مقالة الدرس ٢
تمثَّلْ بيعقوب اخي يسوع
«يَعْقُوب، عَبدُ اللّٰهِ والرَّبِّ يَسُوع المَسِيح». — يع ١:١.
التَّرنيمَة ٨٨ طُرُقَكَ علِّمني
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ كَيفَ كانَت عائِلَةُ يَعْقُوب؟
ترَبَّى يَعْقُوب في عائِلَةٍ قَوِيَّةٍ روحيًّا. فَوالِداهُ يُوسُف ومَرْيَم أحَبَّا يَهْوَه كَثيرًا واجتَهَدا في خِدمَتِه. وكانَ لَدى يَعْقُوب بَرَكَةٌ إضافِيَّة. فأخوهُ الأكبَرُ يَسُوع صارَ المَسِيَّا. * فكم كانَ امتِيازًا كَبيرًا أن يتَرَبَّى يَعْقُوب في هذِهِ العائِلَة!
٢ أيَّةُ أسبابٍ كانَت لَدى يَعْقُوب لِيَحتَرِمَ أخاهُ الأكبَر؟
٢ كانَ لَدى يَعْقُوب أسبابٌ كَثيرَة لِيَحتَرِمَ أخاهُ الأكبَر يَسُوع. (مت ١٣:٥٥) فيَسُوع مَثَلًا عرَفَ كَلِمَةَ اللّٰهِ جَيِّدًا، حتَّى إنَّهُ أذهَلَ المُعَلِّمينَ في أُورُشَلِيم وهو بِعُمرِ ١٢ سَنَة. (لو ٢:٤٦، ٤٧) أيضًا، رُبَّما عمِلَ يَعْقُوب مع يَسُوع في النِّجارَة. وبِالتَّالي، عرَفَ الكَثيرَ عن أخيه. فمِثلَما كانَ الأخ نُور يقول: * «تتَعَلَّمُ الكَثيرَ عنِ الشَّخصِ حينَ تعمَلُ معه». إضافَةً إلى ذلِك، لاحَظَ يَعْقُوب دونَ شَكٍّ كَيفَ «كانَ يَسُوع يتَقَدَّمُ في الحِكمَةِ والقامَةِ والحُظوَةِ عِندَ اللّٰهِ والنَّاس». (لو ٢:٥٢) لِذا، قد نتَوَقَّعُ أن يكونَ يَعْقُوب مِن أوائِلِ الَّذينَ صاروا تَلاميذَ ليَسُوع. لكنَّ هذا لم يحصُل.
٣ هل آمَنَ يَعْقُوب بِيَسُوع خِلالَ خِدمَتِهِ على الأرض؟ أوضِح.
٣ خِلالَ خِدمَةِ يَسُوع على الأرض، لم يصِرْ يَعْقُوب واحِدًا مِن تَلاميذِه. (يو ٧:٣-٥) على العَكس، رُبَّما كانَ مِن أقرِباءِ يَسُوع الَّذينَ قالوا «إنَّهُ فقَدَ عَقلَه». (مر ٣:٢١) ولا يبدو أنَّ يَعْقُوب كانَ مع أُمِّهِ مَرْيَم حينَ عُلِّقَ يَسُوع على خَشَبَةِ الآلام. — يو ١٩:٢٥-٢٧.
٤ ماذا سنتَعَلَّمُ في هذِهِ المَقالَة؟
٤ لاحِقًا، آمَنَ يَعْقُوب بِيَسُوع، وصارَ شَيخًا مُحتَرَمًا في الجَماعَةِ المَسِيحِيَّة. وفي هذِهِ المَقالَة، سنتَعَلَّمُ دَرسَينِ مِن يَعْقُوب: (١) لِماذا يلزَمُ أن نبقى مُتَواضِعين، و (٢) كَيفَ نصيرُ مُعَلِّمينَ ماهِرين.
إبقَ مُتَواضِعًا مِثلَ يَعْقُوب
٥ ماذا فعَلَ يَعْقُوب بَعدَما ظهَرَ لهُ يَسُوع؟
٥ متى صارَ يَعْقُوب مِن تَلاميذِ يَسُوع؟ ظهَرَ يَسُوع بَعدَ قِيامَتِهِ «لِيَعْقُوب، ثُمَّ لِجَميعِ الرُّسُل». (١ كو ١٥:٧) وكانَ هذا اللِّقاءُ نُقطَةَ تَحَوُّلٍ في حَياةِ يَعْقُوب. فيَومَ الخَمسين، كانَ يَعْقُوب معَ الرُّسُلِ حينَ اجتَمَعوا في عُلِّيَّةٍ بِأُورُشَلِيم. (اع ١:١٣، ١٤) ولاحِقًا، نالَ امتِيازَ أن يصيرَ عُضوًا في الهَيئَةِ الحاكِمَة. (اع ١٥:٦، ١٣-٢٢؛ غل ٢:٩) وفي وَقتٍ ما قَبلَ سَنَةِ ٦٢ بم، كتَبَ بِالوَحيِ رِسالَةً إلى المَسِيحِيِّينَ المُختارين. وهذِهِ الرِّسالَةُ لا تزالُ تُفيدُنا اليَوم، مَهما كانَ رَجاؤُنا. (يع ١:١) لِلأسَف، أُعدِمَ يَعْقُوب بِأمرٍ مِن رَئيسِ الكَهَنَةِ اليَهُودِيِّ حَنَانِيَّا بْنِ حَنَّان، حَسبَما ذكَرَ المُؤَرِّخُ يُوسِيفُوس. لكنَّ يَعْقُوب بقِيَ أمينًا حتَّى آخِرِ حَياتِهِ على الأرض.
٦ كَيفَ اختَلَفَ يَعْقُوب عنِ القادَةِ الدِّينِيِّينَ في أيَّامِه؟
٦ كانَ يَعْقُوب مُتَواضِعًا. لِماذا نقولُ ذلِك؟ لاحِظْ كمِ اختَلَفَ يَعْقُوب عنِ مُعظَمِ القادَةِ الدِّينِيِّينَ في أيَّامِه. فحينَ رأى يَعْقُوب دَليلًا قاطِعًا بِأنَّ يَسُوع هوَ ابْنُ اللّٰه، تواضَعَ وقبِلَ هذا الدَّليل. لكنَّ كِبارَ الكَهَنَةِ في أُورُشَلِيم تصَرَّفوا بِطَريقَةٍ مُختَلِفَة تَمامًا. مَثَلًا، حينَ أقامَ يَسُوع لِعَازَر مِنَ المَوت، لم يقدِروا أن يُنكِروا هذِهِ العَجيبَة. ولكنْ بَدَلَ أن يعتَرِفوا أنَّ يَسُوع مُرسَلٌ مِن يَهْوَه، حاوَلوا أن يقتُلوهُ هو ولِعَازَر. (يو ١١:٥٣؛ ١٢:٩-١١) ولاحِقًا، حينَ قامَ يَسُوع مِنَ المَوت، تآمَروا لِيُخفوا هذِهِ الحَقيقَةَ عنِ النَّاس. (مت ٢٨:١١-١٥) فالتَّكَبُّرُ دفَعَ هؤُلاءِ القادَةَ الدِّينِيِّينَ أن يرفُضوا المَسِيَّا.
٧ لِمَ يجِبُ أن نحذَرَ مِنَ التَّكَبُّر؟
٧ الدَّرس: لا تتَكَبَّر، بل كُنْ مُستَعِدًّا أن تتَعَلَّم. مِثلَما تُسَبِّبُ بَعضُ الأمراضِ تَصَلُّبَ الشَّرايينِ وتُصَعِّبُ على القَلبِ أن ينبِض، يُقَسِّي التَّكَبُّرُ قَلبَنا المَجازِيَّ ويُصَعِّبُ علَينا أن نُطيعَ إرشادَ يَهْوَه. والفَرِّيسِيُّونَ سمَحوا لِقَلبِهِم أن يتَقَسَّى لِدَرَجَةِ أنَّهُم رفَضوا أدِلَّةً واضِحَة مِنَ الرُّوحِ القُدُس. (يو ١٢:٣٧-٤٠) وهذا كانَ خَطيرًا جِدًّا لِأنَّهُ خسَّرَهُمُ الحَياةَ الأبَدِيَّة. (مت ٢٣:١٣، ٣٣) كم مُهِمٌّ إذًا أن نسمَحَ لِكَلِمَةِ اللّٰهِ وروحِهِ أن يُغَيِّرا شَخصِيَّتَنا ويُوَجِّها تَفكيرَنا وقَراراتِنا! (يع ٣:١٧) وهذا ما فعَلَهُ يَعْقُوب. فبِفَضلِ تَواضُعِه، كانَ مُستَعِدًّا أن يتَعَلَّمَ مِن يَهْوَه. وبِفَضلِ تَواضُعِهِ أيضًا، صارَ مُعَلِّمًا ماهِرًا مِثلَما سنرى.
كُنْ مُعَلِّمًا ماهِرًا مِثلَ يَعْقُوب
٨ ماذا يُساعِدُنا أن نكونَ مُعَلِّمينَ ماهِرين؟
٨ لم يكُنْ لَدى يَعْقُوب مُستَوًى تَعليمِيٌّ مُمَيَّز. ولا شَكَّ أنَّ القادَةَ الدِّينِيِّينَ اعتَبَروهُ ‹غَيرَ مُتَعَلِّمٍ وعامِّيًّا›، مِثلَما اعتَبَروا الرَّسولَينِ بُطْرُس ويُوحَنَّا. (اع ٤:١٣) لكنَّ يَعْقُوب اجتَهَدَ لِيَصيرَ مُعَلِّمًا ماهِرًا. وهذا واضِحٌ مِنَ الرِّسالَةِ الَّتي كتَبَها. نَحنُ أيضًا، قد لا يكونُ لَدَينا مُستَوًى تَعليمِيٌّ مُمَيَّز. مع ذلِك، بِفَضلِ روحِ يَهْوَه والتَّدريبِ الَّذي ننالُهُ مِن هَيئَتِه، نقدِرُ أن نصيرَ مُعَلِّمينَ ماهِرين. فَلْنَرَ لِماذا كانَ يَعْقُوب مُعَلِّمًا ماهِرًا، وكَيفَ نتَمَثَّلُ به.
٩ كَيفَ كانَت طَريقَةُ يَعْقُوب في التَّعليم؟
٩ لم يستَعمِلْ يَعْقُوب كَلِماتٍ صَعبَة أو بَراهينَ مُعَقَّدَة. نَتيجَةً لِذلِك، استَطاعَ يَعْقُوب أن يُوَضِّحَ لِسامِعيهِ ماذا يجِبُ أن يفعَلوا وكَيفَ يفعَلونَه. لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ علَّمَ بِطَريقَةٍ بَسيطَة أنَّ المَسِيحِيِّينَ يلزَمُ أن يحتَمِلوا الظُّلمَ دونَ أن يحقِدوا على غَيرِهِم. كتَب: «نَحنُ نَعتَبِرُ الَّذينَ يَحتَمِلونَ سُعَداء. فقد سَمِعتُم بِاحتِمالِ أَيُّوب ورَأيتُم كَيفَ بارَكَهُ يَهْوَه، لِأنَّ يَهْوَه حَنونٌ جِدًّا ورَحيم». (يع ٥:١١) لقدِ اعتَمَدَ يَعْقُوب على كَلِمَةِ اللّٰهِ كَمَرجِعٍ له. واستَعمَلَها كَي يُظهِرَ أنَّ يَهْوَه يُكافِئُ دائِمًا الأشخاصَ الأولِياءَ مِثلَ أيُّوب. وأوصَلَ هذِهِ الفِكرَةَ بِكَلِماتٍ بَسيطَة ومَنطِقٍ سَهل. وهكَذا لفَتَ الانتِباهَ إلى يَهْوَه، لا إلى نَفْسِه.
١٠ ما هي إحدى الطُّرُقِ لِنتَمَثَّلَ بِيَعْقُوب في تَعليمِنا؟
١٠ الدَّرس: علِّمْ بِأُسلوبٍ بَسيطٍ ومِن كَلِمَةِ اللّٰه. لَيسَ هَدَفُنا أن يُعجَبَ الآخَرونَ بِمَعرِفَتِنا الواسِعَة، بل أن يُعجَبوا بِمَعرِفَةِ يَهْوَه الواسِعَة واهتِمامِهِ بهِم. (رو ١١:٣٣) وكَي نُحَقِّقَ هذا الهَدَف، علَينا دائِمًا أن نُؤَسِّسَ تَعليمَنا على الكِتابِ المُقَدَّس. مَثَلًا، بَدَلَ أن نقولَ لِأحَدِ دُروسِنا ماذا سنفعَلُ نَحنُ لَو كُنَّا مَكانَه، يجِبُ أن نُساعِدَهُ أن يتَأمَّلَ هو في أمثِلَةِ الكِتابِ المُقَدَّسِ ويَفهَمَ تَفكيرَ اللّٰهِ ومَشاعِرَه. عِندَئِذٍ، سيَرغَبُ أن يفعَلَ الصَّحَّ لِيُرضِيَ يَهْوَه، لا لِيُرضِيَنا نَحن.
١١ أيُّ تَحَدِّياتٍ واجَهَها المَسِيحِيُّونَ أيَّامَ يَعْقُوب، وأيَّةُ نَصائِحَ أعطاها لهُم؟ (يعقوب ٥:١٣-١٥)
١١ كانَ يَعْقُوب واقِعِيًّا. تُظهِرُ رِسالَةُ يَعْقُوب أنَّهُ عرَفَ التَّحَدِّياتِ الَّتي يُواجِهُها الإخوَة، وأعطاهُم نَصائِحَ واضِحَة كَي يتَغَلَّبوا علَيها. مَثَلًا، استَصعَبَ بَعضُ المَسِيحِيِّينَ أن يُطَبِّقوا ما تقولُهُ كَلِمَةُ اللّٰه. (يع ١:٢٢) أمَّا آخَرون، فتحَيَّزوا لِلأغنِياء. (يع ٢:١-٣) كما استَصعَبَ غَيرُهُم أن يضبُطوا لِسانَهُم. (يع ٣:٨-١٠) صَحيحٌ أنَّ هؤُلاءِ المَسِيحِيِّينَ كانَت لَدَيهِم مَشاكِلُ خَطيرَة، لكنَّ يَعْقُوب لم يقطَعِ الأمَلَ مِنهُم. بل أعطاهُم نَصائِحَ صَريحَة ولَطيفَة في الوَقتِ نَفْسِه. كما شجَّعَ المَرضى روحِيًّا أن يطلُبوا أيضًا مُساعَدَةَ الشُّيوخ. — إقرأ يعقوب ٥:١٣-١٥.
١٢ ماذا يُساعِدُنا أن لا نقطَعَ الأمَلَ مِن دُروسِنا؟
١٢ الدَّرس: كُنْ واقِعِيًّا، ولكنْ لا تقطَعِ الأمَلَ مِنَ الآخَرين. يستَصعِبُ الكَثيرُ مِن دُروسِنا أن يُطَبِّقوا ما تقولُهُ كَلِمَةُ اللّٰه. (يع ٤:١-٤) وقدْ يحتاجونَ إلى وَقتٍ كَي يتَغَلَّبوا على العاداتِ السَّيِّئَة ويُنَمُّوا الصِّفاتِ المَسِيحِيَّة. لِذا، علَينا أن نتَمَثَّلَ بِيَعْقُوب ونُخبِرَهُم بِشَجاعَةٍ أينَ يلزَمُ أن يتَحَسَّنوا. ولكنْ لا يجِبُ أن نقطَعَ الأمَلَ مِنهُم. فنَحنُ نثِقُ أنَّ يَهْوَه سيَجتَذِبُهُم إذا كانوا مُتَواضِعين، وسَيُقَوِّيهِم كَي يُغَيِّروا حَياتَهُم. — يع ٤:١٠.
١٣ بِمَ اعتَرَفَ يَعْقُوب في يَعْقُوب ٣:٢؟
١٣ لم يعتَبِرْ يَعْقُوب نَفْسَهُ أفضَلَ مِن غَيرِه. لم يشعُرْ يَعْقُوب أنَّهُ أهَمُّ مِن رِفاقِهِ المَسِيحِيِّينَ لِأنَّهُ أخو يَسُوع ولِأنَّ لَدَيهِ تَعييناتٍ مُهِمَّة. بل دعاهُم «إخوَتي الأحِبَّاء». (يع ١:١٦، ١٩؛ ٢:٥) ولم يُعطِ أبَدًا الانطِباعَ أنَّهُ كامِل. على العَكس، شمَلَ نَفْسَهُ حينَ قال: «نَحنُ جَميعًا نُخطِئُ مَرَّاتٍ كَثيرَة». — إقرأ يعقوب ٣:٢.
١٤ لِمَ يجِبُ أن نعتَرِفَ بِأخطائِنا؟
١٤ الدَّرس: تذكَّرْ أنَّنا جَميعًا خُطاة. لا يجِبُ أن نُفَكِّرَ أنَّنا أفضَلُ مِنَ الَّذينَ ندرُسُ معهُم. فإذا أعطَينا التِّلميذَ الانطِباعَ أنَّنا لا نُخطِئ، فقدْ يَيأسُ ويَشعُرُ أنَّهُ لن يقدِرَ أبَدًا أن يُرضِيَ اللّٰه. بِالمُقابِل، إذا اعتَرَفنا أنَّنا نستَصعِبُ أحيانًا أن نفعَلَ الصَّحَّ وأخبَرناهُ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه، فسَيَشعُرُ أنَّهُ يستَطيعُ أن ينجَحَ هو أيضًا في خِدمَتِه.
١٥ كَيفَ كانَتِ الأمثِلَةُ الَّتي استَعمَلَها يَعْقُوب؟ (يعقوب ٣:٢-٦، ١٠-١٢)
١٥ إستَعمَلَ يَعْقُوب أمثِلَةً تصِلُ إلى القَلب. لا شَكَّ أنَّ الرُّوحَ القُدُسَ ساعَدَ يَعْقُوب أن يختارَ أمثِلَةً مُناسِبَة. ولكنْ على الأرجَح، تعَلَّمَ يَعْقُوب أيضًا مِنَ الأمثِلَةِ الَّتي ذكَرَها أخوهُ الأكبَرُ يَسُوع. نَتيجَةً لِذلِك، استَعمَلَ في رِسالَتِهِ أمثِلَةً بَسيطَة وتَطبيقُها واضِح. — إقرأ يعقوب ٣:٢-٦، ١٠-١٢.
١٦ لِمَ مُهِمٌّ أن نستَعمِلَ أمثِلَةً تصِلُ إلى القَلب؟
١٦ الدَّرس: إستَعمِلْ أمثِلَةً تصِلُ إلى القَلب. حينَ تختارُ أمثِلَةً مُناسِبَة، تُحَوِّلُ آذانَ سامِعيكَ إلى عُيون. فأنتَ ترسُمُ في عُقولِهِم صُوَرًا تُساعِدُهُم أن يتَذَكَّروا النِّقاطَ الرَّئيسِيَّة. وقدْ كانَ يَسُوع بارِعًا جِدًّا في استِعمالِ الأمثِلَة. وأخوهُ يَعْقُوب تبِعَ مِثالَه. فلْنتَأمَّلِ الآنَ في أحَدِ الأمثِلَةِ الَّتي استَعمَلَها يَعْقُوب، ونرَ لِماذا كانَ هذا المَثَلُ ناجِحًا.
١٧ لِمَ مَثَلُ يَعْقُوب عنِ المِرآةِ ناجِح؟ (يعقوب ١:٢٢-٢٥)
١٧ إقرأ يعقوب ١:٢٢-٢٥. إنَّ مَثَلَ يَعْقُوب عنِ المِرآةِ ناجِحٌ لِعِدَّةِ أسباب. فقدْ أرادَ أن يوضِحَ لِسامِعيهِ نُقطَةً مُحَدَّدَة: لا يكفي أن يقرَأُوا كَلِمَةَ اللّٰهِ لِيَستَفيدوا مِنها، بل يجِبُ أن يُطَبِّقوها أيضًا. والمَثَلُ الَّذي اختارَهُ كانَ سَهلًا: رَجُلٌ ينظُرُ إلى مِرآة. وكَيفَ طبَّقَه؟ يكونُ الشَّخصُ غَبِيًّا إذا نظَرَ إلى مِرآةٍ ولاحَظَ عَيبًا فيه، لكنَّهُ لم يُصلِحْه. بِشَكلٍ مُماثِل، نكونُ أغبِياءَ إذا قرَأنا الكِتابَ المُقَدَّسَ ولاحَظنا عَيبًا في شَخصِيَّتِنا، لكنَّنا لم نُصلِحْه.
١٨ إلامَ يجِبُ أن ننتَبِهَ عِندَ استِعمالِ الأمثِلَة؟
١٨ كَي نتَمَثَّلَ بِيَعْقُوب في استِعمالِ الأمثِلَة، علَينا أن ننتَبِهَ لِثَلاثَةِ أُمور: (١) أن يكونَ المَثَلُ مُناسِبًا لِلنُّقطَةِ الَّتي نُريدُ أن نوضِحَها، (٢) أن يكونَ سَهلًا على سامِعينا، و (٣) أن يكونَ تَطبيقُهُ واضِحًا. وإذا استَصعَبتَ أن تجِدَ أمثِلَةً مُناسِبَة، فابحَثْ في فِهرِسِ مَطبوعاتِ بُرجِ المُراقَبَة تَحتَ العُنوان «الإيضاحات (الأمثال)». فهُناكَ ستجِدُ عَشَراتِ الأمثِلَةِ الَّتي يُمكِنُكَ أن تستَعمِلَها. ولكنْ تذَكَّرْ أنَّ الأمثِلَةَ تُشبِهُ المِيكْرُوفُون. فهي تُبرِزُ النُّقطَةَ الَّتي تتَحَدَّثُ عنها، مِثلَما يُضَخِّمُ المِيكرُوفُون الصَّوت. فاحرِصْ أن تستَعمِلَ الأمثِلَةَ لِتُبرِزَ النِّقاطَ الرَّئيسِيَّة فَقَط. وطَبعًا، نَحنُ لا نُريدُ أن نُحَسِّنَ مَهاراتِنا في التَّعليمِ لِنلفِتَ الانتِباهَ إلى أنفُسِنا، بل لِنُساعِدَ أكبَرَ عَدَدٍ مِنَ النَّاسِ أن ينضَمُّوا إلى عائِلَةِ يَهْوَه السَّعيدَة.
١٩ كَيفَ نُظهِرُ أنَّنا نُحِبُّ عائِلَتَنا الرُّوحِيَّة؟
١٩ صَحيحٌ أنَّنا لم نتَرَبَّ مِثلَ يَعْقُوب مع أخٍ كامِل، لكنَّنا نخدُمُ يَهْوَه مع عائِلَةٍ كَبيرَة مِنَ الإخوَةِ والأخَوات. ونَحنُ نُظهِرُ أنَّنا نُحِبُّهُم عِندَما نقضي وَقتًا معهُم، نتَعَلَّمُ مِنهُم، ونشتَرِكُ معهُم في عَمَلِ التَّبشيرِ والتَّعليم. وحينَ نعمَلُ جُهدَنا لِنتَمَثَّلَ بِصِفاتِ يَعْقُوب وأعمالِهِ وطَريقَةِ تَعليمِه، نُمَجِّدُ أبانا السَّماوِيَّ المُحِبَّ ونُساعِدُ الَّذينَ قُلوبُهُم طَيِّبَة أن يقتَرِبوا إلَيه.
التَّرنيمَة ١١٤ لِنتَحَلَّ بِالصَّبر
^ ترَبَّى يَعْقُوب في نَفْسِ البَيتِ مع يَسُوع، ابْنِ اللّٰهِ الكامِل. لِذا، عرَفَ يَعْقُوب يَسُوع أكثَرَ ممَّا عرَفَهُ مُعظَمُ النَّاسِ آنَذاك. ولاحِقًا، صارَ يَعْقُوب أحَدَ أعمِدَةِ الجَماعَةِ المَسِيحِيَّة في القَرنِ الأوَّل. في هذِهِ المَقالَة، سنرى ماذا نتَعَلَّمُ مِن حَياتِهِ وتَعاليمِه.
^ بِهَدَفِ التَّبسيط، سندعو يَعْقُوب أخا يَسُوع، لكنَّهُ في الواقِعِ أخوهُ مِن أُمِّه. وكما يَظهَر، يَعْقُوب هوَ الَّذي كتَبَ الرِّسالَةَ الَّتي تحمِلُ اسْمَه.
^ كانَ الأخ نَاثَان نُور عُضوًا في الهَيئَةِ الحاكِمَة. وانتَهَت حَياتُهُ على الأرضِ سَنَةَ ١٩٧٧.
^ وصف الصورة: كي يوضح يعقوب للمسيحيين كم خطير أن لا يضبطوا لسانهم، ذكر لهم مثلًا سهلًا عن نار صغيرة.