الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٦

إفرح بإعطاء يهوه أفضل ما لديك

إفرح بإعطاء يهوه أفضل ما لديك

‏«لِيَفحَصْ كُلُّ واحِدٍ أعمالَه».‏ —‏ غل ٦:‏٤‏.‏

التَّرنيمَة ٣٧ خِدمَةُ يَهْوَه مِن كُلِّ النَّفْس

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ ماذا يُفَرِّحُنا كَثيرًا؟‏

 يُريدُ يَهْوَه أن نكونَ فَرِحين.‏ وهذا واضِحٌ لِأنَّ الفَرَحَ جُزءٌ مِن ثَمَرِ روحِهِ القُدُس.‏ (‏غل ٥:‏٢٢‏)‏ وبِما أنَّ «السَّعادَةَ في العَطاءِ أكثَرُ مِنها في الأخذ»،‏ نفرَحُ كَثيرًا عِندَما نُشارِكُ كامِلًا في الخِدمَةِ ونُساعِدُ إخوَتَنا بِطُرُقٍ مُختَلِفَة.‏ —‏ أع ٢٠:‏٣٥‏.‏

٢-‏٣ (‏أ)‏ حَسَبَ غَلَاطْيَة ٦:‏٤‏،‏ أيُّ عامِلَينِ يُساعِدانِنا أن نبقى فَرِحينَ في خِدمَةِ يَهْوَه؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟‏

٢ في غَلَاطْيَة ٦:‏٤‏،‏ ذكَرَ الرَّسولُ بُولُس عامِلَينِ يُساعِدانِنا أن نبقى فَرِحين.‏ ‏(‏إقرأها.‏)‏ أوَّلًا،‏ يجِبُ أن يكونَ هَدَفُنا أن نُعطِيَ يَهْوَه أفضَلَ ما لَدَينا نَحن.‏ فعِندَما نخدُمُ يَهْوَه بِكُلِّ قَلبِنا،‏ سنكونُ فَرِحينَ بِالتَّأكيد.‏ (‏مت ٢٢:‏٣٦-‏٣٨‏)‏ ثانِيًا،‏ لا يجِبُ أن نُقارِنَ نَفْسَنا بِالآخَرين.‏ فإذا كانَت صِحَّتُنا وتَدريبُنا ومَقدِراتُنا تسمَحُ لنا أن نُنجِزَ الكَثيرَ في خِدمَةِ يَهْوَه،‏ يجِبُ أن نشكُرَهُ على ذلِك.‏ فكُلُّ ما لَدَينا هو مِنه.‏ أمَّا إذا كانَ الآخَرونَ ماهِرينَ أكثَرَ مِنَّا في بَعضِ مَجالاتِ الخِدمَة،‏ فعلَينا أن نفرَحَ لِأنَّهُم يستَعمِلونَ مَواهِبَهُم لِيُسَبِّحوا يَهْوَه،‏ لا لِيَستَفيدوا هُم أو لِيُبرِزوا نَفْسَهُم.‏ لِذلِك بَدَلَ أن نُنافِسَهُم،‏ جَيِّدٌ أن نتَعَلَّمَ مِنهُم.‏

٣ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى ماذا يُساعِدُنا أن نبقى فَرِحينَ حتَّى عِندَما لا نقدِرُ أن نخدُمَ يَهْوَه مِثلَما نُريد.‏ وسَنرى أيضًا كَيفَ نستَعمِلُ مَواهِبَنا بِأفضَلِ طَريقَة،‏ وماذا نتَعَلَّمُ مِن مِثالِ الآخَرين.‏

عِندَما لا نقدِرُ أن نخدُمَ يَهْوَه مِثلَما نُريد

يفرح يهوه عندما نعطيه أفضل ما لدينا في كل مرحلة من حياتنا (‏أُنظر الفقرات ٤-‏٦.‏)‏ *

