مقالة الدرس ١٧
التَّرنيمَة ١١١ كَثيرَةٌ أفراحُنا
لا تترك أبدًا الفردوس الروحي
«إبتَهِجوا وافرَحوا إلى الأبَدِ بِما أنا خالِق». — إش ٦٥:١٨.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
سنَرى كَيفَ يُفيدُنا الفِردَوسُ الرُّوحِيُّ وكَيفَ نَجذِبُ الآخَرينَ إلَيه.
١ ما هوَ الفِردَوسُ الرُّوحِيّ، وماذا يَجِبُ أن يَكونَ تَصميمُنا؟
هُناك فِردَوسٌ على الأرضِ اليَومَ مَليءٌ بِالحَياةِ والنَّشاط. يَعيشُ فيهِ مَلايينُ الأشخاصِ ويَنعَمونَ بِالسَّلامِ الحَقيقِيّ. والَّذينَ في هذا الفِردَوسِ مُصَمِّمونَ أن لا يَترُكوهُ أبَدًا. وأكثَرُ مِن ذلِك، يُريدونَ أن يَنضَمَّ إلَيهِم أكبَرُ عَدَدٍ مِنَ النَّاسِ لِيَتَمَتَّعوا معًا بِهذا الجَوِّ المُمَيَّز. عن أيِّ فِردَوسٍ نَتَكَلَّم؟ عنِ الفِردَوسِ الرُّوحِيّ! a
٢ ما اللَّافِتُ في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟
٢ مِنَ اللَّافِتِ جِدًّا أنَّ يَهْوَه أوْجَدَ بيئَةً نَقِيَّة كُلُّها صَفاءٌ وَسَطَ عالَمٍ حَوَّلَهُ الشَّيْطَان إلى مَكانٍ خَطِرٍ مَليءٍ بِالكَراهِيَةِ والشَّرّ. (١ يو ٥:١٩؛ رؤ ١٢:١٢) فإلهُنا المُحِبُّ يَرى الأذى الَّذي يُسَبِّبُهُ هذا العالَم، ويُعْطينا الأمانَ الَّذي نَحتاجُ إلَيهِ لِنَنْمُوَ ونَتَقَدَّمَ روحِيًّا. وكَلِمَتُهُ تَصِفُ الفِردَوسَ الرُّوحِيَّ بِأنَّهُ «مَلجَأٌ» و «جَنَّةٌ مَرْوِيَّة». (إش ٤:٦؛ ٥٨:١١) وبِبَرَكَةِ يَهْوَه، يَقدِرُ سُكَّانُ هذا الفِردَوسِ أن يَعيشوا حَياةً حُلْوَة في هذِهِ الأيَّامِ الأخيرَةِ الصَّعبَة. — إش ٥٤:١٤؛ ٢ تي ٣:١.
٣ كَيفَ تَمَّت إشَعْيَا الفَصل ٦٥ في الأزمِنَةِ القَديمَة؟
٣ وَصَفَ يَهْوَه بِواسِطَةِ النَّبِيِّ إشَعْيَا كَيفَ ستَكونُ حَياةُ الَّذينَ يَعيشونَ في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ. وتَجِدُ هذا الوَصفَ في نُبُوَّةِ إشَعْيَا الفَصل ٦٥ الَّتي كانَ لها إتمامٌ أوَّلٌ سَنَةَ ٥٣٧ قم. ففي ذلِكَ الوَقت، تَحَرَّرَ اليَهُودُ التَّائِبونَ مِنَ الأسْرِ في بَابِل وعادوا إلى أرضِهِم. وقد بارَكَ يَهْوَه شَعبَهُ وساعَدَهُم لِيَجعَلوا أُورُشَلِيم المُدَمَّرَة مَدينَةً جَميلَة مِن جَديد، ويَرُدُّوا هَيكَلَها مَركَزًا لِلعِبادَةِ النَّقِيَّة في إسْرَائِيل. — إش ٥١:١١؛ زك ٨:٣.
٤ ما هوَ الإتمامُ العَصرِيُّ لِإشَعْيَا الفَصل ٦٥؟
٤ الإتمامُ الثَّاني لِنُبُوَّةِ إشَعْيَا بَدَأ سَنَةَ ١٩١٩ بم، حينَ تَحَرَّرَ عُبَّادُ يَهْوَه العَصرِيُّونَ مِنَ الأسْرِ في بَابِل العَظيمَة. ثُمَّ بَدَأَ الفِردَوسُ الرُّوحِيُّ يَنتَشِرُ في كُلِّ أنحاءِ الأرض. فالمُنادونَ الحَماسِيُّونَ بِمَملَكَةِ اللّٰهِ شَكَّلوا جَماعاتٍ كَثيرَة وبَدَأوا يُنتِجونَ ثَمَرًا روحِيًّا. والأشخاصُ الَّذينَ كانَت صِفاتُهُم عَنيفَةً وشَخصِيَّتُهُم شَرِسَةً «لَبِسوا الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة الَّتي خُلِقَت بِحَسَبِ مَشيئَةِ اللّٰه». (أف ٤:٢٤) طَبعًا، جُزْءٌ كَبيرٌ مِنَ البَرَكاتِ الَّتي وَصَفَها إشَعْيَا سيَتَحَقَّقُ حَرفِيًّا في المُستَقبَلِ في العالَمِ الجَديد. ولكنْ حتَّى في الوَقتِ الحاضِر، نَحنُ نَنعَمُ بِفَوائِدَ كَثيرَة. لِنَرَ معًا كَيفَ يُؤَثِّرُ هذا الفِردَوسُ الرُّوحِيُّ علَينا ولِماذا لا يَجِبُ أبَدًا أن نَترُكَه.
صِفاتُ الَّذينَ في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ
٥ حَسَبَ الوَعدِ في إشَعْيَا ٦٥:١٣، بِماذا نَتَمَتَّعُ داخِلَ الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟
٥ مُنتَعِشونَ وصِحَّتُهُم جَيِّدَة. تُبرِزُ نُبُوَّةُ إشَعْيَا الفَرقَ الكَبيرَ بَينَ حَياةِ الَّذينَ داخِلَ الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ وحَياةِ الَّذينَ خارِجَه. (إقرأ إشعيا ٦٥:١٣.) فيَهْوَه يُشبِعُ بِكَرَمٍ حاجاتِ عُبَّادِهِ الرُّوحِيَّة. فلَدَينا روحُهُ القُدُس، كَلِمَتُهُ المَكتوبَة، ووَفرَةٌ مِنَ الطَّعامِ الرُّوحِيّ. لِذلِك نَحنُ ‹نَأكُلُ ونَشرَبُ ونَفرَح›. (قارن الرؤيا ٢٢:١٧.) بِالمُقابِل، الَّذينَ خارِجَ الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ ‹يَجوعونَ ويَعطَشونَ ويَخْزَوْن›. فحاجاتُهُمُ الرُّوحِيَّة لَيسَت مُؤَمَّنَة. — عا ٨:١١.
٦ كَيفَ تَصِفُ يُوئِيل ٢:٢١-٢٤ الأطعِمَةَ الرُّوحِيَّة المُتَوَفِّرَة لَدَينا، وكَيفَ تُفيدُنا هذِهِ الأطعِمَة؟
٦ أشارَ يُوئِيل في نُبُوَّتِهِ إلى أشياءَ ضَرورِيَّة لِلحَياة، مِثلِ الحُبوبِ والنَّبيذِ وزَيتِ الزَّيتون، لِيُظهِرَ أنَّ يَهْوَه يُزَوِّدُ شَعبَهُ بِكَرَمٍ ما يَحتاجونَ إلَيه، بِما في ذلِكَ الطَّعامُ الرُّوحِيّ. (يوء ٢:٢١-٢٤) وهو يَفعَلُ ذلِك مِن خِلالِ الكِتابِ المُقَدَّسِ ومَطبوعاتِنا المُؤَسَّسَة علَيه، مَوقِعِنا الإلِكتُرونِيّ، وكَذلِكَ اجتِماعاتِنا الأُسبوعِيَّة والدَّائِرِيَّة والسَّنَوِيَّة. ونَحنُ نَقدِرُ أن نَتَناوَلَ كُلَّ يَومٍ مِن هذِهِ الأطعِمَةِ الرُّوحِيَّة، ونَصيرَ بِالتَّالي أكثَرَ انتِعاشًا وبِصِحَّةٍ أفضَل.
٧ ما الَّذي يَجعَلُ قَلبَنا فَرحانًا؟ (إشعيا ٦٥:١٤)
٧ سُعَداءُ وراضونَ بِحَياتِهِم. شَعبُ اللّٰهِ «يُهَلِّلونَ» لِأنَّ قُلوبَهُم تَفيضُ بِالتَّقدير. (إقرأ إشعيا ٦٥:١٤.) فالحَقائِقُ المُشَجِّعَة والوُعودُ المُطَمِّنَة في كَلِمَةِ اللّٰهِ وأمَلُنا الأكيدُ المُؤَسَّسُ على فِديَةِ المَسِيح، كُلُّ هذِهِ الأُمورِ تَجعَلُ قَلبَنا فَرحانًا. والتَّحَدُّثُ عنها مع إخوَتِنا وأخَواتِنا الرُّوحِيِّينَ يُشعِرُنا بِالسَّعادَةِ الحَقيقِيَّة. — مز ٣٤:٨؛ ١٣٣:١-٣.
٨ ما هُما اثنَتانِ مِنَ الميزاتِ الأساسِيَّة في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟
٨ المَحَبَّةُ والوَحدَةُ بَينَ شَعبِ يَهْوَه ميزَتانِ أساسِيَّتانِ في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ. ‹فرِباطُ الوَحدَةِ› هذا يُعْطينا لَمحَةً عنِ الحَياةِ في العالَمِ الجَديد، حَيثُ سيَتَمَتَّعُ خُدَّامُ يَهْوَه بِمَحَبَّةٍ ووَحدَةٍ أعظَمَ مِمَّا لَدَيهِمِ اليَوم. (كو ٣:١٤) تُخبِرُ أُختٌ ماذا لَفَتَ انتِباهَها في شَعبِ يَهْوَه حينَ الْتَقَتهُم لِأوَّلَ مَرَّة: «لم أكُنْ أعرِفُ كَيفَ أكونُ سَعيدَة، ولا حتَّى مع عائِلَتي. أوَّلَ مَرَّةٍ رَأيْتُ فيها أحَدًا يَعيشُ المَحَبَّةَ كانَ ذلِك بَينَ شُهودِ يَهْوَه». وكُلُّ مَن يُريدُ أن يَكونَ سَعيدًا وراضِيًا بِالمَعْنى الحَقيقِيِّ يَجِبُ أن يُجَرِّبَ الحَياةَ في فِردَوسِنا الرُّوحِيّ. ومَهْما كانَ رَأْيُ النَّاسِ في خُدَّامِ يَهْوَه، فلَدَيهِمِ اسْمٌ جَيِّد، أو سُمعَةٌ حَسَنَة، أمامَ يَهْوَه وضِمنَ عائِلَتِهِ العالَمِيَّة. — إش ٦٥:١٥.
٩ ماذا تَعِدُنا إشَعْيَا ٦٥:١٦، ١٧ بِخُصوصِ مَشاكِلِ الحَياة؟
٩ هادِئونَ ومُرتاحون. تَقولُ إشَعْيَا ٦٥:١٤ إنَّ الَّذينَ يَختارونَ أن يَبْقَوْا خارِجَ الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ ‹يَصرُخونَ مِن وَجَعِ القَلب، ويُوَلوِلونَ مِنِ انكِسارِ الرُّوح›. ولكنْ ماذا عن كُلِّ ما يُسَبِّبُ الألَمَ والعَذابَ لِشَعبِ اللّٰه؟ في الآخِر، هذِهِ الأشياءُ سَوفَ «تُنْسى وتُستَرُ عن عَيْنَيِ» اللّٰه. (إقرأ إشعيا ٦٥:١٦، ١٧.) فيَهْوَه سيُزيلُ كُلَّ مَشاكِلِنا. وشَيئًا فشَيئًا، سيُشْفى الوَجَعُ الَّذي سَبَّبَتهُ هذِهِ الذِّكرَيات.
١٠ لِماذا تَشعُرُ أنَّها بَرَكَةٌ أن تَكونَ مع إخوَتِكَ وأخَواتِكَ المَسِيحِيِّين؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٠ حتَّى في الوَقتِ الحاضِر، نَرتاحُ نَفْسِيًّا عِندَما نَكونُ في اجتِماعاتِنا المَسِيحِيَّة. ففي هذِهِ الاجتِماعات، نَشعُرُ بِالهُدوءِ ونَرْمي وَراءَنا كُلَّ ضُغوطِ هذا العالَمِ الشِّرِّير. ونَحنُ نُساهِمُ في هذا الجَوِّ الرُّوحِيِّ المُريحِ عِندَما نُعَبِّرُ عنِ المَحَبَّة، الفَرَح، السَّلام، اللُّطف، والوَداعَة، الَّتي هي جُزْءٌ مِن ثَمَرِ روحِ اللّٰه. (غل ٥:٢٢، ٢٣) فيا لها مِن بَرَكَةٍ أن نَنتَمِيَ إلى هَيئَةِ اللّٰه! والَّذينَ يَبْقَوْنَ في الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ سيَرَوْنَ الإتمامَ الكامِلَ لِوَعدِ اللّٰهِ بِأن يَجلُبَ «سَمواتٍ جَديدَة وأرضًا جَديدَة».
١١ حَسَبَ إشَعْيَا ٦٥:١٨، ١٩، كَيفَ يَجِبُ أن يُؤَثِّرَ علَينا الفِردَوسُ الرُّوحِيُّ الَّذي أوْجَدَهُ يَهْوَه؟
١١ مُتَحَمِّسونَ وشاكِرونَ لِلّٰه. يُتابِعُ إشَعْيَا لِيُخبِرَنا الأسبابَ العَديدَة الَّتي لَدَينا كَي ‹نَبتَهِجَ ونَفرَحَ› في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ. فهذِهِ البيئَةُ أوْجَدَها يَهْوَه. (إقرأ إشعيا ٦٥:١٨، ١٩.) ولا نَستَغرِبُ أن يَستَخدِمَنا يَهْوَه لِنُساعِدَ النَّاسَ أن يَخرُجوا مِن هَيئاتِ هذا العالَمِ القَديمِ الجافَّة روحِيًّا، ويَدخُلوا إلى فِردَوسِنا الرُّوحِيِّ الجَميل. فنَحنُ فَرِحونَ بِالبَرَكاتِ الَّتي نَتَمَتَّعُ بها لِأنَّنا في الحَقّ، ومُتَحَمِّسونَ لِنُخبِرَ الآخَرينَ عنها. — إر ٣١:١٢.
١٢ كَيفَ تَشعُرُ حينَ تَقرَأُ الوُعودَ في إشَعْيَا ٦٥:٢٠-٢٤، ولِماذا؟
١٢ أيضًا، نَحنُ شاكِرونَ لِلّٰه ومُتَحَمِّسونَ لِلأمَلِ الَّذي لَدَينا لِأنَّنا نَسكُنُ الآنَ في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ. فَكِّرْ في كُلِّ ما سنَراهُ ونَفعَلُهُ في عالَمِ اللّٰهِ الجَديد! يَعِدُ الكِتابُ المُقَدَّس: «لا يَكونُ هُناك بَعد رَضيعٌ يَعيشُ أيَّامًا مَعدودَة، ولا شَيخٌ لم يُكمِلْ أيَّامَه». وسَوفَ ‹نَبْني بُيوتًا ونَسكُنُ فيها، ونَغرِسُ كُرومًا ونَأكُلُ ثَمَرَها›. أيضًا، ‹لن نَتعَبَ باطِلًا› لِأنَّنا ‹مُبارَكونَ مِن يَهْوَه›. فهو يَعِدُنا بِحَياةٍ آمِنَة ومُمتِعَة لها هَدَفٌ حَقيقِيّ. وحتَّى ‹قَبلَما نَدْعو›، سيَعرِفُ اللّٰهُ حاجاتِ كُلِّ واحِدٍ مِنَّا ويُشبِعُ «رَغبَةَ كُلِّ كائِنٍ حَيّ». — إش ٦٥:٢٠-٢٤؛ مز ١٤٥:١٦.
١٣ كَيفَ تَصِفُ إشَعْيَا ٦٥:٢٥ التَّغييراتِ الَّتي يَعمَلُها النَّاسُ في حَياتِهِم حينَ يَبدَأونَ بِخِدمَةِ يَهْوَه؟
١٣ مُسالِمونَ وآمِنون. بِمُساعَدَةِ روحِ اللّٰه، كَثيرونَ مِمَّن كانَت شَخصِيَّتُهُم شَرِسَةً عَمِلوا تَغييراتٍ جَذرِيَّة في حَياتِهِم. (إقرأ إشعيا ٦٥:٢٥.) فكَأنَّهُم رَوَّضوا الصِّفاتِ البَشِعَة الَّتي كانَت لَدَيهِم. (رو ١٢:٢؛ أف ٤:٢٢-٢٤) طَبعًا، لا يَزالُ خُدَّامُ اللّٰهِ ناقِصينَ وسَيَظَلُّونَ يَرتَكِبونَ الأخطاء. لكنَّ يَهْوَه يُوَحِّدُ «شَتَّى النَّاسِ» في رِباطٍ قَوِيٍّ مِنَ المَحَبَّةِ والسَّلام. (تي ٢:١١) وهذِه فِعلًا عَجيبَةٌ وَحْدَهُ اللّٰهُ القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ يَستَطيعُ أن يَصنَعَها!
١٤ كَيفَ انطَبَقَت إشَعْيَا ٦٥:٢٥ على أحَدِ الإخوَة؟
١٤ وهل يَقدِرُ النَّاسُ فِعلًا أن يُغَيِّروا شَخصِيَّتَهُم؟ إلَيكَ اختِبارَ شابٍّ كانَ يَعيشُ حَياةً فاسِدَة وعَنيفَة. فبِعُمرِ ٢٠ سَنَة، كانَ قد دَخَلَ إلى السِّجنِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ لِأنَّهُ تَوَرَّطَ في سَرِقَةِ السَّيَّارات، عَمَلِيَّاتِ السَّطو، وغَيرِها مِنَ الجَرائِمِ الخَطيرَة. وكانَ يَفتَعِلُ المَشاكِلَ مع أيٍّ كان. ولكنْ حينَ سَمِعَ لِأوَّلِ مَرَّةٍ الحَقَّ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس وبَدَأ يَحضُرُ اجتِماعاتِ شُهودِ يَهْوَه، اقتَنَعَ أنَّهُ وَجَدَ هَدَفًا يَعيشُ مِن أجْلِه: الفِردَوسَ الرُّوحِيّ. وبَعدَ أن صارَ شاهِدًا مُعتَمِدًا، كانَ دائِمًا يُفَكِّرُ كَيفَ انطَبَقَت علَيهِ إشَعْيَا ٦٥:٢٥. فهو تَحَوَّلَ مِن أسَدٍ شَرِسٍ إلى خَروفٍ مُسالِم.
١٥ لِماذا نُريدُ أن نَدْعُوَ الآخَرينَ كَي يَصيروا جُزْءًا مِنَ الفِردَوسِ الرُّوحِيّ، وكَيفَ نَفعَلُ ذلِك؟
١٥ تَبدَأُ إشَعْيَا ٦٥:١٣ بِالكَلِمات: «هكَذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ يَهْوَه». وتَنتَهي الآيَة ٢٥ بِالجُملَة: «قالَ يَهْوَه». وما يَقولُهُ يَهْوَه يَتَحَقَّقُ دائِمًا. (إش ٥٥:١٠، ١١) فالفِردَوسُ الرُّوحِيُّ صارَ حَقيقَة. يَهْوَه أوجَدَ عائِلَةً عالَمِيَّة مُمَيَّزَة جِدًّا. فبَينَ شَعبِه، نَجِدُ سَلامًا نِسبِيًّا ونَعيشُ في واحَةٍ آمِنَة وَسَطَ عالَمٍ عَنيف. (مز ٧٢:٧) ولِهذِهِ الأسباب، نُريدُ أن نُساعِدَ أكبَرَ عَدَدٍ مِنَ النَّاسِ أن يَصيروا جُزْءًا مِن عائِلَتِنا المَسِيحِيَّة. ونَفعَلُ ذلِك حينَ نُرَكِّزُ على تَعليمِهِم كَي يُصبِحوا تَلاميذَ لِيَسُوع. — مت ٢٨:١٩، ٢٠.
كَيفَ تَجذِبُ الآخَرينَ إلى الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟
١٦ كَيفَ يَنجَذِبُ النَّاسُ إلى الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟
١٦ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا لَدَيهِ دَورٌ مُهِمٌّ في جَعلِ الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ جَذَّابًا لِلآخَرين. ونَقدِرُ أن نَقومَ بِهذا الدَّورِ إذا تَمَثَّلنا بِيَهْوَه. فهو لا يُدخِلُ النَّاسَ بِالقُوَّةِ إلى هَيئَتِه، بل ‹يَجذِبُهُم› إلَيهِ بِرِقَّة. (يو ٦:٤٤؛ إر ٣١:٣) فحينَ يَتَعَلَّمُ الَّذينَ قُلوبُهُم طَيِّبَة عن صِفاتِ يَهْوَه الرَّائِعَة ويَتَعَرَّفونَ على شَخصِيَّتِهِ اللَّطيفَة، لا يَقدِرونَ أن يُقاوِموا طيبَتَه، فيَنجَذِبونَ هُم بِدَورِهِم إلَيه. وماذا عنَّا؟ كَيفَ نَقدِرُ نَحنُ مِن خِلالِ صِفاتِنا الحُلْوَة وسُلوكِنا الجَيِّدِ أن نَجذِبَ النَّاسَ إلى الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟
١٧ كَيفَ نَجذِبُ الآخَرينَ إلى الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟
١٧ وإحْدى الطُّرُقِ لِنَجذِبَ الآخَرينَ إلى الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ هي أن نُعامِلَ رِفاقَنا المُؤْمِنينَ بِمَحَبَّةٍ ولُطف. فحينَ يَحضُرُ الجُدُدُ اجتِماعاتِنا المَسِيحِيَّة، نُريدُ أن يَصِلوا إلى الاستِنتاجِ الَّذي وَصَلَ إلَيهِ غَيرُ المُؤْمِنينَ الَّذينَ حَضَروا على الأرجَحِ الاجتِماعاتِ في كُورِنْثُوس القَديمَة. فهُم قالوا: «إنَّ اللّٰهَ بِالحَقيقَةِ بَينَكُم». (١ كو ١٤:٢٤، ٢٥؛ زك ٨:٢٣) لِذا يَلزَمُ أن نُطَبِّقَ دائِمًا النَّصيحَة: «سالِموا بَعضُكُم بَعضًا». — ١ تس ٥:١٣.
١٨ ماذا قد يَجذِبُ النَّاسَ إلى هَيئَتِنا؟
١٨ جَيِّدٌ أن نُحاوِلَ دائِمًا أن نَرى إخوَتَنا المَسِيحِيِّينَ كما يَراهُم يَهْوَه. ونَفعَلُ ذلِك حينَ نُرَكِّزُ على صِفاتِهِمِ الجَيِّدَة لا على ضَعَفاتِهِم، الَّتي ستَزولُ في النِّهايَة. وبِإمكانِنا أن نَحُلَّ أيَّ خِلافٍ بَينَنا بِروحِ المَحَبَّةِ حينَ نَكونُ دائِمًا ‹لُطَفاءَ بَعضُنا نَحوَ بَعض، ذَوي حَنان، مُسامِحينَ بَعضُنا بَعضًا›. (أف ٤:٣٢) وعِندَئِذٍ سيَجذِبُ الفِردَوسُ الرُّوحِيُّ الَّذينَ يُريدونَ أن يَلْقَوْا نَفْسَ المُعامَلَة. b
إبْقَ في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ
١٩ (أ) حَسَبَ الإطار « خَرَجوا . . . لكِنَّهم عادوا!»، ماذا قالَ البَعضُ بَعدَ أن رَجَعوا إلى الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟ (ب) علامَ يَجِبُ أن نُصَمِّم؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٩ كم نُقَدِّرُ فِردَوسَنا الرُّوحِيّ! إنَّهُ يَزدادُ جَمالًا يَومًا بَعدَ يَوم، وخاصَّةً لِأنَّ عَدَدَ الَّذينَ يُمَجِّدونَ يَهْوَه فيهِ أكثَرُ مِن أيِّ وَقتٍ مَضى. فلْنَشكُرْ يَهْوَه دائِمًا على هذا الفِردَوسِ الَّذي أوْجَدَهُ مِن أجْلِنا. وكُلُّ مَن يُريدُ أن يَكونَ مُنتَعِشًا، راضِيًا بِحَياتِه، هادِئًا، وآمِنًا، يَجِبُ أن يَدخُلَ إلى الفِردَوسِ الرُّوحِيِّ ولا يُغادِرَهُ أبَدًا! ولكنْ علَينا أن نَنتَبِهَ لِأنَّ الشَّيْطَان يُحاوِلُ بِكُلِّ الوَسائِلِ أن يُغْرِيَنا كَي نَبتَعِد. (١ بط ٥:٨؛ رؤ ١٢:٩) فلا يَجِبُ أن نَسمَحَ لهُ أن يَنجَح! ولْنَعمَلْ كُلَّ جُهدِنا كَي نُحافِظَ على جَمالِ ونَقاءِ وسَلامِ فِردَوسِنا الرُّوحِيّ.
ما جَوابُك؟
-
ما هوَ الفِردَوسُ الرُّوحِيّ؟
-
أيُّ بَرَكاتٍ نَتَمَتَّعُ بها في هذا الفِردَوسِ الرُّوحِيّ؟
-
كَيفَ نَجذِبُ الآخَرينَ إلَيه؟
التَّرنيمَة ١٤٤ الجائِزَةَ انتَظِروا!
a شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير: عِبارَةُ «الفِردَوسِ الرُّوحِيّ» تَصِفُ البيئَةَ الَّتي نَعبُدُ يَهْوَه فيها. وفي هذا الفِردَوسِ الرُّوحِيّ، نَنعَمُ بِالسَّلامِ مع يَهْوَه وواحِدُنا معَ الآخَر.
b أُحضُرِ الفيديو أينَ هُمُ الآن؟ ألِينَا جِيتْنِيكُوفَا: كَيفَ تَحَقَّقَ حُلْمي على jw.org، ولاحِظِ البَرَكاتِ الَّتي نالَتها إحْدى الأخَواتِ لِأنَّها في الفِردَوسِ الرُّوحِيّ.
c وصف الصور: فيما يتمتع كثيرون بالعشرة معًا في الاجتماع، أحد الإخوة يعزل نفسه.