الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٧

يهوه سيساعدك حين تمر بصعوبات مفاجِئة

يهوه سيساعدك حين تمر بصعوبات مفاجِئة

‏«مَصائِبُ المُستَقيمِ كَثيرَة،‏ لكنَّ يَهْوَه يُخَلِّصُهُ مِنها كُلِّها».‏ —‏ مز ٣٤:‏١٩‏.‏

التَّرنيمَة ٤٤ صَلاةُ المِسكين

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ مِمَّ نَحنُ مُتَأكِّدون؟‏

 كخُدَّامٍ لِيَهْوَه،‏ نَحنُ مُتَأكِّدونَ أنَّ أبانا السَّماوِيَّ يُحِبُّنا،‏ وأنَّهُ يُريدُ أن نعيشَ أحلى حَياة.‏ (‏رو ٨:‏٣٥-‏٣٩‏)‏ ونَحنُ مُتَأكِّدونَ أيضًا أنَّ مَبادِئَ كَلِمَتِهِ تُفيدُنا دائِمًا في حَياتِنا.‏ (‏إش ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ لكنَّنا قد نمُرُّ بِصُعوباتٍ لا نتَوَقَّعُها.‏ فماذا يُساعِدُنا أن نُواجِهَها؟‏

٢ أيُّ مَشاكِلَ قد نمُرُّ بها،‏ وماذا قد نتَساءَل؟‏

٢ كُلُّنا نمُرُّ بِمَشاكِل.‏ فقدْ يخيبُ أمَلُنا بِسَبَبِ تَصَرُّفاتِ أحَدِ أفرادِ عائِلَتِنا،‏ نُصابُ بِمَرَضٍ خَطيرٍ يمنَعُنا أن نخدُمَ يَهْوَه كالسَّابِق،‏ نُعاني بِسَبَبِ الكَوارِث،‏ أو نُضطَهَدُ بِسَبَبِ إيمانِنا.‏ وحينَ نمُرُّ بِصُعوباتٍ كهذِه،‏ قد نتَساءَل:‏ ‹لِمَ يحصُلُ هذا معي؟‏ هلِ ارتَكَبتُ خَطَأً ما؟‏ هل زعَّلتُ يَهْوَه؟‏›.‏ فهل شعَرتَ مَرَّةً هكَذا؟‏ في هذِهِ الحالَة،‏ لا تيأس.‏ فالعَديدُ مِن خُدَّامِ يَهْوَه الأولِياءِ شعَروا بِهذِهِ الطَّريقَة.‏ —‏ مز ٢٢:‏١،‏ ٢؛‏ حب ١:‏٢،‏ ٣‏.‏

٣ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ المَزْمُور ٣٤:‏١٩‏؟‏

٣ إقرإ المزمور ٣٤:‏١٩‏.‏ يذكُرُ هذا المَزْمُور نُقطَتَينِ مُهِمَّتَين:‏ (‏١)‏ المُستَقيمونَ يمُرُّونَ بِمَشاكِل،‏ و (‏٢)‏ يَهْوَه يُخَلِّصُهُم مِنها.‏ وكَيفَ يُخَلِّصُنا يَهْوَه؟‏ إحدى الطُّرُقِ أنَّهُ يُساعِدُنا أن نكونَ واقِعِيِّين.‏ فهو يعِدُنا أنَّنا سنفرَحُ بِخِدمَتِه،‏ لكنَّهُ لا يعِدُنا أنَّ حَياتَنا في هذا العالَمِ ستكونُ مَفروشَةً بِالوُرود.‏ (‏إش ٦٦:‏١٤‏)‏ وهو يُشَجِّعُنا أن نُرَكِّزَ على حَياتِنا الحُلوَة في المُستَقبَل،‏ الحَياةِ الَّتي يُريدُ أن نعيشَها إلى الأبَد.‏ (‏٢ كو ٤:‏١٦-‏١٨‏)‏ أمَّا الآن،‏ فيُساعِدُنا أن نستَمِرَّ في خِدمَتِهِ رَغمَ كُلِّ التَّحَدِّيات.‏ —‏ مرا ٣:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

٤ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟‏

٤ صَحيحٌ أنَّنا قد نمُرُّ بِصُعوباتٍ لا نتَوَقَّعُها،‏ لكنَّ يَهْوَه سيَدعَمُنا حينَ نتَّكِلُ علَيه.‏ (‏مز ٥٥:‏٢٢‏)‏ وهذا ما تُؤَكِّدُهُ قِصَصٌ عَديدَة لِخُدَّامِهِ في أيَّامِ الكِتابِ المُقَدَّسِ وفي أيَّامِنا.‏ لِذا سنُناقِشُ الآنَ بَعضًا مِنها.‏ وحينَ نتَأمَّلُ في كُلِّ قِصَّة،‏ اسألْ نَفْسَك:‏ ‹ماذا سأفعَلُ لَو مرَرتُ بِوَضعٍ مُشابِه؟‏ كَيفَ تزيدُ قِصَّةُ هذا الخادِمِ الأمينِ ثِقَتي بِيَهْوَه؟‏ وكَيفَ أتَمَثَّلُ به؟‏›.‏

أيَّامَ الكِتابِ المُقَدَّس

بارك يهوه يعقوب الذي اشتغل باجتهاد ٢٠ سنة عند خاله الغشَّاش لابان (‏أُنظر مقالة الدرس ١٧،‏ الفقرة ٥.‏)‏

٥ أيُّ صُعوباتٍ مرَّ بها يَعْقُوب؟‏ (‏أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.‏)‏

٥ أيَّامَ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ مرَّ خُدَّامُ يَهْوَه بِصُعوباتٍ لم يتَوَقَّعوها.‏ يَعْقُوب مَثَلًا،‏ أوصاهُ أبوهُ أن يذهَبَ عِندَ خالِهِ المُؤْمِنِ لَابَان،‏ ويَتَزَوَّجَ واحِدَةً مِن بَناتِه.‏ وأكَّدَ لهُ أنَّ يَهْوَه سيُبارِكُهُ كَثيرًا على ذلِك.‏ (‏تك ٢٨:‏١-‏٤‏)‏ ويَعْقُوب أطاعَ أباه،‏ وفعَلَ الصَّواب.‏ فترَكَ كَنْعَان،‏ وذهَبَ إلى بَيتِ لَابَان الَّذي كانَ عِندَهُ بِنتان:‏ لَيْئَة ورَاحِيل.‏ ويَعْقُوب أحَبَّ البِنتَ الصَّغيرَة،‏ رَاحِيل.‏ فوافَقَ أن يعمَلَ عِندَ أبيها سَبعَ سَنَواتٍ لِيَتَزَوَّجَها.‏ (‏تك ٢٩:‏١٨‏)‏ ولكنْ حصَلَ شَيءٌ لم يتَوَقَّعْهُ يَعْقُوب.‏ فلَابَان غشَّه،‏ وزوَّجَهُ بِنتَهُ الكَبيرَة لَيْئَة.‏ بَعدَ أُسبوع،‏ سمَحَ لَابَان لِيَعْقُوب أن يتَزَوَّجَ رَاحِيل أيضًا،‏ ولكنْ بِشَرطِ أن يعمَلَ عِندَهُ سَبعَ سَنَواتٍ إضافِيَّة.‏ (‏تك ٢٩:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ كما أنَّ لَابَان غشَّ يَعْقُوب في التَّعامُلاتِ التِّجارِيَّة.‏ وهكَذا طَوالَ ٢٠ سَنَة،‏ استَغَلَّ لَابَان يَعْقُوب.‏ —‏ تك ٣١:‏٤١،‏ ٤٢‏.‏

٦ أيُّ صُعوباتٍ أُخرى مرَّ بها يَعْقُوب؟‏

٦ مرَّ يَعْقُوب بِصُعوباتٍ أُخرى.‏ فعائِلَتُهُ كانَت كَبيرَة،‏ وأبناؤُهُ لم يعيشوا معًا بِسَلام.‏ حتَّى إنَّهُم باعوا أخاهُم يُوسُف.‏ واثنانِ مِن أبنائِه،‏ شَمْعُون ولَاوِي،‏ جلَبا العارَ على العائِلَةِ وعلى اسْمِ يَهْوَه.‏ كما ماتَت زَوجَتُهُ الحَبيبَة رَاحِيل أثناءَ وِلادَةِ ابْنِها الثَّاني.‏ وفي كِبَرِه،‏ اضطُرَّ يَعْقُوب أن ينتَقِلَ إلى مِصْر بِسَبَبِ مَجاعَة.‏ —‏ تك ٣٤:‏٣٠؛‏ ٣٥:‏١٦-‏١٩؛‏ ٣٧:‏٢٨؛‏ ٤٥:‏٩-‏١١،‏ ٢٨‏.‏

٧ كَيفَ أظهَرَ يَهْوَه لِيَعْقُوب أنَّهُ راضٍ عنه؟‏

٧ رَغمَ كُلِّ الصُّعوبات،‏ ظلَّ إيمانُ يَعْقُوب قَوِيًّا بِيَهْوَه ووُعودِه.‏ ويَهْوَه بِدَورِه،‏ أظهَرَ لِيَعْقُوب أنَّهُ راضٍ عنه.‏ فرَغمَ غِشِّ خالِهِ لَابَان،‏ بارَكَهُ يَهْوَه مادِّيًّا.‏ تخَيَّلْ أيضًا كم فرِحَ يَعْقُوب حينَ جمَعَهُ يَهْوَه بِابْنِهِ يُوسُف،‏ ابْنِهِ المُفَضَّلِ الَّذي ظنَّهُ مَيِّتًا مِن زَمان.‏ إذًا،‏ استَطاعَ يَعْقُوب أن يُواجِهَ كُلَّ الصُّعوباتِ لِأنَّهُ قوَّى عَلاقَتَهُ بِيَهْوَه.‏ (‏تك ٣٠:‏٤٣؛‏ ٣٢:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٤٦:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ فلْنتَمَثَّلْ بهِ ونُقَوِّ عَلاقَتَنا بِيَهْوَه.‏ وهكَذا،‏ نقدِرُ أن نُواجِهَ الصُّعوباتِ غَيرَ المُتَوَقَّعَة.‏

٨ ماذا أرادَ دَاوُد أن يفعَل؟‏

٨ لم يقدِرِ المَلِكُ دَاوُد أن يُنجِزَ كُلَّ ما تمَنَّاهُ في خِدمَةِ يَهْوَه.‏ فهو أرادَ أن يبنِيَ هَيكَلًا لِيَهْوَه.‏ وحينَ أخبَرَ النَّبِيَّ نَاثَان عن رَغبَتِه،‏ قالَ له:‏ «إفعَلْ كُلَّ ما في قَلبِك،‏ لِأنَّ اللّٰهَ معك».‏ (‏١ أخ ١٧:‏١،‏ ٢‏)‏ تخَيَّلْ كم تحَمَّسَ دَاوُد حينَ سمِعَ هذِهِ الكَلِمات.‏ ولا شَكَّ أنَّهُ بدَأَ يُخَطِّطُ فَورًا لِهذا المَشروعِ الضَّخم.‏ ولكنْ ماذا حصَل؟‏

٩ ماذا فعَلَ دَاوُد بَعدَما سمِعَ خَبَرًا لم يتَوَقَّعْه؟‏

٩ عادَ النَّبِيُّ نَاثَان إلى دَاوُد بِخَبَرٍ لم يتَوَقَّعْه.‏ ‹ففي تِلكَ اللَّيلَة›،‏ طلَبَ يَهْوَه مِن نَاثَان أن يُخبِرَ دَاوُد أنَّ الهَيكَلَ لن يبنِيَهُ هو،‏ بل أحَدُ أبنائِه.‏ (‏١ أخ ١٧:‏٣،‏ ٤،‏ ١١،‏ ١٢‏)‏ فماذا فعَلَ دَاوُد؟‏ عدَّلَ خُطَطَه.‏ فبدَأَ يجمَعُ المالَ ومَوادَّ البِناءِ كَي يُنَفِّذَ ابْنُهُ سُلَيْمَان هذا المَشروع.‏ —‏ ١ أخ ٢٩:‏١-‏٥‏.‏

١٠ كَيفَ بارَكَ يَهْوَه دَاوُد؟‏

١٠ مُباشَرَةً بَعدَما عرَفَ دَاوُد أنَّهُ لن يبنِيَ الهَيكَل،‏ قطَعَ لهُ يَهْوَه عَهدًا:‏ إنَّ أحَدَ أولادِهِ سيَحكُمُ إلى الأبَد.‏ (‏٢ صم ٧:‏١٦‏)‏ تخَيَّلْ إذًا كم سيَفرَحُ دَاوُد حينَ يقومُ في العالَمِ الجَديد،‏ ويَعيشُ تَحتَ حُكمِ مَلِكٍ مِن أولادِه:‏ يَسُوع المَسِيح.‏ فماذا نتَعَلَّمُ مِن هذِهِ القِصَّة؟‏ أحيانًا،‏ لا نقدِرُ أن نُنجِزَ كُلَّ ما نتَمَنَّاهُ في خِدمَةِ يَهْوَه.‏ لكنَّ يَهْوَه قد يُخَبِّئُ لنا بَرَكاتٍ أُخرى لا تخطُرُ على بالِنا.‏

١١ كَيفَ بارَكَ يَهْوَه المَسيحِيِّينَ في القَرنِ الأوَّل؟‏ (‏أعمال ٦:‏٧‏)‏

١١ واجَهَ المَسيحِيُّونَ في القَرنِ الأوَّلِ صُعوباتٍ غَيرَ مُتَوَقَّعَة.‏ مَثَلًا،‏ كانوا يظُنُّونَ أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ ستأتي في أيَّامِهِم.‏ لكنَّ هذا لم يحدُث.‏ (‏أع ١:‏٦،‏ ٧‏)‏ فماذا فعَلوا؟‏ ظلُّوا مَشغولينَ بِعَمَلِ التَّبشير.‏ وقدْ بارَكَ يَهْوَه جُهودَهُم.‏ فالأخبارُ الحُلوَة انتَشَرَت في مَكانٍ بَعدَ آخَر.‏ —‏ إقرإ الأعمال ٦:‏٧‏.‏

١٢ ماذا فعَلَ المَسيحِيُّونَ الأوائِلُ حينَ حصَلَت مَجاعَة؟‏

١٢ واجَهَ المَسيحِيُّونَ الأوائِلُ صُعوبَةً أُخرى لم يتَوَقَّعوها.‏ فقدْ حصَلَت مَجاعَةٌ «على المَسكونَةِ كُلِّها».‏ (‏أع ١١:‏٢٨‏)‏ تخَيَّلْ إذًا كَيفَ أثَّرَت هذِهِ المَجاعَةُ على المَسيحِيِّين.‏ فلا شَكَّ أن رُؤوسَ العائِلاتِ قلِقوا وفكَّروا كَيفَ سيُؤَمِّنونَ لُقمَةَ العَيش.‏ وماذا عنِ الشَّبابِ الَّذينَ كانوا يُخَطِّطونَ أن يُوَسِّعوا خِدمَتَهُم؟‏ هل دفَعَتهُمُ المَجاعَةُ أن يُؤَجِّلوا خُطَطَهُم؟‏ مِنَ الواضِحِ أنَّ المَسيحِيِّينَ تكَيَّفوا معَ الظُّروفِ الجَديدَة.‏ فقدِ استَمَرُّوا يُبَشِّرونَ بِالوَسائِلِ المُمكِنَة.‏ كما أرسَلوا إعانَةً لِإخوَتِهِم في اليَهُودِيَّة.‏ —‏ أع ١١:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

١٣ أيُّ بَرَكاتٍ تمَتَّعَ بها المَسيحِيُّونَ خِلالَ المَجاعَة؟‏

١٣ أيُّ بَرَكاتٍ تمَتَّعَ بها المَسيحِيُّونَ خِلالَ المَجاعَة؟‏ الإخوَةُ الَّذينَ استَلَموا الإعانَةَ لمَسوا اهتِمامَ يَهْوَه بهِم.‏ (‏مت ٦:‏٣١-‏٣٣‏)‏ ولا شَكَّ أنَّهُم صاروا أقرَبَ إلى إخوَتِهِمِ الَّذينَ ساعَدوهُم.‏ أمَّا الإخوَةُ الَّذينَ أرسَلوا الإعانَة،‏ ففرِحوا بِالعَطاء.‏ (‏أع ٢٠:‏٣٥‏)‏ ويَهْوَه بارَكَهُم كُلَّهُم لِأنَّهُم تكَيَّفوا مع تِلكَ الظُّروف.‏

١٤ ماذا حصَلَ مع بَرْنَابَا وبُولُس،‏ وبِأيِّ نَتيجَة؟‏ (‏أعمال ١٤:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏

١٤ كَثيرًا ما تعَرَّضَ المَسيحِيُّونَ الأوائِلُ لِلاضطِهاد،‏ وأحيانًا في وَقتٍ لم يتَوَقَّعوه.‏ لاحِظْ مَثَلًا ماذا حصَلَ مع بَرْنَابَا وبُولُس حينَ بشَّرا في لِسْتَرَة.‏ ففي البِدايَة،‏ قبِلَ النَّاسُ رِسالَتَهُما بِفَرَح.‏ ولكنْ لاحِقًا،‏ أتى مُقاوِمونَ وأثَّروا على هؤُلاءِ النَّاس.‏ حتَّى إنَّ بَعضَ هؤُلاءِ النَّاسِ رجَموا بُولُس،‏ ثُمَّ جرُّوهُ إلى خارِجِ المَدينَة،‏ ظانِّينَ أنَّهُ مات.‏ (‏أع ١٤:‏١٩‏)‏ رَغمَ ذلِك،‏ استَمَرَّ بُولُس وبَرْنَابَا يُبَشِّرانِ في مَكانٍ آخَر.‏ والنَّتيجَة؟‏ «تلمَذا كَثيرين»،‏ وشجَّعا الإخوَةَ بِكَلامِهِما ومِثالِهِما.‏ ‏(‏إقرإ الأعمال ١٤:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏)‏ فقدْ ساعَدا كَثيرينَ لِأنَّهُما ثبَتا في وَجهِ الاضطِهادِ المُفاجِئ.‏ نَحنُ أيضًا،‏ سيُبارِكُنا يَهْوَه حينَ نثبُتُ في وَجهِ الاضطِهاد،‏ ونُواصِلُ العَمَلَ الَّذي أعطاهُ لنا.‏

في أيَّامِنا

١٥ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ الأخ مَاكْمِيلَان؟‏

١٥ توَقَّعَ كَثيرونَ مِن شَعبِ يَهْوَه أنَّهُم سيَنالونَ مُكافَأتَهُمُ السَّماوِيَّة سَنَةَ ١٩١٤.‏ والأخ مَاكْمِيلَان هو واحِدٌ مِنهُم.‏ فحينَ قدَّمَ خِطابًا في أيْلُول (‏سِبْتَمْبِر)‏ ١٩١٤،‏ قال:‏ «هذا هو على الأرجَحِ الخِطابُ العامُّ الأخيرُ الَّذي أُلقيه».‏ ولكنْ طَبعًا،‏ لم يكُنْ ذلِك خِطابَهُ الأخير.‏ لِذا كتَبَ الأخ مَاكْمِيلَان لاحِقًا:‏ «كانَ البَعضُ مِنَّا مُستَعجِلًا .‏ .‏ .‏ في التَّفكيرِ أنَّنا ذاهِبونَ إلى السَّماءِ فَورًا».‏ لكنَّهُ أضاف:‏ «الأمرُ الَّذي علَينا القِيامُ بهِ هو أن نبقى مَشغولينَ بِخِدمَةِ الرَّبّ».‏ وهذا ما فعَلَهُ الأخ مَاكْمِيلَان.‏ فقدْ ظلَّ مَشغولًا في عَمَلِ التَّبشير.‏ كما شجَّعَ الكَثيرَ مِنَ الإخوَةِ المَسجونينَ بِسَبَبِ حِيادِهِم.‏ وحتَّى حينَ كبِرَ في العُمر،‏ ظلَّ يحضُرُ الاجتِماعاتِ بِانتِظام.‏ ففيما انتَظَرَ مُكافَأتَهُ السَّماوِيَّة،‏ استَغَلَّ وَقتَهُ بِأفضَلِ طَريقَة.‏ وكَيفَ استَفادَ مِن ذلِك؟‏ كتَبَ قَبلَ مَوتِهِ سَنَةَ ١٩٦٦:‏ «إيماني لم يضعُفْ أبَدًا».‏ فِعلًا،‏ رسَمَ الأخ مَاكْمِيلَان مِثالًا رائِعًا لنا كُلِّنا،‏ خُصوصًا إذا طالَ انتِظارُنا لِلنِّهايَةِ أكثَرَ مِمَّا توَقَّعنا.‏ —‏ عب ١٣:‏٧‏.‏

١٦ أيُّ مُشكِلَةٍ غَيرِ مُتَوَقَّعَةٍ حصَلَت لِلأخ جِينِينْغْز وزَوجَتِه؟‏ (‏يعقوب ٤:‏١٤‏)‏

١٦ يُصابُ كَثيرونَ مِن شَعبِ يَهْوَه بِأمراضٍ لم يتَوَقَّعوها.‏ لاحِظْ مَثَلًا ماذا حصَلَ معَ الأخ هِيرْبِرْت جِينِينْغْز.‏ b ففي قِصَّةِ حَياتِه،‏ أخبَرَ كم تمَتَّعَ هو وزَوجَتُهُ بِالخِدمَةِ الإرسالِيَّة في غَانَا.‏ لكنَّهُ أُصيبَ بِمَرَضٍ شَديدٍ يُسَبِّبُ اضطِرابًا في المِزاج.‏ وفي اختِبارِه،‏ وصَفَ هذا المَرَضَ بِأنَّهُ «‹غَدٌ› لم نحسِبْ لهُ حِسابًا»،‏ بِناءً على كَلِماتِ يَعْقُوب ٤:‏١٤‏.‏ (‏إقرأها.‏)‏ ثُمَّ كتَب:‏ «واجَهنا الواقِعَ وخطَّطنا لِنترُكَ غَانَا وأصدِقاءَنا الأحِمَّاءَ الكَثيرينَ ونعودَ إلى كَنَدَا [لِلعِلاج]».‏ لكنَّ يَهْوَه ساعَدَ الأخ جِينِينْغْز وزَوجَتَهُ أن يستَمِرَّا في خِدمَتِهِ بِأمانَة،‏ رَغمَ كُلِّ الصُّعوبات.‏  

١٧ كَيفَ تأثَّرَ كَثيرونَ بِمِثالِ الأخ جِينِينْغْز؟‏

١٧ تأثَّرَ كَثيرونَ بِتَعابيرِ الأخ جِينِينْغْز الصَّادِقَة.‏ كتَبَت أُخت:‏ «لم تُحَرِّكْ مَقالَةٌ مَشاعِري كما حرَّكَتها هذِهِ المَقالَة.‏ .‏ .‏ .‏ قِراءَةُ اختِبارِ الأخ جِينِينْغْز وكَيفَ اضطُرَّ إلى التَّوَقُّفِ عن تَعيينِهِ لِيَعتَنِيَ بِصِحَّتِهِ نَتيجَةَ المَرَضِ ساعَدَتني على النَّظَرِ بِاتِّزانٍ إلى حالَتي».‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ كتَبَ أخ:‏ «بَعدَ أن خدَمتُ كشَيخٍ في الجَماعَةِ مُدَّةَ عَشرِ سِنين،‏ اضطُرِرتُ إلى التَّخَلِّي عن هذا الامتِيازِ بِسَبَبِ مَرَضٍ عَقلِيّ.‏ فأحسَستُ بِفَشَلٍ ذَريع،‏ حتَّى إنَّني غالِبًا ما شعَرتُ بِالإحباطِ عِندَ قِراءَةِ المَقالاتِ الَّتي تروي قِصَصَ حَياة».‏ لكنَّهُ ذكَرَ أنَّ ‹احتِمالَ الأخ جِينِينْغْز قوَّاهُ كَثيرًا›.‏ إذًا،‏ حتَّى حينَ نمُرُّ بِمَصاعِبَ غَيرِ مُتَوَقَّعَة،‏ نقدِرُ أن نُشَجِّعَ الآخَرينَ بِإيمانِنا واحتِمالِنا.‏ —‏ ١ بط ٥:‏٩‏.‏

حين نتكل على يهوه خلال الصعوبات،‏ نقترب أكثر إليه (‏أُنظر الفقرة ١٨.‏)‏

١٨ ماذا تتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ الأُختِ الأرمَلَة؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.‏)‏

١٨ أثَّرَت كَوارِثُ مِثلُ كُوفِيد-‏١٩ على كَثيرينَ مِن شَعبِ يَهْوَه.‏ لاحِظْ مَثَلًا ماذا حصَلَ لِأُختٍ أرمَلَة وبِنتِها في نَيْجِيرْيَا.‏ ففي صَباحِ أحَدِ الأيَّام،‏ طبَخَت هذِهِ الأُختُ آخِرَ كوبِ أرُزٍّ كانَ في البَيت،‏ ولم يعُدْ عِندَها أيُّ مالٍ أو طَعام.‏ فسألَتها بِنتُها ماذا ستفعَلانِ بَعدَ ذلِك.‏ فأوضَحَت لها أنَّهُما ستتَمَثَّلانِ بِأرمَلَةِ صَرْفَة:‏ فسَتطبُخانِ هذِهِ الوَجبَةَ الأخيرَة،‏ وتتَّكِلانِ على يَهْوَه.‏ (‏١ مل ١٧:‏٨-‏١٦‏)‏ ولكنْ قَبلَ أن تُفَكِّرا حتَّى ماذا ستأكُلانِ في الغَداء،‏ وصَلَتهُما مُؤَنُ إغاثَةٍ مِنَ الإخوَة.‏ وهكَذا،‏ صارَ عِندَهُما طَعامٌ كافٍ لِأكثَرَ مِن أُسبوعَين.‏ فتعَجَّبَتِ الأُختُ كم تجاوَبَ يَهْوَه بِسُرعَةٍ مع ما قالَتهُ لِبِنتِها.‏ إذًا،‏ حينَ نتَّكِلُ على يَهْوَه خِلالَ الصُّعوبات،‏ نقتَرِبُ أكثَرَ إلَيه.‏ —‏ ١ بط ٥:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٩ أيُّ اضطِهادٍ تعَرَّضَ لهُ الأخ يِرْشُوف؟‏

١٩ في السَّنَواتِ الأخيرَة،‏ تعَرَّضَ إخوَةٌ كَثيرونَ لِاضطِهادٍ مُفاجِئ.‏ ومِنهُمُ الأخ أَلِكْسِي يِرْشُوف في رُوسِيَا.‏ فحينَ اعتَمَدَ سَنَةَ ١٩٩٤،‏ تمَتَّعَ شَعبُ يَهْوَه هُناك بِمِقدارٍ مِنَ الحُرِّيَّة.‏ ولكنْ في السَّنَواتِ اللَّاحِقَة،‏ تغَيَّرَ الوَضعُ في رُوسِيَا.‏ وسَنَةَ ٢٠٢٠،‏ داهَمَتِ السُّلُطاتُ بَيتَ الأخ يِرْشُوف،‏ فتَّشَته،‏ وصادَرَت أشياءَ كَثيرَة مِنه.‏ وبَعدَ عِدَّةِ أشهُر،‏ وجَّهَت إلَيهِ تُهَمًا جِنائِيَّة.‏ ولِلأسَفِ الشَّديد،‏ كانَتِ التُّهَمُ مُؤَسَّسَةً على فيديواتٍ سجَّلَها شَخصٌ مثَّلَ لِأكثَرَ مِن سَنَةٍ أنَّهُ مُهتَمّ.‏

٢٠ كَيفَ قوَّى الأخ يِرْشُوف عَلاقَتَهُ بِيَهْوَه؟‏

٢٠ هل هُناك ناحِيَةٌ إيجابِيَّة لِما حدَثَ معَ الأخ يِرْشُوف؟‏ نَعَم.‏ فقدْ قوِيَت عَلاقَتُهُ بِيَهْوَه.‏ يُخبِر:‏ «صِرتُ أُصَلِّي أكثَرَ مع زَوجَتي.‏ فدونَ مُساعَدَةِ يَهْوَه،‏ لا أقدِرُ أن أتَحَمَّلَ هذا الوَضع».‏ ويُضيف:‏ «الدَّرسُ الشَّخصِيُّ يرفَعُ مَعنَوِيَّاتي.‏ فحينَ أتَأمَّلُ في قِصَصِ الخُدَّامِ الأُمَناءِ في الماضي،‏ أرى كم مُهِمٌّ أن أبقى هادِئًا وأثِقُ بِيَهْوَه».‏

٢١ ماذا تعَلَّمنا في هذِهِ المَقالَة؟‏

٢١ ماذا تعَلَّمنا في هذِهِ المَقالَة؟‏ لا شَيءَ مَضمونٌ في هذا العالَم.‏ لكنَّ يَهْوَه سيُساعِدُنا دائِمًا حينَ نتَّكِلُ علَيه.‏ فكما تقولُ آيَتُنا الرَّئيسِيَّة:‏ «مَصائِبُ المُستَقيمِ كَثيرَة،‏ لكنَّ يَهْوَه يُخَلِّصُهُ مِنها كُلِّها».‏ (‏مز ٣٤:‏١٩‏)‏ فلْنُرَكِّزْ إذًا على دَعمِ يَهْوَه لنا،‏ لا على الصُّعوباتِ الَّتي نمُرُّ بها.‏ وهكَذا،‏ نقولُ مِثلَ الرَّسولِ بُولُس:‏ «أنا أقدِرُ أن أفعَلَ كُلَّ شَيءٍ بِفَضلِ الَّذي يُعْطيني القُوَّة».‏ —‏ في ٤:‏١٣‏.‏

التَّرنيمَة ٣٨ لن يترُكَك!‏

a في هذا العالَم،‏ قد نمُرُّ بِصُعوباتٍ لا نتَوَقَّعُها.‏ لكنَّنا نثِقُ أنَّ يَهْوَه سيَدعَمُنا دائِمًا.‏ فلْنرَ كَيفَ دعَمَ خُدَّامَهُ في الماضي،‏ وكَيفَ يدعَمُ خُدَّامَهُ اليَوم.‏ وهكَذا،‏ نزيدُ ثِقَتَنا أنَّهُ سيَدعَمُنا نَحنُ أيضًا حينَ نتَّكِلُ علَيه.‏