مقالة الدرس ٨
التَّرنيمَة ١٢٣ الإذعانُ بِوَلاءٍ لِلتَّرتيبِ الثِّيوقراطِيّ
إتبعْ إرشاد يهوه دائمًا
«أنا يَهْوَه . . . أُمَشِّيكَ في الطَّريق». — إش ٤٨:١٧.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
ستُساعِدُنا هذِهِ المَقالَةُ أن نرى كَيفَ يُرشِدُ يَهْوَه شَعبَهُ اليَوم، وأيُّ بَرَكاتٍ نتَمَتَّعُ بها حينَ نتبَعُ إرشادَه.
١ أوضِح لِماذا يجِبُ أن نتبَعَ يَهْوَه كمُرشِدٍ لنا.
تخَيَّلْ أنَّكَ ضائِعٌ في غابَةٍ كَبيرة وحَولَكَ الكَثيرُ منَ المَخاطِر: حَيَواناتٌ مُفتَرِسَة، حَشَراتٌ تنقُلُ الأمراض، نَباتاتٌ سامَّة، وأرضٌ وَعِرَة. فكم ستكونُ شاكِرًا لَو كانَ معكَ مُرشِدٌ لَدَيهِ خِبرَةٌ يَعرِفُ أينَ هيَ المَخاطِرُ ويُبعِدُكَ عنها! إنَّ العالَمَ اليَومَ يُشبِهُ تِلكَ الغابَة. فهو مَليءٌ بِمَخاطِرَ تُهَدِّدُ بِشَكلٍ رَئيسِيٍّ صِحَّتَنا الرُّوحِيَّة. ولكنْ لَدَينا أفضَلُ مُرشِدٍ هو يَهْوَه. فهو يُوَجِّهُنا لِنبتَعِدَ عنِ المَخاطِرِ ونصِلَ إلى وِجهَتِنا: الحَياةِ الأبَدِيَّة في العالَمِ الجَديد.
٢ كَيفَ يُرشِدُنا يَهْوَه؟
٢ وكَيفَ يُرشِدُنا يَهْوَه؟ بِشَكلٍ رَئيسِيّ، مِن خِلالِ كَلِمَتِهِ المَكتوبَة: الكِتابِ المُقَدَّس. لكنَّهُ يستَخدِمُ أيضًا بَشَرًا لِيُمَثِّلوه. فهو مَثَلًا يستَخدِمُ «العَبدَ الأمينَ الحَكيمَ» لِيُعطِيَنا طَعامًا روحِيًّا يُساعِدُنا أن نأخُذَ قَراراتٍ حَكيمَة. (مت ٢٤:٤٥) ويَستَخدِمُ يَهْوَه أيضًا رِجالًا مُؤَهَّلينَ آخَرينَ لِإرشادِنا. مَثَلًا، يُزَوِّدُنا نُظَّارُ الدَّوائِرِ وشُيوخُ الجَماعَةِ بِالتَّشجيعِ والإرشادِ لِمُساعَدَتِنا خِلالَ الأوقاتِ الصَّعبَة. فكم نَحنُ شاكِرونَ على التَّوجيهِ المَوثوقِ بهِ الَّذي يُعطينا إيَّاهُ يَهْوَه خِلالَ هذِهِ الأيَّامِ الأخيرَة الصَّعبَة! فهذا التَّوجيهُ يُساعِدُنا أن نُحافِظَ على رِضاه ويُبقينا في الطَّريقِ الَّذي يُؤَدِّي إلى الحَياة.
٣ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟
٣ مع ذلِك، نستَصعِبُ أحيانًا أن نتبَعَ إرشادَ يَهْوَه، وخُصوصًا حينَ ينقُلُهُ إلَينا رِجالٌ ناقِصون. لِماذا؟ قد يتَعارَضُ الإرشادُ مع تَفضيلاتِنا. أو قد نشعُرُ أنَّ التَّوجيهَ الَّذي ننالُهُ غَيرُ حَكيمٍ ونستَنتِجُ أنَّهُ لا يُمكِنُ أن يكونَ مِن يَهْوَه. في أوقاتٍ كَهذِه، نحتاجُ خُصوصًا أن نثِقَ بِأنَّ يَهْوَه هوَ الَّذي يقودُ شَعبَه، وأنَّ اتِّباعَ إرشادِهِ يجلُبُ لنا البَرَكات. وكَي نُقَوِّيَ ثِقَتَنا هذِه، سنرى في هذِهِ المَقالَة (١) كَيفَ أرشَدَ يَهْوَه شَعبَهُ أيَّامَ الكِتابِ المُقَدَّس، (٢) كَيفَ يُرشِدُنا اليَوم، و (٣) كَيفَ نستَفيدُ حينَ نَتبَعُ إرشادَهُ دائِمًا.
كَيفَ أرشَدَ يَهْوَه أُمَّةَ إسْرَائِيل؟
٤-٥ كَيفَ أظهَرَ يَهْوَه أنَّهُ يستَخدِمُ مُوسَى لِيُرشِدَ الإسْرَائِيلِيِّين؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
٤ عيَّنَ يَهْوَه مُوسَى لِيُخرِجَ الإسْرَائِيلِيِّينَ مِن مِصْر. وأعطاهُم دَليلًا واضِحًا أنَّهُ يُرشِدُهُم بِواسِطَةِ مُوسَى. مَثَلًا، زوَّدَهُم بِعَمودٍ مِن غَيمٍ في النَّهار، وعَمودٍ مِن نارٍ في اللَّيل. (خر ١٣:٢١) وقدْ تبِعَ مُوسَى العَمودَ الَّذي أوصَلَهُ هو والإسْرَائِيلِيِّينَ إلى البَحرِ الأحمَر. لكنَّ الشَّعبَ خافوا وارتَبَكوا حينَ ظنُّوا أنَّهُم عالِقونَ بَينَ البَحرِ والجَيشِ المِصْرِيِّ الَّذي يُلاحِقُهُم. فاستَنتَجوا أنَّ مُوسَى أخطَأَ حينَ أحضَرَهُم إلى البَحرِ الأحْمَر. لكنَّ ذلِك لم يكُنْ غَلطَة. فيَهْوَه قصَدَ أن يقودَ الشَّعبَ إلى هُناك بِواسِطَةِ مُوسَى. (خر ١٤:٢) ثُمَّ خلَّصَهُم بِطَريقَةٍ مُدهِشَة جِدًّا. — خر ١٤:٢٦-٢٨.
٥ بَعدَ ذلِك، ظلَّ مُوسَى طَوالَ ٤٠ سَنَةً يتَّكِلُ على عَمودِ الغَيمِ لِيُرشِدَ شَعبَ اللّٰهِ في الصَّحراء. a ولِفَترَةٍ مِنَ الوَقت، وضَعَ يَهْوَه العَمودَ فَوقَ خَيمَةِ مُوسَى، حَيثُ كانَ بِإمكانِ كُلِّ الإسْرَائِيلِيِّينَ أن يرَوه. (خر ٣٣:٧، ٩، ١٠) ومِن هذا العَمود، تكَلَّمَ يَهْوَه مع مُوسَى، ومُوسَى بِدَورِهِ نقَلَ إرشاداتِهِ لِلشَّعب. (مز ٩٩:٧) إذًا، كانَ لَدى الإسْرَائِيلِيِّينَ دَليلٌ كافٍ على أنَّ يَهْوَه يستَخدِمُ مُوسَى لِيُرشِدَهُم.
٦ ماذا كانَ مَوقِفُ مُعظَمِ الإسْرَائِيلِيِّينَ مِن إرشادِ يَهْوَه؟ (عدد ١٤:٢، ١٠، ١١)
٦ ولكنْ لِلأسَف، رفَضَ مُعظَمُ الإسْرَائِيلِيِّينَ الدَّليلَ الواضِحَ على أنَّ يَهْوَه يستَخدِمُ مُوسَى كمُمَثِّلٍ له. (إقرإ العدد ١٤:٢، ١٠، ١١.) فمَرَّةً بَعدَ مَرَّة، رفَضوا أن يعتَرِفوا بِدَورِ مُوسَى. وبِالنَّتيجَة، منَعَ اللّٰهُ كُلَّ ذلِكَ الجيلِ مِن دُخولِ أرضِ المَوعِد. — عد ١٤:٣٠.
٧ مَن كانوا مِثالًا في اتِّباعِ إرشادِ يَهْوَه؟ (عدد ١٤:٢٤) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٧ مِن جِهَةٍ أُخرى، اتَّبَعَ بَعضُ الإسْرَائِيلِيِّينَ إرشادَ يَهْوَه. مَثَلًا، قالَ يَهْوَه: «كَالِب . . . اتَّبَعَني مِن كُلِّ قَلبِه». (إقرإ العدد ١٤:٢٤.) وهو كافَأَ كَالِب، حتَّى إنَّهُ أعطاهُ المِنطَقَةَ الَّتي طلَبَها في أرضِ كَنْعَان. (يش ١٤:١٢-١٤) أيضًا، رسَمَ الجيلُ التَّالي مِنَ الإسْرَائِيلِيِّينَ مِثالًا جَيِّدًا في اتِّباعِ إرشادِ يَهْوَه. فحينَ عُيِّنَ يَشُوع قائِدًا لهُم بَعدَ مُوسَى، «احتَرَموهُ كَثيرًا كُلَّ أيَّامِ حَياتِه». (يش ٤:١٤) ونَتيجَةً لِذلِك، بارَكَهُم يَهْوَه بِإعطائِهِمِ الأرضَ الَّتي وعَدَهُم بها. — يش ٢١:٤٣، ٤٤.
٨ أوضِحْ كَيفَ أرشَدَ يَهْوَه شَعبَهُ أيَّامَ المُلوك. (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٨ بَعدَ سَنَوات، عيَّنَ يَهْوَه قُضاةً لِيُرشِدَ شَعبَه. ولاحِقًا في أيَّامِ المُلوك، عيَّنَ أنبِياءَ لِيُرشِدَهُم. والمُلوكُ الأُمَناءُ أصغَوا لِنَصائِحِ الأنبِياء. مَثَلًا، قبِلَ المَلِكُ دَاوُد بِتَواضُعٍ التَّأديبَ مِنَ النَّبِيِّ نَاثَان. (٢ صم ١٢:٧، ١٣؛ ١ أخ ١٧:٣، ٤) والمَلِكُ يَهُوشَافَاط اتَّكَلَ على إرشادِ النَّبِيِّ يَحْزِيئِيل، وشَجَّعَ شَعبَ يَهُوذَا أن ‹يُؤمِنوا بِأنبِياءِ اللّٰه›. (٢ أخ ٢٠:١٤، ١٥، ٢٠) وحينَ واجَهَ المَلِكُ حَزَقِيَّا ظَرفًا صَعبًا، طلَبَ المُساعَدَةَ مِنَ النَّبِيِّ إشَعْيَا. (إش ٣٧:١-٦) وكُلَّ مَرَّةٍ اتَّبَعَ فيها المُلوكُ إرشادَ يَهْوَه، كانَ يُبارِكُهُم ويَحمي الأُمَّة. (٢ أخ ٢٠:٢٩، ٣٠؛ ٣٢:٢٢) إذًا، لا بُدَّ أنَّهُ كانَ واضِحًا لِلجَميعِ أنَّ يَهْوَه يستَخدِمُ الأنبِياءَ لِيُرشِدَ شَعبَه. مع ذلِك، رفَضَ مُعظَمُ المُلوكِ والشَّعبِ أنبِياءَ يَهْوَه. — إر ٣٥:١٢-١٥.
كَيفَ أرشَدَ يَهْوَه المَسيحِيِّينَ في القَرنِ الأوَّل؟
٩ مَنِ استَخدَمَ يَهْوَه لِيُرشِدَ المَسيحِيِّينَ الأوائِل؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٩ في القَرنِ الأوَّلِ الميلادِيّ، أسَّسَ يَهْوَه الجَماعَةَ المَسيحِيَّة. وكَيفَ أرشَدَ المَسيحِيِّينَ الأوائِل؟ عيَّنَ ابْنَهُ يَسُوع رَأسًا لِلجَماعَة. (أف ٥:٢٣) لكنَّ يَسُوع لم يُوَجِّهْ شَخصِيًّا كُلَّ تِلميذٍ مِن تَلاميذِه. بلِ استَخدَمَ الرُّسُلَ والشُّيوخَ في أُورُشَلِيم لِيَأخُذوا القِيادَة. (أع ١٥:١، ٢) وعُيِّنَ أيضًا شُيوخٌ في الجَماعاتِ لِيُرشِدوها. — ١ تس ٥:١٢؛ تي ١:٥.
١٠ (أ) ماذا كانَ مَوقِفُ غالِبِيَّةِ المَسيحِيِّينَ الأوائِلِ مِنَ الإرشادِ الَّذي نالوه؟ (أعمال ١٥:٣٠، ٣١) (ب) في أيَّامِ الكِتابِ المُقَدَّس، لِماذا رفَضَ البَعضُ مُمَثِّلي يَهْوَه؟ (أُنظُرْ الإطار « لِماذا يرفُضُ البَعضُ الدَّليلَ الواضِح؟».)
١٠ وماذا كانَ مَوقِفُ المَسيحِيِّينَ في القَرنِ الأوَّل؟ غالِبِيَّتُهُمُ اتَّبَعوا بِسُرورٍ الإرشاداتِ الَّتي نالوها، حتَّى إنَّهُم «فَرِحوا بِالكَلامِ المُشَجِّعِ» الَّذي تلَقَّوه. (إقرإ الأعمال ١٥:٣٠، ٣١.) وماذا عن أيَّامِنا؟ كَيفَ يُرشِدُ يَهْوَه شَعبَهُ؟
كَيفَ يُرشِدُنا يَهْوَه اليَوم؟
١١ أعطِ مِثالًا يُظهِرُ أنَّ يَهْوَه يُرشِدُ الَّذينَ يأخُذونَ القِيادَةَ في عَصرِنا.
١١ لا يَزالُ يَهْوَه يقودُ شَعبَهُ اليَوم. وهو يفعَلُ ذلِك مِن خِلالِ كَلِمَتِهِ الكِتابِ المُقَدَّس، وابْنِهِ رَأسِ الجَماعَة. وهل هُناكَ أدِلَّةٌ أنَّ اللّٰهَ لا يَزالُ يستَخدِمُ بَشَرًا لِيُمَثِّلوه؟ نَعَم. لاحِظْ مَثَلًا بَعضَ التَّطَوُّراتِ الَّتي حصَلَت بَعدَ سَنَةِ ١٨٧٠. فقدْ بدَأَ تْشَارْلْز تَاز رَصِل ورِفاقُهُ يفهَمونَ أنَّ سَنَةَ ١٩١٤ ستكونُ سَنَةً مُهِمَّة مُرتَبِطَة بِتَأسيسِ مَملَكَةِ اللّٰه. (دا ٤:٢٥، ٢٦) وقدْ وصَلوا إلى هذا الاستِنتاجِ بِفَضلِ بَحثِهِم في نُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس. وهل أرشَدَهُم يَهْوَه خِلالَ هذا البَحث؟ واضِحٌ أنَّهُ فعَلَ ذلِك. فالأحداثُ العالَمِيَّة الَّتي حصَلَت سَنَةَ ١٩١٤ أكَّدَت أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ ابتَدَأَت تحكُم. فقدْ بدَأَتِ الحَربُ العالَمِيَّة الأُولى، وتبِعَتها أوبِئَةٌ وزَلازِلُ ومَجاعات. (لو ٢١:١٠، ١١) فِعلًا، كانَ يَهْوَه يستَخدِمُ هؤُلاءِ المَسيحِيِّينَ الصَّادِقينَ لِيُساعِدَ شَعبَه.
١٢-١٣ ماذا فعَلَ الإخوَةُ المَسؤولونَ خِلالَ الحَربِ العالَمِيَّة الثَّانِيَة لِزِيادَةِ عَمَلِ التَّبشير؟
١٢ فكِّرْ أيضًا في ما حصَلَ خِلالَ الحَربِ العالَمِيَّة الثَّانِيَة. فبَعدَما قامَ الإخوَةُ المَسؤولونَ في المَركَزِ الرَّئيسِيِّ العالَمِيِّ بِبَحثٍ عنِ الرُّؤْيَا ١٧:٨، فهِموا أنَّ تِلكَ الحَربَ لن تُؤَدِّيَ إلى هَرْمَجَدُّون، بل إلى فَترَةِ سَلامٍ نِسبِيٍّ ستفتَحُ فُرَصًا لِزِيادَةِ عَمَلِ التَّبشير. لِذا، أخَذَت هَيئَةُ يَهْوَه خُطوَةً رُبَّما بدَت غَيرَ مَنطِقِيَّة آنَذاك. فقدْ أسَّسَت كُلِّيَّةَ (مَدرَسَةَ) جِلْعَاد بُرجِ المُراقَبَة لِلكِتابِ المُقَدَّس، وذلِكَ كَي تُدَرِّبَ المُرسَلينَ لِيُبَشِّروا ويُعَلِّموا في البُلدانِ حَولَ العالَم. وقدْ أرسَلَتهُم إلى تَعييناتِهِم حتَّى خِلالَ الحَرب. إضافَةً إلى ذلِك، رتَّبَ العَبدُ الأمينُ لِلبَدءِ بِـ «مَنهَجٌ في الخِدمَةِ الثِّيوقراطِيَّة» b لِتَدريبِ الكُلِّ في الجَماعاتِ كَي يُحَسِّنوا مَهاراتِهِم في التَّبشيرِ والتَّعليم. وبِهاتَينِ الطَّريقَتَين، جهَّزَ اللّٰهُ شَعبَهُ لِلعَمَلِ الَّذي كانَ ينتَظِرُهُم.
١٣ حينَ نتَأمَّلُ في ما حدَث، نرى بِوُضوحٍ أنَّ يَهْوَه كانَ يُرشِدُ شَعبَهُ خِلالَ تِلكَ الفَترَةِ الصَّعبَة. فمُنذُ الحَربِ العالَمِيَّة الثَّانِيَة، يتَمَتَّعُ شَعبُ يَهْوَه في بُلدانٍ عَديدَة بِمِقدارٍ مِنَ السَّلامِ والحُرِّيَّةِ لِيَقوموا بِعَمَلِهِمِ التَّبشيرِيّ. وفي الواقِع، توَسَّعَ هذا العَمَلُ وحقَّقَ نَتائِجَ رائِعَة.
١٤ لِماذا يُمكِنُنا أن نثِقَ بِالإرشادِ الَّذي يصِلُنا مِن هَيئَةِ يَهْوَه والشُّيوخِ المُعَيَّنين؟ (رؤيا ٢:١) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٤ واليَوم، لا يَزالُ أعضاءُ الهَيئَةِ الحاكِمَة يتَّكِلونَ على إرشادِ المَسِيح. فهُم يُريدونَ أن يُعطوا الإخوَةَ إرشاداتٍ تعكِسُ نَظرَةَ يَهْوَه ويَسُوع إلى الأُمور. ويَستَخدِمونَ نُظَّارَ الدَّوائِرِ والشُّيوخَ لِيُوصِلوا التَّوجيهَ إلى الجَماعات. c والشُّيوخُ المُختارون، وبِشَكلٍ أوسَعَ كُلُّ الشُّيوخ، هُم ‹بِاليَدِ اليَمينِ› لِلمَسِيح. (إقرإ الرؤيا ٢:١.) طَبعًا، هؤُلاءِ الشُّيوخُ ناقِصونَ ويَرتَكِبونَ الأخطاء. وهذا ما حصَلَ أحيانًا مع مُوسَى ويَشُوع وكَذلِكَ الرُّسُل. (عد ٢٠:١٢؛ يش ٩:١٤، ١٥؛ رو ٣:٢٣) مع ذلِك، يُرشِدُ المَسِيح بِدِقَّةٍ العَبدَ الأمينَ والشُّيوخَ المُعَيَّنين، وسَيَظَلُّ يُرشِدُهُم «دائِمًا إلى أن تأتِيَ نِهايَةُ العالَم». (مت ٢٨:٢٠) إذًا لَدَينا أسبابٌ كَثيرَة لِنثِقَ بِالإرشادِ الَّذي يُعطيهِ لنا المَسِيح مِن خِلالِ الأشخاصِ المُعَيَّنينَ لِيَأخُذوا القِيادَة.
نستَفيدُ حينَ نتبَعُ إرشادَ يَهْوَه دائِمًا
١٥-١٦ ماذا تتَعَلَّمُ مِنِ اختِباراتِ الَّذينَ تبِعوا إرشادَ يَهْوَه؟
١٥ حينَ نتبَعُ إرشادَ يَهْوَه دائِمًا، نتَمَتَّعُ بِالبَرَكاتِ حتَّى في الوَقتِ الحاضِر. مَثَلًا، طبَّقَ أنْدرُو ورُوبِي النَّصيحَةَ الَّتي تُشَجِّعُ على تَبسيطِ الحَياة. d (مت ٦:٢٢) e وبِالنَّتيجَة، استَطاعا أن يتَطَوَّعا في مَشاريعِ البِناءِ الثِّيوقراطِيَّة. تقولُ رُوبِي: «بَعضُ الأماكِنِ الَّتي عِشنا فيها كانَت صَغيرَةً جِدًّا، وغالِبًا مِن دونِ مَطبَخ. ولزِمَ أن أبيعَ الكَثيرَ مِنَ الأدَواتِ الَّتي كُنتُ أستَعمِلُها في التَّصوير، هِوايَةٍ أحبَبتُها كَثيرًا. بكَيتُ حينَ بِعتُها. ولكنْ مِثلَ سَارَة زَوجَةِ إبْرَاهِيم، كُنتُ مُصَمِّمَةً أن أنظُرَ إلى الأمامِ لا إلى الوَراء». (عب ١١:١٥) وكَيفَ استَفادَ هذانِ الزَّوجانِ مِن قَرارِهِما؟ تقولُ رُوبِي: «نشعُرُ بِالرِّضى والسَّعادَةِ لِأنَّنا نُعطي يَهْوَه كُلَّ ما لَدَينا. وعَمَلُنا في المَشاريعِ الثِّيوقراطِيَّة يُعطينا لَمحَةً كَيفَ ستكونُ الحَياةُ في العالَمِ الجَديد». وأنْدرُو يُوافِقُها الرَّأيَ ويَقول: «نشعُرُ بِالرِّضى والسَّعادَةِ لِأنَّنا ندعَمُ عَمَلَ مَملَكَةِ اللّٰهِ بِكُلِّ وَقتِنا وطاقَتِنا».
١٦ وكَيفَ نستَفيدُ أيضًا حينَ نتبَعُ إرشادَ يَهْوَه دائِمًا؟ بَعدَما تخَرَّجَت مَارْسِيَا مِنَ المَدرَسَةِ الثَّانَوِيَّة، أرادَت أن تُطَبِّقَ النَّصيحَةَ الَّتي تُشَجِّعُ على الخِدمَةِ كامِلَ الوَقت. (مت ٦:٣٣؛ رو ١٢:١١) تُخبِر: «عُرِضَت علَيَّ مِنحَةٌ جامِعِيَّة لِأربَعِ سَنَوات. لكنِّي أرَدتُ أن أسعى وَراءَ أهدافٍ روحِيَّة. لِذا، اختَرتُ أن أدخُلَ مَدرَسَةً مِهَنِيَّة لِأتَعَلَّمَ مَهارَةً تدعَمُني مادِّيًّا في خِدمَتي. وكانَ هذا مِن أفضَلِ القَراراتِ الَّتي أخَذتُها. فأنا الآنَ سَعيدَةٌ بِخِدمَتي كفاتِحَةٍ عادِيَّة. وبِفَضلِ بَرنامَجِ عَمَلي المَرِن، أُساعِدُ في بَيْت إيل وأتَمَتَّعُ بِامتِيازاتٍ خُصوصِيَّة أُخرى».
١٧ أيُّ بَرَكاتٍ إضافيَّة نَنالُها حينَ نتبَعُ إرشادَ يَهْوَه دائِمًا؟ (إشعيا ٤٨:١٧، ١٨)
١٧ أحيانًا، ننالُ نَصائِحَ تَحمينا مِن مَخاطِرَ مِثلِ مَحَبَّةِ المالِ والنَّشاطاتِ الَّتي قد تجعَلُنا نكسِرُ شَرائِعَ اللّٰه. فإذا اتَّبَعنا إرشادَ يَهْوَه في هذِهِ المَسائِلِ أيضًا، نتَمَتَّعُ بِالبَرَكات. فسَنُحافِظُ على ضَميرٍ طاهِر، ونُوَفِّرُ على أنفُسِنا ضُغوطًا ومَشاكِلَ لا لُزومَ لها. (١ تي ٦:٩، ١٠) عِندَئِذٍ نقدِرُ أن نخدُمَ يَهْوَه بِكُلِّ قَلبِنا. فلا شَيءَ يُحَسِّسُنا بِالفَرَحِ والسَّلامِ والرِّضى أكثَرَ مِن ذلِك. — إقرأ إشعيا ٤٨:١٧، ١٨.
١٨ لِماذا أنتَ مُصَمِّمٌ أن تتبَعَ إرشادَ يَهْوَه دائِمًا؟
١٨ بِلا شَكّ، سيَظَلُّ يَهْوَه يستَخدِمُ بَشَرًا يُمَثِّلونَهُ لِيُرشِدَ شَعبَهُ خِلالَ الضِّيقِ العَظيمِ وخِلالَ حُكمِ الـ ٠٠٠,١ سَنَة. (مز ٤٥:١٦) فهل سنتبَعُ تَوجيهَهُ دائِمًا، حتَّى لَو تعارَضَ ذلِك مع تَفضيلاتِنا؟ هذا يعتَمِدُ إلى حَدٍّ كَبيرٍ على مَوقِفِنا مِنَ الإرشادِ الَّذي يُزَوِّدُهُ الآن. فلْنُصَمِّمْ أن نتبَعَ إرشادَهُ دائِمًا، بِما فيه الإرشادُ الَّذي ننالُهُ مِنَ الأشخاصِ المُعَيَّنينَ لِيَسهَروا علَينا. (إش ٣٢:١، ٢؛ عب ١٣:١٧) ولَدَينا أسبابٌ كَثيرَة لِنَثِقَ بِمُرشِدِنا يَهْوَه الَّذي يُوَجِّهُنا لِنبتَعِدَ عنِ المَخاطِرِ ونصِلَ إلى وِجهَتِنا: الحَياةِ الأبَدِيَّة في العالَمِ الجَديد.
ما جَوابُك؟
-
كَيفَ أرشَدَ يَهْوَه أُمَّةَ إسْرَائِيل؟
-
كَيفَ أرشَدَ يَهْوَه المَسيحِيِّينَ في القَرنِ الأوَّل؟
-
كَيفَ نستَفيدُ حينَ نتبَعُ إرشادَ يَهْوَه اليَوم؟
التَّرنيمَة ٤٨ السَّيرُ يَومِيًّا مع يَهْوَه
a عيَّنَ يَهْوَه أيضًا مَلاكًا «لِكَي يَمْشِيَ أمامَ شَعبِ إسْرَائِيل» ويُرشِدَهُم إلى أرضِ المَوعِد. وكما يتَّضِح، هذا المَلاكُ هو مِيخَائِيل، أي يَسُوع قَبلَ مَجيئِهِ إلى الأرض. — خر ١٤:١٩؛ ٣٢:٣٤.
b سُمِّيَت لاحِقًا «مَدرَسَةَ الخِدمَةِ الثِّيوقراطِيَّة». وهذا التَّدريبُ اليَومَ هو جُزءٌ مِنِ اجتِماعِ وَسَطِ الأُسبوع.
c أُنظُرِ الإطار «ما هي مَسؤولِيَّةُ الهَيئَةِ الحاكِمَة؟» في عَدَدِ شُبَاط (فِبْرَايِر) ٢٠٢١ مِن بُرجِ المُراقَبَة، الصَّفحَة ١٨.
d تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.