مقالة الدرس ١٤
هل تتمِّم خدمتك؟
«اِعْمَلْ عَمَلَ ٱلْمُبَشِّرِ، تَمِّمْ خِدْمَتَكَ». — ٢ تي ٤:٥.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٥٧ اَلْكِرَازَةُ لِشَتَّى ٱلنَّاسِ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١ مَا رَغْبَةُ كُلِّ خُدَّامِ ٱللهِ، وَلِمَاذَا؟ (اُنْظُرْ صُورَةَ ٱلْغِلَافِ.)
أَوْصَى يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ أَتْبَاعَهُ: «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٨:١٩) وَكُلُّ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْأُمَنَاءِ يَرْغَبُونَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا كَيْفَ ‹يُتَمِّمُونَ› هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةَ. (٢ تي ٤:٥) فَلَا عَمَلَ أَكْثَرُ أَهَمِّيَّةً وَفَائِدَةً وَإِلْحَاحًا مِنْ عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ. مَعَ ذٰلِكَ، لَا نَقْدِرُ أَحْيَانًا أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ عَلَى قَدْرِ مَا نَتَمَنَّى.
٢ أَيُّ تَحَدِّيَاتٍ تُصَعِّبُ عَلَيْنَا إِتْمَامَ خِدْمَتِنَا؟
٢ هُنَاكَ مَسْؤُولِيَّاتٌ أُخْرَى تَأْخُذُ وَقْتَنَا وَطَاقَتَنَا. فَرُبَّمَا نَعْمَلُ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً لِنُؤَمِّنَ حَاجَاتِنَا وَحَاجَاتِ عَائِلَتِنَا. أَوْ قَدْ يُرْهِقُنَا ٱلْمَرَضُ، ٱلْكَآبَةُ، ٱلِٱلْتِزَامَاتُ ٱلْعَائِلِيَّةُ، وَمَشَاكِلُ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْعُمْرِ. فَكَيْفَ نُتَمِّمُ خِدْمَتَنَا فِي ظُرُوفٍ صَعْبَةٍ كَهٰذِهِ؟
٣ مَاذَا نَسْتَنْتِجُ مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ١٣:٢٣؟
٣ إِذَا كُنْتَ تَمُرُّ بِظَرْفٍ يُقَلِّلُ مِنْ وَقْتِ خِدْمَتِكَ، فَلَا تَحْزَنْ. فَيَسُوعُ عَرَفَ أَنَّنَا لَنْ نَقْدِرَ أَنْ نُنْتِجَ جَمِيعًا ٱلْكَمِّيَّةَ نَفْسَهَا مِنْ ثَمَرِ ٱلْمَلَكُوتِ. (اقرأ متى ١٣:٢٣.) وَيَهْوَهُ يُقَدِّرُ كُلَّ مَا نَفْعَلُهُ فِي خِدْمَتِهِ مَا دُمْنَا نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا. (عب ٦:١٠-١٢) مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، قَدْ نَشْعُرُ أَحْيَانًا أَنَّ ظُرُوفَنَا تَسْمَحُ لَنَا أَنْ نَزِيدَ خِدْمَتَنَا. لِذَا سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ كَيْفَ نُعْطِي ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِلْخِدْمَةِ، نُبَسِّطُ حَيَاتَنَا، وَنُحَسِّنُ أُسْلُوبَنَا فِي ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّعْلِيمِ. لٰكِنْ لِنُنَاقِشْ أَوَّلًا مَا مَعْنَى أَنْ نُتَمِّمَ خِدْمَتَنَا.
٤ مَا مَعْنَى أَنْ نُتَمِّمَ خِدْمَتَنَا؟
* مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ. (مر ١٢:٣٠، ٣١؛ كو ٣:٢٣) وَهٰذَا يَعْنِي أَنْ نَسْتَعْمِلَ طَاقَتَنَا وَقُدُرَاتِنَا إِلَى أَقْصَى حَدٍّ فِي خِدْمَتِهِ. وَعِنْدَمَا نُقَدِّرُ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ، نُحَاوِلُ أَنْ نُوصِلَ ٱلْبِشَارَةَ إِلَى أَكْبَرِ عَدَدٍ مِنَ ٱلنَّاسِ.
٤ يَعْنِي إِتْمَامُ خِدْمَتِنَا أَنْ نَشْتَرِكَ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ فِي ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّعْلِيمِ. لٰكِنَّ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي نَصْرِفُهُ فِي ٱلْخِدْمَةِ لَيْسَ كُلَّ شَيْءٍ. فَيَهْوَهُ يَهُمُّهُ دَافِعُنَا أَيْضًا. فَلِأَنَّنَا نُحِبُّهُ وَنُحِبُّ ٱلنَّاسَ، نَشْتَرِكُ فِي خِدْمَتِهِ٥-٦ هَلْ يُمْكِنُ لِشَخْصٍ وَقْتُهُ مَحْدُودٌ أَنْ يَضَعَ ٱلْخِدْمَةَ أَوَّلًا؟ أَوْضِحْ.
٥ تَخَيَّلْ شَابًّا يُحِبُّ ٱلْغِيتَارَ وَيَفْرَحُ بِٱلْعَزْفِ عَلَيْهِ. فَيَبْدَأُ بِٱلْعَمَلِ كَعَازِفٍ فِي مَطْعَمٍ خِلَالَ نِهَايَةِ ٱلْأُسْبُوعِ. لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْعَمَلَ لَا يُغَطِّي مَصَارِيفَهُ. فَيَشْتَغِلُ فِي سُوبِرْمَارْكِت مِنَ ٱلْإِثْنَيْنِ إِلَى ٱلْجُمُعَةِ. صَحِيحٌ أَنَّهُ يُمْضِي مُعْظَمَ وَقْتِهِ فِي ٱلسُّوبِرْمَارْكِت، لٰكِنَّهُ يَعْشَقُ ٱلْمُوسِيقَى. وَهُوَ يَتَمَنَّى أَنْ يُحَسِّنَ مَهَارَتَهُ وَيُصْبِحَ عَازِفًا مُحْتَرِفًا. لِذَا يَسْتَغِلُّ كُلَّ فُرْصَةٍ، مَهْمَا كَانَتْ صَغِيرَةً، لِيَعْزِفَ عَلَى ٱلْغِيتَارِ.
٦ بِطَرِيقَةٍ مُشَابِهَةٍ، رُبَّمَا تَصْرِفُ وَقْتًا مَحْدُودًا فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْعَمَلَ هُوَ ٱلْأَحَبُّ إِلَى قَلْبِكَ. وَأَنْتَ تَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِكَ كَيْ تُحَسِّنَ أُسْلُوبَكَ فِيهِ وَتَصِلَ إِلَى قُلُوبِ ٱلنَّاسِ. لِذَا قَدْ تَتَسَاءَلُ: ‹كَيْفَ أَضَعُ عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِي رَغْمَ مَشَاغِلِي ٱلْكَثِيرَةِ؟›.
كَيْفَ تَضَعُ ٱلْخِدْمَةَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِكَ؟
٧ مَاذَا كَانَ مَوْقِفُ يَسُوعَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ؟
٧ إِنَّ مَوْقِفَ يَسُوعَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ يُعَلِّمُنَا ٱلْكَثِيرَ. يو ٤:٣٤، ٣٥) لِذٰلِكَ مَشَى مِئَاتِ ٱلْكِيلُومِتْرَاتِ كَيْ يُبَشِّرَ أَكْبَرَ عَدَدٍ مِنَ ٱلنَّاسِ. وَٱسْتَغَلَّ ٱلْفُرَصَ لِيَتَحَدَّثَ إِلَيْهِمْ فِي بُيُوتِهِمْ وَفِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْعَامَّةِ. فَحَيَاةُ يَسُوعَ بِكَامِلِهَا كَانَتْ تَدُورُ حَوْلَ ٱلْخِدْمَةِ.
فَٱلتَّبْشِيرُ بِمَلَكُوتِ ٱللهِ كَانَ ٱلْأَهَمَّ فِي حَيَاتِهِ. (٨ كَيْفَ نَعْكِسُ مَوْقِفَ يَسُوعَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ؟
٨ وَتَمَثُّلًا بِيَسُوعَ، نُحَاوِلُ أَنْ نَخْلُقَ ٱلْفُرَصَ كَيْ نُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ فِي أَيِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ. وَنَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ أَنْ نُضَحِّيَ بِرَاحَتِنَا كَيْ نَقُومَ بِهٰذَا ٱلْعَمَلِ. (مر ٦:٣١-٣٤؛ ١ بط ٢:٢١) فَٱلْبَعْضُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يَخْدُمُونَ كَفَاتِحِينَ خُصُوصِيِّينَ أَوْ عَادِيِّينَ أَوْ إِضَافِيِّينَ. وَآخَرُونَ يَتَعَلَّمُونَ لُغَةً جَدِيدَةً أَوْ يَنْتَقِلُونَ إِلَى مِنْطَقَةٍ بِحَاجَةٍ إِلَى نَاشِرِينَ. مَعَ ذٰلِكَ، جُزْءٌ كَبِيرٌ مِنْ عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ يَقُومُ بِهِ بَاقِي ٱلنَّاشِرِينَ، ٱلَّذِينَ يَبْذُلُونَ كُلَّ جُهْدِهِمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَمَهْمَا كَانَ ٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي نَصْرِفُهُ، فَيَهْوَهُ لَا يَطْلُبُ مِنَّا أَكْثَرَ مِنْ طَاقَتِنَا. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَفْرَحَ جَمِيعًا بِإِعْلَانِ «بِشَارَةِ ٱلْإِلٰهِ ٱلسَّعِيدِ ٱلْمَجِيدَةِ». — ١ تي ١:١١؛ تث ٣٠:١١.
٩ (أ) كَيْفَ وَضَعَ بُولُسُ ٱلْخِدْمَةَ أَوَّلًا مَعَ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ أَنْ يَعْمَلَ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْأَعْمَال ٢٨:١٦، ٣٠، ٣١ عَنْ مَوْقِفِ بُولُسَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ؟
٩ اَلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا رَسَمَ لَنَا مِثَالًا فِي وَضْعِ ٱلْخِدْمَةِ أَوَّلًا. فَعِنْدَمَا كَانَ فِي كُورِنْثُوسَ خِلَالَ رِحْلَتِهِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ، لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْمَالِ. فَٱضْطُرَّ أَنْ يَعْمَلَ مُؤَقَّتًا فِي صُنْعِ ٱلْخِيَامِ. لٰكِنَّ عَمَلَهُ هٰذَا لَمْ يَكُنِ ٱلْأَهَمَّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ. فَهُوَ أَرَادَ أَنْ يُعِيلَ نَفْسَهُ وَيُبَشِّرَ أَهْلَ كُورِنْثُوسَ دُونَ أَنْ يَضَعَ عَلَيْهِمْ عِبْئًا مَادِّيًّا. (٢ كو ١١:٧) وَمَعَ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ أَنْ يَعْمَلَ، ٱسْتَمَرَّ يُعْطِي ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِخِدْمَتِهِ وَيُبَشِّرُ كُلَّ سَبْتٍ. وَبَعْدَ أَنْ تَحَسَّنَتْ ظُرُوفُهُ، ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُخَصِّصَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْوَقْتِ لِلْخِدْمَةِ. فَصَارَ «أَكْثَرَ ٱنْشِغَالًا بِٱلْكَلِمَةِ، شَاهِدًا لِلْيَهُودِ لِيُبَرْهِنَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ». (اع ١٨:٣-٥؛ ٢ كو ١١:٩) وَلَاحِقًا، عِنْدَمَا سُجِنَ سَنَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ فِي رُومَا، شَهِدَ لِلَّذِينَ زَارُوهُ وَكَتَبَ عِدَّةَ رَسَائِلَ. (اقرإ الاعمال ٢٨:١٦، ٣٠، ٣١.) فَقَدْ صَمَّمَ أَلَّا يَدَعَ شَيْئًا يُؤَخِّرُهُ عَنْ خِدْمَتِهِ. كَتَبَ: «إِذْ لَنَا هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةُ . . . لَا يَفْتُرُ عَزْمُنَا». (٢ كو ٤:١) وَمِثْلَ بُولُسَ، نَقْدِرُ نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَضَعَ ٱلْخِدْمَةَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا، وَلَوْ كُنَّا مُضْطَرِّينَ أَنْ نَعْمَلَ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً.
١٠-١١ كَيْفَ يُتَمِّمُ كَثِيرُونَ خِدْمَتَهُمْ رَغْمَ صِحَّتِهِمِ ٱلضَّعِيفَةِ؟
١٠ إِذَا كَانَ عُمْرُكَ أَوْ صِحَّتُكَ يُصَعِّبَانِ عَلَيْكَ أَنْ تُبَشِّرَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، فَلِمَ لَا تُشَارِكُ فِي أَنْوَاعٍ أُخْرَى مِنَ ٱلْخِدْمَةِ؟ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، تَكَلَّمَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مَعَ ٱلنَّاسِ أَيْنَمَا كَانُوا. فَبَشَّرُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، عَلَانِيَةً، وَبِطَرِيقَةٍ غَيْرِ رَسْمِيَّةٍ. (اع ١٧:١٧؛ ٢٠:٢٠) فَإِذَا كَانَ ٱلْمَشْيُ صَعْبًا عَلَيْكَ، فَلِمَ لَا تَجْلِسُ فِي مَكَانٍ عَامٍّ وَتُبَشِّرُ ٱلْمَارَّةَ؟ أَوْ قَدْ تَخْدُمُ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ رَسْمِيَّةٍ، تَكْتُبُ ٱلرَّسَائِلَ، أَوْ تَشْهَدُ عَبْرَ ٱلْهَاتِفِ. وَهٰذَا مَا جَرَّبَهُ نَاشِرُونَ كَثِيرُونَ صِحَّتُهُمْ ضَعِيفَةٌ. وَخِدْمَتُهُمْ هٰذِهِ فَرَّحَتْهُمْ كَثِيرًا.
١١ إِذًا رَغْمَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ، بِإِمْكَانِكَ أَنْ تُتَمِّمَ خِدْمَتَكَ. لِنُفَكِّرْ مُجَدَّدًا فِي مِثَالِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ. فَهُوَ قَالَ: «إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ بِذَاكَ ٱلَّذِي يَمْنَحُنِي ٱلْقُوَّةَ». (في ٤:١٣) وَقَدِ ٱحْتَاجَ إِلَى هٰذِهِ ٱلْقُوَّةِ عِنْدَمَا مَرِضَ فِي رِحْلَةٍ إِرْسَالِيَّةٍ. كَتَبَ إِلَى أَهْلِ غَلَاطِيَةَ: «بِسَبَبِ مَرَضٍ فِي جَسَدِي سَنَحَتْ لِي ٱلْفُرْصَةُ أَنْ أُبَشِّرَكُمْ فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى». (غل ٤:١٣) بِطَرِيقَةٍ مُشَابِهَةٍ، قَدْ تَسْمَحُ لَكَ مَشَاكِلُكَ ٱلصِّحِّيَّةُ أَنْ تُبَشِّرَ ٱلْأَطِبَّاءَ وَٱلْمُمَرِّضِينَ وَمَنْ يَعْمَلُونَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ. فَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ يَكُونُونَ عَادَةً فِي ٱلْعَمَلِ حِينَ نَدُقُّ بَابَ بَيْتِهِمْ.
كَيْفَ تُبَسِّطُ حَيَاتَكَ؟
١٢ مَا مَعْنَى أَنْ تَكُونَ عَيْنُنَا بَسِيطَةً؟
١٢ قَالَ يَسُوعُ: «سِرَاجُ ٱلْجَسَدِ هُوَ ٱلْعَيْنُ. فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً، يَكُونُ جَسَدُكَ كُلُّهُ نَيِّرًا». (مت ٦:٢٢) وَمَا مَعْنَى أَنْ تَكُونَ عَيْنُنَا بَسِيطَةً؟ يَعْنِي أَنْ نُبْقِيَ حَيَاتَنَا بَسِيطَةً، أَيْ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى هَدَفٍ وَاحِدٍ وَلَا نَسْمَحَ لِشَيْءٍ أَنْ يُلْهِيَنَا عَنْهُ. وَيَسُوعُ رَسَمَ لَنَا أَفْضَلَ مِثَالٍ. فَقَدْ رَكَّزَ فِي حَيَاتِهِ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ، وَعَلَّمَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُرَكِّزُوا هُمْ أَيْضًا عَلَى ٱلْخِدْمَةِ وَٱلْمَلَكُوتِ. وَنَحْنُ ٱلْيَوْمَ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ حِينَ نُرَكِّزُ فِي حَيَاتِنَا عَلَى خِدْمَةِ ٱللهِ. وَهٰكَذَا ‹نَطْلُبُ أَوَّلًا مَلَكُوتَهُ وَبِرَّهُ›.— مت ٦:٣٣.
١٣ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَصْرِفَ وَقْتًا أَكْبَرَ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
١٣ وَتَبْسِيطُ حَيَاتِنَا مُهِمٌّ جِدًّا لِأَنَّهُ يَسْمَحُ لَنَا أَنْ نَصْرِفَ وَقْتًا أَكْبَرَ فِي تَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ عَنْ يَهْوَهَ. * فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُعَدِّلَ سَاعَاتِ عَمَلِكَ كَيْ تَخْدُمَ أَكْثَرَ فِي وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ؟ أَوْ هَلْ تَقْدِرُ أَنْ تُقَلِّلَ مِنَ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلَّتِي تَأْخُذُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِكَ؟
١٤ أَيُّ تَغْيِيرَاتٍ قَامَ بِهَا زَوْجَانِ كَيْ يَزِيدَا خِدْمَتَهُمَا؟
١٤ هٰذَا مَا فَعَلَهُ شَيْخٌ ٱسْمُهُ إِلْيَاس وَزَوْجَتُهُ. يُخْبِرُ: «لَمْ نَقْدِرْ أَنْ نَبْدَأَ فَوْرًا بِخِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ. لٰكِنَّنَا أَخَذْنَا خُطُوَاتٍ صَغِيرَةً لِنَزِيدَ خِدْمَتَنَا. فَخَفَّفْنَا مَصَارِيفَنَا وَوَضَعْنَا حُدُودًا لِلتَّسْلِيَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَأْخُذُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِنَا. كَمَا طَلَبْنَا مِنْ أَصْحَابِ ٱلْعَمَلِ أَنْ نَشْتَغِلَ سَاعَاتٍ أَقَلَّ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ، بَدَأْنَا نُبَشِّرُ فِي ٱلْأُمْسِيَاتِ، نَعْقِدُ دُرُوسًا أَكْثَرَ، وَنَخْدُمُ فِي وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ مَرَّتَيْنِ كُلَّ شَهْرٍ. وَهٰذَا فَرَّحَنَا كَثِيرًا».
كَيْفَ نُحَسِّنُ أُسْلُوبَنَا فِي ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّعْلِيمِ؟
١٥-١٦ بِنَاءً عَلَى ١ تِيمُوثَاوُس ٤:١٣، ١٥، كَيْفَ نَسْتَمِرُّ فِي تَحْسِينِ مَهَارَتِنَا كَمُبَشِّرِينَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « أَهْدَافٌ تُسَاعِدُنِي أَنْ أُتَمِّمَ خِدْمَتِي».)
١٥ هُنَاكَ طَرِيقَةٌ أُخْرَى لِنُتَمِّمَ خِدْمَتَنَا وَهِيَ ام ١:٥؛ اقرأ ١ تيموثاوس ٤:١٣، ١٥.
أَنْ نُحَسِّنَ أُسْلُوبَنَا فِي ٱلتَّبْشِيرِ. فَٱلْعَامِلُونَ فِي بَعْضِ ٱلْمِهَنِ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَدْرِيبٍ مُسْتَمِرٍّ كَيْ يَزِيدُوا مَعْرِفَتَهُمْ وَمَهَارَتَهُمْ. وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَيْنَا كَمُبَشِّرِينَ. فَنَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى تَدْرِيبٍ مُسْتَمِرٍّ كَيْ نُحَسِّنَ أُسْلُوبَنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ. —١٦ وَلٰكِنْ كَيْفَ نَنَالُ هٰذَا ٱلتَّدْرِيبَ؟ بِٱلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلَّتِي نَسْمَعُهَا كُلَّ أُسْبُوعٍ فِي ٱجْتِمَاعِ ٱلْخِدْمَةِ وَٱلْحَيَاةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَهٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعُ يُدَرِّبُنَا لِنُحَسِّنَ تَدْرِيجِيًّا أُسْلُوبَنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ. مَثَلًا، عِنْدَمَا يُعْطِي ٱلْعَرِيفُ نَصَائِحَ لِلتَّلَامِيذِ، مِنَ ٱلْمُفِيدِ أَنْ نَنْتَبِهَ إِلَى ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ ٱلَّتِي نَحْتَاجُ أَنْ نَعْمَلَ عَلَيْهَا، وَنُصَمِّمَ أَنْ نُطَبِّقَهَا فِي أَقْرَبِ فُرْصَةٍ. أَيْضًا، جَيِّدٌ أَنْ نَطْلُبَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ نَاظِرِ فَرِيقِنَا، أَوْ نَذْهَبَ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ مَعَهُ أَوْ مَعَ نَاشِرٍ لَدَيْهِ خِبْرَةٌ، أَوْ فَاتِحٍ، أَوْ نَاظِرِ ٱلدَّائِرَةِ. وَكُلَّمَا زَادَتْ مَهَارَتُنَا فِي ٱسْتِعْمَالِ كُلِّ «أَدَوَاتِ ٱلتَّعْلِيمِ»، زَادَ فَرَحُنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ.
١٧ كَيْفَ نَشْعُرُ عِنْدَمَا نُتَمِّمُ خِدْمَتَنَا؟
١٧ حَقًّا، أَعْطَانَا يَهْوَهُ ٱمْتِيَازًا كَبِيرًا أَنْ ‹نَعْمَلَ مَعَهُ›. (١ كو ٣:٩) وَلَا شَكَّ أَنَّكَ ‹سَتَخْدُمُ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ› حِينَ تُعْطِي ٱلْأَوْلَوِيَّةَ ‹لِلْأُمُورِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً›. (في ١:١٠؛ مز ١٠٠:٢) وَتَأَكَّدْ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَمْنَحُكَ ٱلْقُوَّةَ ٱللَّازِمَةَ كَيْ تُتَمِّمَ خِدْمَتَكَ مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُكَ. (٢ كو ٤:١، ٧؛ ٦:٤) وَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تَصْرِفُهُ، لَدَيْكَ «سَبَبٌ لِلِٱبْتِهَاجِ» مَا دُمْتَ تَخْدُمُ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ. (غل ٦:٤) وَعِنْدَمَا تُتَمِّمُ خِدْمَتَكَ، تُظْهِرُ مَحَبَّتَكَ لِيَهْوَهَ وَٱلنَّاسِ. وَهٰكَذَا «تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا». — ١ تي ٤:١٦.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٥٨ اَلْبَحْثُ عَنْ بَنِي ٱلسَّلَامِ
^ الفقرة 5 طَلَبَ مِنَّا يَسُوعُ أَنْ نُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ وَنُسَاعِدَهُمْ أَنْ يَصِيرُوا مِنْ تَلَامِيذِهِ. وَهٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ سَتُنَاقِشُ كَيْفَ نُتَمِّمُ خِدْمَتَنَا حَتَّى لَوْ كَانَتْ ظُرُوفُنَا صَعْبَةً. وَسَنَرَى أَيْضًا كَيْفَ نُحَسِّنُ خِدْمَتَنَا وَنَزِيدُ فَرَحَنَا فِيهَا.
^ الفقرة 4 شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ: تَشْمُلُ خِدْمَتُنَا لِيَهْوَهَ كُلَّ أَوْجُهِ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّعْلِيمِ، بِنَاءَ ٱلْمَبَانِي ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ وَصِيَانَتَهَا، وَأَعْمَالَ ٱلْإِغَاثَةِ. — اع ١١:٢٩؛ ٢ كو ٥:١٨، ١٩.
^ الفقرة 13 اُنْظُرِ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلسَّبْعَ فِي ٱلْإِطَارِ «كَيْفَ تُبَسِّطُ حَيَاتَكَ؟» فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدِ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ٢٠١٦، ٱلصَّفْحَةِ ١٠.
^ الفقرة 63 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: أُخْتٌ تَقُومُ بِتَعْيِينِ ٱلزِّيَارَةِ ٱلْمُكَرَّرَةِ فِي ٱجْتِمَاعِ وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ. وَفِيمَا يُعْطِيهَا ٱلْعَرِيفُ نَصِيحَةً، تَكْتُبُ مُلَاحَظَاتٍ فِي كُرَّاسَةِ ٱلْقِرَاءَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ. وَخِلَالَ نِهَايَةِ ٱلْأُسْبُوعِ، تُطَبِّقُ فِي ٱلْخِدْمَةِ مَا تَعَلَّمَتْهُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ.