مقالة الدرس ٣
التَّرنيمَة ١٢٤ أَولِياءُ كُلَّ حين
يهوه سيكون إلى جانبك في الظروف الصعبة
«[يَهْوَه] يُعْطيكَ الاستِقرارَ في حَياتِك». — إش ٣٣:٦، عج.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
سنُناقِشُ ماذا يُمكِنُ أن نفعَلَ لِنستَفيدَ مِن مُساعَدَةِ يَهْوَه في الأوقاتِ الصَّعبَة.
١-٢ أيُّ صُعوباتٍ يُواجِهُها خُدَّامُ يَهْوَه؟
المَآسي تقلِبُ حَياتَنا بَينَ يَومٍ ولَيلَة. مَثَلًا، أُصيبَ أخٌ اسْمُهُ لُوِيس a بِنَوعٍ نادِرٍ مِنَ السَّرَطان. وأخبَرَهُ الطَّبيبُ أنَّهُ لن يعيشَ سِوى بِضعَةِ أشهُر. مُونِيكَا وزَوجُها كانا مَشغولَينِ بِخِدمَةِ يَهْوَه. ولكنْ في أحَدِ الأيَّام، اكتَشَفَت مُونِيكَا أنَّ زَوجَها، وهو شَيخٌ أيضًا، يعيشُ مُنذُ سَنَواتٍ حَياةً مُزدَوِجَة. أُولِيفْيَا أُختٌ عَزباءُ اضطُرَّت أن تترُكَ بَيتَها لِأنَّ إعصارًا كَبيرًا يقتَرِبُ مِنَ المِنطَقَة. وعِندَما رجَعَت، كانَتِ العاصِفَةُ قد دمَّرَتِ البَيت. في لَحظَةٍ واحِدَة، تغَيَّرَت حَياةُ هؤُلاءِ الأشخاصِ ١٨٠ دَرَجَة. هل مرَرتَ بِظَرفٍ يُشبِهُ ظُروفَهُم؟ هل حصَلَ معكَ شَيءٌ قلَبَ عالَمَكَ رَأسًا على عَقِب؟
٢ كخُدَّامٍ لِيَهْوَه، نُواجِهُ نَفْسَ المَشاكِلِ الَّتي تُصيبُ كُلَّ البَشَر. وقدْ نُضطَرُّ أيضًا أن نتَحَمَّلَ المُقاوَمَةَ أوِ الاضطِهادَ مِنَ الَّذينَ يكرَهونَ شَعبَ اللّٰه. ومع أنَّ يَهْوَه لا يحمينا مِن هذِهِ الصُّعوبات، فهو يعِدُنا بِأن يُقَدِّمَ لنا المُساعَدَة. (إش ٤١:١٠) وبِدَعمِه، نقدِرُ أن نُحافِظَ على فَرَحِنا، نأخُذَ قَراراتٍ جَيِّدَة، ونبقى أولِياءَ لهُ حتَّى في أصعَبِ المَواقِف. في هذِهِ المَقالَة، سنتَحَدَّثُ عن أربَعِ طُرُقٍ يُساعِدُنا يَهْوَه مِن خِلالِها في الأيَّامِ السَّوداء مِن حَياتِنا. وسَنُناقِشُ أيضًا ماذا يلزَمُ أن نفعَلَ لِنستَفيدَ مِن مُساعَدَتِه.
