مقالة الدرس ٤
التَّرنيمَة ١٨ شُكرًا يا يَهْوَه على الفِديَة
ماذا تعلِّمنا الفدية؟
«مَحَبَّةُ اللّٰهِ ظَهَرَت لنا حينَ أرسَلَ الابْن، مَوْلودَهُ الوَحيد». — ١ يو ٤:٩.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
ماذا تَكشِفُ لنا الفِديَةُ عن صِفاتِ يَهْوَه اللّٰهِ ويَسُوع المَسِيح الرَّائِعَة؟
١ كَيفَ نَستَفيدُ مِن حُضورِ الذِّكْرى السَّنَوِيَّة لِمَوتِ المَسِيح؟
لا شَكَّ أنَّكَ تُوافِقُ أنَّ الفِديَةَ هي أثمَنُ هَدِيَّةٍ حَصَلتَ علَيها. (٢ كو ٩:١٥) فلِأنَّ يَسُوع ضَحَّى بِحَياتِهِ على الأرض، يُمكِنُ أن تَتَمَتَّعَ بِصَداقَةٍ قَوِيَّة مع يَهْوَه اللّٰه. ويُمكِنُ أيضًا أن يَكونَ لَدَيكَ أمَلٌ أن تَعيشَ إلى الأبَد. ألَا تَندَفِعُ أن تُعَبِّرَ عن شُكرِكَ لِيَهْوَه الَّذي هَيَّأَ لنا الفِديَةَ بِمَحَبَّتِهِ الكَبيرَة؟ (رو ٥:٨) وكَي نَظَلَّ نُقَدِّرُ الفِديَةَ ولا نَستَخِفَّ بها أبَدًا، أسَّسَ يَسُوع ذِكْرى مَوتِهِ الَّتي نَعقِدُها كُلَّ سَنَة. — لو ٢٢:١٩، ٢٠.
٢ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٢ هذِهِ السَّنَة، ستَكونُ الذِّكْرى يَومَ السَّبت في ١٢ نَيْسَان (أبْرِيل) ٢٠٢٥. وطَبعًا كُلُّنا نُخَطِّطُ لِنَحضُرَها. وسَنَستَفيدُ كَثيرًا إذا خَصَّصْنا الوَقتَ خِلالَ مَوْسِمِ الذِّكْرى لِنَتَأمَّلَ a في ما فَعَلَهُ يَهْوَه وابْنُهُ وما زالا يَفعَلانِهِ مِن أجْلِنا. في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ ماذا تُعَلِّمُنا الفِديَةُ عن يَهْوَه وابْنِه. وفي المَقالَةِ التَّالِيَة، سنَفهَمُ كَيفَ نَستَفيدُ مِن هذِهِ الفِديَةِ وكَيفَ نُظهِرُ أنَّنا نُقَدِّرُها.
ماذا تُعَلِّمُنا الفِديَةُ عن يَهْوَه؟
٣ كَيفَ يُمكِنُ لِمَوتِ رَجُلٍ واحِدٍ أن يُؤَدِّيَ إلى فِداءِ مَلايينِ النَّاس؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٣ تُعَلِّمُنا الفِديَةُ عن عَدلِ يَهْوَه. (تث ٣٢:٤) كَيفَ ذلِك؟ فَكِّر: بِسَبَبِ آدَم المُتَمَرِّد، وَرِثنا الخَطِيَّةَ الَّتي تُؤَدِّي إلى المَوت. (رو ٥:١٢) وكَي يُحَرِّرَنا يَهْوَه مِنَ الخَطِيَّةِ والمَوت، رَتَّبَ أن يُقَدِّمَ يَسُوع الفِديَة. ولكنْ كَيفَ يُمكِنُ لِذَبيحَةِ إنسانٍ كامِلٍ واحِدٍ أن تَفْدِيَ مَلايينَ النَّاس؟ أوْضَحَ الرَّسولُ بُولُس: «مِثلَما أنَّ تَمَرُّدَ الإنسانِ الواحِد [آدَم] أدَّى إلى جَعلِ كَثيرينَ خُطاة، كذلِك أيضًا طاعَةُ الإنسانِ الواحِد [يَسُوع] ستُؤَدِّي إلى جَعلِ كَثيرينَ بِلا لَوم». (رو ٥:١٩؛ ١ تي ٢:٦) بِكَلِماتٍ أُخْرى، بِرَجُلٍ كامِلٍ مُتَمَرِّدٍ واحِدٍ صِرنا عَبيدًا لِلخَطِيَّةِ والمَوت. لِذلِك، بِرَجُلٍ كامِلٍ طائِعٍ واحِدٍ تَحَرَّرنا مِنَ الخَطِيَّةِ والمَوت.
٤ لِماذا لم يَسمَحْ يَهْوَه بِبَساطَةٍ لِلأشخاصِ الطَّائِعينَ مِن أوْلادِ آدَم أن يَعيشوا إلى الأبَد؟
٤ وهل لَزِمَ حَقًّا أن يَموتَ يَسُوع لِيُخَلِّصَنا؟ ألَمْ يَكُنْ مُمكِنًا أن يُقَرِّرَ يَهْوَه بِبَساطَةٍ أن يَسمَحَ لِلأشخاصِ الطَّائِعينَ مِن أوْلادِ آدَم أن يَعيشوا إلى الأبَد؟ بِالنِّسبَةِ إلى البَشَرِ النَّاقِصين، قد يَبْدو أن هذا هوَ الحَلُّ المَنطِقِيُّ واللَّطيف. لكنَّهُ لا يَأخُذُ في الاعتِبارِ أنَّ عَدلَ يَهْوَه كامِل. فلِأنَّ يَهْوَه عادِل، لَيسَ وارِدًا بِالنِّسبَةِ إلَيهِ أن يَتَغاضى عن تَمَرُّدِ آدَم الفادِح.
٥ لِماذا نَثِقُ أنَّ يَهْوَه سيَفعَلُ الصَّوابَ دائِمًا؟
٥ ولكنْ ماذا لَو لم يُهَيِّئْ يَهْوَه الفِديَةَ بل وَضَعَ العَدلَ جانِبًا وسَمَحَ لِأبناءِ وبَناتِ آدَم النَّاقِصينَ أن يَعيشوا إلى الأبَد؟ في هذِهِ الحالَة، سيَتَساءَلُ النَّاسُ على الأرجَحِ إن كانَ اللّٰهُ سيَتَجاهَلُ عَدلَهُ في مَسائِلَ أُخْرى أيضًا. مَثَلًا، هل سيُخلِفُ بِبَعضِ وُعودِه؟ لكنْ في الحَقيقَة، لا حاجَةَ أن نَقلَقَ بِخُصوصِ هذا الاحتِمال. فبِما أنَّ يَهْوَه حَقَّقَ العَدلَ حتَّى حينَ كانَ الثَّمَنُ غالِيًا، أي حينَ ضَحَّى بِابْنِهِ الحَبيب، فهذا يُؤَكِّدُ لنا أنَّهُ سيَفعَلُ الصَّوابَ دائِمًا.
٦ ما هي إحْدى الطُّرُقِ الَّتي تُظهِرُ الفِديَةُ مِن خِلالِها مَحَبَّةَ يَهْوَه لنا؟ (١ يوحنا ٤:٩، ١٠)
٦ صَحيحٌ أنَّ الفِديَةَ تُساعِدُنا أن نَفهَمَ أنَّ يَهْوَه عادِل، لكنَّها تُساعِدُنا بِشَكلٍ خاصٍّ أن نُدرِكَ عُمقَ مَحَبَّتِه. (يو ٣:١٦؛ إقرأ ١ يوحنا ٤:٩، ١٠.) فتَعليمُ الفِديَةِ يَكشِفُ لنا أنَّ يَهْوَه لا يُريدُ فَقَط أن نَعيشَ إلى الأبَد، بل أيضًا أن نَكونَ جُزْءًا مِن عائِلَتِه. فَكِّر: عِندَما أخطَأَ آدَم، طَرَدَهُ يَهْوَه مِن عائِلَةِ عُبَّادِه. ونَتيجَةَ ذلِك، وُلِدنا جَميعًا خارِجَ عائِلَةِ اللّٰه. ولكنْ على أساسِ الفِديَة، يَغفِرُ يَهْوَه خَطايانا، وسَيَضُمُّ في النِّهايَةِ إلى عائِلَتِهِ كُلَّ البَشَرِ الَّذينَ يُظهِرونَ الإيمانَ ويُطيعونَه. وحتَّى في الوَقتِ الحاضِر، نَقدِرُ أن نَتَمَتَّعَ بِعَلاقَةٍ لَصيقَة مع يَهْوَه ومع رِفاقِنا في عِبادَتِه. فكم يَهْوَه حَنونٌ ومُحِبّ! — روما ٥:١٠، ١١.
