الطريق الى الحرية الحقيقية
«إِنْ حَرَّرَكُمُ ٱلِٱبْنُ، تَكُونُونَ بِٱلْحَقِيقَةِ أَحْرَارًا». — يو ٨:٣٦.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٥، ٥٢
١، ٢ (أ) كَيْفَ يَسْعَى ٱلْبَشَرُ لِتَحْقِيقِ ٱلْحُرِّيَّةِ؟ (ب) هَلْ تَنْجَحُ جُهُودُ ٱلْبَشَرِ؟
يَكْثُرُ ٱلْحَدِيثُ ٱلْيَوْمَ عَنِ ٱلْحُرِّيَّةِ وَٱلْمُسَاوَاةِ. فَفِي أَنْحَاءٍ عَدِيدَةٍ مِنَ ٱلْعَالَمِ، يَسْعَى ٱلنَّاسُ لِيَتَحَرَّرُوا مِنَ ٱلظُّلْمِ وَٱلتَّمْيِيزِ وَٱلْفَقْرِ. وَيُطَالِبُ آخَرُونَ بِحَقِّ تَقْرِيرِ ٱلْمَصِيرِ وَحُرِّيَّةِ ٱلتَّعْبِيرِ وَٱلِٱخْتِيَارِ. بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، ٱلْحُرِّيَّةُ هِيَ حُلْمُ ٱلنَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ.
٢ وَلِنَيْلِ ٱلْحُرِّيَّةِ، يُنَظِّمُ كَثِيرُونَ ٱحْتِجَاجَاتٍ وَمُظَاهَرَاتٍ وَثَوْرَاتٍ. وَلٰكِنْ بَدَلَ أَنْ تُحَقِّقَ هٰذِهِ ٱلْجُهُودُ ٱلْحُرِّيَّةَ، تُؤَدِّي فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ إِلَى ٱلْمُعَانَاةِ وَٱلْمَوْتِ. وَكُلُّ هٰذَا يُؤَكِّدُ كَلِمَاتِ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ: «يَتَسَلَّطُ إِنْسَانٌ عَلَى إِنْسَانٍ لِأَذِيَّتِهِ». — جا ٨:٩.
٣ مَا مِفْتَاحُ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ؟
٣ بِٱلْمُقَابِلِ، أَشَارَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ إِلَى مِفْتَاحِ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ. قَالَ: «اَلَّذِي يَطَّلِعُ عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْكَامِلَةِ، شَرِيعَةِ ٱلْحُرِّيَّةِ، وَيُدَاوِمُ عَلَى ذٰلِكَ . . . يع ١:٢٥) فَيَهْوَهُ هُوَ مَصْدَرُ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْكَامِلَةِ، وَهُوَ يَعْرِفُ تَمَامًا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ ٱلْإِنْسَانُ لِيَعِيشَ بِسَعَادَةٍ. وَبِٱلْفِعْلِ، أَعْطَى آدَمَ وَحَوَّاءَ كُلَّ مَا يَلْزَمُهُمَا لِيَكُونَا سَعِيدَيْنِ، بِمَا فِي ذٰلِكَ ٱلْحُرِّيَّةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ.
يَكُونُ سَعِيدًا فِي ٱلْعَمَلِ بِهَا». (حِينَ تَمَتَّعَ ٱلْبَشَرُ بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ . . .
٤ أَيَّةُ حُرِّيَّةٍ تَمَتَّعَ بِهَا آدَمُ وَحَوَّاءُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٤ تَمَتَّعَ آدَمُ وَحَوَّاءُ بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي يَحْلُمُ بِهَا ٱلنَّاسُ ٱلْيَوْمَ، ٱلْحُرِّيَّةِ مِنَ ٱلْفَقْرِ وَٱلْخَوْفِ وَٱلظُّلْمِ. فَكَمَا يُظْهِرُ ٱلْإِصْحَاحَانِ ٱلْأَوَّلَانِ مِنْ سِفْرِ ٱلتَّكْوِينِ، لَمْ يَقْلَقَا بَتَاتًا بِشَأْنِ ٱلطَّعَامِ وَٱلْعَمَلِ، وَلَمْ يَخَافَا مِنَ ٱلْمَرَضِ وَٱلْمَوْتِ. (تك ١:٢٧-٢٩؛ ٢:٨، ٩، ١٥) وَلٰكِنْ هَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّهُمَا تَمَتَّعَا بِحُرِّيَّةٍ مُطْلَقَةٍ؟
٥ مَاذَا يَلْزَمُ كَيْ يَتَمَتَّعَ ٱلنَّاسُ بِٱلْحُرِّيَّةِ؟
٥ يَعْتَقِدُ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ تَعْنِي أَنْ يَفْعَلُوا كُلَّ مَا يَحْلُو لَهُمْ، بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلْعَوَاقِبِ. لٰكِنَّ ٱلْمُعْجَمَ ٱلْقَانُونِيَّ لِلْفَارُوقِي يُعَرِّفُ ٱلْحُرِّيَّةَ بِأَنَّهَا «حُرِّيَّةُ ٱلتَّصَرُّفِ وَٱلْعَيْشِ وَٱلسُّلُوكِ . . . دُونَ أَيِّ تَأْثِيرٍ أَوْ قَيْدٍ إِلَّا مَا فَرَضَتْهُ ٱلْقَوَانِينُ ٱلْعَادِلَةُ ٱلضَّرُورِيَّةُ». إِذًا بَعْضُ ٱلْقُيُودِ، أَوِ ٱلْحُدُودِ، لَازِمَةٌ كَيْ يَتَمَتَّعَ كُلُّ أَفْرَادِ ٱلْمُجْتَمَعِ بِٱلْحُرِّيَّةِ. وَلٰكِنْ مَنْ يَحِقُّ لَهُ أَنْ يُقَرِّرَ مَا هِيَ ٱلْحُدُودُ ٱلْعَادِلَةُ وَٱلضَّرُورِيَّةُ وَٱلْمَعْقُولَةُ؟
٦ (أ) لِمَ يَهْوَهُ وَحْدَهُ لَدَيْهِ حُرِّيَّةٌ مُطْلَقَةٌ؟ (ب) أَيَّةُ حُرِّيَّةٍ يَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْبَشَرُ، وَلِمَاذَا؟
٦ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ يَهْوَهَ وَحْدَهُ لَدَيْهِ حُرِّيَّةٌ مُطْلَقَةٌ، أَيْ غَيْرُ مَحْدُودَةٍ. وَذٰلِكَ لِأَنَّهُ خَالِقُ كُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ وَحَاكِمُ ٱلْكَوْنِ ٱلْكُلِّيُّ ٱلْقُدْرَةِ. (١ تي ١:١٧؛ رؤ ٤:١١) وَقَدْ وَصَفَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ بِكَلِمَاتٍ جَمِيلَةٍ مَرْكَزَ يَهْوَهَ ٱلْفَرِيدَ وَٱلرَّفِيعَ. (اقرأ ١ اخبار الايام ٢٩:١١، ١٢.) وَبِٱلتَّالِي، لَدَى كُلِّ مَخْلُوقَاتِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ حُرِّيَّةٌ نِسْبِيَّةٌ، أَيْ مَحْدُودَةٌ. لِذَا عَلَيْهِمْ أَنْ يَعْتَرِفُوا أَنَّ يَهْوَهَ وَحْدَهُ لَهُ ٱلْحَقُّ أَنْ يُقَرِّرَ مَا هِيَ ٱلْحُدُودُ ٱلْعَادِلَةُ وَٱلضَّرُورِيَّةُ وَٱلْمَعْقُولَةُ. وَهٰذَا بِٱلْفِعْلِ مَا عَمِلَهُ مِنْ أَجْلِ ٱلْبَشَرِ عِنْدَمَا خَلَقَهُمْ.
٧ مَا بَعْضُ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُفْرِحُنَا؟
٧ بِنَاءً عَلَى مَا تَقَدَّمَ، تَمَتَّعَ آدَمُ وَحَوَّاءُ بِٱلْحُرِّيَّةِ فِي مَجَالَاتٍ كَثِيرَةٍ، وَلٰكِنْ ضِمْنَ حُدُودٍ. وَٱللَّافِتُ أَنَّ بَعْضَ هٰذِهِ ٱلْحُدُودِ كَانَ غَرِيزِيًّا. مَثَلًا، لَزِمَ أَنْ يَتَنَفَّسَا وَيَأْكُلَا وَيَنَامَا لِيَبْقَيَا عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ. فَهَلْ شَعَرَا أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ تُخَسِّرُهُمَا حُرِّيَّتَهُمَا؟ كَلَّا. فَيَهْوَهُ حَرِصَ أَنْ يَسْتَمْتِعَا بِهَا. (مز ١٠٤:١٤، ١٥؛ جا ٣:١٢، ١٣) فَمَنْ مِنَّا لَا يَفْرَحُ عِنْدَمَا يَتَنَشَّقُ هَوَاءً مُنْعِشًا، يَأْكُلُ طَعَامًا لَذِيذًا، وَيَنَامُ نَوْمًا عَمِيقًا؟ فَنَحْنُ نَفْعَلُ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ ٱلضَّرُورِيَّةَ دُونَ أَنْ نَعْتَبِرَهَا عِبْئًا عَلَيْنَا. وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا مَا شَعَرَ بِهِ آدَمُ وَحَوَّاءُ.
٨ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ مُحَدَّدَةٍ أَعْطَاهَا ٱللهُ لِآدَمَ وَحَوَّاءَ، وَبِأَيِّ هَدَفٍ؟
٨ أَعْطَى يَهْوَهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ أَيْضًا وَصِيَّةً مُحَدَّدَةً: تك ١:٢٨) فَهَلْ حَرَمَتْهُمَا هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةُ مِنْ حَرِّيَّتِهِمَا؟ إِطْلَاقًا. بَلْ أَتَاحَتْ لَهُمَا أَنْ يُحَوِّلَا ٱلْأَرْضَ كُلَّهَا إِلَى فِرْدَوْسٍ، وَيَعِيشَا عَلَيْهَا مَعَ أَوْلَادِهِمَا ٱلْكَامِلِينَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، تَمَامًا كَمَا قَصَدَ ٱللهُ. (اش ٤٥:١٨) طَبْعًا، لَا يُخَالِفُ ٱلشَّخْصُ ٱلْيَوْمَ مَشِيئَةَ ٱللهِ إِذَا قَرَّرَ أَلَّا يَتَزَوَّجَ أَوْ يُنْجِبَ ٱلْأَوْلَادَ. إِلَّا أَنَّ ٱلنَّاسَ عُمُومًا يَتَزَوَّجُونَ وَيُرَبُّونَ ٱلْأَوْلَادَ، مَعَ أَنَّهُمْ يُوَاجِهُونَ صُعُوبَاتٍ كَثِيرَةً نَتِيجَةً لِذٰلِكَ. (١ كو ٧:٣٦-٣٨) وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّ ٱلزَّوَاجَ وَتَرْبِيَةَ ٱلْأَوْلَادِ يَجْلُبَانِ عَادَةً ٱلسَّعَادَةَ وَٱلرِّضَى. (مز ١٢٧:٣) وَلَوْ أَطَاعَ آدَمُ وَحَوَّاءُ ٱللهَ، لَفَرِحَا بِزَوَاجِهِمَا وَعَائِلَتِهِمَا إِلَى ٱلْأَبَدِ.
أَنْ يُنْجِبَا ٱلْأَوْلَادَ، يَمْلَآ ٱلْأَرْضَ، وَيَعْتَنِيَا بِهَا. (كَيْفَ ضَاعَتِ ٱلْحُرِّيَّةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ؟
٩ لِمَ وَصِيَّةُ ٱللهِ فِي ٱلتَّكْوِين ٢:١٧ عَادِلَةٌ وَضَرُورِيَّةٌ وَمَعْقُولَةٌ؟
٩ أَعْطَى يَهْوَهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَصِيَّةً أُخْرَى، وَأَخْبَرَهُمَا بِوُضُوحٍ مَا هِيَ نَتِيجَةُ كَسْرِهَا. قَالَ لِآدَمَ: «أَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا، لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا تَمُوتُ مَوْتًا». (تك ٢:١٧) فَهَلْ كَانَتْ وَصِيَّتُهُ ظَالِمَةً وَغَيْرَ ضَرُورِيَّةٍ؟ هَلْ حَرَمَتْهُمَا مِنْ حُرِّيَّتِهِمَا؟ طَبْعًا لَا. فِي ٱلْوَاقِعِ، يُعَلِّقُ عَدَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَمْ كَانَتْ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةُ مَنْطِقِيَّةً وَمَعْقُولَةً. ذَكَرَ أَحَدُهُمْ مَثَلًا: «تَدُلُّ ٱلْوَصِيَّةُ فِي [ٱلتَّكْوِين ٢:١٦، ١٧] أَنَّ ٱللهَ وَحْدَهُ يَعْرِفُ مَا هُوَ خَيْرٌ . . . لِلْبَشَرِ وَمَا لَيْسَ خَيْرًا . . . لَهُمْ. فَلِكَيْ يَتَمَتَّعَ ٱلْبَشَرُ ‹بِٱلْخَيْرِ›، يَلْزَمُ أَنْ يَثِقُوا بِٱللهِ وَيُطِيعُوهُ. أَمَّا إِذَا تَمَرَّدُوا عَلَيْهِ، فَسَيُضْطَرُّونَ أَنْ يُقَرِّرُوا لِأَنْفُسِهِمْ مَا هُوَ خَيْرٌ . . . وَمَا لَيْسَ خَيْرًا». وَهٰذَا عِبْءٌ لَا يَسْتَطِيعُ ٱلْبَشَرُ أَنْ يَتَحَمَّلُوهُ.
١٠ أَوْضِحِ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ حُرِّيَّةِ ٱلِٱخْتِيَارِ وَبَيْنَ ٱلْحَقِّ فِي تَحْدِيدِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ.
١٠ يَعْتَقِدُ ٱلْبَعْضُ أَنَّ وَصِيَّةَ يَهْوَهَ لِآدَمَ حَرَمَتْهُ مِنْ حُرِّيَّتِهِ. إِلَّا أَنَّهُمْ فِي ٱلْوَاقِعِ يَخْلِطُونَ بَيْنَ حُرِّيَّةِ ٱلِٱخْتِيَارِ وَبَيْنَ ٱلْحَقِّ فِي تَحْدِيدِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ. فَآدَمُ وَحَوَّاءُ كَانَا حُرَّيْنِ لِيَخْتَارَا هَلْ يَخْدُمَانِ ٱللهَ أَمْ لَا. لٰكِنَّ يَهْوَهَ وَحْدَهُ لَهُ ٱلْحَقُّ أَنْ يُحَدِّدَ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ. وَ «شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ» ذَكَّرَتْهُمَا بِهٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةِ. (تك ٢:٩) فَإِمْكَانَاتُ ٱلْبَشَرِ مَحْدُودَةٌ. فَهُمْ لَا يَعْرِفُونَ دَائِمًا إِلَامَ سَتُؤَدِّي خِيَارَاتُهُمْ، وَهَلْ تَكُونُ فِي صَالِحِهِمْ. لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ، كَثِيرًا مَا يَتَّخِذُونَ خِيَارَاتٍ أَوْ قَرَارَاتٍ بِنِيَّةٍ حَسَنَةٍ، لٰكِنَّهَا تُؤَدِّي إِلَى نَتَائِجَ مَأْسَاوِيَّةٍ. (ام ١٤:١٢) وَمِنْ خِلَالِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لِآدَمَ وَحَوَّاءَ، أَوْضَحَ لَهُمَا أَنَّ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ تَعْتَمِدُ عَلَى إِطَاعَتِهِ. فَمَاذَا ٱخْتَارَا؟
١١، ١٢ لِمَ أَدَّى خِيَارُ آدَمَ وَحَوَّاءَ إِلَى كَارِثَةٍ؟ أَوْضِحْ.
١١ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ أَبَوَيْنَا ٱلْأَوَّلَيْنِ ٱخْتَارَا أَلَّا يُطِيعَا ٱللهَ. فَحَوَّاءُ صَدَّقَتِ ٱلشَّيْطَانَ حِينَ قَالَ لَهَا: «تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَصِيرَانِ كَٱللهِ، عَارِفَيْنِ تك ٣:٥) وَلٰكِنْ هَلْ نَالَا فِعْلًا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ؟ كَلَّا. فَسُرْعَانَ مَا أَدْرَكَا أَنَّ رَفْضَ تَوْجِيهِ يَهْوَهَ يُؤَدِّي إِلَى كَارِثَةٍ. (تك ٣:١٦-١٩) وَمَا ٱلسَّبَبُ؟ لَمْ يُعْطِ يَهْوَهُ ٱلْبَشَرَ ٱلْحُرِّيَّةَ لِيُحَدِّدُوا لِأَنْفُسِهِمِ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ. — اقرإ الامثال ٢٠:٢٤؛ ارميا ١٠:٢٣.
ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ». (١٢ لِلْإِيضَاحِ، فَكِّرْ فِي طَيَّارٍ يَقُومُ بِرِحْلَةٍ جَوِّيَّةٍ. فَلِيَصِلَ إِلَى وِجْهَتِهِ سَالِمًا، عَلَيْهِ أَنْ يَلْزَمَ مَسَارًا مُحَدَّدًا. وَلِهٰذَا ٱلْهَدَفِ، يَسْتَخْدِمُ أَجْهِزَةَ ٱلْمِلَاحَةِ ٱلْحَدِيثَةَ فِي ٱلطَّائِرَةِ، وَيَتْبَعُ تَوْجِيهَاتِ ٱلْمُرَاقِبِينَ ٱلْجَوِّيِّينَ طَوَالَ ٱلرِّحْلَةِ. وَلٰكِنْ تَخَيَّلْ أَنَّهُ ٱخْتَارَ أَيَّ مَسَارٍ يَحْلُو لَهُ مُتَجَاهِلًا ٱلتَّوْجِيهَاتِ. فَمَاذَا تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ؟ كَارِثَةً! بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، أَرَادَ آدَمُ وَحَوَّاءُ أَنْ يَفْعَلَا مَا يَحْلُو لَهُمَا، وَرَفَضَا تَوْجِيهَ ٱللهِ. فَحَصَدَا نَتَائِجَ مَأْسَاوِيَّةً، إِذْ جَلَبَا عَلَى أَنْفُسِهِمَا وَأَوْلَادِهِمَا ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ. (رو ٥:١٢) فَعِنْدَمَا حَاوَلَا أَنْ يُحَدِّدَا ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ، لَمْ يَنَالَا حُرِّيَّةً أَكْبَرَ. بَلْ خَسِرَا ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا لَهُمَا يَهْوَهُ.
كَيْفَ نَنَالُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ؟
١٣، ١٤ كَيْفَ نَنَالُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ؟
١٣ يَتَمَنَّى ٱلْبَعْضُ أَنْ تَكُونَ حُرِّيَّتُهُمْ بِلَا حُدُودٍ. لٰكِنَّ حُرِّيَّةً كَهٰذِهِ هِيَ فِي ٱلْوَاقِعِ سَيْفٌ ذُو حَدَّيْنِ. فَمَعَ أَنَّ ٱلْحُرِّيَّةَ لَهَا فَوَائِدُ كَثِيرَةٌ، تَخَيَّلْ كَيْفَ يَكُونُ ٱلْعَالَمُ دُونَ أَيِّ قَوَانِينَ تَضْبُطُهُ. تَذْكُرُ ٱلْمَوْسُوعَةُ ٱلْعَرَبِيَّةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ أَنَّ ٱلْقَوَانِينَ فِي ٱلْمُجْتَمَعَاتِ ٱلْمُنَظَّمَةِ هِيَ «مَجْمُوعَةٌ مُعَقَّدَةٌ مِنَ ٱلْحُرِّيَّاتِ وَٱلْقُيُودِ ٱلْمُتَوَازِنَةِ». وَٱلْكَلِمَةُ «مُعَقَّدَةٌ» هِيَ فِي مَحَلِّهَا. وَٱلدَّلِيلُ هُوَ كُتُبُ ٱلْقَانُونِ ٱلَّتِي لَا تَنْتَهِي، وَٱلْعَدَدُ ٱلْكَبِيرُ مِنَ
ٱلْمُحَامِينَ وَٱلْقُضَاةِ ٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ لِتَفْسِيرِ ٱلْقَانُونِ وَتَطْبِيقِهِ.١٤ فَكَيْفَ نَنَالُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ إِذًا؟ أَوْضَحَ يَسُوعُ: «إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلِمَتِي، تَكُونُونَ حَقًّا تَلَامِيذِي، وَتَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ، وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ». (يو ٨:٣١، ٣٢) فَهُنَاكَ خُطْوَتَانِ أَسَاسِيَّتَانِ لِنَنَالَ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ: أَوَّلًا، أَنْ نَقْبَلَ ٱلْحَقَّ ٱلَّذِي عَلَّمَهُ؛ وَثَانِيًا، أَنْ نُصْبِحَ مِنْ تَلَامِيذِهِ. وَلٰكِنْ مِمَّ نَتَحَرَّرُ؟ قَالَ يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ يَعْمَلُ ٱلْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. فَإِنْ حَرَّرَكُمُ ٱلِٱبْنُ، تَكُونُونَ بِٱلْحَقِيقَةِ أَحْرَارًا». — يو ٨:٣٤، ٣٦.
١٥ مَاذَا قَصَدَ يَسُوعُ حِينَ قَالَ «تَكُونُونَ بِٱلْحَقِيقَةِ أَحْرَارًا»؟
١٥ لَقَدْ وَعَدَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ بِحُرِّيَّةٍ أَسْمَى مِنْ أَيِّ حُرِّيَّةٍ يَسْعَى إِلَيْهَا ٱلْبَشَرُ ٱلْيَوْمَ. فَعِنْدَمَا قَالَ «إِنْ حَرَّرَكُمُ ٱلِٱبْنُ، تَكُونُونَ بِٱلْحَقِيقَةِ أَحْرَارًا»، قَصَدَ ٱلْحُرِّيَّةَ مِنْ عُبُودِيَّةِ ٱلْخَطِيَّةِ. وَهٰذِهِ أَسْوَأُ أَنْوَاعِ ٱلْعُبُودِيَّةِ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَٱلْخَطِيَّةُ لَا تَجُرُّنَا إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْأَخْطَاءِ فَحَسْبُ، بَلْ تَمْنَعُنَا أَيْضًا مِنْ فِعْلِ ٱلصَّوَابِ وَإِعْطَاءِ أَفْضَلِ مَا لَدَيْنَا. لِذَا تُؤَدِّي إِلَى خَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ، ٱلشَّقَاءِ، وَٱلْمَوْتِ فِي ٱلنِّهَايَةِ. (رو ٦:٢٣) وَهٰذَا مَا لَمَسَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ. (اقرأ روما ٧:٢١-٢٥.) لِذٰلِكَ حِينَ نَتَحَرَّرُ مِنْ عُبُودِيَّةِ ٱلْخَطِيَّةِ، سَنَتَمَتَّعُ بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ ٱلَّتِي تَمَتَّعَ بِهَا أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ.
١٦ مَتَى نُصْبِحُ بِٱلْحَقِيقَةِ أَحْرَارًا؟
١٦ وَتُشِيرُ عِبَارَةُ يَسُوعَ «إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلِمَتِي» أَنَّ هُنَالِكَ شُرُوطًا لِكَيْ يُحَرِّرَنَا. فَبِصِفَتِنَا مَسِيحِيِّينَ مُنْتَذِرِينَ، نَحْنُ نُنْكِرُ أَنْفُسَنَا وَنَلْتَزِمُ بِٱلْحُدُودِ ٱلَّتِي وَضَعَهَا يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ. (مت ١٦:٢٤) وَعَلَى حَسَبِ وَعْدِ يَسُوعَ، سَنُصْبِحُ بِٱلْحَقِيقَةِ أَحْرَارًا حِينَ نَسْتَفِيدُ كَامِلًا مِنَ ٱلْفِدْيَةِ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا.
١٧ (أ) كَيْفَ نَعِيشُ حَيَاةً سَعِيدَةً؟ (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٧ كَخُلَاصَةٍ إِذًا، حِينَ نُصْبِحُ مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ وَنُطِيعُ تَعَالِيمَهُ، نَعِيشُ ٱلْآنَ حَيَاةً سَعِيدَةً لَهَا مَعْنًى، وَنَرْجُو أَنْ نَتَحَرَّرَ كَامِلًا مِنْ عُبُودِيَّةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. (اقرأ روما ٨:١، ٢، ٢٠، ٢١.) أَمَّا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، فَسَنَرَى كَيْفَ نَسْتَعْمِلُ حُرِّيَّتَنَا بِحِكْمَةٍ. وَهٰكَذَا نُكْرِمُ إِلَى ٱلْأَبَدِ يَهْوَهَ، إِلٰهَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ.