شجِّع الآخرين فيما يقترب يوم يهوه
«لِنُرَاعِ بَعْضُنَا بَعْضًا . . . مُشَجِّعِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِٱلْأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ ٱلْيَوْمَ يَقْتَرِبُ». — عب ١٠:٢٤، ٢٥.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٢١، ١١٩
١ لِمَ شَدَّدَ بُولُسُ عَلَى ٱلتَّشْجِيعِ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ؟
فِي ٱلرِّسَالَةِ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ، أَوْصَى بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُشَجِّعُوا أَكْثَرَ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ، وَأَوْضَحَ لَهُمُ ٱلسَّبَبَ. قَالَ: «لِنُرَاعِ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ، غَيْرَ تَارِكِينَ ٱجْتِمَاعَنَا، كَمَا هُوَ مِنْ عَادَةِ ٱلْبَعْضِ، بَلْ مُشَجِّعِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِٱلْأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ ٱلْيَوْمَ يَقْتَرِبُ». (عب ١٠:٢٤، ٢٥) فَبَعْدَ أَقَلَّ مِنْ ٥ سَنَوَاتٍ، كَانَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي أُورُشَلِيمَ سَيُمَيِّزُونَ أَنَّ دَيْنُونَةَ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْمَدِينَةِ تَقْتَرِبُ، وَبِٱلتَّالِي يَجِبُ أَنْ يَهْرُبُوا كَمَا أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ. (اع ٢:١٩، ٢٠؛ لو ٢١:٢٠-٢٢) وَبِٱلْفِعْلِ، جَاءَ يَوْمُ يَهْوَهَ هٰذَا سَنَةَ ٧٠ بم حِينَ دَمَّرَ ٱلرُّومَانُ أُورُشَلِيمَ.
٢ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نُشَجِّعَ بَعْضُنَا بَعْضًا خُصُوصًا ٱلْيَوْمَ؟
٢ وَنَحْنُ نُوَاجِهُ وَضْعًا مُشَابِهًا ٱلْيَوْمَ. فَقَدْ صَارَ ‹يَوْمُ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمُ وَٱلْمَخُوفُ› يوء ٢:١١) وَكَمَا فِي ٱلْمَاضِي، تَنْطَبِقُ عَلَى أَيَّامِنَا نُبُوَّةُ صَفَنْيَا: «قَرِيبٌ يَوْمُ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمُ، قَرِيبٌ وَسَرِيعٌ جِدًّا». (صف ١:١٤) لِذٰلِكَ مِثْلَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ، عَلَيْنَا أَنْ ‹نُرَاعِيَ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ›. (عب ١٠:٢٤) فَيَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ أَكْثَرَ فِي إِخْوَتِنَا. وَهٰكَذَا نَقْدِرُ أَنْ نُشَجِّعَهُمْ وَقْتَ ٱلْحَاجَةِ.
عَلَى ٱلْأَبْوَابِ. (مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ؟
٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا قَالَهُ بُولُسُ عَنِ ٱلتَّشْجِيعِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٣ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلْهَمُّ فِي قَلْبِ ٱلْإِنْسَانِ يَحْنِيهِ، أَمَّا ٱلْكَلِمَةُ ٱلطَّيِّبَةُ فَهِيَ تُفْرِحُهُ». (ام ١٢:٢٥) لِذٰلِكَ نَحْتَاجُ جَمِيعًا إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ. وَهٰذَا يَصِحُّ حَتَّى عَلَى ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ مَسْؤُولِيَّةُ تَشْجِيعِ ٱلْآخَرِينَ. كَتَبَ بُولُسُ: «إِنِّي مُشْتَاقٌ أَنْ أَرَاكُمْ لِأَمْنَحَكُمْ عَطِيَّةً رُوحِيَّةً لِتَثْبِيتِكُمْ، أَوْ بِٱلْحَرِيِّ لِنَتَبَادَلَ ٱلتَّشْجِيعَ عِنْدَكُمْ، كُلُّ وَاحِدٍ بِإِيمَانِ ٱلْآخَرِ، إِيمَانِكُمْ وَإِيمَانِي». (رو ١:١١، ١٢) فَمَعَ أَنَّ بُولُسَ قَوَّى ٱلْآخَرِينَ، ٱحْتَاجَ هُوَ نَفْسُهُ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ أَحْيَانًا. — اقرأ روما ١٥:٣٠-٣٢.
٤، ٥ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ ٱلْيَوْمَ، وَلِمَاذَا؟
٤ كَمَا أَنَّ ٱلْخُدَّامَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْمَدْحِ وَٱلتَّشْجِيعِ. وَهُمْ يَشْمُلُونَ ٱلْفَاتِحِينَ، ٱلْمُرْسَلِينَ، أَعْضَاءَ بَيْتَ إِيلَ، نُظَّارَ ٱلدَّوَائِرِ وَزَوْجَاتِهِمْ، وَٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي مَكَاتِبِ ٱلتَّرْجَمَةِ. فَكُلُّهُمْ يُقَدِّمُونَ ٱلتَّضْحِيَاتِ لِيُخَصِّصُوا وَقْتًا أَكْبَرَ لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ. وَلَا نَنْسَ أَيْضًا ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ، إِنَّمَا لَا يَسْتَطِيعُونَ ذٰلِكَ لِأَسْبَابٍ مُتَنَوِّعَةٍ.
٥ وَمَنْ نُشَجِّعُ أَيْضًا؟ اَلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّذِينَ يَبْقَوْنَ عُزَّابًا لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَزَوَّجُوا «فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ». (١ كو ٧:٣٩) كَمَا تَتَشَجَّعُ ٱلزَّوْجَاتُ حِينَ يُعَبِّرُ لَهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلتَّقْدِيرِ. (ام ٣١:٢٨، ٣١) وَلْنَتَذَكَّرْ أَيْضًا ٱلْإِخْوَةَ ٱلَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِسَبَبِ ٱلْمَرَضِ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادِ. (٢ تس ١:٣-٥) وَهٰكَذَا، نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ ٱللَّذَيْنِ يُعَزِّيَانِ كُلَّ ٱلْخُدَّامِ ٱلْأُمَنَاءِ. — اقرأ ٢ تسالونيكي ٢:١٦، ١٧.
كَيْفَ يُشَجِّعُنَا ٱلشُّيُوخُ؟
٦ مَا دَوْرُ ٱلشُّيُوخِ بِحَسَبِ إِشَعْيَا ٣٢:١، ٢؟
٦ اقرأ اشعيا ٣٢:١، ٢. فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلصَّعْبَةِ، نَشْعُرُ بِٱلْحُزْنِ وَٱلْكَآبَةِ أَحْيَانًا. لِذَا يُشَجِّعُنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ وَيُرْشِدُنَا بِوَاسِطَةِ ‹ٱلرُّؤَسَاءِ›، أَيِ ٱلشُّيُوخِ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ. فَهُمْ ‹لَا يَسُودُونَ عَلَيْنَا، بَلْ هُمْ رُفَقَاءُ فِي ٱلْعَمَلِ لِفَرَحِنَا›. — ٢ كو ١:٢٤.
٧، ٨ كَيْفَ يُشَجِّعُ ٱلشُّيُوخُ إِخْوَتَهُمْ؟
٧ وَبُولُسُ رَسَمَ ٱلْمِثَالَ لِلشُّيُوخِ. فَقَدْ قَالَ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُضْطَهَدِينَ فِي تَسَالُونِيكِي: «إِذْ كُنَّا نَحِنُّ عَلَيْكُمْ، سَرَّنَا جِدًّا أَنْ نَمْنَحَكُمْ، لَا بِشَارَةَ ٱللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لِأَنَّكُمْ صِرْتُمْ أَحِبَّاءَ إِلَيْنَا». — ١ تس ٢:٨.
٨ فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، لَا يَكْفِي أَنْ يُشَجِّعَ اع ٢٠:٣٥) وَبُولُسُ نَفْسُهُ لَمْ يُشَجِّعْ إِخْوَتَهُ بِٱلْكَلَامِ فَقَطْ، بَلْ كَانَ مُسْتَعِدًّا أَنْ ‹يُنْفِقَ كُلَّ شَيْءٍ وَيُنْفِقَ ذَاتَهُ كُلِّيًّا› مِنْ أَجْلِهِمْ. (٢ كو ١٢:١٥) بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُقَوِّي ٱلشُّيُوخُ إِخْوَتَهُمْ بِٱلْقَوْلِ وَٱلْعَمَلِ. وَهٰكَذَا يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ يَهْتَمُّونَ بِهِمِ ٱهْتِمَامًا صَادِقًا. — ١ كو ١٤:٣.
