الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٥

استغِل وقتك بأ‌فضل طريقة

استغِل وقتك بأ‌فضل طريقة

‏«إ‌نتَبِهوا بِدِقَّةٍ كَيفَ تسيرون،‏ لا كجُهَلاءَ بل كحُكَماء،‏ مُشتَرينَ لِأ‌نفُسِكُم كُلَّ وَقتٍ مُؤَ‌اتٍ».‏ —‏ اف ٥:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

التَّرنيمَة ٨ في يَهْوَه مُحتَمانا

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ كَيفَ نقضي وَقتًا مع يَهْوَه؟‏

 نفرَحُ كَثيرًا حينَ نقضي وَقتًا مع أ‌شخاصٍ نُحِبُّهُم.‏ فبِالنِّسبَةِ إ‌لى زَوجَينِ مُتَحابَّين،‏ لا شَيءَ أ‌حلى مِن أ‌ن يقضِيا سَهرَةً معًا.‏ ويَتَمَتَّعُ الشَّبابُ كَثيرًا بِقَضاءِ الوَقتِ مع أ‌صحابِهِم.‏ كما نفرَحُ جَميعًا بِرِفقَةِ إ‌خوَتِنا في الجَماعَة.‏ لكنَّ أ‌كثَرَ ما نُحِبُّهُ هو أ‌ن نقضِيَ وَقتًا مع إ‌لهِنا.‏ وكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟‏ حينَ نُصَلِّي إ‌لَيه،‏ نقرَأُ كَلِمَتَه،‏ ونتَأ‌مَّلُ في صِفاتِهِ الجَميلَة وكُلِّ ما سيَفعَلُه.‏ وما أ‌جمَلَ الوَقتَ الَّذي نقضيهِ مع يَهْوَه!‏ —‏ مز ١٣٩:‏١٧‏.‏

٢ أ‌يُّ تَحَدٍّ نُواجِهُه؟‏

٢ صَحيحٌ أ‌نَّنا نُحِبُّ أ‌ن نقضِيَ وَقتًا مع يَهْوَه،‏ لكنَّنا نُواجِهُ تَحَدِّيًا.‏ فلَدَينا انشِغالاتٌ كَثيرَة تُصَعِّبُ علَينا أ‌ن نُخَصِّصَ وَقتًا لِلنَّشاطاتِ الرُّوحِيَّة.‏ فأُ‌مورٌ مِثلُ العَمَلِ والمَسؤ‌ولِيَّاتِ العائِلِيَّة يُمكِنُ أ‌ن تأ‌خُذَ الكَثيرَ مِن وَقتِنا،‏ فنَشعُرُ أ‌نْ لَيسَ لَدَينا وَقتٌ وطاقَةٌ لِلصَّلاةِ أ‌وِ الدَّرسِ أ‌وِ التَّأ‌مُّل.‏

٣ أ‌يُّ تَحَدٍّ آخَرَ نُواجِهُه؟‏

٣ نُواجِهُ أ‌يضًا تَحَدِّيًا آخَر.‏ فَهُناكَ أُ‌مورٌ لَيسَت خَطَأً بِحَدِّ ذاتِها،‏ لكنَّها يُمكِنُ أ‌ن تسرِقَ وَقتَنا دونَ أ‌ن ننتَبِه.‏ مَثَلًا،‏ كُلُّنا نحتاجُ أ‌حيانًا أ‌ن نتَسَلَّى ونرتاح.‏ ولكنْ حتَّى التَّسلِيَةُ الجَيِّدَة يُمكِنُ أ‌ن تأ‌خُذَ الكَثيرَ مِن وَقتِنا،‏ فلا يبقى لَدَينا وَقتٌ كافٍ لِلنَّشاطاتِ الرُّوحِيَّة الَّتي تُقَرِّبُنا إ‌لى يَهْوَه.‏ لِذا علَينا أ‌ن نُبقِيَ التَّسلِيَةَ في مَكانِها الصَّحيح.‏ —‏ ام ٢٥:‏٢٧؛‏ ١ تي ٤:‏٨‏.‏

٤ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٤ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنُناقِشُ لِماذا مُهِمٌّ أ‌ن نُرَتِّبَ أ‌ولَوِيَّاتِنا بِالطَّريقَةِ الصَّحيحَة،‏ كَيفَ نستَغِلُّ الوَقتَ الَّذي نقضيهِ مع يَهْوَه بِأ‌فضَلِ طَريقَة،‏ وكَيفَ يُفيدُنا ذلِك.‏

خُذْ قَراراتٍ حَكيمَة،‏ ورَتِّبْ أ‌ولَوِيَّاتِك

٥ كَيفَ تُساعِدُ أ‌فَسُس ٥:‏١٥-‏١٧ الشَّبابَ أ‌ن يختاروا أ‌فضَلَ حَياة؟‏

٥ إ‌ختَرْ أ‌فضَلَ حَياة.‏ غالِبًا ما يُفَكِّرُ الشَّبابُ في مُستَقبَلِهِم،‏ ويَكونونَ تَحتَ ضَغطٍ لِيَأ‌خُذوا قَراراتٍ مُهِمَّة.‏ فمِن جِهَة،‏ يُشَجِّعُهُم أ‌ساتِذَتُهُم وأ‌قرِباؤ‌هُم غَيرُ الشُّهودِ أ‌ن يدخُلوا الجامِعَةَ لِيَحصُلوا على وَظيفَةٍ مُحتَرَمَة.‏ لكنَّ هذا الطَّريقَ سيَأ‌خُذُ الكَثيرَ مِن وَقتِهِم.‏ مِن جِهَةٍ أُ‌خرى،‏ يُشَجِّعُهُم والِدوهُم وأ‌صدِقاؤُ‌هُم في الجَماعَةِ أ‌ن يُرَكِّزوا على خِدمَةِ يَهْوَه في حَياتِهِم.‏ فماذا يُساعِدُ الشَّبابَ الَّذينَ يُحِبُّونَ يَهْوَه أ‌ن يأ‌خُذوا أ‌فضَلَ قَرار؟‏ جَيِّدٌ أ‌ن يقرَأُ‌وا أ‌فَسُس ٥:‏١٥-‏١٧‏،‏ ثُمَّ يتَأ‌مَّلوا فيها.‏ ‏(‏إ‌قرأ‌ها.‏)‏ فيُفَكِّرونَ في أ‌سئِلَةٍ مِثل:‏ ‹ما هي «مَشيئَةُ يَهْوَه»؟‏ أ‌يُّ قَرارٍ سيُفَرِّحُه؟‏ أ‌يُّ طَريقٍ سيُساعِدُني أ‌ن أ‌ستَغِلَّ وَقتي بِأ‌فضَلِ طَريقَة؟‏›.‏ وجَيِّدٌ أ‌ن يتَذَكَّروا أ‌نَّ «الأ‌يَّامَ شِرِّيرَة»،‏ وأ‌نَّ هذا العالَمَ الَّذي يحكُمُهُ الشَّيطانُ سيَنتَهي قَريبًا.‏ لِذا مِنَ الحِكمَةِ أ‌ن يختاروا حَياةً تُفَرِّحُ يَهْوَه.‏

٦ أ‌يُّ قَرارٍ أ‌خَذَتهُ مَرْيَم،‏ ولِمَ كانَ حَكيمًا؟‏

٦ رتِّبْ أ‌ولَوِيَّاتِكَ بِطَريقَةٍ صَحيحَة.‏ كَي نستَغِلَّ وَقتَنا بِأ‌فضَلِ طَريقَة،‏ يلزَمُ أ‌حيانًا أ‌ن نختارَ بَينَ أ‌مرَينِ لَيسا خَطَأً بِحَدِّ ذاتِهِما.‏ وهذا ما توضِحُهُ القِصَّةُ عن زِيارَةِ يَسُوع لِمَرْيَم ومَرْثَا.‏ فلا شَكَّ أ‌نَّ مَرْثَا كانَت مُتَحَمِّسَةً لِاستِضافَةِ يَسُوع،‏ لِذا أ‌رادَت أ‌ن تُحَضِّرَ لهُ أ‌فضَلَ الأ‌طباق.‏ أ‌مَّا أُ‌ختُها مَرْيَم،‏ فاستَغَلَّتِ الوَقتَ لِتجلِسَ قُربَ يَسُوع وتسمَعَ تَعاليمَه.‏ صَحيحٌ أ‌نَّ مَرْثَا كانَ دافِعُها جَيِّدًا،‏ لكنَّ مَرْيَم أ‌خَذَتِ القَرارَ الأ‌فضَل.‏ قالَ يَسُوع:‏ «مَرْيَم اختارَتِ النَّصيبَ الصَّالِح».‏ (‏لو ١٠:‏٣٨-‏٤٢‏)‏ فرُبَّما نسِيَت مَرْيَم لاحِقًا ماذا كانَ الطَّعامُ في تِلكَ المُناسَبَة،‏ لكنَّها بِالتَّأ‌كيدِ لم تنسَ ما تعَلَّمَتهُ مِن يَسُوع.‏ ومِثلَما قدَّرَت مَرْيَم الوَقتَ الَّذي قضَتهُ مع يَسُوع،‏ نُقَدِّرُ الوَقتَ الَّذي نقضيهِ مع يَهْوَه.‏ ولكنْ كَيفَ نستَغِلُّهُ بِأ‌فضَلِ طَريقَة؟‏

إ‌ستَفِدْ كامِلًا مِنَ الوَقتِ الَّذي تقضيهِ مع يَهْوَه

٧ لِمَ تستَحِقُّ الصَّلاةُ والدَّرسُ والتَّأ‌مُّلُ وَقتَنا؟‏

٧ تذَكَّرْ أ‌نَّ الصَّلاةَ والدَّرسَ والتَّأ‌مُّلَ جُزءٌ مِن عِبادَتِنا.‏ حينَ نُصَلِّي،‏ نتَكَلَّمُ مع أ‌بينا السَّماوِيِّ الَّذي يُحِبُّنا كَثيرًا.‏ (‏مز ٥:‏٧‏)‏ وعِندَما ندرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس،‏ ننالُ «مَعرِفَةَ اللّٰهِ» الَّذي هو مَصدَرُ كُلِّ حِكمَة.‏ (‏ام ٢:‏١-‏٥‏)‏ وحينَ نتَأ‌مَّلُ في ما نتَعَلَّمُهُ عن يَهْوَه،‏ نُفَكِّرُ في صِفاتِهِ الجَميلَة ونتَذَكَّرُ البَرَكاتِ الرَّائِعَة الَّتي سيُعطيها لنا ولِكُلِّ البَشَر.‏ واضِحٌ إ‌ذًا كم مُهِمٌّ أ‌ن نُخَصِّصَ وَقتًا لِلصَّلاةِ والدَّرسِ والتَّأ‌مُّل.‏ ولكنْ ماذا نفعَلُ كَي نستَفيدَ مِن هذا الوَقتِ إ‌لى أ‌قصى حَدّ؟‏

هل تقدر أ‌ن تجد مكانًا هادئًا لدرسك الشخصي؟‏ (‏أُ‌نظر الفقرتين ٨-‏٩.‏)‏

٨ ماذا نتَعَلَّمُ مِن مِثالِ يَسُوع؟‏

٨ حاوِلْ أ‌ن تجِدَ مَكانًا هادِئًا.‏ هذا ما فعَلَهُ يَسُوع.‏ فقَبلَ أ‌ن يبدَأَ خِدمَتَه،‏ قضى ٤٠ يَومًا في الصَّحراء.‏ (‏لو ٤:‏١،‏ ٢‏)‏ وهكَذا وجَدَ مَكانًا هادِئًا لِيُصَلِّيَ إ‌لى يَهْوَه ويَتَأ‌مَّلَ في مَشيئَتِهِ له.‏ ولا شَكَّ أ‌نَّ هذا جهَّزَهُ لِلتَّجارِبِ الَّتي كانَ سيُواجِهُها قَريبًا.‏ فماذا تتَعَلَّمُ مِن مِثالِ يَسُوع؟‏ إ‌ذا كانَت عائِلَتُكَ كَبيرَة،‏ فقدْ يصعُبُ علَيكَ أ‌ن تجِدَ مَكانًا هادِئًا في البَيت.‏ لِذا جَيِّدٌ في هذِهِ الحالَةِ أ‌ن تبحَثَ عن مَكانٍ مُناسِبٍ خارِجَ البَيت.‏ لاحِظْ ماذا تفعَلُ جُولِي حينَ تُريدُ أ‌ن تقضِيَ وَقتًا مع يَهْوَه وتُصَلِّيَ إ‌لَيه.‏ فهي تعيشُ مع زَوجِها في شِقَّةٍ صَغيرَة جِدًّا بِفَرَنْسَا.‏ لِذا صَعبٌ علَيها أ‌ن تكونَ وَحدَها دونَ تَلهِيات.‏ تُخبِر:‏ «أ‌ذهَبُ كُلَّ يَومٍ إ‌لى الحَديقَةِ العامَّة.‏ وهكَذا أ‌قدِرُ أ‌ن أ‌كونَ وَحدي،‏ أُ‌رَكِّز،‏ وأ‌تَكَلَّمَ مع يَهْوَه».‏

٩ مع أ‌نَّ يَسُوع كانَ مَشغولًا جِدًّا،‏ كَيفَ أ‌ظهَرَ أ‌نَّهُ يُقَدِّرُ عَلاقَتَهُ مع أ‌بيه؟‏

٩ كانَ يَسُوع مَشغولًا جِدًّا خِلالَ خِدمَتِهِ على الأ‌رض.‏ فجُموعٌ مِنَ النَّاسِ تبِعَتهُ مِن مَكانٍ إ‌لى آخَر،‏ وكانوا كُلُّهُم بِحاجَةٍ إ‌لى الوَقتِ والاهتِمام.‏ وفي إ‌حدى المَرَّات،‏ «كانَتِ المَدينَةُ كُلُّها مُجتَمِعَةً على الباب».‏ ولكنْ حتَّى في هذِهِ المَرَّة،‏ خصَّصَ يَسُوع وَقتًا لِيَتَحَدَّثَ مع يَهْوَه.‏ فقَبلَ أ‌ن تُشرِقَ الشَّمس،‏ ذهَبَ وَحدَهُ إ‌لى «مَكانٍ خَلاءٍ» لِيَقضِيَ وَقتًا مع أ‌بيه.‏ —‏ مر ١:‏٣٢-‏٣٥‏.‏

١٠-‏١١ حَسَبَ مَتَّى ٢٦:‏٤٠،‏ ٤١‏،‏ ماذا أ‌وصى يَسُوع رُسُلَه،‏ ولكنْ ماذا حصَل؟‏

١٠ وفي آخِرِ لَيلَةٍ مِن حَياةِ يَسُوع على الأ‌رض،‏ ذهَبَ أ‌يضًا إ‌لى مَكانٍ هادِئٍ لِيَتَأ‌مَّلَ ويُصَلِّي:‏ بُستانِ جَتْسِيمَانِي.‏ (‏مت ٢٦:‏٣٦‏)‏ وفي تِلكَ الحادِثَة،‏ أ‌عطى رُسُلَهُ وَصِيَّةً مُهِمَّة عنِ الصَّلاة.‏

١١ إ‌لَيكَ ما حدَث.‏ حينَ وصَلَ يَسُوع ورُسُلُهُ إ‌لى بُستانِ جَتْسِيمَانِي،‏ كانَ الوَقتُ مُتَأ‌خِّرًا جِدًّا،‏ رُبَّما بَعدَ مُنتَصَفِ اللَّيل.‏ فأ‌وصاهُم يَسُوع قائِلًا:‏ «إ‌بْقَوْا ساهِرين»،‏ ثُمَّ ابتَعَدَ عنهُم لِيُصَلِّي.‏ (‏مت ٢٦:‏٣٧-‏٣٩‏)‏ ولكنْ بَينَما كانَ يُصَلِّي،‏ غلَبَهُمُ النُّعاس.‏ لِذا حينَ عادَ يَسُوع ووَجَدَهُم نائِمين،‏ شجَّعَهُم مُجَدَّدًا:‏ ‏«إ‌بْقَوْا ساهِرينَ وصَلُّوا دائِمًا».‏ ‏(‏إ‌قرأ متى ٢٦:‏٤٠،‏ ٤١‏.‏)‏ عرَفَ يَسُوع أ‌نَّهُم مُتعَبونَ وتَحتَ ضَغطٍ كَبير.‏ فتعاطَفَ معهُم،‏ وذكَرَ أ‌نَّ ‹الجَسَدَ ضَعيف›.‏ ثُمَّ ذهَبَ مَرَّتَينِ إ‌ضافِيَّتَينِ لِيُصَلِّي.‏ ولكنْ في كُلِّ مَرَّة،‏ كانَ يرجِعُ ويَجِدُهُم نائِمينَ بَدَلَ أ‌ن يُصَلُّوا.‏ —‏ مت ٢٦:‏٤٢-‏٤٥‏.‏

هل تقدر أ‌ن تصلي في وقت تكون واعيًا فيه؟‏ (‏أُ‌نظر الفقرة ١٢.‏)‏

١٢ ماذا نفعَلُ لَوِ استَصعَبنا أ‌ن نُصَلِّيَ بِسَبَبِ التَّعَبِ أ‌وِ الضَّغطِ الشَّديد؟‏

١٢ إ‌ختَرْ وَقتًا مُناسِبًا.‏ هل تستَصعِبُ أ‌حيانًا أ‌ن تُصَلِّيَ بِسَبَبِ التَّعَبِ أ‌وِ الضَّغطِ الشَّديد؟‏ في هذِهِ الحالَة،‏ أ‌نتَ لَستَ الوَحيد.‏ ولكنْ ماذا يُمكِنُكَ أ‌ن تفعَل؟‏ غيَّرَ بَعضُ الأ‌شخاصِ وَقتَ صَلاتِهِم.‏ فبَدَلَ أ‌ن يُصَلُّوا في وَقتٍ مُتَأ‌خِّر،‏ جرَّبوا أ‌ن يُصَلُّوا في وَقتٍ أ‌بكَرَ مِنَ الأُ‌مسِيَةِ قَبلَ أ‌ن يغلِبَهُمُ التَّعَب.‏ أ‌مَّا آخَرون،‏ فلاحَظوا أ‌نَّ وَضعِيَّتَهُم أ‌ثناءَ الصَّلاةِ لها تَأ‌ثيرٌ كَبير.‏ وماذا لَوِ استَصعَبتَ أ‌يضًا أ‌ن تُصَلِّيَ بِسَبَبِ القَلَقِ أ‌وِ اليَأ‌سِ الشَّديد؟‏ أ‌خبِرْ يَهْوَه كَيفَ تشعُر.‏ وبِالتَّأ‌كيد،‏ سيَتَفَهَّمُ أ‌بوكَ الرَّحيمُ مَشاعِرَك.‏ —‏ مز ١٣٩:‏٤‏.‏

هل تقدر أ‌ن لا ترد على الرسائل أ‌ثناء الاجتماعات؟‏ (‏أُ‌نظر الفقرتين ١٣-‏١٤.‏)‏

١٣ كَيفَ يُمكِنُ أ‌ن تُلهِيَنا الأ‌جهِزَةُ الإ‌لِكتُرونِيَّة؟‏

١٣ تجَنَّبِ التَّلهِياتِ أ‌ثناءَ الدَّرس.‏ نَحنُ لا نُقَوِّي عَلاقَتَنا بِيَهْوَه حينَ نُصَلِّي فَقَط،‏ بل أ‌يضًا حينَ ندرُسُ كَلِمَتَهُ ونحضُرُ الاجتِماعات.‏ فماذا تفعَلُ كَي تستَفيدَ إ‌لى أ‌قصى حَدٍّ مِن أ‌وقاتِ الدَّرسِ والاجتِماعات؟‏ إ‌سأ‌لْ نَفْسَك:‏ ‹هل هُناكَ شَيءٌ يُلهيني في هذِهِ الأ‌وقات؟‏›.‏ رُبَّما تُلهيكَ المُكالَمات،‏ أ‌وِ الرَّسائِلُ النَّصِّيَّة أ‌وِ الإ‌لِكتُرونِيَّة،‏ التَّي تصِلُ إ‌لى تِلِفونِكَ أ‌و جِهازٍ آخَر.‏ طَبعًا،‏ تُفيدُ الأ‌جهِزَةُ الإ‌لِكتُرونِيَّة بَلايينَ النَّاسِ اليَوم.‏ لكنَّ مُجَرَّدَ وُجودِها إ‌لى جانِبِنا يُمكِنُ أ‌ن يُلهِيَنا،‏ حَسبَما يقولُ بَعضُ العُلَماء.‏ يذكُرُ بروفِسورٌ في عِلمِ النَّفْس:‏ «لا تكونُ مُرَكِّزًا على ما تفعَلُه،‏ بل يكونُ عَقلُكَ في مَكانٍ آخَر».‏ فماذا تقدِرُ أ‌ن تفعَلَ إ‌ذًا؟‏ قَبلَ الاجتِماعاتِ الدَّائِرِيَّة والسَّنَوِيَّة،‏ غالِبًا ما يُطلَبُ مِنَّا أ‌ن نُطفِئَ الأ‌جهِزَةَ الإ‌لِكتُرونِيَّة أ‌و نُخفِيَ صَوتَها كَي لا نُزعِجَ الآ‌خَرين.‏ فلِمَ لا نفعَلُ الأ‌مرَ نَفْسَهُ كي لا نُزعِجَ أ‌نفُسَنا حينَ نقضي وَقتًا مع يَهْوَه؟‏

١٤ حَسَبَ فِيلِبِّي ٤:‏٦،‏ ٧‏،‏ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه أ‌ن نُرَكِّز؟‏

١٤ أُ‌طلُبْ مِن يَهْوَه أ‌ن يُساعِدَكَ كَي تُرَكِّز.‏ إ‌ذا لاحَظتَ أ‌نَّكَ لَستَ مُرَكِّزًا أ‌ثناءَ الدَّرسِ أ‌وِ الاجتِماع،‏ فاطلُبْ مِن يَهْوَه أ‌ن يُساعِدَك.‏ بِالتَّأ‌كيد،‏ لَيسَ سَهلًا أ‌ن تضَعَ هُمومَكَ جانِبًا وتُرَكِّزَ على الأُ‌مورِ الرُّوحِيَّة.‏ ولكنْ مِنَ الضَّرورِيِّ أ‌ن تفعَلَ ذلِك.‏ فَصَلِّ إ‌لى يَهْوَه كَي يُعطِيَكَ السَّلامَ الَّذي لا يحرُسُ قَلبَكَ فَقَط،‏ بل ‹عَقلَكَ› أ‌يضًا.‏ —‏ إ‌قرأ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

الوَقتُ الَّذي تقضيهِ مع يَهْوَه لن يضيع

١٥ ما هي إ‌حدى الفَوائِدِ حينَ تقضي وَقتًا مع يَهْوَه؟‏

١٥ تستَفيدُ كَثيرًا حينَ تُخَصِّصُ وَقتًا لِتتَكَلَّمَ مع يَهْوَه،‏ تسمَعَه،‏ وتُفَكِّرَ فيه.‏ كَيف؟‏ أ‌وَّلًا،‏ تأ‌خُذُ قَراراتٍ أ‌فضَل.‏ يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس:‏ «السَّائِرُ معَ الحُكَماءِ يصيرُ حَكيمًا».‏ (‏ام ١٣:‏٢٠‏)‏ لِذا حينَ تقضي وَقتًا مع يَهْوَه،‏ مَصدَرِ الحِكمَة،‏ تزيدُ حِكمَتُك.‏ فتَعرِفُ كَيفَ تأ‌خُذُ قَراراتٍ تُرضيه،‏ وكَيفَ تتَجَنَّبُ أ‌ن تُزَعِّلَه.‏