٧ كَيفَ يُساعِدُنا ما تَحَمَّلَهُ يَسُوع أن نَفهَمَ كم يُحِبُّنا يَهْوَه؟
٧ نَقدِرُ أن نَفهَمَ بِشَكلٍ أوْضَحَ كم يُحِبُّنا يَهْوَه إذا فَكَّرنا ماذا كَلَّفَتهُ الفِديَة. فالشَّيْطَان يَدَّعي أنْ لا أحَدَ مِن خُدَّامِ اللّٰهِ سيَبْقى وَلِيًّا لهُ عِندَما يَكونُ ذلِك صَعبًا. وكَي يُكَذِّبَ يَهْوَه هذِهِ التُّهمَة، سَمَحَ أن يَتَعَذَّبَ يَسُوع قَبلَ أن يَموت. (أي ٢:١-٥؛ ١ بط ٢:٢١) وفيما كانَ يَهْوَه يَتَفَرَّج، سَخِرَ النَّاسُ مِن يَسُوع، جَلَدَهُ الجُنودُ بِوَحشِيَّة، دَقُّوا مَساميرَ في يَدَيْهِ ورِجلَيْهِ وعَلَّقوهُ على خَشَبَة. ثُمَّ رَأى يَهْوَه ابْنَهُ الحَبيبَ مَتروكًا بَينَ الحَياةِ والمَوت. (مت ٢٧:٢٨-٣١، ٣٩) كانَ يَقدِرُ يَهْوَه في أيِّ لَحظَةٍ أن يوقِفَ ما يَحصُل. مَثَلًا، حينَ قالَ مُقاوِموه: «لِيُنقِذْهُ [اللّٰهُ] الآنَ إذا كانَ راضِيًا عنه»، كانَ بِإمكانِ يَهْوَه أن يُنقِذَه. (مت ٢٧:٤٢، ٤٣) ولكنْ لَو أنقَذَه، لَمَا دُفِعَتِ الفِديَةُ ولَكُنَّا جَميعًا بِلا أمَل. لِذلِك سَمَحَ يَهْوَه أن يَتَعَذَّبَ ابْنُهُ إلى أن لَفَظَ نَفَسَهُ الأخير.
٨ هل شَعَرَ يَهْوَه بِالألَمِ عِندَما رَأى ابْنَهُ يَتَعَذَّب؟ أوْضِح. (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٨ لا يَلزَمُ أن نُفَكِّرَ أنَّهُ بِما أنَّ اللّٰهَ قادِرٌ على كُلِّ شَيء، فلَيسَ لَدَيهِ مَشاعِر. فاللّٰهُ صَنَعَنا على صورَتِه، خَلَقَنا بِالقُدرَةِ أن نَشعُر. لِذلِك مِنَ المَنطِقِيِّ أن يَكونَ لَدَيهِ مَشاعِر. والكِتابُ المُقَدَّسُ يَقولُ إنَّهُ ‹تَألَّمَ› و ‹حَزِن›. (مز ٧٨:٤٠، ٤١) فَكِّرْ أيضًا في ما حَصَلَ مع إبْرَاهِيم وإسْحَاق. فيَهْوَه أمَرَ إبْرَاهِيم أن يُقَدِّمَ ابْنَهُ الوَحيدَ ذَبيحَة. (تك ٢٢:٩-١٢؛ عب ١١:١٧-١٩) والآنَ تَخَيَّلِ المَشاعِرَ الَّتي أحَسَّ بها إبْرَاهِيم وهو يَستَعِدُّ لِيَقتُلَ إسْحَاق بِضَربَةٍ واحِدَة مِن سِكِّينِه . . . لا شَكَّ أنَّ يَهْوَه حَزِنَ أكثَرَ بِكَثيرٍ وهو يَرى ابْنَهُ يَتَعَذَّبُ بِوَحشِيَّةٍ على يَدِ بَشَرٍ أشرار! — أُنظر على jw.org الفيديو إقتَدِ بِإيمانِهِم: إبْرَاهِيم (الجُزْء ٢).
٩ أيُّ أمرٍ تُساعِدُكَ رُومَا ٨:٣٢، ٣٨، ٣٩ أن تَفهَمَهُ عن عُمقِ مَحَبَّةِ يَهْوَه لكَ وكَذلِك لِرِفاقِكَ في عِبادَتِه؟
٩ تُعَلِّمُنا الفِديَةُ أنْ لا أحَدَ يُحِبُّنا بِقَدْرِ ما يُحِبُّنا يَهْوَه، ولا حتَّى أقرَبَ شَخصٍ إلى قَلبِنا. (إقرأ روما ٨:٣٢، ٣٨، ٣٩.) ولا شَكَّ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا أكثَرَ مِمَّا نُحِبُّ نَحنُ أنفُسَنا. فهل تُريدُ أن تَعيشَ إلى الأبَد؟ يَهْوَه يُريدُ أكثَرَ مِنكَ أن تَعيشَ إلى الأبَد. هل تُريدُ أن تُغفَرَ خَطاياك؟ يَهْوَه يُريدُ أكثَرَ مِنكَ أن يَغفِرَ خَطاياك. كُلُّ ما يَطلُبُهُ مِنكَ هو أن تَقبَلَ هَدِيَّتَهُ اللَّطيفَة حينَ تُظهِرُ الإيمانَ وتَكونُ طائِعًا له. حَقًّا، الفِديَةُ هي أعمَقُ تَعبيرٍ عن مَحَبَّةِ اللّٰه. وفي العالَمِ الجَديد، سنَتَعَلَّمُ أكثَرَ بَعد عن مَحَبَّةِ يَهْوَه. — جا ٣:١١.
ماذا تُعَلِّمُنا الفِديَةُ عن يَسُوع؟
١٠ (أ) ما أكثَرُ شَيءٍ أحزَنَ يَسُوع بِخُصوصِ إعدامِه؟ (ب) بِأيِّ طُرُقٍ بَرَّأَ يَسُوع اسْمَ يَهْوَه؟ (أُنظُرْ أيضًا الإطار « إستِقامَةُ يَسُوع بَرَّأَتِ اسْمَ يَهْوَه».)
١٠ يَسُوع يَهتَمُّ كَثيرًا بِصيتِ أبيه. (يو ١٤:٣١) حَزِنَ يَسُوع لِأنَّ تُهمَتَهُ بِالتَّجديفِ والخِيانَةِ كانَت ستَجلُبُ العارَ على اسْمِ أبيه. لِذلِك صَلَّى: «يا أبي، إذا كانَ مُمكِنًا، فأَبعِدْ عنِّي هذا الكَأس». (مت ٢٦:٣٩) وفي النِّهايَة، بَرَّأَ يَسُوع اسْمَ أبيه حينَ بَقيَ مُستَقيمًا أمامَهُ حتَّى المَوت.
١١ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع مَحَبَّتَهُ العَميقَة لِلبَشَر؟ (يوحنا ١٣:١)
١١ تُعَلِّمُنا الفِديَةُ أيضًا أنَّ يَسُوع يَهتَمُّ كَثيرًا بِالبَشَر، وخاصَّةً تَلاميذَه. (أم ٨:٣١؛ إقرأ يوحنا ١٣:١.) مَثَلًا، عَرَفَ يَسُوع أنَّ بَعضَ النَّواحي مِن خِدمَتِهِ على الأرضِ ستَكونُ صَعبَةً جِدًّا، وخاصَّةً مَوتَهُ المُؤْلِم. مع ذلِك، لَم يُتَمِّمْ تَعيينَهُ بِطَريقَةٍ آلِيَّة أو بِدافِعِ الواجِب. بل وَضَعَ كُلَّ قَلبِهِ في التَّبشير، والتَّعليم، وخِدمَةِ الآخَرين. حتَّى في يَومِ مَوتِه، خَصَّصَ وَقتًا لِيَغسِلَ أقدامَ رُسُلِهِ ويُعَلِّمَهُم دُروسًا مُفيدَة ويَقولَ لهُم كَلِماتٍ وَداعِيَّة مُشَجِّعَة. (يو ١٣:١٢-١٥) وبَعدَ ذلِك حينَ كانَ على خَشَبَةِ الآلام، خَصَّصَ لَحَظاتٍ قَليلَة لِيُعْطِيَ أمَلًا لِمُجرِمٍ مائِتٍ ويُرَتِّبَ أن يَهتَمَّ أحَدٌ بِأُمِّهِ مَرْيَم. (لو ٢٣:٤٢، ٤٣؛ يو ١٩:٢٦، ٢٧) وهكَذا لم يُعَبِّرْ يَسُوع عن مَحَبَّتِهِ العَميقَة مِن خِلالِ مَوتِهِ فَقَط، بل أيضًا مِن خِلالِ كامِلِ مَسلَكِ حَياتِهِ على الأرض.
١٢ بِأيِّ مَعْنًى ما زالَ يَسُوع يُضَحِّي مِن أجْلِنا؟
١٢ صَحيحٌ أنَّ المَسِيح ماتَ «مَرَّةً وإلى الأبَد»، لكنَّهُ ما زالَ يُضَحِّي مِن أجْلِنا. (رو ٦:١٠) كَيفَ ذلِك؟ ما زالَ يَصرِفُ الوَقتَ والجُهدَ كَي نَستَفيدَ مِن فِديَتِه. لاحِظْ ماذا يَشغَلُهُ اليَوم. فهو مَلِك، رَئيسُ كَهَنَة، ورَأسُ الجَماعَة. (١ كو ١٥:٢٥؛ أف ٥:٢٣؛ عب ٢:١٧) وهو مَسؤولٌ عن عَمَلِ جَمعِ المُختارينَ والجَمعِ الكَثير الَّذي سيَنتَهي قَبلَ نِهايَةِ الضِّيقِ العَظيم. b (مت ٢٥:٣٢؛ مر ١٣:٢٧) كما أنَّهُ يَتَأكَّدُ أنَّ خُدَّامَهُ الأُمَناءَ يَنالونَ حاجَتَهُم وزِيادَةً مِنَ الطَّعامِ الرُّوحِيِّ في هذِهِ الأيَّامِ الأخيرَة. (مت ٢٤:٤٥) وخِلالَ حُكمِهِ ألفَ سَنَة، سيَظَلُّ يَعمَلُ مِن أجْلِنا. حَقًّا، قَدَّمَ يَهْوَه ابْنَهُ مِن أجْلِنا بِكُلِّ مَعْنى الكَلِمَة!
لا تَتَوَقَّفْ أبَدًا عنِ التَّعَلُّم
١٣ كَيفَ يُساعِدُكَ التَّأمُّلُ أن تَظَلَّ تَتَعَلَّمُ عن مَحَبَّةِ اللّٰهِ والمَسِيح؟
١٣ تَقدِرُ أن تَظَلَّ تَتَعَلَّمُ عن مَحَبَّةِ يَهْوَه اللّٰهِ ويَسُوع المَسِيح إذا بَقيتَ تَتَأمَّلُ فيها. فرُبَّما خِلالَ مَوْسِمِ الذِّكْرى هذِهِ السَّنَة، تَقدِرُ أن تَقرَأَ واحِدًا أو أكثَرَ مِنَ الأناجيل. لا تُحاوِلْ أن تُغَطِّيَ الكَثيرَ جِدًّا مِنَ المَوادِّ دُفعَةً واحِدَة. بل خُذْ وَقتَكَ وفَتِّشْ عن أسبابٍ إضافِيَّة تَدفَعُنا أن نُحِبَّ يَهْوَه ويَسُوع. وطَبعًا، أخبِرِ الآخَرينَ عن ما تَتَعَلَّمُه.
١٤ إنسِجامًا معَ المَزْمُور ١١٩:٩٧ والحاشِيَة، كَيفَ يُساعِدُنا البَحثُ أن نَظَلَّ نَتَعَلَّمُ عنِ الفِديَةِ وعن تَعاليمَ أُخْرى أيضًا؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٤ إذا كُنتَ في الحَقِّ مُنذُ سِنينَ كَثيرَة، فرُبَّما تَتَساءَلُ إن كانَ مَعقولًا أن تَكتَشِفَ أفكارًا جَديدَة عن مَواضيعَ مَألوفَة مِثلِ عَدلِ يَهْوَه، مَحَبَّتِه، والفِديَة. لكنَّ الحَقيقَةَ هي أنَّهُ لا نِهايَةَ لِما يُمكِنُ أن تَتَعَلَّمَهُ عن هذِه وغَيرِها مِنَ المَواضيع. فماذا يَلزَمُ أن تَفعَل؟ إستَفِدْ إلى أقْصى حَدٍّ مِنَ المَعلوماتِ الواسِعَة في مَطبوعاتِنا. وحينَ تَصِلُ إلى مَقطَعٍ لا تَفهَمُهُ كامِلًا، قُمْ بِبَحث. ثُمَّ خِلالَ النَّهار، فَكِّرْ في ما اكتَشَفتَهُ وماذا يُخبِرُكَ عن يَهْوَه، وابْنِه، ومَحَبَّتِهِما لك. — إقرإ المزمور ١١٩:٩٧ والحاشية.
١٥ لِماذا يَلزَمُ أن نَستَمِرَّ في البَحثِ عن جَواهِرِ الكِتابِ المُقَدَّس؟
١٥ لا تَشعُرْ بِالإحباطِ إذا لم تَجِدْ شَيئًا جَديدًا أو مُشَوِّقًا كُلَّما جَلَستَ لِتَقرَأَ أو تَبحَث. فإلى حَدٍّ ما، أنتَ مِثلُ شَخصٍ يَبحَثُ عنِ الذَّهَب. فالَّذينَ يُنَقِّبونَ عنِ الذَّهَبِ يَصرِفونَ بِصَبرٍ ساعاتٍ أو أيَّامًا قَبلَ أن يَجِدوا حتَّى قِطعَةً صَغيرَة مِنه. لكنَّهُم يُواصِلونَ عَمَلَهُم لِأنَّ كُلَّ قِطعَة، مَهْما كانَت صَغيرَة، ثَمينَةٌ بِالنِّسبَةِ إلَيهِم. ألَيسَت كُلُّ جَوهَرَةٍ مِن جَواهِرِ الكِتابِ المُقَدَّس أثمَنَ بِكَثير؟! (مز ١١٩:١٢٧؛ أم ٨:١٠) لِذلِك كُنْ صَبورًا والْتَزِمْ بِبَرنامَجِ قِراءَتِكَ لِلكِتابِ المُقَدَّس. — مز ١:٢.
١٦ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَه ويَسُوع؟
١٦ فيما تَدرُس، ابحَثْ عن طُرُقٍ لِتَضَعَ ما تَتَعَلَّمُهُ مَوْضِعَ العَمَل. مَثَلًا، تَمَثَّلْ بِعَدلِ يَهْوَه وعامِلِ الآخَرينَ بِدونِ تَحَيُّز. تَمَثَّلْ بِمَحَبَّةِ يَسُوع لِأبيهِ ولِلآخَرينَ وكُنْ مُستَعِدًّا أن تَتَألَّمَ مِن أجْلِ اسْمِ يَهْوَه وتُضَحِّيَ مِن أجْلِ رِفاقِكَ المَسِيحِيِّين. أيضًا، تَمَثَّلْ بِيَسُوع وبَشِّرِ الآخَرينَ لِيَكونَ لَدَيهِم هُم أيضًا الفُرصَةُ أن يَقبَلوا هَدِيَّةَ يَهْوَه الَّتي لا تُقَدَّرُ بِثَمَن.
١٧ ماذا سنُناقِشُ في المَقالَةِ التَّالِيَة؟
١٧ كُلَّما فَهِمْنا الفِديَةَ وقَدَّرناها، أحبَبنا أكثَرَ يَهْوَه وابْنَه. وهُما بِدَورِهِما سيَتَجاوَبانِ مع مَحَبَّتِنا ويُحِبَّانِنا أكثَرَ أيضًا. (يو ١٤:٢١؛ يع ٤:٨) لِذلِك فلْنَستَفِدْ مِن تَدابيرِ يَهْوَه كَي نَظَلَّ نَتَعَلَّمُ عنِ الفِديَة. وفي المَقالَةِ التَّالِيَة، سنُناقِشُ بَعضَ الطُّرُقِ لِنَستَفيدَ مِنَ الفِديَةِ ونَتَجاوَبَ بِتَقديرٍ مع مَحَبَّةِ يَهْوَه.
التَّرنيمَة ١٠٧ طَريقُ المَحَبَّةِ الإلهِيّ
a شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير: يَعْني «التَّأمُّلُ» أن تُرَكِّزَ تَفكيرَكَ على مَوْضوعٍ مُعَيَّنٍ وتُحَلِّلَهُ بِعُمق.
b إنَّ جَمعَ «ما في السَّمواتِ» الَّذي تَكَلَّمَ عنهُ بُولُس في أَفَسُس ١:١٠ مُختَلِفٌ عن جَمعِ ‹المُختارينَ› الَّذي ذَكَرَهُ يَسُوع في مَتَّى ٢٤:٣١ ومُرْقُس ١٣:٢٧. فبُولُس كانَ يُشيرُ إلى الوَقتِ حينَ يَختارُ يَهْوَه أبناءَهُ الرُّوحِيِّينَ بِتَعيينِهِم بِالرُّوحِ القُدُس. أمَّا يَسُوع فكانَ يُشيرُ إلى الوَقتِ حينَ يُجمَعُ الباقونَ مِنَ المُختارينَ الَّذينَ على الأرضِ لِيَصعَدوا إلى السَّماءِ خِلالَ الضِّيقِ العَظيم.