ٱلشُّيُوخُ إِخْوَتَهُمْ بِٱلْكَلَامِ. قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِشُيُوخِ أَفَسُسَ: «لَا بُدَّ أَنْ تَعْضُدُوا ٱلضُّعَفَاءَ، وَلَا بُدَّ أَنْ تَذْكُرُوا كَلِمَاتِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ حِينَ قَالَ: ‹اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ›». (٩ كَيْفَ يُقَدِّمُ ٱلشُّيُوخُ ٱلنَّصِيحَةَ بِأُسْلُوبٍ مُشَجِّعٍ؟
٩ يَشْمُلُ دَوْرُ ٱلشُّيُوخِ أَيْضًا تَقْدِيمَ ٱلنَّصَائِحِ لِإِخْوَتِهِمْ. لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُوضِحُ لَهُمْ كَيْفَ يُقَدِّمُونَهَا بِأُسْلُوبٍ مُشَجِّعٍ. مَثَلًا، أَرَادَ يَسُوعُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْمَشُورَةَ لِجَمَاعَاتِ أَفَسُسَ وَبَرْغَامُسَ وَثِيَاتِيرَا فِي آسِيَا ٱلصُّغْرَى. فَكَيْفَ فَعَلَ ذٰلِكَ؟ لَقَدْ مَدَحَهُمْ أَوَّلًا عَلَى حَسَنَاتِهِمْ. (رؤ ٢:١-٥، ١٢، ١٣، ١٨، ١٩) وَقَالَ لِلْجَمَاعَةِ فِي لَاوُدِكِيَّةَ: «كُلُّ مَنْ أُكِنُّ لَهُ مَوَدَّةً أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ». (رؤ ٣:١٩) فَيَا لَلْمِثَالِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي رَسَمَهُ لِلشُّيُوخِ!
اَلتَّشْجِيعُ مَسْؤُولِيَّتُنَا جَمِيعًا
١٠ كَيْفَ نُشَجِّعُ جَمِيعًا وَاحِدُنَا ٱلْآخَرَ؟
١٠ لَيْسَ ٱلتَّشْجِيعُ مَسْؤُولِيَّةَ ٱلشُّيُوخِ وَحْدَهُمْ. فَقَدْ أَوْصَى بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ جَمِيعًا أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكُلِّ «مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ بِحَسَبِ ٱلْحَاجَةِ، لِكَيْ يُعْطِيَ مَسَرَّةً لِلسَّامِعِينَ». (اف ٤:٢٩) لِذَا يَجِبُ أَنْ نُلَاحِظَ مَا هِيَ «حَاجَةُ» إِخْوَتِنَا لِكَيْ نَعْرِفَ كَيْفَ نُسَاعِدُهُمْ. وَكَتَبَ بُولُسُ أَيْضًا: «قَوِّمُوا ٱلْأَيْدِيَ ٱلْمُسْتَرْخِيَةَ وَٱلرُّكَبَ ٱلْوَاهِنَةَ، وَثَابِرُوا عَلَى صُنْعِ سُبُلٍ مُسْتَقِيمَةٍ لِأَقْدَامِكُمْ، لِكَيْلَا يَتَخَلَّعَ ٱلْأَعْرَجُ، بَلْ بِٱلْحَرِيِّ يُشْفَى». (عب ١٢:١٢، ١٣) فَٱلْجَمِيعُ، صِغَارًا وَكِبَارًا، قَادِرُونَ أَنْ يُشَجِّعُوا ٱلْآخَرِينَ بِكَلَامِهِمْ.
١١ مَاذَا شَجَّعَ مَارْت حِينَ شَعَرَتْ بِٱلْكَآبَةِ؟
١١ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعَ أُخْتٍ أُصِيبَتْ بِٱلْكَآبَةِ ٱسْمُهَا مَارْت. * تُخْبِرُ: «فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ، كُنْتُ أُصَلِّي طَلَبًا لِلتَّشْجِيعِ. فَقَابَلْتُ أُخْتًا مُسِنَّةً تَعَاطَفَتْ مَعِي وَٱهْتَمَّتْ بِي. وَهٰذَا تَمَامًا مَا ٱحْتَجْتُ إِلَيْهِ. وَأَخْبَرَتْنِي أَيْضًا كَيْفَ وَاجَهَتْ مِحْنَةً مُشَابِهَةً، فَخَفَّ شُعُورِي بِٱلْوَحْدَةِ». لَقَدْ قَوَّتِ ٱلْأُخْتُ ٱلْمُسِنَّةُ مَارْت بِكَلَامِهَا، وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ دُونَ أَنْ تَدْرِيَ.
١٢، ١٣ كَيْفَ نُطَبِّقُ فِيلِبِّي ٢:١-٤؟
١٢ وَبُولُسُ قَدَّمَ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلتَّالِيَةَ إِلَى ٱلْإِخْوَةِ فِي فِيلِبِّي: «إِنْ كَانَ مِنْ تَشْجِيعٍ فِي ٱلْمَسِيحِ، إِنْ كَانَ مِنْ عَزَاءٍ لِلْمَحَبَّةِ، إِنْ كَانَ مِنْ شِرْكَةٍ فِي ٱلرُّوحِ، إِنْ كَانَ مِنْ حَنَانٍ وَرَأْفَةٍ، فَتَمِّمُوا فَرَحِي بِأَنْ يَكُونَ لَكُمُ ٱلْفِكْرُ نَفْسُهُ وَٱلْمَحَبَّةُ نَفْسُهَا، مُقْتَرِنِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، مُفَكِّرِينَ تَفْكِيرًا وَاحِدًا، غَيْرَ عَامِلِينَ شَيْئًا عَنْ نَزْعَةٍ إِلَى ٱلْخِصَامِ أَوْ عَنْ عُجْبٍ، بَلْ بِٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ مُعْتَبِرِينَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَكُمْ، غَيْرَ نَاظِرِينَ بِٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ إِلَى أُمُورِكُمُ ٱلْخَاصَّةِ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا بِٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ إِلَى تِلْكَ ٱلَّتِي لِلْآخَرِينَ». — في ٢:١-٤.
١٣ إِذًا، عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نَبْحَثَ عَنْ طُرُقٍ لِنُسَاعِدَ إِخْوَتَنَا وَنُشَجِّعَهُمْ. كَيْفَ ذٰلِكَ؟ يُمْكِنُنَا أَنْ ‹نُعَزِّيَهُمْ بِمَحَبَّةٍ›، نَهْتَمَّ بِحَاجَاتِهِمْ، وَنُظْهِرَ لَهُمُ ‹ٱلْحَنَانَ وَٱلرَّأْفَةَ›.
كَيْفَ تُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ؟
١٤ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِنُقَدِّمَ ٱلتَّشْجِيعَ؟
١٤ نَحْنُ نَتَشَجَّعُ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلَّذِينَ دَرَسْنَا مَعَهُمْ لَا يَزَالُونَ أُمَنَاءَ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «لَيْسَ لِي سَبَبٌ لِلشُّكْرِ أَعْظَمُ مِنْ هٰذَا، أَنْ أَسْمَعَ بِأَنَّ أَوْلَادِي يُوَاصِلُونَ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ». (٣ يو ٤) لِذَا يَتَشَجَّعُ ٱلْفَاتِحُونَ حِينَ يَسْمَعُونَ أَنَّ شَخْصًا دَرَسُوا مَعَهُ لَا يَزَالُ أَمِينًا، وَرُبَّمَا صَارَ فَاتِحًا أَيْضًا. فَإِذَا ضَعُفَتْ مَعْنَوِيَّاتُ أَحَدِ ٱلْفَاتِحِينَ، فَلِمَ لَا تُذَكِّرُهُ كَيْفَ سَاعَدَ غَيْرَهُ فِي ٱلْمَاضِي؟
١٥ كَيْفَ نُشَجِّعُ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ؟
١٥ وَيُخْبِرُ نُظَّارُ ٱلدَّوَائِرِ كَمْ يَتَشَجَّعُونَ هُمْ وَزَوْجَاتُهُمْ حِينَ يَكْتُبُ إِلَيْهِمِ ٱلْإِخْوَةُ رِسَالَةَ شُكْرٍ. وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْفَاتِحِينَ وَٱلْمُرْسَلِينَ وَٱلشُّيُوخِ وَخُدَّامِ بَيْتَ إِيلَ. فَحِينَ نَمْدَحُهُمْ، يَتَشَجَّعُونَ أَكْثَرَ مِمَّا نَتَخَيَّلُ.
هَلْ تَسْتَصْعِبُ تَشْجِيعَ ٱلْآخَرِينَ؟
١٦ هَلْ يَتَطَلَّبُ تَشْجِيعُ ٱلْآخَرِينَ ٱلْكَثِيرَ؟ أَوْضِحْ.
١٦ مَاذَا لَوْ كُنْتَ تَسْتَصْعِبُ أَنْ تُعَبِّرَ عَنْ مَشَاعِرِكَ؟ لَا تَقْلَقْ، فَتَشْجِيعُ ٱلْآخَرِينَ لَا يَتَطَلَّبُ ٱلْكَثِيرَ. مَا رَأْيُكَ مَثَلًا أَنْ تَبْتَسِمَ حِينَ تُسَلِّمُ عَلَى أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ؟ فَإِذَا لَمْ تَرَ ٱبْتِسَامَةً عَلَى وَجْهِهِ، فَرُبَّمَا يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّهُ مُتَضَايِقٌ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، قَدْ يَكْفِي أَنْ تَسْتَمِعَ إِلَيْهِ لِيَرْتَاحَ. — يع ١:١٩.
١٧ كَيْفَ تَشَجَّعَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ؟
١٧ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعَ أَخٍ شَابٍّ يُدْعَى هَنْرِي. فَقَدْ حَزِنَ كَثِيرًا بَعْدَمَا تَرَكَ ٱلْحَقَّ عَدَدٌ مِنْ أَقْرِبَائِهِ، ٱلْمَزْمُور ٤٦ وَصَفَنْيَا ٣:١٧ وَمَرْقُس ١٠:٢٩، ٣٠.
بِمَنْ فِيهِمْ وَالِدُهُ ٱلَّذِي كَانَ شَيْخًا. فَلَاحَظَ نَاظِرُ ٱلدَّائِرَةِ أَنَّهُ مُتَضَايِقٌ. لِذَا دَعَاهُ إِلَى مَقْهًى وَأَعْطَاهُ ٱلْمَجَالَ لِيُعَبِّرَ عَنْ مَشَاعِرِهِ. وَبَعْدَ ٱلْمُحَادَثَةِ، أَدْرَكَ هَنْرِي أَنَّ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلْوَحِيدَةَ لِيُسَاعِدَ عَائِلَتَهُ هِيَ بِٱلْبَقَاءِ أَمِينًا. كَمَا أَنَّهُ تَعَزَّى بِقِرَاءَةِ١٨ (أ) مَاذَا كَتَبَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَنِ ٱلتَّشْجِيعِ؟ (ب) مَاذَا يُشَجِّعُنَا حَسْبَمَا ذَكَرَ بُولُسُ؟
١٨ نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَصَلَ مَعَ مَارْت وَهَنْرِي أَنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نَرْفَعَ مَعْنَوِيَّاتِ إِخْوَتِنَا عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ. فَكَيْفَ نُشَجِّعُهُمْ؟ قَالَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ: «اَلْكَلِمَةُ فِي حِينِهَا مَا أَحْسَنَهَا! إِشْرَاقُ ٱلْعَيْنَيْنِ يُفَرِّحُ ٱلْقَلْبَ، وَٱلْخَبَرُ ٱلطَّيِّبُ يُسَمِّنُ ٱلْعِظَامَ». (ام ١٥:٢٣، ٣٠) وَنُشَجِّعُهُمْ أَيْضًا حِينَ نَقْرَأُ لَهُمْ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَوْ مِنَ ٱلْمَوْقِعِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، أَظْهَرَ بُولُسُ أَنَّنَا نُشَجِّعُ بَعْضُنَا بَعْضًا حِينَ نُرَنِّمُ مَعًا تَرَانِيمَ ٱلْمَلَكُوتِ. كَتَبَ: «اِسْتَمِرُّوا مُعَلِّمِينَ وَمُشَجِّعِينَ * بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ، وَتَسَابِيحَ لِلهِ، وَتَرَانِيمَ رُوحِيَّةٍ بِنِعْمَةٍ، مُرَنِّمِينَ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ لِيَهْوَهَ». — كو ٣:١٦؛ اع ١٦:٢٥.
١٩ لِمَ ٱلتَّشْجِيعُ مُهِمٌّ فِي أَيَّامِنَا خُصُوصًا، وَعَلَامَ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ؟
١٩ خِتَامًا، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَبَادَلَ ٱلتَّشْجِيعَ، ‹وَبِٱلْأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا نَرَى يَوْمَ يَهْوَهَ يَقْتَرِبُ›. (عب ١٠:٢٥) فَلْنُطَبِّقْ إِذًا وَصِيَّةَ بُولُسَ: «وَاظِبُوا عَلَى تَعْزِيَةِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا وَبِنَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا، كَمَا أَنْتُمْ فَاعِلُونَ». — ١ تس ٥:١١.
^ الفقرة 11 اَلِٱسْمَانِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مُسْتَعَارَانِ.
^ الفقرة 18 بِحَسَبِ تَرْجَمَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، ٱلطَّبْعَةِ ٱلْمُنَقَّحَةِ ٢٠١٣ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ).