الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

شجِّع الآخرين فيما يقترب يوم يهوه

شجِّع الآخرين فيما يقترب يوم يهوه

‏«لِنُرَاعِ بَعْضُنَا بَعْضًا .‏ .‏ .‏ مُشَجِّعِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا،‏ وَبِٱلْأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ ٱلْيَوْمَ يَقْتَرِبُ»‏‏.‏ ‏—‏ عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٢١،‏ ١١٩

١ لِمَ شَدَّدَ بُولُسُ عَلَى ٱلتَّشْجِيعِ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ؟‏

فِي ٱلرِّسَالَةِ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ،‏ أَوْصَى بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُشَجِّعُوا أَكْثَرَ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ،‏ وَأَوْضَحَ لَهُمُ ٱلسَّبَبَ.‏ قَالَ:‏ «لِنُرَاعِ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ،‏ غَيْرَ تَارِكِينَ ٱجْتِمَاعَنَا،‏ كَمَا هُوَ مِنْ عَادَةِ ٱلْبَعْضِ،‏ بَلْ مُشَجِّعِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا،‏ وَبِٱلْأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ ٱلْيَوْمَ يَقْتَرِبُ».‏ ‏(‏عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ فَبَعْدَ أَقَلَّ مِنْ ٥ سَنَوَاتٍ،‏ كَانَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي أُورُشَلِيمَ سَيُمَيِّزُونَ أَنَّ دَيْنُونَةَ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْمَدِينَةِ تَقْتَرِبُ،‏ وَبِٱلتَّالِي يَجِبُ أَنْ يَهْرُبُوا كَمَا أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ.‏ (‏اع ٢:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ لو ٢١:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ جَاءَ يَوْمُ يَهْوَهَ هٰذَا سَنَةَ ٧٠ ب‌م حِينَ دَمَّرَ ٱلرُّومَانُ أُورُشَلِيمَ.‏

٢ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نُشَجِّعَ بَعْضُنَا بَعْضًا خُصُوصًا ٱلْيَوْمَ؟‏

٢ وَنَحْنُ نُوَاجِهُ وَضْعًا مُشَابِهًا ٱلْيَوْمَ.‏ فَقَدْ صَارَ ‹يَوْمُ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمُ وَٱلْمَخُوفُ› عَلَى ٱلْأَبْوَابِ.‏ (‏يوء ٢:‏١١‏)‏ وَكَمَا فِي ٱلْمَاضِي،‏ تَنْطَبِقُ عَلَى أَيَّامِنَا نُبُوَّةُ صَفَنْيَا:‏ «قَرِيبٌ يَوْمُ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمُ،‏ قَرِيبٌ وَسَرِيعٌ جِدًّا».‏ (‏صف ١:‏١٤‏)‏ لِذٰلِكَ مِثْلَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ ‹نُرَاعِيَ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ›.‏ (‏عب ١٠:‏٢٤‏)‏ فَيَجِبُ أَنْ نُفَكِّرَ أَكْثَرَ فِي إِخْوَتِنَا.‏ وَهٰكَذَا نَقْدِرُ أَنْ نُشَجِّعَهُمْ وَقْتَ ٱلْحَاجَةِ.‏

مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ؟‏

٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا قَالَهُ بُولُسُ عَنِ ٱلتَّشْجِيعِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٣ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «اَلْهَمُّ فِي قَلْبِ ٱلْإِنْسَانِ يَحْنِيهِ،‏ أَمَّا ٱلْكَلِمَةُ ٱلطَّيِّبَةُ فَهِيَ تُفْرِحُهُ».‏ (‏ام ١٢:‏٢٥‏)‏ لِذٰلِكَ نَحْتَاجُ جَمِيعًا إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ.‏ وَهٰذَا يَصِحُّ حَتَّى عَلَى ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ مَسْؤُولِيَّةُ تَشْجِيعِ ٱلْآخَرِينَ.‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «إِنِّي مُشْتَاقٌ أَنْ أَرَاكُمْ لِأَمْنَحَكُمْ عَطِيَّةً رُوحِيَّةً لِتَثْبِيتِكُمْ،‏ أَوْ بِٱلْحَرِيِّ لِنَتَبَادَلَ ٱلتَّشْجِيعَ عِنْدَكُمْ،‏ كُلُّ وَاحِدٍ بِإِيمَانِ ٱلْآخَرِ،‏ إِيمَانِكُمْ وَإِيمَانِي».‏ (‏رو ١:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فَمَعَ أَنَّ بُولُسَ قَوَّى ٱلْآخَرِينَ،‏ ٱحْتَاجَ هُوَ نَفْسُهُ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ أَحْيَانًا.‏ —‏ اقرأ روما ١٥:‏٣٠-‏٣٢‏.‏

٤،‏ ٥ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ ٱلْيَوْمَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٤ كَمَا أَنَّ ٱلْخُدَّامَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْمَدْحِ وَٱلتَّشْجِيعِ.‏ وَهُمْ يَشْمُلُونَ ٱلْفَاتِحِينَ،‏ ٱلْمُرْسَلِينَ،‏ أَعْضَاءَ بَيْتَ إِيلَ،‏ نُظَّارَ ٱلدَّوَائِرِ وَزَوْجَاتِهِمْ،‏ وَٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ فِي مَكَاتِبِ ٱلتَّرْجَمَةِ.‏ فَكُلُّهُمْ يُقَدِّمُونَ ٱلتَّضْحِيَاتِ لِيُخَصِّصُوا وَقْتًا أَكْبَرَ لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ.‏ وَلَا نَنْسَ أَيْضًا ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ،‏ إِنَّمَا لَا يَسْتَطِيعُونَ ذٰلِكَ لِأَسْبَابٍ مُتَنَوِّعَةٍ.‏

٥ وَمَنْ نُشَجِّعُ أَيْضًا؟‏ اَلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّذِينَ يَبْقَوْنَ عُزَّابًا لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَزَوَّجُوا «فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ».‏ (‏١ كو ٧:‏٣٩‏)‏ كَمَا تَتَشَجَّعُ ٱلزَّوْجَاتُ حِينَ يُعَبِّرُ لَهُنَّ أَزْوَاجُهُنَّ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلتَّقْدِيرِ.‏ (‏ام ٣١:‏٢٨،‏ ٣١‏)‏ وَلْنَتَذَكَّرْ أَيْضًا ٱلْإِخْوَةَ ٱلَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِسَبَبِ ٱلْمَرَضِ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادِ.‏ (‏٢ تس ١:‏٣-‏٥‏)‏ وَهٰكَذَا،‏ نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ ٱللَّذَيْنِ يُعَزِّيَانِ كُلَّ ٱلْخُدَّامِ ٱلْأُمَنَاءِ.‏ —‏ اقرأ ٢ تسالونيكي ٢:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

كَيْفَ يُشَجِّعُنَا ٱلشُّيُوخُ؟‏

٦ مَا دَوْرُ ٱلشُّيُوخِ بِحَسَبِ إِشَعْيَا ٣٢:‏١،‏ ٢‏؟‏

٦ اقرأ اشعيا ٣٢:‏١،‏ ٢‏.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلصَّعْبَةِ،‏ نَشْعُرُ بِٱلْحُزْنِ وَٱلْكَآبَةِ أَحْيَانًا.‏ لِذَا يُشَجِّعُنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ وَيُرْشِدُنَا بِوَاسِطَةِ ‹ٱلرُّؤَسَاءِ›،‏ أَيِ ٱلشُّيُوخِ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ.‏ فَهُمْ ‹لَا يَسُودُونَ عَلَيْنَا،‏ بَلْ هُمْ رُفَقَاءُ فِي ٱلْعَمَلِ لِفَرَحِنَا›.‏ —‏ ٢ كو ١:‏٢٤‏.‏

٧،‏ ٨ كَيْفَ يُشَجِّعُ ٱلشُّيُوخُ إِخْوَتَهُمْ؟‏

٧ وَبُولُسُ رَسَمَ ٱلْمِثَالَ لِلشُّيُوخِ.‏ فَقَدْ قَالَ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُضْطَهَدِينَ فِي تَسَالُونِيكِي:‏ «إِذْ كُنَّا نَحِنُّ عَلَيْكُمْ،‏ سَرَّنَا جِدًّا أَنْ نَمْنَحَكُمْ،‏ لَا بِشَارَةَ ٱللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا،‏ لِأَنَّكُمْ صِرْتُمْ أَحِبَّاءَ إِلَيْنَا».‏ —‏ ١ تس ٢:‏٨‏.‏

٨ فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ لَا يَكْفِي أَنْ يُشَجِّعَ ٱلشُّيُوخُ إِخْوَتَهُمْ بِٱلْكَلَامِ.‏ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِشُيُوخِ أَفَسُسَ:‏ «لَا بُدَّ أَنْ تَعْضُدُوا ٱلضُّعَفَاءَ،‏ وَلَا بُدَّ أَنْ تَذْكُرُوا كَلِمَاتِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ حِينَ قَالَ:‏ ‹اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ›».‏ (‏اع ٢٠:‏٣٥‏)‏ وَبُولُسُ نَفْسُهُ لَمْ يُشَجِّعْ إِخْوَتَهُ بِٱلْكَلَامِ فَقَطْ،‏ بَلْ كَانَ مُسْتَعِدًّا أَنْ ‹يُنْفِقَ كُلَّ شَيْءٍ وَيُنْفِقَ ذَاتَهُ كُلِّيًّا› مِنْ أَجْلِهِمْ.‏ (‏٢ كو ١٢:‏١٥‏)‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُقَوِّي ٱلشُّيُوخُ إِخْوَتَهُمْ بِٱلْقَوْلِ وَٱلْعَمَلِ.‏ وَهٰكَذَا يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ يَهْتَمُّونَ بِهِمِ ٱهْتِمَامًا صَادِقًا.‏ —‏ ١ كو ١٤:‏٣‏.‏

٩ كَيْفَ يُقَدِّمُ ٱلشُّيُوخُ ٱلنَّصِيحَةَ بِأُسْلُوبٍ مُشَجِّعٍ؟‏

٩ يَشْمُلُ دَوْرُ ٱلشُّيُوخِ أَيْضًا تَقْدِيمَ ٱلنَّصَائِحِ لِإِخْوَتِهِمْ.‏ لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُوضِحُ لَهُمْ كَيْفَ يُقَدِّمُونَهَا بِأُسْلُوبٍ مُشَجِّعٍ.‏ مَثَلًا،‏ أَرَادَ يَسُوعُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْمَشُورَةَ لِجَمَاعَاتِ أَفَسُسَ وَبَرْغَامُسَ وَثِيَاتِيرَا فِي آسِيَا ٱلصُّغْرَى.‏ فَكَيْفَ فَعَلَ ذٰلِكَ؟‏ لَقَدْ مَدَحَهُمْ أَوَّلًا عَلَى حَسَنَاتِهِمْ.‏ (‏رؤ ٢:‏١-‏٥،‏ ١٢،‏ ١٣،‏ ١٨،‏ ١٩‏)‏ وَقَالَ لِلْجَمَاعَةِ فِي لَاوُدِكِيَّةَ:‏ «كُلُّ مَنْ أُكِنُّ لَهُ مَوَدَّةً أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ.‏ فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ».‏ (‏رؤ ٣:‏١٩‏)‏ فَيَا لَلْمِثَالِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي رَسَمَهُ لِلشُّيُوخِ!‏

اَلتَّشْجِيعُ مَسْؤُولِيَّتُنَا جَمِيعًا

هَلْ تُدَرِّبُ وَلَدَكَ عَلَى تَشْجِيعِ ٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٠.‏)‏

١٠ كَيْفَ نُشَجِّعُ جَمِيعًا وَاحِدُنَا ٱلْآخَرَ؟‏

١٠ لَيْسَ ٱلتَّشْجِيعُ مَسْؤُولِيَّةَ ٱلشُّيُوخِ وَحْدَهُمْ.‏ فَقَدْ أَوْصَى بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ جَمِيعًا أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكُلِّ «مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ بِحَسَبِ ٱلْحَاجَةِ،‏ لِكَيْ يُعْطِيَ مَسَرَّةً لِلسَّامِعِينَ».‏ (‏اف ٤:‏٢٩‏)‏ لِذَا يَجِبُ أَنْ نُلَاحِظَ مَا هِيَ «حَاجَةُ» إِخْوَتِنَا لِكَيْ نَعْرِفَ كَيْفَ نُسَاعِدُهُمْ.‏ وَكَتَبَ بُولُسُ أَيْضًا:‏ «قَوِّمُوا ٱلْأَيْدِيَ ٱلْمُسْتَرْخِيَةَ وَٱلرُّكَبَ ٱلْوَاهِنَةَ،‏ وَثَابِرُوا عَلَى صُنْعِ سُبُلٍ مُسْتَقِيمَةٍ لِأَقْدَامِكُمْ،‏ لِكَيْلَا يَتَخَلَّعَ ٱلْأَعْرَجُ،‏ بَلْ بِٱلْحَرِيِّ يُشْفَى».‏ (‏عب ١٢:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فَٱلْجَمِيعُ،‏ صِغَارًا وَكِبَارًا،‏ قَادِرُونَ أَنْ يُشَجِّعُوا ٱلْآخَرِينَ بِكَلَامِهِمْ.‏

١١ مَاذَا شَجَّعَ مَارْت حِينَ شَعَرَتْ بِٱلْكَآبَةِ؟‏

١١ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعَ أُخْتٍ أُصِيبَتْ بِٱلْكَآبَةِ ٱسْمُهَا مَارْت.‏ * تُخْبِرُ:‏ «فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ،‏ كُنْتُ أُصَلِّي طَلَبًا لِلتَّشْجِيعِ.‏ فَقَابَلْتُ أُخْتًا مُسِنَّةً تَعَاطَفَتْ مَعِي وَٱهْتَمَّتْ بِي.‏ وَهٰذَا تَمَامًا مَا ٱحْتَجْتُ إِلَيْهِ.‏ وَأَخْبَرَتْنِي أَيْضًا كَيْفَ وَاجَهَتْ مِحْنَةً مُشَابِهَةً،‏ فَخَفَّ شُعُورِي بِٱلْوَحْدَةِ».‏ لَقَدْ قَوَّتِ ٱلْأُخْتُ ٱلْمُسِنَّةُ مَارْت بِكَلَامِهَا،‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ دُونَ أَنْ تَدْرِيَ.‏

١٢،‏ ١٣ كَيْفَ نُطَبِّقُ فِيلِبِّي ٢:‏١-‏٤‏؟‏

١٢ وَبُولُسُ قَدَّمَ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلتَّالِيَةَ إِلَى ٱلْإِخْوَةِ فِي فِيلِبِّي:‏ «إِنْ كَانَ مِنْ تَشْجِيعٍ فِي ٱلْمَسِيحِ،‏ إِنْ كَانَ مِنْ عَزَاءٍ لِلْمَحَبَّةِ،‏ إِنْ كَانَ مِنْ شِرْكَةٍ فِي ٱلرُّوحِ،‏ إِنْ كَانَ مِنْ حَنَانٍ وَرَأْفَةٍ،‏ فَتَمِّمُوا فَرَحِي بِأَنْ يَكُونَ لَكُمُ ٱلْفِكْرُ نَفْسُهُ وَٱلْمَحَبَّةُ نَفْسُهَا،‏ مُقْتَرِنِينَ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ،‏ مُفَكِّرِينَ تَفْكِيرًا وَاحِدًا،‏ غَيْرَ عَامِلِينَ شَيْئًا عَنْ نَزْعَةٍ إِلَى ٱلْخِصَامِ أَوْ عَنْ عُجْبٍ،‏ بَلْ بِٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ مُعْتَبِرِينَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَكُمْ،‏ غَيْرَ نَاظِرِينَ بِٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ إِلَى أُمُورِكُمُ ٱلْخَاصَّةِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا بِٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ إِلَى تِلْكَ ٱلَّتِي لِلْآخَرِينَ».‏ —‏ في ٢:‏١-‏٤‏.‏

