الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

بارِك يهوه بروحك الطوعية

بارِك يهوه بروحك الطوعية

‏«بَارِكُوا يَهْوَهَ .‏ .‏ .‏ لِأَنَّ ٱلشَّعْبَ قَدْ تَطَوَّعَ».‏ —‏ قض ٥:‏٢‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٥٠،‏ ١٠

١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَاذَا قَالَ أَلِيفَازُ وَبِلْدَدُ عَنْ نَظْرَةِ ٱللهِ إِلَى ٱلْبَشَرِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ عَبَّرَ يَهْوَهُ عَنْ حَقِيقَةِ مَشَاعِرِهِ؟‏

‏«أَيَسْتَطِيعُ رَجُلٌ أَنْ يَنْفَعَ ٱللهَ؟‏ أَلَعَلَّ أَحَدًا ذَا بَصِيرَةٍ قَادِرٌ أَنْ يَنْفَعَهُ؟‏ هَلْ مِنْ مَسَرَّةٍ لِلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بِكَوْنِكَ بَارًّا،‏ أَوْ مِنْ رِبْحٍ لَهُ فِي أَنَّكَ تَجْعَلُ طَرِيقَكَ بِلَا لَوْمٍ؟‏».‏ (‏اي ٢٢:‏١-‏٣‏)‏ كَانَ أَلِيفَازُ ٱلتَّيْمَانِيُّ بِأَسْئِلَتِهِ هٰذِهِ يُشِيرُ أَنَّنَا بِلَا قِيمَةٍ فِي نَظَرِ ٱللهِ.‏ كَمَا ذَكَرَ صَدِيقُهُ بِلْدَدُ ٱلشُّوحِيُّ أَنَّ ٱلْبَشَرَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونُوا طَاهِرِينَ وَأَبْرَارًا أَمَامَ ٱللهِ.‏ —‏ اقرأ ايوب ٢٥:‏٤‏.‏

٢ لَقَدِ ٱدَّعَى كُلٌّ مِنْ أَلِيفَازَ وَبِلْدَدَ أَنَّ خِدْمَتَنَا ٱلْوَلِيَّةَ بِلَا جَدْوَى فِي نَظَرِ يَهْوَهَ.‏ حَتَّى إِنَّ قِيمَةَ ٱلْبَشَرِ لَا تَفُوقُ ٱلْعُثَّ وَٱلدُّودَ.‏ (‏اي ٤:‏١٩؛‏ ٢٥:‏٦‏)‏ يُمْكِنُ أَنْ نَسْتَنْتِجَ مِنَ ٱلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى أَنَّهُمَا رَجُلَانِ مُتَوَاضِعَانِ.‏ (‏اي ٢٢:‏٢٩‏)‏ فَٱلْبَشَرُ لَا يُمْكِنُ مُقَارَنَتُهُمْ أَبَدًا بِعَظَمَةِ يَهْوَهَ.‏ فَهُمْ مَثَلًا يَبْدُونَ كَذَرَّاتٍ صَغِيرَةٍ مِنْ قِمَّةِ جَبَلٍ عَالٍ أَوْ مِنْ نَافِذَةِ طَائِرَةٍ.‏ وَلٰكِنْ هَلْ هٰذِهِ نَظْرَةُ يَهْوَهَ إِلَى مَنْ يَبْذُلُ جُهْدَهُ مِنْ أَجْلِ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏ إِطْلَاقًا!‏ فَقَدْ وَبَّخَ أَلِيفَازَ وَبِلْدَدَ وَصَدِيقَهُمَا صُوفَرَ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا فِيهِ ٱلصَّوَابَ.‏ لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ سُرَّ بِأَيُّوبَ وَدَعَاهُ «خَادِمِي».‏ (‏اي ٤٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ لِذٰلِكَ يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ بِحَقٍّ إِنَّ ٱلْإِنْسَانَ يَسْتَطِيعُ «أَنْ يَنْفَعَ ٱللهَ».‏

‏‹مَاذَا تُعْطِي ٱللهَ›؟‏

٣ مَاذَا قَالَ أَلِيهُو عَنْ جُهُودِنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ وَأَيُّ أَمْرٍ أَشَارَ إِلَيْهِ؟‏

٣ بَعْدَمَا ٱنْتَهَى أَيُّوبُ وَأَصْحَابُهُ ٱلثَّلَاثَةُ مِنَ ٱلْكَلَامِ،‏ سَأَلَ أَلِيهُو أَيُّوبَ:‏ «إِنْ كُنْتَ مُحِقًّا،‏ فَمَاذَا تُعْطِي [ٱللهَ]،‏ وَمِنْ يَدِكَ مَاذَا يَقْبَلُ؟‏».‏ (‏اي ٣٥:‏٧‏)‏ فَهَلْ كَانَ يُلَمِّحُ أَنَّ جُهُودَنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ هِيَ بِلَا فَائِدَةٍ؟‏ كَلَّا،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُوَبِّخْهُ مِثْلَمَا فَعَلَ مَعَ ٱلْمُعَزِّينَ ٱلزَّائِفِينَ.‏ فَأَلِيهُو أَشَارَ أَنَّ ٱللهَ كَامِلٌ لَا يَنْقُصُهُ شَيْءٌ.‏ وَنَحْنُ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَجْعَلَهُ أَغْنَى أَوْ أَقْوَى مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ.‏ فَهُوَ مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِكُلِّ ٱلْمَهَارَاتِ وَٱلصِّفَاتِ ٱلْجَيِّدَةِ.‏ وَهُوَ يَرَى كَيْفَ نَسْتَخْدِمُهَا.‏

٤ بِمَ شَبَّهَ يَهْوَهُ أَعْمَالَنَا ٱلصَّالِحَةَ؟‏

٤ وَيَهْوَهُ يَتَأَثَّرُ شَخْصِيًّا حِينَ نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلْوَلَاءَ لِإِخْوَتِنَا.‏ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١٩:‏١٧‏:‏ «مَنْ يَتَحَنَّنُ عَلَى ٱلْمِسْكِينِ يُقْرِضُ يَهْوَهَ،‏ وَعَنْ صَنِيعِهِ يُجَازِيهِ».‏ فَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْخَالِقُ ٱلْعَظِيمُ،‏ يَعْتَبِرُ نَفْسَهُ مَدْيُونًا لَنَا إِذَا تَرَأَّفْنَا عَلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ وَهُوَ يُكَافِئُنَا عَلَى كُلِّ أَعْمَالِنَا ٱلصَّالِحَةِ.‏ وَهٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ ٱبْنُهُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ.‏ —‏ اقرأ لوقا ١٤:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

٥ أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنُنَاقِشُهُمَا ٱلْآنَ؟‏

٥ قَدِيمًا،‏ عِنْدَمَا أَرْسَلَ يَهْوَهُ إِشَعْيَا فِي مُهِمَّةٍ خُصُوصِيَّةٍ،‏ لَبَّى ٱلنَّبِيُّ طَلَبَهُ قَائِلًا:‏ «هٰأَنَذَا أَرْسِلْنِي».‏ (‏اش ٦:‏٨-‏١٠‏)‏ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَدْعُو يَهْوَهُ ٱلْأُمَنَاءَ أَنْ يُشَارِكُوا فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ.‏ وَٱلشُّهُودُ بِٱلْآلَافِ يَتَبَنَّوْنَ مَوْقِفَ هٰذَا ٱلنَّبِيِّ.‏ فَيَقْبَلُونَ تَعْيِينَاتِهِمْ،‏ أَيْنَمَا كَانَتْ وَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ.‏ وَلٰكِنْ قَدْ يُفَكِّرُ ٱلشَّخْصُ أَحْيَانًا:‏ ‹أُقَدِّرُ كَثِيرًا ٱلْفُرْصَةَ ٱلَّتِي مَنَحَنِي إِيَّاهَا يَهْوَهُ فِي خِدْمَتِهِ.‏ وَلٰكِنْ هَلْ دَوْرِي مُهِمٌّ فِعْلًا؟‏ أَلَا يُتَمِّمُ يَهْوَهُ عَمَلَهُ،‏ سَوَاءٌ كُنْتُ مَوْجُودًا أَوْ لَا؟‏›.‏ سَتُجِيبُ بَعْضُ ٱلْأَحْدَاثِ فِي رِوَايَةِ دَبُورَةَ وَبَارَاقَ عَنْ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.‏

اَلتَّغَلُّبُ عَلَى ٱلْخَوْفِ بِقُدْرَةِ ٱللهِ

٦ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَجَيْشِ يَابِينَ؟‏

٦ ظَلَّ يَابِينُ مَلِكُ كَنْعَانَ ‹يُضَايِقُ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِشِدَّةٍ› طَوَالَ عِشْرِينَ سَنَةً.‏ فَوَقَعَ عَلَيْهِمْ خَوْفٌ شَدِيدٌ حَتَّى إِنَّهُمْ لَمْ يَجْرُؤُوا عَلَى مُغَادَرَةِ مَخَابِئِهِمْ.‏ وَفِيمَا ٱمْتَلَكَ يَابِينُ وَجَيْشُهُ تِسْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ ذَاتِ مَنَاجِلَ مِنْ حَدِيدٍ،‏ لَمْ يَكُنِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مُجَهَّزِينَ لِلْحَرْبِ وَٱفْتَقَرُوا إِلَى ٱلْأَسْلِحَةِ.‏ فَوَقَفُوا عَاجِزِينَ لَا يَسْتَطِيعُونَ ٱلْهُجُومَ عَلَى أَعْدَائِهِمْ وَلَا ٱلدِّفَاعَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ.‏ —‏ قض ٤:‏١-‏٣،‏ ١٣؛‏ ٥:‏٦-‏٨‏.‏ *

٧،‏ ٨ ‏(‏أ)‏ مَاذَا أَمَرَ يَهْوَهُ بَارَاقَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ هَزَمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ جَيْشَ يَابِينَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٧ مَعَ ذٰلِكَ،‏ أَمَرَ يَهْوَهُ بَارَاقَ بِفَمِ دَبُورَةَ ٱلنَّبِيَّةِ:‏ ‏«اِذْهَبْ وَٱنْشُرْ رِجَالَكَ عَلَى جَبَلِ تَابُورَ،‏ وَخُذْ مَعَكَ عَشَرَةَ آلَافِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي نَفْتَالِي وَمِنْ بَنِي زَبُولُونَ.‏ وَأَنَا أَجْذِبُ إِلَيْكَ إِلَى وَادِي قِيشُونَ سِيسَرَا رَئِيسَ جَيْشِ يَابِينَ،‏ وَمَرْكَبَاتِهِ ٱلْحَرْبِيَّةَ وَجُمُوعَهُ،‏ وَأَدْفَعُهُ إِلَى يَدِكَ».‏ —‏ قض ٤:‏٤-‏٧‏.‏

٨ فَٱنْتَشَرَ ٱلْخَبَرُ بِسُرْعَةٍ،‏ وَٱجْتَمَعَ ٱلْمُتَطَوِّعُونَ عَلَى جَبَلِ تَابُورَ.‏ فَسَارَعَ ٱلْقَائِدُ بَارَاقُ إِلَى تَنْفِيذِ أَوَامِرِ يَهْوَهَ.‏ وَأَثْنَاءَ ٱلْمَعْرَكَةِ فِي تَعْنَكَ،‏ بَدَأَتِ ٱلْأَمْطَارُ تَهْطِلُ بِغَزَارَةٍ.‏ فَأَصْبَحَتِ ٱلْأَرْضُ مُوحِلَةً.‏ عِنْدَئِذٍ ٱسْتَغَلَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْوَضْعَ وَطَارَدُوا جَيْشَ سِيسَرَا مَسَافَةَ ٢٤ كلم إِلَى مَكَانٍ يُدْعَى حَرُوشَةَ.‏ وَفِي ٱلطَّرِيقِ،‏ تَرَكَ سِيسَرَا مَرْكَبَتَهُ وَهَرَبَ عَلَى رِجْلَيْهِ إِلَى صَعَنَنِّيمَ.‏ وَهُنَاكَ ٱلْتَجَأَ إِلَى خَيْمَةِ يَاعِيلَ زَوْجَةِ حَابَرَ ٱلْقَيْنِيِّ ٱلَّتِي لَاقَتْهُ بِٱلتَّرْحَابِ.‏ وَسُرْعَانَ مَا ٱسْتَغْرَقَ هٰذَا ٱلْمُحَارِبُ ٱلْمُتْعَبُ فِي ٱلنَّوْمِ.‏ فَٱنْتَهَزَتْ هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ ٱلشُّجَاعَةُ ٱلْفُرْصَةَ وَقَتَلَتْهُ أَثْنَاءَ نَوْمِهِ.‏ (‏قض ٤:‏١٧-‏٢١‏)‏ وَهٰكَذَا هُزِمَ عَدُوُّ إِسْرَائِيلَ شَرَّ هَزِيمَةٍ.‏ * —‏ اقرإ القضاة ٤:‏١٤-‏١٦‏.‏

مَوْقِفَانِ مُخْتَلِفَانِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلطَّوْعِيَّةِ

٩ أَيُّ تَفْصِيلٍ مُهِمٍّ تَذْكُرُهُ ٱلْقُضَاة ٥:‏٢٠،‏ ٢١‏؟‏

٩ نَتَعَلَّمُ ٱلْمَزِيدَ عَنْ أَحْدَاثِ ٱلْإِصْحَاحِ ٱلرَّابِعِ مِنْ سِفْرِ ٱلْقُضَاةِ عِنْدَمَا نَقْرَأُ ٱلْإِصْحَاحَ ٱلْخَامِسَ.‏ مَثَلًا،‏ تَقُولُ ٱلْقُضَاة ٥:‏٢٠،‏ ٢١‏:‏ «مِنَ ٱلسَّمَاءِ حَارَبَتِ ٱلنُّجُومُ،‏ مِنْ مَدَارَاتِهَا حَارَبَتْ سِيسَرَا.‏ سَيْلُ قِيشُونَ جَرَفَهُمْ».‏ فَهَلْ يُشِيرُ ذٰلِكَ إِلَى مُسَاعَدَةٍ مَلَائِكِيَّةٍ أَوْ سُقُوطِ نَيَازِكَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ؟‏ لَا يُعْطِينَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ تَفَاصِيلَ مُحَدَّدَةً.‏ لٰكِنَّنَا نَسْتَنْتِجُ أَنَّ يَهْوَهَ تَدَخَّلَ وَأَنْزَلَ وَابِلًا مِنَ ٱلْأَمْطَارِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ وَٱلْمَكَانِ ٱلْمُنَاسِبِ.‏ فَشُلَّتْ حَرَكَةُ ٩٠٠ مَرْكَبَةٍ حَرْبِيَّةٍ!‏ وَهَلِ ٱسْتَطَاعَ أَحَدٌ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْمُتَطَوِّعِينَ أَنْ يَفْتَخِرَ بِأَنَّهُ سَبَبُ ٱلنَّصْرِ؟‏ بِٱلتَّأْكِيدِ لَا.‏ فَٱلْقُضَاة ٤:‏١٤،‏ ١٥ تَنْسِبُ ٱلْفَضْلَ إِلَى يَهْوَهَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.‏

١٠،‏ ١١ أَيْنَ تَقَعُ «مِيرُوزُ»،‏ وَلِمَاذَا لُعِنَتْ؟‏

١٠ وَلٰكِنْ تَجْدُرُ ٱلْإِشَارَةُ أَنَّهُ بَعْدَ ٱنْتِصَارِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ،‏ رَنَّمَ بَارَاقُ وَدَبُورَةُ قَائِلَيْنِ:‏ «‹اِلْعَنُوا مِيرُوزَ›،‏ قَالَ مَلَاكُ يَهْوَهَ،‏ ‹ٱلْعَنُوا سُكَّانَهَا لِأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا لِمَعُونَةِ يَهْوَهَ،‏ لِمَعُونَةِ يَهْوَهَ مَعَ ٱلْجَبَابِرَةِ›».‏ —‏ قض ٥:‏٢٣‏.‏

١١ لَا نَعْرِفُ بِٱلضَّبْطِ أَيْنَ تَقَعُ مِيرُوزُ.‏ فَرُبَّمَا لَمْ يَبْقَ لَهَا أَيُّ أَثَرٍ بِسَبَبِ ٱللَّعْنَةِ ٱلَّتِي حَلَّتْ عَلَيْهَا.‏ فَهَلْ كَانَتْ مَدِينَةً لَمْ يَتَطَوَّعْ سُكَّانُهَا فِي ٱلْحَرْبِ؟‏ وَلِمَ لَمْ يَنْضَمُّوا إِلَى بَارَاقَ؟‏ أَيُعْقَلُ أَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا بِتَطَوُّعِ عَشَرَةِ آلَافِ شَخْصٍ؟‏ أَمْ هَلْ كَانَتْ مِيرُوزُ مَدِينَةً مَرَّ بِهَا سِيسَرَا أَثْنَاءَ هَرَبِهِ وَلَمْ يُلْقِ أَحَدٌ ٱلْقَبْضَ عَلَيْهِ؟‏ أَيُعْقَلُ أَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا هٰذَا ٱلْعَدُوَّ ٱلْقَاسِيَ وَهُوَ يَرْكُضُ وَحِيدًا فِي شَوَارِعِ مَدِينَتِهِمْ؟‏ لَا نَعْرِفُ بِٱلتَّحْدِيدِ.‏ لٰكِنَّنَا وَاثِقُونَ أَنَّ ٱلْفُرْصَةَ أُتِيحَتْ لَهُمْ كَيْ يَدْعَمُوا قَصْدَ يَهْوَهَ وَيَنَالُوا بَرَكَتَهُ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ ٱخْتَارُوا أَلَّا يَفْعَلُوا شَيْئًا.‏ فَكَمِ ٱخْتَلَفَ مَوْقِفُهُمْ عَنْ مَوْقِفِ يَاعِيلَ ٱلَّتِي تَصَرَّفَتْ بِشَجَاعَةٍ!‏ —‏ قض ٥:‏٢٤-‏٢٧‏.‏

١٢ أَيُّ مُقَارَنَةٍ تَذْكُرُهَا ٱلْقُضَاة ٥:‏٩،‏ ١٠‏،‏ وَإِلَامَ تَدْفَعُنَا؟‏

١٢ تَذْكُرُ ٱلْقُضَاة ٥:‏٩،‏ ١٠ مُقَارَنَةً أُخْرَى بَيْنَ ٱلْمُتَطَوِّعِينَ لِلْحَرْبِ وَٱلَّذِينَ يَتَهَرَّبُونَ مِنْهَا.‏ فَقَدْ مَدَحَ بَارَاقُ وَدَبُورَةُ «قُوَّادَ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُتَطَوِّعِينَ».‏ فَمَوْقِفُهُمُ ٱخْتَلَفَ عَنْ مَوْقِفِ ‹ٱلرَّاكِبِينَ ٱلْأُتُنَ› ٱلَّذِينَ مَنَعَتْهُمْ كِبْرِيَاؤُهُمْ مِنَ ٱلْمُشَارَكَةِ.‏ وَٱخْتَلَفَ أَيْضًا عَنْ مَوْقِفِ ‹ٱلْجَالِسِينَ عَلَى ٱلسَّجَّادَاتِ ٱلنَّفِيسَةِ› ٱلَّذِينَ أَحَبُّوا حَيَاةَ ٱلتَّرَفِ.‏ فَهٰؤُلَاءِ ٱلْمُتَطَوِّعُونَ لَمْ يَخْتَارُوا ‹ٱلسَّيْرَ فِي ٱلطَّرِيقِ› ٱلسَّهْلِ،‏ بَلْ سَلَكُوا مُنْحَدَرَاتٍ جَبَلِيَّةً وَعِرَةً وَأَرَاضِيَ مُوحِلَةً.‏ لِذٰلِكَ وَجَبَ عَلَى كُلِّ مَنْ سَعَى آنَذَاكَ وَرَاءَ ٱلْمَلَذَّاتِ أَنْ ‹يَتَأَمَّلَ› فِي ٱلْفُرْصَةِ ٱلَّتِي أَضَاعَهَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مَوْقِفِنَا مِنْ خِدْمَةِ إِلٰهِنَا.‏

١٣ كَيْفَ ٱخْتَلَفَ مَوْقِفُ أَسْبَاطِ رَأُوبِينَ وَدَانٍ وَأَشِيرَ عَنْ مَوْقِفِ سِبْطَيْ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِي؟‏

١٣ لَقَدْ رَأَى ٱلْمُتَطَوِّعُونَ بِعَيْنِهِمْ عَظَمَةَ يَهْوَهَ.‏ وَهٰكَذَا كَانَ بِمَقْدُورِهِمْ أَنْ ‹يُخْبِرُوا بِأَعْمَالِ بِرِّهِ›.‏ (‏قض ٥:‏١١‏)‏ فَسِبْطَا زَبُولُونَ وَنَفْتَالِي «ٱزْدَرَوْا بِنُفُوسِهِمْ إِلَى ٱلْمَوْتِ» لِيَدْعَمُوا دَبُورَةَ وَبَارَاقَ.‏ (‏قض ٥:‏١٨‏)‏ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ تَذْكُرُ ٱلْقُضَاة ٥:‏١٥-‏١٧ أَنَّ أَسْبَاطَ رَأُوبِينَ وَدَانٍ وَأَشِيرَ ٱهْتَمُّوا بِقُطْعَانِهِمْ وَسُفُنِهِمْ وَمَرَافِئِهِمْ،‏ وَفَضَّلُوهَا عَلَى إِتْمَامِ عَمَلِ يَهْوَهَ.‏ وَهٰذَانِ ٱلْمَوْقِفَانِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلطَّوْعِيَّةِ يُعَلِّمَانِنَا دَرْسًا مُهِمًّا.‏

‏‹لِنُبَارِكْ يَهْوَهَ›‏

١٤ كَيْفَ نُؤَيِّدُ حُكْمَ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ؟‏

١٤ نَحْنُ لَا نُشَارِكُ ٱلْيَوْمَ فِي ٱلْحُرُوبِ لِنُؤَيِّدَ حُكْمَ يَهْوَهَ.‏ لٰكِنَّنَا نُظْهِرُ دَعْمَنَا لَهُ حِينَ نُبَشِّرُ بِشَجَاعَةٍ وَغَيْرَةٍ.‏ فَٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى،‏ تَحْتَاجُ هَيْئَةُ يَهْوَهَ إِلَى مُتَطَوِّعِينَ لِعَمَلِ ٱلْخِدْمَةِ.‏ لِذَا يَتَطَوَّعُ إِخْوَةٌ وَأَخَوَاتٌ كَثِيرُونَ فِي أَشْكَالٍ عَدِيدَةٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ،‏ مِثْلِ ٱلْفَتْحِ وَخِدْمَةِ بَيْتَ إِيلَ وَعَمَلِ ٱلْبِنَاءِ.‏ كَمَا أَنَّ إِخْوَةً آخَرِينَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأَعْمَارِ يَتَطَوَّعُونَ لِلْعَمَلِ فِي قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَقَاعَاتِ ٱلْمَحَافِلِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نُقَدِّرُ جُهُودَ ٱلشُّيُوخِ فِي لِجَانِ ٱلِٱتِّصَالِ بِٱلْمُسْتَشْفَيَاتِ وَٱلَّذِينَ يُنَظِّمُونَ ٱلْمَحَافِلَ.‏ وَنَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ يَهْوَهَ أَيْضًا يُقَدِّرُ هٰذِهِ ٱلرُّوحَ ٱلطَّوْعِيَّةَ وَلَنْ يَنْسَاهَا أَبَدًا.‏ —‏ عب ٦:‏١٠‏.‏

قَبْلَ أَنْ تَتَّخِذَ أَيَّ قَرَارٍ،‏ فَكِّرْ كَيْفَ يُؤَثِّرُ فِي عَائِلَتِكَ وَجَمَاعَتِكَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.‏)‏

١٥ كَيْفَ نَتَأَكَّدُ أَنَّنَا لَمْ نَخْسَرْ حَمَاسَتَنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟‏

١٥ لِذَا يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ أَنَا نَشِيطٌ فِي عَمَلِ ٱلْخِدْمَةِ،‏ أَمْ أُرَكِّزُ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ زِيَادَةً عَنِ ٱللُّزُومِ؟‏ هَلْ أُتَمِّمُ خِدْمَةَ يَهْوَهَ بِإِيمَانٍ وَشَجَاعَةٍ،‏ تَمَثُّلًا بِدَبُورَةَ وَبَارَاقَ وَيَاعِيلَ وَٱلْمُتَطَوِّعِينَ ٱلْعَشَرَةِ آلَافٍ؟‏ وَفِي حَالِ كُنْتُ أُفَكِّرُ فِي ٱلِٱنْتِقَالِ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ لِأُحَسِّنَ مَعِيشَتِي،‏ هَلْ أُصَلِّي وَأُفَكِّرُ فِي تَأْثِيرِ ذٰلِكَ عَلَى عَائِلَتِي وَجَمَاعَتِي؟‏›.‏ *

١٦ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْإِنْسَانُ لِيَهْوَهَ؟‏

١٦ إِنَّهُ لَشَرَفٌ عَظِيمٌ أَنْ يَسْمَحَ لَنَا يَهْوَهُ بِأَنْ نُؤَيِّدَ حُكْمَهُ.‏ فَمِنْ أَيَّامِ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَٱلشَّيْطَانُ يُرِيدُ أَنْ يَكْسِبَ تَأْيِيدَ ٱلْبَشَرِ.‏ لٰكِنَّنَا نُظْهِرُ أَنَّنَا إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ حِينَ نَدْعَمُ حُكْمَهُ.‏ وَرُوحُنَا ٱلطَّوْعِيَّةُ دَلِيلٌ عَلَى إِيمَانِنَا بِهِ وَوَلَائِنَا لَهُ،‏ وَهِيَ تُفْرِحُ قَلْبَهُ كَثِيرًا.‏ (‏ام ٢٣:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وَحِينَ نُطِيعُ يَهْوَهَ وَنَكُونُ أَوْلِيَاءَ لَهُ،‏ نُعْطِي جَوَابًا وَاضِحًا عَلَى تَعْيِيرَاتِ إِبْلِيسَ.‏ (‏ام ٢٧:‏١١‏)‏ وَهٰذَا أَثْمَنُ مَا نُقَدِّمُهُ للهِ.‏

١٧ مَاذَا سَيَحْدُثُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِحَسَبِ ٱلْقُضَاة ٥:‏٣١‏؟‏

١٧ قَرِيبًا،‏ سَتَمْتَلِئُ ٱلْأَرْضُ بِأُنَاسٍ يَدْعَمُونَ حُكْمَ يَهْوَهَ.‏ وَكَمْ نَتُوقُ إِلَى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ!‏ فَلْنُرَدِّدْ تَرْنِيمَةَ دَبُورَةَ وَبَارَاقَ:‏ «لِيَبِدْ جَمِيعُ أَعْدَائِكَ يَا يَهْوَهُ،‏ وَلْيَكُنْ مُحِبُّوكَ كَٱلشَّمْسِ ٱلْخَارِجَةِ فِي ٱقْتِدَارِهَا».‏ (‏قض ٥:‏٣١‏)‏ وَسَيُلَبِّي يَهْوَهُ طَلَبَنَا هٰذَا عِنْدَمَا يُنْهِي نِظَامَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرَ.‏ لٰكِنَّهُ لَنْ يَحْتَاجَ إِلَى مُتَطَوِّعِينَ بَشَرٍ لِيُهْلِكَ أَعْدَاءَهُ عِنْدَ بِدَايَةِ هَرْمَجِدُّونَ.‏ بَلْ سَيَكُونُ ٱلْوَقْتُ آنَذَاكَ ‹لِنَثْبُتَ وَنَنْظُرَ خَلَاصَ يَهْوَهَ›.‏ (‏٢ اخ ٢٠:‏١٧‏)‏ وَلٰكِنْ إِلَى أَنْ يَحِينَ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتُ،‏ لِنَسْتَغِلَّ ٱلْفُرَصَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلْمُتَاحَةَ لَنَا كَيْ نُؤَيِّدَ حُكْمَ يَهْوَهَ بِغَيْرَةٍ وَشَجَاعَةٍ.‏

١٨ كَيْفَ تُفِيدُ خِدْمَتُكَ ٱلطَّوْعِيَّةُ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٨ ‏«بَارِكُوا يَهْوَهَ .‏ .‏ .‏ لِأَنَّ ٱلشَّعْبَ قَدْ تَطَوَّعَ».‏ هٰكَذَا بَدَأَ بَارَاقُ وَدَبُورَةُ تَرْنِيمَتَهُمَا،‏ تَسْبِيحًا لِيَهْوَهَ وَحْدَهُ.‏ (‏قض ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ حِينَ نَتَطَوَّعُ لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ نُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ ‹يُبَارِكُوهُ› هُمْ أَيْضًا.‏

^ ‎الفقرة 6‏ اَلْمِنْجَلُ هُوَ شَفْرَةٌ طَوِيلَةٌ حَادَّةٌ،‏ مُقَوَّسَةٌ أَحْيَانًا.‏ وَكَانَتِ ٱلْمَنَاجِلُ تُوصَلُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِعَجَلَاتِ ٱلْمَرْكَبَةِ ٱلْحَرْبِيَّةِ،‏ مِمَّا جَعَلَ مِنْهَا آلَةَ قَتْلٍ مُرْعِبَةً.‏

^ ‎الفقرة 8‏ اِقْرَإِ ٱلْمَزِيدَ عَنْ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةِ فِي مَقَالَةِ «‏‏‹قُمْتُ أُمًّا فِي إِسْرَائِيلَ›‏‏» فِي عَدَدِ ١ آبَ (‏أُغُسْطُس)‏ ٢٠١٥ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.‏

^ ‎الفقرة 15‏ اُنْظُرْ مَقَالَةَ «‏ٱلْهُمُومِ ٱلْمَالِيَّةِ‏»،‏ فِي عَدَدِ ١ تَمُّوزَ (‏يُولْيُو)‏ ٢٠١٥ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.‏