الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٤

هل تتمِّم خدمتك؟‏

هل تتمِّم خدمتك؟‏

‏«اِعْمَلْ عَمَلَ ٱلْمُبَشِّرِ،‏ تَمِّمْ خِدْمَتَكَ».‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٥٧ اَلْكِرَازَةُ لِشَتَّى ٱلنَّاسِ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

ظَهَرَ يَسُوعُ لِتَلامِيِذِهِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَأَوْصَاهُمْ:‏ «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا» (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١.‏)‏

١ مَا رَغْبَةُ كُلِّ خُدَّامِ ٱللهِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏ (‏اُنْظُرْ صُورَةَ ٱلْغِلَافِ.‏)‏

أَوْصَى يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ أَتْبَاعَهُ:‏ «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏مت ٢٨:‏١٩‏)‏ وَكُلُّ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْأُمَنَاءِ يَرْغَبُونَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا كَيْفَ ‹يُتَمِّمُونَ› هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةَ.‏ (‏٢ تي ٤:‏٥‏)‏ فَلَا عَمَلَ أَكْثَرُ أَهَمِّيَّةً وَفَائِدَةً وَإِلْحَاحًا مِنْ عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَا نَقْدِرُ أَحْيَانًا أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ عَلَى قَدْرِ مَا نَتَمَنَّى.‏

٢ أَيُّ تَحَدِّيَاتٍ تُصَعِّبُ عَلَيْنَا إِتْمَامَ خِدْمَتِنَا؟‏

٢ هُنَاكَ مَسْؤُولِيَّاتٌ أُخْرَى تَأْخُذُ وَقْتَنَا وَطَاقَتَنَا.‏ فَرُبَّمَا نَعْمَلُ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً لِنُؤَمِّنَ حَاجَاتِنَا وَحَاجَاتِ عَائِلَتِنَا.‏ أَوْ قَدْ يُرْهِقُنَا ٱلْمَرَضُ،‏ ٱلْكَآبَةُ،‏ ٱلِٱلْتِزَامَاتُ ٱلْعَائِلِيَّةُ،‏ وَمَشَاكِلُ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْعُمْرِ.‏ فَكَيْفَ نُتَمِّمُ خِدْمَتَنَا فِي ظُرُوفٍ صَعْبَةٍ كَهٰذِهِ؟‏

٣ مَاذَا نَسْتَنْتِجُ مِنْ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ١٣:‏٢٣‏؟‏

٣ إِذَا كُنْتَ تَمُرُّ بِظَرْفٍ يُقَلِّلُ مِنْ وَقْتِ خِدْمَتِكَ،‏ فَلَا تَحْزَنْ.‏ فَيَسُوعُ عَرَفَ أَنَّنَا لَنْ نَقْدِرَ أَنْ نُنْتِجَ جَمِيعًا ٱلْكَمِّيَّةَ نَفْسَهَا مِنْ ثَمَرِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ ‏(‏اقرأ متى ١٣:‏٢٣‏.‏)‏ وَيَهْوَهُ يُقَدِّرُ كُلَّ مَا نَفْعَلُهُ فِي خِدْمَتِهِ مَا دُمْنَا نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا.‏ (‏عب ٦:‏١٠-‏١٢‏)‏ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ قَدْ نَشْعُرُ أَحْيَانًا أَنَّ ظُرُوفَنَا تَسْمَحُ لَنَا أَنْ نَزِيدَ خِدْمَتَنَا.‏ لِذَا سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ كَيْفَ نُعْطِي ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِلْخِدْمَةِ،‏ نُبَسِّطُ حَيَاتَنَا،‏ وَنُحَسِّنُ أُسْلُوبَنَا فِي ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّعْلِيمِ.‏ لٰكِنْ لِنُنَاقِشْ أَوَّلًا مَا مَعْنَى أَنْ نُتَمِّمَ خِدْمَتَنَا.‏

٤ مَا مَعْنَى أَنْ نُتَمِّمَ خِدْمَتَنَا؟‏

٤ يَعْنِي إِتْمَامُ خِدْمَتِنَا أَنْ نَشْتَرِكَ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ فِي ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّعْلِيمِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي نَصْرِفُهُ فِي ٱلْخِدْمَةِ لَيْسَ كُلَّ شَيْءٍ.‏ فَيَهْوَهُ يَهُمُّهُ دَافِعُنَا أَيْضًا.‏ فَلِأَنَّنَا نُحِبُّهُ وَنُحِبُّ ٱلنَّاسَ،‏ نَشْتَرِكُ فِي خِدْمَتِهِ * مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ.‏ (‏مر ١٢:‏٣٠،‏ ٣١؛‏ كو ٣:‏٢٣‏)‏ وَهٰذَا يَعْنِي أَنْ نَسْتَعْمِلَ طَاقَتَنَا وَقُدُرَاتِنَا إِلَى أَقْصَى حَدٍّ فِي خِدْمَتِهِ.‏ وَعِنْدَمَا نُقَدِّرُ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ،‏ نُحَاوِلُ أَنْ نُوصِلَ ٱلْبِشَارَةَ إِلَى أَكْبَرِ عَدَدٍ مِنَ ٱلنَّاسِ.‏

٥-‏٦ هَلْ يُمْكِنُ لِشَخْصٍ وَقْتُهُ مَحْدُودٌ أَنْ يَضَعَ ٱلْخِدْمَةَ أَوَّلًا؟‏ أَوْضِحْ.‏

٥ تَخَيَّلْ شَابًّا يُحِبُّ ٱلْغِيتَارَ وَيَفْرَحُ بِٱلْعَزْفِ عَلَيْهِ.‏ فَيَبْدَأُ بِٱلْعَمَلِ كَعَازِفٍ فِي مَطْعَمٍ خِلَالَ نِهَايَةِ ٱلْأُسْبُوعِ.‏ لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْعَمَلَ لَا يُغَطِّي مَصَارِيفَهُ.‏ فَيَشْتَغِلُ فِي سُوبِرْمَارْكِت مِنَ ٱلْإِثْنَيْنِ إِلَى ٱلْجُمُعَةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ يُمْضِي مُعْظَمَ وَقْتِهِ فِي ٱلسُّوبِرْمَارْكِت،‏ لٰكِنَّهُ يَعْشَقُ ٱلْمُوسِيقَى.‏ وَهُوَ يَتَمَنَّى أَنْ يُحَسِّنَ مَهَارَتَهُ وَيُصْبِحَ عَازِفًا مُحْتَرِفًا.‏ لِذَا يَسْتَغِلُّ كُلَّ فُرْصَةٍ،‏ مَهْمَا كَانَتْ صَغِيرَةً،‏ لِيَعْزِفَ عَلَى ٱلْغِيتَارِ.‏

٦ بِطَرِيقَةٍ مُشَابِهَةٍ،‏ رُبَّمَا تَصْرِفُ وَقْتًا مَحْدُودًا فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْعَمَلَ هُوَ ٱلْأَحَبُّ إِلَى قَلْبِكَ.‏ وَأَنْتَ تَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِكَ كَيْ تُحَسِّنَ أُسْلُوبَكَ فِيهِ وَتَصِلَ إِلَى قُلُوبِ ٱلنَّاسِ.‏ لِذَا قَدْ تَتَسَاءَلُ:‏ ‹كَيْفَ أَضَعُ عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِي رَغْمَ مَشَاغِلِي ٱلْكَثِيرَةِ؟‏›.‏

كَيْفَ تَضَعُ ٱلْخِدْمَةَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِكَ؟‏

٧ مَاذَا كَانَ مَوْقِفُ يَسُوعَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ؟‏

٧ إِنَّ مَوْقِفَ يَسُوعَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ يُعَلِّمُنَا ٱلْكَثِيرَ.‏ فَٱلتَّبْشِيرُ بِمَلَكُوتِ ٱللهِ كَانَ ٱلْأَهَمَّ فِي حَيَاتِهِ.‏ (‏يو ٤:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ لِذٰلِكَ مَشَى مِئَاتِ ٱلْكِيلُومِتْرَاتِ كَيْ يُبَشِّرَ أَكْبَرَ عَدَدٍ مِنَ ٱلنَّاسِ.‏ وَٱسْتَغَلَّ ٱلْفُرَصَ لِيَتَحَدَّثَ إِلَيْهِمْ فِي بُيُوتِهِمْ وَفِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْعَامَّةِ.‏ فَحَيَاةُ يَسُوعَ بِكَامِلِهَا كَانَتْ تَدُورُ حَوْلَ ٱلْخِدْمَةِ.‏

٨ كَيْفَ نَعْكِسُ مَوْقِفَ يَسُوعَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ؟‏

٨ وَتَمَثُّلًا بِيَسُوعَ،‏ نُحَاوِلُ أَنْ نَخْلُقَ ٱلْفُرَصَ كَيْ نُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ فِي أَيِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ.‏ وَنَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ أَنْ نُضَحِّيَ بِرَاحَتِنَا كَيْ نَقُومَ بِهٰذَا ٱلْعَمَلِ.‏ (‏مر ٦:‏٣١-‏٣٤؛‏ ١ بط ٢:‏٢١‏)‏ فَٱلْبَعْضُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يَخْدُمُونَ كَفَاتِحِينَ خُصُوصِيِّينَ أَوْ عَادِيِّينَ أَوْ إِضَافِيِّينَ.‏ وَآخَرُونَ يَتَعَلَّمُونَ لُغَةً جَدِيدَةً أَوْ يَنْتَقِلُونَ إِلَى مِنْطَقَةٍ بِحَاجَةٍ إِلَى نَاشِرِينَ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ جُزْءٌ كَبِيرٌ مِنْ عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ يَقُومُ بِهِ بَاقِي ٱلنَّاشِرِينَ،‏ ٱلَّذِينَ يَبْذُلُونَ كُلَّ جُهْدِهِمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَمَهْمَا كَانَ ٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي نَصْرِفُهُ،‏ فَيَهْوَهُ لَا يَطْلُبُ مِنَّا أَكْثَرَ مِنْ طَاقَتِنَا.‏ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَفْرَحَ جَمِيعًا بِإِعْلَانِ «بِشَارَةِ ٱلْإِلٰهِ ٱلسَّعِيدِ ٱلْمَجِيدَةِ».‏ —‏ ١ تي ١:‏١١؛‏ تث ٣٠:‏١١‏.‏

٩ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ وَضَعَ بُولُسُ ٱلْخِدْمَةَ أَوَّلًا مَعَ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ أَنْ يَعْمَلَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْأَعْمَال ٢٨:‏١٦،‏ ٣٠،‏ ٣١ عَنْ مَوْقِفِ بُولُسَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ؟‏

٩ اَلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا رَسَمَ لَنَا مِثَالًا فِي وَضْعِ ٱلْخِدْمَةِ أَوَّلًا.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ فِي كُورِنْثُوسَ خِلَالَ رِحْلَتِهِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ،‏ لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْمَالِ.‏ فَٱضْطُرَّ أَنْ يَعْمَلَ مُؤَقَّتًا فِي صُنْعِ ٱلْخِيَامِ.‏ لٰكِنَّ عَمَلَهُ هٰذَا لَمْ يَكُنِ ٱلْأَهَمَّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ.‏ فَهُوَ أَرَادَ أَنْ يُعِيلَ نَفْسَهُ وَيُبَشِّرَ أَهْلَ كُورِنْثُوسَ دُونَ أَنْ يَضَعَ عَلَيْهِمْ عِبْئًا مَادِّيًّا.‏ (‏٢ كو ١١:‏٧‏)‏ وَمَعَ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ أَنْ يَعْمَلَ،‏ ٱسْتَمَرَّ يُعْطِي ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِخِدْمَتِهِ وَيُبَشِّرُ كُلَّ سَبْتٍ.‏ وَبَعْدَ أَنْ تَحَسَّنَتْ ظُرُوفُهُ،‏ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُخَصِّصَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْوَقْتِ لِلْخِدْمَةِ.‏ فَصَارَ «أَكْثَرَ ٱنْشِغَالًا بِٱلْكَلِمَةِ،‏ شَاهِدًا لِلْيَهُودِ لِيُبَرْهِنَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ».‏ (‏اع ١٨:‏٣-‏٥؛‏ ٢ كو ١١:‏٩‏)‏ وَلَاحِقًا،‏ عِنْدَمَا سُجِنَ سَنَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ فِي رُومَا،‏ شَهِدَ لِلَّذِينَ زَارُوهُ وَكَتَبَ عِدَّةَ رَسَائِلَ.‏ ‏(‏اقرإ الاعمال ٢٨:‏١٦،‏ ٣٠،‏ ٣١‏.‏)‏ فَقَدْ صَمَّمَ أَلَّا يَدَعَ شَيْئًا يُؤَخِّرُهُ عَنْ خِدْمَتِهِ.‏ كَتَبَ:‏ «إِذْ لَنَا هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةُ .‏ .‏ .‏ لَا يَفْتُرُ عَزْمُنَا».‏ (‏٢ كو ٤:‏١‏)‏ وَمِثْلَ بُولُسَ،‏ نَقْدِرُ نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَضَعَ ٱلْخِدْمَةَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا،‏ وَلَوْ كُنَّا مُضْطَرِّينَ أَنْ نَعْمَلَ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً.‏

هُنَاكَ عِدَّةُ طُرُقٍ لِنُتَمِّمَ خِدْمَتَنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٠-‏١١.‏)‏

١٠-‏١١ كَيْفَ يُتَمِّمُ كَثِيرُونَ خِدْمَتَهُمْ رَغْمَ صِحَّتِهِمِ ٱلضَّعِيفَةِ؟‏

١٠ إِذَا كَانَ عُمْرُكَ أَوْ صِحَّتُكَ يُصَعِّبَانِ عَلَيْكَ أَنْ تُبَشِّرَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ،‏ فَلِمَ لَا تُشَارِكُ فِي أَنْوَاعٍ أُخْرَى مِنَ ٱلْخِدْمَةِ؟‏ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ تَكَلَّمَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مَعَ ٱلنَّاسِ أَيْنَمَا كَانُوا.‏ فَبَشَّرُوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ،‏ عَلَانِيَةً،‏ وَبِطَرِيقَةٍ غَيْرِ رَسْمِيَّةٍ.‏ (‏اع ١٧:‏١٧؛‏ ٢٠:‏٢٠‏)‏ فَإِذَا كَانَ ٱلْمَشْيُ صَعْبًا عَلَيْكَ،‏ فَلِمَ لَا تَجْلِسُ فِي مَكَانٍ عَامٍّ وَتُبَشِّرُ ٱلْمَارَّةَ؟‏ أَوْ قَدْ تَخْدُمُ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ رَسْمِيَّةٍ،‏ تَكْتُبُ ٱلرَّسَائِلَ،‏ أَوْ تَشْهَدُ عَبْرَ ٱلْهَاتِفِ.‏ وَهٰذَا مَا جَرَّبَهُ نَاشِرُونَ كَثِيرُونَ صِحَّتُهُمْ ضَعِيفَةٌ.‏ وَخِدْمَتُهُمْ هٰذِهِ فَرَّحَتْهُمْ كَثِيرًا.‏

١١ إِذًا رَغْمَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ،‏ بِإِمْكَانِكَ أَنْ تُتَمِّمَ خِدْمَتَكَ.‏ لِنُفَكِّرْ مُجَدَّدًا فِي مِثَالِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ.‏ فَهُوَ قَالَ:‏ «إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ بِذَاكَ ٱلَّذِي يَمْنَحُنِي ٱلْقُوَّةَ».‏ (‏في ٤:‏١٣‏)‏ وَقَدِ ٱحْتَاجَ إِلَى هٰذِهِ ٱلْقُوَّةِ عِنْدَمَا مَرِضَ فِي رِحْلَةٍ إِرْسَالِيَّةٍ.‏ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ غَلَاطِيَةَ:‏ «بِسَبَبِ مَرَضٍ فِي جَسَدِي سَنَحَتْ لِي ٱلْفُرْصَةُ أَنْ أُبَشِّرَكُمْ فِي ٱلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى».‏ (‏غل ٤:‏١٣‏)‏ بِطَرِيقَةٍ مُشَابِهَةٍ،‏ قَدْ تَسْمَحُ لَكَ مَشَاكِلُكَ ٱلصِّحِّيَّةُ أَنْ تُبَشِّرَ ٱلْأَطِبَّاءَ وَٱلْمُمَرِّضِينَ وَمَنْ يَعْمَلُونَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ يَكُونُونَ عَادَةً فِي ٱلْعَمَلِ حِينَ نَدُقُّ بَابَ بَيْتِهِمْ.‏

كَيْفَ تُبَسِّطُ حَيَاتَكَ؟‏

١٢ مَا مَعْنَى أَنْ تَكُونَ عَيْنُنَا بَسِيطَةً؟‏

١٢ قَالَ يَسُوعُ:‏ «سِرَاجُ ٱلْجَسَدِ هُوَ ٱلْعَيْنُ.‏ فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً،‏ يَكُونُ جَسَدُكَ كُلُّهُ نَيِّرًا».‏ (‏مت ٦:‏٢٢‏)‏ وَمَا مَعْنَى أَنْ تَكُونَ عَيْنُنَا بَسِيطَةً؟‏ يَعْنِي أَنْ نُبْقِيَ حَيَاتَنَا بَسِيطَةً،‏ أَيْ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى هَدَفٍ وَاحِدٍ وَلَا نَسْمَحَ لِشَيْءٍ أَنْ يُلْهِيَنَا عَنْهُ.‏ وَيَسُوعُ رَسَمَ لَنَا أَفْضَلَ مِثَالٍ.‏ فَقَدْ رَكَّزَ فِي حَيَاتِهِ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ وَعَلَّمَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُرَكِّزُوا هُمْ أَيْضًا عَلَى ٱلْخِدْمَةِ وَٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَنَحْنُ ٱلْيَوْمَ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ حِينَ نُرَكِّزُ فِي حَيَاتِنَا عَلَى خِدْمَةِ ٱللهِ.‏ وَهٰكَذَا ‹نَطْلُبُ أَوَّلًا مَلَكُوتَهُ وَبِرَّهُ›.‏—‏ مت ٦:‏٣٣‏.‏

١٣ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَصْرِفَ وَقْتًا أَكْبَرَ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏

١٣ وَتَبْسِيطُ حَيَاتِنَا مُهِمٌّ جِدًّا لِأَنَّهُ يَسْمَحُ لَنَا أَنْ نَصْرِفَ وَقْتًا أَكْبَرَ فِي تَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ عَنْ يَهْوَهَ.‏ * فَهَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُعَدِّلَ سَاعَاتِ عَمَلِكَ كَيْ تَخْدُمَ أَكْثَرَ فِي وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ؟‏ أَوْ هَلْ تَقْدِرُ أَنْ تُقَلِّلَ مِنَ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلَّتِي تَأْخُذُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِكَ؟‏

١٤ أَيُّ تَغْيِيرَاتٍ قَامَ بِهَا زَوْجَانِ كَيْ يَزِيدَا خِدْمَتَهُمَا؟‏

١٤ هٰذَا مَا فَعَلَهُ شَيْخٌ ٱسْمُهُ إِلْيَاس وَزَوْجَتُهُ.‏ يُخْبِرُ:‏ «لَمْ نَقْدِرْ أَنْ نَبْدَأَ فَوْرًا بِخِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ.‏ لٰكِنَّنَا أَخَذْنَا خُطُوَاتٍ صَغِيرَةً لِنَزِيدَ خِدْمَتَنَا.‏ فَخَفَّفْنَا مَصَارِيفَنَا وَوَضَعْنَا حُدُودًا لِلتَّسْلِيَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَأْخُذُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِنَا.‏ كَمَا طَلَبْنَا مِنْ أَصْحَابِ ٱلْعَمَلِ أَنْ نَشْتَغِلَ سَاعَاتٍ أَقَلَّ.‏ وَبِٱلنَّتِيجَةِ،‏ بَدَأْنَا نُبَشِّرُ فِي ٱلْأُمْسِيَاتِ،‏ نَعْقِدُ دُرُوسًا أَكْثَرَ،‏ وَنَخْدُمُ فِي وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ مَرَّتَيْنِ كُلَّ شَهْرٍ.‏ وَهٰذَا فَرَّحَنَا كَثِيرًا».‏

كَيْفَ نُحَسِّنُ أُسْلُوبَنَا فِي ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّعْلِيمِ؟‏

عِنْدَمَا نُطَبِّقُ مَا نَتَعَلَّمُهُ فِي ٱجْتِمَاعِ وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ،‏ يَتَحَسَّنُ أُسْلُوبُنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٥-‏١٦.‏)‏ *

١٥-‏١٦ بِنَاءً عَلَى ١ تِيمُوثَاوُس ٤:‏١٣،‏ ١٥‏،‏ كَيْفَ نَسْتَمِرُّ فِي تَحْسِينِ مَهَارَتِنَا كَمُبَشِّرِينَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ أَهْدَافٌ تُسَاعِدُنِي أَنْ أُتَمِّمَ خِدْمَتِي‏».‏)‏

١٥ هُنَاكَ طَرِيقَةٌ أُخْرَى لِنُتَمِّمَ خِدْمَتَنَا وَهِيَ أَنْ نُحَسِّنَ أُسْلُوبَنَا فِي ٱلتَّبْشِيرِ.‏ فَٱلْعَامِلُونَ فِي بَعْضِ ٱلْمِهَنِ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَدْرِيبٍ مُسْتَمِرٍّ كَيْ يَزِيدُوا مَعْرِفَتَهُمْ وَمَهَارَتَهُمْ.‏ وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَيْنَا كَمُبَشِّرِينَ.‏ فَنَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى تَدْرِيبٍ مُسْتَمِرٍّ كَيْ نُحَسِّنَ أُسْلُوبَنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ —‏ ام ١:‏٥‏؛‏ اقرأ ١ تيموثاوس ٤:‏١٣،‏ ١٥‏.‏

١٦ وَلٰكِنْ كَيْفَ نَنَالُ هٰذَا ٱلتَّدْرِيبَ؟‏ بِٱلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلَّتِي نَسْمَعُهَا كُلَّ أُسْبُوعٍ فِي ٱجْتِمَاعِ ٱلْخِدْمَةِ وَٱلْحَيَاةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَهٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعُ يُدَرِّبُنَا لِنُحَسِّنَ تَدْرِيجِيًّا أُسْلُوبَنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا يُعْطِي ٱلْعَرِيفُ نَصَائِحَ لِلتَّلَامِيذِ،‏ مِنَ ٱلْمُفِيدِ أَنْ نَنْتَبِهَ إِلَى ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ ٱلَّتِي نَحْتَاجُ أَنْ نَعْمَلَ عَلَيْهَا،‏ وَنُصَمِّمَ أَنْ نُطَبِّقَهَا فِي أَقْرَبِ فُرْصَةٍ.‏ أَيْضًا،‏ جَيِّدٌ أَنْ نَطْلُبَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ نَاظِرِ فَرِيقِنَا،‏ أَوْ نَذْهَبَ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ مَعَهُ أَوْ مَعَ نَاشِرٍ لَدَيْهِ خِبْرَةٌ،‏ أَوْ فَاتِحٍ،‏ أَوْ نَاظِرِ ٱلدَّائِرَةِ.‏ وَكُلَّمَا زَادَتْ مَهَارَتُنَا فِي ٱسْتِعْمَالِ كُلِّ «أَدَوَاتِ ٱلتَّعْلِيمِ»،‏ زَادَ فَرَحُنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏

١٧ كَيْفَ نَشْعُرُ عِنْدَمَا نُتَمِّمُ خِدْمَتَنَا؟‏

١٧ حَقًّا،‏ أَعْطَانَا يَهْوَهُ ٱمْتِيَازًا كَبِيرًا أَنْ ‹نَعْمَلَ مَعَهُ›.‏ (‏١ كو ٣:‏٩‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّكَ ‹سَتَخْدُمُ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ› حِينَ تُعْطِي ٱلْأَوْلَوِيَّةَ ‹لِلْأُمُورِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً›.‏ (‏في ١:‏١٠؛‏ مز ١٠٠:‏٢‏)‏ وَتَأَكَّدْ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَمْنَحُكَ ٱلْقُوَّةَ ٱللَّازِمَةَ كَيْ تُتَمِّمَ خِدْمَتَكَ مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُكَ.‏ (‏٢ كو ٤:‏١،‏ ٧؛‏ ٦:‏٤‏)‏ وَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي تَصْرِفُهُ،‏ لَدَيْكَ «سَبَبٌ لِلِٱبْتِهَاجِ» مَا دُمْتَ تَخْدُمُ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ.‏ (‏غل ٦:‏٤‏)‏ وَعِنْدَمَا تُتَمِّمُ خِدْمَتَكَ،‏ تُظْهِرُ مَحَبَّتَكَ لِيَهْوَهَ وَٱلنَّاسِ.‏ وَهٰكَذَا «تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا».‏ —‏ ١ تي ٤:‏١٦‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٥٨ اَلْبَحْثُ عَنْ بَنِي ٱلسَّلَامِ

^ ‎الفقرة 5‏ طَلَبَ مِنَّا يَسُوعُ أَنْ نُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ وَنُسَاعِدَهُمْ أَنْ يَصِيرُوا مِنْ تَلَامِيذِهِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ سَتُنَاقِشُ كَيْفَ نُتَمِّمُ خِدْمَتَنَا حَتَّى لَوْ كَانَتْ ظُرُوفُنَا صَعْبَةً.‏ وَسَنَرَى أَيْضًا كَيْفَ نُحَسِّنُ خِدْمَتَنَا وَنَزِيدُ فَرَحَنَا فِيهَا.‏

^ ‎الفقرة 4‏ شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ:‏ تَشْمُلُ خِدْمَتُنَا لِيَهْوَهَ كُلَّ أَوْجُهِ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّعْلِيمِ،‏ بِنَاءَ ٱلْمَبَانِي ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ وَصِيَانَتَهَا،‏ وَأَعْمَالَ ٱلْإِغَاثَةِ.‏ —‏ اع ١١:‏٢٩؛‏ ٢ كو ٥:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

^ ‎الفقرة 13‏ اُنْظُرِ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلسَّبْعَ فِي ٱلْإِطَارِ «‏كَيْفَ تُبَسِّطُ حَيَاتَكَ؟‏‏» فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ عَدَدِ تَمُّوزَ (‏يُولْيُو)‏ ٢٠١٦،‏ ٱلصَّفْحَةِ ١٠.‏

^ ‎الفقرة 63‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ أُخْتٌ تَقُومُ بِتَعْيِينِ ٱلزِّيَارَةِ ٱلْمُكَرَّرَةِ فِي ٱجْتِمَاعِ وَسَطِ ٱلْأُسْبُوعِ.‏ وَفِيمَا يُعْطِيهَا ٱلْعَرِيفُ نَصِيحَةً،‏ تَكْتُبُ مُلَاحَظَاتٍ فِي كُرَّاسَةِ ٱلْقِرَاءَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ‏.‏ وَخِلَالَ نِهَايَةِ ٱلْأُسْبُوعِ،‏ تُطَبِّقُ فِي ٱلْخِدْمَةِ مَا تَعَلَّمَتْهُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ.‏