مقالة الدرس ١
التَّرنيمَة ٣٨ لن يترُكَك!
اتكِل على يهوه واغلب الخوف
آيَتُنا السَّنَوِيَّة ٢٠٢٤: «عِندَما أكونُ خائِفًا، أتَّكِلُ علَيك». — مز ٥٦:٣.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
إعرِفْ كَيفَ تُقَوِّي ثِقَتَكَ بِيَهْوَه وتتَّكِلُ علَيهِ كَي تغلِبَ خَوفَك.
١ لِماذا نشعُرُ بِالخَوفِ أحيانًا؟
كُلُّنا نشعُرُ بِالخَوفِ مِن وَقتٍ إلى آخَر. طَبعًا، دَرسُنا لِلكِتابِ المُقَدَّسِ حرَّرَنا مِنَ الخَوفِ مِنَ المَوتى، الخَوفِ مِنَ الأرواحِ الشِّرِّيرَة، والخوفِ مِنَ المُستَقبَل. لكنَّنا ما زِلنا نعيشُ في زَمَنٍ مَلِيءٍ ‹بِالمَناظِرِ المُخيفَة›، مِثلِ الحُروبِ والجَرائِمِ والأمراض. (لو ٢١:١١) وقدْ نخافُ أيضًا مِنَ البَشَر، مِثلِ الحُكوماتِ الَّتي تضطَهِدُنا أو حتَّى أفرادِ عائِلَتِنا الَّذينَ يُقاوِمونَ عِبادَتَنا لِيَهْوَه. والبَعضُ يخافونَ أن لا يقدِروا أن يتَحَمَّلوا ظَرفًا صَعبًا يعيشونَهُ الآنَ أو قد يُواجِهونَهُ في المُستَقبَل.
٢ كَيفَ كانَت حالَةُ دَاوُد في جَتّ؟
٢ دَاوُد أيضًا شعَرَ بِالخَوف. مَثَلًا، حينَ كانَ المَلِكُ شَاوُل يُلاحِقُهُ لِيَقتُلَه، قرَّرَ دَاوُد أن يهرُبَ إلى مَدينَةِ جَتّ الفِلِسْطِيَّة. لكنَّ أخِيش مَلِكَ جَتّ اكتَشَفَ أنَّ دَاوُد هوَ المُحارِبُ الجَبَّارُ الَّذي غنَّت لهُ النِّساءُ لِأنَّهُ ‹ضَرَبَ عَشَرَاتِ الأُلُوفِ› مِنَ الفِلِسْطِيِّين. ‹فَخَافَ دَاوُد جِدًّا› مِمَّا يُمكِنُ أن يفعَلَهُ بهِ أخِيش. (١ صم ٢١:١٠-١٢) ولكنْ كَيفَ تغَلَّبَ على خَوفِه؟
٣ حَسَبَ المَزْمُور ٥٦:١-٣، ١١، كَيفَ تغَلَّبَ دَاوُد على خَوفِه؟
٣ في المَزْمُور ٥٦، يُخبِرُ دَاوُد كَيفَ شعَرَ حينَ كانَ في جَتّ. فهذا المَزْمُور يحكي بِصَراحَةٍ عن خَوفِ دَاوُد، ويَذكُرُ أيضًا كَيفَ تغَلَّبَ على هذِهِ المَشاعِر. فعِندَما كانَ خائِفًا، وثِقَ بِيَهْوَه واتَّكَلَ علَيه. (إقرإ المزمور ٥٦:١-٣، ١١.) وثِقَتُهُ كانَت في مَحَلِّها. فبِمُساعَدَةِ يَهْوَه، خَطَرَتْ على بالِ دَاوُد طَريقَةٌ غَيرُ عادِيَّة لِيُخَلِّصَ نَفْسَه. لقدْ تظاهَرَ بِالجُنون! والآنَ لم يعُدْ أخِيش يعتَبِرُهُ تَهديدًا، بل شَخصًا مُزعِجًا يُريدُ التَّخَلُّصَ مِنه. وهكَذا استَطاعَ دَاوُد أن ينجُوَ بِحَياتِه. — ١ صم ٢١:١٣–٢٢:١.
٤ كَيفَ نُقَوِّي ثِقَتَنا بِيَهْوَه؟ أوضِح.
٤ نَحنُ أيضًا نقدِرُ أن نغلِبَ الخَوفَ حينَ نثِقُ بِيَهْوَه ونتَّكِلُ علَيه. ولكنْ كَيفَ نُقَوِّي ثِقَتَنا بِيَهْوَه، خُصوصًا حينَ نكونُ خائِفين؟ فكِّرْ في هذا المَثَل. إذا عرَفتَ أنَّكَ مُصابٌ بِمَرَض، فقدْ تشعُرُ بِالخَوفِ في البِدايَة. لكنَّكَ ترتاحُ وتطمَئِنُّ إذا كُنتَ تثِقُ بِطَبيبِك. فرُبَّما عالَجَ مِن قَبلُ حالاتٍ مُشابِهَة ونجَحَ في مُساعَدَتِهِم. وهو يسمَعُ لكَ بِانتِباهٍ ويُحَسِّسُكَ أنَّهُ يتَفَهَّمُ مَخاوِفَك. وقدْ يقتَرِحُ عِلاجًا استَفادَ مِنهُ كَثيرون. بِشَكلٍ مُشابِه، تقوى ثِقَتُنا بِيَهْوَه حينَ نُفَكِّرُ في ما فعَلَهُ مِن قَبل، ما يفعَلُهُ الآن، وما سيَفعَلُهُ مِن أجْلِنا في المُستَقبَل. وهذا ما حصَلَ مع دَاوُد. وفيما نُناقِشُ بَعضَ كَلِماتِهِ الموحى بها في المَزْمُور ٥٦، فكِّرْ كَيفَ تُقَوِّي أنتَ أيضًا ثِقَتَكَ بِيَهْوَه وتغلِبُ خَوفَك.
ماذا فعَلَ يَهْوَه مِن قَبل؟
٥ بِماذا فكَّرَ دَاوُد كَي يتَغَلَّبَ على خَوفِه؟ (مزمور ٥٦:١٢، ١٣)
٥ حينَ كانَت حَياةُ دَاوُد في خَطَر، ركَّزَ على ما فعَلَهُ يَهْوَه مِن قَبل. (إقرإ المزمور ٥٦:١٢، ١٣.) وهذِهِ الطَّريقَةُ في التَّفكيرِ رافَقَتهُ طَوالَ حَياتِه. فهو تأمَّلَ أحيانًا في خَليقَةِ يَهْوَه. وهذا ذكَّرَهُ بِقُوَّةِ يَهْوَه العَظيمَة واهتِمامِهِ الكَبيرِ بِالبَشَر. (مز ٦٥:٦-٩) أيضًا، تأمَّلَ دَاوُد في ما فعَلَهُ يَهْوَه مِن أجْلِ الآخَرين. (مز ٣١:١٩؛ ٣٧:٢٥، ٢٦) وبِشَكلٍ خاصّ، فكَّرَ دَاوُد في ما فعَلَهُ يَهْوَه مِن أجْلِهِ شَخصِيًّا. فيَهْوَه دعَمَهُ وحماهُ مُنذُ طُفولَتِه. (مز ٢٢:٩، ١٠) ولا شَكَّ أنَّ هذِهِ الأفكارَ قوَّت ثِقَةَ دَاوُد بِيَهْوَه.
