الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٥

تمثَّل بيسوع لتحافظ على سلامك

تمثَّل بيسوع لتحافظ على سلامك

‏«سَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ يَحْرُسُ قُلُوبَكُمْ».‏ —‏ في ٤:‏٧‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١١٣ اَلسَّلَامُ نِعْمَةٌ مِنَ ٱللهِ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١-‏٢ لِمَاذَا شَعَرَ يَسُوعُ بِٱلْقَلَقِ؟‏

شَعَرَ يَسُوعُ بِٱلْقَلَقِ ٱلشَّدِيدِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَبَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ،‏ كَانَ سَيَمُوتُ بِوَحْشِيَّةٍ عَلَى أَيْدِي أُنَاسٍ أَشْرَارٍ.‏ لٰكِنَّ هٰذَا لَيْسَ ٱلْأَمْرَ ٱلْوَحِيدَ ٱلَّذِي شَغَلَ بَالَهُ.‏ فَهُوَ أَحَبَّ أَبَاهُ كَثِيرًا وَأَرَادَ أَنْ يُرْضِيَهُ.‏ وَعَرَفَ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ يَبْقَى أَمِينًا لِيُسَاهِمَ فِي تَبْرِئَةِ ٱسْمِ يَهْوَهَ.‏ أَيْضًا،‏ أَحَبَّ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ وَأَدْرَكَ أَنَّ رَجَاءَهُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ يَتَوَقَّفُ عَلَى بَقَائِهِ أَمِينًا حَتَّى آخِرِ حَيَاتِهِ.‏

٢ لٰكِنْ رَغْمَ هٰذَا ٱلضَّغْطِ ٱلشَّدِيدِ،‏ شَعَرَ يَسُوعُ بِٱلسَّلَامِ.‏ قَالَ لِرُسُلِهِ:‏ «سَلَامِي أُعْطِيكُمْ».‏ (‏يو ١٤:‏٢٧‏)‏ فَقَدِ ٱمْتَلَكَ «سَلَامَ ٱللهِ»،‏ أَيِ ٱلطُّمَأْنِينَةَ وَٱلْهُدُوءَ ٱللَّذَيْنِ يَشْعُرُ بِهِمَا ٱلشَّخْصُ نَتِيجَةَ عَلَاقَتِهِ ٱلْقَوِيَّةِ بِيَهْوَهَ.‏ وَهٰذَا ٱلسَّلَامُ طَمْأَنَ قَلْبَ يَسُوعَ وَعَقْلَهُ.‏ —‏ في ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

٣ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٣ طَبْعًا،‏ لَا أَحَدَ مِنَّا سَيُوَاجِهُ ٱلضَّغْطَ ٱلَّذِي وَاجَهَهُ يَسُوعُ.‏ لٰكِنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَهُ سَيَمُرُّونَ بِضِيقَاتٍ.‏ (‏مت ١٦:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ يو ١٥:‏٢٠‏)‏ وَمِثْلَ يَسُوعَ،‏ نَحْنُ نَشْعُرُ بِٱلْقَلَقِ أَحْيَانًا.‏ فَمَاذَا نَفْعَلُ كَيْ لَا يُسَيْطِرَ عَلَيْنَا ٱلْهَمُّ وَيُخَسِّرَنَا سَلَامَنَا؟‏ لِنُنَاقِشْ ثَلَاثَةَ أُمُورٍ قَامَ بِهَا يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ وَنَرَ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ.‏

يَسُوعُ صَلَّى بِٱسْتِمْرَارٍ

اَلصَّلَاةُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَشْعُرَ بِٱلسَّلَامِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٤-‏٧.‏)‏

٤ اِنْسِجَامًا مَعَ ١ تَسَالُونِيكِي ٥:‏١٧‏،‏ أَعْطِ أَمْثِلَةً تُظْهِرُ أَنَّ يَسُوعَ صَلَّى مَرَّاتٍ عَدِيدَةً فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ حَيَاتِهِ.‏

٤ اقرأ ١ تسالونيكي ٥:‏١٧‏.‏ صَلَّى يَسُوعُ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَعِنْدَمَا أَسَّسَ ذِكْرَى مَوْتِهِ،‏ صَلَّى عَلَى ٱلْخُبْزِ وَٱلْخَمْرِ.‏ (‏١ كو ١١:‏٢٣-‏٢٥‏)‏ وَقَبْلَ أَنْ يَتْرُكَ ٱلْمَكَانَ حَيْثُ ٱحْتَفَلَ هُوَ وَتَلَامِيذُهُ بِٱلْفِصْحِ،‏ صَلَّى مَعَهُمْ.‏ (‏يو ١٧:‏١-‏٢٦‏)‏ وَعِنْدَمَا وَصَلُوا إِلَى بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي،‏ صَلَّى أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ.‏ (‏مت ٢٦:‏٣٦-‏٣٩،‏ ٤٢،‏ ٤٤‏)‏ حَتَّى إِنَّ آخِرَ كَلِمَاتٍ قَالَهَا قَبْلَ مَوْتِهِ كَانَتْ صَلَاةً إِلَى أَبِيهِ.‏ (‏لو ٢٣:‏٤٦‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَسُوعَ صَلَّى إِلَى يَهْوَهَ بِخُصُوصِ كُلِّ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُهِمَّةِ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ.‏

٥ لِمَاذَا ضَعُفَتْ شَجَاعَةُ ٱلرُّسُلِ؟‏

٥ وَٱلِٱتِّكَالُ عَلَى يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ مَكَّنَ يَسُوعَ مِنِ ٱحْتِمَالِ ٱلْمِحْنَةِ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ لَمْ يُدَاوِمِ ٱلرُّسُلُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ.‏ فَضَعُفَتْ شَجَاعَتُهُمْ فِي سَاعَةِ ٱلِٱمْتِحَانِ.‏ (‏مت ٢٦:‏٤٠،‏ ٤١،‏ ٤٣،‏ ٤٥،‏ ٥٦‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ لَنْ نَبْقَى أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ إِلَّا إِذَا ٱتَّبَعْنَا مِثَالَ يَسُوعَ وَ ‹صَلَّيْنَا بِٱسْتِمْرَارٍ›.‏ وَلٰكِنْ مَاذَا نَطْلُبُ فِي صَلَوَاتِنَا؟‏

٦ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْإِيمَانُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى سَلَامِنَا؟‏

٦ جَيِّدٌ أَنْ نَطْلُبَ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ ‹يَزِيدَنَا إِيمَانًا›.‏ (‏لو ١٧:‏٥؛‏ يو ١٤:‏١‏)‏ وَنَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْإِيمَانِ لِأَنَّ ٱلشَّيْطَانَ سَيُجَرِّبُ كُلَّ أَتْبَاعِ يَسُوعَ.‏ (‏لو ٢٢:‏٣١‏)‏ وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْإِيمَانُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى سَلَامِنَا فِي وَجْهِ ٱلْمَشَاكِلِ؟‏ بَعْدَ أَنْ نَفْعَلَ كُلَّ مَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ،‏ يَدْفَعُنَا ٱلْإِيمَانُ أَنْ نَتْرُكَ ٱلْمَوْضُوعَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ.‏ وَلِأَنَّنَا نَثِقُ أَنَّهُ سَيُعَالِجُهُ بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ،‏ نَشْعُرُ بِٱلسَّلَامِ وَرَاحَةِ ٱلْبَالِ.‏ —‏ ١ بط ٥:‏٦،‏ ٧‏.‏

٧ كَيْفَ يُفِيدُكَ مَا قَالَهُ رُوبِرْت؟‏

٧ إِذًا،‏ تُمَكِّنُنَا ٱلصَّلَاةُ مِنَ ٱلْحِفَاظِ عَلَى سَلَامِنَا مَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ مَشَاكِلَ.‏ إِلَيْكَ مِثَالَ شَيْخٍ أَمِينٍ ٱسْمُهُ رُوبِرْت هُوَ ٱلْآنَ فِي ثَمَانِينِيَّاتِهِ.‏ يَقُولُ:‏ «سَاعَدَتْنِي ٱلنَّصِيحَةُ فِي فِيلِبِّي ٤:‏٦ وَ ٧ أَنْ أَتَحَمَّلَ صُعُوبَاتٍ كَثِيرَةً فِي حَيَاتِي.‏ فَقَدْ خَسِرْتُ وَقْتِيًّا ٱمْتِيَازِي كَشَيْخٍ وَمَرَرْتُ بِضِيقَةٍ مَادِّيَّةٍ».‏ فَكَيْفَ حَافَظَ رُوبِرْت عَلَى سَلَامِهِ؟‏ يُخْبِرُ:‏ «حَالَمَا أَشْعُرُ بِٱلْقَلَقِ،‏ أَبْدَأُ بِٱلصَّلَاةِ.‏ وَحِينَ أُكَثِّرُ صَلَوَاتِي وَأَفْتَحُ قَلْبِي لِيَهْوَهَ،‏ يَغْمُرُنِي شُعُورٌ قَوِيٌّ بِٱلسَّلَامِ».‏

يَسُوعُ بَشَّرَ بِغَيْرَةٍ

اَلتَّبْشِيرُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَشْعُرَ بِٱلسَّلَامِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٨-‏١٠.‏)‏

٨ حَسَبَ يُوحَنَّا ٨:‏٢٩‏،‏ لِمَاذَا شَعَرَ يَسُوعُ بِٱلسَّلَامِ؟‏

٨ اقرأ يوحنا ٨:‏٢٩‏.‏ شَعَرَ يَسُوعُ بِٱلسَّلَامِ حَتَّى تَحْتَ ٱلِٱضْطِهَادِ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ أَبَاهُ رَاضٍ عَنْهُ.‏ فَهُوَ بَقِيَ طَائِعًا لَهُ فِي أَصْعَبِ ٱلظُّرُوفِ.‏ كَمَا أَنَّهُ أَحَبَّ أَبَاهُ وَعَاشَ حَيَاةً تَدُورُ حَوْلَ خِدْمَتِهِ.‏ مَثَلًا،‏ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ كَانَ «عَامِلًا مَاهِرًا» إِلَى جَانِبِ ٱللهِ.‏ (‏ام ٨:‏٣٠‏)‏ وَخِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ عَلَّمَ ٱلْآخَرِينَ عَنْ أَبِيهِ بِغَيْرَةٍ.‏ (‏مت ٦:‏٩؛‏ يو ٥:‏١٧‏)‏ وَهٰذَا ٱلْعَمَلُ فَرَّحَ يَسُوعَ كَثِيرًا.‏ —‏ يو ٤:‏٣٤-‏٣٦‏.‏

٩ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱنْشِغَالُ بِعَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى سَلَامِنَا؟‏

٩ وَتَمَثُّلًا بِيَسُوعَ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُطِيعَ يَهْوَهَ وَنَنْشَغِلَ جِدًّا «بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ».‏ (‏١ كو ١٥:‏٥٨‏)‏ وَعِنْدَمَا نَجْتَهِدُ فِي عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ،‏ لَا نَغْرَقُ فِي مَشَاكِلِنَا.‏ (‏اع ١٨:‏٥‏)‏ فَغَالِبًا مَا يُعَانِي ٱلنَّاسُ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ مَشَاكِلَ أَسْوَأَ مِنْ مَشَاكِلِنَا.‏ لٰكِنْ عِنْدَمَا يَتَعَلَّمُونَ أَنْ يُحِبُّوا يَهْوَهَ وَيُطَبِّقُوا وَصَايَاهُ،‏ تَتَحَسَّنُ حَيَاتُهُمْ وَيَصِيرُونَ سُعَدَاءَ.‏ وَكُلَّمَا رَأَيْنَا ذٰلِكَ يَحْدُثُ،‏ زَادَتْ ثِقَتُنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ سَيَهْتَمُّ بِنَا نَحْنُ أَيْضًا.‏ وَتُسَاعِدُنَا هٰذِهِ ٱلثِّقَةُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى سَلَامِنَا.‏ هٰذَا مَا تُؤَكِّدُهُ أُخْتٌ قَضَتْ حَيَاتَهَا تُحَارِبُ ٱلْكَآبَةَ وَعَدَمَ ٱلثِّقَةِ بِٱلنَّفْسِ.‏ تُخْبِرُ:‏ «عِنْدَمَا أَشْغَلُ نَفْسِي بِٱلْخِدْمَةِ،‏ تَرْتَفِعُ مَعْنَوِيَّاتِي وَأُحِسُّ بِٱلسَّعَادَةِ.‏ وَٱلسَّبَبُ بِرَأْيِي هُوَ أَنِّي حِينَ أَكُونُ فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ أَشْعُرُ أَنِّي أَقْرَبُ مَا يُمْكِنُ إِلَى يَهْوَهَ».‏

١٠ كَيْفَ يُفِيدُكَ مَا قَالَتْهُ بْرِنْدَا؟‏

١٠ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ أَيْضًا مَعَ أُخْتٍ ٱسْمُهَا بْرِنْدَا.‏ فَهِيَ وَٱبْنَتُهَا تُعَانِيَانِ مِنْ مَرَضٍ خَطِيرٍ يُدْعَى ٱلتَّصَلُّبَ ٱلْمُتَعَدِّدَ.‏ وَمَعَ أَنَّهَا مُقْعَدَةٌ وَطَاقَتُهَا مَحْدُودَةٌ،‏ تُبَشِّرُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ حِينَ تَقْدِرُ.‏ لٰكِنَّهَا غَالِبًا مَا تُبَشِّرُ بِكِتَابَةِ ٱلرَّسَائِلِ.‏ تَقُولُ:‏ «عِنْدَمَا تَقَبَّلْتُ ٱلْفِكْرَةَ أَنِّي لَنْ أُشْفَى فِي هٰذَا ٱلنِّظَامِ،‏ ٱسْتَطَعْتُ أَنْ أُرَكِّزَ كَامِلًا عَلَى خِدْمَتِي.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ ٱلْخِدْمَةُ تُسَاعِدُنِي أَلَّا أُفَكِّرَ فِي مَشَاكِلِي بَلْ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلَّذِينَ أُبَشِّرُهُمْ.‏ وَهِيَ تُذَكِّرُنِي دَائِمًا بِرَجَائِي فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ».‏

يَسُوعُ قَبِلَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ أَصْدِقَائِهِ

اَلْأَصْدِقَاءُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يُسَاعِدُونَنَا أَنْ نَشْعُرَ بِٱلسَّلَامِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١١-‏١٥.‏)‏

١١-‏١٣ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أَظْهَرَ ٱلرُّسُلُ وَغَيْرُهُمْ أَنَّهُمْ أَصْدِقَاءُ حَقِيقِيُّونَ لِيَسُوعَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَثَّرَ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَصْدِقَاءُ فِي يَسُوعَ؟‏

١١ طَوَالَ خِدْمَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ بَرْهَنَ ٱلرُّسُلُ ٱلْأُمَنَاءُ أَنَّهُمْ أَصْدِقَاءُ حَقِيقِيُّونَ لَهُ.‏ فَقَدِ ٱنْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَاتُ ٱلْأَمْثَال ١٨:‏٢٤‏:‏ «يُوجَدُ صَدِيقٌ أَلْصَقُ مِنَ ٱلْأَخِ».‏ وَيَسُوعُ أَعَزَّ أَصْدِقَاءَهُ هٰؤُلَاءِ.‏ فَخِلَالَ خِدْمَتِهِ،‏ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ أَحَدٌ مِنْ إِخْوَتِهِ.‏ (‏يو ٧:‏٣-‏٥‏)‏ حَتَّى أَقْرِبَاؤُهُ قَالُوا مَرَّةً «إِنَّهُ فَقَدَ عَقْلَهُ».‏ (‏مر ٣:‏٢١‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ قَالَ يَسُوعُ فِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ إِنَّ رُسُلَهُ ‹ٱلْتَصَقُوا بِهِ فِي مِحَنِهِ›.‏ —‏ لو ٢٢:‏٢٨‏.‏

١٢ وَمَعَ أَنَّ ٱلرُّسُلَ خَيَّبُوا أَمَلَ يَسُوعَ أَحْيَانًا،‏ لَمْ يُرَكِّزْ عَلَى أَخْطَائِهِمْ بَلْ عَلَى إِيمَانِهِمْ بِهِ.‏ (‏مت ٢٦:‏٤٠؛‏ مر ١٠:‏١٣،‏ ١٤؛‏ يو ٦:‏٦٦-‏٦٩‏)‏ فَفِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ قَالَ لِهٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالِ ٱلْأُمَنَاءِ:‏ «دَعَوْتُكُمْ أَصْدِقَاءَ،‏ لِأَنِّي عَرَّفْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي».‏ (‏يو ١٥:‏١٥‏)‏ فَلَا شَكَّ أَنَّ أَصْدِقَاءَ يَسُوعَ كَانُوا مَصْدَرَ تَشْجِيعٍ كَبِيرٍ لَهُ.‏ وَدَعْمُهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ فَرَّحَ قَلْبَهُ كَثِيرًا.‏ —‏ لو ١٠:‏١٧،‏ ٢١‏.‏

١٣ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلرُّسُلِ،‏ كَانَ لَدَى يَسُوعَ أَصْدِقَاءُ آخَرُونَ.‏ فَهُنَاكَ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ دَعَمُوهُ بِطُرُقٍ عَمَلِيَّةٍ خِلَالَ خِدْمَتِهِ.‏ فَٱلْبَعْضُ فَتَحُوا لَهُ بُيُوتَهُمْ.‏ (‏لو ١٠:‏٣٨-‏٤٢؛‏ يو ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وَآخَرُونَ سَافَرُوا مَعَهُ وَخَدَمُوهُ مِنْ مُمْتَلَكَاتِهِمْ.‏ (‏لو ٨:‏٣‏)‏ وَقَدْ كَسَبَ يَسُوعُ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ لِأَنَّهُ كَانَ صَدِيقًا حَقِيقِيًّا لَهُمْ.‏ فَهُوَ سَاعَدَهُمْ وَلَمْ يَتَوَقَّعْ مِنْهُمُ ٱلْكَمَالَ.‏ وَمَعَ أَنَّهُ كَامِلٌ،‏ قَدَّرَ دَعْمَ أَصْدِقَائِهِ ٱلنَّاقِصِينَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ دَوْرَهُمْ كَانَ مُهِمًّا كَيْ يُحَافِظَ عَلَى سَلَامِهِ.‏

١٤-‏١٥ كَيْفَ نَبْنِي صَدَاقَاتٍ جَيِّدَةً،‏ وَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا أَصْدِقَاؤُنَا؟‏

١٤ وَٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يُسَاعِدُونَنَا أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ.‏ وَأَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِنَبْنِيَ صَدَاقَاتٍ جَيِّدَةً هِيَ أَنْ نَكُونَ نَحْنُ أَصْدِقَاءَ جَيِّدِينَ.‏ (‏مت ٧:‏١٢‏)‏ مَثَلًا،‏ يُشَجِّعُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نُعْطِيَ مِنْ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا لِلْآخَرِينَ،‏ وَخُصُوصًا «لِمَنْ هُوَ مُحْتَاجٌ».‏ (‏اف ٤:‏٢٨‏)‏ هَلْ يَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ شَخْصٌ فِي جَمَاعَتِكَ يَحْتَاجُ إِلَى خِدْمَةٍ مَا؟‏ مَثَلًا،‏ هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَشْتَرِيَ أَغْرَاضًا لِأَخٍ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُغَادِرَ بَيْتَهُ؟‏ أَوْ هَلْ تَقْدِرُ أَنْ تُحَضِّرَ وَجْبَةَ طَعَامٍ لِعَائِلَةٍ إِمْكَانِيَّاتُهَا مَحْدُودَةٌ؟‏ وَإِذَا كُنْتَ تَعْرِفُ كَيْفَ تَسْتَعْمِلُ ®org.‏jw وَتَطْبِيقَ ®JW Library‏،‏ فَهَلْ تُعَلِّمُ ٱلْآخَرِينَ فِي جَمَاعَتِكَ؟‏ عِنْدَمَا نَنْشَغِلُ كَامِلًا بِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ،‏ غَالِبًا مَا نَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ.‏ —‏ اع ٢٠:‏٣٥‏.‏

١٥ أَيْضًا،‏ يَدْعَمُنَا أَصْدِقَاؤُنَا ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ وَيُقَوُّونَنَا لِنُحَافِظَ عَلَى سَلَامِنَا.‏ فَمِثْلَمَا أَصْغَى أَلِيهُو إِلَى أَيُّوبَ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ مَصَائِبِهِ،‏ يُصْغِي إِلَيْنَا أَصْدِقَاؤُنَا بِصَبْرٍ حِينَ نَفْتَحُ لَهُمْ قُلُوبَنَا.‏ (‏اي ٣٢:‏٤‏)‏ طَبْعًا،‏ نَحْنُ لَا نَتَوَقَّعُ مِنْهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا ٱلْقَرَارَاتِ نِيَابَةً عَنَّا.‏ لٰكِنْ جَيِّدٌ أَنْ نُصْغِيَ إِلَى نَصِيحَتِهِمِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏ام ١٥:‏٢٢‏)‏ وَكَمَا قَبِلَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ بِتَوَاضُعٍ مُسَاعَدَةَ أَصْدِقَائِهِ،‏ لَا يَجِبُ أَنْ تَمْنَعَنَا كِبْرِيَاؤُنَا أَنْ نَقْبَلَ مُسَاعَدَةَ أَصْدِقَائِنَا.‏ (‏٢ صم ١٧:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ فِعْلًا،‏ ٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ هَدِيَّةٌ مِنْ يَهْوَهَ.‏ —‏ يع ١:‏١٧‏.‏

كَيْفَ تُحَافِظُ عَلَى سَلَامِكَ؟‏

١٦ بِحَسَبِ فِيلِبِّي ٤:‏٦،‏ ٧‏،‏ كَيْفَ نَنَالُ سَلَامَ ٱللهِ؟‏ أَوْضِحْ.‏

١٦ اقرأ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏ لِمَاذَا يَقُولُ يَهْوَهُ إِنَّنَا سَنَنَالُ سَلَامَهُ «بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ»؟‏ لِأَنَّنَا لَنْ نُحِسَّ بِٱلسَّلَامِ وَرَاحَةِ ٱلْبَالِ إِلَّا إِذَا فَهِمْنَا دَوْرَ يَسُوعَ فِي قَصْدِ ٱللهِ وَآمَنَّا بِهِ.‏ مَثَلًا،‏ بِوَاسِطَةِ فِدْيَةِ يَسُوعَ تُغْفَرُ كُلُّ خَطَايَانَا.‏ (‏١ يو ٢:‏١٢‏)‏ وَهٰذَا يُرِيحُ ضَمِيرَنَا دُونَ شَكٍّ.‏ وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَلِكُ فِي مَلَكُوتِ ٱللهِ،‏ فَسَيُزِيلُ كُلَّ ٱلْأَذَى ٱلَّذِي يُسَبِّبُهُ لَنَا ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ.‏ (‏اش ٦٥:‏١٧؛‏ ١ يو ٣:‏٨؛‏ رؤ ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَهٰذَا يُعْطِينَا رَجَاءً رَائِعًا.‏ وَمَعَ أَنَّ يَسُوعَ أَوْكَلَ إِلَيْنَا تَعْيِينًا صَعْبًا،‏ فَهُوَ مَعَنَا وَيَدْعَمُنَا فِي آخِرِ أَيَّامِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ.‏ (‏مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَهٰذَا يَزِيدُ شَجَاعَتَنَا.‏ وَمِنْ دُونِ رَاحَةِ ٱلضَّمِيرِ وَٱلرَّجَاءِ وَٱلشَّجَاعَةِ،‏ لَنْ نَشْعُرَ بِٱلسَّلَامِ.‏

١٧ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يُحَافِظُ ٱلْمَسِيحِيُّ عَلَى سَلَامِهِ؟‏ (‏ب)‏ حَسَبَ يُوحَنَّا ١٦:‏٣٣‏،‏ كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلتَّمَثُّلُ بِيَسُوعَ؟‏

١٧ إِذًا،‏ كَيْ نُحَافِظَ عَلَى سَلَامِنَا فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَسُوعَ.‏ كَيْفَ؟‏ أَوَّلًا،‏ نُصَلِّي بِٱسْتِمْرَارٍ.‏ ثَانِيًا،‏ نُطِيعُ يَهْوَهَ وَنُبَشِّرُ بِغَيْرَةٍ وَلَوْ كَانَ ذٰلِكَ صَعْبًا عَلَيْنَا.‏ وَثَالِثًا،‏ نَقْبَلُ مُسَاعَدَةَ أَصْدِقَائِنَا.‏ وَعِنْدَئِذٍ،‏ يَحْرُسُ سَلَامُ ٱللهِ قُلُوبَنَا وَعُقُولَنَا،‏ وَنَتَغَلَّبُ مِثْلَ يَسُوعَ عَلَى أَيِّ مِحْنَةٍ نَمُرُّ بِهَا.‏ —‏ اقرأ يوحنا ١٦:‏٣٣‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٤١ اِسْمَعْ صَلَاتِي

^ ‎الفقرة 5‏ كُلُّنَا نُوَاجِهُ مَشَاكِلَ قَدْ تُخَسِّرُنَا سَلَامَنَا.‏ فَكَيْفَ نُحَافِظُ عَلَيْهِ؟‏ سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ثَلَاثَةَ أُمُورٍ قَامَ بِهَا يَسُوعُ لِيُحَافِظَ عَلَى سَلَامِهِ.‏ وَسَنَرَى كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ.‏