مقالة الدرس ٥
استغِل وقتك بأفضل طريقة
«إنتَبِهوا بِدِقَّةٍ كَيفَ تسيرون، لا كجُهَلاءَ بل كحُكَماء، مُشتَرينَ لِأنفُسِكُم كُلَّ وَقتٍ مُؤَاتٍ». — اف ٥:١٥، ١٦.
التَّرنيمَة ٨ في يَهْوَه مُحتَمانا
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ كَيفَ نقضي وَقتًا مع يَهْوَه؟
نفرَحُ كَثيرًا حينَ نقضي وَقتًا مع أشخاصٍ نُحِبُّهُم. فبِالنِّسبَةِ إلى زَوجَينِ مُتَحابَّين، لا شَيءَ أحلى مِن أن يقضِيا سَهرَةً معًا. ويَتَمَتَّعُ الشَّبابُ كَثيرًا بِقَضاءِ الوَقتِ مع أصحابِهِم. كما نفرَحُ جَميعًا بِرِفقَةِ إخوَتِنا في الجَماعَة. لكنَّ أكثَرَ ما نُحِبُّهُ هو أن نقضِيَ وَقتًا مع إلهِنا. وكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟ حينَ نُصَلِّي إلَيه، نقرَأُ كَلِمَتَه، ونتَأمَّلُ في صِفاتِهِ الجَميلَة وكُلِّ ما سيَفعَلُه. وما أجمَلَ الوَقتَ الَّذي نقضيهِ مع يَهْوَه! — مز ١٣٩:١٧.
٢ أيُّ تَحَدٍّ نُواجِهُه؟
٢ صَحيحٌ أنَّنا نُحِبُّ أن نقضِيَ وَقتًا مع يَهْوَه، لكنَّنا نُواجِهُ تَحَدِّيًا. فلَدَينا انشِغالاتٌ كَثيرَة تُصَعِّبُ علَينا أن نُخَصِّصَ وَقتًا لِلنَّشاطاتِ الرُّوحِيَّة. فأُمورٌ مِثلُ العَمَلِ والمَسؤولِيَّاتِ العائِلِيَّة يُمكِنُ أن تأخُذَ الكَثيرَ مِن وَقتِنا، فنَشعُرُ أنْ لَيسَ لَدَينا وَقتٌ وطاقَةٌ لِلصَّلاةِ أوِ الدَّرسِ أوِ التَّأمُّل.
٣ أيُّ تَحَدٍّ آخَرَ نُواجِهُه؟
٣ نُواجِهُ أيضًا تَحَدِّيًا آخَر. فَهُناكَ أُمورٌ لَيسَت خَطَأً بِحَدِّ ذاتِها، لكنَّها يُمكِنُ أن تسرِقَ وَقتَنا دونَ أن ننتَبِه. مَثَلًا، كُلُّنا نحتاجُ أحيانًا أن نتَسَلَّى ونرتاح. ولكنْ حتَّى التَّسلِيَةُ الجَيِّدَة يُمكِنُ أن تأخُذَ الكَثيرَ مِن وَقتِنا، فلا يبقى لَدَينا وَقتٌ كافٍ لِلنَّشاطاتِ الرُّوحِيَّة الَّتي تُقَرِّبُنا إلى يَهْوَه. لِذا علَينا أن نُبقِيَ التَّسلِيَةَ في مَكانِها الصَّحيح. — ام ٢٥:٢٧؛ ١ تي ٤:٨.
٤ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٤ في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ لِماذا مُهِمٌّ أن نُرَتِّبَ أولَوِيَّاتِنا بِالطَّريقَةِ الصَّحيحَة، كَيفَ نستَغِلُّ الوَقتَ الَّذي نقضيهِ مع يَهْوَه بِأفضَلِ طَريقَة، وكَيفَ يُفيدُنا ذلِك.
خُذْ قَراراتٍ حَكيمَة، ورَتِّبْ أولَوِيَّاتِك
٥ كَيفَ تُساعِدُ أفَسُس ٥:١٥-١٧ الشَّبابَ أن يختاروا أفضَلَ حَياة؟
٥ إختَرْ أفضَلَ حَياة. غالِبًا ما يُفَكِّرُ الشَّبابُ في مُستَقبَلِهِم، ويَكونونَ تَحتَ ضَغطٍ لِيَأخُذوا قَراراتٍ مُهِمَّة. فمِن جِهَة، يُشَجِّعُهُم أساتِذَتُهُم وأقرِباؤهُم غَيرُ الشُّهودِ أن يدخُلوا الجامِعَةَ لِيَحصُلوا على وَظيفَةٍ مُحتَرَمَة. لكنَّ هذا الطَّريقَ سيَأخُذُ الكَثيرَ مِن وَقتِهِم. مِن جِهَةٍ أُخرى، يُشَجِّعُهُم والِدوهُم وأصدِقاؤُهُم في الجَماعَةِ أن يُرَكِّزوا على خِدمَةِ يَهْوَه في حَياتِهِم. فماذا يُساعِدُ الشَّبابَ الَّذينَ يُحِبُّونَ يَهْوَه أن يأخُذوا أفضَلَ قَرار؟ جَيِّدٌ أن يقرَأُوا أفَسُس ٥:١٥-١٧، ثُمَّ يتَأمَّلوا فيها. (إقرأها.) فيُفَكِّرونَ في أسئِلَةٍ مِثل: ‹ما هي «مَشيئَةُ يَهْوَه»؟ أيُّ قَرارٍ سيُفَرِّحُه؟ أيُّ طَريقٍ سيُساعِدُني أن أستَغِلَّ وَقتي بِأفضَلِ طَريقَة؟›. وجَيِّدٌ أن يتَذَكَّروا أنَّ «الأيَّامَ شِرِّيرَة»، وأنَّ هذا العالَمَ الَّذي يحكُمُهُ الشَّيطانُ سيَنتَهي قَريبًا. لِذا مِنَ الحِكمَةِ أن يختاروا حَياةً تُفَرِّحُ يَهْوَه.
٦ أيُّ قَرارٍ أخَذَتهُ مَرْيَم، ولِمَ كانَ حَكيمًا؟
٦ رتِّبْ أولَوِيَّاتِكَ بِطَريقَةٍ صَحيحَة. كَي نستَغِلَّ وَقتَنا بِأفضَلِ طَريقَة، يلزَمُ أحيانًا أن نختارَ بَينَ أمرَينِ لَيسا خَطَأً بِحَدِّ ذاتِهِما. وهذا ما توضِحُهُ القِصَّةُ عن زِيارَةِ يَسُوع لِمَرْيَم ومَرْثَا. فلا شَكَّ أنَّ مَرْثَا كانَت مُتَحَمِّسَةً لِاستِضافَةِ يَسُوع، لِذا أرادَت أن تُحَضِّرَ لهُ أفضَلَ الأطباق. أمَّا أُختُها مَرْيَم، فاستَغَلَّتِ الوَقتَ لِتجلِسَ قُربَ يَسُوع وتسمَعَ تَعاليمَه. صَحيحٌ أنَّ مَرْثَا كانَ دافِعُها جَيِّدًا، لكنَّ مَرْيَم أخَذَتِ القَرارَ الأفضَل. قالَ يَسُوع: «مَرْيَم اختارَتِ النَّصيبَ الصَّالِح». (لو ١٠:٣٨-٤٢) فرُبَّما نسِيَت مَرْيَم لاحِقًا ماذا كانَ الطَّعامُ في تِلكَ المُناسَبَة، لكنَّها بِالتَّأكيدِ لم تنسَ ما تعَلَّمَتهُ مِن يَسُوع. ومِثلَما قدَّرَت مَرْيَم الوَقتَ الَّذي قضَتهُ مع يَسُوع، نُقَدِّرُ الوَقتَ الَّذي نقضيهِ مع يَهْوَه. ولكنْ كَيفَ نستَغِلُّهُ بِأفضَلِ طَريقَة؟
إستَفِدْ كامِلًا مِنَ الوَقتِ الَّذي تقضيهِ مع يَهْوَه
٧ لِمَ تستَحِقُّ الصَّلاةُ والدَّرسُ والتَّأمُّلُ وَقتَنا؟
٧ تذَكَّرْ أنَّ الصَّلاةَ والدَّرسَ والتَّأمُّلَ جُزءٌ مِن عِبادَتِنا. حينَ نُصَلِّي، نتَكَلَّمُ مع أبينا السَّماوِيِّ الَّذي يُحِبُّنا كَثيرًا. (مز ٥:٧) وعِندَما ندرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس، ننالُ «مَعرِفَةَ اللّٰهِ» الَّذي هو مَصدَرُ كُلِّ حِكمَة. (ام ٢:١-٥) وحينَ نتَأمَّلُ في ما نتَعَلَّمُهُ عن يَهْوَه، نُفَكِّرُ في صِفاتِهِ الجَميلَة ونتَذَكَّرُ البَرَكاتِ الرَّائِعَة الَّتي سيُعطيها لنا ولِكُلِّ البَشَر. واضِحٌ إذًا كم مُهِمٌّ أن نُخَصِّصَ وَقتًا لِلصَّلاةِ والدَّرسِ والتَّأمُّل. ولكنْ ماذا نفعَلُ كَي نستَفيدَ مِن هذا الوَقتِ إلى أقصى حَدّ؟
٨ ماذا نتَعَلَّمُ مِن مِثالِ يَسُوع؟
٨ حاوِلْ أن تجِدَ مَكانًا هادِئًا. هذا ما فعَلَهُ يَسُوع. فقَبلَ أن يبدَأَ خِدمَتَه، قضى ٤٠ يَومًا في الصَّحراء. (لو ٤:١، ٢) وهكَذا وجَدَ مَكانًا هادِئًا لِيُصَلِّيَ إلى يَهْوَه ويَتَأمَّلَ في مَشيئَتِهِ له. ولا شَكَّ أنَّ هذا جهَّزَهُ لِلتَّجارِبِ الَّتي كانَ سيُواجِهُها قَريبًا. فماذا تتَعَلَّمُ مِن مِثالِ يَسُوع؟ إذا كانَت عائِلَتُكَ كَبيرَة، فقدْ يصعُبُ علَيكَ أن تجِدَ مَكانًا هادِئًا في البَيت. لِذا جَيِّدٌ في هذِهِ الحالَةِ أن تبحَثَ عن مَكانٍ مُناسِبٍ خارِجَ البَيت. لاحِظْ ماذا تفعَلُ جُولِي حينَ تُريدُ أن تقضِيَ وَقتًا مع يَهْوَه وتُصَلِّيَ إلَيه. فهي تعيشُ مع زَوجِها في شِقَّةٍ صَغيرَة جِدًّا بِفَرَنْسَا. لِذا صَعبٌ علَيها أن تكونَ وَحدَها دونَ تَلهِيات. تُخبِر: «أذهَبُ كُلَّ يَومٍ إلى الحَديقَةِ العامَّة. وهكَذا أقدِرُ أن أكونَ وَحدي، أُرَكِّز، وأتَكَلَّمَ مع يَهْوَه».
٩ مع أنَّ يَسُوع كانَ مَشغولًا جِدًّا، كَيفَ أظهَرَ أنَّهُ يُقَدِّرُ عَلاقَتَهُ مع أبيه؟
٩ كانَ يَسُوع مَشغولًا جِدًّا خِلالَ خِدمَتِهِ على الأرض. فجُموعٌ مِنَ النَّاسِ تبِعَتهُ مِن مَكانٍ إلى آخَر، وكانوا كُلُّهُم بِحاجَةٍ إلى الوَقتِ والاهتِمام. وفي إحدى المَرَّات، «كانَتِ المَدينَةُ كُلُّها مُجتَمِعَةً على الباب». ولكنْ حتَّى في هذِهِ المَرَّة، خصَّصَ يَسُوع وَقتًا لِيَتَحَدَّثَ مع يَهْوَه. فقَبلَ أن تُشرِقَ الشَّمس، ذهَبَ وَحدَهُ إلى «مَكانٍ خَلاءٍ» لِيَقضِيَ وَقتًا مع أبيه. — مر ١:٣٢-٣٥.
١٠-١١ حَسَبَ مَتَّى ٢٦:٤٠، ٤١، ماذا أوصى يَسُوع رُسُلَه، ولكنْ ماذا حصَل؟
١٠ وفي آخِرِ لَيلَةٍ مِن حَياةِ يَسُوع على الأرض، ذهَبَ أيضًا إلى مَكانٍ هادِئٍ لِيَتَأمَّلَ ويُصَلِّي: بُستانِ جَتْسِيمَانِي. (مت ٢٦:٣٦) وفي تِلكَ الحادِثَة، أعطى رُسُلَهُ وَصِيَّةً مُهِمَّة عنِ الصَّلاة.
١١ إلَيكَ ما حدَث. حينَ وصَلَ يَسُوع ورُسُلُهُ إلى بُستانِ جَتْسِيمَانِي، كانَ الوَقتُ مُتَأخِّرًا جِدًّا، رُبَّما بَعدَ مُنتَصَفِ اللَّيل. فأوصاهُم يَسُوع قائِلًا: «إبْقَوْا ساهِرين»، ثُمَّ ابتَعَدَ عنهُم لِيُصَلِّي. (مت ٢٦:٣٧-٣٩) ولكنْ بَينَما كانَ يُصَلِّي، غلَبَهُمُ النُّعاس. لِذا حينَ عادَ يَسُوع ووَجَدَهُم نائِمين، شجَّعَهُم مُجَدَّدًا: «إبْقَوْا ساهِرينَ وصَلُّوا دائِمًا». (إقرأ متى ٢٦:٤٠، ٤١.) عرَفَ يَسُوع أنَّهُم مُتعَبونَ وتَحتَ ضَغطٍ كَبير. فتعاطَفَ معهُم، وذكَرَ أنَّ ‹الجَسَدَ ضَعيف›. ثُمَّ ذهَبَ مَرَّتَينِ إضافِيَّتَينِ لِيُصَلِّي. ولكنْ في كُلِّ مَرَّة، كانَ يرجِعُ ويَجِدُهُم نائِمينَ بَدَلَ أن يُصَلُّوا. — مت ٢٦:٤٢-٤٥.
١٢ ماذا نفعَلُ لَوِ استَصعَبنا أن نُصَلِّيَ بِسَبَبِ التَّعَبِ أوِ الضَّغطِ الشَّديد؟
١٢ إختَرْ وَقتًا مُناسِبًا. هل تستَصعِبُ أحيانًا أن تُصَلِّيَ بِسَبَبِ التَّعَبِ أوِ الضَّغطِ الشَّديد؟ في هذِهِ الحالَة، أنتَ لَستَ الوَحيد. ولكنْ ماذا يُمكِنُكَ أن تفعَل؟ غيَّرَ بَعضُ الأشخاصِ وَقتَ صَلاتِهِم. فبَدَلَ أن يُصَلُّوا في وَقتٍ مُتَأخِّر، جرَّبوا أن يُصَلُّوا في وَقتٍ أبكَرَ مِنَ الأُمسِيَةِ قَبلَ أن يغلِبَهُمُ التَّعَب. أمَّا آخَرون، فلاحَظوا أنَّ وَضعِيَّتَهُم أثناءَ الصَّلاةِ لها تَأثيرٌ كَبير. وماذا لَوِ استَصعَبتَ أيضًا أن تُصَلِّيَ بِسَبَبِ القَلَقِ أوِ اليَأسِ الشَّديد؟ أخبِرْ يَهْوَه كَيفَ تشعُر. وبِالتَّأكيد، سيَتَفَهَّمُ أبوكَ الرَّحيمُ مَشاعِرَك. — مز ١٣٩:٤.
١٣ كَيفَ يُمكِنُ أن تُلهِيَنا الأجهِزَةُ الإلِكتُرونِيَّة؟
١٣ تجَنَّبِ التَّلهِياتِ أثناءَ الدَّرس. نَحنُ لا نُقَوِّي عَلاقَتَنا بِيَهْوَه حينَ نُصَلِّي فَقَط، بل أيضًا حينَ ندرُسُ كَلِمَتَهُ ونحضُرُ الاجتِماعات. فماذا تفعَلُ كَي تستَفيدَ إلى أقصى حَدٍّ مِن أوقاتِ الدَّرسِ والاجتِماعات؟ إسألْ نَفْسَك: ‹هل هُناكَ شَيءٌ يُلهيني في هذِهِ الأوقات؟›. رُبَّما تُلهيكَ المُكالَمات، أوِ الرَّسائِلُ النَّصِّيَّة أوِ الإلِكتُرونِيَّة، التَّي تصِلُ إلى تِلِفونِكَ أو جِهازٍ آخَر. طَبعًا، تُفيدُ الأجهِزَةُ الإلِكتُرونِيَّة بَلايينَ النَّاسِ اليَوم. لكنَّ مُجَرَّدَ وُجودِها إلى جانِبِنا يُمكِنُ أن يُلهِيَنا، حَسبَما يقولُ بَعضُ العُلَماء. يذكُرُ بروفِسورٌ في عِلمِ النَّفْس: «لا تكونُ مُرَكِّزًا على ما تفعَلُه، بل يكونُ عَقلُكَ في مَكانٍ آخَر». فماذا تقدِرُ أن تفعَلَ إذًا؟ قَبلَ الاجتِماعاتِ الدَّائِرِيَّة والسَّنَوِيَّة، غالِبًا ما يُطلَبُ مِنَّا أن نُطفِئَ الأجهِزَةَ الإلِكتُرونِيَّة أو نُخفِيَ صَوتَها كَي لا نُزعِجَ الآخَرين. فلِمَ لا نفعَلُ الأمرَ نَفْسَهُ كي لا نُزعِجَ أنفُسَنا حينَ نقضي وَقتًا مع يَهْوَه؟
١٤ حَسَبَ فِيلِبِّي ٤:٦، ٧، كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه أن نُرَكِّز؟
١٤ أُطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَكَ كَي تُرَكِّز. إذا لاحَظتَ أنَّكَ لَستَ مُرَكِّزًا أثناءَ الدَّرسِ أوِ الاجتِماع، فاطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَك. بِالتَّأكيد، لَيسَ سَهلًا أن تضَعَ هُمومَكَ جانِبًا وتُرَكِّزَ على الأُمورِ الرُّوحِيَّة. ولكنْ مِنَ الضَّرورِيِّ أن تفعَلَ ذلِك. فَصَلِّ إلى يَهْوَه كَي يُعطِيَكَ السَّلامَ الَّذي لا يحرُسُ قَلبَكَ فَقَط، بل ‹عَقلَكَ› أيضًا. — إقرأ فيلبي ٤:٦، ٧.
الوَقتُ الَّذي تقضيهِ مع يَهْوَه لن يضيع
١٥ ما هي إحدى الفَوائِدِ حينَ تقضي وَقتًا مع يَهْوَه؟
١٥ تستَفيدُ كَثيرًا حينَ تُخَصِّصُ وَقتًا لِتتَكَلَّمَ مع يَهْوَه، تسمَعَه، وتُفَكِّرَ فيه. كَيف؟ أوَّلًا، تأخُذُ قَراراتٍ أفضَل. يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس: «السَّائِرُ معَ الحُكَماءِ يصيرُ حَكيمًا». (ام ١٣:٢٠) لِذا حينَ تقضي وَقتًا مع يَهْوَه، مَصدَرِ الحِكمَة، تزيدُ حِكمَتُك. فتَعرِفُ كَيفَ تأخُذُ قَراراتٍ تُرضيه، وكَيفَ تتَجَنَّبُ أن تُزَعِّلَه.
١٦ لِماذا نصيرُ مُعَلِّمينَ أفضَلَ حينَ نقضي وَقتًا مع يَهْوَه؟
١٦ ثانِيًا، تصيرُ مُعَلِّمًا أفضَل. حينَ ندرُسُ مع أحَد، نُريدُ أن نُساعِدَهُ كَي يقتَرِبَ إلى يَهْوَه. وفي هذا المَجال، يُفيدُنا كَثيرًا أن نقضِيَ نَحنُ وَقتًا مع يَهْوَه. فعِندَئِذٍ تزيدُ مَحَبَّتُنا له، ونقدِرُ بِالتَّالي أن نُحَبِّبَ تِلميذَنا فيه. وهذا واضِحٌ مِن مِثالِ يَسُوع. فالطَّريقَةُ الَّتي تكَلَّمَ بِها عن أبيهِ أظهَرَت كم كانَ يُحِبُّهُ. وهذا ساعَدَ التَّلاميذَ أن يُحِبُّوا يَهْوَه هُم أيضًا. — يو ١٧:٢٥، ٢٦.
١٧ كَيفَ تُساعِدُنا الصَّلاةُ والدَّرسُ أن نُقَوِّيَ إيمانَنا؟
١٧ ثالِثًا، يقوى إيمانُك. حينَ تطلُبُ مِن يَهْوَه أن يُوَجِّهَكَ أو يُشَجِّعَكَ أو يُساعِدَك، وترى كَيفَ يستَجيبُ صَلَواتِكَ في كُلِّ مَرَّة، يقوى إيمانُكَ به. (١ يو ٥:١٥) والدَّرسُ الشَّخصِيُّ أيضًا يُقَوِّي إيمانَك. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يقول: «الإيمانُ يلي السَّماع». (رو ١٠:١٧) ولكنْ كَي يقوى إيمانُكَ بِاللّٰه، لا يكفي أن تتَعَلَّمَ عنه. فإلامَ تحتاجُ أيضًا؟
١٨ أوضِحْ لِمَ مُهِمٌّ أن نتَأمَّلَ في ما نتَعَلَّمُه.
١٨ كَي تُقَوِّيَ إيمانَك، يلزَمُ أن تتَأمَّلَ في ما تتَعَلَّمُه. لاحِظْ ما حصَلَ مع كاتِبِ المَزْمُور ٧٧. فقدْ كانَ مُتَضايِقًا لِأنَّهُ ظنَّ أنَّ يَهْوَه لم يعُدْ راضِيًا عن شَعبِهِ الإسْرَائِيلِيِّين. وهذا طيَّرَ النَّومَ مِن عَينَيه. (الآيات ٢-٨) فماذا فعَل؟ قالَ لِيَهْوَه: «أتَأمَّلُ في جَميعِ أفعالِك، وبِأعمالِكَ أهتَمّ». (الآية ١٢) طَبعًا، كانَ كاتِبُ المَزْمُور يعرِفُ ماذا فعَلَ يَهْوَه لِشَعبِهِ قَديمًا. مع ذلِك، قلِقَ وتساءَل: «هل نسِيَ اللّٰهُ حَنانَه، أو حبَسَ بِغَضَبٍ مَراحِمَه؟». (الآية ٩) لكنَّ كاتِبَ المَزْمُور تأمَّلَ كَيفَ أظهَرَ يَهْوَه الرَّحمَةَ والتَّعاطُفَ لِشَعبِهِ في الماضي. (الآية ١١) فماذا كانَتِ النَّتيجَة؟ صارَ مُقتَنِعًا أنَّ يَهْوَه لن يتَخَلَّى عن شَعبِه. (الآية ١٥) بِشَكلٍ مُماثِل، سيَقوى إيمانُكَ حينَ تتَأمَّلُ كَيفَ اهتَمَّ يَهْوَه بِشَعبِهِ وبكَ أنت.
١٩ ما أهَمُّ فائِدَةٍ ننالُها حينَ نقضي وَقتًا مع يَهْوَه؟
١٩ رابِعًا، والأهَمّ، تقوى مَحَبَّتُكَ لِيَهْوَه. المَحَبَّةُ هي أكثَرُ صِفَةٍ تدفَعُنا أن نُطيعَ يَهْوَه، نُضَحِّيَ كَي نُرضِيَه، ونتَحَمَّلَ كُلَّ الصُّعوبات. (مت ٢٢:٣٧-٣٩؛ ١ كو ١٣:٤، ٧؛ ١ يو ٥:٣) لِذا لا شَيءَ أهَمُّ مِن أن نُقَوِّيَ مَحَبَّتَنا لِيَهْوَه وعَلاقَتَنا به. — مز ٦٣:١-٨.
٢٠ ماذا تُريدُ أن تفعَلَ كَي تستَفيدَ كامِلًا مِنَ الوَقتِ الَّذي تقضيهِ مع يَهْوَه؟
٢٠ تذَكَّرْ إذًا أنَّ الصَّلاة، الدَّرس، والتَّأمُّلَ جُزءٌ مِن عِبادَتِنا. فمِثلَ يَسُوع، حاوِلْ أن تجِدَ مَكانًا هادِئًا لِتقضِيَ وَقتًا مع يَهْوَه. تجَنَّبِ التَّلهِيات. واطلُبْ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَكَ كَي تُرَكِّزَ أثناءَ الدَّرسِ والاجتِماعات. وتأكَّدْ أنَّكَ إذا استَغَلَّيتَ وَقتَكَ الآنَ بِأفضَلِ طَريقَة، فسَيُكافِئُكَ يَهْوَه بِالحَياةِ الأبَدِيَّة في عالَمِهِ الجَديد. — مر ٤:٢٤.
التَّرنيمَة ٢٨ مَن صَديقُكَ يا يَهْوَه؟
^ يَهْوَه هو أعَزُّ أصدِقائِنا. ونَحنُ نُقَدِّرُ كَثيرًا صَداقَتَه، ونُريدُ أن نتَعَرَّفَ إلَيهِ أكثَر. طَبعًا، كَي نُقَوِّيَ عَلاقَتَنا بِأيِّ صَديق، نحتاجُ أن نقضِيَ المَزيدَ مِنَ الوَقتِ معه. لكنَّ حَياتَنا اليَوم سَريعَةٌ ومَليئَةٌ بِالانشِغالات. فكَيفَ ‹نشتَري الوَقتَ› كَي نُقَوِّيَ عَلاقَتَنا بِأبينا السَّماوِيّ؟ وكَيفَ يُفيدُنا ذلِك؟