مقالة الدرس ١٧
أيتها الأمهات، تعلَّمن من مثال أفنيكي
«لا تتَخَلَّ عن شَريعَةِ أُمِّك. [فهي] إكليلٌ يُزَيِّنُ رَأسَكَ وقِلادَةٌ تُجَمِّلُ عُنُقَك». — أم ١:٨، ٩.
التَّرنيمَة ١٣٧ نِساءٌ فاضِلات في الماضي والحاضِر
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١-٢ (أ) مَن كانَت أفْنِيكِي، وماذا صعَّبَ علَيها أن تُعَلِّمَ ابْنَها عن يَهْوَه ويَسُوع؟ (ب) علِّقْ على صورَةِ الغِلاف.
لا يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ شَيئًا عن مَعمودِيَّةِ تِيمُوثَاوُس. ولكنْ لَيسَ صَعبًا علَينا أن نتَخَيَّلَ كم فرِحَت أُمُّهُ أفْنِيكِي في ذلِكَ اليَوم. (أم ٢٣:٢٥) تخَيَّلْها تنظُرُ بِفَخرٍ إلى تِيمُوثَاوُس، الَّذي يغمُرُهُ الماءُ حتَّى خَصرِه، وعَيناها تلمَعانِ مِنَ الفَرَح. ثُمَّ تبتَسِمُ فيما تحضُنُها لُوئِيس، جَدَّةُ تِيمُوثَاوُس، الواقِفَة بِقُربِها. وعِندَما ينزِلُ تِيمُوثَاوُس تَحتَ الماء، تشهَقُ أفْنِيكِي وتحبِسُ أنفاسَها. ولكنْ ما هي إلَّا لَحَظاتٌ حتَّى يخرُجُ تِيمُوثَاوُس مِنَ الماءِ مُبتَسِمًا ابتِسامَةً عَريضَة. فلا تعودُ أفْنِيكِي قادِرَةً أن تحبِسَ دُموعَها مِنَ الفَرَح. فقدْ نجَحَت في تَعليمِ وَلَدِها أن يُحِبَّ يَهْوَه وابْنَهُ يَسُوع المَسيح. ولكنْ أيُّ تَحَدِّياتٍ لزِمَ أن تتَغَلَّبَ علَيها لِتصِلَ إلى هَدَفِها؟
٢ ترَبَّى تِيمُوثَاوُس في عائِلَةٍ فيها الأبُ والأُمُّ مِن دينَينِ مُختَلِفَين. فوَالِدُهُ كانَ يُونَانِيًّا. أمَّا أُمُّهُ وجَدَّتُه، فكانَتا يَهُودِيَّتَين. (أع ١٦:١) وعلى الأرجَح، كانَ تِيمُوثَاوُس مُراهِقًا عِندَما صارَت لُوئِيس وأفْنِيكِي مَسيحِيَّتَين. مع ذلِك، بقِيَ دينُ والِدِهِ مُختَلِفًا عن دينِ أُمِّه. فأيُّ دينٍ سيَختارُ تِيمُوثَاوُس؟ آنَذاك، كانَ تِيمُوثَاوُس على الأرجَحِ كَبيرًا كِفايَةً لِيَأخُذَ قَراراتِهِ هو بِنَفْسِه. فهل سيَختارُ دينَ أبيه؟ هل سيَبقى مُتَعَلِّقًا بِالتَّقاليدِ اليَهُودِيَّة الَّتي ترَبَّى علَيها؟ أم هل سيَختارُ أن يصيرَ مِن أتباعِ يَسُوع المَسيح؟
٣ حَسَبَ الأمْثَال ١:٨، ٩، كَيفَ ينظُرُ يَهْوَه إلى الجُهدِ الَّذي تبذُلُهُ الأُمَّهاتُ لِيُعَرِّفنَ أولادَهُنَّ علَيه؟
٣ اليَومَ أيضًا، تُحِبُّ الأُمَّهاتُ المَسيحِيَّات عائِلاتِهِنّ. وأكثَرَ مِن أيِّ شَيء، يُرِدنَ أن يُساعِدنَ أولادَهُنَّ لِيَبنوا عَلاقَةً قَوِيَّة بِيَهْوَه. ويَهْوَه يُقَدِّرُ كَثيرًا جُهودَهُنّ. (إقرإ الأمثال ١:٨، ٩.) وعلى مَرِّ السِّنين، ساعَدَ يَهْوَه أُمَّهاتٍ كَثيرات أن يُعَلِّمنَ أولادَهُنَّ أن يُحِبُّوهُ ويَخدُموه.
٤ أيُّ تَحَدِّياتٍ تُواجِهُها الأُمَّهاتُ اليَوم؟
٤ يضغَطُ عالَمُ الشَّيْطَان كَثيرًا على الأولادِ اليَوم. (١ بط ٥:٨) وهذا يُشَكِّلُ تَحَدِّيًا كَبيرًا لِلأُمَّهات. وطَبيعِيٌّ أن يتَساءَلنَ إذا كانَ أولادُهُنَّ سيُقَرِّرونَ مِثلَ تِيمُوثَاوُس أن يخدُموا يَهْوَه. إضافَةً إلى ذلِك، تُواجِهُ أُمَّهاتٌ كَثيرات تَحَدِّيًا آخَر. فهُنَّ يُرَبِّينَ أولادَهُنَّ دونَ زَوج، أو مع زَوجٍ لا يخدُمُ يَهْوَه. مَثَلًا، تقولُ أُختٌ اسْمُها كْرِيسْتِين: * «كانَ زَوجي أبًا صالِحًا ورَبَّ عائِلَةٍ جَيِّدًا. لكنَّهُ لم يسمَحْ لي أبَدًا أن أُرَبِّيَ أولادي في الحَقّ. بكَيتُ كَثيرًا على مَرِّ السِّنين. وكُنتُ دائِمًا أتَساءَل: ‹هل هُناك أمَلٌ أن يعبُدَ أولادي يَهْوَه؟›».
٥ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟
٥ إذا كُنتِ أُمًّا مَسيحِيَّة، فأنتِ تقدِرينَ أن تنجَحي مِثلَما نجَحَت أفْنِيكِي. وفي هذِهِ المَقالَة، سنرى كَيفَ تتَمَثَّلينَ بها وتُعَلِّمينَ أولادَكِ بِالكَلامِ و المِثال. وسَنرى أيضًا كَيفَ سيُساعِدُكِ يَهْوَه.
علِّمي أولادَكِ بِالكَلام
٦ حَسَبَ ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:١٤، ١٥، كَيفَ صارَ تِيمُوثَاوُس مَسيحِيًّا؟
٦ عِندَما كانَ تِيمُوثَاوُس صَغيرًا، بذَلَت أُمُّهُ كُلَّ جُهدِها لِتُعَلِّمَهُ «الكِتاباتِ المُقَدَّسَة» مِثلَما كانَ اليَهُودُ يفهَمونَها. طَبعًا، كانَت مَعلوماتُها مَحدودَةً لِأنَّها لم تعرِفْ أيَّ شَيءٍ عن يَسُوع المَسيح. مع ذلِك، ما علَّمَتهُ لِتِيمُوثَاوُس مهَّدَ لهُ الطَّريقَ كَي يقبَلَ المَسيحِيَّة. إلَّا أنَّ السُّؤالَ هو: هل سيَقبَلُ تِيمُوثَاوُس أن يصيرَ مَسيحِيًّا؟ كانَ تِيمُوثَاوُس شابًّا، وبِالتَّالي يحِقُّ لهُ أن يُقَرِّرَ هو بِنَفْسِه. ولكنْ لا شَكَّ أنَّ أفْنِيكِي كانَ لها دَورٌ كَبيرٌ في ‹إقناعِهِ› بِالحَقِّ عن يَسُوع. وبِالنَّتيجَة، ‹آمَنَ به›. (إقرأ ٢ تيموثاوس ٣:١٤، ١٥.) تخَيَّلْ كم فرِحَت أفْنِيكِي عِندَما قرَّرَ ابْنُها أن يصيرَ مَسيحِيًّا. فِعلًا، كانَت أفْنِيكِي اسْمًا على مُسَمًّى. فاسْمُها يأتي مِن كَلِمَةٍ تعني «غلَب»، وهيَ استَطاعَت أن تتَغَلَّبَ على كُلِّ التَّحَدِّياتِ كَي تُعَلِّمَ ابْنَها عن يَهْوَه ويَسُوع.
٧ كَيفَ كانَت أفْنِيكِي تقدِرُ أن تُساعِدَ ابْنَها بَعدَ مَعمودِيَّتِه؟
٧ إعتَمَدَ تِيمُوثَاوُس، وكانَت مَعمودِيَّتُهُ خُطوَةً مُهِمَّة في حَياتِه. مع ذلِك، لم تنتَهِ مَخاوِفُ أفْنِيكِي. فماذا سيَفعَلُ ابْنُها في حَياتِه؟ هل سيَختارُ أصدِقاءَ سَيِّئين؟ هل سيَذهَبُ إلى المَدارِسِ في أثِينَا ويَقبَلُ تَعاليمَ الفَلاسِفَةِ الَّذينَ لا يعبُدونَ يَهْوَه؟ هل سيَصيرُ عَبدًا لِلمالِ ويُضَيِّعُ وَقتَهُ وطاقَتَهُ وشَبابَه؟ صَحيحٌ أنَّ أفْنِيكِي لم تكُنْ تقدِرُ أن تُقَرِّرَ عن تِيمُوثَاوُس، لكنَّها كانَت تقدِرُ أن تُساعِدَه. كَيف؟ حينَ تظَلُّ تجتَهِدُ كَي تغرِسَ فيهِ مَحَبَّةً كَبيرَة لِيَهْوَه وتَقديرًا عَميقًا لِابْنِه. طَبعًا، يُشَكِّلُ ذلِك تَحَدِّيًا كَبيرًا لِلَّذينَ لَدَيهِم رَفيقُ زَواجٍ لَيسَ في الحَقّ. ولكنْ حتَّى عِندَما يكونُ الوالِدانِ كِلاهُما في الحَقّ، لَيسَ سَهلًا أن يبلُغا قُلوبَ أولادِهِما ويَدفَعاهُم أن يصيروا خُدَّامًا أُمَناءَ لِيَهْوَه. فماذا يتَعَلَّمُ الوالِدونَ مِن مِثالِ أفْنِيكِي؟
٨ كَيفَ تُساعِدُ الأُمُّ زَوجَها المُؤْمِنَ في الاهتِمامِ بِحاجاتِ الأولادِ الرُّوحِيَّة؟
٨ أُدرُسي الكِتابَ المُقَدَّسَ مع أولادِك. إذا كانَ زَوجُكِ في الحَقّ، فيَهْوَه يُريدُ أن تُساعِديهِ في الاهتِمامِ بِحاجاتِ الأولادِ الرُّوحِيَّة. وإحدى الطُّرُقِ لِتفعَلي ذلِك هي أن تدعَمي بِاستِمرارٍ تَرتيبَ العِبادَةِ العائِلِيَّة. فتكَلَّمي بِإيجابِيَّةٍ عن هذا التَّرتيب، وفكِّري كَيفَ تقدِرينَ أن تخلُقي فيهِ جَوًّا مُريحًا ومُسَلِّيًا. أيضًا، يُمكِنُكِ أن تُخَطِّطي مع زَوجِكِ لِتقوما معَ الأولادِ بِنَشاطٍ أو مَشروعٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس. وإذا كانَ أولادُكِ بِعُمرٍ يسمَحُ لهُم أن يدرُسوا كِتاب عيشوا بِفَرَح الآنَ وإلى الأبَد، فتعاوَني مع زَوجِكِ كَي يدرُسوهُ بِانتِظام.
٩ ماذا يُساعِدُ الأمَّ عِندَما لا يكونُ زَوجُها في الحَقّ؟
٩ ولكنْ تُضطَرُّ بَعضُ الأُمَّهاتِ أن يأخُذنَ القِيادَةَ في دَرسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ مع أولادِهِنّ. وذلِك لِأنَّهُنَّ بِلا زَوجٍ أو لِأنَّ زَوجَهُنَّ لَيسَ في الحَقّ. إذا كانَت هذِه حالَتَكِ، فلا تقلَقي كَثيرًا لأنَّ يَهْوَه سيُساعِدُك. إستَعمِلي أدَواتِ التَّعليمِ الفَعَّالَة الَّتي يُعطيها لنا بِواسِطَةِ هَيئَتِهِ لِتدرُسي مع أولادِك. ولِمَ لا تسألينَ والِدينَ لَدَيهِم خِبرَةٌ كَيفَ يستَعمِلونَ هذِهِ الأدَواتِ في عِبادَتِهِمِ العائِلِيَّة؟ * (أم ١١:١٤) تذَكَّري أيضًا أنَّ يَهْوَه سيُساعِدُكِ في التَّواصُلِ مع أولادِكِ. فاطلُبي مِنهُ أن يُساعِدَكِ لِتعرِفي كَيفَ تسألينَهُم عن أفكارِهِم ومَشاعِرِهِم. (أم ٢٠:٥) فسُؤالٌ بَسيطٌ مِثل: ‹ما أصعَبُ شَيءٍ تُواجِهُهُ في المَدرَسَة؟› قد يُؤَدِّي إلى مُحادَثَةٍ تكشِفُ لكِ الكَثير.
١٠ ماذا تقدِرينَ أن تفعَلي أيضًا لِتُعَلِّمي أولادَكِ عن يَهْوَه؟
١٠ أُخلُقي فُرَصًا لِتُعَلِّمي أولادَكِ عن يَهْوَه. تكَلَّمي عن يَهْوَه وكُلِّ الأُمورِ الحُلوَة الَّتي فعَلَها مِن أجْلِك. (تث ٦:٦، ٧؛ إش ٦٣:٧) وهذا مُهِمٌّ خُصوصًا إذا كُنتِ لا تستَطيعينَ أن تدرُسي بِانتِظامٍ مع أولادِكِ في البَيت. تقولُ كْرِيسْتِين المَذكورَة سابِقًا: «كانَ شِبهَ مُستَحيلٍ أن أتَكَلَّمَ معَ الأولادِ في البَيتِ عن أُمورٍ روحِيَّة. لِذلِك، كُنتُ أستَغِلُّ كُلَّ فُرصَةٍ لِأُعَلِّمَهُم عن يَهْوَه. فكُنتُ أذهَبُ معهُم في نُزهات، أو أركَبُ معهُم في زَورَقٍ ونبتَعِدُ عنِ الشَّاطِئ، لِأُكَلِّمَهُم عن خَليقَةِ يَهْوَه الرَّائِعَة وأُمورٍ روحِيَّة كَثيرَة. وعِندَما صارَ أولادي كَبيرينَ كِفايَةً، شجَّعتُهُم أن يدرُسوا الكِتابَ المُقَدَّسَ وَحدَهُم». إضافَةً إلى ذلِك، تحَدَّثي بِإيجابِيَّةٍ عن هَيئَةِ يَهْوَه وعنِ الإخوَة. لا تنتَقِدي الشُّيوخ. فما تقولينَهُ عنهُم قد يُشَجِّعُ أولادَكِ أن يَطلُبوا مُساعَدَتَهُم وَقتَ الحاجَة أوِ العَكس.
١١ حَسَبَ يَعْقُوب ٣:١٨، لِماذا مُهِمٌّ أن تخلُقي جَوًّا مِنَ السَّلامِ في البَيت؟
١١ أُخلُقي جَوًّا مِنَ السَّلامِ في البَيت. عبِّري دائِمًا عن مَحَبَّتِكِ لِزَوجِكِ وأولادِك. تكَلَّمي عن زَوجِكِ بِاحتِرامٍ ولُطف، ودرِّبي أولادَكِ أن يفعَلوا الأمرَ نَفْسَه. فهكَذا، تخلُقينَ جَوًّا مِنَ السَّلامِ في البَيت. وهذا يُسَهِّلُ على الأولادِ أن يتَعَلَّموا عن يَهْوَه. (إقرأ يعقوب ٣:١٨.) إلَيكِ ما حصَلَ مع فاتِحٍ خُصوصِيٍّ في رُومَانِيَا اسْمُهُ جُوزِيف. ففيما كانَ يكبَر، تعَرَّضَ هو وأُمُّهُ وإخوَتُهُ لِمُقاوَمَةٍ شَديدَة مِن والِدِه. يُخبِرُ جُوزِيف: «بذَلَت أُمِّي كُلَّ جُهدِها لِيَظَلَّ هُناك سَلامٌ في البَيت. فكُلَّما ازدادَ أبي قَساوَةً معها، ازدادَت هي لُطفًا معه. وعِندَما كانَت تُلاحِظُ أنَّنا نستَصعِبُ أن نُطيعَ أبانا ونَحتَرِمَه، كانَت تُناقِشُ معنا أفَسُس ٦:١-٣. بَعدَ ذلِك، تُكَلِّمُنا عن صِفاتِ أبينا الحُلوَة، وتُساعِدُنا أن نفهَمَ لِماذا علَينا أن نحتَرِمَه. وهكَذا، خفَّفَت كَثيرًا التَّوَتُّرَ في البَيت».
علِّمي أولادَكِ بِالمِثال
١٢ حَسَبَ ٢ تِيمُوثَاوُس ١:٥، كَيفَ أثَّرَ مِثالُ أفْنِيكِي على تِيمُوثَاوُس؟
١٢ إقرأ ٢ تيموثاوس ١:٥. رسَمَت أفْنِيكِي مِثالًا جَيِّدًا لِتِيمُوثَاوُس. فلا شَكَّ أنَّهُ تعَلَّمَ مِن مِثالِها أنَّ الإيمانَ الحَقيقِيَّ يظهَرُ بِالأعمال. (يع ٢:٢٦) كما رأى أنَّ كُلَّ ما تقومُ بهِ أُمُّهُ هو لِأنَّها تُحِبُّ يَهْوَه كَثيرًا. ورأى أيضًا كم هي سَعيدَةٌ لِأنَّها تخدُمُ يَهْوَه. وكَيفَ أثَّرَ مِثالُ أفْنِيكِي على تِيمُوثَاوُس؟ ذكَرَ الرَّسولُ بُولُس أنَّ إيمانَ تِيمُوثَاوُس صارَ قَوِيًّا مِثلَ إيمانِ أُمِّه. وهذا لم يأتِ بِالصُّدفَة. فتِيمُوثَاوُس راقَبَ أُمَّهُ وأرادَ أن يتَمَثَّلَ بها. بِطَريقَةٍ مُشابِهَة، استَطاعَت أُمَّهاتٌ كَثيرات في أيَّامِنا أن يُؤَثِّرنَ على عائِلاتِهِنَّ «بِدونِ كَلام». (١ بط ٣:١، ٢) وأنتِ أيضًا، تقدِرينَ أن تفعَلي الأمرَ نَفْسَه. كَيف؟
١٣ لِماذا يجِبُ أن تضَعَ الأُمُّ عَلاقَتَها بِيَهْوَه أوَّلًا في حَياتِها؟
١٣ ضعي عَلاقَتَكِ بِيَهْوَه أوَّلًا في حَياتِك. (تث ٦:٥، ٦) عادَةً، تُضَحِّي الأُمُّ كَثيرًا مِن أجْلِ عائِلَتِها. فلا شَكَّ أنَّكِ تُضَحِّينَ بِوَقتِكِ، مالِكِ، ساعاتِ نَومِكِ، وغَيرِها لِتهتَمِّي بِحاجاتِ أولادِكِ الجَسَدِيَّة. ولكنْ لا يجِبُ أبَدًا أن تنشَغِلي كَثيرًا بِهذِهِ الأُمورِ على حِسابِ عَلاقَتِكِ بِيَهْوَه. لِذلِك، خصِّصي وَقتًا كَي تُصَلِّي وَحدَكِ، تقومي بِالدَّرسِ الشَّخصِيّ، وتحضُري الاجتِماعات. وهكَذا، تُقَوِّينَ نَفْسَكِ روحِيًّا وترسُمينَ مِثالًا جَيِّدًا لِعائِلَتِكِ ولِلآخَرينَ أيضًا.
١٤-١٥ ماذا تتَعَلَّمينَ مِن أمثِلَةِ لِيَان ومَارِيَّا وزُوَاوُو؟
١٤ لاحِظي مَثَلًا كَيفَ تعَلَّمَ بَعضُ الشَّبابِ مِن مِثالِ أُمِّهِم أن يُحِبُّوا يَهْوَه ويَثِقوا به. تقولُ لِيَان، بِنتُ كْرِيسْتِين: «لم نكُنْ نستَطيعُ أن ندرُسَ الكِتابَ المُقَدَّسَ عِندَما يكونُ والِدُنا في البَيت. لكنَّنا لاحَظنا أنَّ أُمِّي لم تكُنْ تغيبُ أبَدًا عن أيِّ اجتِماع. ومِثالُها وتَصميمُها عوَّضا لنا عن أيِّ نَقصٍ في المَعرِفَة. فقَبلَ أن نبدَأَ حُضورَ الاجتِماعاتِ بِوَقتٍ طَويل، كُنَّا مُتَأكِّدينَ أنَّ هذا هوَ الحَقّ».
