الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٥

ماذا نتعلَّم من عجائب يسوع؟‏

ماذا نتعلَّم من عجائب يسوع؟‏

‏«إجتازَ في الأرضِ يفعَلُ صَلاحًا ويَشفي».‏ —‏ أع ١٠:‏٣٨‏.‏

التَّرنيمَة ١٣ يَسُوع هو مِثالي

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ ماذا دفَعَ يَسُوع أن يعمَلَ عَجيبَتَهُ الأُولى؟‏

 الزَّمانُ هو خَريفُ سَنَةِ ٢٩ ب‌م،‏ عِندَ بِدايَةِ خِدمَةِ يَسُوع.‏ أمَّا المَكان،‏ فهو قَريَةُ قَانَا الَّتي تقَعُ شَمالَ بَلدَتِهِ النَّاصِرَة.‏ فقدْ دُعِيَ يَسُوع وأُمُّهُ مَرْيَم وبَعضُ تَلاميذِهِ إلى وَليمَةِ عُرس.‏ ويَبدو أنَّ مَرْيَم صَديقَةٌ لِعائِلَةِ العَروسَين.‏ فهي تُشارِكُ في الاهتِمامِ بِالضُّيوف.‏ ولكنْ أثناءَ العُرس،‏ تحصُلُ مُشكِلَةٌ قد تُسَبِّبُ إحراجًا كَبيرًا لِلعَروسَينِ وعائِلَتِهِما.‏ فالنَّبيذُ ينفَد،‏ رُبَّما لِأنَّ عَدَدَ الضُّيوفِ أكثَرُ مِنَ المُتَوَقَّع.‏ b لِذا،‏ تذهَبُ مَرْيَم بِسُرعَةٍ إلى ابْنِها،‏ وتقولُ له:‏ «لم يَبْقَ عِندَهُم نَبيذ».‏ (‏يو ٢:‏١-‏٣‏)‏ فماذا يفعَلُ يَسُوع؟‏ يعمَلُ عَجيبَتَهُ الأُولى ويُحَوِّلُ الماءَ إلى ‹نَبيذٍ جَيِّد›.‏ —‏ يو ٢:‏٩،‏ ١٠‏.‏

٢-‏٣ (‏أ)‏ كَيفَ ساعَدَت عَجائِبُ يَسُوع كَثيرين؟‏ (‏ب)‏ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نتَأمَّلُ في عَجائِبِ يَسُوع؟‏

٢ عمِلَ يَسُوع عَجائِبَ كَثيرَة أُخرى خِلالَ خِدمَتِه.‏ c ومِن خِلالِها،‏ ساعَدَ عَشَراتِ الآلافِ مِنَ النَّاس.‏ لِنأخُذْ مَثَلًا اثنَتَينِ مِن عَجائِبِه.‏ فمَرَّةً أطعَمَ ٠٠٠‏,٥ رَجُل،‏ ومَرَّةً أُخرى ٠٠٠‏,٤ رَجُل.‏ وفي المَرَّتَين،‏ كانَ هُناك أيضًا نِساءٌ وأولاد.‏ وبِالتَّالي،‏ قد يصِلُ مَجموعُ النَّاسِ الَّذينَ أطعَمَهُم يَسُوع إلى أكثَرَ مِن ٠٠٠‏,٢٧.‏ (‏مت ١٤:‏١٥-‏٢١؛‏ ١٥:‏٣٢-‏٣٨‏)‏ وفي المَرَّتَيْن،‏ شفى أيضًا الكَثيرَ مِنَ المَرضى.‏ (‏مت ١٤:‏١٤؛‏ ١٥:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ تخَيَّلْ إذًا كَيفَ شعَرَت هذِهِ الجُموعُ الكَثيرَة حينَ أطعَمَها يَسُوع وشفاها بِأُعجوبَة.‏

٣ نتَعَلَّمُ مِن عَجائِبِ يَسُوع دُروسًا كَثيرَة تُقَوِّي إيمانَنا.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى بَعضَ هذِهِ الدُّروس.‏ وسَنرى أيضًا كَيفَ أظهَرَت عَجائِبُ يَسُوع تَواضُعَهُ وحَنانَه،‏ وكَيفَ نتَمَثَّلُ بهِ اليَوم.‏

ماذا نتَعَلَّمُ عن يَهْوَه ويَسُوع؟‏

٤ ماذا نتَعَلَّمُ مِن عَجائِبِ يَسُوع؟‏

٤ نتَعَلَّمُ مِن عَجائِبِ يَسُوع دُروسًا تُقَوِّي إيمانَنا؛‏ دُروسًا لَيسَت عنهُ فَقَط،‏ بل أيضًا عن أبيه.‏ فيَهْوَه هوَ الَّذي مكَّنَهُ أن يعمَلَ العَجائِب.‏ فالأعْمَال ١٠:‏٣٨ تُخبِرُنا أنَّ اللّٰهَ عيَّنَهُ «بِروحٍ قُدُسٍ وقُدرَة،‏ فاجتازَ في الأرضِ يفعَلُ صَلاحًا ويَشفي كُلَّ مَن قهَرَهُ إبْلِيس؛‏ لِأنَّ اللّٰهَ كانَ معه».‏ ولا ننسَ أيضًا أنَّ كُلَّ أقوالِ يَسُوع وأعمالِه،‏ بِما فيها كُلُّ عَجائِبِه،‏ تُظهِرُ لنا كَيفَ يُفَكِّرُ أبوهُ ويَشعُر.‏ (‏يو ١٤:‏٩‏)‏ فلْنرَ إذًا ثَلاثَةَ دُروسٍ نتَعَلَّمُها مِن عَجائِبِ يَسُوع.‏

٥ ماذا دفَعَ يَسُوع أن يعمَلَ بَعضَ العَجائِب؟‏ (‏متى ٢٠:‏٣٠-‏٣٤‏)‏

٥ أوَّلًا،‏ يَهْوَه ويَسُوع يُحِبَّانِنا كَثيرًا.‏ يُحِبُّ يَسُوع النَّاسَ كَثيرًا.‏ لِذا،‏ عمِلَ عَجائِبَ لِيُريحَهُم مِن مُعاناتِهِم.‏ فمَرَّةً،‏ صرَخَ إلَيهِ أعمَيانِ لِيُساعِدَهُما.‏ ‏(‏إقرأ متى ٢٠:‏٣٠-‏٣٤‏.‏)‏ «فأشفَقَ يَسُوع علَيهِما».‏ ولِهذا السَّبَب،‏ شفاهُما.‏ فيَسُوع حنَّ علَيهِما كَثيرًا،‏ وشعَرَ بِمُعاناتِهِما.‏ وقدْ عمِلَ يَسُوع عَجائِبَ أُخرى لِأنَّهُ أحَبَّ النَّاسَ وحنَّ علَيهم.‏ مَثَلًا أطعَمَ الجِياع،‏ وشفى شَخصًا مُصابًا بِالبَرَص.‏ (‏مت ١٥:‏٣٢؛‏ مر ١:‏٤١‏)‏ وحينَ نتَأمَّلُ في عَجائِبَ كهذِه،‏ نتَأكَّدُ أنَّ ‹إلهَنا الحَنونَ› وابْنَهُ يُحِبَّانِنا كَثيرًا ويَشعُرانِ بِوَجَعِنا.‏ (‏لو ١:‏٧٨؛‏ ١ بط ٥:‏٧‏)‏ وهُما ينتَظِرانِ بِشَوقٍ أن يُريحا البَشَرَ مِن كُلِّ مَشاكِلِهِم.‏

٦ أيُّ قُدرَةٍ أعطاها اللّٰهُ لِيَسُوع؟‏

٦ ثانِيًا،‏ اللّٰهُ أعطى يَسُوع القُدرَةَ لِيَحُلَّ كُلَّ مَشاكِلِ البَشَر.‏ مِن خِلالِ العَجائِبِ الَّتي عمِلَها يَسُوع،‏ أظهَرَ أنَّهُ يقدِرُ أن يحُلَّ المَشاكِلَ الَّتي لا نقدِرُ نَحنُ أن نحُلَّها.‏ مَثَلًا،‏ أظهَرَ أنَّهُ يقدِرُ أن يُزيلَ السَّبَبَ الرَّئيسِيَّ لِمَشاكِلِنا:‏ الخَطِيَّةَ المَوروثَة الَّتي ينتِجُ عنها المَرَضُ والمَوت.‏ (‏مت ٩:‏١-‏٦؛‏ رو ٥:‏١٢،‏ ١٨،‏ ١٩‏)‏ وبرهَنَ أيضًا أنَّهُ يقدِرُ أن «يَشْفِيَ النَّاسَ مِن كُلِّ مَرَض»،‏ وحتَّى أن يُقيمَ المَوتى.‏ (‏مت ٤:‏٢٣؛‏ يو ١١:‏٤٣،‏ ٤٤‏)‏ كما أثبَتَ أنَّهُ يقدِرُ أن يتَحَكَّمَ في الرِّياحِ العَنيفَة،‏ وأن يُحَرِّرَ النَّاسَ مِنَ الأرواحِ الشِّرِّيرَة.‏ (‏مر ٤:‏٣٧-‏٣٩؛‏ لو ٨:‏٢‏)‏ أفَلا نطمَئِنُّ حينَ نرى القُدرَةَ العَظيمَة الَّتي أعطاها يَهْوَه لِابْنِه؟‏

٧-‏٨ (‏أ)‏ ماذا تُؤَكِّدُ لنا عَجائِبُ يَسُوع؟‏ (‏ب)‏ أيُّ عَجيبَةٍ تنتَظِرُها بِشَوقٍ أن تتَحَقَّقَ في العالَمِ الجَديد؟‏

٧ ثالِثًا،‏ البَرَكاتُ تَحتَ حُكمِ مَملَكَةِ اللّٰهِ ستتَحَقَّقُ بِالتَّأكيد.‏ العَجائِبُ الَّتي عمِلَها يَسُوع تُعطينا لَمحَةً عن ما سيَفعَلُهُ في المُستَقبَل.‏ فحينَ يحكُمُ كمَلِكٍ على كُلِّ الأرض،‏ سيَعمَلُ عَجائِبَ أعظَمَ بِكَثير.‏ فهو سيُزيلُ كُلَّ الأمراضِ والإعاقات،‏ وسَنتَمَتَّعُ بِالتَّالي بِصِحَّةٍ كامِلَة.‏ (‏إش ٣٣:‏٢٤؛‏ ٣٥:‏٥،‏ ٦؛‏ رؤ ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ كما أنَّنا لن نُعانِيَ مِنَ الجوعِ أوِ الكَوارِثِ الطَّبيعِيَّة.‏ (‏إش ٢٥:‏٦؛‏ مر ٤:‏٤١‏)‏ أيضًا،‏ سنطيرُ مِنَ الفَرَحِ حينَ نستَقبِلُ أحِبَّاءَنا المَوتى مِنَ «القُبور».‏ (‏يو ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ فأيُّ عَجيبَةٍ تنتَظِرُها بِشَوقٍ أن تتَحَقَّق؟‏

٨ حينَ عمِلَ يَسُوع عَجائِب،‏ أظهَرَ كم هو مُتَواضِعٌ وحَنون.‏ فكَيفَ نتَمَثَّلُ به؟‏ سنتَأمَّلُ الآنَ في اثنتَينِ مِن عَجائِبِه،‏ وسَنبدَأُ بِالعَجيبَةِ الَّتي عمِلَها في العُرسِ بِقَانَا.‏

دَرسٌ في التَّواضُع

٩ لِمَ عمِلَ يَسُوع عَجيبَةً في العُرسِ بِقَانَا؟‏ (‏يوحنا ٢:‏٦-‏١٠‏)‏

٩ إقرأ يوحنا ٢:‏٦-‏١٠‏.‏ حينَ نفِدَ النَّبيذ،‏ هل كانَ يَسُوع مُلزَمًا بِأن يتَصَرَّف؟‏ كلَّا.‏ وأساسًا،‏ لا تذكُرُ أيُّ نُبُوَّةٍ أنَّ المَسِيَّا سيَصنَعُ نَبيذًا بِأُعجوبَة.‏ ولكنْ ضعْ نَفْسَكَ مَكانَ العَروسَين.‏ كَيفَ كُنتَ ستشعُرُ لَو نفِدَتِ المَشروباتُ في عُرسِك؟‏ كما يتَّضِحُ إذًا،‏ أشفَقَ يَسُوع على العَروسَينِ وعائِلَتِهِما،‏ وأرادَ أن يُجَنِّبَهُمُ الإحراج.‏ لِذا كما رأيْنا في بِدايَةِ المَقالَة،‏ عمِلَ عَجيبَةً وحوَّلَ حَوالَي ٣٩٠ لِترًا مِنَ الماءِ إلى نَبيذٍ جَيِّد.‏ ولِمَ صنَعَ بِكَرَمٍ هذِهِ الكَمِّيَّةَ الكَبيرَة؟‏ رُبَّما كَي يُستَعمَلَ الباقي لاحِقًا،‏ أو حتَّى كَي يُباعَ مِن أجْلِ مُساعَدَةِ العَروسَينِ أن يقِفا على رِجلَيهِما.‏ تخَيَّلْ إذًا كم فرِحَ العَروسانِ بِهذِهِ الهَدِيَّةِ وكانا شاكِرَين.‏

تمثَّلْ بيسوع ولا تفتخر بإنجازاتك (‏أُنظر الفقرتين ١٠-‏١١.‏)‏ e

١٠ ما هي بَعضُ التَّفاصيلِ المُهِمَّة في يُوحَنَّا ٢؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٠ لِنتَأمَّلْ في بَعضِ التَّفاصيلِ المُهِمَّة في القِصَّةِ المَذكورَة في يُوحَنَّا ٢‏.‏ لاحِظْ أنَّ يَسُوع لم يملَأْ هو بِنَفْسِهِ الجَرَّاتِ بِالماء،‏ بل طلَبَ مِنَ الخُدَّامِ أن يملَأوها.‏ فهو لم يلفِتِ الانتِباهَ إلى نَفْسِه.‏ (‏الآيتان ٦،‏ ٧‏)‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ بَعدَما حوَّلَ الماءَ إلى نَبيذ،‏ لم يُعطِ مِنهُ هو بِنَفْسِهِ لِلمُشرِفِ على الوَليمَة.‏ بل طلَبَ مِنَ الخُدَّامِ أن يفعَلوا ذلِك.‏ (‏الآية ٨‏)‏ وبِالتَّأكيد،‏ لم يرفَعْ يَسُوع كَأسًا مِنَ النَّبيذِ عالِيًا أمامَ الضُّيوف،‏ ويَفتَخِرْ قائِلًا:‏ ‹ذوقوا النَّبيذَ الفاخِرَ الَّذي صنَعتُهُ الآن›.‏

١١ ماذا نتَعَلَّمُ مِن عَجيبَةِ يَسُوع؟‏

١١ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ العَجيبَةِ الَّتي حوَّلَ فيها يَسُوع الماءَ إلى نَبيذ؟‏ نتَعَلَّمُ دَرسًا في التَّواضُع.‏ فيَسُوع لم يفتَخِرْ بِهذِهِ العَجيبَة.‏ ولم يستَعرِضْ أبَدًا إنجازاتِه.‏ بل كانَ مُتَواضِعًا،‏ وأرجَعَ دائِمًا الفَضلَ إلى أبيه.‏ (‏يو ٥:‏١٩،‏ ٣٠؛‏ ٨:‏٢٨‏)‏ فلْنتَمَثَّلْ بِتَواضُعِ يَسُوع،‏ ولا نفتَخِرْ بِإنجازاتِنا.‏ فمَهما أنجَزنا في خِدمَةِ يَهْوَه،‏ لا يجِبُ أن نفتَخِرَ بِنَفْسِنا،‏ بل بِالإلهِ الَّذي شرَّفَنا أن نخدُمَه.‏ (‏إر ٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ ولْنُرجِعْ دائِمًا الفَضلَ إلَيه.‏ فأساسًا،‏ ماذا نقدِرُ أن نفعَلَ لَولا مُساعَدَتُه؟‏ —‏ ١ كو ١:‏٢٦-‏٣١‏.‏