٦ ماذا يُساعِدُنا أن نثِقَ بِيَهْوَه حينَ نخاف؟
٦ حينَ تشعُرُ بِالخَوف، اسألْ نَفْسَك: ‹ماذا فعَلَ يَهْوَه مِن قَبل؟›. فكِّرْ في خَليقَتِه. مَثَلًا، عِندَما ‹نتَأمَّلُ› كَيفَ يهتَمُّ يَهْوَه بِالطُّيورِ والأزهار، الَّتي لم تُخلَقْ على صورَتِهِ ولا تقدِرُ أن تعبُدَه، تزيدُ ثِقَتُنا بِأنَّهُ سيَهتَمُّ بِنا نَحنُ كذلِك. (مت ٦:٢٥-٣٢) فكِّرْ أيضًا في ما فعَلَهُ مِن أجْلِ خُدَّامِه. تقدِرُ مَثَلًا أن تدرُسَ عن شَخصِيَّةٍ في الكِتابِ المُقَدَّس كانَ إيمانُها لافِتًا، أو تقرَأَ اختِبارًا عن أحَدِ الإخوَة. a بِالإضافَةِ إلى ذلِك، تأمَّلْ: كَيفَ اهتَمَّ يَهْوَه بِكَ أنتَ مِن قَبل؟ كَيفَ جذَبَكَ إلى الحَقّ؟ (يو ٦:٤٤) كَيفَ استَجابَ صَلَواتِك؟ (١ يو ٥:١٤) وكَيفَ تستَفيدُ كُلَّ يَومٍ مِن تَضحِيَةِ ابْنِهِ الحَبيب؟ — أف ١:٧؛ عب ٤:١٤-١٦.
٧ كَيفَ ساعَدَت قِصَّةُ دَانْيَال فَانِيسَّا أن تتَغَلَّبَ على خَوفِها؟
٧ واجَهَت أُختٌ في هَايِتِي اسْمُها فَانِيسَّا b ظَرفًا أخافَها كَثيرًا. فقدْ كانَ رَجُلٌ في مِنطَقَتِها يتَّصِلُ بِها كُلَّ يَومٍ ويُرسِلُ إلَيها رَسائِلَ كَي يضغَطَ علَيها لِتُقيمَ عَلاقَةً معه. لكنَّها رفَضَت بِحَزم. وهذا جعَلَهُ يصيرُ عِدائِيًّا أكثَر، حتَّى إنَّهُ هدَّدَها. تقول: «خِفتُ كَثيرًا». وماذا ساعَدَ فَانِيسَّا كَي تتَغَلَّبَ على خَوفِها؟ أخَذَت خُطُواتٍ عَمَلِيَّة لِتحمِيَ نَفْسَها. فقدْ طلَبَت مُساعَدَةَ شَيخٍ كَي تتَّصِلَ بِالشُّرطَة. أيضًا، تأمَّلَت فَانِيسَّا كَيفَ حمى يَهْوَه خُدَّامَهُ في الماضي. تُخبِر: «أوَّلُ شَخصٍ خطَرَ على بالي هوَ النَّبِيُّ دَانْيَال. فقدْ رماهُ أعداؤُهُ في حُفرَةٍ مَليئَة بِأُسودٍ جائِعَة مع أنَّهُ كانَ بَريئًا. لكنَّ يَهْوَه اهتَمَّ به. فصلَّيتُ إلى يَهْوَه وقُلتُ له: ‹يا يَهْوَه، سَأضَعُ المَسألَةَ بَينَ يَدَيك. أنتَ تصَرَّف›. بَعدَ ذلِك، لم أعُدْ خائِفَة». — دا ٦:١٢-٢٢.
ماذا يفعَلُ يَهْوَه الآن؟
٨ مِمَّ كانَ دَاوُد مُتَأكِّدًا؟ (مزمور ٥٦:٨)
٨ مع أنَّ حَياةَ دَاوُد كانَت في خَطَرٍ وهو في جَتّ، رفَضَ أن يستَسلِمَ لِلخَوف. بَدَلًا مِن ذلِك، قرَّرَ أن يُفَكِّرَ في ما كانَ يَهْوَه يفعَلُهُ مِن أجْلِهِ في ذلِكَ الوَقت. فقدْ كانَ دَاوُد يُحِسُّ أنَّ يَهْوَه يدعَمُهُ ويَحميهِ ويَتَفَهَّمُ مَشاعِرَه. (إقرإ المزمور ٥٦:٨.) أيضًا، كانَ لَدى دَاوُد أصدِقاءُ أولِياءُ يُشَجِّعونَهُ ويُساعِدونَهُ بِطُرُقٍ عَمَلِيَّة، مِثلُ يُونَاثَان ورَئيسِ الكَهَنَةِ أخِيمَالِك. (١ صم ٢٠:٤١، ٤٢؛ ٢١:٦، ٨، ٩) ورَغمَ أنَّ المَلِكَ شَاوُل كانَ لا يزالُ ينوي أن يقتُلَه، استَطاعَ دَاوُد أن يبقى على قَيدِ الحَياة. وكانَ مُتَأكِّدًا أنَّ يَهْوَه يعرِفُ جَيِّدًا الظَّرفَ الصَّعبَ الَّذي يمُرُّ بهِ وكم كانَ يُضعِفُ مَعنَوِيَّاتِه.
٩ ماذا يُلاحِظُ يَهْوَه بِخُصوصِ كُلِّ واحِدٍ مِنَّا؟
٩ عِندَما تُواجِهُ ظَرفًا صَعبًا يُخيفُك، تذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يرى ما تمُرُّ بهِ وكَيفَ يُؤَثِّرُ على مَشاعِرِك. مَثَلًا، انتَبَهَ يَهْوَه إلى المُعامَلَةِ السَّيِّئَة الَّتي تعَرَّضَ لها الإسْرَائِيلِيُّونَ في مِصْر. وأكثَرُ مِن ذلِك، عرَفَ جَيِّدًا «العَذابَ الَّذي يُعانونَه». (خر ٣:٧) وقدْ رنَّمَ دَاوُد أنَّ يَهْوَه رأى ‹مُعاناتَهُ› وعرَفَ ‹كم هو مُتَضايِق›. (مز ٣١:٧) وعِندَما تألَّمَ شَعبُ اللّٰه، ولَو بِسَبَبِ قَراراتِهِمِ الغَبِيَّة، «تَضَايَقَ» كَثيرًا. (إش ٦٣:٩) لِذلِك عِندَما تكونُ خائِفًا، يفهَمُ يَهْوَه مَشاعِرَكَ ويُريدُ فِعلًا أن يُساعِدَكَ كَي تغلِبَ خَوفَك.
١٠ لِماذا أنتَ مُقتَنِعٌ أنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بكَ وسَيُساعِدُكَ أن تتَحَمَّلَ أيَّ مُشكِلَةٍ تُواجِهُها؟
١٠ لكنَّك قد تتَساءَلُ كَيفَ يدعَمُكَ يَهْوَه فيما تُواجِهُ مُشكِلَةً تُخيفُك. لِذا اطلُبْ مِنهُ أن يُساعِدَكَ كَي ترى يَدَهُ في حَياتِك. (٢ مل ٦:١٥-١٧) ثُمَّ فكِّر: هل شجَّعَكَ خِطابٌ أو تَعليقٌ في أحَدِ الاجتِماعات؟ هل قوَّتكَ مَطبوعَة، أو فيديو، أو أُغنِيَةٌ مِن مَوقِعِنا؟ هل قالَ لكَ أحَدٌ فِكرَةً أو آيَةً طَمأنَتْك؟ سَهلٌ أن لا نعودَ نُقَدِّرُ قيمَةَ المَحَبَّةِ الَّتي يُظهِرُها لنا إخوَتُنا والطَّعامِ الرُّوحِيِّ الَّذي نحصُلُ علَيه. لكنَّ هذِهِ الأُمورَ هَدايا مُمَيَّزَة مِن أبينا يَهْوَه. (إش ٦٥:١٣؛ مر ١٠:٢٩، ٣٠) وهي تُؤَكِّدُ كم يهتَمُّ بك. (إش ٤٩:١٤-١٦) وتُظهِرُ أيضًا أنَّهُ يستَحِقُّ أن تثِقَ بهِ وتتَّكِلَ علَيه.
١١ ماذا ساعَدَ آيْدَا أن تغلِبَ خَوفَها؟
١١ لاحَظَت آيْدَا الَّتي تعيشُ في السِّنِغَال كَيفَ دعَمَها يَهْوَه عِندَما واجَهَت مُشكِلَةً صَعبَة. فهيَ البِنتُ الكَبيرَة في البَيت، ووالِداها توَقَّعا مِنها أن تعمَلَ لِتُعيلَهُما. لكنَّها بسَّطَت حَياتَها كَي تصيرَ فاتِحَة. لِذا صارَت إمكانِيَّاتُها مَحدودَة. فغضِبَ أهلُها مِنها وبدَأُوا ينتَقِدونَها. تُخبِر: «خِفتُ أن لا أقدِرَ أن أُساعِدَ والِدَيَّ وأن ينبِذَني الجَميع. حتَّى إنَّني لُمتُ يَهْوَه لِأنَّهُ سمَحَ أن يتَأزَّمَ الوَضعُ إلى هذِهِ الدَّرَجَة». بَعدَ ذلِك، سمِعَت آيْدَا خِطابًا في الاجتِماع. تُكمِل: «ذكَّرَنا الخَطيبُ أنَّ يَهْوَه يعرِفُ جَيِّدًا كُلَّ جُرحٍ في قَلبِنا. وشَيئًا فشَيئًا، وبِمُساعَدَةِ الشُّيوخِ والإخوَة، اطمَأنَّ قَلبي وتأكَّدتُ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّني. بدَأتُ أُصَلِّي إلى يَهْوَه بِثِقَةٍ أكبَر، وشعَرتُ بِالرَّاحَةِ والسَّلامِ حينَ رأيْتُ أنَّهُ يستَجيبُ صَلَواتي». ومعَ الوَقت، وجَدَت آيْدَا وَظيفَةً سمَحَت لها أن تظَلَّ فاتِحَةً وتدعَمَ والِدَيها مادِّيًّا. تقول: «تعَلَّمْتُ أن أتَّكِلَ كامِلًا على يَهْوَه. والآنَ بَعدَ أن أُصَلِّي، لا أعودُ خائِفَةً أبَدًا».
ماذا سيَفعَلُ يَهْوَه في المُستَقبَل؟
١٢ حَسَبَ المَزْمُور ٥٦:٩، مِمَّ كانَ دَاوُد مُتَأكِّدًا؟
١٢ إقرإ المزمور ٥٦:٩. تُظهِرُ هذِهِ الآيَةُ طَريقَةً أُخرى ساعَدَت دَاوُد أن يتَغَلَّبَ على خَوفِه. فمع أنَّ حَياةَ دَاوُد كانَت لا تزالُ في خَطَر، تأمَّلَ في ما سيَفعَلُهُ يَهْوَه مِن أجْلِهِ في المُستَقبَل. لقدْ عرَفَ أنَّ يَهْوَه سيُنقِذُهُ في الوَقتِ المُناسِب. فيَهْوَه كانَ قد أعلَنَ أنَّ دَاوُد سيَصيرُ مَلِكَ إسْرَائِيل بَعدَ شَاوُل. (١ صم ١٦:١، ١٣) وفي نَظَرِ دَاوُد، أيُّ وَعدٍ مِن يَهْوَه كأنَّهُ تمَّ فِعلًا.
١٣ مِمَّ نَحنُ مُتَأكِّدون؟
١٣ ماذا وعَدَ يَهْوَه أن يفعَلَ مِن أجْلِك؟ طَبعًا، نَحنُ لا نتَوَقَّعُ مِنهُ أن يحمِيَنا مِن كُلِّ المَشاكِل. c لكنَّنا مُتَأكِّدونَ أنَّهُ مَهما واجَهْنا مِن صُعوباتٍ في هذا العالَم، فسَيُريحُنا يَهْوَه مِنها في العالَمِ الجَديد. (إش ٢٥:٧-٩) فلا شَكَّ أنَّ خالِقَنا قَوِيٌّ كِفايَةً لِيُقيمَ المَوتى، يَشفيَنا مِن أمراضِنا، ويُزيلَ كُلَّ المُقاوِمين. — ١ يو ٤:٤.
١٤ في ماذا يُمكِنُ أن نتَأمَّل؟
١٤ عِندَما تشعُرُ بِالخَوف، تأمَّلْ في ما سيَفعَلُهُ يَهْوَه في المُستَقبَل. فكِّرْ كَيفَ سيَكونُ شُعورُكَ عِندَما يزولُ الشَّيْطَان، عِندَما يكونُ كُلُّ النَّاسِ حَولَكَ صالِحين، وعِندَما ترى آثارَ النَّقصِ تختَفي يَومًا بَعدَ يَوم. في الاجتِماعِ السَّنَوِيِّ ٢٠١٤، كانَ هُناك تَمثيلِيَّةٌ أظهَرَت كَيفَ يُمكِنُ أن نتَخَيَّلَ أمَلَنا لِلمُستَقبَل. فقدْ ناقَشَ أبٌ مع عائِلَتِهِ كَيفَ ستكونُ ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:١-٥ مَكتوبَةً إذا كانَت تتَنَبَّأُ عنِ الحَياةِ في الفِردَوس. وقرَأَها قائِلًا: «في العالَمِ الجَديد، ستأتي أحلى الأوقات. فإنَّ النَّاسَ يكونونَ مُحِبِّينَ لِغَيرِهِم، مُحِبِّينَ لِلكُنوزِ الرُّوحِيَّة، يعرِفونَ حُدودَهُم، مُتَواضِعين، يُسبِّحونَ اللّٰه، يُطيعونَ والِديهِم، شاكِرين، أولِياء، لَدَيهِم حَنانٌ كَبيرٌ تِجاهَ عائِلاتِهِم، مُستَعِدِّينَ لِقُبولِ أيِّ اتِّفاق، يقولونَ دائِمًا كَلامًا إيجابِيًّا عن غَيرِهِم، يضبُطونَ أنفُسَهُم، وُدَعاء، يُحِبُّونَ الصَّلاح، يستَحِقُّونَ الثِّقَة، مُذعِنين، يُفَكِّرونَ أنَّ الآخَرينَ أفضَلُ مِنهُم، يُحِبُّونَ اللّٰهَ بَدَلَ المَلَذَّات، دافِعُهُمُ التَّعَبُّدُ الحَقيقِيُّ لِلّٰه. فابقَ قَريبًا مِن هؤُلاء». ما رأيُكَ أن تتَحَدَّثَ مع عائِلَتِكَ أو معَ الإخوَةِ كَيفَ ستكونُ الحَياةُ في العالَمِ الجَديد؟
١٥ مع أنَّ تَانْيَا شعَرَت بِالخَوف، ماذا ساعَدَها أن تتَغَلَّبَ علَيه؟
١٥ لاحِظْ ما حصَلَ مع أُختٍ في مَقْدُونْيَة الشَّمَالِيَّة اسْمُها تَانْيَا. فهي تغَلَّبَت على خَوفِها حينَ تأمَّلَت في بَرَكاتِ العالَمِ الجَديد. كانَ والِداها يُقاوِمانِها كَثيرًا لِأنَّها تدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس. تُخبِر: «بَعضُ الأشياءِ الَّتي خِفتُ أن تحصُل، حصَلَت فِعلًا. أُمِّي كانَت تضرِبُني بَعدَ كُلِّ اجتِماع. وهي وأبي هدَّداني بِالقَتلِ إذا صِرتُ مِن شُهودِ يَهْوَه». وفي النِّهايَة، طرَدَها والِداها مِنَ البَيت. فماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِها؟ تقول: «ركَّزتُ على الفَرَحِ الَّذي سأشعُرُ بهِ كُلَّ الأبَدِيَّةِ لِأنِّي قرَّرتُ أن أُحافِظَ على استِقامَتي. فكَّرتُ أيضًا كَيفَ سيُعَوِّضُ لي يَهْوَه عن أيِّ شَيءٍ قد أخسَرُهُ الآن، وكَيفَ سيُنَسِّيني كُلَّ الأشياءِ البَشِعَة في هذا العالَم». وبِالفِعل، حافَظَت تَانْيَا على استِقامَتِها. وبِدَعمِ يَهْوَه، وجَدَت مَكانًا تعيشُ فيه. واليَومَ هي مُتَزَوِّجَةٌ مِن أخٍ يُحِبُّ يَهْوَه، وهُما يخدُمانِ معًا كامِلَ الوَقت.
قوِّ ثِقَتَكَ بِيَهْوَه اليَوم
١٦ ماذا سيُساعِدُنا أن نبقى شُجعانًا حينَ نرى إتمامَ لُوقَا ٢١:٢٦-٢٨؟
١٦ خِلالَ الضِّيقِ العَظيم، النَّاسُ عُمومًا ‹سيُغْمى علَيهِم مِنَ الخَوف›. لكنَّ شَعبَ اللّٰهِ سيَقِفونَ ثابِتينَ ويَبقَونَ شُجعانًا. (إقرأ لوقا ٢١:٢٦-٢٨.) ولِماذا لن نستَسلِمَ لِلخَوف؟ لِأنَّنا نتَعَلَّمُ مُنذُ الآنَ أن نثِقَ بِيَهْوَه ونتَّكِلَ علَيه. تقولُ تَانْيَا إنَّ ما حصَلَ معها مِن قَبلُ يُساعِدُها الآنَ أن تُواجِهَ ظُروفًا صَعبَة أُخرى. تُخبِر: «تعَلَّمتُ أنَّهُ ما مِن ظَرفٍ لا يقدِرُ يَهْوَه أن يُحَوِّلَهُ لِخَيرِنا. أحيانًا، يبدو أنَّ الآخَرينَ يتَحَكَّمونَ بِالأُمور، لكنَّ الحَقيقَةَ هي أنَّهُم لا يتَحَكَّمونَ بِها أكثَرَ مِمَّا يسمَحُ لهُم يَهْوَه. ومع أنَّ الضِّيقاتِ قد تكونُ صَعبَة، لكنْ سيَأتي يَومٌ وتنتَهي».
١٧ كَيفَ ستُساعِدُنا آيَتُنا السَّنَوِيَّة ٢٠٢٤؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
١٧ طَبيعِيٌّ أن نشعُرَ بِالخَوفِ اليَوم. ولكنْ مِثلَ دَاوُد، نقدِرُ أن لا نسمَحَ لِلخَوفِ أن يشُلَّنا. آيَتُنا السَّنَوِيَّة ٢٠٢٤ هي صَلاةُ دَاوُد إلى يَهْوَه: «عِندَما أكونُ خائِفًا، أتَّكِلُ علَيك». (مز ٥٦:٣) وكما علَّقَ أحَدُ المَراجِعِ على هذِهِ الآيَة، دَاوُد «لم يُغَذِّ خَوفَهُ ولا استَرسَلَ في التَّفكيرِ في مَشاكِلِه، بل تطَلَّعَ إلى الإلهِ الَّذي سيُخَلِّصُه». فكِّرْ في آيَتِنا السَّنَوِيَّة خِلالَ الأشهُرِ القادِمَة، وخُصوصًا حينَ تُواجِهُ ظُروفًا تُخيفُك. خصِّصْ وَقتًا لِتتَأمَّلَ في أعمالِ يَهْوَه في الماضي، الآن، وفي المُستَقبَل. وعِندَئِذٍ تقدِرُ أن تقولَ مِثلَ دَاوُد: «أتَّكِلُ على اللّٰه، فلا أخاف». — مز ٥٦:٤.
كَيفَ تغلِبُ خَوفَكَ حينَ تُفَكِّرُ في . . .
-
ما فعَلَهُ يَهْوَه مِن قَبل؟
-
ما يفعَلُهُ يَهْوَه الآن؟
-
ما سيَفعَلُهُ يَهْوَه في المُستَقبَل؟
التَّرنيمَة ٣٣ أَلقِ عِبئَكَ على يَهْوَه
a تجِدُ مَعلوماتٍ تُقَوِّي الإيمانَ على jw.org. أُكتُبْ في خانَةِ البَحث «إقتَدِ بِإيمانِهِم» أو «إختِبارات» أو «تَجارِبُ شَخصِيَّة». وفي تَطبيقِ مَكتَبَةِ شُهودِ يَهْوَه (®JW Library)، انظُرْ تَحتَ أبوابٍ مُتَنَوِّعَة سِلسِلَة «إقتَدِ بِإيمانِهِم» أو «قِصَصُ حَياةِ شُهودِ يَهْوَه».
b تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
c أُنظُرْ كِتاب إقتَرِبْ إلى يَهْوَه، الفَصل ٧، الفَقَرات ١٣-٢٢.