الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣

تعلَّمْ دروسًا من دموع يسوع

تعلَّمْ دروسًا من دموع يسوع

‏«بكى يَسُوع».‏ —‏ يو ١١:‏٣٥‏.‏

التَّرنيمَة ١٧ «أُ‌ريد»‏

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١-‏٣ لِماذا يبكي خُدَّامُ يَهْوَه أ‌حيانًا؟‏

 متى بكَيتَ آخِرَ مَرَّة؟‏ أ‌حيانًا،‏ تكونُ دُموعُنا دُموعَ فَرَح.‏ ولكنْ في أ‌غلَبِ الأ‌حيان،‏ نبكي مِنَ الحُزن.‏ وهذا ما يحدُثُ عِندَما يموتُ شَخصٌ نُحِبُّه.‏ كتَبَت لُورِيلِي،‏ أُ‌ختٌ في الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة:‏ * «بَعدَما ماتَت بِنتي،‏ مرَرتُ بِأ‌وقاتٍ تأ‌لَّمتُ فيها كَثيرًا.‏ وشعَرتُ أ‌ن لا شَيءَ يُمكِنُ أ‌ن يُعَزِّيَني.‏ حتَّى إ‌نِّي أ‌حسَستُ أ‌نَّ قَلبي المَكسورَ لم يعُدْ يقدِرُ أ‌ن ينبِض».‏

٢ وتنزِلُ دُموعُنا لِأ‌سبابٍ أُ‌خرى.‏ ذكَرَت هِيرُومِي،‏ فاتِحَةٌ في اليَابَان:‏ «أ‌شعُرُ بِاليَأ‌سِ أ‌حيانًا بِسَبَبِ عَدَمِ اهتِمامِ النَّاسِ في المُقاطَعَة.‏ فأُ‌صَلِّي إ‌لى يَهْوَه بِدُموعٍ كَي يُساعِدَني أ‌ن أ‌جِدَ شَخصًا يبحَثُ عنِ الحَقّ».‏

٣ هل تشعُرُ مِثلَ هاتَينِ الأُ‌ختَين؟‏ في هذِهِ الحالَة،‏ لَستَ وَحدَك.‏ (‏١ بط ٥:‏٩‏)‏ فنَحنُ جَميعًا نُريدُ أ‌ن ‹نخدُمَ يَهْوَه بِفَرَح›.‏ لكنَّنا نخدُمُهُ بِدُموعٍ أ‌حيانًا بِسَبَبِ مَوتِ شَخصٍ نُحِبُّه،‏ عَدَمِ اهتِمامِ النَّاسِ في المُقاطَعَة،‏ أ‌وِ المَشاكِلِ الَّتي تُصَعِّبُ علَينا أ‌ن نبقى أ‌ولِياء.‏ (‏مز ٦:‏٦؛‏ ١٠٠:‏٢‏)‏ فماذا يُساعِدُنا في أ‌وقاتٍ كهذِه؟‏

٤ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٤ نتَعَلَّمُ الكَثيرَ مِن مِثالِ يَسُوع.‏ فهو أ‌يضًا أ‌حَسَّ بِمَشاعِرَ قَوِيَّة دفَعَتهُ أ‌ن ‹يبكي›.‏ (‏يو ١١:‏٣٥؛‏ لو ١٩:‏٤١؛‏ ٢٢:‏٤٤؛‏ عب ٥:‏٧‏)‏ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنتَحَدَّثُ عن ثَلاثِ مَرَّاتٍ نزَلَت فيها دُموعُ يَسُوع،‏ وسَنرى ماذا نتَعَلَّمُ مِنها.‏ كما سنرى اقتِراحاتٍ تُساعِدُنا حينَ نكونُ مُتَضايِقين.‏

دُموعٌ لِأ‌جْلِ أ‌صدِقائِه

تمثَّل بيسوع وعزِّ الحزانى (‏أُ‌نظر الفقرات ٥-‏٩.‏)‏ *

٥ ماذا تُخبِرُنا يُوحَنَّا ١١:‏٣٢-‏٣٦ عن يَسُوع؟‏

٥ كانَ لَدى يَسُوع صَديقٌ اسْمُهُ لِعَازَر.‏ ويَسُوع أ‌حَبَّ كَثيرًا لِعَازَر وأُ‌ختَيهِ مَرْيَم ومَرْثَا.‏ ولكنْ في شِتاءِ سَنَةِ ٣٢ ب‌م،‏ مرِضَ لِعَازَر ومات.‏ (‏يو ١١:‏٣،‏ ١٤‏)‏ ومَوتُهُ حطَّمَ قَلبَ أُ‌ختَيه.‏ فذهَبَ يَسُوع إ‌لى بَلدَتِهِما،‏ بَيْت عَنْيَا.‏ وحينَ سمِعَت مَرْثَا أ‌نَّ يَسُوع قادِم،‏ خرَجَت بِسُرعَةٍ لِلِقائِه.‏ تخَيَّلْ كَيفَ كانَت مَشاعِرُها وهي تقولُ لِيَسُوع:‏ «لَو كُنتَ هُنا يا رَبّ،‏ ما كانَ ماتَ أ‌خي».‏ (‏يو ١١:‏٢١‏)‏ بَعدَ ذلِك،‏ رأ‌ى يَسُوع مَرْيَم والَّذينَ معها يبكونَ أ‌يضًا.‏ فتأ‌ثَّرَ كَثيرًا و «بكى».‏ —‏ إ‌قرأ يوحنا ١١:‏٣٢-‏٣٦‏.‏

٦ لِماذا بكى يَسُوع عِندَ مَوتِ لِعَازَر؟‏

٦ لِماذا بكى يَسُوع في هذِهِ الحادِثَة؟‏ يذكُرُ كِتاب بَصيرَةٌ في الأ‌سفارِ المُقَدَّسَة:‏ «عِندَما ماتَ صَديقُهُ لِعَازَر وشعَرَت أُ‌ختا المَيِّتِ بِحُزنٍ شَديد،‏ ‹أ‌نَّ وذرَفَ الدُّموع›».‏ * فرُبَّما فكَّرَ يَسُوع كم تأ‌لَّمَ صَديقُهُ لِعَازَر خِلالَ مَرَضِه،‏ وتخَيَّلَ كَيفَ شعَرَ صَديقُهُ حينَ عرَفَ أ‌نَّهُ على وَشْكِ أ‌ن يُفارِقَ الحَياة.‏ وبِالتَّأ‌كيد،‏ تأ‌ثَّرَ يَسُوع أ‌يضًا بِحُزنِ مَرْيَم ومَرْثَا على أ‌خيهِما.‏ فهل خسِرتَ صَديقًا أ‌و أ‌حَدَ أ‌فرادِ عائِلَتِكَ بِالمَوت؟‏ لا شَكَّ أ‌نَّكَ تعرِفُ إ‌ذًا هذِهِ المَشاعِر.‏ فماذا تتَعَلَّمُ مِن دُموعِ يَسُوع؟‏ إ‌لَيكَ ثَلاثَةَ دُروس.‏

٧ ماذا تُعَلِّمُنا دُموعُ يَسُوع عن يَهْوَه؟‏

٧ يَهْوَه يفهَمُ مَشاعِرَك.‏ يَسُوع هوَ «الرَّسمُ الدَّقيقُ» لِأ‌بيه،‏ أ‌ي يُشبِهُهُ تَمامًا.‏ (‏عب ١:‏٣‏)‏ لِذا حينَ بكى يَسُوع،‏ أ‌ظهَرَ لنا كَيفَ يشعُرُ أ‌بوه.‏ (‏يو ١٤:‏٩‏)‏ فإ‌ذا كُنتَ حَزينًا لِمَوتِ شَخصٍ تُحِبُّه،‏ فتأ‌كَّدْ أ‌نَّ يَهْوَه يُلاحِظُ مَشاعِرَك،‏ ويَحزَنُ معكَ أ‌يضًا.‏ وهو يُريدُ أ‌ن يُداوِيَ قَلبَكَ المَجروح.‏ —‏ مز ٣٤:‏١٨؛‏ ١٤٧:‏٣‏.‏

٨ ماذا يُؤَ‌كِّدُ أ‌نَّ يَسُوع سيُقيمُ أ‌حِبَّاءَنا المَوتى؟‏

٨ يَسُوع يُريدُ أ‌ن يُقيمَ أ‌حِبَّاءَكَ المَوتى.‏ قَبلَ أ‌ن يبكِيَ يَسُوع،‏ أ‌كَّدَ لِمَرْثَا:‏ «أ‌خوكِ سيَقوم».‏ ومَرْثَا آمَنَت بِذلِك.‏ (‏يو ١١:‏٢٣-‏٢٧‏)‏ فلِأ‌نَّها كانَت تعبُدُ يَهْوَه،‏ عرَفَت بِالتَّأ‌كيدِ أ‌نَّ النَّبِيَّينِ إ‌يلِيَّا وأ‌لِيشَع أ‌قاما أ‌شخاصًا في الماضي.‏ (‏١ مل ١٧:‏١٧-‏٢٤؛‏ ٢ مل ٤:‏٣٢-‏٣٧‏)‏ ولا شَكَّ أ‌نَّها سمِعَت أ‌يضًا عنِ الشَّخصَينِ اللَّذَينِ أ‌قامَهُما يَسُوع.‏ (‏لو ٧:‏١١-‏١٥؛‏ ٨:‏٤١،‏ ٤٢،‏ ٤٩-‏٥٦‏)‏ فهل تثِقُ أ‌نتَ أ‌يضًا أ‌نَّكَ سترى أ‌حِبَّاءَكَ المَوتى مِن جَديد؟‏ إ‌نَّ دُموعَ يَسُوع الَّتي نزَلَت وهو يُعَزِّي مَرْيَم ومَرْثَا تُؤَ‌كِّدُ أ‌نَّهُ مُتَشَوِّقٌ لِيُقيمَ أ‌حِبَّاءَنا المَوتى.‏

٩ كَيفَ تدعَمُ الَّذينَ خسِروا عَزيزًا بِالمَوت؟‏ أ‌عطِ مِثالًا.‏

٩ إ‌دعَمِ الَّذينَ خسِروا عَزيزًا بِالمَوت.‏ لم يكتَفِ يَسُوع بِالبُكاءِ مع مَرْثَا ومَرْيَم،‏ بلِ استَمَعَ إ‌لَيهِما وعزَّاهُما.‏ وجَيِّدٌ أ‌ن نتَمَثَّلَ به.‏ يقولُ شَيخٌ في أُ‌وسْتْرَالِيَا اسْمُهُ دَان:‏ «إ‌حتَجتُ إ‌لى الدَّعمِ بَعدَما ماتَت زَوجَتي.‏ وكانَ إ‌خوَةٌ عَديدونَ مع زَوجاتِهِم مُستَعِدِّينَ لِيَسمَعوني لَيلًا ونَهارًا.‏ فسمَحوا لي أ‌ن أُ‌عَبِّرَ عن حُزني،‏ ولم يتَضايَقوا من دُموعي.‏ وكَثيرًا ما صلَّوا معي.‏ كما قاموا عنِّي بِأُ‌مورٍ مِثلِ التَّسَوُّقِ والطَّبخِ وغَسيلِ السَّيَّارَة،‏ حينَ لم أ‌ستَطِعْ أ‌ن أ‌قومَ بِها.‏ لقدْ برهَنوا فِعلًا أ‌نَّهُم أ‌صدِقاءُ حَقيقِيُّونَ وإ‌خوَةٌ ‹لِلشِّدَّةِ يولَدون›».‏ —‏ ام ١٧:‏١٧‏.‏

دُموعٌ لِأ‌جْلِ النَّاس

١٠ صِفِ الحادِثَةَ في لُوقَا ١٩:‏٣٦-‏٤٠‏.‏

١٠ ذهَبَ يَسُوع إ‌لى أُ‌ورُشَلِيم في ٩ نِيسَان القَمَرِيِّ سَنَةَ ٣٣ ب‌م.‏ وحينَ اقتَرَبَ مِنَ المَدينَة،‏ تجَمَّعَ النَّاسُ وابتَدَأُ‌وا يفرِشونَ ثِيابَهُم أ‌مامَهُ على الطَّريق،‏ مُرَحِّبينَ بهِ كمَلِكٍ علَيهِم.‏ لا شَكَّ أ‌نَّ هذِه كانَت مُناسَبَةً مُفرِحَة.‏ ‏(‏إ‌قرأ لوقا ١٩:‏٣٦-‏٤٠‏.‏)‏ لِذا رُبَّما استَغرَبَ التَّلاميذُ ما حصَلَ بَعدَ ذلِك.‏ فلَمَّا اقتَرَبَ يَسُوع،‏ «شاهَدَ المَدينَةَ وبكى علَيها».‏ ثُمَّ تنَبَّأَ والدُّموعُ في عَينَيهِ بِالمَصيرِ المَأ‌ساوِيِّ الَّذي ينتَظِرُ سُكَّانَ أُ‌ورُشَلِيم.‏ —‏ لو ١٩:‏٤١-‏٤٤‏.‏

١١ لِمَ بكى يَسُوع على سُكَّانِ أُ‌ورُشَلِيم؟‏

١١ رَغمَ التَّرحيبِ الكَبيرِ الَّذي لقِيَهُ يَسُوع،‏ شعَرَ بِغَصَّةٍ في قَلبِه.‏ فقدْ عرَفَ أ‌نَّ مُعظَمَ اليَهُود سيَرفُضونَ رِسالَتَه.‏ وبِالنَّتيجَةِ ستُدَمَّرُ أُ‌ورُشَلِيم،‏ والَّذينَ ينجونَ مِن دَمارِها سيُؤْ‌خَذونَ إ‌لى الأ‌سْر.‏ (‏لو ٢١:‏٢٠-‏٢٤‏)‏ ولِلأ‌سَف،‏ مِثلَما توَقَّعَ يَسُوع،‏ رفَضَهُ مُعظَمُ النَّاس.‏ فهل تُواجِهُ وَضعًا مُماثِلًا في مُقاطَعَتِك؟‏ رُبَّما تعمَلُ كُلَّ جُهدِك،‏ لكنَّ مُعظَمَ النَّاسِ لا يقبَلونَ أ‌ن يسمَعوا.‏ في هذِهِ الحالَة،‏ ماذا تتَعَلَّمُ مِن دُموعِ يَسُوع؟‏ إ‌لَيكَ ثَلاثَةَ دُروس.‏

١٢ ماذا نتَعَلَّمُ عن يَهْوَه مِن بُكاءِ يَسُوع على سُكَّانِ أُ‌ورُشَلِيم؟‏

١٢ يَهْوَه يهتَمُّ بِمَصلَحَةِ النَّاس.‏ تُظهِرُ لنا دُموعُ يَسُوع كم يهتَمُّ يَهْوَه بِمَصلَحَةِ البَشَر.‏ فهو «لا يَرغَبُ أ‌ن يَهلَكَ أ‌حَد،‏ بل أ‌ن يَتوبَ الجَميع».‏ (‏٢ بط ٣:‏٩‏)‏ فكَيفَ نُظهِرُ نَحنُ بِدَورِنا أ‌نَّنا نُحِبُّ قَريبَنا الإ‌نسان؟‏ حينَ نجتَهِدُ لِنوصِلَ الأ‌خبارَ الحُلوَة إ‌لى قُلوبِ النَّاس.‏ —‏ مت ٢٢:‏٣٩‏.‏

تمثَّل بيسوع وعدِّل برنامج خدمتك (‏أُ‌نظر الفقرتين ١٣-‏١٤.‏)‏ *

١٣-‏١٤ كَيفَ أ‌ظهَرَ يَسُوع أ‌نَّهُ يُشفِقُ على النَّاس،‏ وكَيفَ نتَمَثَّلُ به؟‏

١٣ يَسُوع اجتَهَدَ في الخِدمَة.‏ أ‌ظهَرَ يَسُوع مَحَبَّتَهُ لِلنَّاسِ حينَ استَغَلَّ كُلَّ فُرصَةٍ لِيُعَلِّمَهُم.‏ (‏لو ١٩:‏٤٧،‏ ٤٨‏)‏ ولِماذا فعَلَ ذلِك؟‏ لِأ‌نَّهُ أ‌شفَقَ علَيهِم.‏ وهذا دفَعَهُ أ‌ن يُضَحِّيَ ويَقومَ بِبَعضِ التَّعديلات.‏ فمَرَّةً،‏ لم يستَطِعْ يَسُوع والتَّلاميذُ «أ‌ن يتَناوَلوا طَعامًا» لِأ‌نَّ أ‌شخاصًا كَثيرينَ أ‌رادوا أ‌ن يسمَعوه.‏ (‏مر ٣:‏٢٠‏)‏ وفي مَرَّةٍ أُ‌خرى،‏ علَّمَ أ‌حَدَ الأ‌شخاصِ لَيلًا،‏ لِأ‌نَّ هذا هوَ الوَقتُ الَّذي فضَّلَهُ ذلِكَ الشَّخص.‏ (‏يو ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ صَحيحٌ أ‌نَّ أ‌غلَبِيَّةَ النَّاسِ الَّذينَ سمِعوا يَسُوع لم يصيروا مِن تَلاميذِه،‏ لكنَّهُ أ‌عطاهُم جَميعًا فُرصَةً لِيَتَعَلَّموا عنِ اللّٰه.‏ ومِثلَ يَسُوع،‏ نَحنُ نُريدُ أ‌ن نُعطِيَ الجَميعَ فُرصَةً لِيَسمَعوا الأ‌خبارَ الحُلوَة.‏ (‏اع ١٠:‏٤٢‏)‏ لِذا يجِبُ أ‌ن نكونَ مُستَعِدِّينَ لِنقومَ بِبَعضِ التَّعديلاتِ في خِدمَتِنا.‏

١٤ كُنْ مُستَعِدًّا لِتَقومَ بِالتَّعديلاتِ اللَّازِمَة.‏ إ‌ذا لم نُنَوِّعْ أ‌وقاتَ خِدمَتِنا،‏ فلن نصِلَ إ‌لى كُلِّ الأ‌شخاصِ الَّذينَ يرغَبونَ أ‌ن يتَعَلَّموا الحَقّ.‏ تقولُ فاتِحَةٌ اسْمُها مَاتِيلْدَا:‏ «نُحاوِلُ أ‌نا وزَوجي أ‌ن نُبَشِّرَ النَّاسَ في أ‌وقاتٍ مُختَلِفَة.‏ ففي الصَّباح،‏ نذهَبُ إ‌لى المُقاطَعَةِ التِّجارِيَّة.‏ وفي مُنتَصَفِ النَّهار،‏ حينَ يكونُ مُعظَمُ النَّاسِ في الشَّوارِع،‏ نستَعمِلُ عَرَبَةَ المَطبوعات.‏ وفي الأُ‌مسِيات،‏ نجِدُ أ‌شخاصًا كَثيرينَ في بُيوتِهِم».‏ إ‌ذًا،‏ بَدَلَ أ‌ن تظَلَّ على البَرنامَجِ الَّذي يُناسِبُك،‏ كُنْ مُستَعِدًّا لِتقومَ بِتَعديلاتٍ كَي تُبَشِّرَ أ‌شخاصًا أ‌كثَر.‏ ولا شَكَّ أ‌نَّ هذا سيُفَرِّحُ قَلبَ يَهْوَه.‏

دُموعٌ لِأ‌جْلِ اسْمِ أ‌بيه

تمثَّل بيسوع وتوسَّل إ‌لى يهوه كي تبقى وليًّا (‏أُ‌نظر الفقرات ١٥-‏١٧.‏)‏ *

١٥ حَسَبَ لُوقَا ٢٢:‏٣٩-‏٤٤‏،‏ ماذا فعَلَ يَسُوع في آخِرِ لَيلَةٍ قَبلَ مَوتِه؟‏

١٥ في وَقتٍ مُتَأ‌خِّرٍ مِن لَيلَةِ ١٤ نِيسَان القَمَرِيِّ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ ذهَبَ يَسُوع إ‌لى بُستانِ جَتْسِيمَانِي.‏ فقدْ أ‌رادَ أ‌ن يُصَلِّيَ ويَفتَحَ قَلبَهُ لِيَهْوَه.‏ ‏(‏إ‌قرأ لوقا ٢٢:‏٣٩-‏٤٤‏.‏)‏ وفي هذِهِ الحادِثَة،‏ «قدَّمَ تَضَرُّعاتٍ .‏ .‏ .‏ بِصُراخٍ شَديدٍ ودُموع».‏ (‏عب ٥:‏٧‏)‏ فماذا طلَبَ يَسُوع مِن يَهْوَه في آخِرِ لَيلَةٍ قَبلَ مَوتِه؟‏ طلَبَ مِنهُ أ‌ن يُقَوِّيَهُ كَي يبقى وَلِيًّا لهُ ويَعمَلَ مَشيئَتَه.‏ ويَهْوَه سمِعَ صَلاةَ ابْنِه،‏ وأ‌رسَلَ مَلاكًا لِيُقَوِّيَه.‏

١٦ لِماذا بكى يَسُوع وهو يُصَلِّي في بُستانِ جَتْسِيمَانِي؟‏

١٦ لِماذا بكى يَسُوع وهو يُصَلِّي في بُستانِ جَتْسِيمَانِي؟‏ لا شَكَّ أ‌نَّهُ كانَ قَلِقًا لِأ‌نَّ النَّاسَ سيَعتَبِرونَهُ مُجَدِّفًا،‏ أ‌ي شَخصًا لا يحتَرِمُ اسْمَ اللّٰه.‏ كما عرَفَ المَسؤ‌ولِيَّةَ الثَّقيلَة الَّتي لَدَيه:‏ أ‌ن يبقى وَلِيًّا لِأ‌بيهِ ويُقَدِّسَ اسْمَه.‏ فهل تُواجِهُ مَشاكِلَ تُصَعِّبُ علَيكَ أ‌ن تبقى وَلِيًّا؟‏ ماذا تتَعَلَّمُ إ‌ذًا مِن دُموعِ يَسُوع؟‏ إ‌لَيكَ ثَلاثَةَ دُروس.‏

١٧ ماذا نتَعَلَّمُ عن يَهْوَه مِنِ استِجابَتِهِ لِصَلاةِ يَسُوع؟‏

١٧ يَهْوَه يستَجيبُ تَوَسُّلاتِك.‏ لِماذا استَجابَ يَهْوَه تَوَسُّلاتِ يَسُوع؟‏ لِأ‌نَّ يَسُوع كانَ هَمُّهُ الرَّئيسِيُّ أ‌ن يبقى وَلِيًّا لِأ‌بيهِ ويُقَدِّسَ اسْمَه.‏ ونَحنُ أ‌يضًا،‏ إ‌ذا كانَ هَمُّنا الرَّئيسِيُّ أ‌ن نبقى أ‌ولِياءَ لِيَهْوَه ونُقَدِّسَ اسْمَه،‏ فسَيَستَجيبُ صَلاتَنا ويُساعِدُنا.‏ —‏ مز ١٤٥:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

١٨ لِماذا يَسُوع صَديقٌ مُتَعاطِف؟‏

١٨ يَسُوع يتَعاطَفُ معك.‏ حينَ نكونُ مُتَضايِقين،‏ نفرَحُ بِأ‌ن يُشَجِّعَنا صَديقٌ مُتَعاطِف،‏ وخُصوصًا إ‌ذا كانَ قد مرَّ بِظُروفٍ مُشابِهَة.‏ ويَسُوع هو صَديقٌ كهذا.‏ فحينَ كانَ على الأ‌رض،‏ شعَرَ بِالضَّعفِ واحتاجَ إ‌لى المُساعَدَة.‏ وهو يتَفَهَّمُ ضَعَفاتِنا،‏ وسَيُؤَ‌مِّنُ لنا الدَّعمَ اللَّازِمَ ‹عِندَما نحتاجُ إ‌لَيه›.‏ (‏عب ٤:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ ولكنْ مِثلَما قبِلَ يَسُوع مُساعَدَةَ مَلاكٍ في بُستانِ جَتْسِيمَانِي،‏ علَينا نَحنُ أ‌يضًا أ‌ن نقبَلَ مُساعَدَةَ يَهْوَه.‏ فيُمكِنُ أ‌ن يُساعِدَنا مِن خِلالِ مَطبوعَة،‏ فيديو،‏ خِطاب،‏ أ‌و زِيارَةٍ مِن شَيخٍ أ‌و أ‌خٍ ناضِج.‏

١٩ كَيفَ يُقَوِّيكَ يَهْوَه؟‏ أُ‌ذكُرْ مِثالًا.‏

١٩ يَهْوَه سيُعطيكَ السَّلام.‏ كَيفَ يُقَوِّينا يَهْوَه؟‏ حينَ نُصَلِّي،‏ ننالُ «سَلامَ اللّٰهِ الَّذي يَفوقُ فَهمَ أ‌يِّ إ‌نسانٍ».‏ (‏في ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ وسَلامُهُ يُهَدِّئُ قَلبَنا ويُساعِدُنا أ‌ن نُفَكِّرَ بِاتِّزان.‏ هذا ما لمَسَتهُ أُ‌ختٌ اسْمُها لُوز.‏ تقول:‏ «كَثيرًا ما أ‌شعُرُ بِالوَحدَة.‏ وبِسَبَبِ هذِهِ المَشاعِر،‏ أُ‌فَكِّرُ أ‌حيانًا أ‌نَّ يَهْوَه لا يُحِبُّني.‏ ولكنْ في أ‌وقاتٍ كهذِه،‏ أُ‌صَلِّي فَورًا إ‌لى يَهْوَه وأ‌فتَحُ لهُ قَلبي.‏ فَالصَّلاةُ تُساعِدُني أ‌ن أ‌تَحَكَّمَ بِمَشاعِري».‏ واضِحٌ إ‌ذًا أ‌نَّ الصَّلاةَ تُشعِرُنا بِالسَّلام.‏

٢٠ أيَّةُ دُروسٍ تعَلَّمناها مِن دُموعِ يَسُوع؟‏

٢٠ ما أ‌جمَلَ الدُّروسَ الَّتي تعَلَّمناها مِن دُموعِ يَسُوع!‏ فقدْ ذكَّرَتنا أ‌ن ندعَمَ الَّذينَ خسِروا عَزيزًا بِالمَوت،‏ وأ‌نَّ يَهْوَه ويَسُوع سيَدعَمانِنا إ‌ذا خسِرنا نَحنُ شَخصًا نُحِبُّه.‏ كما شجَّعَتنا أ‌ن نتَمَثَّلَ بِتَعاطُفِ يَهْوَه ويَسُوع حينَ نُبَشِّرُ النَّاسَ ونُعَلِّمُهُم.‏ أ‌يضًا،‏ طمَّنَتنا أ‌نَّ يَهْوَه وابْنَهُ يفهَمانِ مَشاعِرَنا،‏ يتَعاطَفانِ معنا في ضَعَفاتِنا،‏ ويُريدانِ أ‌ن يُقَوِّيانا كَي نتَحَمَّل.‏ فَلْنَستَمِرَّ إ‌ذًا في تَطبيقِ ما تعَلَّمناهُ إ‌لى أ‌ن يُتَمِّمَ اللّٰهُ وَعدَهُ الرَّائِعَ و ‹يَمسَحَ كُلَّ دَمعَةٍ مِن عُيونِنا›.‏ —‏ رؤ ٢١:‏٤‏.‏

التَّرنيمَة ١٢٠ إ‌قتَدوا بِوَداعَةِ المَسيح

^ أ‌حَسَّ يَسُوع أ‌حيانًا بِمَشاعِرَ قَوِيَّة دفَعَتهُ أ‌ن يبكي.‏ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنتَحَدَّثُ عن ثَلاثِ مَرَّاتٍ نزَلَت فيها دُموعُ يَسُوع،‏ ونرى ماذا نتَعَلَّمُ مِنها.‏

^ تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأ‌سماء.‏

^ أُ‌نظُرْ مَقالَة «‏يَسُوع المَسيح‏» في بَصيرَةٌ في الأ‌سفارِ المُقَدَّسَة.‏

^ وصف الصورة:‏ عزَّى يسوع مريم ومرثا.‏ وتمثُّلًا به،‏ نعزي الذين خسروا أ‌حد أ‌حبائهم بالموت.‏

^ وصف الصورة:‏ كان يسوع مستعدًّا أ‌ن يعلِّم نيقوديموس ليلًا.‏ وتمثُّلًا به،‏ ندرس مع الناس في الوقت الذي يناسبهم.‏

^ وصف الصورة:‏ صلى يسوع إ‌لى يهوه كي يساعده أ‌ن يبقى وليًّا.‏ وتمثُّلًا به،‏ نصلي إ‌لى يهوه حين نواجه مشاكل تصعِّب علينا أ‌ن نبقى أ‌ولياء.‏