مقالة الدرس ١٧
يهوه سيساعدك حين تمر بصعوبات مفاجِئة
«مَصائِبُ المُستَقيمِ كَثيرَة، لكنَّ يَهْوَه يُخَلِّصُهُ مِنها كُلِّها». — مز ٣٤:١٩.
التَّرنيمَة ٤٤ صَلاةُ المِسكين
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a
١ مِمَّ نَحنُ مُتَأكِّدون؟
كخُدَّامٍ لِيَهْوَه، نَحنُ مُتَأكِّدونَ أنَّ أبانا السَّماوِيَّ يُحِبُّنا، وأنَّهُ يُريدُ أن نعيشَ أحلى حَياة. (رو ٨:٣٥-٣٩) ونَحنُ مُتَأكِّدونَ أيضًا أنَّ مَبادِئَ كَلِمَتِهِ تُفيدُنا دائِمًا في حَياتِنا. (إش ٤٨:١٧، ١٨) لكنَّنا قد نمُرُّ بِصُعوباتٍ لا نتَوَقَّعُها. فماذا يُساعِدُنا أن نُواجِهَها؟
٢ أيُّ مَشاكِلَ قد نمُرُّ بها، وماذا قد نتَساءَل؟
٢ كُلُّنا نمُرُّ بِمَشاكِل. فقدْ يخيبُ أمَلُنا بِسَبَبِ تَصَرُّفاتِ أحَدِ أفرادِ عائِلَتِنا، نُصابُ بِمَرَضٍ خَطيرٍ يمنَعُنا أن نخدُمَ يَهْوَه كالسَّابِق، نُعاني بِسَبَبِ الكَوارِث، أو نُضطَهَدُ بِسَبَبِ إيمانِنا. وحينَ نمُرُّ بِصُعوباتٍ كهذِه، قد نتَساءَل: ‹لِمَ يحصُلُ هذا معي؟ هلِ ارتَكَبتُ خَطَأً ما؟ هل زعَّلتُ يَهْوَه؟›. فهل شعَرتَ مَرَّةً هكَذا؟ في هذِهِ الحالَة، لا تيأس. فالعَديدُ مِن خُدَّامِ يَهْوَه الأولِياءِ شعَروا بِهذِهِ الطَّريقَة. — مز ٢٢:١، ٢؛ حب ١:٢، ٣.
٣ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ المَزْمُور ٣٤:١٩؟
٣ إقرإ المزمور ٣٤:١٩. يذكُرُ هذا المَزْمُور نُقطَتَينِ مُهِمَّتَين: (١) المُستَقيمونَ يمُرُّونَ بِمَشاكِل، و (٢) يَهْوَه يُخَلِّصُهُم مِنها. وكَيفَ يُخَلِّصُنا يَهْوَه؟ إحدى الطُّرُقِ أنَّهُ يُساعِدُنا أن نكونَ واقِعِيِّين. فهو يعِدُنا أنَّنا سنفرَحُ بِخِدمَتِه، لكنَّهُ لا يعِدُنا أنَّ حَياتَنا في هذا العالَمِ ستكونُ مَفروشَةً بِالوُرود. (إش ٦٦:١٤) وهو يُشَجِّعُنا أن نُرَكِّزَ على حَياتِنا الحُلوَة في المُستَقبَل، الحَياةِ الَّتي يُريدُ أن نعيشَها إلى الأبَد. (٢ كو ٤:١٦-١٨) أمَّا الآن، فيُساعِدُنا أن نستَمِرَّ في خِدمَتِهِ رَغمَ كُلِّ التَّحَدِّيات. — مرا ٣:٢٢-٢٤.
٤ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟
٤ صَحيحٌ أنَّنا قد نمُرُّ بِصُعوباتٍ لا نتَوَقَّعُها، لكنَّ يَهْوَه سيَدعَمُنا حينَ نتَّكِلُ علَيه. (مز ٥٥:٢٢) وهذا ما تُؤَكِّدُهُ قِصَصٌ عَديدَة لِخُدَّامِهِ في أيَّامِ الكِتابِ المُقَدَّسِ وفي أيَّامِنا. لِذا سنُناقِشُ الآنَ بَعضًا مِنها. وحينَ نتَأمَّلُ في كُلِّ قِصَّة، اسألْ نَفْسَك: ‹ماذا سأفعَلُ لَو مرَرتُ بِوَضعٍ مُشابِه؟ كَيفَ تزيدُ قِصَّةُ هذا الخادِمِ الأمينِ ثِقَتي بِيَهْوَه؟ وكَيفَ أتَمَثَّلُ به؟›.
أيَّامَ الكِتابِ المُقَدَّس
٥ أيُّ صُعوباتٍ مرَّ بها يَعْقُوب؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
٥ أيَّامَ الكِتابِ المُقَدَّس، مرَّ خُدَّامُ يَهْوَه بِصُعوباتٍ لم يتَوَقَّعوها. يَعْقُوب مَثَلًا، أوصاهُ أبوهُ أن يذهَبَ عِندَ خالِهِ المُؤْمِنِ لَابَان، ويَتَزَوَّجَ واحِدَةً مِن بَناتِه. وأكَّدَ لهُ أنَّ يَهْوَه سيُبارِكُهُ كَثيرًا على ذلِك. (تك ٢٨:١-٤) ويَعْقُوب أطاعَ أباه، وفعَلَ الصَّواب. فترَكَ كَنْعَان، وذهَبَ إلى بَيتِ لَابَان الَّذي كانَ عِندَهُ بِنتان: لَيْئَة ورَاحِيل. ويَعْقُوب أحَبَّ البِنتَ الصَّغيرَة، رَاحِيل. فوافَقَ أن يعمَلَ عِندَ أبيها سَبعَ سَنَواتٍ لِيَتَزَوَّجَها. (تك ٢٩:١٨) ولكنْ حصَلَ شَيءٌ لم يتَوَقَّعْهُ يَعْقُوب. فلَابَان غشَّه، وزوَّجَهُ بِنتَهُ الكَبيرَة لَيْئَة. بَعدَ أُسبوع، سمَحَ لَابَان لِيَعْقُوب أن يتَزَوَّجَ رَاحِيل أيضًا، ولكنْ بِشَرطِ أن يعمَلَ عِندَهُ سَبعَ سَنَواتٍ إضافِيَّة. (تك ٢٩:٢٥-٢٧) كما أنَّ لَابَان غشَّ يَعْقُوب في التَّعامُلاتِ التِّجارِيَّة. وهكَذا طَوالَ ٢٠ سَنَة، استَغَلَّ لَابَان يَعْقُوب. — تك ٣١:٤١، ٤٢.
٦ أيُّ صُعوباتٍ أُخرى مرَّ بها يَعْقُوب؟
٦ مرَّ يَعْقُوب بِصُعوباتٍ أُخرى. فعائِلَتُهُ كانَت كَبيرَة، وأبناؤُهُ لم يعيشوا معًا بِسَلام. حتَّى إنَّهُم باعوا أخاهُم يُوسُف. واثنانِ مِن أبنائِه، شَمْعُون ولَاوِي، جلَبا العارَ على العائِلَةِ وعلى اسْمِ يَهْوَه. كما ماتَت زَوجَتُهُ الحَبيبَة رَاحِيل أثناءَ وِلادَةِ ابْنِها الثَّاني. وفي كِبَرِه، اضطُرَّ يَعْقُوب أن ينتَقِلَ إلى مِصْر بِسَبَبِ مَجاعَة. — تك ٣٤:٣٠؛ ٣٥:١٦-١٩؛ ٣٧:٢٨؛ ٤٥:٩-١١، ٢٨.
٧ كَيفَ أظهَرَ يَهْوَه لِيَعْقُوب أنَّهُ راضٍ عنه؟
٧ رَغمَ كُلِّ الصُّعوبات، ظلَّ إيمانُ يَعْقُوب قَوِيًّا بِيَهْوَه ووُعودِه. ويَهْوَه بِدَورِه، أظهَرَ لِيَعْقُوب أنَّهُ راضٍ عنه. فرَغمَ غِشِّ خالِهِ لَابَان، بارَكَهُ يَهْوَه مادِّيًّا. تخَيَّلْ أيضًا كم فرِحَ يَعْقُوب حينَ جمَعَهُ يَهْوَه بِابْنِهِ يُوسُف، ابْنِهِ المُفَضَّلِ الَّذي ظنَّهُ مَيِّتًا مِن زَمان. إذًا، استَطاعَ يَعْقُوب أن يُواجِهَ كُلَّ الصُّعوباتِ لِأنَّهُ قوَّى عَلاقَتَهُ بِيَهْوَه. (تك ٣٠:٤٣؛ ٣٢:٩، ١٠؛ ٤٦:٢٨-٣٠) فلْنتَمَثَّلْ بهِ ونُقَوِّ عَلاقَتَنا بِيَهْوَه. وهكَذا، نقدِرُ أن نُواجِهَ الصُّعوباتِ غَيرَ المُتَوَقَّعَة.
٨ ماذا أرادَ دَاوُد أن يفعَل؟
٨ لم يقدِرِ المَلِكُ دَاوُد أن يُنجِزَ كُلَّ ما تمَنَّاهُ في خِدمَةِ يَهْوَه. فهو أرادَ أن يبنِيَ هَيكَلًا لِيَهْوَه. وحينَ أخبَرَ النَّبِيَّ نَاثَان عن رَغبَتِه، قالَ له: «إفعَلْ كُلَّ ما في قَلبِك، لِأنَّ اللّٰهَ معك». (١ أخ ١٧:١، ٢) تخَيَّلْ كم تحَمَّسَ دَاوُد حينَ سمِعَ هذِهِ الكَلِمات. ولا شَكَّ أنَّهُ بدَأَ يُخَطِّطُ فَورًا لِهذا المَشروعِ الضَّخم. ولكنْ ماذا حصَل؟
٩ ماذا فعَلَ دَاوُد بَعدَما سمِعَ خَبَرًا لم يتَوَقَّعْه؟
٩ عادَ النَّبِيُّ نَاثَان إلى دَاوُد بِخَبَرٍ لم يتَوَقَّعْه. ‹ففي تِلكَ اللَّيلَة›، طلَبَ يَهْوَه مِن نَاثَان أن يُخبِرَ دَاوُد أنَّ الهَيكَلَ لن يبنِيَهُ هو، بل أحَدُ أبنائِه. (١ أخ ١٧:٣، ٤، ١١، ١٢) فماذا فعَلَ دَاوُد؟ عدَّلَ خُطَطَه. فبدَأَ يجمَعُ المالَ ومَوادَّ البِناءِ كَي يُنَفِّذَ ابْنُهُ سُلَيْمَان هذا المَشروع. — ١ أخ ٢٩:١-٥.
١٠ كَيفَ بارَكَ يَهْوَه دَاوُد؟
١٠ مُباشَرَةً بَعدَما عرَفَ دَاوُد أنَّهُ لن يبنِيَ الهَيكَل، قطَعَ لهُ يَهْوَه عَهدًا: إنَّ أحَدَ أولادِهِ سيَحكُمُ إلى الأبَد. (٢ صم ٧:١٦) تخَيَّلْ إذًا كم سيَفرَحُ دَاوُد حينَ يقومُ في العالَمِ الجَديد، ويَعيشُ تَحتَ حُكمِ مَلِكٍ مِن أولادِه: يَسُوع المَسِيح. فماذا نتَعَلَّمُ مِن هذِهِ القِصَّة؟ أحيانًا، لا نقدِرُ أن نُنجِزَ كُلَّ ما نتَمَنَّاهُ في خِدمَةِ يَهْوَه. لكنَّ يَهْوَه قد يُخَبِّئُ لنا بَرَكاتٍ أُخرى لا تخطُرُ على بالِنا.
١١ كَيفَ بارَكَ يَهْوَه المَسيحِيِّينَ في القَرنِ الأوَّل؟ (أعمال ٦:٧)
١١ واجَهَ المَسيحِيُّونَ في القَرنِ الأوَّلِ صُعوباتٍ غَيرَ مُتَوَقَّعَة. مَثَلًا، كانوا يظُنُّونَ أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ ستأتي في أيَّامِهِم. لكنَّ هذا لم يحدُث. (أع ١:٦، ٧) فماذا فعَلوا؟ ظلُّوا مَشغولينَ بِعَمَلِ التَّبشير. وقدْ بارَكَ يَهْوَه جُهودَهُم. فالأخبارُ الحُلوَة انتَشَرَت في مَكانٍ بَعدَ آخَر. — إقرإ الأعمال ٦:٧.
١٢ ماذا فعَلَ المَسيحِيُّونَ الأوائِلُ حينَ حصَلَت مَجاعَة؟
١٢ واجَهَ المَسيحِيُّونَ الأوائِلُ صُعوبَةً أُخرى لم يتَوَقَّعوها. فقدْ حصَلَت مَجاعَةٌ «على المَسكونَةِ كُلِّها». (أع ١١:٢٨) تخَيَّلْ إذًا كَيفَ أثَّرَت هذِهِ المَجاعَةُ على المَسيحِيِّين. فلا شَكَّ أن رُؤوسَ العائِلاتِ قلِقوا وفكَّروا كَيفَ سيُؤَمِّنونَ لُقمَةَ العَيش. وماذا عنِ الشَّبابِ الَّذينَ كانوا يُخَطِّطونَ أن يُوَسِّعوا خِدمَتَهُم؟ هل دفَعَتهُمُ المَجاعَةُ أن يُؤَجِّلوا خُطَطَهُم؟ مِنَ الواضِحِ أنَّ المَسيحِيِّينَ تكَيَّفوا معَ الظُّروفِ الجَديدَة. فقدِ استَمَرُّوا يُبَشِّرونَ بِالوَسائِلِ المُمكِنَة. كما أرسَلوا إعانَةً لِإخوَتِهِم في اليَهُودِيَّة. — أع ١١:٢٩، ٣٠.
١٣ أيُّ بَرَكاتٍ تمَتَّعَ بها المَسيحِيُّونَ خِلالَ المَجاعَة؟
١٣ أيُّ بَرَكاتٍ تمَتَّعَ بها المَسيحِيُّونَ خِلالَ المَجاعَة؟ الإخوَةُ الَّذينَ استَلَموا الإعانَةَ لمَسوا اهتِمامَ يَهْوَه بهِم. (مت ٦:٣١-٣٣) ولا شَكَّ أنَّهُم صاروا أقرَبَ إلى إخوَتِهِمِ الَّذينَ ساعَدوهُم. أمَّا الإخوَةُ الَّذينَ أرسَلوا الإعانَة، ففرِحوا بِالعَطاء. (أع ٢٠:٣٥) ويَهْوَه بارَكَهُم كُلَّهُم لِأنَّهُم تكَيَّفوا مع تِلكَ الظُّروف.
١٤ ماذا حصَلَ مع بَرْنَابَا وبُولُس، وبِأيِّ نَتيجَة؟ (أعمال ١٤:٢١، ٢٢)
١٤ كَثيرًا ما تعَرَّضَ المَسيحِيُّونَ الأوائِلُ لِلاضطِهاد، وأحيانًا في وَقتٍ لم يتَوَقَّعوه. لاحِظْ مَثَلًا ماذا حصَلَ مع بَرْنَابَا وبُولُس حينَ بشَّرا في لِسْتَرَة. ففي البِدايَة، قبِلَ النَّاسُ رِسالَتَهُما بِفَرَح. ولكنْ لاحِقًا، أتى مُقاوِمونَ وأثَّروا على هؤُلاءِ النَّاس. حتَّى إنَّ بَعضَ هؤُلاءِ النَّاسِ رجَموا بُولُس، ثُمَّ جرُّوهُ إلى خارِجِ المَدينَة، ظانِّينَ أنَّهُ مات. (أع ١٤:١٩) رَغمَ ذلِك، استَمَرَّ بُولُس وبَرْنَابَا يُبَشِّرانِ في مَكانٍ آخَر. والنَّتيجَة؟ «تلمَذا كَثيرين»، وشجَّعا الإخوَةَ بِكَلامِهِما ومِثالِهِما. (إقرإ الأعمال ١٤:٢١، ٢٢.) فقدْ ساعَدا كَثيرينَ لِأنَّهُما ثبَتا في وَجهِ الاضطِهادِ المُفاجِئ. نَحنُ أيضًا، سيُبارِكُنا يَهْوَه حينَ نثبُتُ في وَجهِ الاضطِهاد، ونُواصِلُ العَمَلَ الَّذي أعطاهُ لنا.
في أيَّامِنا
١٥ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ الأخ مَاكْمِيلَان؟
١٥ توَقَّعَ كَثيرونَ مِن شَعبِ يَهْوَه أنَّهُم سيَنالونَ مُكافَأتَهُمُ السَّماوِيَّة سَنَةَ ١٩١٤. والأخ مَاكْمِيلَان هو واحِدٌ مِنهُم. فحينَ قدَّمَ خِطابًا في أيْلُول (سِبْتَمْبِر) ١٩١٤، قال: «هذا هو على الأرجَحِ الخِطابُ العامُّ الأخيرُ الَّذي أُلقيه». ولكنْ طَبعًا، لم يكُنْ ذلِك خِطابَهُ الأخير. لِذا كتَبَ الأخ مَاكْمِيلَان لاحِقًا: «كانَ البَعضُ مِنَّا مُستَعجِلًا . . . في التَّفكيرِ أنَّنا ذاهِبونَ إلى السَّماءِ فَورًا». لكنَّهُ أضاف: «الأمرُ الَّذي علَينا القِيامُ بهِ هو أن نبقى مَشغولينَ بِخِدمَةِ الرَّبّ». وهذا ما فعَلَهُ الأخ مَاكْمِيلَان. فقدْ ظلَّ مَشغولًا في عَمَلِ التَّبشير. كما شجَّعَ الكَثيرَ مِنَ الإخوَةِ المَسجونينَ بِسَبَبِ حِيادِهِم. وحتَّى حينَ كبِرَ في العُمر، ظلَّ يحضُرُ الاجتِماعاتِ بِانتِظام. ففيما انتَظَرَ مُكافَأتَهُ السَّماوِيَّة، استَغَلَّ وَقتَهُ بِأفضَلِ طَريقَة. وكَيفَ استَفادَ مِن ذلِك؟ كتَبَ قَبلَ مَوتِهِ سَنَةَ ١٩٦٦: «إيماني لم يضعُفْ أبَدًا». فِعلًا، رسَمَ الأخ مَاكْمِيلَان مِثالًا رائِعًا لنا كُلِّنا، خُصوصًا إذا طالَ انتِظارُنا لِلنِّهايَةِ أكثَرَ مِمَّا توَقَّعنا. — عب ١٣:٧.