٤ لِماذا تضعُفُ مَعنَوِيَّاتُ بَعضِ الإخوَة؟‏ أعطِ مَثَلًا.‏

٤ أحيانًا،‏ لا نقدِرُ أن نخدُمَ يَهْوَه مِثلَما نُريدُ بِسَبَبِ التَّقَدُّمِ في العُمرِ أوِ المَشاكِلِ الصِّحِّيَّة.‏ وهذا قد يُضعِفُ مَعنَوِيَّاتِنا كَثيرًا.‏ لاحِظْ مَثَلًا ماذا حصَلَ مع كَارُول.‏ فقدْ كانَ لَدَيها الامتِيازُ أن تخدُمَ حَيثُ هُناك حاجَةٌ كَبيرَة إلى مُبَشِّرين.‏ فكانَت تُديرُ ٣٥ دَرسًا في الكِتابِ المُقَدَّس.‏ كما ساعَدَت كَثيرينَ أن ينذُروا نَفْسَهُم لِيَهْوَه ويَعتَمِدوا.‏ تخَيَّلْ كم فرِحَت كَارُول بِهذِهِ النَّتائِجِ الرَّائِعَة.‏ ولكنْ لاحِقًا،‏ بدَأت صِحَّتُها تتَراجَعُ واضطُرَّت أن تبقى في البَيتِ أكثَرِيَّةَ الوَقت.‏ تقول:‏ «بِسَبَبِ مَرَضي،‏ لم أعُدْ أقدِرُ أن أُقَدِّمَ الكَثيرَ مِثلَ باقي الإخوَة.‏ لِذلِك أشعُرُ أنِّي لَستُ أمينَةً مِثلَهُم.‏ أعيشُ صِراعًا دائِمًا بَينَ ما أتَمَنَّاهُ وما أقدِرُ أن أفعَلَه.‏ وهذا يُضايِقُني كَثيرًا».‏ واضِحٌ إذًا أنَّ كَارُول تُريدُ أن تُعطِيَ يَهْوَه أفضَلَ ما لَدَيها.‏ وهذا أمرٌ تُمدَحُ علَيه.‏ ونَحنُ أكيدونَ أنَّ إلهَنا المُتَعاطِفَ يُقَدِّرُ كَثيرًا روحَها الحُلوَة.‏

٥ (‏أ)‏ بِماذا علَينا أن نُذَكِّرَ نَفْسَنا إذا ضعُفَت مَعنَوِيَّاتُنا؟‏ (‏ب)‏ حَسَبَ الصُّوَر،‏ كَيفَ ظلَّ هذا الأخُ كُلَّ حَياتِهِ يُعطي يَهْوَه أفضَلَ ما لَدَيه؟‏

٥ ماذا عنك؟‏ هل مَعنَوِيَّاتُكَ ضَعيفَةٌ لِأنَّكَ لا تقدِرُ أن تخدُمَ يَهْوَه مِثلَما تُريد؟‏ في هذِهِ الحالَة،‏ اسألْ نَفْسَك:‏ ‹ماذا يطلُبُ يَهْوَه مِنِّي؟‏›.‏ إنَّهُ يُريدُ أن تُعطِيَهُ أفضَلَ ما لَدَيك،‏ ولو كانَ قَليلًا حالِيًّا.‏ إلَيكَ هذا السِّيناريو:‏ أُختٌ في ثَمانيناتِها تشعُرُ بِاليَأسِ لِأنَّها تُقارِنُ ما تقدِرُ أن تفعَلَهُ الآنَ بِما كانَت تفعَلُهُ في أربَعيناتِها.‏ فبِرَأيِها يَهْوَه لَيسَ راضِيًا عنها،‏ مع أنَّها تُعطيهِ أفضَلَ ما لَدَيها.‏ ولكنْ هل هذا صَحيح؟‏ فكِّرْ في هذِهِ النُّقطَة:‏ أعطَت هذِهِ الأُختُ أفضَلَ ما لَدَيها لِيَهْوَه في أربَعيناتِها.‏ وهي لا تزالُ تُعطيهِ أفضَلَ ما لَدَيها في ثَمانيناتِها.‏ إذًا،‏ لم تتَوَقَّفْ أبَدًا عن إعطاءِ يَهْوَه أفضَلَ ما لَدَيها؛‏ وهذا هو المُهِمّ.‏ لِذلِك إذا شعَرتَ أنَّ خِدمَتَكَ لِيَهْوَه لَيسَت كافِيَةً لِتُرضِيَه،‏ فعلَيكَ أن تُذَكِّرَ نَفْسَكَ أنَّ يَهْوَه هوَ الَّذي يُحَدِّدُ ماذا يُرضيه.‏ وإذا أعطَيتَهُ أفضَلَ ما لَدَيك،‏ فكُنْ أكيدًا أنَّهُ سيَقولُ لك:‏ «أحسَنت».‏ —‏ قارن متى ٢٥:‏٢٠-‏٢٣‏.‏