١٥ وتقولُ أُختٌ أُخرى اسْمُها مَارِيَّا كانَ والِدُها يُعاقِبُهُم أحيانًا حينَ يحضُرونَ الاجتِماعات: «أُمِّي مِن أشجَعِ الأخَواتِ اللَّواتي أعرِفُهُنّ. ففي صِغَري، كُنتُ أرفُضُ أحيانًا أن أقومَ بِأُمورٍ مُعَيَّنَة لِأنِّي أخافُ مِنَ النَّاس. ولكنْ عِندَما رأيتُ كم أُمِّي شُجاعَةٌ وكَيفَ تضَعُ يَهْوَه أوَّلًا في حَياتِها، استَطَعتُ أن أتَغَلَّبَ على خَوفي مِنَ النَّاس». ويَقولُ أخٌ اسْمُهُ زُوَاوُو كانَ والِدُهُ يمنَعُهُم مِنَ الحَديثِ عنِ الأُمورِ الرُّوحِيَّة في البَيت: «أكثَرُ ما أثَّرَ فِيَّ هو أنَّ أُمِّي كانَت مُستَعِدَّةً أن تتَخَلَّى عن أيِّ شَيءٍ لِتُرضِيَ أبي، إلَّا عن مَحَبَّتِها لِيَهْوَه».
١٦ كَيفَ يُمكِنُ أن يُؤَثِّرَ مِثالُ الأُمِّ على الآخَرين؟
١٦ تذَكَّري أنَّ مِثالَكِ لا يُؤَثِّرُ فَقَط على أولادِك، بل على الآخَرينَ أيضًا. كَيفَ ذلِك؟ فكِّري مَثَلًا كَيفَ أثَّرَ مِثالُ أفْنِيكِي على الرَّسولِ بُولُس. فهو كتَبَ أنَّ إيمانَ تِيمُوثَاوُس العَديمَ الرِّياءِ «سكَنَ أوَّلًا في . . . أفْنِيكِي». (٢ تي ١:٥) ولكنْ متى رأى بُولُس لِأوَّلِ مَرَّةٍ إيمانَ أفْنِيكِي؟ على الأرجَحِ خِلالَ أوَّلِ رِحلَةِ تَبشيرٍ له. فآنَذاك، التَقى بِأفْنِيكِي ولُوئِيس في لِسْتَرَة وساعَدَهُما لِتصيرا مَسِيحِيَّتَين. (أع ١٤:٤-١٨) وبَعدَ حَوالَي ١٥ سَنَة، عِندَما كتَبَ بُولُس إلى تِيمُوثَاوُس، كانَ لا يزالُ يتَذَكَّرُ أعمالَ أفْنِيكِي الَّتي تدُلُّ على إيمانِها الكَبير. كما ذكَرَها كمِثالٍ لِلمَسيحِيِّين. واضِحٌ إذًا أنَّ أفْنِيكِي أثَّرَت كَثيرًا على الرَّسولِ بُولُس. وعلى الأرجَح، أثَّرَت أيضًا على مَسيحِيِّينَ كَثيرين في القَرنِ الأوَّل. فإذا كُنتِ تُرَبِّينَ أولادَكِ وَحدَكِ، أو إذا لم يكُنْ زَوجُكِ في الحَقّ، فكوني أكيدَةً أنَّ مِثالَكِ يُقَوِّي الآخَرينَ ويُشَجِّعُهُم.
١٧ ماذا يجِبُ أن تفعَلي إذا بدا أنَّ وَلَدَكِ لا يتَجاوَبُ مع جُهودِك؟
١٧ ولكنْ ماذا لَو بدا أنَّ وَلَدَكِ لا يتَجاوَبُ مع جُهودِك؟ تذَكَّري أنَّ تَدريبَ الوَلَدِ يأخُذُ وَقتًا. ومِثلَما تُظهِرُ الصُّورَة، عِندَما تزرَعينَ بِزرَة، تتَساءَلينَ أحيانًا إذا كانَت ستنمو وتُعطيكِ ثَمَرًا. صَحيحٌ أنَّكِ لا تقدِرينَ أن تتَحَكَّمي بِالنَّتيجَة، ولكنْ إذا بقيتِ تسقينَها، فسَتُعطينَها أفضَلَ فُرصَةٍ لِتنمو. (مر ٤:٢٦-٢٩) بِطَريقَةٍ مُشابِهَة، قد تتَساءَلينَ إذا كانَت جُهودُكِ ستُساعِدُ أولادَكِ أن يُحِبُّوا يَهْوَه. صَحيحٌ أنَّكِ لا تقدِرينَ أن تتَحَكَّمي بِالنَّتيجَة، ولكنْ إذا بقيتِ تبذُلينَ كُلَّ جُهدِكِ لِتُدَرِّبيهِم، فسَتُعطينَهُم أفضَلَ فُرصَةٍ لِيَنموا روحِيًّا. — أم ٢٢:٦.
إتَّكِلي على مُساعَدَةِ يَهْوَه
١٨ كَيفَ يُساعِدُ يَهْوَه أولادَكِ أن ينموا روحِيًّا؟
١٨ مُنذُ أيَّامِ الكِتابِ المُقَدَّس، ساعَدَ يَهْوَه شَبابًا كَثيرين أن ينموا روحِيًّا ويَصيروا أصدِقاءَه. (مز ٢٢:٩، ١٠) وهو يقدِرُ أن يُساعِدَ أولادَكِ أيضًا، إذا أرادوا ذلِك. (١ كو ٣:٦، ٧) وحتَّى لَوِ ابتَعَدوا قَليلًا عنِ الحَقّ، فيَهْوَه سيَظَلُّ يُحِبُّهُم ويُبقي عَينَهُ علَيهِم. (مز ١١:٤) وعِندَما يُظهِرونَ أقَلَّ عَلامَةٍ تدُلُّ أنَّ «قُلوبَهُم مُهَيَّأة»، سيَكونُ جاهِزًا لِيُساعِدَهُم. (أع ١٣:٤٨؛ ٢ أخ ١٦:٩) فرُبَّما يُوَجِّهُكِ أن تقولي لِأولادِكِ الشَّيءَ الَّذي يحتاجونَ أن يسمَعوهُ في الوَقتِ المُناسِبِ بِالضَّبط. (أم ١٥:٢٣) أو قد يدفَعُ أخًا أو أُختًا في الجَماعَةِ كَي يهتَمَّا بهِم. وحتَّى بَعدَما يصيرُ أولادُكِ راشِدين، فقدْ يُذَكِّرُهُم يَهْوَه بِشَيءٍ علَّمتيهِ لهُم في الماضي. (يو ١٤:٢٦) لِذلِك، استَمِرِّي في تَدريبِهِم بِالكَلامِ والمِثال. وهكَذا، سيَجِدُ يَهْوَه أُمورًا كَثيرَة لِيُبارِكَكِ علَيها.
١٩ لِماذا تقدِرينَ أن تثِقي أنَّ يَهْوَه سيَكونُ راضِيًا عنكِ؟
١٩ لا تعتَمِدُ مَحَبَّةُ يَهْوَه لكِ على قَراراتِ أولادِك. فهو يُحِبُّكِ لِأنَّكِ أنتِ تُحِبِّينَه. وإذا كُنتِ تُرَبِّينَ أولادَكِ وَحدَكِ، فيَهْوَه يعِدُكِ أن يكونَ أبًا لِأولادِكِ وقاضِيًا يُدافِعُ عنك. (مز ٦٨:٥) طَبعًا، أنتِ لا تقدِرينَ أن تُجبِري أولادَكِ أن يعبُدوا يَهْوَه. ولكنْ إذا بقيتِ تتَّكِلينَ على مُساعَدَتِهِ وتبذُلينَ كُلَّ جُهدِك، فسَيَكونُ راضِيًا عنكِ ويُبارِكُ جُهودَكِ.
التَّرنيمَة ١٣٤ الأولادُ أمانَةٌ مِن عِندِ يَهْوَه
^ سنرى في هذِهِ المَقالَةِ ماذا تتَعَلَّمُ الأُمَّهاتُ المَسيحِيَّات مِن أفْنِيكِي أُمِّ تِيمُوثَاوُس، وكَيفَ يُساعِدنَ أولادَهُنَّ أن يتَعَرَّفوا على يَهْوَه ويُحِبُّوه.
^ تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
^ مَثَلًا، انظُري الدَّرس ٥٠ في كِتاب عيشوا بِفَرَح الآنَ وإلى الأبَد، ومَقالَة «إقتِراحاتٌ لِلعِبادَةِ العائِلِيَّة والدَّرسِ الشَّخصِيّ» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد ١٥ آب (أُغُسْطُس) ٢٠١١، الصَّفحَتَين ٦-٧.