الايمان بيهوه يُكسبنا رضاه
‹اِقْتَدُوا بِٱلَّذِينَ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلصَّبْرِ يَرِثُونَ ٱلْوُعُودَ›. — عب ٦:١٢.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٨٦، ٥٤
١، ٢ مَا ٱلتَّحَدِّي ٱلَّذِي وَاجَهَهُ يَفْتَاحُ وَٱبْنَتُهُ؟
يَهْدَأُ بَالُ ٱلصَّبِيَّةِ بَعْدَ طُولِ ٱنْتِظَارٍ، وَيَعْلُو ٱلْفَرَحُ وَجْهَهَا حِينَ تَرَى وَالِدَهَا يَرْجِعُ بِٱلسَّلَامَةِ مِنَ ٱلْمَعْرَكَةِ. فَتَرْكُضُ لِتَسْتَقْبِلَهُ بِٱلْغِنَاءِ وَٱلرَّقْصِ وَتُهَنِّئَهُ عَلَى ٱنْتِصَارِهِ ٱلْمَجِيدِ. وَلٰكِنْ عِوَضَ أَنْ يُشَارِكَهَا ٱلْأَبُ فَرْحَتَهَا، يُمَزِّقُ ثِيَابَهُ وَيَصْرُخُ قَائِلًا: «آهِ يَا ٱبْنَتِي! لَقَدْ أَحْنَيْتِنِي حُزْنًا». ثُمَّ يَتَلَفَّظُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي تَقْلِبُ حَيَاتَهَا رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ، وَتُحَطِّمُ كُلَّ آمَالِهَا وَأَحْلَامِهَا بِحَيَاةٍ طَبِيعِيَّةٍ. لٰكِنْ دُونَ أَيِّ تَرَدُّدٍ، تُجِيبُ ٱلصَّبِيَّةُ بِكَلِمَاتٍ وَلَا أَرْوَعَ، مُشَجِّعَةً وَالِدَهَا أَنْ يَفِيَ بِٱلْوَعْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ لِيَهْوَهَ. وَيَكْشِفُ جَوَابُهَا عَنْ إِيمَانِهَا ٱلْكَبِيرِ بِيَهْوَهَ وَثِقَتِهَا بِأَنَّ مَا يُرِيدُهُ هُوَ لِخَيْرِهَا. (قض ١١:٣٤-٣٧) فَيَمْتَلِئُ قَلْبُ ٱلْوَالِدِ فَخْرًا لِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ طَوْعِيَّةَ ٱبْنَتِهِ تُرْضِي يَهْوَهَ.
٢ لَقَدِ ٱتَّكَلَ يَفْتَاحُ وَٱبْنَتُهُ عَلَى ٱللهِ وَاثِقَيْنِ كُلَّ ٱلثِّقَةِ بِطَرِيقَتِهِ فِي فِعْلِ ٱلْأُمُورِ حَتَّى حِينَ صَعُبَ عَلَيْهِمَا ذٰلِكَ. فَكَانَا مُقْتَنِعَيْنِ أَنَّ رِضَى ٱللهِ يَسْتَأْهِلُ كُلَّ ٱلتَّضْحِيَاتِ.
٣ كَيْفَ يُفِيدُنَا مِثَالُ يَفْتَاحَ وَٱبْنَتِهِ ٱلْيَوْمَ؟
يه ٣) فَلْنَتَأَمَّلْ فِي ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي تَغَلَّبَ عَلَيْهَا يَفْتَاحُ وَٱبْنَتُهُ وَنَرَ كَيْفَ حَافَظَا عَلَى إِيمَانِهِمَا.
٣ طَبْعًا، لَيْسَ سَهْلًا أَنْ نَتَمَسَّكَ بِإِيمَانِنَا بِيَهْوَهَ فِي جَمِيعِ ٱلظُّرُوفِ. فَنَحْنُ نَحْتَاجُ إِلَى «ٱلْجِهَادِ لِأَجْلِ ٱلْإِيمَانِ». (اَلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلْإِيمَانِ فِي وَجْهِ تَأْثِيرَاتِ ٱلْعَالَمِ
٤، ٥ (أ) مَاذَا أَمَرَ يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قُبَيْلَ دُخُولِهِمْ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ؟ (ب) بِحَسَبِ ٱلْمَزْمُور ١٠٦، مَاذَا حَلَّ بِٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ نَتِيجَةَ تَمَرُّدِهِمْ؟
٤ لَمْ يَمُرَّ يَوْمٌ دُونَ أَنْ يَرَى يَفْتَاحُ وَٱبْنَتُهُ عَوَاقِبَ ٱلتَّمَرُّدِ عَلَى يَهْوَهَ بِعَدَمِ إِيمَانٍ. فَقَبْلَ ٣٠٠ سَنَةٍ تَقْرِيبًا، أَمَرَ ٱللهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يُهْلِكُوا جَمِيعَ ٱلْوَثَنِيِّينَ ٱلسَّاكِنِينَ فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ، لٰكِنَّهُمْ خَالَفُوا أَمْرَهُ. (تث ٧:١-٤) فَبَدَأَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ يَتَشَبَّهُونَ بِٱلْكَنْعَانِيِّينَ، فَتَعَلَّمُوا أَعْمَالَهُمْ وَوَقَعُوا فِي شَرَكِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ. — اقرإ المزمور ١٠٦:٣٤-٣٩.
٥ نَتِيجَةَ هٰذَا ٱلتَّمَرُّدِ، غَضِبَ يَهْوَهُ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَحَرَمَهُمْ مِنْ حِمَايَتِهِ وَرِعَايَتِهِ. (قض ٢:١-٣، ١١-١٥؛ مز ١٠٦:٤٠-٤٣) وَكَمْ صَعُبَ عَلَى ٱلْعَائِلَاتِ ٱلَّتِي تَخَافُ ٱللهَ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى وَلَائِهَا لَهُ خِلَالَ تِلْكَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْحَرِجَةِ! لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَذْكُرُ أَشْخَاصًا حَافَظُوا عَلَى إِيمَانِهِمْ، مِثْلَ يَفْتَاحَ وَٱبْنَتِهِ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى أَلْقَانَةَ وَحَنَّةَ وَصَمُوئِيلَ. فَقَدْ صَمَّمَتْ عَائِلَاتٌ كَهٰذِهِ عَلَى نَيْلِ رِضَى ٱللهِ. — ١ صم ١:٢٠-٢٨؛ ٢:٢٦.
٦ أَيُّ تَأْثِيرَاتٍ سَيِّئَةٍ مَوْجُودَةٌ حَوْلَنَا ٱلْيَوْمَ، وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ حِيَالَهَا؟
٦ فِي أَيَّامِنَا، يُفَكِّرُ ٱلنَّاسُ وَيَتَصَرَّفُونَ كَٱلْكَنْعَانِيِّينَ تَمَامًا. فَحَيَاتُهُمْ تَتَمَحْوَرُ حَوْلَ ٱلْجِنْسِ وَٱلْعُنْفِ وَٱلْمَالِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّمُ لَنَا تَحْذِيرَاتٍ وَاضِحَةً لِيَحْمِيَنَا مِنْ تَأْثِيرَاتٍ كَهٰذِهِ، مِثْلَمَا حَاوَلَ أَنْ يَحْمِيَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَهَلْ نَأْخُذُ ٱلْعِبْرَةَ مِنْ أَخْطَائِهِمْ؟ (١ كو ١٠:٦-١١) هَلْ نَبْذُلُ ٱلْجُهْدَ ٱللَّازِمَ لِنَتَجَنَّبَ تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ حَوْلَنَا؟ — رو ١٢:٢.
اَلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلْإِيمَانِ رَغْمَ خَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ
٧ (أ) أَيَّةُ مُعَامَلَةٍ تَعَرَّضَ لَهَا يَفْتَاحُ؟ (ب) مَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِهِ؟
٧ فِي أَيَّامِ يَفْتَاحَ، صَارَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِسَبَبِ عِصْيَانِهِمْ عَبِيدًا لِلْفِلِسْطِيِّينَ وَٱلْعَمُّونِيِّينَ. (قض ١٠:٧، ٨) لٰكِنَّ مَشَاكِلَ يَفْتَاحَ لَمْ تَأْتِهِ مِنَ ٱلْأَعْدَاءِ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا مِنْ إِخْوَتِهِ وَقَادَةِ إِسْرَائِيلَ. فَقَدْ دَفَعَتِ ٱلْغَيْرَةُ وَٱلْكَرَاهِيَةُ إِخْوَتَهُ إِلَى طَرْدِهِ وَحِرْمَانِهِ مِنَ ٱلْمِيرَاثِ ٱلَّذِي يَحِقُّ لَهُ بِصِفَتِهِ ٱلْوَلَدَ ٱلْبِكْرَ. (قض ١١:١-٣) إِلَّا أَنَّ يَفْتَاحَ لَمْ يَحْقِدْ عَلَيْهِمْ وَلَا سَمَحَ لِقَسْوَتِهِمْ بِأَنْ تَتَحَكَّمَ فِي تَصَرُّفَاتِهِ. فَعِنْدَمَا ٱسْتَغَاثَ بِهِ قَادَةُ ٱلْأُمَّةِ، لَمْ يَتَجَاهَلْ طَلَبَهُمْ بَلْ هَبَّ لِنَجْدَتِهِمْ. (قض ١١:٤-١١) فَمَا ٱلَّذِي دَفَعَهُ أَنْ يَتَصَرَّفَ هٰكَذَا؟
٨، ٩ (أ) أَيَّةُ مَبَادِئَ فِي ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ رُبَّمَا سَاعَدَتْ يَفْتَاحَ؟ (ب) مَاذَا كَانَ ٱلْأَمْرُ ٱلْأَكْثَرُ أَهَمِّيَّةً بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ؟
٨ كَانَ لَدَى يَفْتَاحَ، ٱلْمُحَارِبِ ٱلْعَظِيمِ، ٱطِّلَاعٌ وَاسِعٌ عَلَى تَارِيخِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ. فَتَعَلَّمَ مِنْ تَعَامُلَاتِ ٱللهِ مَعَ شَعْبِهِ مَا ٱلصَّوَابُ وَمَا قض ١١:١٢-٢٧) وَٱسْتَفَادَ مِنْ مَبَادِئِ ٱلشَّرِيعَةِ فِي حَيَاتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ وَبَنَى عَلَيْهَا قَرَارَاتِهِ. فَأَدْرَكَ أَنَّ يَهْوَهَ يَدِينُ إِضْمَارَ ٱلضَّغِينَةِ وَيَطْلُبُ مِنْ شَعْبِهِ أَنْ يُحِبُّوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ. كَمَا عَلَّمَتْهُ ٱلشَّرِيعَةُ أَلَّا يَتَجَاهَلَ حَاجَاتِ ٱلْآخَرِينَ، حَتَّى ‹مُبْغِضِيهِ›. — اقرإ الخروج ٢٣:٥؛ لاويين ١٩:١٧، ١٨.
ٱلْخَطَأُ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ. (٩ وَتَأَثَّرَ يَفْتَاحُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِأَمْثِلَةِ رِجَالِ ٱلْإِيمَانِ كَيُوسُفَ ٱلَّذِي أَظْهَرَ ٱلرَّحْمَةَ لِإِخْوَتِهِ مَعَ أَنَّهُمْ «أَبْغَضُوهُ». (تك ٣٧:٤؛ ٤٥:٤، ٥) وَرُبَّمَا سَاعَدَهُ ٱلتَّأَمُّلُ فِي هٰذِهِ ٱلْأَمْثِلَةِ أَنْ يَتَّخِذَ قَرَارًا يُفَرِّحُ ٱللهَ. فَمِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ تَصَرُّفَاتِ إِخْوَتِهِ جَرَحَتْهُ فِي ٱلصَّمِيمِ، لٰكِنَّهُ لَمْ يَمْتَنِعْ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَشَعْبِهِ. (قض ١١:٩) فَٱعْتَبَرَ خَوْضَ ٱلْمَعْرَكَةِ دِفَاعًا عَنِ ٱسْمِ يَهْوَهَ أَهَمَّ مِنْ أَيِّ خِلَافَاتٍ شَخْصِيَّةٍ. لَقَدْ كَانَ مُصَمِّمًا أَنْ يَدَعَ إِيمَانَهُ بِيَهْوَهَ يُوَجِّهُ تَصَرُّفَاتِهِ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي جَلَبَ ٱلْبَرَكَةَ لَهُ وَلِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. — عب ١١:٣٢، ٣٣.
١٠ كَيْفَ تُوَجِّهُ ٱلْمَبَادِئُ ٱلْإِلٰهِيَّةُ تَصَرُّفَاتِنَا؟
١٠ هَلْ مَسَّ مِثَالُ يَفْتَاحَ قَلْبَكَ؟ قَدْ يُخَيِّبُ أَمَلَنَا أَوْ يُسِيءُ مُعَامَلَتَنَا بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، لَا يَجِبُ أَنْ نَسْمَحَ لِلِٱسْتِيَاءِ أَنْ يُبْعِدَنَا عَنِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أَوْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَيَمْنَعَنَا مِنَ ٱلتَّوَاجُدِ كَامِلًا مَعَ ٱلْجَمَاعَةِ. فَنَحْنُ أَيْضًا يُمْكِنُنَا أَنْ نَدَعَ مَقَايِيسَ يَهْوَهَ تُرْشِدُنَا لِنَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ رَاسِمِينَ مِثَالًا حَسَنًا كَيَفْتَاحَ. — رو ١٢:٢٠، ٢١؛ كو ٣:١٣.
اَلْإِيمَانُ يَتَجَلَّى فِي ٱلتَّضْحِيَاتِ ٱلَّتِي نُقَدِّمُهَا طَوْعًا
١١، ١٢ أَيُّ نَذْرٍ أَخَذَهُ يَفْتَاحُ عَلَى نَفْسِهِ، وَمَاذَا عَنَى بِكَلَامِهِ؟
١١ أَدْرَكَ يَفْتَاحُ أَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ إِنْقَاذَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ قَبْضَةِ ٱلْعَمُّونِيِّينَ إِلَّا بِمُسَاعَدَةِ ٱللهِ. فَوَعَدَهُ أَنْ يُقَدِّمَ لَهُ «مُحْرَقَةً» أَوَّلَ شَخْصٍ يَخْرُجُ لِمُلَاقَاتِهِ عِنْدَ عَوْدَتِهِ مُنْتَصِرًا إِلَى ٱلْبَيْتِ. (قض ١١:٣٠، ٣١) فَمَاذَا عَنَى ذٰلِكَ؟
١٢ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَفْتَاحَ لَمْ يَقْصِدْ تَقْدِيمَ ذَبِيحَةٍ حَرْفِيَّةٍ، لِأَنَّ يَهْوَهَ يَمْقُتُ ٱلذَّبَائِحَ ٱلْبَشَرِيَّةَ. (تث ١٨:٩، ١٠) فَبِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، كَانَتِ ٱلْمُحْرَقَةُ تُقَدَّمُ بِكَامِلِهَا لِيَهْوَهَ. لِذٰلِكَ عَنَى يَفْتَاحُ أَنَّهُ سَيُكَرِّسُ مَنْ يُلَاقِيهِ لِيَخْدُمَ ٱللهَ مَدَى حَيَاتِهِ فِي ٱلْمَسْكَنِ. وَقَدْ سَمِعَ لَهُ يَهْوَهُ وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِنَصْرٍ سَاحِقٍ. (قض ١١:٣٢، ٣٣) وَلٰكِنْ مَنْ كَانَ يَفْتَاحُ سَيُقَدِّمُ «مُحْرَقَةً» لِلهِ؟
١٣، ١٤ كَيْفَ يَتَجَلَّى إِيمَانُ يَفْتَاحَ فِي كَلِمَاتِهِ فِي ٱلْقُضَاة ١١:٣٥؟
١٣ تَذَكَّرِ ٱلْمَشْهَدَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ. فَحِينَ عَادَ يَفْتَاحُ مِنَ ٱلْمَعْرَكَةِ، كَانَ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ لِلِقَائِهِ ٱبْنَتَهُ ٱلْمَحْبُوبَةَ ٱلَّتِي لَيْسَ لَهُ غَيْرُهَا. فَهَلْ يَفِي بِوَعْدِهِ وَيُقَدِّمُ ٱبْنَتَهُ لِتَخْدُمَ بَقِيَّةَ حَيَاتِهَا فِي ٱلْمَسْكَنِ؟
١٤ لَا بُدَّ أَنَّ ٱلْمَبَادِئَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ أَرْشَدَتْ يَفْتَاحَ مَرَّةً أُخْرَى لِيَتَّخِذَ ٱلْقَرَارَ ٱلصَّحِيحَ. فَرُبَّمَا تَذَكَّرَ كَلِمَاتِ ٱلْخُرُوج ٢٣:١٩ ٱلَّتِي أَوْصَتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يُقَدِّمُوا لِيَهْوَهَ طَوْعًا أَفْضَلَ مَا لَدَيْهِمْ. فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، أَشَارَتِ ٱلشَّرِيعَةُ إِلَى أَنَّ ٱلْوَفَاءَ بِٱلنَّذْرِ إِلْزَامِيٌّ. فَقَدْ ذَكَرَتْ: «إِذَا نَذَرَ رَجُلٌ نَذْرًا لِيَهْوَهَ . . .، فَلَا يَنْقُضْ كَلَامَهُ. حَسَبَ كُلِّ مَا خَرَجَ مِنْ فَمِهِ يَفْعَلُ». (عد ٣٠:٢) فَمِثْلَ حَنَّةَ ٱلْأَمِينَةِ ٱلَّتِي عَاصَرَتْهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ، كَانَ مُلْزَمًا أَنْ يُتَمِّمَ نَذْرَهُ رَغْمَ عِلْمِهِ أَنَّ ذٰلِكَ سَيَنْعَكِسُ عَلَى مُسْتَقْبَلِهِ وَمُسْتَقْبَلِ ٱبْنَتِهِ. فَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ سِوَاهَا، وَكَانَتْ أَمَلَهُ ٱلْوَحِيدَ بِإِنْجَابِ وَرِيثٍ يَحْمِلُ ٱسْمَهُ فِي إِسْرَائِيلَ. (قض ١١:٣٤) وَمَعَ ذٰلِكَ، قَالَ يَفْتَاحُ فِي ٱلْقُضَاة ١١:٣٥: «فَتَحْتُ فَمِي إِلَى يَهْوَهَ، وَلَا يُمْكِنُنِي ٱلرُّجُوعُ». وَقَدْ نَالَ رِضَى يَهْوَهَ وَبَرَكَتَهُ لِأَنَّهُ أَعْرَبَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ مَهْمَا كَلَّفَ ٱلْأَمْرُ. فَهَلْ كُنْتَ سَتَتَّخِذُ خِيَارًا مُمَاثِلًا؟
١٥ أَيُّ نَذْرٍ أَخَذَهُ كَثِيرُونَ مِنَّا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَكَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟
١٥ حِينَ نَذَرْنَا حَيَاتَنَا لِيَهْوَهَ، أَخَذْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا أَنْ نَفْعَلَ مَشِيئَتَهُ مَهْمَا كَلَّفَ ٱلْأَمْرُ، مُدْرِكِينَ أَنَّ ٱلْوَفَاءَ بِنَذْرِنَا يَتَطَلَّبُ ٱلتَّضْحِيَةَ بِٱلذَّاتِ. وَلٰكِنْ، مَا هِيَ رَدَّةُ فِعْلِنَا إِنْ طُلِبَ مِنَّا ٱلْقِيَامُ بِعَمَلٍ لَا يَرُوقُنَا؟ يَدْفَعُنَا ٱلْإِيمَانُ أَنْ نَعِيشَ وَفْقَ ٱنْتِذَارِنَا، فَنَتَغَلَّبَ عَلَى مَخَاوِفِنَا وَنُظْهِرَ طَوْعِيَّةً فِي أَدَاءِ ٱلْعَمَلِ ٱلْمُوكَلِ إِلَيْنَا. وَٱلْبَرَكَاتُ ٱلْجَزِيلَةُ ٱلَّتِي يُغْدِقُهَا يَهْوَهُ عَلَيْنَا تُعَوِّضُنَا دَائِمًا عَنْ تَضْحِيَاتِنَا مَهْمَا كَانَتْ غَالِيَةً أَوْ مُؤْلِمَةً. (مل ٣:١٠) وَلٰكِنْ مَا ٱلْقَوْلُ فِي ٱبْنَةِ يَفْتَاحَ؟ مَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِهَا تِجَاهَ نَذْرِ أَبِيهَا؟
١٦ مَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ ٱبْنَةِ يَفْتَاحَ تِجَاهَ نَذْرِ أَبِيهَا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٦ لَمْ يَكُنْ سَهْلًا عَلَى ٱبْنَةِ يَفْتَاحَ أَنْ تَتَقَبَّلَ نَتَائِجَ نَذْرِ أَبِيهَا. فَهٰذَا ٱلنَّذْرُ ٱخْتَلَفَ عَنْ نَذْرِ حَنَّةَ أَنْ تُكَرِّسَ ٱبْنَهَا صَمُوئِيلَ نَذِيرًا يَخْدُمُ فِي ٱلْمَسْكَنِ. (١ صم ١:١١) فَٱلنَّذِيرُ لَمْ يُمْنَعْ مِنَ ٱلزَّوَاجِ وَتَأْسِيسِ عَائِلَةٍ. أَمَّا ٱبْنَةُ يَفْتَاحَ فَمَا كَانَتْ لِتُصْبِحَ يَوْمًا زَوْجَةً أَوْ أُمًّا، لِأَنَّ ٱلنَّذْرَ ٱقْتَضَى أَنْ تَكُونَ «مُحْرَقَةً» كَامِلَةً. (قض ١١:٣٧-٤٠) وَلِأَنَّهَا ٱبْنَةُ ٱلْقَائِدِ فِي إِسْرَائِيلَ، كَانَ أَحْسَنُ شَابٍّ فِي ٱلْبِلَادِ يَتَمَنَّى ٱلزَّوَاجَ بِهَا. أَمَّا ٱلْآنَ فَسَتُصْبِحُ خَادِمَةً مُتَوَاضِعَةً فِي ٱلْمَسْكَنِ. فَمَاذَا كَانَ رَدُّهَا؟ أَظْهَرَ جَوَابُهَا أَنَّ خِدْمَةَ يَهْوَهَ تَحْتَلُّ ٱلْمَقَامَ ٱلْأَوَّلَ فِي حَيَاتِهَا. قَالَتْ: «يَا أَبِي، إِنْ كُنْتَ قَدْ فَتَحْتَ فَمَكَ إِلَى يَهْوَهَ، فَٱفْعَلْ بِي كَمَا خَرَجَ مِنْ فَمِكَ». (قض ١١:٣٦) لَقَدْ ضَحَّتْ بِرَغَبَاتِهَا ٱلطَّبِيعِيَّةِ فِي ٱلزَّوَاجِ وَإِنْجَابِ ٱلْأَوْلَادِ لِتَدْعَمَ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ. فَكَيْفَ نَقْتَدِي ٱلْيَوْمَ بِمَوْقِفِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ ٱلَّذِي تَحَلَّتْ بِهِ؟
١٧ (أ) كَيْفَ نَقْتَدِي بِإِيمَانِ يَفْتَاحَ وَٱبْنَتِهِ؟ (ب) كَيْفَ تُشَجِّعُكَ ٱلْكَلِمَاتُ فِي ٱلْعِبْرَانِيِّين ٦:١٠-١٢ أَنْ تُقَدِّمَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلتَّضْحِيَاتِ؟
١٧ يُقَدِّمُ آلَافُ ٱلشُّبَّانِ وَٱلشَّابَّاتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلتَّضْحِيَاتِ طَوْعًا، فَيَمْتَنِعُونَ عَنِ ٱلزَّوَاجِ أَوْ إِنْجَابِ ٱلْأَوْلَادِ، وَلَوْ مُؤَقَّتًا، بِهَدَفِ خِدْمَةِ يَهْوَهَ كَامِلًا. وَٱلْكِبَارُ فِي ٱلسِّنِّ أَيْضًا يُضَحُّونَ بِٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَصْرِفُوهُ مَعَ أَوْلَادِهِمْ وَحُفَدَائِهِمْ لِيَعْمَلُوا فِي مَشَارِيعِ ٱلْبِنَاءِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ أَوْ يَحْضُرُوا مَدْرَسَةَ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ وَيَخْدُمُوا حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ. وَيَضَعُ آخَرُونَ خُطَطًا لِيَزِيدُوا خِدْمَتَهُمْ خِلَالَ مَوْسِمِ ٱلذِّكْرَى. وَمِثْلُ هٰذِهِ ٱلتَّضْحِيَاتِ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ تُسِرُّ يَهْوَهَ كَثِيرًا، وَهُوَ لَنْ يَنْسَى عَمَلَهُمْ وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَظْهَرُوهَا نَحْوَهُ. (اقرإ العبرانيين ٦:١٠-١٢.) فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُقَدِّمَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلتَّضْحِيَاتِ لِتَخْدُمَ يَهْوَهَ عَلَى وَجْهٍ أَكْمَلَ؟
دُرُوسٌ مُفِيدَةٌ
١٨، ١٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ يَفْتَاحَ وَٱبْنَتِهِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهِمَا؟
١٨ سَمَحَ يَفْتَاحُ لِتَفْكِيرِ يَهْوَهَ أَنْ يُوَجِّهَ قَرَارَاتِهِ لِيَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي ٱعْتَرَضَتْ سَبِيلَهُ. فَرَفَضَ تَأْثِيرَاتِ ٱلْعَالَمِ مِنْ حَوْلِهِ، وَلَمْ يَسْمَحْ لِخَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ ٱلْمُرَّةِ أَنْ تُضْعِفَ إِيمَانَهُ. وَٱلتَّضْحِيَاتُ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا هُوَ وَٱبْنَتُهُ طَوْعًا جَلَبَتْ لَهُمَا ٱلْبَرَكَاتِ. فَيَهْوَهُ ٱسْتَخْدَمَهُمَا كِلَيْهِمَا لِتَرْوِيجِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ. فَفِي زَمَنٍ تَخَلَّى فِيهِ كَثِيرُونَ عَنِ ٱلْمَقَايِيسِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ، تَمَسَّكَ يَفْتَاحُ وَٱبْنَتُهُ بِإِيمَانِهِمَا.
١٩ يَحُثُّنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: ‹اِقْتَدُوا بِٱلَّذِينَ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلصَّبْرِ يَرِثُونَ ٱلْوُعُودَ›. (عب ٦:١٢) فَلْنَقْتَدِ بِيَفْتَاحَ وَٱبْنَتِهِ وَاثِقِينَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُفِيضُ عَلَيْنَا ٱلْبَرَكَاتِ إِنْ حَافَظْنَا عَلَى إِيمَانِنَا بِهِ.