎الفقرة 5‏ وَاجَهَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ظُرُوفًا صَعْبَةً فِي حَيَاتِهِ،‏ فَوَقَفَ أَصْدِقَاؤُهُ إِلَى جَانِبِهِ وَدَعَمُوهُ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَتَحَدَّثُ عَنْ ثَلَاثَةٍ مِنْهُمْ وَنَتَعَلَّمُ مِنْ صِفَاتِهِمْ.‏

^ ‎الفقرة 5‏ بَعْضُ ٱلْأَسْمَاءِ مُسْتَعَارَةٌ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١١١ كَثِيرَةٌ أَفْرَاحُنَا

^ ‎الفقرة 56‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ أَرِسْتَرْخُسُ يُسَاعِدُ بُولُسَ حِينَ تَحَطَّمَتْ بِهِمَا ٱلسَّفِينَةُ.‏

^ ‎الفقرة 58‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ بُولُسُ يُسَلِّمُ تِيخِيكُسَ رِسَالَةً كَيْ يُوصِلَهَا إِلَى إِحْدَى ٱلْجَمَاعَاتِ.‏

^ ‎الفقرة 60‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ مُرْقُسُ يُسَاعِدُ بُولُسَ عَمَلِيًّا.‏