الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٦

‏«أخوكِ سيقوم»‏

‏«أخوكِ سيقوم»‏

‏«أجابَها يَسُوع:‏ ‹أخوكِ سيَقوم›».‏ —‏ يو ١١:‏٢٣‏.‏

التَّرنيمَة ١٥١ عِندَما يُنادي يَهْوَه

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ كَيفَ أظهَرَ صَبِيٌّ أنَّهُ يثِقُ بِوَعدِ القِيامَة؟‏

 أُصيبَ صَبِيٌّ اسْمُهُ مَاثْيُو بِمَرَضٍ خَطير،‏ ولزِمَ أن يُجرِيَ عَمَلِيَّاتٍ جِراحِيَّة عَديدَة.‏ ولكنْ حينَ كانَ في السَّابِعَةِ مِن عُمرِه،‏ شاهَدَ مع عائِلَتِهِ بَرنامَجًا شَهرِيًّا لِمَحَطَّةِ JW.‏ و في أواخِرِ ذلِكَ البَرنامَج،‏ حضَروا أُغنِيَةً مُصَوَّرَة عنِ استِقبالِ الأحِبَّاءِ في القِيامَة.‏ b لِذا بَعدَ البَرنامَج،‏ ذهَبَ مَاثْيُو إلى والِدَيه،‏ أمسَكَ بِأيديهِما وقال:‏ «هل رأيْتُما يا ماما وبابا؟‏ حتَّى لَو مُتّ،‏ فسَأقومُ في الفِردَوس.‏ لِذا لا تقلَقا،‏ بلِ انتَظِراني».‏ تخَيَّلْ كَيفَ شعَرَ والِدا مَاثْيُو حينَ رأَيا كم يثِقُ بِوَعدِ القِيامَة.‏

٢-‏٣ لِمَ جَيِّدٌ أن نتَأمَّلَ في وَعدِ القِيامَة؟‏

٢ جَيِّدٌ أن نتَأمَّلَ في وَعدِ الكِتابِ المُقَدَّسِ عنِ القِيامَة.‏ (‏يو ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ ففي أيِّ وَقت،‏ قد نُصابُ بِمَرَضٍ خَطير،‏ أو نخسَرُ شَخصًا نُحِبُّهُ بِالمَوت.‏ (‏جا ٩:‏١١؛‏ يع ٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وفي أوقاتٍ كهذِه،‏ سيُقَوِّينا وَعدُ القِيامَةِ ويُعَزِّينا.‏ (‏١ تس ٤:‏١٣‏)‏ يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ أنَّ أبانا السَّماوِيَّ يُحِبُّنا كَثيرًا ويَعرِفُ كُلَّ شَيءٍ عنَّا.‏ (‏لو ١٢:‏٧‏)‏ لكنَّ وَعدَ القِيامَةِ يُظهِرُ لنا إلى أيِّ حَدٍّ يعرِفُنا يَهْوَه.‏ فلا بُدَّ أنَّهُ يعرِفُ عنَّا أدَقَّ التَّفاصيلِ كَي يخلُقَنا مِن جَديد،‏ ويُعيدَ إلَينا شَخصِيَّتَنا وكُلَّ ذِكرَياتِنا.‏ وهو يُحِبُّنا كَثيرًا،‏ ويُريدُ أن نعيشَ إلى الأبَد.‏ لِذا حتَّى لَو مُتنا،‏ فسَيُعيدُنا إلى الحَياة.‏

٣ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى أوَّلًا لِمَ القِيامَةُ وَعدٌ أكيد.‏ ثُمَّ سنتَأمَّلُ في قِصَّةٍ تزيدُ ثِقَتَنا بِهذا الوَعد،‏ القِصَّةِ الَّتي ترِدُ فيها كَلِماتُ آيَتِنا الرَّئيسِيَّة:‏ «أخوكِ سيَقوم».‏ (‏يو ١١:‏٢٣‏)‏ وبَعدَ ذلِك،‏ سنرى كَيفَ نزيدُ ثِقَتَنا بِوَعدِ القِيامَة.‏

لِمَ القِيامَةُ وَعدٌ أكيد؟‏

٤ كَي نثِقَ بِوَعد،‏ مِمَّ علَينا أن نتَأكَّد؟‏ أوضِح.‏

٤ كَي نثِقَ بِوَعد،‏ علَينا أن نتَأكَّدَ أنَّ الَّذي أعطاهُ لَدَيهِ الرَّغبَةُ و القُدرَةُ لِيَفِيَ به.‏ مَثَلًا،‏ تخَيَّلْ أنَّ بَيتَكَ تضَرَّرَ كَثيرًا بِسَبَبِ عاصِفَة.‏ فيَعِدُكَ صَديقٌ أنَّهُ سيُصَلِّحُه.‏ أنتَ تعرِفُ أنَّ صَديقَكَ يرغَبُ فِعلًا أن يُساعِدَك.‏ ولكنْ إذا كانَت لَدَيهِ المَهارَةُ والأدَواتُ اللَّازِمَة،‏ فسَتعرِفُ أيضًا أنَّهُ يقدِرُ أن يُصَلِّحَ البَيت.‏ وعِندَئِذٍ،‏ ستثِقُ بِوَعدِه.‏ فماذا عنِ اللّٰه؟‏ هل لَدَيهِ الرَّغبَةُ والقُدرَةُ لِيَفِيَ بِوَعدِ القِيامَة؟‏

٥-‏٦ ماذا يُؤَكِّدُ أنَّ يَهْوَه يرغَبُ أن يُقيمَ المَوتى؟‏

٥ هل لَدى يَهْوَه الرَّغبَةُ لِيُقيمَ المَوتى؟‏ نَعَم،‏ بِكُلِّ تَأكيد.‏ ففي كَلِمَتِه،‏ يُخبِرُنا تَكرارًا عن وَعدِ القِيامَة.‏ (‏إش ٢٦:‏١٩؛‏ هو ١٣:‏١٤؛‏ رؤ ٢٠:‏١١-‏١٣‏)‏ وهو يفي دائِمًا بِوُعودِه.‏ (‏يش ٢٣:‏١٤‏)‏ حتَّى إنَّهُ ينتَظِرُ بِشَوقٍ أن يُعيدَ المَوتى إلى الحَياة.‏ وكَيفَ نعرِفُ ذلِك؟‏

٦ هذا واضِحٌ مِمَّا قالَهُ أيُّوب.‏ فهو كانَ مُتَأكِّدًا أنَّهُ حتَّى لَو مات،‏ فيَهْوَه سيَشتاقُ أن يُعيدَهُ إلى الحَياة.‏ (‏أي ١٤:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ ويَهْوَه يشعُرُ بِنَفْسِ الطَّريقَةِ تِجاهَ كُلِّ خُدَّامِهِ الَّذينَ ماتوا.‏ فهو يشتاقُ أن يُعيدَهُم إلى الحَياة،‏ ويَرغَبُ أن يعيشوا بِسَعادَةٍ وصِحَّةٍ جَيِّدَة.‏ وماذا عنِ الَّذينَ ماتوا قَبلَ أن يتَعَرَّفوا على يَهْوَه؟‏ يُريدُ إلهُنا المُحِبُّ أن يُقيمَهُم هُم أيضًا.‏ (‏أع ٢٤:‏١٥‏)‏ فهو يُريدُ أن يُعطِيَهُمُ الفُرصَةَ لِيَصيروا أصدِقاءَهُ ويَعيشوا على الأرضِ إلى الأبَد.‏ (‏يو ٣:‏١٦‏)‏ واضِحٌ إذًا أنَّ يَهْوَه يرغَبُ أن يُقيمَ المَوتى.‏

٧-‏٨ ماذا يُؤَكِّدُ أنَّ يَهْوَه يقدِرُ أن يُقيمَ المَوتى؟‏

٧ هل لَدى يَهْوَه القُدرَةُ لِيُقيمَ المَوتى؟‏ نَعَم،‏ بِالتَّأكيد.‏ فهوَ «القادِرُ على كُلِّ شَيء».‏ (‏رؤ ١:‏٨‏)‏ وبِالتَّالي،‏ يقدِرُ أن يهزِمَ المَوتَ وأيَّ عَدُوٍّ آخَر.‏ (‏١ كو ١٥:‏٢٦‏)‏ ألا يُشَجِّعُنا ذلِك ويُعَزِّينا؟‏ هذا ما شعَرَت بهِ أُختٌ اسْمُها إيمَّا آرْنُولْد.‏ فخِلالَ الحَربِ العالَمِيَّة الثَّانِيَة،‏ مرَّت هي وعائِلَتُها بِتَجارِبَ صَعبَة،‏ وماتَ العَديدُ مِن أحِبَّائِها في مُعَسكَراتِ الاعتِقالِ النَّازِيَّة.‏ لكنَّها قالَت لِبِنتِها وهي تُعَزِّيها:‏ «لَو كانَ البَشَرُ سيَبقَونَ في قَبضَةِ المَوتِ إلى الأبَد،‏ لَكانَ المَوتُ أقوى مِنَ اللّٰه،‏ ألَيسَ كذلِك؟‏».‏ ولكنْ طَبعًا،‏ لا شَيءَ أقوى مِن يَهْوَه.‏ فهوَ القادِرُ على كُلِّ شَيء،‏ وهوَ الَّذي خلَقَ الحَياة.‏ وبِالتَّالي،‏ يقدِرُ أن يُعيدَها إلى الَّذينَ ماتوا.‏

٨ وماذا يُؤَكِّدُ أيضًا أنَّ اللّٰهَ يقدِرُ أن يُقيمَ المَوتى؟‏ يَهْوَه لَدَيهِ ذاكِرَةٌ غَيرُ مَحدودَة.‏ فهو يعرِفُ كُلَّ نَجمٍ ويُعطيهِ اسْمًا.‏ (‏إش ٤٠:‏٢٦‏)‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ يعرِفُ يَهْوَه الَّذينَ ماتوا ويَتَذَكَّرُهُم.‏ (‏أي ١٤:‏١٣؛‏ لو ٢٠:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ فهو يعرِفُ عنهُم أدَقَّ التَّفاصيلِ مِثلَ شِفرَتِهِمِ الوِراثِيَّة،‏ ذِكرَياتِهِم،‏ والأحداثِ الَّتي مرُّوا بها.‏

٩ لِمَ نثِقُ أنَّ يَهْوَه سيَفي بِوَعدِ القِيامَة؟‏

٩ إذًا،‏ يَهْوَه لَدَيهِ الرَّغبَةُ والقُدرَةُ لِيُقيمَ المَوتى.‏ لِذا،‏ نثِقُ أنَّهُ سيَفي بِوَعدِ القِيامَة.‏ وهُناك أمرٌ آخَرُ يُؤَكِّدُ لنا أنَّهُ سيَفي بِهذا الوَعد.‏ ففي زَمَنِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ مكَّنَ يَهْوَه عَدَدًا مِن خُدَّامِه،‏ بِمَن فيهِم يَسُوع،‏ أن يُقيموا المَوتى.‏ فلْنرَ الآنَ إحدى عَجائِبِ القِيامَةِ الَّتي عمِلَها يَسُوع،‏ العَجيبَةَ المُسَجَّلَة في يُوحَنَّا ١١‏.‏

يَسُوع يخسَرُ صَديقًا عَزيزًا

١٠ ماذا حصَلَ في بَيْت عَنْيَا،‏ وماذا فعَلَ يَسُوع؟‏ (‏يوحنا ١١:‏١-‏٣‏)‏

١٠ إقرأ يوحنا ١١:‏١-‏٣‏.‏ حصَلَت هذِهِ القِصَّةُ في بَيْت عَنْيَا في أواخِرِ سَنَةِ ٣٢ ب‌م.‏ فيَسُوع لَدَيهِ هُناك أصدِقاءُ أعِزَّاء:‏ لِعَازَر وأُختاهُ مَرْيَم ومَرْثَا.‏ (‏لو ١٠:‏٣٨-‏٤٢‏)‏ وحينَ يمرَضُ لِعَازَر،‏ تخافُ أُختاهُ علَيه.‏ فتُرسِلانِ خَبَرًا إلى يَسُوع المَوجودِ في الضِّفَّةِ الأُخرى مِن نَهرِ الأُرْدُنّ،‏ على بُعدِ يَومَينِ مِن بَيْت عَنْيَا.‏ (‏يو ١٠:‏٤٠‏)‏ ولكنْ لِلأسَفِ يموتُ لِعَازَر،‏ تَقريبًا في الوَقتِ الَّذي يصِلُ فيهِ رَسولُهُما إلى يَسُوع.‏ مع ذلِك،‏ يبقى يَسُوع يَومَينِ آخَرَينِ في ذلِكَ المَكان،‏ ثُمَّ يذهَبُ إلى بَيْت عَنْيَا.‏ وهكَذا،‏ عِندَما يصِلُ إلى هُناك،‏ يجِدُ أنَّ لِعَازَر صارَ لهُ أربَعَةُ أيَّامٍ في القَبر.‏ لكنَّ يَسُوع يُريدُ أن يفعَلَ شَيئًا سيُفَرِّحُ أصدِقاءَهُ ويُمَجِّدُ اللّٰه.‏ —‏ يو ١١:‏٤،‏ ٦،‏ ١١،‏ ١٧‏.‏

١١ أيُّ دَرسٍ عنِ الصَّداقَةِ نتَعَلَّمُهُ مِن هذِهِ القِصَّة؟‏

١١ نتَعَلَّمُ مِن هذِهِ القِصَّةِ دَرسًا عنِ الصَّداقَة.‏ فحينَ تُرسِلُ مَرْيَم ومَرْثَا خَبَرًا إلى يَسُوع،‏ لا تطلُبانِ مِنهُ أن يأتِيَ إلى بَيْت عَنْيَا.‏ بل تُخبِرانِهِ فَقَط أنَّ صَديقَهُ العَزيزَ مَريض.‏ (‏يو ١١:‏٣‏)‏ وحتَّى بَعدَما يموتُ لِعَازَر،‏ لا يكونُ يَسُوع مُضطَرًّا أن يذهَبَ إلى بَيْت عَنْيَا.‏ فهو يقدِرُ أن يُقيمَهُ مِن بَعيد.‏ لكنَّهُ يذهَبُ إلى هُناك كَي يقِفَ بِجانِبِ صَديقَتَيهِ مَرْيَم ومَرْثَا.‏ فهل لَدَيكَ صَديقٌ يقِفُ دائِمًا بِجانِبِك،‏ حتَّى دونَ أن تطلُبَ مِنه؟‏ إذًا،‏ أنتَ تثِقُ أنَّهُ سيَقِفُ بِجانِبِكَ «في وَقتِ الضِّيق».‏ (‏أم ١٧:‏١٧‏)‏ فلْنسعَ جَميعًا لِنتَمَثَّلَ بِيَسُوع،‏ ونكونَ هذا النَّوعَ مِنَ الأصدِقاء.‏ ولكنْ ماذا حصَلَ عِندَما ذهَبَ يَسُوع إلى بَيْت عَنْيَا؟‏ لِنُكمِلِ القِصَّة.‏

١٢ ماذا وعَدَ يَسُوع مَرْثَا،‏ وماذا أكَّدَ لها أنَّهُ سيَفي بِوَعدِه؟‏ (‏يوحنا ١١:‏٢٣-‏٢٦‏)‏

١٢ إقرأ يوحنا ١١:‏٢٣-‏٢٦‏.‏ حينَ تعرِفُ مَرْثَا أنَّ يَسُوع اقتَرَبَ مِن بَيْت عَنْيَا،‏ تذهَبُ لِتُلاقِيَه.‏ وتقولُ له:‏ «لَو كُنتَ هُنا يا رَبّ،‏ ما كانَ ماتَ أخي».‏ (‏يو ١١:‏٢١‏)‏ فيَسُوع كانَ يقدِرُ أن يشفِيَ لِعَازَر.‏ لكنَّهُ يُريدُ الآنَ أن يفعَلَ شَيئًا لافِتًا أكثَر.‏ يعِدُ مَرْثَا:‏ «أخوكِ سيَقوم».‏ ثُمَّ يُعطيها تَأكيدًا على هذا الوَعد.‏ يقولُ لها:‏ «أنا القِيامَةُ والحَياة».‏ فيَسُوع نالَ مِنَ اللّٰهِ القُدرَةَ لِيُقيمَ المَوتى.‏ وفي وَقتٍ سابِق،‏ أقامَ بِنتًا بَعدَما ماتَت بِوَقتٍ قَصير.‏ كما أقامَ شابًّا،‏ على الأرجَحِ في اليَومِ نَفْسِهِ الَّذي ماتَ فيه.‏ (‏لو ٧:‏١١-‏١٥؛‏ ٨:‏٤٩-‏٥٥‏)‏ ولكنْ هل يقدِرُ أن يُقيمَ شَخصًا مَيِّتًا مِن أربَعَةِ أيَّام،‏ شَخصًا بدَأَ جِسمُهُ يتَحَلَّل؟‏

‏«لِعَازَر!‏ أُخرُج!‏»‏

حنَّ يسوع كثيرًا على أصدقائه الحزانى (‏أُنظر الفقرتين ١٣-‏١٤.‏)‏

١٣ حَسَبَ يُوحَنَّا ١١:‏٣٢-‏٣٥‏،‏ ماذا فعَلَ يَسُوع حينَ رأى مَرْيَم والَّذينَ معها يبكون؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٣ إقرأ يوحنا ١١:‏٣٢-‏٣٥‏.‏ تخَيَّلْ هذا المَشهَد.‏ تذهَبُ مَرْيَم،‏ أُختُ لِعَازَر الأُخرى،‏ لِتُلاقِيَ يَسُوع هي أيضًا.‏ ومِثلَ أُختِها،‏ تقولُ له:‏ «لَو كُنتَ هُنا يا رَبّ،‏ ما كانَ ماتَ أخي».‏ يغمُرُ الحُزنُ مَرْيَم والَّذينَ معها.‏ وحينَ يراهُم يَسُوع يبكون،‏ يتَأثَّرُ كَثيرًا ويَحِنُّ على صَديقَتَيه.‏ فيَبكي هو أيضًا.‏ لا شَكَّ إذًا أنَّ يَسُوع يفهَمُ مَشاعِرَ الَّذينَ يفقِدونَ أحَدَ أحِبَّائِهِم بِالمَوت.‏ وهو ينتَظِرُ بِشَوقٍ أن يُزيلَ دُموعَ حُزنِنا.‏

١٤ ماذا نتَعَلَّمُ عن يَهْوَه مِن هذِهِ القِصَّة؟‏

١٤ ماذا نتَعَلَّمُ أيضًا مِمَّا فعَلَهُ يَسُوع حينَ رأى مَرْيَم تبكي؟‏ نتَعَلَّمُ أنَّ يَهْوَه إلهٌ حَنون.‏ فكما رأيْنا في المَقالَةِ السَّابِقَة،‏ يُفَكِّرُ يَسُوع ويَشعُرُ تَمامًا مِثلَ أبيه.‏ (‏يو ١٢:‏٤٥‏)‏ لِذا حينَ نقرَأُ كَيفَ حنَّ يَسُوع على أصدِقائِه،‏ نتَأكَّدُ أنَّ يَهْوَه أيضًا يحِنُّ علَينا حينَ يرى دُموعَنا.‏ (‏مز ٥٦:‏٨‏)‏ أفَلا يُقَرِّبُكَ ذلِك مِن إلهِنا الحَنون؟‏

أظهَر يسوع أنه يقدر أن يُقيم الموتى (‏أُنظر الفقرتين ١٥-‏١٦.‏)‏

١٥ حَسَبَ يُوحَنَّا ١١:‏٤١-‏٤٤‏،‏ ماذا يحصُلُ عِندَ قَبرِ لِعَازَر؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٥ إقرأ يوحنا ١١:‏٤١-‏٤٤‏.‏ يصِلُ يَسُوع إلى قَبرِ لِعَازَر،‏ ويَطلُبُ أن يُزيحوا الحَجَر.‏ فتعتَرِضُ مَرْثَا لِأنَّ رائِحَةَ جِسمِهِ ستَكونُ كَريهَة.‏ فيُجيبُها يَسُوع:‏ «ألَمْ أقُلْ لكِ إنَّكِ إذا آمَنتِ فسَتَرَيْنَ مَجدَ اللّٰه؟‏».‏ (‏يو ١١:‏٣٩،‏ ٤٠‏)‏ ثُمَّ يرفَعُ يَسُوع عَينَيهِ إلى السَّماء،‏ ويُصَلِّي أمامَ الجُموع.‏ فهو يُريدُ أن يُرجِعَ كُلَّ الفَضلِ إلى يَهْوَه.‏ بَعدَ ذلِك،‏ يصرُخُ بِصَوتٍ عالٍ:‏ «لِعَازَر!‏ أُخرُج!‏».‏ فيَخرُجُ لِعَازَر مِنَ القَبر!‏ تخَيَّلْ إذًا كَيفَ شعَرَتِ الجُموع.‏ فيَسُوع عمِلَ ما ظنَّ بَعضُهُم أنَّهُ مُستَحيل.‏ c

١٦ كَيفَ تزيدُ هذِهِ القِصَّةُ ثِقَتَنا بِوَعدِ القِيامَة؟‏

١٦ القِصَّةُ في يُوحَنَّا ١١ تزيدُ ثِقَتَنا بِوَعدِ القِيامَة.‏ فتذَكَّرْ أنَّ يَسُوع وعَدَ مَرْثَا:‏ «أخوكِ سيَقوم».‏ (‏يو ١١:‏٢٣‏)‏ ويَسُوع أظهَرَ أنَّ لَدَيهِ الرَّغبَةَ والقُدرَةَ لِيَفِيَ بِهذا الوَعد،‏ تَمامًا مِثلَ أبيه.‏ فحينَ نزَلَت دُموعُ يَسُوع،‏ أظهَرَ أنَّهُ ينتَظِرُ بِشَوقٍ لِيُزيلَ المَوتَ ودُموعَ الحُزن.‏ وفي اللَّحظَةِ الَّتي خرَجَ فيها لِعَازَر مِنَ القَبر،‏ أكَّدَ يَسُوع أنَّهُ يقدِرُ أن يُقيمَ المَوتى.‏ أيضًا،‏ تذَكَّرْ أنَّ يَسُوع قالَ لِمَرْثَا:‏ «ألَمْ أقُلْ لكِ إنَّكِ إذا آمَنتِ فسَتَرَيْنَ مَجدَ اللّٰه؟‏».‏ (‏يو ١١:‏٤٠‏)‏ فلَدَينا أسبابٌ مُهِمَّة لِنُؤمِنَ بِوَعدِ اللّٰهِ عنِ القِيامَة.‏ ولكنْ كَيفَ نزيدُ ثِقَتَنا بِهذا الوَعد؟‏

كَيفَ نزيدُ ثِقَتَنا بِوَعدِ القِيامَة؟‏

١٧ حينَ نتَأمَّلُ في قِصَصِ القِيامَة،‏ ماذا يجِبُ أن نُبقِيَ في بالِنا؟‏

١٧ إقرَأْ قِصَصَ القِيامَةِ وتأمَّلْ فيها.‏ يتَحَدَّثُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عن ثَمانِيَةِ أشخاصٍ قاموا إلى الحَياةِ على الأرض.‏ d فتأمَّلْ في هذِهِ القِصَص.‏ تذَكَّرْ أنَّها قِصَصٌ واقِعِيَّة عن رِجالٍ ونِساءٍ وأولاد.‏ فكِّرْ ماذا تتَعَلَّمُ منها،‏ وكَيفَ تُؤَكِّدُ لكَ أنَّ يَهْوَه لَدَيهِ الرَّغبَةُ والقُدرَةُ لِيُقيمَ المَوتى.‏ والأهَمّ،‏ تأمَّلْ في أعظَمِ قِيامَة:‏ قِيامَةِ يَسُوع.‏ تذَكَّرْ أنَّ مِئاتِ الأشخاصِ شهِدوا علَيها.‏ وبِالتَّالي،‏ تُعطينا قِيامَتُهُ أساسًا مَتينًا لِنُؤمِنَ بِوَعدِ القِيامَة.‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٣-‏٦،‏ ٢٠-‏٢٢‏.‏

١٨ كَيفَ تستَفيدُ مِنَ ‹التَّرانيمِ الرُّوحِيَّة› عنِ القِيامَة؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الحاشِيَة.‏)‏

١٨ إستَفِدْ مِنَ ‹‏التَّرانيمِ الرُّوحِيَّة› عنِ القِيامَة.‏ e (‏أف ٥:‏١٩‏)‏ تزيدُ هذِهِ التَّرانيمُ والأغاني ثِقَتَكَ بِوَعدِ القِيامَةِ الغالي.‏ فاسمَعْها،‏ تدَرَّبْ علَيها،‏ وتأمَّلْ مع عائِلَتِكَ في كَلِماتِها خِلالَ عِبادَتِكُمُ العائِلِيَّة.‏ وكَي تمَسَّ كَلِماتُها قَلبَكَ وتُقَوِّيَ إيمانَك،‏ احفَظْها وفكِّرْ فيها.‏ وهكَذا،‏ حينَ تكونُ حَياتُكَ مُعَرَّضَةً لِلخَطَر،‏ أو حينَ تخسَرُ شَخصًا تُحِبُّهُ بِالمَوت،‏ سيُساعِدُكَ روحُ يَهْوَه أن تتَذَكَّرَ هذِهِ التَّرانيمَ والأغاني كَي تتَشَجَّعَ وتتَعَزَّى بها.‏

١٩ ماذا نقدِرُ أن نتَخَيَّلَ عنِ القِيامَة؟‏ (‏أُنظُرِ الإطار «‏ ماذا ستسألُهُم؟‏‏».‏)‏

١٩ تخَيَّلِ القِيامَة.‏ أعطانا يَهْوَه القُدرَةَ لِنتَخَيَّلَ نَفْسَنا في العالَمِ الجَديد.‏ تُخبِرُ أُخت:‏ «أقضي وَقتًا كَثيرًا وأنا أتَخَيَّلُ نَفْسي في العالَمِ الجَديد،‏ لِدَرَجَةِ أنِّي صِرتُ أشُمُّ رائِحَةَ الأزهارِ في الفِردَوس».‏ تخَيَّلْ إذًا القِيامَةَ في العالَمِ الجَديد.‏ فمَن تُريدُ أن تُقابِلَ مِنَ الأُمَناءِ المَذكورينَ في الكِتابِ المُقَدَّس؟‏ وماذا تُحِبُّ أن تسألَهُم؟‏ أيضًا،‏ تخَيَّلْ لَمَّ الشَّملِ مع أحِبَّائِكَ المُقامين.‏ تخَيَّلْ تَفاصيلَه:‏ الكَلِماتِ الأُولى،‏ العِناقَ والأحضان،‏ ودُموعَ الفَرَح.‏

 

٢٠ علامَ نَحنُ مُصَمِّمون؟‏

٢٠ نَحنُ نُقَدِّرُ كَثيرًا وَعدَ يَهْوَه عنِ القِيامَة.‏ ونثِقُ أنَّهُ سيَفي به،‏ لِأنَّ لَدَيهِ الرَّغبَةَ والقُدرَةَ لِيُقيمَ المَوتى.‏ فلْنُصَمِّمْ إذًا أن نزيدَ ثِقَتَنا بِهذا الوَعدِ الغالي.‏ وهكَذا،‏ نقتَرِبُ أكثَرَ إلى اللّٰهِ الَّذي يعِدُ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا:‏ ‹أحِبَّاؤُكَ سيَقومون›.‏

التَّرنيمَة ١٤٧ وَعدُ الحَياةِ الأبَدِيَّة

a هل فقَدتَ شَخصًا عَزيزًا بِالمَوت؟‏ لا شَكَّ أنَّ وَعدَ القِيامَةِ يُعَزِّيكَ كَثيرًا.‏ ولكنْ لِمَ تثِقُ بِهذا الوَعد؟‏ وكَيفَ تزيدُ ثِقَتَكَ به؟‏ هذِهِ المَقالَةُ ستُساعِدُنا جَميعًا أن نُقَوِّيَ إيمانَنا بِوَعدِ القِيامَة.‏

b الأُغنِيَةُ المُصَوَّرَة هي ‏«فردوس ورا الباب»‏‏،‏ وقدْ ورَدَت في البَرنامَجِ الشَّهرِيِّ لِتِشْرِين الثَّاني (‏نُوفَمْبِر)‏ ٢٠١٦.‏

c أُنظُرْ مَقالَة «‏هل تعلَم:‏ لِماذا استَغرَقَ وُصولُ يَسُوع إلى قَبرِ لِعَازَر أربَعَةَ أيَّام؟‏‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١ كَانُون الثَّاني (‏يَنَايِر)‏ ٢٠٠٨.‏

d أُنظُرِ الإطار «‏ثَماني قِياماتٍ في الكِتابِ المُقَدَّسِ‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١ آب (‏أُغُسْطُس)‏ ٢٠١٥،‏ الصَّفحَة ٤.‏

e في كِتاب رنِّمْ لِيَهْوَه بِفَرَح،‏ تجِدُ التَّرانيم:‏ «‏تخَيَّلْ نَفْسَكَ في العالَمِ الجَديد!‏‏» (‏التَّرنيمَة ١٣٩)‏،‏ «‏الجائِزَةَ انتَظِروا!‏‏» (‏التَّرنيمَة ١٤٤)‏،‏ و «‏عِندَما يُنادي يَهْوَه‏» (‏التَّرنيمَة ١٥١)‏.‏ وعلى jw.‎org،‏ تجِدُ الأغاني:‏ «‏فردوس ورا الباب‏»،‏ «‏ما أروَعَ العالَمَ الجَديدَ القادِم!‏‏»،‏ و «‏سَوفَ نرى‏».‏