١٣ إِذًا،‏ عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نَبْحَثَ عَنْ طُرُقٍ لِنُسَاعِدَ إِخْوَتَنَا وَنُشَجِّعَهُمْ.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ يُمْكِنُنَا أَنْ ‹نُعَزِّيَهُمْ بِمَحَبَّةٍ›،‏ نَهْتَمَّ بِحَاجَاتِهِمْ،‏ وَنُظْهِرَ لَهُمُ ‹ٱلْحَنَانَ وَٱلرَّأْفَةَ›.‏

كَيْفَ تُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٤ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِنُقَدِّمَ ٱلتَّشْجِيعَ؟‏

١٤ نَحْنُ نَتَشَجَّعُ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلَّذِينَ دَرَسْنَا مَعَهُمْ لَا يَزَالُونَ أُمَنَاءَ.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ «لَيْسَ لِي سَبَبٌ لِلشُّكْرِ أَعْظَمُ مِنْ هٰذَا،‏ أَنْ أَسْمَعَ بِأَنَّ أَوْلَادِي يُوَاصِلُونَ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ».‏ (‏٣ يو ٤‏)‏ لِذَا يَتَشَجَّعُ ٱلْفَاتِحُونَ حِينَ يَسْمَعُونَ أَنَّ شَخْصًا دَرَسُوا مَعَهُ لَا يَزَالُ أَمِينًا،‏ وَرُبَّمَا صَارَ فَاتِحًا أَيْضًا.‏ فَإِذَا ضَعُفَتْ مَعْنَوِيَّاتُ أَحَدِ ٱلْفَاتِحِينَ،‏ فَلِمَ لَا تُذَكِّرُهُ كَيْفَ سَاعَدَ غَيْرَهُ فِي ٱلْمَاضِي؟‏

١٥ كَيْفَ نُشَجِّعُ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ؟‏

١٥ وَيُخْبِرُ نُظَّارُ ٱلدَّوَائِرِ كَمْ يَتَشَجَّعُونَ هُمْ وَزَوْجَاتُهُمْ حِينَ يَكْتُبُ إِلَيْهِمِ ٱلْإِخْوَةُ رِسَالَةَ شُكْرٍ.‏ وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْفَاتِحِينَ وَٱلْمُرْسَلِينَ وَٱلشُّيُوخِ وَخُدَّامِ بَيْتَ إِيلَ.‏ فَحِينَ نَمْدَحُهُمْ،‏ يَتَشَجَّعُونَ أَكْثَرَ مِمَّا نَتَخَيَّلُ.‏

هَلْ تَسْتَصْعِبُ تَشْجِيعَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٦ هَلْ يَتَطَلَّبُ تَشْجِيعُ ٱلْآخَرِينَ ٱلْكَثِيرَ؟‏ أَوْضِحْ.‏

١٦ مَاذَا لَوْ كُنْتَ تَسْتَصْعِبُ أَنْ تُعَبِّرَ عَنْ مَشَاعِرِكَ؟‏ لَا تَقْلَقْ،‏ فَتَشْجِيعُ ٱلْآخَرِينَ لَا يَتَطَلَّبُ ٱلْكَثِيرَ.‏ مَا رَأْيُكَ مَثَلًا أَنْ تَبْتَسِمَ حِينَ تُسَلِّمُ عَلَى أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ؟‏ فَإِذَا لَمْ تَرَ ٱبْتِسَامَةً عَلَى وَجْهِهِ،‏ فَرُبَّمَا يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّهُ مُتَضَايِقٌ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ قَدْ يَكْفِي أَنْ تَسْتَمِعَ إِلَيْهِ لِيَرْتَاحَ.‏ —‏ يع ١:‏١٩‏.‏

١٧ كَيْفَ تَشَجَّعَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ؟‏

١٧ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعَ أَخٍ شَابٍّ يُدْعَى هَنْرِي.‏ فَقَدْ حَزِنَ كَثِيرًا بَعْدَمَا تَرَكَ ٱلْحَقَّ عَدَدٌ مِنْ أَقْرِبَائِهِ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ وَالِدُهُ ٱلَّذِي كَانَ شَيْخًا.‏ فَلَاحَظَ نَاظِرُ ٱلدَّائِرَةِ أَنَّهُ مُتَضَايِقٌ.‏ لِذَا دَعَاهُ إِلَى مَقْهًى وَأَعْطَاهُ ٱلْمَجَالَ لِيُعَبِّرَ عَنْ مَشَاعِرِهِ.‏ وَبَعْدَ ٱلْمُحَادَثَةِ،‏ أَدْرَكَ هَنْرِي أَنَّ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلْوَحِيدَةَ لِيُسَاعِدَ عَائِلَتَهُ هِيَ بِٱلْبَقَاءِ أَمِينًا.‏ كَمَا أَنَّهُ تَعَزَّى بِقِرَاءَةِ ٱلْمَزْمُور ٤٦ وَصَفَنْيَا ٣:‏١٧ وَمَرْقُس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

نَقْدِرُ جَمِيعًا أَنْ نُشَجِّعَ إِخْوَتَنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٨.‏)‏

١٨ ‏(‏أ)‏ مَاذَا كَتَبَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَنِ ٱلتَّشْجِيعِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُشَجِّعُنَا حَسْبَمَا ذَكَرَ بُولُسُ؟‏

١٨ نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَصَلَ مَعَ مَارْت وَهَنْرِي أَنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نَرْفَعَ مَعْنَوِيَّاتِ إِخْوَتِنَا عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ.‏ فَكَيْفَ نُشَجِّعُهُمْ؟‏ قَالَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ:‏ «اَلْكَلِمَةُ فِي حِينِهَا مَا أَحْسَنَهَا!‏ إِشْرَاقُ ٱلْعَيْنَيْنِ يُفَرِّحُ ٱلْقَلْبَ،‏ وَٱلْخَبَرُ ٱلطَّيِّبُ يُسَمِّنُ ٱلْعِظَامَ».‏ (‏ام ١٥:‏٢٣،‏ ٣٠‏)‏ وَنُشَجِّعُهُمْ أَيْضًا حِينَ نَقْرَأُ لَهُمْ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَوْ مِنَ ٱلْمَوْقِعِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ أَظْهَرَ بُولُسُ أَنَّنَا نُشَجِّعُ بَعْضُنَا بَعْضًا حِينَ نُرَنِّمُ مَعًا تَرَانِيمَ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ كَتَبَ:‏ «اِسْتَمِرُّوا مُعَلِّمِينَ وَمُشَجِّعِينَ * بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ،‏ وَتَسَابِيحَ لِلهِ،‏ وَتَرَانِيمَ رُوحِيَّةٍ بِنِعْمَةٍ،‏ مُرَنِّمِينَ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ لِيَهْوَهَ».‏ —‏ كو ٣:‏١٦؛‏ اع ١٦:‏٢٥‏.‏

١٩ لِمَ ٱلتَّشْجِيعُ مُهِمٌّ فِي أَيَّامِنَا خُصُوصًا،‏ وَعَلَامَ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ؟‏

١٩ خِتَامًا،‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَبَادَلَ ٱلتَّشْجِيعَ،‏ ‹وَبِٱلْأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا نَرَى يَوْمَ يَهْوَهَ يَقْتَرِبُ›.‏ (‏عب ١٠:‏٢٥‏)‏ فَلْنُطَبِّقْ إِذًا وَصِيَّةَ بُولُسَ:‏ «وَاظِبُوا عَلَى تَعْزِيَةِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا وَبِنَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا،‏ كَمَا أَنْتُمْ فَاعِلُونَ».‏ —‏ ١ تس ٥:‏١١‏.‏

^ ‎الفقرة 11‏ اَلِٱسْمَانِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مُسْتَعَارَانِ.‏

^ ‎الفقرة 18‏ بِحَسَبِ تَرْجَمَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ ٱلطَّبْعَةِ ٱلْمُنَقَّحَةِ ٢٠١٣ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏.‏