يَهْوَه سيَحرُسُك
٣ عِندَما تحدُثُ مَأساةٌ في حَياتِنا، ماذا قد نستَصعِبُ أن نفعَل؟
٣ ما هوَ التَّحَدِّي؟ عِندَما تُصيبُنا مَأساة، قد نستَصعِبُ أن نُفَكِّرَ بِوُضوحٍ ونأخُذَ القَرارات. لِماذا؟ رُبَّما لِأنَّ قَلبَنا يتَوَجَّعُ وأفكارَنا مُشَتَّتَةٌ مِن كَثرَةِ القَلَقِ والهَمّ. فقدْ نشعُرُ أنَّنا ضائِعونَ وَسَطَ الضَّباب، لا نعرِفُ في أيِّ اتِّجاهٍ نسير. لاحِظْ كَيفَ شعَرَتِ الأُختانِ المَذكورَتانِ مِن قَبل. تقولُ أُولِيفْيَا: «بَعدَ أن دمَّرَ الإعصارُ بَيتي، شعَرتُ أنِّي ضائِعَةٌ وحَزينَةٌ جِدًّا». وتُخبِرُ مُونِيكَا عن خِيانَةِ زَوجِها: «لا أجِدُ كَلِماتٍ تُعَبِّرُ عن شُعوري. ما أحسَستُ بِهِ كان أكثَرَ مِن خَيبَة. فالألَمُ كان يُمَزِّقُني مِنَ الدَّاخِل. لم أعرِفْ كَيفَ سأُكمِلُ حَياتي. فما كُنتُ أظُنُّهُ مُستَحيلًا حصَلَ معي». ولكنْ ماذا يعِدُنا يَهْوَه أن يفعَلَ حينَ تسحَقُنا المَآسي؟
٤ حَسَبَ فِيلِبِّي ٤:٦، ٧، بِمَ يعِدُنا يَهْوَه؟
٤ ماذا يفعَلُ يَهْوَه؟ يعِدُ بِأن يُعطِيَنا ما يُسَمِّيهِ الكِتابُ المُقَدَّسُ «سَلامَ اللّٰه». (إقرأ فيلبي ٤:٦، ٧.) وهذا السَّلامُ هو شُعورٌ بِالهُدوءِ والطُّمَأنينَةِ نُحِسُّ بهِ في عَقلِنا وقَلبِنا نَتيجَةَ عَلاقَتِنا القَوِيَّة بِيَهْوَه. هذا السَّلامُ «يَفوقُ فَهمَ أيِّ إنسان». فهو أروَعُ مِمَّا نتَخَيَّل. هل صلَّيتَ يَومًا مِن كُلِّ قَلبِكَ وتفاجَأتَ بَعدَ ذلِك كم شعَرتَ بِالهُدوء؟ هذا الشُّعورُ هو «سَلامُ اللّٰه».
٥ كَيفَ يحرُسُ سَلامُ اللّٰهِ قُلوبَنا وعُقولَنا؟
٥ الآيَةُ نَفْسُها تقولُ إنَّ سَلامَ اللّٰهِ «سيَحرُسُ» أو يحمي «قُلوبَكُم وعُقولَكُم». والكَلِمَةُ الأصلِيَّة المَنقولَة إلى «يحرُسُ» هي تَعبيرٌ عَسكَرِيٌّ كانَ يُستَعمَلُ لِيُشيرَ إلى جُنودٍ يحرُسونَ مَدينَةً ويَحمونَها مِنَ الهَجَمات. فسُكَّانُ هذِهِ المَدينَةِ الآمِنَة ينامونَ بِسَلامٍ لِأنَّهُم يعرِفونَ أنَّ الجُنودَ يقِفونَ مُتَأهِّبينَ عِندَ البَوَّابات. بِشَكلٍ مُشابِه، حينَ يحرُسُ سَلامُ اللّٰهِ قُلوبَنا وعُقولَنا، نشعُرُ بِالهُدوءِ لِأنَّنا نعرِفُ أنَّنا في أمان. (مز ٤:٨) وحتَّى لَو لم يتَغَيَّرْ وَضعُنا فَورًا، نقدِرُ أن نُحِسَّ بِالسَّلامِ إلى حَدٍّ ما، مِثلَما حصَلَ مع حَنَّة. (١ صم ١:١٦-١٨) وعِندَما نشعُرُ بِالهُدوء، يصيرُ أسهَلَ علَينا أن نُفَكِّرَ بِوُضوحٍ ونأخُذَ قَراراتٍ حَكيمَة.
٦ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِنستَفيدَ مِن سَلامِ اللّٰه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٦ ماذا يلزَمُ أن نفعَل؟ عِندَما تكونُ مُتَضايِقًا، اطلُبْ مُساعَدَةَ الحُرَّاسِ إذا جازَ التَّعبير. كَيف؟ صلِّ إلى أن تشعُرَ بِسَلامِ اللّٰه. (لو ١١:٩؛ ١ تس ٥:١٧) لُوِيس المَذكورُ مِن قَبل يُخبِرُ كَيفَ استَطاعَ هو وزَوجَتُهُ آنَا أن يتَقَبَّلا الوَضعَ حينَ عرَفا أنَّهُ لن يعيشَ سِوى بِضعَةِ أشهُر. يقول: «في لَحَظاتٍ كهذِه، صَعبٌ جِدًّا أن تأخُذَ قَراراتٍ مُتَعَلِّقَة بِالرِّعايَةِ الصِّحِّيَّة ومَسائِلَ أُخرى. لكنَّ الصَّلاةَ هيَ الشَّيءُ الوَحيدُ الَّذي ردَّ لنا السَّلامَ خِلالَ هذِهِ الفَترَة». ويُخبِرُ لُوِيس وزَوجَتُهُ أنَّهُما صلَّيا تَكرارًا ومِن كُلِّ قَلبِهِما، وطلَبا مِن يَهْوَه أن يُعطِيَهُما سَلامَ العَقل، هُدوءَ القَلب، والحِكمَةَ لِيَأخُذا قَراراتٍ جَيِّدَة. وقدْ شعَرا بِمُساعَدَتِه. إذا كُنتَ تُواجِهُ ظَرفًا صَعبًا، فلا تتَوَقَّفْ عنِ الصَّلاة. وسَتشعُرُ بِأنَّ سَلامَ اللّٰهِ يحرُسُ قَلبَكَ وعَقلَك. — رو ١٢:١٢.
يَهْوَه سيُعطيكَ الاستِقرار
٧ كَيفَ نشعُرُ حينَ نمُرُّ بِظَرفٍ صَعب؟
٧ ما هوَ التَّحَدِّي؟ عِندَما نمُرُّ بِضيقَةٍ أو ظَرفٍ صَعب، قد لا تعودُ مَشاعِرُنا وأفكارُنا ورُدودُ فِعلِنا مُتَّزِنَةً كما هي عادَةً. ورُبَّما نُحِسُّ أنَّنا نتَخَبَّطُ في مَشاعِرِنا مِثلَما تتَخَبَّطُ السَّفينَةُ وَسَطَ الأمواج. تقولُ آنَا إنَّ مَشاعِرَها كانَت تتَقَلَّبُ كَثيرًا بَعدَ مَوتِ لُوِيس. تُخبِر: «أحسَستُ أحيانًا بِفَراغٍ كَبيرٍ وبدَأتُ أُشفِقُ على نَفْسي. وأحيانًا أُخرى، كُنتُ أغضَبُ لِأنَّهُ رحَلَ وترَكَني». أيضًا، شعَرَت آنَا بِالوَحدَةِ والإحباطِ لِأنَّها صارَت مُضطَرَّةً أن تأخُذَ قَراراتٍ في مَسائِلَ كانَ لُوِيس يهتَمُّ بها. وفي بَعضِ الأوقات، أحَسَّت كأنَّها وَسَطَ عاصِفَةٍ في بَحرٍ هائِج. فكَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه عِندَما تغمُرُنا مَشاعِرُ كهذِه؟
٨ حَسَبَ إشَعْيَا ٣٣:٦، ماذا يُؤَكِّدُ لنا يَهْوَه؟
٨ ماذا يفعَلُ يَهْوَه؟ يُؤَكِّدُ لنا يَهْوَه أنَّهُ سيُعطينا شُعورًا بِالثَّباتِ والاستِقرار. تقولُ إشَعْيَا ٣٣:٦ حَسَبَ تَرجَمَةِ العالَمِ الجَديدِ إنَّ يَهْوَه سَوفَ «يُعْطيكَ الاستِقرارَ في حَياتِك». فعِندَما تهُبُّ عاصِفَةٌ في البَحر، قد تتَأرجَحُ السَّفينَةُ بِشَكلٍ مُخيف. ولِلحَدِّ مِن تَأثيرِ العاصِفَة، لَدى سُفُنٍ كَثيرَة نَوعٌ مِنَ «الزَّعانِفِ» تُفتَحُ مِنَ الجانِبَينِ تَحتَ الماءِ لِتُثَبِّتَ السَّفينَةَ وتجعَلَ الرِّحلَةَ آمِنَةً ومُريحَةً أكثَرَ لِلرُّكَّاب. لكنَّ الكَثيرَ مِن أنظِمَةِ التَّثبيتِ يعمَلُ بِشَكلٍ أفضَلَ إذا كانَتِ السَّفينَةُ تسيرُ إلى الأمام. بِشَكلٍ مُشابِه، سيُثَبِّتُ يَهْوَه خُطُواتِنا فيما نسيرُ إلى الأمامِ أولِياءَ لهُ وَسَطَ الظُّروفِ الصَّعبَة.
٩ كَيفَ تُساعِدُنا أدَواتُ البَحثِ أن نُحافِظَ على تَوازُنِنا؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٩ ماذا يلزَمُ أن نفعَل؟ عِندَما تُحِسُّ أنَّكَ تتَخَبَّطُ في مَشاعِرِك، اعمَلْ كُلَّ جُهدِكَ لِتُحافِظَ على روتينِكَ الرُّوحِيّ. صَحيحٌ أنَّكَ قد لا تقدِرُ أن تفعَلَ كُلَّ ما كُنتَ تفعَلُهُ مِن قَبل، ولكنْ تذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه مَرِن. (قارن لوقا ٢١:١-٤.) وكَجُزءٍ مِن روتينِكَ الرُّوحِيّ، خصِّصْ وَقتًا لِلدَّرسِ الشَّخصِيِّ والتَّأمُّل. لِماذا؟ لِأنَّ يَهْوَه يُعطينا مِن خِلالِ هَيئَتِهِ مَعلوماتٍ مُفيدَة مُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّس تُساعِدُنا أن نُحافِظَ على تَوازُنِنا. وكَي تجِدَ ما تحتاجُ إلَيه، استَعمِلْ أدَواتِ البَحثِ المُتَوَفِّرَة بِلُغَتِكَ مِثلَ تَطبيقِ مَكتَبَةِ شُهودِ يَهْوَه (®JW Library)، فِهرِسِ مَطبوعاتِ بُرجِ المُراقَبَة، و دَليلِ المَواضيعِ في مَطبوعاتِ شُهودِ يَهْوَه. تقولُ مُونِيكَا إنَّها استَعمَلَت أدَواتِ البَحثِ كَي تجِدَ نَصائِحَ عِندَما أحَسَّت أنَّها تتَخَبَّطُ في مَشاعِرِها. فهي بحَثَت مَثَلًا عن كَلِمَةِ «الغَضَب». وفي مَرَّاتٍ أُخرى، بحَثَت عنِ «الخِيانَة» أو «الوَلاء». وكانَت تقرَأُ إلى أن تشعُرَ بِتَحَسُّن. تُخبِر: «شعَرتُ أنَّ ما كانَ في البِدايَةِ مُجَرَّدَ كَلِماتٍ أكتُبُها عَشوائِيًّا في لَحظَةِ غَضَبٍ صارَ في الآخِرِ مُعانَقَةً مِن يَهْوَه. وفيما كُنتُ أقرَأ، أحسَستُ أنَّ يَهْوَه يفهَمُ كُلَّ مَشاعِري المُتَقَلِّبَة وأنَّهُ إلى جانِبي». وهذا الدَّعمُ مِن يَهْوَه يُساعِدُكَ أنتَ أيضًا أن تُحافِظَ على تَوازُنِكَ إلى أن تهدَأَ العاصِفَة. — مز ١١٩:١٤٣، ١٤٤.
يَهْوَه سيَسنُدُك
١٠ ماذا قد نشعُرُ حينَ نمُرُّ بِمَأساة؟
١٠ ما هوَ التَّحَدِّي؟ بَعدَ أن تتَعَرَّضَ لِمَأساة، قد تمُرُّ علَيكَ أيَّامٌ تشعُرُ فيها بِالضُّعفِ جَسَدِيًّا ومَعنَوِيًّا. ورُبَّما تُحِسُّ مِثلَ رِياضِيٍّ كانَ يركُضُ بِسُرعَة، لكنَّهُ الآنَ تعَرَّضَ لِحادِثٍ ولم يعُدْ يقدِرُ حتَّى أن يمشِيَ جَيِّدًا. فقدْ يصعُبُ علَيكَ أن تقومَ بِأعمالٍ كُنتَ تقومُ بها بِكُلِّ سُهولَة، أو قد لا تُحِسُّ بِالرَّغبَةِ أن تقومَ بِنَشاطاتٍ كانَت تُفرِحُكَ مِن قَبل. ومِثلَ إيلِيَّا، رُبَّما تستَصعِبُ أن تقومَ مِنَ السَّرير. تُريدُ فَقَط أن تنام. (١ مل ١٩:٥-٧) ولكنْ ماذا يعِدُنا يَهْوَه أن يفعَلَ حينَ نشعُرُ بِالضُّعف؟
١١ بِأيِّ طَريقَةٍ أُخرى يُساعِدُنا يَهْوَه؟ (مزمور ٩٤:١٨)
١١ ماذا يفعَلُ يَهْوَه؟ يعِدُ يَهْوَه بِأن يسنُدَك. (إقرإ المزمور ٩٤:١٨.) ومِثلَما يحتاجُ الرِّياضِيُّ الَّذي تعَرَّضَ لِحادِثٍ إلى المُساعَدَةِ كَي يمشي، قد نحتاجُ إلى المُساعَدَةِ كَي نبقى نَشيطينَ في خِدمَةِ يَهْوَه. وفي هذِهِ اللَّحَظات، يُطَمِّنُنا يَهْوَه: «أنا، يَهْوَه إلهُك، المُمسِكُ بِيَمينِك، القائِلُ لك: ‹لا تخَف. أنا أُعينُك›». (إش ٤١:١٣) وهذا ما لمَسَهُ المَلِكُ دَاوُد. فحينَ كانَ في ظَرفٍ صَعبٍ وأعداؤُهُ يُضايِقونَه، قالَ لِيَهْوَه: «يَدُكَ اليُمْنى تَدعَمُني». (مز ١٨:٣٥) فكَيفَ يدعَمُنا يَهْوَه؟
١٢ مَن قد يستَخدِمُهُم يَهْوَه لِيُساعِدَنا في لَحَظاتِ الضُّعف؟
١٢ في كَثيرٍ مِنَ الأحيان، يسنُدُنا يَهْوَه حينَ يدفَعُ إخوَتَنا أن يقِفوا إلى جانِبِنا. مَثَلًا، عِندَما شعَرَ دَاوُد بِالضُّعف، زارَهُ صَديقُهُ يُونَاثَان لِيَدعَمَهُ مَعنَوِيًّا ويُشَجِّعَهُ بِكَلامِه. (١ صم ٢٣:١٦، ١٧) أيضًا، اختارَ يَهْوَه ألِيشَع لِيُساعِدَ إيلِيَّا بِطَريقَةٍ عَمَلِيَّة. (١ مل ١٩:١٦، ٢١؛ ٢ مل ٢:٢) واليَوم، قد يستَخدِمُ يَهْوَه عائِلَتَنا، أصدِقاءَنا، أوِ الشُّيوخَ لِيَدعَمونا. ولكنْ عِندَما يكونُ قَلبُنا مَجروحًا، نميلُ إلى الابتِعادِ عنِ الآخَرين. نُريدُ فَقَط أن يترُكونا وَحدَنا. وهذا طَبيعِيّ. فماذا يلزَمُ أن نفعَلَ لِننالَ دَعمَ يَهْوَه؟
١٣ ماذا يلزَمُ أن نفعَلَ لِنستَفيدَ مِن دَعمِ يَهْوَه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٣ ماذا يلزَمُ أن نفعَل؟ قاوِمِ الرَّغبَةَ أن تعزِلَ نَفْسَك. فحينَ نعزِلُ أنفُسَنا، تصيرُ طَريقَةُ تَفكيرِنا مَحدودَة. فلا نعودُ نُفَكِّرُ إلَّا في أنفُسِنا ومَشاكِلِنا. وهذا يُؤَثِّرُ على القَراراتِ الَّتي نأخُذُها. (أم ١٨:١) طَبعًا، كُلُّنا بِحاجَةٍ إلى أوقاتٍ نكونُ فيها وَحدَنا، وخُصوصًا بَعدَ أن نتَعَرَّضَ لِمَأساة. ولكنْ إذا انعَزَلنا لِفَتَراتٍ طَويلَة، فرُبَّما نحرِمُ أنفُسَنا مِنَ الوَسيلَةِ الَّتي يستَخدِمُها يَهْوَه لِيَسنُدَنا. لِذا مَهما كانَ ذلِك صَعبًا علَيك، فاقبَلْ مُساعَدَةَ عائِلَتِكَ وأصدِقائِكَ والشُّيوخ. أُنظُرْ إلَيهِم كما هُم في الحَقيقَة: وَسيلَةٍ بَينَ يَدَي يَهْوَه لِيَسنُدَك. — أم ١٧:١٧؛ إش ٣٢:١، ٢.
يَهْوَه سيُريحُك
١٤ أيُّ مَواقِفَ مُخيفَة قد نتَعَرَّضُ لها؟
١٤ ما هوَ التَّحَدِّي؟ قد نمُرُّ بِلَحَظاتٍ نشعُرُ فيها بِخَوفٍ شَديد. وفي الكِتابِ المُقَدَّس، نقرَأُ عن خُدَّامٍ أُمَناءَ لِلّٰهِ مرُّوا بِمَواقِفَ صَعبَة وكانوا يرجُفونَ خَوفًا مِن أعدائِهِم أو مِن ضُغوطٍ أُخرى. (مز ١٨:٤؛ ٥٥:١، ٥) نَحنُ أيضًا قد نُواجِهُ المُقاوَمَةَ في المَدرَسَة، في العَمَل، مِن عائِلَتِنا، أو مِنَ الحُكومَة. حتَّى إنَّنا قد نُواجِهُ المَوتَ بِسَبَبِ مُشكِلَةٍ صِحِّيَّة. في أوقاتٍ كهذِه، قد نشعُرُ أنَّنا ضُعَفاءُ وعاجِزونَ مِثلَ وَلَدٍ صَغير. فكَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه في لَحَظاتٍ كهذِه؟
١٥ أيُّ تَأكيدٍ نجِدُهُ في المَزْمُور ٩٤:١٩؟
١٥ ماذا يفعَلُ يَهْوَه؟ يَهْوَه يُريحُنا ويُهَدِّئُنا. (إقرإ المزمور ٩٤:١٩.) هذا المَزْمُورُ قد يجعَلُنا نُفَكِّرُ في بِنتٍ صَغيرَة خائِفَة ولا تقدِرُ أن تنامَ مِن صَوتِ الرَّعدِ في لَيلَةٍ عاصِفَة. فنتَخَيَّلُ أباها يدخُلُ إلى غُرفَتِها، يحمِلُها بَينَ ذِراعَيه، ويَحضُنُها إلى أن تغفو. فمع أنَّ الرَّعدَ ما زالَ قَوِيًّا، تشعُرُ بِالأمانِ في حِضنِ أبيها الحَنون. نَحنُ أيضًا حينَ نُواجِهُ ظَرفًا يُخيفُنا، قد نحتاجُ أن يحضُنَنا أبونا السَّماوِيُّ بِطَريقَةٍ مَجازِيَّة إلى أن تهدَأَ مَشاعِرُنا القَوِيَّة. فماذا يلزَمُ أن نفعَلَ كَي يُريحَنا يَهْوَه؟
١٦ ماذا جَيِّدٌ أن نفعَلَ كَي يُريحَنا يَهْوَه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٦ ماذا يلزَمُ أن نفعَل؟ إقضِ الوَقتَ دائِمًا مع يَهْوَه: صلِّ إلَيهِ واقرَأْ كَلِمَتَه. (مز ٧٧:١، ١٢-١٤) وهكَذا حينَ تكونُ تَحتَ الضَّغط، أوَّلُ شَيءٍ سيَخطُرُ على بالِكَ هو أن تطلُبَ مُساعَدَةَ أبيكَ السَّماوِيّ. أخبِرْهُ عن مَخاوِفِكَ وهُمومِك. دعْهُ يتَكَلَّمُ معكَ ويُعَزِّيكَ مِنَ الأسفارِ المُقَدَّسَة. (مز ١١٩:٢٨) وقدْ تجِدُ أنَّ مَقاطِعَ مُحَدَّدَة في الكِتابِ المُقَدَّسِ تُريحُكَ كَثيرًا عِندَما تكونُ خائِفًا. مَثَلًا، قد تتَشَجَّعُ حينَ تقرَأُ سِفرَ أيُّوب والمَزَامِير والأمْثَال، وكَذلِك كَلِماتِ يَسُوع في مَتَّى الفَصل ٦. وفيما تُصَلِّي إلى يَهْوَه وتقرَأُ كَلِمَتَه، ستشعُرُ أنَّهُ يُريحُكَ ويُعَزِّيك.
١٧ أيُّ ثِقَةٍ لَدَينا؟
١٧ نقدِرُ أن نثِقَ بِأنَّ يَهْوَه سيَكونُ إلى جانِبِنا في الأوقاتِ السَّوداء مِن حَياتِنا، لن نكونَ وَحدَنا أبَدًا. (مز ٢٣:٤؛ ٩٤:١٤) فيَهْوَه يعِدُنا بِأن يحرُسَنا، يُعطِيَنا الاستِقرار، يسنُدَنا، ويُريحَنا. تقولُ إشَعْيَا ٢٦:٣ إنَّ الَّذي يتَّكِلُ على يَهْوَه، ‹سيَحفَظُهُ في سَلامٍ دائِم›. لِذا ثِقْ بِيَهْوَه واستَفِدْ مِنَ الوَسائِلِ الَّتي يستَعمِلُها لِيُساعِدَك. وعِندَئِذٍ ستستَعيدُ قُوَّتَكَ حتَّى في الظُّروفِ الصَّعبَة.
ما جَوابُك؟
-
متى خُصوصًا نحتاجُ إلى المُساعَدَةِ مِن يَهْوَه؟
-
ما هيَ الطُّرُقُ الأربَعُ الَّتي يُساعِدُنا بها يَهْوَه خِلالَ الظُّروفِ الصَّعبَة؟
-
ماذا يلزَمُ أن نفعَلَ لِنستَفيدَ مِن مُساعَدَةِ يَهْوَه؟
التَّرنيمَة ١٢ يا يَهْوَه، إلهَنا العَظيم
a تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.