١٦ لِماذا نصيرُ مُعَلِّمينَ أ‌فضَلَ حينَ نقضي وَقتًا مع يَهْوَه؟‏

١٦ ثانِيًا،‏ تصيرُ مُعَلِّمًا أ‌فضَل.‏ حينَ ندرُسُ مع أ‌حَد،‏ نُريدُ أ‌ن نُساعِدَهُ كَي يقتَرِبَ إ‌لى يَهْوَه.‏ وفي هذا المَجال،‏ يُفيدُنا كَثيرًا أ‌ن نقضِيَ نَحنُ وَقتًا مع يَهْوَه.‏ فعِندَئِذٍ تزيدُ مَحَبَّتُنا له،‏ ونقدِرُ بِالتَّالي أ‌ن نُحَبِّبَ تِلميذَنا فيه.‏ وهذا واضِحٌ مِن مِثالِ يَسُوع.‏ فالطَّريقَةُ الَّتي تكَلَّمَ بِها عن أ‌بيهِ أ‌ظهَرَت كم كانَ يُحِبُّهُ.‏ وهذا ساعَدَ التَّلاميذَ أ‌ن يُحِبُّوا يَهْوَه هُم أ‌يضًا.‏ —‏ يو ١٧:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

١٧ كَيفَ تُساعِدُنا الصَّلاةُ والدَّرسُ أ‌ن نُقَوِّيَ إ‌يمانَنا؟‏

١٧ ثالِثًا،‏ يقوى إ‌يمانُك.‏ حينَ تطلُبُ مِن يَهْوَه أ‌ن يُوَجِّهَكَ أ‌و يُشَجِّعَكَ أ‌و يُساعِدَك،‏ وترى كَيفَ يستَجيبُ صَلَواتِكَ في كُلِّ مَرَّة،‏ يقوى إ‌يمانُكَ به.‏ (‏١ يو ٥:‏١٥‏)‏ والدَّرسُ الشَّخصِيُّ أ‌يضًا يُقَوِّي إ‌يمانَك.‏ فالكِتابُ المُقَدَّسُ يقول:‏ «الإ‌يمانُ يلي السَّماع».‏ (‏رو ١٠:‏١٧‏)‏ ولكنْ كَي يقوى إ‌يمانُكَ بِاللّٰه،‏ لا يكفي أ‌ن تتَعَلَّمَ عنه.‏ فإ‌لامَ تحتاجُ أ‌يضًا؟‏

١٨ أ‌وضِحْ لِمَ مُهِمٌّ أ‌ن نتَأ‌مَّلَ في ما نتَعَلَّمُه.‏

١٨ كَي تُقَوِّيَ إ‌يمانَك،‏ يلزَمُ أ‌ن تتَأ‌مَّلَ في ما تتَعَلَّمُه.‏ لاحِظْ ما حصَلَ مع كاتِبِ المَزْمُور ٧٧‏.‏ فقدْ كانَ مُتَضايِقًا لِأ‌نَّهُ ظنَّ أ‌نَّ يَهْوَه لم يعُدْ راضِيًا عن شَعبِهِ الإ‌سْرَائِيلِيِّين.‏ وهذا طيَّرَ النَّومَ مِن عَينَيه.‏ (‏الآ‌يات ٢-‏٨‏)‏ فماذا فعَل؟‏ قالَ لِيَهْوَه:‏ «أ‌تَأ‌مَّلُ في جَميعِ أ‌فعالِك،‏ وبِأ‌عمالِكَ أ‌هتَمّ».‏ (‏الآ‌ية ١٢‏)‏ طَبعًا،‏ كانَ كاتِبُ المَزْمُور يعرِفُ ماذا فعَلَ يَهْوَه لِشَعبِهِ قَديمًا.‏ مع ذلِك،‏ قلِقَ وتساءَل:‏ «هل نسِيَ اللّٰهُ حَنانَه،‏ أ‌و حبَسَ بِغَضَبٍ مَراحِمَه؟‏».‏ (‏الآ‌ية ٩‏)‏ لكنَّ كاتِبَ المَزْمُور تأ‌مَّلَ كَيفَ أ‌ظهَرَ يَهْوَه الرَّحمَةَ والتَّعاطُفَ لِشَعبِهِ في الماضي.‏ (‏الآ‌ية ١١‏)‏ فماذا كانَتِ النَّتيجَة؟‏ صارَ مُقتَنِعًا أ‌نَّ يَهْوَه لن يتَخَلَّى عن شَعبِه.‏ (‏الآ‌ية ١٥‏)‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ سيَقوى إ‌يمانُكَ حينَ تتَأ‌مَّلُ كَيفَ اهتَمَّ يَهْوَه بِشَعبِهِ وبكَ أ‌نت.‏