١٢ بِأيِّ طَريقَةٍ أُخرى نتَمَثَّلُ بِتَواضُعِ يَسُوع؟‏ أوضِح.‏

١٢ هُناك طَريقَةٌ أُخرى لِنتَمَثَّلَ بِتَواضُعِ يَسُوع.‏ تخَيَّلْ هذا السِّيناريو:‏ ينالُ خادِمٌ مُساعِدٌ شابٌّ تَعيينًا لِيُقَدِّمَ أوَّلَ خِطابٍ عامّ.‏ فيَقضي أحَدُ الشُّيوخِ وَقتًا كَثيرًا لِيُدَرِّبَهُ علَيه.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ يُقَدِّمُ الخادِمُ المُساعِدُ خِطابًا مُشَجِّعًا يُفَرِّحُ الجَماعَة.‏ لِذا بَعدَ الاجتِماع،‏ يأتي أخٌ إلى الشَّيخِ ويَقولُ له:‏ ‹الأخ فُلان قدَّمَ اليَومَ خِطابًا رائِعًا،‏ ألَيسَ كذلِك؟‏›.‏ فماذا سيَقولُ الشَّيخ؟‏ هل سيَقول:‏ ‹طَبعًا،‏ فأنا قضَيتُ وَقتًا طَويلًا أُدَرِّبُهُ علَيه›؟‏ أم هل سيَقول:‏ ‹فِعلًا،‏ خِطابُهُ رائِعٌ جِدًّا›؟‏ حينَ نكونُ مُتَواضِعين،‏ لا نُعلِنُ عنِ الدَّعمِ الَّذي نُقَدِّمُهُ لِلآخَرين.‏ بل نفرَحُ بِأنَّ يَهْوَه يراهُ ويُقَدِّرُه.‏ (‏قارن متى ٦:‏٢-‏٤؛‏ عب ١٣:‏١٦‏)‏ فلْنتَمَثَّلْ إذًا بِتَواضُعِ يَسُوع.‏ وهكَذا،‏ نُرضي يَهْوَه.‏ —‏ ١ بط ٥:‏٦‏.‏

دَرسٌ في الحَنان

١٣ ماذا يرى يَسُوع قُربَ نَايِين،‏ وماذا يفعَل؟‏ (‏لوقا ٧:‏١١-‏١٥‏)‏

١٣ إقرأ لوقا ٧:‏١١-‏١٥‏.‏ حصَلَت هذِهِ الحادِثَةُ في مُنتَصَفِ خِدمَةِ يَسُوع.‏ فهو كانَ مُسافِرًا إلى مَدينَةِ نَايِين في الجَلِيل،‏ قُربَ شُونَم الَّتي عمِلَ فيها ألِيشَع عَجيبَةَ قِيامَةٍ قَبلَ حَوالَي ٩٠٠ سَنَة.‏ (‏٢ مل ٤:‏٣٢-‏٣٧‏)‏ وحينَ اقتَرَبَ يَسُوع مِنَ البَوَّابَة،‏ رأى مَوكِبَ جَنازَةٍ يخرُجُ مِنَ المَدينَة.‏ كانَ المَشهَدُ مُؤَثِّرًا جِدًّا:‏ أرمَلَةٌ تبكي على ابْنِها الوَحيد،‏ ومعها جُموعٌ كَبيرَة مِن سُكَّانِ المَدينَة.‏ فيُوقِفُ يَسُوع المَوكِب،‏ ثُمَّ يفعَلُ شَيئًا رائِعًا لِهذِهِ الأُمّ:‏ يُقيمُ ابْنَها!‏ إنَّها أُولى القِياماتِ الثَّلاثِ الَّتي تذكُرُ الأناجيلُ أنَّ يَسُوع قامَ بها.‏

تمثَّلْ بيسوع وأظهِر الحنان للحزانى (‏أُنظر الفقرات ١٤-‏١٦.‏)‏

١٤ ما هي بَعضُ التَّفاصيلِ المُهِمَّة في لُوقَا ٧‏؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٤ لِنتَأمَّلْ في بَعضِ التَّفاصيلِ المُهِمَّة في القِصَّةِ المَذكورَة في لُوقَا ٧‏.‏ لاحِظْ أنَّ يَسُوع ‏‹رأى›‏ الأُمَّ الحَزينَة،‏ ثُمَّ ‏«أشفَقَ علَيها».‏ (‏الآية ١٣‏)‏ فرُبَّما رآها تبكي وهي تمشي أمامَ نَعشِ ابْنِها،‏ فحنَّ علَيها.‏ وهذا لم يكُنْ مُجَرَّدَ شُعور.‏ فقدْ فعَلَ شَيئًا لِيُريحَها.‏ فهو قالَ لها،‏ بِنَبرَةٍ مُطَمِّنَة دونَ شَكّ:‏ «تَوَقَّفي عنِ البُكاء».‏ ثُمَّ أقامَ ابْنَها و ‹رَدَّهُ إلَيها›.‏ —‏ الآيتان ١٤،‏ ١٥‏.‏

١٥ ماذا نتَعَلَّمُ مِن عَجيبَةِ يَسُوع؟‏

١٥ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ العَجيبَةِ الَّتي أقامَ فيها يَسُوع ابْنَ الأرمَلَة؟‏ نتَعَلَّمُ دَرسًا في الحَنان.‏ طَبعًا،‏ نَحنُ لا نقدِرُ أن نُقيمَ المَوتى،‏ مِثلَما فعَلَ يَسُوع.‏ لكنَّنا نقدِرُ مِثلَهُ أن نُلاحِظَ الأشخاصَ الحَزانى،‏ نحِنَّ علَيهِم،‏ ونُعَزِّيَهُم بِالقَولِ والعَمَل.‏ d (‏أم ١٧:‏١٧؛‏ ٢ كو ١:‏٣،‏ ٤؛‏ ١ بط ٣:‏٨‏)‏ فلا ننسَ أنَّ مُجَرَّدَ عِبارَةٍ لَطيفَة أو لَفتَةٍ بَسيطَة قد تُشَجِّعُهُم كَثيرًا.‏

١٦ ماذا تتَعَلَّمُ مِنَ الاختِبارِ المَذكورِ في هذِهِ الفَقرَة؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٦ لاحِظْ كَيفَ أظهَرَت أُختٌ الحَنانَ لِأُختٍ ماتَت بِنتُها.‏ ففي اجتِماعٍ بِقاعَةِ المَلَكوت،‏ رأتها تبكي خِلالَ تَرنيمَةٍ عنِ القِيامَة.‏ فذهَبَت إلَيها فَورًا،‏ وضَعَت ذِراعَها حَولَ كِتفِها،‏ ورنَّمَت معها باقِيَ التَّرنيمَة.‏ فشعَرَتِ الأُختُ الحَزينَة بِمَحَبَّةٍ شَديدَة تِجاهَ الإخوَة،‏ ورأت كم مُهِمٌّ أن تأتِيَ إلى قاعَةِ المَلَكوت.‏ فلْنسعَ جَميعًا لِنُظهِرَ الحَنانَ لِلَّذينَ «روحُهُم مُنسَحِقَة».‏ (‏مز ٣٤:‏١٨‏)‏ ولْنثِقْ أنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ كَثيرًا حتَّى اللَّفتاتِ البَسيطَة الَّتي نقومُ بها لِنُشَجِّعَهُم.‏

مَوادُّ لِلدَّرسِ ستُقَوِّي إيمانَك

١٧ ماذا رأيْنا في هذِهِ المَقالَة؟‏

١٧ نتَشَجَّعُ كَثيرًا حينَ ندرُسُ قِصَصَ الأناجيلِ عن عَجائِبِ يَسُوع.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ رأيْنا ثَلاثَةَ دُروسٍ نتَعَلَّمُها مِنها:‏ (‏١)‏ إنَّ يَهْوَه ويَسُوع يُحِبَّانِنا كَثيرًا،‏ (‏٢)‏ إنَّ يَسُوع يقدِرُ أن يحُلَّ كُلَّ مَشاكِلِ البَشَر،‏ و (‏٣)‏ إنَّ البَرَكاتِ تَحتَ حُكمِ مَملَكَةِ اللّٰهِ ستتَحَقَّقُ بِالتَّأكيد.‏ ورأيْنا أيضًا كم مُهِمٌّ أن نتَأمَّلَ في هذِهِ القِصَص،‏ ونُفَكِّرَ كَيفَ نتَمَثَّلُ بِصِفاتِ يَسُوع.‏ فلِمَ لا تتَأمَّلُ في عَجائِبِهِ خِلالَ دَرسِكَ الشَّخصِيِّ،‏ أو تتَأمَّلُ فيها مع عائلَتِك خِلالَ عِبادَتِكُمُ العائِلِيَّة؟‏ تعَلَّمْ مِنها دُروسًا تُقَوِّي إيمانَك.‏ ثُمَّ أخبِرِ الآخَرينَ بها.‏ فهكَذا،‏ سيَكونُ لَدَيكَ العَديدُ مِنَ الأفكارِ المُشَجِّعَة لِتتَحَدَّثَ معهُم فيها.‏ —‏ رو ١:‏١١،‏ ١٢‏.‏

١٨ ماذا سنرى في المَقالَةِ التَّالِيَة؟‏

١٨ في أواخِرِ خِدمَةِ يَسُوع،‏ أقامَ صَديقَهُ العَزيزَ لِعَازَر مِنَ المَوت.‏ إنَّها آخِرُ القِياماتِ الثَّلاثِ الَّتي تذكُرُ الأناجيلُ أنَّ يَسُوع قامَ بها.‏ وقدْ كانَت مُمَيَّزَة،‏ لِأنَّ لِعَازَر كانَ قد بقِيَ أربَعَةَ أيَّامٍ في القَبر.‏ فماذا نتَعَلَّمُ مِن هذِهِ العَجيبَة؟‏ وكَيفَ نُقَوِّي إيمانَنا بِوَعدِ القِيامَة؟‏ سنرى الجَوابَ في المَقالَةِ التَّالِيَة.‏

التَّرنيمَة ٢٠ فدَيتَنا بِابْنِكَ الغالي

a نندَهِشُ كَثيرًا حينَ نقرَأُ عن عَجائِبِ يَسُوع:‏ كَيفَ أوقَفَ رِياحًا عَنيفَة،‏ شفى المَرضى،‏ وأقامَ المَوتى.‏ لكنَّنا نتَعَلَّمُ مِنها أيضًا دُروسًا تُقَوِّي إيمانَنا.‏ لِذلِك،‏ سنُراجِعُ بَعضَ العَجائِبِ الَّتي عمِلَها يَسُوع.‏ وسَنرى ماذا تُعَلِّمُنا عنهُ وعن أبيهِ يَهْوَه.‏ كما سنرى ماذا تُعَلِّمُنا عن صِفاتِهِما،‏ صِفاتٍ يجِبُ أن نُنَمِّيَها.‏

b يوضِحُ عالِمٌ في الكِتابِ المُقَدَّس:‏ «كانَتِ الضِّيافَةُ في الشَّرقِ واجِبًا مُقَدَّسًا.‏ فلم يُعتَبَرْ لائِقًا أن يُقَدِّمَ المُضيفُ لِضُيوفِهِ ما يكفيهِم بِالضَّبط.‏ فالمُضيفُ الجَيِّدُ كانَ يحرِص،‏ خُصوصًا في وَليمَةِ عُرس،‏ أن يُقَدِّمَ طَعامًا ومَشروباتٍ أكثَرَ بِكَثيرٍ مِن حاجَةِ الضُّيوف».‏

c تتَحَدَّثُ الأناجيلُ عن أكثَرَ مِن ٣٠ عَجيبَةً عمِلَها يَسُوع.‏ وبَعضُ عَجائِبِهِ أفادَت كَثيرينَ في الوَقتِ نَفْسِه.‏ فمَرَّةً أتَت إلَيهِ «المَدينَةُ كُلُّها» و «شَفى كَثيرين».‏ —‏ مر ١:‏٣٢-‏٣٤‏.‏

d لِتعرِفَ ماذا تقدِرُ أن تقولَ أو تفعَلَ لِتُعَزِّيَ الحَزانى،‏ انظُرْ مَقالَة «‏عزِّ المَفجوعينَ تَمَثُّلًا بِيَسُوع‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١ تِشْرِين الثَّاني (‏نُوفَمْبِر)‏ ٢٠١٠.‏

e وصف الصورة:‏ يتمتع العروسان والضيوف بالنبيذ الجيِّد،‏ ويسوع في الخلف بعيدًا عن الأنظار.‏