٦ ماذا نتَعَلَّمُ مِن مِثالِ مَارِيَّا؟‏

٦ أيضًا،‏ سيَكونُ أسهَلَ علَينا أن نفرَحَ في خِدمَتِنا إذا ركَّزنا على ما نقدِرُ أن نفعَلَه،‏ بَدَلَ أن نُرَكِّزَ على ما لا نقدِرُ أن نفعَلَه.‏ وهذا ما اختَبَرَتهُ أُختٌ اسْمُها مَارِيَّا.‏ فمَرَضُها لم يسمَحْ لها أن تخدُمَ يَهْوَه مِثلَما تُريد.‏ لِذلِك ضعُفَت مَعنَوِيَّاتُها في البِدايَةِ وشعَرَت أنَّها غَيرُ نافِعَة.‏ لكنَّها لاحَظَت أنَّ هُناك أُختًا في الجَماعَةِ لا تقدِرُ أن تقومَ مِن سَريرِها،‏ فقرَّرَت أن تُساعِدَها.‏ تُخبِرُ مَارِيَّا:‏ «رتَّبتُ لِأُبَشِّرَ معها بِالتِّلِفون والرَّسائِل.‏ وكُلَّ مَرَّةٍ كُنَّا نُبَشِّرُ معًا،‏ أعودُ إلى البَيتِ سَعيدَةً وأشعُرُ بِالإنجازِ لِأنِّي استَطَعتُ أن أُساعِدَ أُختي».‏ نَحنُ أيضًا،‏ سيَزيدُ فَرَحُنا في الخِدمَةِ إذا ركَّزنا على ما نقدِرُ أن نفعَلَه،‏ بَدَلَ أن نُرَكِّزَ على ما لا نقدِرُ أن نفعَلَه.‏ ولكنْ ماذا لَو كُنَّا نقدِرُ أن نُقَدِّمَ الكَثيرَ لِيَهْوَه،‏ أو إذا كُنَّا ماهِرينَ في بَعضِ المَجالاتِ في الخِدمَة؟‏

إذا كانَ لَدَيكَ مَوهِبَة،‏ فاستَعمِلْها!‏

٧ ماذا طلَبَ الرَّسولُ بُطْرُس مِنَ المَسيحِيِّين؟‏

٧ في أوَّلِ رِسالَةٍ كتَبَها الرَّسولُ بُطْرُس بِالوَحْي،‏ طلَبَ مِن إخوَتِهِ أن يستَعمِلوا قُدُراتِهِم ومَواهِبَهُم لِيُشَجِّعوا رِفاقَهُمُ المَسيحِيِّين.‏ كتَب:‏ «أُخدُموا بَعضُكُم بَعضًا على قَدْرِ ما نِلتُم مِن مَوهِبَة،‏ بِصِفَتِكُم وُكَلاءَ صالِحينَ على هِبَةِ اللّٰه».‏ (‏١ بط ٤:‏١٠‏)‏ فلا يجِبُ أن نتَرَدَّدَ في استِعمالِ مَواهِبِنا إلى أقصى حَدّ،‏ خَوفًا مِن أن يغارَ مِنَّا الآخَرونَ أو تضعُفَ مَعنَوِيَّاتُهُم.‏ وإلَّا لا نعودُ نُعطي يَهْوَه أفضَلَ ما لَدَينا.‏

٨ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ٤:‏٦،‏ ٧‏،‏ لِماذا لا يجِبُ أن نفتَخِرَ بِمَواهِبِنا؟‏

٨ صَحيحٌ أنَّ علَينا أن نستَعمِلَ مَواهِبَنا إلى أقصى حَدّ،‏ ولكنْ يجِبُ أن ننتَبِهَ كَي لا نفتَخِرَ بها.‏ ‏(‏إقرأ ١ كورنثوس ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏)‏ مَثَلًا،‏ إذا كُنتَ ماهِرًا جِدًّا في البَدءِ بِدُروسٍ في الكِتابِ المُقَدَّس،‏ فلا يجِبُ أن تتَرَدَّدَ أبَدًا في استِعمالِ هذِهِ المَوهِبَة.‏ ولكنْ هُناك فَرقٌ كَبيرٌ بَينَ استِعمالِ المَوهِبَةِ وبَينَ الافتِخارِ بها.‏ لِنفتَرِضْ مَثَلًا أنَّ اختِبارًا حُلوًا حصَلَ معكَ في الخِدمَةِ وبدَأتَ بِدَرس.‏ والآن،‏ أنتَ مُتَحَمِّسٌ أن تُخبِرَهُ لِباقي الإخوَةِ في فَريقِ الخِدمَة.‏ ولكنْ عِندَما تلتَقون،‏ تُخبِرُكُم أُختٌ بِفَرَحٍ أنَّها استَطاعَت أن تُوَزِّعَ مَجَلَّة.‏ هي وزَّعَت مَجَلَّة،‏ أمَّا أنتَ فبدَأتَ بِدَرس.‏ فهل سترْوي اختِبارَك؟‏ أنتَ تعرِفُ أنَّ اختِبارَكَ سيُشَجِّعُ الإخوَة.‏ ولكنْ في هذِهِ الحالَة،‏ قد تُفَضِّلُ أن تُخبِرَهُ في مُناسَبَةٍ أُخرى.‏ وهكَذا،‏ تبقى الأُختُ سَعيدَةً بِما أنجَزَته.‏ وهذا لُطفٌ مِنك.‏ ولكنْ في كُلِّ الأحوال،‏ لا تتَوَقَّفْ أبَدًا عنِ البَدءِ بِدُروسٍ في الكِتابِ المُقَدَّس.‏ فإذا كانَ لَدَيكَ مَوهِبَة،‏ فاستَعمِلْها!‏

٩ كَيفَ يجِبُ أن نستَعمِلَ مَواهِبَنا؟‏

٩ لِنتَذَكَّرْ دائِمًا أنَّ مَواهِبَنا هي هَدِيَّةٌ مِن يَهْوَه.‏ لِذلِك يجِبُ أن نستَعمِلَها لِنبنِيَ الجَماعَة،‏ لا لِنُبرِزَ نَفْسَنا.‏ (‏في ٢:‏٣‏)‏ وعِندَما نستَعمِلُ طاقَتَنا وقُدُراتِنا لِنفعَلَ مَشيئَةَ يَهْوَه،‏ سنفرَحُ كَثيرًا.‏ وهذا لَيسَ لِأنَّنا نُنجِزُ أكثَرَ مِن غَيرِنا أو نتَفَوَّقُ علَيهِم،‏ بل لِأنَّنا نستَعمِلُ مَواهِبَنا لِنُسَبِّحَ يَهْوَه.‏

١٠ أعطِ مَثَلًا يوضِحُ لِماذا لا يجِبُ أن نُقارِنَ نَفْسَنا بِالآخَرين.‏

١٠ ولكنْ إذا لم ننتَبِه،‏ فقدْ نُقارِنُ نِقاطَ قُوَّتِنا بِنِقاطِ ضُعفِ الآخَرين.‏ لِنفتَرِضْ مَثَلًا أنَّ أحَدَ الإخوَةِ ماهِرٌ جِدًّا في تَقديمِ الخِطاباتِ العامَّة؛‏ هذِه نُقطَةُ قُوَّتِه.‏ ولكنْ إذا لم ينتَبِه،‏ فقدْ يستَخِفُّ بَينَهُ وبَينَ نَفْسِهِ بِأخٍ آخَرَ يستَصعِبُ أن يُقَدِّمَ الخِطابات.‏ فيَنسى أنَّ ذلِكَ الأخَ هو مِثالٌ في الضِّيافَة،‏ تَربِيَةِ الأولاد،‏ والغيرَةِ في الخِدمَة.‏ فلْنتَذَكَّرْ إذًا أنَّ لَدَينا مَواهِبَ مُختَلِفَة.‏ وكم يكونُ جَميلًا أن نستَعمِلَها كُلَّها لِنخدُمَ يَهْوَه والآخَرين!‏

تعَلَّمْ مِن مِثالِ الآخَرين

١١ لِماذا يجِبُ أن نُحاوِلَ أن نتبَعَ مِثالَ يَسُوع؟‏

١١ صَحيحٌ أنَّنا لا يجِبُ أن نُقارِنَ نَفْسَنا بِالآخَرين،‏ لكنَّنا نقدِرُ أن نتَعَلَّمَ مِن مِثالِهِمِ الجَيِّد.‏ لِنُفَكِّرْ مَثَلًا في يَسُوع.‏ فمع أنَّنا لَسنا كامِلينَ مِثلَه،‏ نقدِرُ أن نتَعَلَّمَ مِن صِفاتِهِ وأعمالِهِ الحُلوَة.‏ (‏١ بط ٢:‏٢١‏)‏ وعِندَما نبذُلُ جُهدَنا لِنتبَعَ مِثالَهُ قَدرَ الإمكان،‏ نُحَسِّنُ شَخصِيَّتَنا ونخدُمُ يَهْوَه بِطَريقَةٍ أفضَل.‏

١٢-‏١٣ ماذا يجِبُ أن تفعَلَ كَي تستَفيدَ مِن مِثالِ دَاوُد؟‏

١٢ كما نقرَأُ في كَلِمَةِ اللّٰه عن أشخاصٍ أُمَناءَ جَيِّدٌ أن نتَمَثَّلَ بهِم مع أنَّهُم ناقِصون.‏ (‏عب ٦:‏١٢‏)‏ فكِّرْ مَثَلًا في المَلِكِ دَاوُد.‏ فيَهْوَه قالَ عنهُ إنَّهُ ‹يُوافِقُ قَلبَه›.‏ (‏أع ١٣:‏٢٢‏)‏ لكنَّ دَاوُد لم يكُنْ كامِلًا.‏ حتَّى إنَّهُ ارتَكَبَ خَطِيَّتَينِ خَطيرَتَين.‏ مع ذلِك،‏ هو مِثالٌ جَيِّدٌ لنا.‏ فعِندَما أدَّبَهُ يَهْوَه،‏ لم يُحاوِلْ دَاوُد أن يُبَرِّرَ نَفْسَه.‏ على العَكس،‏ قبِلَ التَّأديبَ وتابَ مِن كُلِّ قَلبِهِ على ما فعَلَه.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ سامَحَهُ يَهْوَه.‏ —‏ مز ٥١:‏٣،‏ ٤،‏ ١٠-‏١٢‏.‏

١٣ وكَي تستَفيدَ مِن مِثالِ دَاوُد،‏ جَيِّدٌ أن تسألَ نَفْسَك:‏ ‹كَيفَ تكونُ رَدَّةُ فِعلي عِندَما أنالُ نَصيحَة؟‏ هل أعتَرِفُ بِأخطائي بِسُرعَة،‏ أم أُحاوِلُ أن أُبَرِّرَ نَفْسي؟‏ هل أُلقي اللَّومَ فَورًا على غَيري؟‏ هل أبذُلُ جُهدي كَي لا أُكَرِّرَ أخطائي؟‏›.‏ وحينَ تقرَأُ عن رِجالٍ ونِساءٍ آخَرينَ في الكِتابِ المُقَدَّس،‏ جَيِّدٌ أن تسألَ نَفْسَكَ أسئِلَةً مُشابِهَة.‏ فهل مرُّوا بِمُشكِلَةٍ تُشبِهُ مُشكِلَتَك؟‏ أيُّ صِفاتٍ حُلوَة أظهَروها؟‏ وفي كُلِّ مَرَّة،‏ اسألْ نَفْسَك:‏ ‹كَيفَ أتَمَثَّلُ أكثَرَ بِهذا الخادِمِ الأمين؟‏›.‏

١٤ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نتَأمَّلُ في مِثالِ الإخوَة؟‏

١٤ أيضًا،‏ سنستَفيدُ كَثيرًا حينَ نُفَكِّرُ في أمثِلَةِ الإخوَةِ في أيَّامِنا،‏ كِبارًا وصِغارًا.‏ فهل يخطُرُ على بالِكَ شَخصٌ في جَماعَتِكَ يبقى وَلِيًّا رَغمَ ضَغطِ رِفاقِه،‏ مُقاوَمَةِ عائِلَتِه،‏ مَشاكِلِهِ الصِّحِّيَّة،‏ أو غَيرِها مِنَ الصُّعوبات؟‏ أيُّ صِفاتٍ حُلوَة لَدَيهِ تُحِبُّ أن تُنَمِّيَها أكثَر؟‏ عِندَما تسألُ نَفْسَكَ أسئِلَةً كهذِه وتتَأمَّلُ في مِثالِهِ الجَيِّد،‏ تتَعَلَّمُ مِنهُ كَيفَ تُواجِهُ الظُّروفَ الصَّعبَة الَّتي تمُرُّ بها.‏ فِعلًا،‏ إنَّها بَرَكَةٌ كَبيرَة لنا أن نكونَ بَينَ إخوَةٍ وأخَواتٍ هُم أمثِلَةٌ في الإيمان.‏ —‏ عب ١٣:‏٧؛‏ يع ١:‏٢،‏ ٣‏.‏

إفرَحْ في خِدمَتِكَ لِيَهْوَه

١٥ أيُّ نَصيحَةٍ أعطاها بُولُس تُساعِدُنا أن نظَلَّ فَرِحينَ في خِدمَةِ يَهْوَه؟‏

١٥ كَي نخلُقَ جَوًّا مِنَ السَّلامِ والوَحدَةِ في الجَماعَة،‏ على كُلِّ واحِدٍ مِنَّا أن يُعطِيَ أفضَلَ ما لَدَيهِ لِيَهْوَه.‏ فكِّرْ في المَسيحِيِّينَ في القَرنِ الأوَّل.‏ فقدْ كانَ لَدَيهِم مَواهِبُ وتَعييناتٌ مُختَلِفَة.‏ (‏١ كو ١٢:‏٤،‏ ٧-‏١١‏)‏ لكنَّ ذلِك لم يُسَبِّبِ الانقِساماتِ والمُنافَسَةَ بَينَهُم.‏ على العَكس،‏ شجَّعَ بُولُس كُلَّ واحِدٍ مِنهُم أن يستَعمِلَ مَواهِبَهُ «لِبُنيانِ جَسَدِ المَسيح».‏ وكتَبَ أيضًا أنَّ كُلَّ عُضوٍ حينَ يعمَلُ بِالمِقدارِ المُلائِم،‏ «يعمَلُ على نُمُوِّ الجَسَدِ لِبُنيانِ ذاتِهِ بِالمَحَبَّة».‏ (‏أف ٤:‏١-‏٣،‏ ١١،‏ ١٢،‏ ١٦‏)‏ والَّذينَ طبَّقوا هذِهِ النَّصيحَة،‏ خلَقوا جَوًّا مِنَ السَّلامِ والوَحدَةِ في الجَماعَة.‏ وهذا ما نراهُ اليَومَ أيضًا في جَماعاتِنا.‏

١٦ عَلامَ يجِبُ أن نُصَمِّم؟‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٠‏)‏

١٦ إذًا،‏ كُنْ مُصَمِّمًا أن لا تُقارِنَ نَفْسَكَ بِالآخَرين.‏ بل تعَلَّمْ مِن يَسُوع وابذُلْ جُهدَكَ لِتتَمَثَّلَ به.‏ إستَفِدْ أيضًا مِنَ الأمثِلَةِ المَوجودَة في الكِتابِ المُقَدَّس،‏ ومِن أمثِلَةِ الإخوَةِ اليَوم.‏ وفيما تستَمِرُّ في إعطاءِ يَهْوَه أفضَلَ ما لَدَيك،‏ كُنْ أكيدًا أنَّ إلهَنا «لَيسَ فيهِ إثمٌ حتَّى ينسى عَمَلَك».‏ ‏(‏إقرإ العبرانيين ٦:‏١٠‏.‏)‏ فتذَكَّرْ أنَّهُ يُقَدِّرُ كَثيرًا الجُهودَ الَّتي تبذُلُها مِن كُلِّ قَلبِكَ لِتُرضِيَه،‏ واستَمِرَّ في خِدمَتِهِ بِفَرَح.‏

التَّرنيمَة ٦٥ واصِلوا السَّيرَ قُدُمًا!‏

^ كُلُّنا نستَفيدُ حينَ نتَأمَّلُ في مِثالِ الإخوَةِ الآخَرين.‏ ولكنْ علَينا أن ننتَبِهَ كَي لا نُقارِنَ نَفْسَنا بهِم.‏ وهذِهِ المَقالَةُ ستُساعِدُنا أن نظَلَّ فَرِحينَ بِما نقدِرُ أن نفعَلَهُ نَحن،‏ وأن لا نتَكَبَّرَ أو نَيأسَ عِندَما نُفَكِّرُ في ما يقدِرُ أن يفعَلَهُ الآخَرون.‏

^ وصف الصورة:‏ اخ خدم في بيت ايل في شبابه.‏ ثم تزوج وخدم كفاتح هو وزوجته.‏ وبعدما صار لديه بنتان،‏ درَّبهما على الخدمة.‏ والآن،‏ بعدما كبر في العمر،‏ يستمر في إعطاء يهوه أفضل ما لديه من خلال الخدمة بالرسائل.‏