١٦ أيُّ مُشكِلَةٍ غَيرِ مُتَوَقَّعَةٍ حصَلَت لِلأخ جِينِينْغْز وزَوجَتِه؟ (يعقوب ٤:١٤)
١٦ يُصابُ كَثيرونَ مِن شَعبِ يَهْوَه بِأمراضٍ لم يتَوَقَّعوها. لاحِظْ مَثَلًا ماذا حصَلَ معَ الأخ هِيرْبِرْت جِينِينْغْز. b ففي قِصَّةِ حَياتِه، أخبَرَ كم تمَتَّعَ هو وزَوجَتُهُ بِالخِدمَةِ الإرسالِيَّة في غَانَا. لكنَّهُ أُصيبَ بِمَرَضٍ شَديدٍ يُسَبِّبُ اضطِرابًا في المِزاج. وفي اختِبارِه، وصَفَ هذا المَرَضَ بِأنَّهُ «‹غَدٌ› لم نحسِبْ لهُ حِسابًا»، بِناءً على كَلِماتِ يَعْقُوب . (إقرأها.) ثُمَّ كتَب: «واجَهنا الواقِعَ وخطَّطنا لِنترُكَ غَانَا وأصدِقاءَنا الأحِمَّاءَ الكَثيرينَ ونعودَ إلى كَنَدَا [لِلعِلاج]». لكنَّ يَهْوَه ساعَدَ الأخ جِينِينْغْز وزَوجَتَهُ أن يستَمِرَّا في خِدمَتِهِ بِأمانَة، رَغمَ كُلِّ الصُّعوبات. ٤:١٤
١٧ كَيفَ تأثَّرَ كَثيرونَ بِمِثالِ الأخ جِينِينْغْز؟
١٧ تأثَّرَ كَثيرونَ بِتَعابيرِ الأخ جِينِينْغْز الصَّادِقَة. كتَبَت أُخت: «لم تُحَرِّكْ مَقالَةٌ مَشاعِري كما حرَّكَتها هذِهِ المَقالَة. . . . قِراءَةُ اختِبارِ الأخ جِينِينْغْز وكَيفَ اضطُرَّ إلى التَّوَقُّفِ عن تَعيينِهِ لِيَعتَنِيَ بِصِحَّتِهِ نَتيجَةَ المَرَضِ ساعَدَتني على النَّظَرِ بِاتِّزانٍ إلى حالَتي». بِشَكلٍ مُماثِل، كتَبَ أخ: «بَعدَ أن خدَمتُ كشَيخٍ في الجَماعَةِ مُدَّةَ عَشرِ سِنين، اضطُرِرتُ إلى التَّخَلِّي عن هذا الامتِيازِ بِسَبَبِ مَرَضٍ عَقلِيّ. فأحسَستُ بِفَشَلٍ ذَريع، حتَّى إنَّني غالِبًا ما شعَرتُ بِالإحباطِ عِندَ قِراءَةِ المَقالاتِ الَّتي تروي قِصَصَ حَياة». لكنَّهُ ذكَرَ أنَّ ‹احتِمالَ الأخ جِينِينْغْز قوَّاهُ كَثيرًا›. إذًا، حتَّى حينَ نمُرُّ بِمَصاعِبَ غَيرِ مُتَوَقَّعَة، نقدِرُ أن نُشَجِّعَ الآخَرينَ بِإيمانِنا واحتِمالِنا. — ١ بط ٥:٩.
١٨ ماذا تتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ الأُختِ الأرمَلَة؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
١٨ أثَّرَت كَوارِثُ مِثلُ كُوفِيد-١٩ على كَثيرينَ مِن شَعبِ يَهْوَه. لاحِظْ مَثَلًا ماذا حصَلَ لِأُختٍ أرمَلَة وبِنتِها في نَيْجِيرْيَا. ففي صَباحِ أحَدِ الأيَّام، طبَخَت هذِهِ الأُختُ آخِرَ كوبِ أرُزٍّ كانَ في البَيت، ولم يعُدْ عِندَها أيُّ مالٍ أو طَعام. فسألَتها بِنتُها ماذا ستفعَلانِ بَعدَ ذلِك. فأوضَحَت لها أنَّهُما ستتَمَثَّلانِ بِأرمَلَةِ صَرْفَة: فسَتطبُخانِ هذِهِ الوَجبَةَ الأخيرَة، وتتَّكِلانِ على يَهْوَه. (١ مل ١٧:٨-١٦) ولكنْ قَبلَ أن تُفَكِّرا حتَّى ماذا ستأكُلانِ في الغَداء، وصَلَتهُما مُؤَنُ إغاثَةٍ مِنَ الإخوَة. وهكَذا، صارَ عِندَهُما طَعامٌ كافٍ لِأكثَرَ مِن أُسبوعَين. فتعَجَّبَتِ الأُختُ كم تجاوَبَ يَهْوَه بِسُرعَةٍ مع ما قالَتهُ لِبِنتِها. إذًا، حينَ نتَّكِلُ على يَهْوَه خِلالَ الصُّعوبات، نقتَرِبُ أكثَرَ إلَيه. — ١ بط ٥:٦، ٧.
١٩ أيُّ اضطِهادٍ تعَرَّضَ لهُ الأخ يِرْشُوف؟
١٩ في السَّنَواتِ الأخيرَة، تعَرَّضَ إخوَةٌ كَثيرونَ لِاضطِهادٍ مُفاجِئ. ومِنهُمُ الأخ أَلِكْسِي يِرْشُوف في رُوسِيَا. فحينَ اعتَمَدَ سَنَةَ ١٩٩٤، تمَتَّعَ شَعبُ يَهْوَه هُناك بِمِقدارٍ مِنَ الحُرِّيَّة. ولكنْ في السَّنَواتِ اللَّاحِقَة، تغَيَّرَ الوَضعُ في رُوسِيَا. وسَنَةَ ٢٠٢٠، داهَمَتِ السُّلُطاتُ بَيتَ الأخ يِرْشُوف، فتَّشَته، وصادَرَت أشياءَ كَثيرَة مِنه. وبَعدَ عِدَّةِ أشهُر، وجَّهَت إلَيهِ تُهَمًا جِنائِيَّة. ولِلأسَفِ الشَّديد، كانَتِ التُّهَمُ مُؤَسَّسَةً على فيديواتٍ سجَّلَها شَخصٌ مثَّلَ لِأكثَرَ مِن سَنَةٍ أنَّهُ مُهتَمّ.
٢٠ كَيفَ قوَّى الأخ يِرْشُوف عَلاقَتَهُ بِيَهْوَه؟
٢٠ هل هُناك ناحِيَةٌ إيجابِيَّة لِما حدَثَ معَ الأخ يِرْشُوف؟ نَعَم. فقدْ قوِيَت عَلاقَتُهُ بِيَهْوَه. يُخبِر: «صِرتُ أُصَلِّي أكثَرَ مع زَوجَتي. فدونَ مُساعَدَةِ يَهْوَه، لا أقدِرُ أن أتَحَمَّلَ هذا الوَضع». ويُضيف: «الدَّرسُ الشَّخصِيُّ يرفَعُ مَعنَوِيَّاتي. فحينَ أتَأمَّلُ في قِصَصِ الخُدَّامِ الأُمَناءِ في الماضي، أرى كم مُهِمٌّ أن أبقى هادِئًا وأثِقُ بِيَهْوَه».
٢١ ماذا تعَلَّمنا في هذِهِ المَقالَة؟
٢١ ماذا تعَلَّمنا في هذِهِ المَقالَة؟ لا شَيءَ مَضمونٌ في هذا العالَم. لكنَّ يَهْوَه سيُساعِدُنا دائِمًا حينَ نتَّكِلُ علَيه. فكما تقولُ آيَتُنا الرَّئيسِيَّة: «مَصائِبُ المُستَقيمِ كَثيرَة، لكنَّ يَهْوَه يُخَلِّصُهُ مِنها كُلِّها». (مز ٣٤:١٩) فلْنُرَكِّزْ إذًا على دَعمِ يَهْوَه لنا، لا على الصُّعوباتِ الَّتي نمُرُّ بها. وهكَذا، نقولُ مِثلَ الرَّسولِ بُولُس: «أنا أقدِرُ أن أفعَلَ كُلَّ شَيءٍ بِفَضلِ الَّذي يُعْطيني القُوَّة». — في ٤:١٣.
التَّرنيمَة ٣٨ لن يترُكَك!
a في هذا العالَم، قد نمُرُّ بِصُعوباتٍ لا نتَوَقَّعُها. لكنَّنا نثِقُ أنَّ يَهْوَه سيَدعَمُنا دائِمًا. فلْنرَ كَيفَ دعَمَ خُدَّامَهُ في الماضي، وكَيفَ يدعَمُ خُدَّامَهُ اليَوم. وهكَذا، نزيدُ ثِقَتَنا أنَّهُ سيَدعَمُنا نَحنُ أيضًا حينَ نتَّكِلُ علَيه.