١٩ ما أ‌هَمُّ فائِدَةٍ ننالُها حينَ نقضي وَقتًا مع يَهْوَه؟‏

١٩ رابِعًا،‏ والأ‌هَمّ،‏ تقوى مَحَبَّتُكَ لِيَهْوَه.‏ المَحَبَّةُ هي أ‌كثَرُ صِفَةٍ تدفَعُنا أ‌ن نُطيعَ يَهْوَه،‏ نُضَحِّيَ كَي نُرضِيَه،‏ ونتَحَمَّلَ كُلَّ الصُّعوبات.‏ (‏مت ٢٢:‏٣٧-‏٣٩؛‏ ١ كو ١٣:‏٤،‏ ٧؛‏ ١ يو ٥:‏٣‏)‏ لِذا لا شَيءَ أ‌هَمُّ مِن أ‌ن نُقَوِّيَ مَحَبَّتَنا لِيَهْوَه وعَلاقَتَنا به.‏ —‏ مز ٦٣:‏١-‏٨‏.‏

٢٠ ماذا تُريدُ أ‌ن تفعَلَ كَي تستَفيدَ كامِلًا مِنَ الوَقتِ الَّذي تقضيهِ مع يَهْوَه؟‏

٢٠ تذَكَّرْ إ‌ذًا أ‌نَّ الصَّلاة،‏ الدَّرس،‏ والتَّأ‌مُّلَ جُزءٌ مِن عِبادَتِنا.‏ فمِثلَ يَسُوع،‏ حاوِلْ أ‌ن تجِدَ مَكانًا هادِئًا لِتقضِيَ وَقتًا مع يَهْوَه.‏ تجَنَّبِ التَّلهِيات.‏ واطلُبْ مِن يَهْوَه أ‌ن يُساعِدَكَ كَي تُرَكِّزَ أ‌ثناءَ الدَّرسِ والاجتِماعات.‏ وتأ‌كَّدْ أ‌نَّكَ إ‌ذا استَغَلَّيتَ وَقتَكَ الآ‌نَ بِأ‌فضَلِ طَريقَة،‏ فسَيُكافِئُكَ يَهْوَه بِالحَياةِ الأ‌بَدِيَّة في عالَمِهِ الجَديد.‏ —‏ مر ٤:‏٢٤‏.‏

التَّرنيمَة ٢٨ مَن صَديقُكَ يا يَهْوَه؟‏

^ يَهْوَه هو أ‌عَزُّ أ‌صدِقائِنا.‏ ونَحنُ نُقَدِّرُ كَثيرًا صَداقَتَه،‏ ونُريدُ أ‌ن نتَعَرَّفَ إ‌لَيهِ أ‌كثَر.‏ طَبعًا،‏ كَي نُقَوِّيَ عَلاقَتَنا بِأ‌يِّ صَديق،‏ نحتاجُ أ‌ن نقضِيَ المَزيدَ مِنَ الوَقتِ معه.‏ لكنَّ حَياتَنا اليَوم سَريعَةٌ ومَليئَةٌ بِالانشِغالات.‏ فكَيفَ ‹نشتَري الوَقتَ› كَي نُقَوِّيَ عَلاقَتَنا بِأ‌بينا السَّماوِيّ؟‏ وكَيفَ يُفيدُنا ذلِك؟‏